• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

( فراس العبدواني . ... . ... ) لا يصحّ الترضي على جميعهم

السؤال : هل صحيح أنّه يستحبّ الترضي للصحابة ، ولا يصحّ أن يقال بعد ذكر اسم الإمام علي بقول (عليه السلام) أو (كرّم الله وجهه) ، والصحيح أن يقال : (رضي الله عنه) .
الجواب : هذه دعوى بلا دليل ، إذ إنّ من الصحابة :
1ـ يسار بن سبع ـ المعروف بأبي الغادية الجهني ـ وهو من الصحابة بإجماع أهل السنّة ، وهو قاتل عمّار بن ياسر (رضي الله عنه) ، وقد صحّ عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) قولـه
: " قاتل عمّار وسالبه في النار " (1) ، فهذا الشخص في النار بشهادة النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، كما اعترف شيخ الوهّابية ناصر الدين الألباني ، فكيف ترضى على أهل النار ؟!
2ـ مسلم بن عقبة المري ، ذكره ابن عساكر وابن حجر من الصحابة (2) ، وهو الذي غزا المدينة ، واستباح بنات الصحابة والتابعين ، وقد صحّ عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) قولـه : " من آذى أهل المدينة آذاه الله ، وعليه لعنة الله والملائكة " (3)، واعترف النووي بأنّه من أهل النار ، فكيف تترضى عليه ؟!
3ـ بسر بن أرطاة ، قد أوقع بأهل المدينة ومكّة أفعال قبيحة ، وآذى الصحابة ، وارتكب الأُمور العظام منها ما نقله أهل الأخبار والحديث : من ذبحه عبد الرحمن وقثم ابني عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب ، وهما صغيران بين يدي أُمّهما ، وكان معاوية سيّره إلى الحجاز واليمن ليقتل شيعة علي ، ويأخذ البيعة لـه ، فسار إلى المدينة ففعل بها أفعالاً شنيعة ، وسار إلى اليمن ففعل فيها كذلك .
وقال الدارقطني : " بسر بن أرطاة لـه صحبة ، ولم تكن لـه استقامة بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله)، ... ودخل المدينة فهرب منه كثير من أهلها ... ، وقتل فيها كثيراً ، وأغار على همدان باليمن ، وسبى نساءهم ، فكنّ أوّل مسلمات سُبين في الإسلام " (4) .
فكيف ترضى على القتلة المستبيحين للنفس المحرّمة ، وللزنا ؟!
4ـ معاوية بن خديج أو حديج ، ذكروا في ترجمته أنّه كان صحابياً ، وكان من أسبّ الناس لعلي (عليه السلام) ، وقد صحّ عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) قولـه : " من سبّ علياً فقد سبّني " (5) ، فكيف تترضى على رجل يسبّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟
5ـ المغيرة بن شعبة ، ولي لمعاوية الكوفة ، وكان ينال من علي (عليه السلام) ، ولم يكتفِ بذلك ، بل أمر الولاة بالنيل منه ، وقد صحّ عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) قولـه : " ولا يحبّه إلاّ مؤمن ، ولا يبغضه إلاّ منافق " (6) ، فكيف تترضى على المنافقين ؟!
6ـ مروان بن الحكم ، كان يسبّ علياً (عليه السلام) ، فكيف تترضى عليه ؟!
7ـ معاوية بن أبي سفيان ، كان يسبّ علياً ، ويأمر الولاة بسبّه ، فكيف تترضى عليه ؟!
8ـ طليحة بن خويلد ، ارتدّ بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله) وادّعى النبوّة (7) ، وقتل هو وأخوه بعض الصحابة ، فكيف تترضى عليه ؟!
9ـ عمرو بن العاص ، قد ورد بإسناد صحيح أنّ الإمام الحسن (عليه السلام) شهد بأنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) لعنه ، وقد كان يسبّ علياً (عليه السلام) ، فكيف تترضى على من لعنه النبيّ(صلى الله عليه وآله) ؟!
هذه غيض من فيض الصحابة ، الذين يطهر اللسان عن ذكرهم فضلاً عن الترضّي عليهم ، فبأيّ حقّ يقال باستحباب الترضّي على جميع الصحابة ، روايات أُموية أظهرت لنا عموم الصحابة بمظهر ملائكي !!
وماذا يفعل لحديث الحوض المتواتر والمروي في صحيح مسلم والبخاري ، والذي فيه ارتداد الصحابة ، ولا يبقى منهم بدون ردّة إلاّ مثل همل النعم ، أي القليل جدّاً ؟!
وليس بعيد على الدين الأموي أن يترضّى حتّى على إبليس وحزبه ، ويخالف صريح القرآن ، كالغزّالي الذي يمنع من لعن يزيد ، بل وحتّى الكافر إذا لم يتيقّن من موته على الكفر ، ويقول : ولا خطر في السكوت عن لعن إبليس (8) !! أي لعن إبليس لعلّه فيه خطر ، لكن ترك لعنه لا خطر فيه !!


____________
1- المستدرك 3 / 387 ، مجمع الزوائد 7 / 244 و 9 / 297 ، الآحاد والمثاني 2 / 102 ، الجامع الصغير 2 / 233 ، تاريخ مدينة دمشق 43 / 474 .
2- تاريخ مدينة دمشق 58 / 102 ، الإصابة 6 / 232 .
3- مجمع الزوائد 3 / 307 ، الجامع الصغير 2 / 547 ، كنز العمّال 12 / 237 ، فيض القدير 6 / 25 .
4- أُسد الغابة 1 / 180 ، تهذيب 4 / 62 .
5- مسند أحمد 6 / 323 ، ذخائر العقبى : 66 ، المستدرك على الصحيحين 3 / 121 ، السنن الكبرى للنسائي 5 / 133 ، خصائص أمير المؤمنين : 99 ، نظم درر السمطين : 105 ، الجامع الصغير 2 / 608 ، كنز العمّال 11 / 573 و 602 ، تاريخ مدينة دمشق 14 / 132 و 30 / 179 و 42 / 266 و 533 ، البداية والنهاية 7 / 391 ، سبل الهدى والرشاد 11 / 250 و 294 ، ينابيع المودّة 1 / 152 و 2 / 102 و 156 و 274 و 395 ، جواهر المطالب 1 / 65 .
6- شرح نهج البلاغة 8 / 119 و 9 / 172 و 18 / 24 ، كنز العمّال 14 / 81 ، تاريخ مدينة دمشق 12 / 398 و 42 / 134 و 279 ، تهذيب التهذيب 8 / 411 ، جواهر المطالب 1 / 250 ، ينابيع المودّة 2 / 179 و 492 .
7- السنن الكبرى للبيهقي 8 / 175 ، فتح الباري 13 / 180 ، كنز العمّال 14 / 551 ، الثقات 2 / 167 و 3 / 321 ، تاريخ مدينة دمشق 25 / 149 .
8- إحياء علوم الدين 3 / 186 .


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page