السؤال : ما هو الردّ ـ من الكتاب أو السنّة ـ عند الشيعة على حديث : ( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) (1) .
وعلى حديث : ( ألا وإن من كان قبلكم ، كانوا يتّخذون قبور أنبيائهم مساجد وصالحيهم مساجد ، ألا فلا تتّخذوا القبور مساجد ، إنّي أنهاكم عن ذلك ) (2) .
ما هو الردّ على هذين الحديثين ، ومدى صحّتهما .
الجواب : إنّ احترام العظماء والصلحاء ، وعلى رأسهم الأنبياء والأولياء ، نشأت عليها جميع الشعوب والأُمم على مدى التاريخ ، فهل من المعقول أن يقابله الدين الحنيف مع ما فيه من تعظيم ، وتركيز للأُسس والمفاهيم الدينية ؟
فهذا القرآن الكريم في نقله لقصّة أصحاب الكهف ، يذكر بناء مسجد على قبورهم ، مع تأييده لهذا العمل ، لعدم ردعهم عنه { قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا } (3) فهل هذا حرام ؟ أو على العكس فهو إحياء لذكرى هؤلاء ، وإشارة واضحة لتأييد عملهم ؟
وأيضاً قوله تعالى : { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ } (4) ، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : بأنّ هذه البيوت بيوت الأنبياء ، وحتّى بيت علي وفاطمة (5) .
ومن المعلوم : أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله) دفن في بيته ، فزيارته والصلاة والدعاء عند قبره ، يعتبر مشمولاً للنصّ القرآنيّ .
وأمّا الروايتان التي أشرتم إليها ، فمع غضّ النظر عن سندها ، فهما محمولتان على صورة عبادة القبر أو صاحبه ؛ فيا ترى هل يوجد شخص مسلم ـ حتّى مع الوعي القليل ـ ينوي العبادة للقبور ؟!
مضافاً إلى أنّه توجد هناك روايات كثيرة بألفاظ متقاربة ، تحثّ على زيارة القبور .
____________
1- صحيح البخاريّ 1 / 110 .
2- صحيح مسلم 2 / 68 .
3- الكهف : 21 .
4- النور : 36 .
5- روح المعاني 9 / 367 ، الدرّ المنثور 5 / 50 .
( محمّد . ... . ... ) لا تنافي لا تتخذوا القبور مساجد
- الزيارات: 393