السؤال : من أيّ قسم كانت الرؤية التي طلبها سيّدنا موسى (عليه السلام) ؟ إذا كان الجواب هو الرؤية البصرية ، فهل سيّدنا موسى (عليه السلام) ـ الذي هو من أولي العزم من الأنبياء ، على علوّ مرتبته وصفاء نفسه ـ لم يكن حاصلاً على هذه الرؤية قبل طلبها ؟
وإذا كان الجواب هو الرؤية القلبية ، فلماذا كان جواب الله تعالى باستحالة الرؤية ، مع أنّها متيسّرة للمؤمنين الخلّص فضلاً عن الأنبياء ؟
ملاحظة : هذا الأشكال واجهني ، وأنا أبحث مسألة الرؤية ، أرجو أن نتعاون على فكّه .
الجواب : الرؤية التي طلبها نبيّ الله موسى (عليه السلام) من الله تعالى ، هي الرؤية الحسّية البصرية ، لا الرؤية المعنوية القلبية ، ولهذا أجابه الله عزّ وجلّ باستحالة هذه الرؤية الحسّية البصرية بقوله : { لَن تَرَانِي } (1) .
والسبب الذي دعا موسى (عليه السلام) أن يطلب هذه الرؤية ـ مع علمه واعتقاده بعدم رؤية الله تعالى في الدنيا والآخرة ، لأنّه يلزم منه التجسيم في حقّ الله تعالى ، ومن ثمّ المحدودية والتناهي ، وهذه كلّها من ملازمات الممكن ، والله واجب الوجود وليس بممكن ـ هو بضغط من قومه ، ولم يكن بدافع من نفس موسى (عليه السلام) ، بدليل قوله تعالى عن لسان قوم موسى : { وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً } (2) .
____________
1- الأعراف : 143 .
2- البقرة : 55 .
( أبو علي . الجزائر . ... ) التي طلبها موسى
- الزيارات: 821