السؤال : هناك أدلّة كثيرة على إمامة علي (عليه السلام) بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) في كتب أهل السنّة فضلاً عن الشيعة ، ولكن لماذا بعد كُلّ هذه الدلائل نجد الوهّابيين النواصب لا يزالون يرفضون ويجحدون ولاية علي (عليه السلام) ، ويطعنون بفاطمة الزهراء (عليها السلام) كما فعل ابن تيمية ؟ فلماذا كُلّ هذا الاجحاد بعد كُلّ هذه الأدلّة ؟
الجواب : لقد قام المذهب المناوئ لأهل البيت (عليهم السلام) بتزوير الإسلام ، وأسّسوا سبلاً غير سبيل الله تعالى ، وغير صراطه المستقيم ، فقاموا بإخفاء الأحاديث التي تثبت الحقّ والفضل لأهل البيت (عليهم السلام) بوسائل مختلفة ، منها :
منع الصحابة من التحديث ، ومن تدوين الأحاديث ، والإقامة الجبرية لبعضهم الموالين وغير ذلك ، وكذلك بثّوا ووضعوا أحاديث في قبال أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) ، مثل قول النبيّ (صلى الله عليه وآله) : " الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة " ، فقد وضعوا في قباله : " أبو بكر وعمر سيّدا كهول أهل الجنّة " ، مع خلو الجنّة من الكهول بالاتفاق .
وكذلك قول النبيّ (صلى الله عليه وآله) : " سدّوا كُلّ الأبواب إلاّ باب علي " ، فوضعوا في قباله : " سدّوا عنّي كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر " ، وقول النبيّ (صلى الله عليه وآله) : " تركت فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً : كتاب الله وعترتي أهل بيتي " ، فوضعوا في قباله " كتاب الله وسنّتي " ، مع العلم أنّ أكثر الأحاديث التي وضعوها لم تصحّ على شروطهم أيضاً ، ولله الحمد والمنّة ، ولله الحجّة البالغة .
فالمتأخّرون كما هو الحال في المتقدّمين ، منهم من يعلم الحقّ وينحرف عنه ويحاربه ، ومنهم من انطلى عليه الباطل وأخذ به ، فإذا هو في وادٍ سحيق من دون أن يلتزم البحث العلمي الرصين النزيه دون تعصّب ، فبقي يدافع عن مذهبه الذي وضعه أعداء الحقّ بمكرهم وكيدهم ، دون الالتفات إلى الحجج الباهرة البالغة الواضحة الصريحة ، فهم بين من ألبست عليه الشبهة وغاب عنه الحقّ ، وبين عالم بالحقّ معاند ، يدفعه إلى ذلك ما دفع كُلّ الجاحدين من زمن أبينا آدم (عليه السلام) إلى الآن .
( عماد الدين ـ أمريكا ـ 36 سنة ـ بكالوريوس هندسة ) فيهم العالم المنحرف والجاهل المتعصّب
- الزيارات: 311