التغريب «الغزو الحضاري»([1])
وهو تيار ذو أبعاد سياسية وثقافية وفنية، يرمي إلى صبغ حياة الأمم عامّة، والمسلمين خاصة بالأسلوب الغربي، وذلك بهدف إلغاء شخصيتهم المستقلة وخصائصهم المنفردة، وجعلهم أسرى التبعية الكاملة للحضارة الغربية، وفي هذا الصدد قال گلادستون كلمته المشهورة: «مادام هذا القرن موجوداً فلن تستطيع أروبا السيطرة على الشرق، ولا أن تكون هي نفسها في أمان».
وقد إستجاب عدد من الحكام في البلاد الإسلامية لدعوة التغريب منهم: كمال أتاتورك في تركيا، ورضا بهلوي في إيران،... وغيرهم، وقد إشتهر هؤلاء الحكام بالنزوغ الشديد للغرب والسعي الحثيث للقضاء على معالم الحضارة الإسلامية وأصولها وإحلال الحضارة الغربية في بلادهم، فقد بدأ هؤلاء الحكام بالقضاء على الخط والحرف العربيين أولاً وعلى اللغة العربية الفصحى ثانياً، وعلى الحجاب ثالثاً، وعلى القضاء الشرعي رابعاً، وعلى حدود الله تعالى في الحلال والحرام خامساً، وعلى الأخلاق الإسلامية، وعلى الكثير من ذلك بحجة التطور والتجديد والحداثة.
وبرز في مجال الدعوة إلى التغريب والإرتماء في أحضان الحضارة الغربية مفكرون وكتاب وأدباء، وعموا هذه الدعوة بكتاباتهم وأدبهم نذكر منهم: د. طه حسين في مصر، وضياء كوك في تركيا، وأحمد خان في الهند، وحسن نقي زادة في إيران، وفي كل يوم تقذف إلينا الحضارة الغربية بوابل الأفكار والمفاهيم التي تعبر عن معاناة الإنسان الغربي وفهمه المريض للحياة، تقدم لنا صِيغاً وموضوعات قابلة للتناول ونقل العدوى من خلال عناوين التطور والتحديث والعولمة، وعبر وسائل متنوعة وشبكات متطورة في مقدمتها الإنترنيت، الذي له قدرة الوصول إلى كل نقطة في العالم.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] د. مصطفى خالد، د. فروغ، التبشير والإستعمار، الموسوعة الميسرة في الأديان والفرق والمذاهب المعاصرة، الجسور الثلاثة.
مؤسسة البلاغ، حول التفكير العقائدي في الإسلام.