المشهور بين المؤرّخين والمحدّثين ورجال النسب أنّ للإمام الباقر عليهالسلام سبعة أولاد ، خمسة ذكور وابنتان ، وهم : أبو عبد اللّه جعفر الصادق عليهالسلام ويُكنّى به ، وعبد اللّه ، وأُمّهما أُم فروة بنت القاسم ، وإبراهيم وعبيد اللّه درجا (1) ، أُمّهما أُم حكيم بنت أسيد بن المغيرة الثقفية ، وعلي وزينب ، لأُم ولد ، وأُم سلمة لأُم ولد.
وهناك اختلاف في اللذين درجا ، فروي : عبيد اللّه وعلي ، ويوجد اختلاف في ترتيبهم على الأُمّهات ، فقيل : علي وأُم سلمة وزينب من أُم ولد ، وقيل : زينب لأُم ولد أُخرى.
وهناك اختلاف في العدد أيضاً ، فمنهم من ذكر تسعة ، ستّة ذكور وهم : جعفر الصادق عليهالسلام وعبد اللّه وعلي وزيد وعبيد اللّه وإبراهيم ، وثلاث بنات ، وذكر منهنّ : زينب وأُم سلمة ، ولم يذكر الثالثة.
وقيل : خلّف ثمانية ، ستّة ذكور وبنتان ، فأضاف إلى الذكور المذكورين أولاً أحمد.
وقيل : خلف ستّة ، أربعة ذكور وبنتان ، فأسقط من المذكورين عبيد اللّه ، وجعل بعضهم أُم سليمان بدل أُم سلمة.
ومنهم من ذكر أربعة من الذكور ، وثلاث بنات ، وهم : جعفر الصادق عليهالسلام وعبد اللّه وإبراهيم وعبيد اللّه ، وأُم سليمان وزينب وواحدة غير مشهورة.
وقيل له خمسة اولاد ، أربعة ذكور وبنت ، وهم : جعفر الصادق عليهالسلام وعلي وعبد اللّه وإبراهيم وأُم سلمة.
وقيل : له أربعة أولاد ، ثلاثة ذكور وبنت ، وهم : جعفر الصادق عليهالسلام وعبد اللّه وإبراهيم وأُم سلمة ، واسمها زينب.
أما العقب ، فذكر بعضهم أنّ عقبه في اثنين من الذكور فقط ، وهما جعفر الصادق عليهالسلام وعبد اللّه ، وقيل : العقب من جعفر الصادق عليهالسلام فقط (2).
وعدّا الذين ذكرناهم من أولاد الإمام الباقر عليهالسلام ، هناك بعض المصادر تكاد تنفرد بذكر أسماء أو مزارات ومشاهد ادُّعي أنّها منسوبة إلى أولاد صلبيين للإمام الباقر عليهالسلام ، ولم تذكرهم المصادر المشهورة ، ومنهم زيد بن الإمام محمد الباقر عليهالسلام ، عدّه العمري من أولاد الثقفية ، وذكر أنّه درج مع أشقائه عبيد اللّه وإبراهيم (3). ومنهم آمنة بنت الإمام الباقر عليهالسلام ، قال ياقوت : بين مصر والقاهرة مشهد يقال : إنّ فيه قبر آمنة بنت محمد الباقر (4). وخديجة بنت الإمام الباقر عليهالسلام ، فقد عدّها الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الباقر عليهالسلام (5) ، وذكر العمري أنّها أُم يحيى بن الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد (6). وفيما يلي نذكر بعض أخبار أولاد الإمام الباقر عليهالسلام.
١ ـ أبو عبد اللّه جعفر الصادق عليهالسلام :
وكان من بين اخوته سيد ولد أبيه ، وخليفته ووصيه ، والإمام القائم بالإمامة من بعده ، ولد عليهالسلام في السابع عشر من شهر ربيع الأوّل سنة ٨٣ هـ ، وهو اليوم الذي وُلد فيه جدّه رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، فكان ذلك إيذاناً بإحياء السنّة ونشر الحديث على يديه ، فأقام الإسلام على أُصوله الأولى وأُسسه الثابتة التي أوشكت على الانهيار في ظلّ البلاطين الأُموي والعباسي ، قيل فيه : ذو علم غزير في الدين ، وأدب كامل في الحكمة ، وزهد بالغ في الدنيا ، وورع تام عن الشهوات (7). والحديث عن علمه وزهده وتقواه ومنزلته لا يحيط به محيط ، ولا يقف على متناه إلاّ اللّه.
٢ ـ عبد اللّه بن محمد الباقر عليهالسلام :
وهو شقيق الإمام الصادق عليهالسلام ، أُمّهما أُم فروة ، وهو أكبر اخوته بعد الصادق عليهالسلام ، وقد توفّي شهيداً ، سقاه السمّ أحد رجال بني أُمّية.
روى أبو الفرج الأصفهاني وغيره بالإسناد عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، قال : دخل عبد اللّه بن محمد بن علي بن الحسين عليهمالسلام على رجل من بني أُمّية ، فأراد قتله ، فقال له عبد اللّه : لا تقتلني أكن للّه عليك عيناً ، ولك على اللّه عوناً (8). فقال : لست هناك (9). وتركه ساعة ، ثم سقاه سُمّاً في شراب سقاه إيّاه فقتله (10).
قال الشيخ المفيد : وكان عبد اللّه رضياللهعنه يشار إليه بالفضل والصلاح (11). وتدلّ أخبار سيرته على موالاته لأخيه الصادق عليهالسلام ، لكن ذكر في بعض المصادر أنّه ادّعى الإمامة لنفسه ، وكان على خلاف مع أخيه الإمام الصادق عليهالسلام ، وما لبث عبد اللّه إلاّ يسيراً حتّى مات (12) ، من هنا سمّاه بعضهم الأفطح ، وعدّه من أولاد الباقر عليهالسلام (13) ، مع أنّه لم يدّعِ أحد من أولاد الباقر عليهالسلام الإمامة ، ولا ادّعاها أحد لهم ، قال الشيخ المفيد : ولم يعتقد في أحد من ولد أبي جعفر عليهالسلام الإمامة إلاّ في أبي عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام خاصّة (14).
ويبدو أنّ منشأ هذا الوهم هو الخلط بين عبد اللّه الأفطح ابن الإمام الصادق عليهالسلام ، وعبد اللّه بن الإمام الباقر عليهالسلام ، وعبد اللّه الأفطح هو الذي ادّعى الإمامة بعد أبيه الإمام الصادق عليهالسلام ، وكان متّهماً بالخلاف على أبيه في الاعتقاد ، وكان يخالط الحشوية ، ويميل إلى مذاهب المرجئة ، وادّعى بعد أبيه الإمامة ، فاتبعه على قوله جماعة من أصحاب أبي عبد اللّه عليهالسلام ، ثم رجعوا بعد ذلك إلى القول بإمامة أخيه موسى عليهالسلام لمّا تبيّنوا ضعف دعواه ، وقوّة أمر أبي الحسن عليهالسلام ، ودلالة حقّه وبراهين إمامته (15).
٣ ـ أُم سلمة بنت محمد الباقر عليهالسلام :
أُمّها أُم ولد ، وذكر بعضهم أنّها البنت الوحيدة للإمام الباقر عليهالسلام ، وأنّ اسمها زينب ، وكنيتها أم سلمة (16). رُوي أنّها كانت عند ابن عمّها محمد بن عبد اللّه بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، الذي يقال له الأرقط ، فولدت له إسماعيل (17).
٤ ـ زينب بنت محمد الباقر عليهالسلام :
أُمّها وأُم شقيقها علي أُم ولد ، وقيل : إنّ أُم زينب أُم ولد أُخرى غيرها ، قيل : إنّها كانت عند عبيد اللّه بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، ثم خلف عليها عبيد اللّه بن محمد بن عمر بن علي بن محمد بن عمر بن علي أبي طالب ، فولدت له محمداً والعباس ومحمداً الأصغر وخديجة وفاطمة وأُم حسن (18).
__________________
(1) درج الرجل : إذا مات ولم يخلف نسلاً ، ويقال : درج في حياته ، إذا مات.
(2) راجع : تاريخ أهل البيت عليهمالسلام : ١٠٤ ، الطبقات الكبرى ٥ : ٢٤٦ ، جمهرة أنساب
(3) المجدي : ٩٤.
(4) معجم البلدان ٥ : ١٤٢.
(5) رجال الشيخ : ١٠٢.
(6) المجدي : ١٦٦.
(7) الملل والنحل / الشهرستاني ١ : ١٤٧.
(8) يريد بذلك أنه ممن يشفع إلى اللّه فيشفعه.
(9) أي لست أهلاً للشفاعة.
(10) مقاتل الطالبيين : ١٠٩ ، شرح شافية أبي فراس / ابن أمير الحاج : ١٥٥ ، الإرشاد ٢ : ١٧٦.
(11) الإرشاد ٢ : ١٧٦.
(12) كشف الغمّة ٢ : ٣٤٩ ، عن كتاب الدلائل للحميري.
(13) راجع : مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٣٩.
(14) الإرشاد ٢ : ١٧٦.
(15) الإرشاد ٢ : ٢١١ ، بحار الأنوار ٤٨ : ٢٩٩.
(16) تاج المواليد : ١١٨.
(17) نسب قريش / الزبيري : ٦٣ ، المجدي : ٩٤.
(18) نسب قريش / الزبيري : ٦٣.