• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

اجراءاته عليه‌السلام في هذا السبيل :

كان على رأس سلّم أولويّات الإمام الباقر عليه‌السلام ، في اطار وضع اللبنات لمدرسة أهل البيت عليهم‌السلام ، هو العمل على إبراز هوية الإسلام بعد اختلاط الأوراق في زمانه ، وإظهاره على أنه التمثيل الواقعي لما أراده اللّه تعالى ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله عقيدة وفكراً وتشريعاً ، ومن ثم العمل على تهيئة مقدمات نشر علوم أهل البيت عليهم‌السلام ، ضمن عدة اجراءات اتخذها لتحقيق هذا الغرض ، منها اعداد الجماعة الصالحة سلوكاً وعملاً ، والحث على طلب العلم ، والدعوة إلى تدوينه ، والانفتاح على الواقع الإسلامي بكل ما فيه من مذاهب وفرق وتوجهات ، والدعوة إلى اعتماد الكتاب والسنة ، ومجابهة أصحاب الرأي والقياس ، وإعداد نخبة من المؤلفين والثقات من أصحابه الذين حملوا على أكتافهم رسالة الإسلام ومنار العلم ، وفيما يلي شرح موجز لتلك الإجراءات :

١ ـ إعداد الجماعة الصالحة :
لم تكن رسالة الإمام الباقر عليه‌السلام قائمة على العلوم النظرية البحتة ، بل كانت ذات سمة قرآنية دنيوية طفحت على جنباتها الأخلاق الفاضلة والتربية الإسلامية الصحيحة التي تؤكد تربية الذات على النقاء والطهارة ، وتعميق الصفات الأخلاقية في المجتمع الإسلامي ، وقد عمل الإمام الباقر عليه‌السلام بوحي من عمق إدراكه للواقع على إعداد النماذج الإسلامية المتحركة ، التي تسير على أكتافها عجلة مدرسة أهل البيت عليهم‌السلام ، وتعمّ باشعاعها ونورها مختلف قطاعات الأمة ، بوصفها الكتلة المؤمنة والمحافظة على خط الإسلام الأصيل.
حرص الإمام عليه‌السلام على بلوغ هذه الأهداف من خلال عدة توصيات ، كان لها الأثر الفاعل في تربية الكوادر الرسالية الواعية والنخبة الصالحة على المستوى السلوكي والفكري ، وركز في توصياته على بيان مفهوم التشيع الأصيل ، وتأطير خواص ومميزات المنتمين إليه ، فليس جميع الشيعة بمستوى واحد من الخلال التي تؤهلهم لما يريده الإمام عليه‌السلام ، بل فيهم الانتهازي الذي يتحين الفرص ، وفيهم من يتهشم كالزجاج في وقت الفتنة والابتلاء ، وفيهم من هو كالذهب الخالص كلما فتنته إزداد جودة ، قال أبو جعفر الباقر عليه‌السلام : «شيعتنا ثلاثة أصناف : صنف يأكلون الناس بنا ، وصنف كالزجاج تهشم ، وصنف كالذهب الأحمر كلما أدخل النار ازداد جودة» (1).
وأولئك الذين وصفهم الإمام عليه‌السلام بالذهب الأحمر ، هم الذين توافرت فيهم عِدّة خصال حددها الإمام عليه‌السلام في جملة أحاديث :
أولاً : إخلاص الولاء والمحبة لأهل البيت عليهم‌السلام وإحياء أمرهم ، باعتبارهم الصفوة والقيادة الرسالية ، قال عليه‌السلام : «إنما شيعة علي عليه‌السلام المتباذلون في ولايتنا ، المتحابون في مودتنا ، المتزاورون لاحياء أمرنا ، الذين إذا غضبوا لم يظلموا ، وإذا رضوا لم يسرفوا ، بركة على من جاوروا ، سلم لمن خالطوا» (2).
ثانياً : لا يكفي الشيعي أن ينتحل محبة أهل البيت عليهم‌السلام ويدين بولايتهم وحسب ، بل لا بد أن يتمسك بتقوى اللّه ويعمل بطاعته ، فمن كان للّه مطيعا فهو لهم عليهم‌السلام ولي ، ومن كان للّه عاصيا فهو لهم عدو ، ولا بد أن يعمل بعملهم ويستن بسنتهم ، فلا تنال ولايتهم إلاّ بالورع والعمل والاجتهاد ، ولابد للشيعي أن يتحلّى بمكارم الأخلاق ويجعلها سلوكاً وعملاً يسير على الأرض ، وعلى رأس تلك الفضائل التواضع والتخشع وصدق الحديث والأمانة وكثرة الذكر وتلاوة القرآن والصوم والصلاة وتعهد الجيران والأيتام.
قال الباقر عليه‌السلام لمحمد بن مسلم : «يا محمد ، لا تذهبنّ بكم المذاهب ، فواللّه ما شيعتنا منكم إلاّ من أطاع اللّه» (3).
وقال عليه‌السلام لبعض شيعته : «إنا لا نغني عنكم شيئاً إلاّ بالورع ، وإن ولايتنا لا تنال إلاّ بالورع والاجتهاد ، ولا تدرك إلاّ بالعمل ، وإنّ أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة من وصف عدلاً وأتى جوراً» (4).
وقال عليه‌السلام لجابر بن يزيد الجعفي : «يا جابر ، أيكتفي من انتحل التشيّع أن يقول بحبّنا أهل البيت؟ فو اللّه ما شيعتنا إلاّ من اتقى اللّه وأطاعه ، وما كانوا يعرفون ـ يا جابر ـ إلاّ بالتواضع ، والتخشع ، وكثرة ذكر اللّه ، والصوم ، والصلاة ، والتعهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام ، وصدق الحديث ، وتلاوة القرآن ، وكفّ الألسن عن الناس إلاّ من خير ، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء.
فقال جابر : يا بن رسول اللّه ، لست أعرف أحدا بهذه الصفة. فقال : يا جابر ، لا تذهبنّ بك المذاهب ، أحسب الرجل أن يقول أحبّ عليا وأتولاه! فلو قال : اني أحبّ رسول اللّه ؛ ورسول اللّه خيرٌ من عليّ ، ثم لا يعمل بعمله ولا يتبع سنته ، ما نفعه حبّه إيّاه شيئا ، فاتقّوا اللّه واعملوا لما عند اللّه ، ليس بين اللّه وبين أحد قرابة ، أحبّ العباد إلى اللّه وأكرمهم عليه ، أتقاهم له وأعملهم بطاعته ، واللّه ما يتقرّب إلى اللّه جلّ ثناؤه إلاّ بالطاعة ، ما معنا براءة من النار ، ولا على اللّه لأحد من حجّة ، من كان للّه مطيعا فهو لنا وليّ ، ومن كان للّه عاصيا فهو لنا عدو ، ولا تنال ولايتنا إلاّ بالورع والعمل» (5).
ثالثاً : أمرهم أن يجاهدوا أنفسهم كي يعرجوا في سلّم الكمال ، قال عليه‌السلام : «إنما شيعة علي عليه‌السلام الشاحبون الناحلون الذابلون ، ذابلة شفاههم ، خميصة بطونهم ، متغيرة ألوانهم ، مصفرة وجوههم ، إذا جنهم الليل اتخذوا الأرض فراشاً ، واستقبلوا الأرض بجباههم ، كثير سجودهم ، كثيرة دموعهم ، كثير دعاءهم ، كثير بكاءهم ، يفرح الناس وهم محزونون» (6).
رابعاً : وأمرهم أن يعرضوا أنفسهم على المكارم الواردة في القرآن ، وأن يسلكوا سبيله ، فمن وصيته إلى جابر بن يزيد الجعفي : « واعلم بأنك لا تكون لنا ولياً حتى لو اجتمع عليك أهل مصرك وقالوا : إنك رجل سوء لم يحزنك ذلك ، ولو قالوا : إنك رجل صالح لم يسرك ذلك ، ولكن اعرض نفسك على كتاب اللّه ، فان كنت سالكاً سبيله ، زاهداً في تزهيده ، راغباً في ترغيبه ، خائفاً من تخويفه فاثبت وأبشر ، فإنه لا يضرك ما قيل فيك. وإن كنت مبايناً للقرآن ، فماذا الذي يغرك من نفسك؟ ان المؤمن معنّي بمجاهدة نفسه ليغلبها على هواها ، فمرّة يقيم أودها ويخالف هواها في محبة اللّه ، ومرة تصرعه نفسه فيتبع هواها ، فينعشه اللّه فينتعش ، ويقيل اللّه عثرته ، فيتذكر ويفزع إلى التوبة والمخافة ، فيزداد بصيرة ومعرفة لما زيد فيه من الخوف ، وذلك بأن اللّه يقول : «إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ» » (7).
خامساً : حرص عليه‌السلام على تأصيل الخصال الإسلامية في سلوكهم ، ونبذ خصال السوء ، ففي قول اللّه عزّوجلّ : «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً» (8).قال عليه‌السلام : «قولوا لهم أحسن ما تحبون أن يقال لكم ، ثم قال : إن اللّه عزوجل يبغض اللعان السباب ، الطعان الفحاش المتفحش ، السائل الملحف ، ويحب الحيي الحليم ، العفيف المتعفف» (9).
سادساً : كان عليه‌السلام يطلب من شيعته أن لاينعزلوا عن محيطهم الاجتماعي ، وأن يتجردوا عن حبّ الذات ، لأن التشيع لا ينفك عن الألفة والأخوة ، وتحقيق أعلى مستويات التعاون والإيثار ، فأوصاهم بتعهد الجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام.
وفي هذا الشأن ، يقول جابر بن يزيد الجعفي : «دخلت على أبي جعفر الباقر عليه‌السلام فقلت : أوصني يا ابن رسول اللّه. فقال : ليعن قويكم ضعيفكم ، وليعطف غنيكم على فقيركم ، وليساعد ذو الجاه منكم بجاهه من لا جاه له ، ولينصح الرجل أخاه كنصحه لنفسه ، واكتموا أسراركم ، ولا تحملوا الناس على رقابنا» (10).
وقال عليه‌السلام لأحد أصحابه : «يا اسماعيل ، أرأيت فيما قبلكم إذا كان الرجل ليس له رداء ، وعند بعض إخوانه فضل رداء ، يطرحه عليه حتى يصيب رداء؟ فقلت : لا. قال : فإذا كان له إزار يرسل إلى بعض إخوانه بإزاره حتى يصيب إزارا؟ فقلت : لا. فضرب بيده على فخذه ، ثم قال : ما هؤلاء باخوة» (11).

٢ ـ الحثّ على طلب العلم وتعليمه :
وفي المجال النظري حثّ الإمام الباقر عليه‌السلام أتباعه على طلب العلم ، باعتباره الدعامة الأولى والمقدمة الضرورية التي يرتكز عليها صرح المدرسة العلمية ، وذلك من خلال الارشادات التالية :
أولاً : تحدث عليه‌السلام عن تمجيد العلم ، وبين ثمراته وفوائده ، وأثنى على طلابه.
عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : « سارعوا في طلب العلم ، فوالذي نفسي بيده لحديث واحد في حلالٍ وحرام ، تأخذه عن صادق ، خير من الدنيا وما حملت من ذهب وفضّة ، وذلك أنّ اللّه يقول : «مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا» » (12).
وقال عليه‌السلام : «ما من عبد يغدو في طلب العلم ويروح إلاّ خاض الرحمة ، وهتفت به الملائكة : مرحباً بزائر اللّه ، وسلك من الجنة مثل ذلك المسلك» (13).
ومن كلامه عليه‌السلام في هذا السياق ، قوله لبعض أصحابه : «تعلموا العلم ، فإن تعلّمه حسنة ، وطلبه عبادة ، ومذاكرته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه صدقة ، وبذله لأهله قربة ، والعلم ثمار (14) الجنة ، وأنس في الوحشة ، وصاحب في الغربة ، ورفيق في الخلوة ، ودليل على السراء ، وعون على الضراء ، وزين عند الأخلاء ، وسلاح على الأعداء ، يرفع اللّه به قوماً فيجعلهم في الخير سادة ، وللناس أئمة ، يقتدى بفعالهم ، وتقتصّ آثارهم ، ويصلى عليهم كل رطب ويابس ، وحيتان البحر وهوامه ، وسباع البرّ وأنعامه» (15).
ثانياً : شدد الإمام عليه‌السلام على ضرورة سؤال أهل العلم ومذاكرتهم ، لأن السؤال هو المفتاح الذي يلج منه الطالب إلى خزائن العلم ، قال عليه‌السلام : «العلم خزائن ، والمفاتيح السؤال ، فاسألوا يرحمكم اللّه ، فانه يؤجر في العلم أربعة : السائل ، والمتكلم ، والمستمع ، والمحبّ لهم» (16).
وقال : «ألا إن مفاتيح العلم السؤال ، وأنشأ يقول :

شفاء العمى طول السؤال وانما      تمام العمى طول السكوت على الجهل»(17)

أما المذاكرة في العلوم ، فإنها تفتح آفاق الدراسة والمعرفة الواسعة ، وذلك من وسائل إحياء للعلم ، قال الباقر عليه‌السلام : «رحم اللّه عبداً أحيا العلم. فقيل : وما إحياؤه؟ قال : إن يذاكر به أهل الدين والورع» (18).
وقال عليه‌السلام : «تذاكر العلم ساعة خير من قيام ليل» (19). وقال عليه‌السلام : «تذاكر العلم دراسة ، والدراسة صلاة حسنة» (20).
وهنا يرتفع الإمام عليه‌السلام بدراسة العلم إلى مستوى الصلاة والعبادة ، فأنت حينما تتدارس العلم مع الآخرين ، فكأنك تصلي وتتعبد ، يصلي عقلك ويتعبّد إلى اللّه سبحانه حتى يفيض عليه الحقيقة مما لم يطلع عليه في دراسته وحده.
فالعلم لا يقتصر على أن نقرأ ونسمع ، لأن التلقي والتلقين وحدهما من المسائل السلبية التي لا يتعمق بهما العلم ، ولا تُفتح آفاقه ، وهذا من التعاليم الراقية لمن يريد أن ينهض بتأسيس مدرسة علمية تلتقي فيها مختلف الطوائف ، لأن التذاكر يجعل الفكر يصطدم بفكر الآخر أو ينفتح عليه ، كما قد يكون التذاكر تفاعلاً ذاتيا مع العلم ، مما يجعل العلم يتعمق في الذات.
ثالثاً : وضع الإمام الباقر عليه‌السلام الأسس القويمة لآداب المتعلمين ، قال عليه‌السلام : «إذا جلست إلى عالم فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول ، وتعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن القول ، ولا تقطع على أحد حديثه» (21).
وتحدّث الإمام عليه‌السلام عن الروحية التي ينبغي للمتعلم أن يعيشها في طلب العلم ، فقال عليه‌السلام : «من طلب العلم ليباهي به العلماء ، أو يماري به السفهاء ، أو يصرف به وجوه الناس إليه ، فليتبوأ مقعده من النار ، إن الرياسة لا تصلح إلاّ لأهلها» (22).
ذلك لأن هناك من يطلب العلم للشيطان ولا يطلبه للّه ، فقد يريد من العلم أن يخدم شخصه في الجاه أو الكسب المادي ، كي يصرف وجوه الناس إليه ، وهناك من يتشدق به في مواجهة العلماء ، أو يجادل به السفهاء ، لتأكيد ذاته مباهاة وافتخاراً ، وفي المقابل فإن هناك من يطلب العلم من أجل أن ينير ذاته في معرفة الحقيقة ، وأن ينير بالعلم مجتمعه.
رابعاً : تحدّث الإمام أبو جعفر عليه‌السلام في كثير من أحاديثه عن صفات العلماء ، ودعاهم إلى الابتعاد عن الآفات النفسية سيما الحسد ، وإلى عدم استصغار من هو دونهم من صغار طلابهم ، قال عليه‌السلام : «لا يكون العبد عالماً حتى لا يكون حاسداً لمن فوقه ، ولا محقراً لمن دونه» (23).
ونهى المتصدين منهم للإفتاء عن الفتوى بغير علم ، لأنها مصدر لضلالة الأمة ، قال عليه‌السلام : «ما علمتم فقولوا ، وما لم تعلموا فقولوا : اللّه أعلم» (24).
واعتبر ذلك من حقوق اللّه سبحانه على العباد ، فقد سأله زرارة : «ما حق اللّه على العباد؟ فقال عليه‌السلام : أن يقولوا ما يعلمون ، ويكفوا عما لا يعلمون ، فإذا فعلوا ذلك فقد أدوا إلى اللّه حقه» (25).
وطلب الإمام عليه‌السلام من أهل العلم العمل بمقتضى العلم ، وتطبيق ما علموه على واقع حياتهم ، لأن ذلك يفتح عليهم آفاقاً علمية رحبة ، قال عليه‌السلام : «من عمل بما يعلم ، علمه اللّه ما لا يعلم» (26). وقال عليه‌السلام : «إذا سمعتم العلم فاستعملوه» (27).
ودعاهم إلى تعاطي العلم وإشاعته بين الناس ، جاعلاً ذلك بمثابة الزكاة للعلم ، يقول عليه‌السلام : «زكاة العلم أن تعلمه عباد اللّه» (28).
خامساً : بيّن الإمام عليه‌السلام نوع العلم الذي ينبغي على المعلّم تعليمه إلى طلابه ، فيقول عليه‌السلام : «من علّم باب هدى ، فله مثل أجر من عمل به ، ولا ينقص أولئك من أجورهم شيئاً ، ومن علم باب ضلال ، كان عليه مثل أوزار من عمل به ، ولا ينقص أولئك من أوزارهم شيئاً» (29).
سادساً : أشاد عليه‌السلام بفضل العلماء ، وبين سمو منزلتهم ، فقال عليه‌السلام : «العالم كمن معه شمعة تضيء للناس ، فكل من أبصر شمعته دعا له بخير» (30).
وقال عليه‌السلام : «إن الذي يعلّم العلم منكم ، له مثل أجر المتعلّم ، وله الفضل عليه ، فتعلموا العلم من حملة العلم ، وعلموه إخوانكم كما علمكم العلماء» (31).
وقال عليه‌السلام : «عالم ينتفع بعلمه ، أفضل من سبعين ألف عابد» (32).

٣ ـ الانفتاح على الأمة بكل طوائفها :
رغم أن الإمام الباقر عليه‌السلام يمثل عنواناً مذهبياً في ما يعتقده كثير من المسلمين بأنه إمام في موقع الوصاية من الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، إلاّ أنه كان منفتحاً على مختلف أطياف الواقع الإسلامي ، وكان مرجعاً لها جميعاً ، وحرص على أن تمتاز مدرسته بالسعة والشمولية والتنوع ، بحيث يصدق عليها مدرسة الإسلام الكبرى ، ويتضح ذلك مما يلي :
أولاً : التواضع العلمي ، وهو المقدمة الأساسية لتحقيق الانفتاح على الأمة ، وأبدى الإمام الباقر عليه‌السلام تواضعه العلمي في روايته حديث اللوح عن جابر مع علمه الأكيد بهذا الحديث الشريف ، فقد ثبت في الصحيح أنه عليه‌السلام عارض ما يحفظ من حديث اللوح الذي يتضمن النص على أئمة أهل البيت عليهم‌السلام واحداً واحداً ، بالأصل الذي كان عند الصحابي الجليل جابر بن عبد اللّه الأنصاري رضي‌الله‌عنه ، وتجشم زحمة الذهاب إلى بيت جابر لهذا الغرض ، وجاء في الرواية أنه عليه‌السلام قال لجابر : هل لك يا جابر أن تعرضه علي؟ فقال : نعم ، فمشى معه عليه‌السلام حتى انتهى إلى منزل جابر ، فأخرج إليه صحيفة من رقّ ، فقال : يا جابر ، انظر أنت في كتابك لأقرأه أنا عليك ، فنظر جابر في نسخته ، فقرأه عليه وما خالف حرف حرفاً (33). ولا يخلو هذا العمل من محاولة الإمام عليه‌السلام إثارة الوازع في نفوس أصحابه لطلب العلم ، ودفعهم باتجاه التفاني في سبيل الحفاظ على السنة المحمدية وتدوينها.
ويدل على تواضعه من خلال تواصله العلمي ومراسلاته الفقهية وحواراته الفكرية والكلامية مع علماء الإسلام من مختلف أوساط الأمة بمن فيهم حكام الجور الأمويين وفقهائهم ، كالحسن البصري ، ونافع مولى عبد اللّه ابن عمر ، والأبرش بن الوليد الكلبي وزير هشام بن عبد الملك ، وقتادة بن دعامة البصري ، وسالم التمار من الزيدية ، وطاوس اليماني ، وعبد اللّه بن معمر الليثي ، وعبد اللّه بن المبارك ، وعمر بن عبد العزيز ، وعمرو بن عبيد من المعتزلة وآخرين ، باعتبار أن الحوار هو الذي يقلّص مساحة الخلاف.
ثانياً : استقطاب رواد المعرفة بغض النظر عن توجهاتهم الفكرية والفقهية والعقدية ، فتجد في مجلسه وحلقة درسه مختلف رجالات الفكر من شتى ديار الإسلام ، منهم العامي والزيدي والمعتزلي والمتصوف والخارجي وغيرهم ، فلا يضيق مجلسه بفكر يختلف مع فكره ، ولا بعالم يلتزم اجتهاداً أو يتبنى مذهباً معيناً في الفقه أو الكلام.
قال الشيخ الطبرسي في ذكره لتاريخ الإمام الباقر عليه‌السلام : يختلف إليه الخاص والعام ، ويأخذون عنه معالم دينهم ، حتى صار في الناس علماً تضرب به الأمثال (34).
ويقول أبو زهرة : ورث الباقر إمامة العلم ونبل الهداية عن أبيه زين العابدين ، ولذا كان مقصد العلماء من كل البلاد الإسلامية ، وما زار أحد المدينة ، إلاّ عرج على بيت محمد الباقر يأخذ عنه ، وكان ممن يزوره علماء من الذين يتشيعون لآل البيت ، وعلماء من أهل السنة ، وكان يقصده بعض المنحرفين الغلاة في تشيعهم الذين أفرطوا ، فكان يبين لهم الحق ، فإن اهتدوا أخذ بيدهم إلى الحق الكامل ، وان استمروا على غيهم صدهم ، وأخرجهم من مجلسه ، وكان يقصده من أئمة الفقه والحديث كثيرون ، منهم سفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة محدث مكة ، ومنهم الإمام أبو حنيفة (35) فقيه العراق ، وكان يرشد كل من يجيء إليه ، ويبين له الحق الذي لا عوج فيه (36).
وعدا من ذكر أبو زهرة ، عدّ المترجمون للإمام عليه‌السلام من رجال العامة أعلاماً آخرين تلقوا العلم عنه عليه‌السلام ، مما يدل على سعة مدرسته وتنوعها ، منهم : أبو إسحاق السبيعي ، وأبيض بن أبان ، والأعمش ، والأوزاعي إمام الشام ، وحجاج بن أرطاة ، وحرب بن سريج ، وحفص بن غياث ، والحكم بن عتيبة ، وخالد بن طهمان أبو العلاء الخفاف السلولي ، وربيعة الرأي ، والزهري ، وأخوه زيد ، وعبادة بن صهيب ، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج ، وعبد اللّه بن أبي بكر ابن حزم شيخ مالك ، وعبد الملك بن جريج إمام مكة ، وعطاء بن أبي رباح ، وعمر بن خالد الواسطي ، وعمرو بن دينار ، والقاسم بن الفضل الحذاء ، والقاسم بن محمد بن أبي بكر ، وقرة بن خالد البصري ، وكيسان صاحب الصوفية ، وليث بن أبي سليم ، ومالك ، ومحمد بن المنكدر ، ومحمد بن يوسف ، ومخول بن راشد ، ومعمر بن يحيى ، ومكحول بن راشد ، ووكيع ، ويحيى بن أبي كثير ، وغيرهم (37).
وعدّ المترجمون له عليه‌السلام من الشيعة رجالاً من الزيدية أو البترية رووا عنه عليه‌السلام معالم الدين ، منهم : أبو المقدام ثابت الحداد ، والحسن بن صالح بن حي ، وإليه تنسب الزيدية الصالحية ، وأبو الجارود زياد بن المنذر ، وإليه تنسب الزيدية الجارودية ، وسالم التمار ، وسعيد بن خيثم الهلالي وأخوه معمر وكانا من دعاة زيد ، وسلمة بن كهيل ، وصباح بن قيس بن يحيى المزني ، وطلحة بن زيد ، وعمر بن قيس الماصر ، وعمرو بن جميع ، وعمرو بن خالد الواسطي ، وغياث بن إبراهيم ، وقيس بن الربيع ، وكثير النواء ، ومحمد بن زيد ، ومسعدة ابن صدقة ، ومقاتل بن سليمان ، ومنصور بن المعتمر ، ويوسف بن الحارث.
وذكروا أيضاً جملة من أعلام الأمة تطول قائمة تعدادهم ، فيهم خيرة وفضلاء وأئمة التابعين ومن قاربهم من شيوخ آل أبي طالب وغيرهم ممن روى عنه وتلمذ له في مدرسته (38).
ونحن حينما ندرس تلك المرحلة ، نلمس الدرس الوحدوي الإسلامي في مسألة الثقافة والفكر ، بعيداً عن كل ما يثير الخلاف والتناحر ، وعلى ضوئه يمكننا اليوم أن نوسع ساحتنا الإسلامية ، كي ينطلق المسلمون مع اختلاف أفكارهم وتعددها ، ليلتقوا في مدرسة واحدة ، يطرح فيها كل واحد فكره ، دون أي تعقيد أو احراج ، فما دام الاختلاف في تحديد ما هو الإسلام عقيدة وشريعة ومفاهيم ، وما دامت المسألة هي في اكتشاف الحقيقة الإسلامية من الكتاب والسنة ، فلماذا يحمل المسلم في داخله حقداً على أخيه المسلم الآخر ، قد يصل إلى حد الاقصاء والتكفير وإباحة إزهاق الأرواح على الهوية ، مثلما يحصل اليوم في عراقنا الدامي من قبل عصابات الاجرام الضالة التي تقودهم الوهابية على مرأى ومسمع كل أحد!

هل روى عنه عليه‌السلام من يحتج به؟
قد يبدو هذا السؤال غريباً مع ما ذكرنا من أسماء الرجال الذين رووا العلم عن الإمام الباقر عليه‌السلام ، وما ذكره الذين ترجموا للإمام عليه‌السلام من أنه روى عنه معالم الدين بقايا الصحابة ، ووجوه التابعين ، ورؤساء فقهاء المسلمين ، وكبار أئمة الحديث ، ووصفهم الذهبي والسيوطي بالخلق أو الخلائق مما يدل على كثرتهم (39). ولكن ابن سعد في طبقاته يقول في ترجمة الباقر عليه‌السلام : كان ثقة كثير العلم والحديث ، وليس يروي عنه من يحتج به (40) ، وهل يعقل أنه لم يطلع على هذا اللفيف من رجالات الأمة بمختلف مشاربهم واتجاهاتهم واطلع فقط على الضعفاء الذين رووا الحديث عنه عليه‌السلام؟ فهلا يحتج بأمثال فطاحل العلم ابنه جعفر الصادق عليه‌السلام وأخوه زيد ، وأعلام التابعين وأئمة العلم في عصره؟! فانظر أين وصلت العصبية بابن سعد في تجاهله مثل هذه الحقائق الدامغة ، فكان كمن أراد تغطية ضوء الشمس بغربال؟

٤ ـ اعتماد الكتاب والسنة :
الكتاب والسنة الأساسان المتينان لأي مدرسة علمية تتصدى لنشر علوم الإسلام ، والابتعاد عنهما يعني البناء على قاعدة هشّة ، لا تلبث أن تنزع عنها رداء الإسلام وهويته لتلحق بمدارس الهوى والضلال والانحراف.

من هنا يعتقد أئمة أهل البيت عليهم‌السلام وشيعتهم من بعدهم اعتقاداً راسخاً بأن القرآن الكريم والسنة النبوية قولاً وفعلاً وتقريراً ، هما أصل التشريع ومصدره الأم بلا منازع ، ومن ذلك ندرك سرّ التلازم والتوافق بين القرآن الكريم والعترة المطهرة القائم منذ صدور حديث الثقلين ، والباقي ما دام هناك مسلم على وجه الأرض ، وعلى هذه الخطى جاء عن الإمام الباقر عليه‌السلام جملة توصيات :
أولاً : دعا الإمام الباقر عليه‌السلام ومن قبله آباؤه عليهم‌السلام إلى مركزية الكتاب الكريم ، وكونه حاكماً على جميع ما نسب إلى السنة في جميع الأحكام الشرعية والعقائد التي جاء بها أهل البيت عليهم‌السلام عن جدهم رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله . قال الإمام الباقر عليه‌السلام : «انظروا أمرنا وما جاءكم عنا ، فان وجدتموه موافقاً القرآن فهو من قولنا ، وما لم يكن موافقاً للقرآن ، فقفوا عنده وردوه الينا ، حتى نشرحه لكم كما شرح لنا» (41).
وقال عليه‌السلام : «إن على كل حق نوراً ، وما خالف كتاب اللّه فدعوه» (42).
وعلى ضوء ذلك ، كان عليه‌السلام إذا سئل عن حديث يحدّث به أشار إلى دليله من كتاب اللّه ، حتى يبدو حديثه وكأنّه انتزاعات من القرآن المجيد. عن أبي الجارود ، قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : « إذا حدثتكم بشيء فاسألوني من كتاب اللّه ، ثم قال في بعض حديثه : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله نهى عن القيل والقال ، وفساد المال ، وكثرة السؤال. فقيل له : يا بن رسول اللّه ، أين هذا من كتاب اللّه عزوجل؟ قال : قوله : «لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ» (43) ، وقال : «وَلاَ تُوءْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً» (44) ، وقال : «لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُوءْكُمْ» » (45).
فالقرآن نور يضيء لنا الطريق في ثقافتنا وروحيتنا وحركتنا في الحياة ، وهو الأساس الأول الحري بأن نتدبره ونستلهًمه ، ونجعله كتاب الحياة الذي ينفتح على كل ما يحقق للإنسان الخير والسعادة ، ولا نجمده من خلال تخلفنا وجهلنا.
ثانياً : نقل السنة النبوية ، كان الإمام الباقر عليه‌السلام رافداً عظيماً للعلم النبوي ، وقد اضطلع بدور تأريخي في ربط زمان صدور السنة المباركة بزمانه الذي تغير فيه المسار ، وذلك من خلال جسر من النصوص المحمدية التي تستطيع معالجة مشكلات الحياة على وجه الأرض ، وتنتزع منها القواعد التي تساير الحياة إلى يوم الدين.
والصفة الثابتة لتلك السنة لا تمثل تطلعات وآراء خاصة مطلقاً ، بل هي آثار مودعة لديه عليه‌السلام من علوم النبوة ومكنون الرسالة ، توارثها أهل البيت عليهم‌السلام كابراً عن كابر ، واكتنزوها في صدورهم كما يكنز الناس ذهبهم وفضتهم.
عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام ، في حديثه لجابر الجعفي ، قال : «يا جابر ، إنا لو كنّا نحدثكم برأينا وهوانا لكنا من الهالكين ، ولكنا نحدثكم بأحاديث نكنزها عن رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم» (46).
وعنه عليه‌السلام قال : «لو أنا حدثنا برأينا ضللنا ، كما ضل من كان قبلنا ، ولكنا حدثنا ببينة من ربنا بينها لنبيه فبينها لنا» (47).
ويؤكد عليه‌السلام حجية حديث أهل البيت عليهم‌السلام ، باعتباره امتداداً لحديث رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ورواية صادقة له ، فحينما سئل عن الحديث يرسله ولا يسنده ، قال : إذا حدثت الحديث ولم أسنده ، فسندي فيه : أبي ، عن جدي ، عن أبيه ، عن جده رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، عن جبرئيل عليه‌السلام ، عن اللّه عزوجل (48).
ثالثاً : الموروث المدوّن ، حيث تداول أهل البيت عليهم‌السلام عدة كتب منها : الجفر والجامعة والصحيفة ومصحف فاطمة ، وكتاب علي عليه‌السلام ، الذي يشتمل على الشرائع والسنن الالهية بخط علي عليه‌السلام ، واملاء رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد وصلت الإمام أبي جعفر الباقر عليه‌السلام ، ومن بعده من أئمة أهل البيت عليهم‌السلام.
روى حمران بن أعين عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : أشار إلى بيت كبير ، وقال : «يا حمران ، إن في هذا البيت صحيفة طولها سبعون ذراعاً بخط علي ، وإملاء رسول اللّه ، ولو ولينا الناس لحكمنا بينهم بما أنزل اللّه ، لم نعدُ ما في هذه الصحيفة» (49).
وأخرج الإمام محمد الباقر عليه‌السلام كتاب علي عليه‌السلام أمام بعض أهل العلم ، وجعل ينظر فيه وكان كتاباً مدروجاً عظيماً ، روى ذلك النجاشي بسنده عن محمد بن عذافر بن عيسى الصيرفي المدائني ، قال : «كنت مع الحكم بن عتيبة عند أبي جعفر عليه‌السلام ، فجعل يسأله ، وكان أبو جعفر عليه‌السلام له مكرماً ، فاختلفا في شيء ، فقال أبو جعفر عليه‌السلام : يا بني قم ، فأخرج كتاب علي ، فأخرج كتاباً مدروجاً عظيماً ففتحه ، وجعل ينظر حتى أخرج المسألة. فقاله أبو جعفر عليه‌السلام : هذا خط علي عليه‌السلام ، وإملاء رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأقبل على الحكم ، وقال : يا أبا محمد ، اذهب أنت وسلمة وأبو المقدام حيث شئتم يميناً وشمالاً ، فواللّه لا تجدون العلم أوثق منه عند قوم كان ينزل عليهم جبرئيل» عليه‌السلام (50).
رابعاً : وجه الإمام عليه‌السلام الأنظار إلى ضرورة أخذ العلم من منابعه الصحيحة ومدرسته الوثقى ، وأهله الذين نزل في بيوتهم ، ولم تجد الأمة علماً أوثق ولا أصح مما خرج من أهل البيت عليهم‌السلام حصراً.
عن أبي مريم ، قال : «قال أبو جعفر عليه‌السلام لسلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة : شرّقا وغرّبا ، فلا تجدان علماً صحيحاً إلاّ شيئاً خرج من عندنا أهل البيت عليهم‌السلام» (51).
وقال عليه‌السلام : «كل شيء لم يخرج من هذا البيت فهو وبال» (52).
وعن عبد اللّه بن سليمان ، قال : «سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول وعنده رجل من أهل البصرة يقال له عثمان الأعمى ، وهو يقول : ان الحسن البصري يزعم أن الذين يكتمون العلم يؤذي ريح بطونهم أهل النار ، فقال أبو جعفر عليه‌السلام : فهلك إذن مؤمن آل فرعون! ما زال العلم مكتوماً منذ بعث اللّه نوحاً عليه‌السلام ، فليذهب الحسن يميناً وشمالاً ، فواللّه ما يوجد العلم إلاّ هاهنا» (53). وفي رواية : «فواللّه ما يوجد العلم إلاّ عند أهل العلم الذين نزل عليهم جبرئيل» (54).
وعن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ـ في حديث ـ قال : «إنه ليس أحد عنده علم شيء إلاّ خرج من عند أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فليذهب الناس حيث شاءوا ، فواللّه ليس الأمر إلاّ من هاهنا ، وأشار بيده إلى بيته (55) ، وأشار بيده إلى صدره» (56).
على أن دعوة الإمام أبي جعفر عليه‌السلام إلى التمسك بهدي القرآن والسنة وتركيزه على مركزيتهما ، لاقت آذاناً صاغية من بعض أعلام الأمة حتى على المستوى التشريعي الذي غالباً ما يختلف الفقهاء في فروعه.
عن قيس بن الربيع ، قال : سألت أبا اسحاق السبيعي عن المسح ، فقال : «أدركت الناس يمسحون حتى لقيت رجلاً من بني هاشم لم أر مثله قط ، محمد بن علي بن الحسين ، فسألته عن المسح على الخفين فنهاني عنه ، وقال : لم يكن أميرالمؤمنين عليه‌السلام يمسح ، وكان يقول : سبق الكتاب المسح على الخفين. قال أبوإسحاق : فما مسحت منذ نهاني عنه. وقال قيس بن الربيع : وما مسحت أنا منذ سمعت أبا إسحاق» (57).

٥ ـ مجابهة الرأي والقياس :
بالنظر لاختلاف جيل التابعين حول مصادر الفقه التي يستقون منها أحكامهم ، وحول جواز الرجوع إلى الرأي ، تشعّبت الآراء في تلك الفترة إلى إتجاهين متباينين ، هما اتجاه الحديث ، ومركزه المدينة المنورة ، واتجاه الرأي ، ومركزه الكوفة ، فألغى الأول اتجاه الرأي ، وتوقّفت النصوص الشرعية إلى حدّ الجمود على ظواهرها ، بينما الاتجاه الثاني بالغ باستخدام الرأي ، وتشدّد في قبول الحديث ، فضيّق دائرة العمل بالحديث ، وتبع ذلك التوسّع في الأخذ بالقياس.
ولا شك أن تضيق دائرة الحديث هو من تداعيات الحظر على تدوين الحديث وروايته الذي فرضته السلطة بعد وفاة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، الأمر الذي جعل بعض الفقهاء ينأى بنفسه عن مصادر التشريع الأصيلة المتمثلة بالكتاب والسنة ، ويلجأ إلى اعتماد عناصر جديدة في استنباط الأحكام الشرعية ، وهي القياس والرأي والاستحسان والعرف والمصالح المرسلة التي دخلت بقوة في خط الاجتهاد حتى بلغت ذروتها على يد أبي حنيفة (58) الذي اشتهر بكثرة القياس في الفقه.
وقد وقف الإمام الباقر وأولاده المعصومون عليهم‌السلام من بعده بوجه هذه القواعد الاجتهادية ، وقاوموا اجتهاد الرأي ، وتصدوا لتفنيد آراء ومزاعم القائلين بها ، من خلال ما يلي :
أولاً : التأكيد على أن النصوص الشرعية تفي بتزويد الفقيه ما يحتاج إليه ، أو بعبارة أخرى التأكيد على شمولية الكتاب والسنة لحاجات الإنسان كلّها ، بل وحتى لما يطرأ عليها من مسائل في المستقبل ، قال الإمام الباقر عليه‌السلام : «إن اللّه تبارك وتعالى لم يدع شيئاً تحتاج إليه الأمة إلاّ أنزله في كتابه وبيّنه لرسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وجعل لكل شيء حداً وجعل عليه دليلاً يدل عليه ، وجعل على من تعدى ذلك الحد حداً» (59). فلا توجد واقعة في الحياة إلاّ ويمكن إدراجها تحت الأحكام الكلية المستنبطة من الكتاب والسنة دون الرجوع إلى الرأي ، وإذا وجد رأي يقول بعدم ذلك ، فيلجأ إلى الاستحسان والرأي ، فالمشكلة ليست في أن اللّه سبحانه لم يبيّن للإنسان الخطوط التفصيلية التي يحتاجها في تلبية حاجات الحياة ومواجهة مشكلاتها ، بل هي في أن الناس تركوا ما أمروا به من الانصياع إلى أهل البيت عليهم‌السلام وأخذ معالم الدين عنهم ، ولو فعلوا ذلك لاستطاعوا أن يكتشفوا الحل الإسلامي لأية مشكلة طارئة تعترى حياتهم.
ثانياً : رفض القياس ، وعدّه ابتداعاً في الدين ومحقاً له ، لما فيه من جرأة على تجاوز أحكام اللّه تعالى ، وتهاون بالسنة والحديث ، وتعويل على العقل من غير حجة شرعية ولا دليل معتبر. عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام ، قال : «إنَّ السنّة لا تقاس ، وكيف تقاس السُنّة ، والحائض تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة؟!» (60).
إذ لو صحّ القياس كدليل لوجب على الحائض أن تقضي صلاتها دون صومها ، وهو كما ترى.
وعنه عليه‌السلام ، قال : «من أفتى الناس برأيه ، فقد دان اللّه بما لا يعلم ، ومن دان اللّه بما لا يعلم ، فقد ضادَّ اللّه حيث أحلَّ وحرَّم فيما لا يعلم» (61).
ثالثاً : بلورة اتجاه معارض لمدرسة الحديث والرأي في الأوساط العلمية آنذاك ، وضع حجره الأساس الإمام الباقر عليه‌السلام من خلال تحديد معالم مدرسة أهل البيت ومصادر أصولها التشريعية ، المستندة إلى الكتاب والسنة ودليل العقل ، والقول بعصمة أهل البيت عليهم‌السلام في تبليغ الأحكام والحدود ، وحجية حديثهم باعتباره الامتداد الصحيح لحديث رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، من هنا كانت مدرسة أهل البيت بمثابة النمرقة الوسطى بين تيارين فكريين متنازعين ، وقد أثمرت جهود روادها في التخفيف من غلواء هذين التيارين.
رابعاً : مواجهة الداعين إلى القياس بالحوار والمناظرة ، فقد حاور الإمام الباقر عليه‌السلام أبا حنيفة حول القياس في الفقه ، حين لقيه في المدينة أيام الموسم ، فقال : « أنت الذي حولت دين جدي وأحاديثه إلى القياس؟ فقال : معاذ اللّه عن ذلك ، اجلس مكانك كما يحق لي ، فان لك عندي حرمة كحرمة جدك صلى‌الله‌عليه‌وآله في حياته على أصحابه .. » (62).
ومهما قيل في هذا الحوار ، فإنه يدل على إنكار الإمام الباقر عليه‌السلام للقياس ، وأنه كان يتابع ما يجري على الساحة الفكرية ، ويراقب أعلام الأمة فيما يطرحون من أفكار ، وكان يحاور كي يقلّص من مساحات الخلاف ، باعتباره إمام الأئمة الذي يقوم بدوره الرسالي.
يقول الشيخ أبو زهرة : من هذا الخبر نتبين إمامة الإمام الباقر للعلماء ، يحضرهم إليه ، ويحاسبهم على ما يبلغه عنهم ، أو يبدو منهم ، وكأنه الرئيس يحكم مرؤوسيه ليحملهم على الجادة ، وهم يقبلون طائعين غير مكرهين تلك الرئاسة (63).

قال الشاعر :

سمت به معاهد العلم إلى     هام الضراح والسماوات العلى

حتى تجلت لأولى الألباب     حقائق السنة والكتاب

أحكمها بمحكم الأساس     جلت عن الرأي أو القياس

وسد باب الظن والتخمين     بفتح باب العلم واليقين

وبابه المفتوح باب الباري     وباب علم المصطفى المختار

هل يترك العين ويطلب الأثر     فما أضل من تولى وكفر!

فاتبعوا إبليس في قياسه     واستحسنوا البنا على أساسه

واتخذوا سبيله سبيلا     ما راقبوا اللّه ولا الرسولا

صدوا عن الحق وتاهوا في العمى     في مثله تحبس قطرها السما

حادوا عن العترة والكتاب     بل نكسوا قُدما على الأعقاب (64)

٦ ـ اعداد المؤلفين والثقات :
كان الكثير من أصحاب الإمام الباقر عليه‌السلام يزدحمون في حلقة درسه ويختلفون إليه في جميع المناسبات ، ولكثرتهم أفردهم ابن عقدة في كتاب من روى عن أبي جعفر عليه‌السلام (65) ، وعدّ الشيخ الطوسي (٤٦٨) من أصحابه والرواة عنه من مختلف ديار الإسلام ، ومن مختلف الاتجاهات ، فتجد فيهم العامي والزيدي والمعتزلي والمتصوف والخارجي وغيرهم ، وتجد فيهم النساء إلى جانب الرجال ، ممن شمرن عن ساعد الجدّ للرواية عن الإمام عليه‌السلام ، ومنهن ابنته خديجة ، وحبابة الوالبية.
وقد أثمرت توصيات الإمام الباقر عليه‌السلام وجهوده في اعداد النخبة الصالحة من هذا الجمع ، أن تمخضت عن كوكبة من الرجال الثقات المخلصين والمؤلفين الذين أوقفوا حياتهم على حمل راية العلم ومعالم الدين وتبليغه إلى سائر البلدان.
وكان أهم انجازاتهم في هذا الاتجاه :
أولاً : عملوا على صيانة آثار النبوة وحديث أهل البيت عليهم‌السلام وتراثهم من مطبات الوضع والتزوير ، وأوصلوه إلينا بأمانة عبر الأجيال المتعاقبة.
قال أبو عبد اللّه عليه‌السلام : «رحم اللّه زرارة بن أعين ، لولا زرارة ونظراؤه لاندرست أحاديث أبي عليه‌السلام» (66).
وقال عليه‌السلام : «بشّر المخبتين بالجنة : بريد بن معاوية العجلي ، وأبو بصير بن ليث البختري المرادي ، ومحمد بن مسلم ، وزرارة ، أربعة نجباء أمناء اللّه على حلاله وحرامه ، لولا هؤلاء انقطعت آثار النبوة واندرست» (67).
ثانياً : تميزت منهم شخصيات واعية تتمتع بذهنية علمية قادرة على التفكير والتحليل ، أسهمت في اثراء مدرسة أهل البيت عليهم‌السلام بالمتخصصين في حقول المعرفة المختلفة ، وأرست قواعد التحديث والحديث وأصول الاجتهاد والاستنباط. قال الصادق عليه‌السلام : «ما أجد أحداً أحيا ذكرنا وأحاديث أبي عليه‌السلام إلاّ زرارة ، وأبو بصير ليث المرادي ، ومحمد بن مسلم ، وبريد بن معاوية العجلي ، ولولا هؤلاء ماكان أحد يستنبط هذا. هؤلاء حفاظ الدين ، وأمناء أبي عليه‌السلام على حلال اللّه وحرامه» (68).
ثالثاً : تنوعهم الجغرافي أوصل صوت الإمام عليه‌السلام إلى بقعة جغرافية شاسعة ، وأسهم في اتساع مرجعيته الفكرية والروحية ، فتجد فيهم الكوفي ، والبصري ، والموصلي ، والبغدادي ، والمدائني ، والأنباري ، والواسطي ، والرصافي ، والحجازي ، والمدني ، والمكي ، والطائفي ، والشامي ، والحلبي ، واليماني ، والحضرمي ، والهجري ، والمصري ، والنيسابوري ، والجبلي ، والكناسي ، والهمذاني ، والبرقي ، والسجستاني ، والقمي وغيرهم.
رابعاً : تنوع الاختصاص في مختلف ضروب المعرفة الإنسانية ، من علوم لغوية وشرعية وطبيعية ، أكسب مدرسة أهل البيت البقاء والدقة والشمولية ، وأدى إلى نشاط ملحوظ في حركة التأليف.
فتجد في أصحابه عليه‌السلام المفسر والقارئ والفقيه والمتكلم والراوي والشاعر واللغوي والمؤرخ وغيرهم ، فمن أصحاب أبي جعفر عليه‌السلام من علماء التفسير وعلوم القرآن : أبو النضر محمد بن السائب بن بشر الكلبي ، وهو أول من صنف في علم أحكام القرآن ، وله تفسير كبير ، وجابر بن يزيد الجعفي ، وأبو بصير ، وأبو حمزة الثمالي ، وصنف أبان بن تغلب في معاني القرآن (69) ، وتفسير غريب القرآن.
ومن الفقهاء الذين أجمعت العصابة على تصديقهم ، وكونهم أفقه الأولين ستة : زرارة ، ومعروف بن خربوذ ، وبريد ، وأبو بصير الأسدي ، والفضيل بن يسار ، ومحمد بن مسلم الطائفي ، وقالوا : وأفقه الستة زرارة (70).
ومن الفقهاء القراء : سليمان بن خالد الأقطع ، وأبان بن تغلب ، وكان أبان عالماً بالقراءات ، وله كتاب القراءات (71) ، قرأ على عاصم ، وأبي عمرو الشيباني ، وطلحة بن مصرف ، والأعمش (72) ، ومنهم حمران بن أعين ، وهو مقرئ كبير ، أخذ القراءة عرضاً عن أبي جعفر عليه‌السلام وآخرين ، وروى القراءة عنه عرضاً حمزة الزيات (73).
وممن اهتمّ بالكلام من أصحابه عليه‌السلام : زرارة بن أعين بن سنسن ، وله مصنفات في الاستطاعة والجبر.
ومن أعلام اللغة والأدب : الشاعر الحجازي سديف بن مهران بن ميمون المكي ، ومالك بن أعين الجهني ، والكميت بن زيد الأسدي ، والشاعر الفقيه عبد اللّه بن غالب الأسدي ، وكثير عزّة ، وأبو جعفر محمد بن الحسن بن أبي سارة الرواسي الكوفي ، أستاذ الكسائي ، وإمام الكوفيين في النحو ، وأقدمهم بالتصنيف فيه.
وممن كتب في التاريخ : أبان بن تغلب ، وعبد اللّه بن إبراهيم بن محمد الجعفري ، ومحمد بن مبشر الثقفي ، ومسمع بن عبد الملك ، الملقب كردين.
ولكي نطلع القارئ الكريم على دور أصحاب الإمام الباقر عليه‌السلام في رفع منار العلم وإقامة عماده ، وامتياز مدرسة أهل البيت بسعة معارفها وتنوع رجالها ، نعرض هنا مجموعة مختارة من أصحابه الثقات والمؤلفين :

١ ـ أبان بن تغلب بن رباح. كان عظيم المنزلة في أصحابنا ، لقي علي بن الحسين وأبا جعفر وأبا عبد اللّه عليهم‌السلام ، وروى عنهم ، وكانت له عندهم منزلة وقدم. وكان أبان رحمه‌الله مقدماً في كل فن من العلم في القرآن والفقه والحديث والأدب واللغة والنحو ، وله كتب ، منها : تفسير غريب القرآن (74) ، وكتاب الفضائل ، وكتاب صفين ، ولأبان قراءة مفردة مشهورة عند القراء ، وكان قارئاً من وجوه القراء. روي أنه كان اذا قدم المدينة تقوّضت إليه الحلق ، وأخليت له سارية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله . وقال له الباقر عليه‌السلام : «اجلس في مسجد المدينة وأفت الناس ، فإني أحب أن يرى في شيعتي مثلك». ومات أبان في حياة أبي عبد اللّه الصادق عليه‌السلام ، سنة ١٤١ هـ ، فلما أتاه نعيه قال : «أما واللّه لقد أوجع قلبي موت أبان» (75).

٢ ـ إبراهيم بن أبي البلاد. كان ثقة قارئاً أديباً ، وكان راوية الشعر ، وله يقول الفرزدق :
يا لهف نفسي على عينيك من رجل.
وعمّر دهراً ، وكان للرضا عليه‌السلام إليه رسالة أثنى بها عليه ، وله كتاب (76).

٣ ـ إبراهيم بن صالح الأنماطي. ثقة ، لا بأس به ، له كتب ، قال النجاشي : قال لي أبو العباس أحمد بن علي بن نوح : انقرضت كتبه فليس أعرف منها إلاّ كتاب الغيبة (77).

٤ ـ إبراهيم بن عثمان الخزاز. ثقة ، له أكثر من أصل ، وله كتاب النوادر (78).

٥ ـ إبراهيم بن عمر الصنعاني. شيخ من أصحابنا ، ثقة ، له كتاب وأصول (79).

٦ ـ إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى. مدني ، روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه عليهما‌السلام ، وكان خصيصاً بهما ، والعامة لهذه العلة تضعّفه ، وحكى بعض أصحابنا عن بعض المخالفين أن كتب الواقدي سائرها إنما هي كتب إبراهيم ابن محمد بن أبي يحيى ، نقلها الواقدي وادّعاها. وذكر بعض أصحابنا أن له كتاباً مبوباً في الحلال والحرام عن أبي عبد اللّه عليه‌السلام (80).

٧ ـ إبراهيم بن نعيم العبدي. أبو الصباح الكناني ، له كتاب ، ويسمى الميزان من ثقته ، قال له الصادق عليه‌السلام : أنت ميزان لا عين فيه (81).

٨ ـ إسماعيل بن جابر الجعفي. ثقة ممدوح ، له أصول رواها عنه صفوان بن يحيى ، وله كتاب ذكره محمد بن الحسن بن الوليد في فهرسته (82).
٩ ـ إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي. تابعي ، سمع أبا الطفيل عامر بن واثلة ، وكان فقيهاً ، نقل ابن عقدة : أن الصادق عليه‌السلام ترحم عليه ، وحكى عن ابن نمير أنه قال : ثقة (83).

١٠ ـ إسماعيل بن عبد الرحمن السدي. مفسر مشهور ، عدّه الشيخ من أصحاب السجاد والباقر والصادق عليهم‌السلام (84).

١١ ـ إسماعيل بن الفضل بن يعقوب. من بني الحارث بن عبد المطلب ، ثقة ، من أهل البصرة ، روي أن الصادق عليه‌السلام قال : هو كهل من كهولنا ، وسيد من ساداتنا (85).

١٢ ـ برد الأسكاف الأزدي الكوفي. عده الشيخ من أصحاب السجاد والباقر عليهما‌السلام ، وله كتاب (86).

١٣ ـ بريد بن معاوية العجلي. وجه من وجوه أصحابنا ، ثقة فقيه ، روي أنه من حواري الباقر والصادق عليهما‌السلام ، وله محل عندهما ، قال الكشي : انه ممن اتفقت العصابة على تصديقه ، وممن انقادوا له بالفقه. ومات سنة ١٥٠ هـ (87).

١٤ ـ ثابت بن دينار الكوفي الأزدي. أبو حمزة الثمالي ، ثقة ، من خيار أصحابنا وثقاتهم ومعتمديهم في الرواية والحديث ، له كتاب تفسير القرآن ، وكتاب النوادر ، وكتاب الزهد (88).

١٥ ـ جابر بن يزيد الجعفي. ثقة جليل مشهور له أصل وتفسير وكتاب النوادر والفضائل ، ورسالة أبي جعفر الباقر عليه‌السلام إلى أهل البصرة ، توفي سنة ١٢٨ هـ ، وقيل : ١٣٢ هـ (89).

١٦ ـ الحارث بن المغيرة النصري. بصري ، ثقة ثقة ، له كتاب (90).

١٧ ـ حجر بن زائدة الحضرمي. ثقة صحيح المذهب ، صالح ، له كتاب (91).

١٨ ـ حجر بن زائدة الحضرمي. أبو عبد اللّه ، ثقة صحيح المذهب ، له كتاب (92).

١٩ ـ حذيفة بن منصور الخزاعي. ثقة ، له كتاب (93).

٢٠ ـ حسان بن مهران الجمال. أخو صفوان الجمال ، عدّه الشيخ من أصحاب الباقر عليه‌السلام ، ثقة ثقة ، له كتاب (94).

٢١ ـ الحسن بن السري الكاتب. الكرخي ، ثقة ، له كتاب (95).

٢٢ ـ الحسن بن علي بن أبي المغيرة الكوفي. ثقة ، له كتاب (96).

٢٣ ـ الحسين بن ثوير بن أبي فاختة. ثقة ، له كتاب نوادر (97).

٢٤ ـ الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعيم. روى ابن عقدة ، عن الفضل بن يوسف ، قال : الحكم بن عبد الرحمن ، خيار ، ثقة ثقة (98).

٢٥ ـ الحكم بن المختار بن أبي عبيدة. ثقة (99).

٢٦ ـ خالد بن طهمان. أبو العلاء الخفاف السلولي ، له نسخة أحاديث رواها عن أبي جعفر عليه‌السلام ، وكان من العامة (100).

٢٧ ـ رافع بن سلمة بن زياد الأشجعي. كوفي ، ثقة من بيت الثقات وعيونهم ، له كتاب (101).

٢٨ ـ زحر بن عبد اللّه الأسدي. ثقة ، له كتاب (102).

٢٩ ـ زرارة بن أعين. شيخ أصحابنا في زمانه ومتقدمهم ، كان قارئاً فقيهاً متكلماً شاعراً أديباً ، قد اجتمعت فيه خلال الفضل والدين ، مات سنة ١٥٠ هـ ، كان ثقة صادقاً فيما يرويه ، وله مصنفات منها كتاب في الاستطاعة والجبر (103).

٣٠ ـ زياد بن أبي الحلال. كوفي ثقة ، عده الشيخ من أصحاب الباقر عليه‌السلام ، له كتاب (104).

٣١ ـ زياد بن سوقة البجلي. كوفي ، ثقة ، عده الشيخ من أصحاب الباقر عليه‌السلام (105).

٣٢ ـ زياد بن عيسى الحذاء. كوفي ، ثقة صحيح ، له كتاب ، قال العقيقي العلوي : أبو عبيدة ، زياد الحذاء ، كان حسن المنزلة عند آل محمد عليهم‌السلام ، وكان زامل أبا جعفر عليه‌السلام إلى مكة (106).

٣٣ ـ زياد بن المنذر. أبو الجارود الهمداني الخارقي ، زيدي المذهب ، واليه تنسب الزيدية الجارودية ، له أصل ، وكتاب تفسير القرآن ، رواه عن أبي جعفر عليه‌السلام أيام استقامته ، وكأنه كان يكتبه عن إملائه عليه‌السلام ، ولذا نسبه ابن النديم إلى الباقر عليه‌السلام (107).

٣٤ ـ زيد بن محمد بن يونس. أبو أسامة الشحام ، كوفي ، ثقة عين ، له كتاب (108).

٣٥ ـ سعد بن طريف الحنظلي الاسكاف. كان قاضياً ، وله رسالة الإمام الباقر عليه‌السلام إليه (109).

٣٦ ـ سلام بن أبي عمرة الخراساني. ثقة ، له كتاب (110).

٣٧ ـ سليمان بن خالد بن دهقان. أبو الربيع الأقطع ، كان قارئاً فقيهاً وجهاً ، خرج مع زيد عليه‌السلام فقطعت يده ، وكان الذي قطعها يوسف بن عمر بنفسه ، ومات في حياة أبي عبد اللّه عليه‌السلام ، فتوجع لفقده ، ودعا لولده ، وأوصى بهم أصحابه ، له كتاب (111).

٣٨ ـ شجرة بن ميمون. أبو أراكة النبال الوابشي ، كوفي ، هو وابنه علي بن شجرة ، والحسن بن شجرة ، كلهم ثقات وجوه أعيان أجلة ، وله كتاب (112).

٣٩ ـ شهاب بن عبد ربه الأسدي الصيرفي الكوفي. ثقة له كتاب يعد من الأصول (113).

٤٠ ـ صباح بن يحيى. أبو محمد المزني الكوفي ، ثقة ، له كتاب (114).

٤١ ـ عامر بن عبد اللّه بن جذاعة. من حواري الباقر والصادق عليهما‌السلام (115).

٤٢ ـ عباد بن صهيب. أبو بكر التميمي ، بصري ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللّه عليه‌السلام كتاباً ، وعده الشيخ من أصحاب الباقر عليه‌السلام (116).

٤٣ ـ عبد الرحمن بن أعين بن سنسن الشيباني. له كتاب ، روى الكشي عن الحسن بن علي بن يقطين عن مشايخه أنه كان مستقيماً (117).

٤٤ ـ عبد الغفار بن القاسم بن قيس. أبو مريم الأنصاري ، ثقة ، له كتاب (118).

٤٥ ـ عبد اللّه بن ابراهيم بن محمد الجعفري. ثقة ، صدوق ، له كتب ، منها : كتاب خروج محمد بن عبد اللّه ومقتله ، وكتاب خروج صاحب فخ ومقتله (119).

٤٦ ـ عبد اللّه بن سنان بن طريف. ثقة جليل ، له كتاب الصلاة الكبير (120).

٤٧ ـ عبد اللّه بن غالب الأسدي. شاعر فقيه ، ثقة ثقة ، له كتاب تكثر الرواة عنه ، قال له أبو عبد اللّه الصادق عليه‌السلام : «إن ملكاً يلقي الشعر عليك ، وإني لأعرف ذلك الملك» (121).

٤٨ ـ عبد المؤمن بن القاسم بن قيس الأنصاري. كوفي ، ثقة ، هو وأخوه أبو مريم عبد الغفار بن القاسم ، توفي سنة ١٤٧ هـ ، له كتاب (122).

٤٩ ـ عبيد بن محمد بن قيس البجلي. له كتاب يرويه عن أبيه ، عرضه على أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه‌السلام ، فقال : «هذا قول أمير المؤمنين عليه‌السلام» (123).

٥٠ ـ عبيد اللّه بن الوليد الوصافي. ثقة ، له كتاب (124).

٥١ ـ علي بن أبي المغيرة الزبيدي. ثقة ، وله كتاب مفرد (125).

٥٢ ـ عنبسة بن بجاد العابد. عده الشيخ من أصحاب الباقر عليه‌السلام ، وكان قاضياً ، ثقةً خيراً فاضلاً ، له كتاب (126).

٥٣ ـ غياث بن ابراهيم التميمي. بصري وسكن الكوفة ، عده الشيخ من أصحاب الباقر عليه‌السلام ، ثقة ، له كتاب في الحديث ، وكتاب مقتل أمير المؤمنين عليه‌السلام (127).

٥٤ ـ فضيل بن يسار النهدي البصري. ثقة عين ، جليل القدر ، له كتاب (128).

٥٥ ـ الفيض بن المختار الجعفي الكوفي. ثقة عين ، له كتاب (129).

٥٦ ـ كثير بن كلثم. كوفي ، ثقة (130).

٥٧ ـ الكميت بن زيد الأسدي. شاعر الإمام الباقر عليه‌السلام ، وقد قدمنا ترجمته في الفصل الثاني ، وقيل : في الكميت عشر خصال لم تكن في شاعر : كان خطيب بني أسد ، وفقيه الشيعة ، وحافظ القرآن ، وكاتباً حسن الخط ، ونسابة ، وكان جدلياً ، وهو أول من ناظر في التشيع مجاهراً بذلك ، وكان رامياً لم يكن في بني أسد أرمى منه ، وكان فارساً شجاعاً ، وكان سخياً ديناً (131).

٥٨ ـ ليث بن البختري المرادي. ثقة عظيم الشأن ، وله كتاب (132).

٥٩ ـ مالك بن عطية الأحمسي. عده الشيخ من أصحاب الباقر عليه‌السلام ، ثقة ، وله كتاب (133).

٦٠ ـ محمد بن الحسن بن أبي سارة الرواسي. أصله كوفي ، وسكن هو وأبوه قبله النيل ، روى هو وأبوه عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه عليهما‌السلام ، وابن عمه معاذ بن مسلم بن أبي سارة ، وهم أهل بيت فضل وأدب ، وعلى معاذ ومحمد تفقّه الكسائي علم العرب ، والكسائي والفراء يحكون عنهما في كتبهم كثيراً ، وهم ثقات لا يطعن عليهم بشيء. ولمحمد هذا كتاب الوقف والابتداء ، وكتاب الهمز ، وكتاب إعراب القرآن (134).

٦١ ـ محمد بن السائب الكلبي. له كتاب أحكام القرآن ، والتفسير ، وقيل : هو أول من صنف في هذا الفن ، توفي سنة ١٤٦ هـ (135).

٦٢ ـ محمد بن شريح الحضرمي. ثقة ، عده الشيخ من أصحاب الباقر عليه‌السلام ، وله كتاب (136).

٦٣ ـ محمد بن قيس البجلي. ثقة ، وجه من وجوه العرب بالكوفة ، له كتاب قضايا أمير المؤمنين عليه‌السلام رواه عن الباقر عليه‌السلام ، وكتاب آخر نوادر (137).

٦٤ ـ محمد بن مرازم الساباطي. ثقة ، له كتاب (138).

٦٥ ـ محمد بن مسلم بن رباح الطحان. وجه أصحابنا بالكوفة ، فقيه ، صحب أبا جعفر وأبا عبد اللّه عليهما‌السلام ، وروى عنهما ، وكان من أوثق الناس. له كتاب يسمى الأربع مئة مسألة في أبواب الحلال والحرام (139).

٦٦ ـ مسكين. ثقة ، عده الشيخ من أصحاب الباقر عليه‌السلام (140).

٦٧ ـ مسمع بن عبد الملك. أبو سيار ، الملقب كردين ، شيخ بكر بن وائل بالبصرة ووجهها ، وسيد المسامعة ، وكان أوجه من أخيه عامر بن عبد الملك وأبيه ، له كتاب نوادر كبير ، وروى أيام البسوس. وقال له أبو عبد اللّه عليه‌السلام : «إنّي لأعدك لأمر عظيم ، يا أبا السيار» (141).

٦٨ ـ معاذ بن مسلم بن أبي سارة النحوي. نحوي مشهور ، وثقه النجاشي عند ترجمة محمد بن الحسن بن أبي سارة (142).

٦٩ ـ منصور بن حازم أبو أيوب البجلي. كوفي ، ثقة ، عين ، صدوق ، من أجلة أصحابنا وفقهائهم. عده الشيخ من أصحاب الباقر عليه‌السلام ، له كتب منها : أصول الشرائع ، وكتاب الحج (143).

٧٠ ـ معمر بن يحيى بن سام العجلي. ثقة ، متقدم ، له كتاب (144).

٧١ ـ موسى بن الحسن بن عامر الأشعري القمي. أبو الحسن ، ثقة ، عين ، جليل. صنف ثلاثين كتاباً ، منها : كتاب الطلاق ، كتاب الوصايا ، كتاب الفرائض ، كتاب الفضائل ، كتاب الحج ، كتاب الرحمة ، كتاب الوضوء ، كتاب الصلاة ، كتاب الزكاة ، كتاب الحج ، كتاب الصيام ، كتاب يوم وليلة ، كتاب الطب. روى عن أبي عبد اللّه عليه‌السلام ، وعده الشيخ من أصحاب الباقر عليه‌السلام (145).

٧٢ ـ نصر بن مزاحم المنقري. مستقيم الطريقة ، صالح الأمر ، له مصنفات حسان (146).

٧٣ ـ هارون بن حمزة الغنوي. ثقة ، عين ، له كتاب ، عده الشيخ من أصحاب الباقر عليه‌السلام (147).

٧٤ ـ هيثم بن أبي مسروق النهدي. قريب الأمر ، له كتاب نوادر (148).

٧٥ ـ وهب بن عبد ربه الأسدي. ثقة ، له كتاب (149).

٧٦ ـ يحيى بن أبي العلاء الرازي. له كتاب (150) ، وهو ثقة مشهور.

٧٧ ـ يحيى بن القاسم الأسدي. أبو بصير ، ثقة وجيه ، له كتاب يوم وليلة ، كتاب مناسك الحج ، وتفسير أبي بصير (151).

٧٨ ـ أبو خالد القماط. كوفي ، ثقة ، له كتاب (152).

وكان كل هؤلاء وغيرهم من الرجال الأفذاذ يشكلون حجر الزاوية في مدرسة أهل البيت عليهم‌السلام التي اكتمل بناؤها على يد الإمام الصادق عليه‌السلام ، الذي كان حلقة الوصل في نقل علوم الشريعة بشكل لم يسبق له مثيل ، قال الحسن بن علي الوشاء يصف مسجد الكوفة : اني أدركت في هذا المسجد تسع مئة شيخ كلٌّ يقول حدثني جعفر بن محمد (153).
__________________
(1) تاريخ دمشق ٤٥ : ٢٩١ ، كشف الغمة ٢ : ٣٤٤ ، حلية الأولياء ٣ : ١٨٣.
(2) تحف العقول : ٣٠٠.
(3) حلية الأولياء ٣ : ١٨٤ ، كشف الغمة ٢ : ٣٤٤ ، أعلام الدين : ١٤٤.
(4) أعلام الدين في صفات المؤمنين : ١٢٧ و ٣٠١.
(5) أمالي الطوسي : ٧٣٥ / ١٥٣٥ ، الكافي ٢ : ٦٠ / ٣ ، تحف العقول : ٢٩٤.
(6) الخصال : ٤٤٤ / ٤٠.
(7) تحف العقول : ٢٨٤ ، والآية من سورة الأعراف : ٧ / ٢٠١.
(8) سورة البقرة : ٢ / ٨٣.
(9) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٢١.
(10) أعلام الدين : ٣١٤ ، بشارة المصطفى : ١١٣.
(11) مصادقة الاخوان / الصدوق : ٣٦ ، مجموعة ورام ٢ : ٨٥ ، كتاب المؤمن / الحسين ابن سعيد : ٤٥.
(12) المحاسن ١ : ٢٢٧ / ١٥٦ ، الآية من سورة الحشر : ٥٩ / ٧.
(13) ثواب الأعمال : ١٣١.
(14) في التذكرة : منار.
(15) أعلام الدين في صفات المؤمنين : ٣٠٢ ، التذكرة الحمدونية : ٣٨٧.
(16) الخصال : ٢٤٥ / ١٠١.
(17) كفاية الأثر : ٢٥٢.
(18) الكافي ١ : ٤١ / ٧ ، منية المريد / الشهيد الثاني : ١٦٩.
(19) الاختصاص : ٢٤٥.
(20) المحاسن ١ : ٢٠٦ / ٦٢ ، الكافي ١ : ٤١ / ٩.
(21) الاختصاص : ٢٤٥.
(22) الكافي ١ : ٤٧/٦.
(23) تحف العقول : ٢٩٤.
(24) المحاسن ١ : ٢٠٦ / ٦٢ ، الكافي ١ : ٤٢ / ٤.
(25) المحاسن ١ : ٢٠٤ / ٥٣ ، الكافي ١ : ٥٠ / ١٢.
(26) أعلام الدين في صفات المؤمنين : ٣٠٠.
(27) الكافي ١ : ٤٥ / ٧.
(28) الكافي ١ : ٤١ / ٣.
(29) تحف العقول : ٢٩٧.
(30) الاحتجاج ١ : ٢٨ / ١٥٦ ، اليقين / ابن طاوس : ٧.
(31) الكافي ١ : ٣٥ / ٢.
(32) حلية الأولياء ٣ : ١٨٣ ، الفصول المهمة : ١٩٥ ، كشف الغمة ٢ : ٣٤٤ ، أعلام الدين في صفات المؤمنين : ٨٣ ، تحف العقول : ٢٩٤ ، مطالب السؤول : ٨٠.
(33) اكمال الدين : ٣٠٨.
(34) تاج المواليد : ٤٠.
(35) عدّ الحافظ أبو المؤيد محمد بن محمود الخوارزمي الإمام الباقر عليه‌السلام من التابعين الذين روى عنهم أبو حنيفة ، في كتابه جامع مسانيد أبي حنيفة ٢ : ٣٤٩ ، وجاء في تذكرة الخواص : ٣٤٧ قال ابن سعد : محمد الباقر من الطبقة الثالثة من التابعين من أهل المدينة ، كان عالماً عابداً ثقة ، روى عنه الأئمة أبو حنيفة وغيره.
(36) الإمام الصادق / محمد أبو زهرة : ٢٢.
(37) تاريخ دمشق ٤٥ : ٢٦٨ ، و ٢٧٢ ، البداية والنهاية ٩ : ٣٣٨ ، سير أعلام النبلاء ٤ : ٤٠١ ، تذكرة الحفاظ / الذهبي ١ : ١٢٤ ، طبقات الحفاظ / السيوطي : ٥٦ ، كشف الغمة ٢ : ٣٤٤ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٢٧ ، الجمع بين رجال الصحيحين ٢ : ٤٤٦.
(38) راجع : من روى عنه عليه‌السلام في رجال الطوسي ، وخلاصة الأقوال ، ورجال ابن داود ، ورجال النجاشي وغيرها من مصادر ومجاميع رجال الشيعة.
(39) البداية والنهاية ٩ : ٣٣٨ ، سير أعلام النبلاء / الذهبي ٤ : ٤٠١ ، تذكرة الحفاظ / الذهبي ١ : ١٢٤ ، طبقات الحفاظ / السيوطي : ٥٦ ، روضة الواعظين : ٢٠٢.
(40) الطبقات الكبرى ٥ : ٢٤٨.
(41) أعلام الدين في صفات المؤمنين : ٣١٤.
(42) أعلام الدين في صفات المؤمنين : ٣٠١.
(43) سورة النساء : ٤ / ١١٤.
(44) سورة النساء : ٤ / ٥.
(45) الاحتجاج ٢ : ٥٥ ، والآية الأخيرة من سورة المائدة : ٥ / ١٠١.
(46) الاختصاص : ٢٨٠ ، بصائر الدرجات : ٣١٩.
(47) بصائر الدرجات : ٣١٩ ، اعلام الورى ١ : ٥٠٨.
(48) الارشاد ٢ : ١٦٧ ، الخرائج والجرائح ٢ : ٨٩٣ ، اعلام الورى ١ : ٥٠٨.
(49) بصائر الدرجات : ١٦٣.
(50) رجال النجاشي : ٣٥٩ ، ترجمة محمد بن عذافر.
(51) الكافي ١ : ٣٩٩.
(52) الاختصاص : ٣١.
(53) الكافي ١ : ٥١ / ١٥ ، بصائر الدرجات : ٢٩ ، الاحتجاج ٢ : ٦٨.
(54) بصائر الدرجات : ٣٠.
(55) الكافي ١ : ٣٩٩ / ٢.
(56) بصائر الدرجات : ٥٣٨.
(57) الارشاد ٢ : ١٦١ ، شرح الأخبار ٣ : ٢٨١.
(58) النعمان بن ثابت ، المتوفى سنة ١٥٠ هـ.
(59) الكافي ١ : ٥٩ / ٢.
(60) المحاسن ١ : ٢١٤ / ٩٦.
(61) الكافي ١ : ٥٨ / ١٧.
(62) مناقب أبي حنيفة ١ : ٢٠٨ للحافظ الكردي ، طبعة حيدر آباد.
(63) الإمام الصادق / أبو زهرة : ٢٣.
(64) الأنوار القدسية : ٧٦.
(65) رجال النجاشي : ٩٤ ، الذريعة ٢٢ : ٢٢٨.
(66) اختيار معرفة الرجال ١ : ٣٤٧ / ٢١٧.
(67) اختيار معرفة الرجال ١ : ٣٩٨.
(68) اختيار معرفة الرجال ١ : ٣٤٨ / ٢١٩.
(69) ذكره ابن النديم في الفهرست : ٢٧٦.
(70) اختيار معرفة الرجال ٢ : ٤٣١.
(71) وهو كتاب القراءات ، ذكره ابن النديم في الفهرست : ٢٧٦.
(72) غاية النهاية / ابن الجزري ١ : ٤.
(73) غاية النهاية / ابن الجزري ١ : ٢٦١.
(74) قيل : هو أول من صنف فيه ، لأن معمر بن المثنى توفي بعد المئتين ، وأبان توفي سنة ١٤١ هـ.
(75) رجال النجاشي : ١١ ، الفهرست / الشيخ الطوسي : ٥٧ ، خلاصة الأقوال : ٧٣ ، الذريعة ٢ : ١٣٥ ، وترجمه السيوطي في بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ، وياقوت الحموي في معجم الأدباء.
(76) رجال النجاشي : ٢٢.
(77) رجال النجاشي : ١٥ ، الفهرست / الشيخ الطوسي : ٣٤ ، خلاصة الأقوال : ٣١٤ ، رجال ابن داود : ٣٢ ، معالم العلماء : ٤١.
(78) الذريعة ٢ : ١٣٦ و ٢٤ : ٣١٩.
(79) رجال النجاشي : ٢٠ ، رجال الطوسي : ١٢١ ، معالم العلماء : ٤٢.
(80) رجال النجاشي : ١٤ ، الذريعة ٧ : ٦١.
(81) رجال الطوسي : ١٢١ ، نقد الرجال ١ : ٩٢ ، الذريعة ٢ : ١٣٧.
(82) رجال النجاشي : ٣٢ رجال الطوسي : ١٢١ ، خلاصة الأقوال : ٥٤.
(83) خلاصة الأقوال : ٥٤ ، نقد الرجال ١ : ٢٢٠.
(84) رجال الطوسي : ١٠٩ و ١٢٤ و ١٦٠.
(85) رجال الطوسي : ١٢١ ، خلاصة الأقوال : ٥٣.
(86) رجال النجاشي : ١١٣ ، رجال الطوسي : ١١٠ ، الذريعة ٦ : ٣١٥.
(87) خلاصة الأقوال : ٨١.
(88) رجال الطوسي : ١٢٩ ، الفهرست : ٩٠.
(89) رجال الطوسي : ١٢٩ ، نقد الرجال ١ : ٣٢٥ ، الذريعة ٢ : ١٤٤ و ٢٤ : ٣٢٤.
(90) رجال النجاشي : ١٣٩ ، خلاصة الأقوال : ١٢٣ ، الذريعة ٦ : ٣١٩.
(91) نقد الرجال ١ : ٤٠٣ ، الذريعة ٦ : ٣٢٠.
(92) رجال النجاشي : ١٤٨.
(93) رجال النجاشي : ١٤٧.
(94) رجال النجاشي : ١٤٧ رجال الطوسي : ١٣٢ ، الفهرست : ١٢٠.
(95) نقد الرجال ٢ : ٢٦.
(96) رجال النجاشي : ١٤٩.
(97) رجال النجاشي : ٥٥.
(98) نقد الرجال ٢ : ١٤١.
(99) رجال الطوسي : ١٣١.
(100) رجال النجاشي : ١٥١.
(101) رجال النجاشي : ١٦٩ ، الذريعة ٦ : ٣٣١ ، خلاصة الأقوال : ١٤٧.
(102) رجال النجاشي : ١٧٦ ، الذريعة ٦ : ٣٣٢.
(103) نقد الرجال ٢ : ٢٥٤.
(104) رجال النجاشي : ١٧١ ، رجال الطوسي : ١٣٦.
(105) رجال الطوسي : ١٣٥ ، خلاصة الأقوال : ١٤٩.
(106) رجال النجاشي : ١٧٠ ، نقد الرجال ٢ : ٢٧٥.
(107) رجال النجاشي : ١٧٠ ، الفهرست : ١٣١ ، الذريعة ٢ : ١٥٠ و ٤ : ٢٥١.
(108) رجال ابن داود : ١٠٠ ، نقد الرجال ٢ : ٢٩٠.
(109) رجال النجاشي : ١٧٨ ، نقد الرجال ٢ : ٣٠٩.
(110) رجال النجاشي : ١٨٩ ، الذريعة ٦ : ٣٣٦.
(111) رجال النجاشي : ١٨٣ ، الذريعة ٦ : ٣٣٦.
(112) رجال النجاشي : ٢٧٥ ، رجال الطوسي : ١٣٨ ، خلاصة الأقوال : ١٦٩ و ١٨٩.
(113) خلاصة الأقوال : ٥٦ ، في ترجمة اسماعيل بن عبد الخالق بن عبد ربه ، الذريعة ٢ : ١٥٩.
(114) رجال النجاشي : ٢٠١ ، الذريعة ٦ : ٣٣٩.
(115) رجال ابن داود : ١١٣.
(116) رجال النجاشي : ٢٩٣ ، رجال الطوسي : ١٤٢ ، الفهرست : ١٩٢.
(117) رجال النجاشي : ٢٣٧ ، نقد الرجال ٣ : ٤٣.
(118) رجال النجاشي : ٢٤٦ ، الذريعة ٦ : ٣٤٣.
(119) رجال النجاشي : ٢١٦.
(120) الذريعة ١٥ : ٥٧.
(121) رجال النجاشي : ٢٢٢ ، الذريعة ٦ : ٣٤٥.
(122) رجال النجاشي : ٢٤٩.
(123) الفهرست : ١٧٦.
(124) رجال النجاشي : ٢٣١.
(125) نقد الرجال ٣ : ٢٢٥.
(126) رجال النجاشي : ٣٢٠ ، رجال الطوسي : ١٤١.
(127) الفهرست : ١٩٦ ، خلاصة الأقوال : ٣٨٥.
(128) رجال النجاشي : ٣٠٩ ، رجال الطوسي : ١٤٣ ، خلاصة الأقوال : ٢٢٨.
(129) رجال النجاشي : ٣١١.
(130) رجال النجاشي : ٣١٩.
(131) الغدير ٢ : ١٦٩ عن خزانة الأدب ٢ : ٦٩ وشرح الشواهد : ١٣.
(132) رجال النجاشي : ٣٢١ ، معالم العلماء : ١٢٩ ، رجال ابن داود : ٢١٤.
(133) رجال النجاشي : ٤٢٢ ، رجال الطوسي : ١٤٥ ، الفهرست : ٢٥٠.
(134) رجال النجاشي : ٣٢٤.
(135) الذريعة ١ : ٤٠ و ٤ : ٣١١.
(136) رجال النجاشي : ٣٦٦ ، رجال الطوسي : ١٤٥ ، الفهرست : ٢٣٠.
(137) رجال النجاشي : ٣٢٢ ، الفهرست : ٢٠٦ ، خلاصة الأقوال : ٢٥٢.
(138) الذريعة ٦ : ٣٦٤.
(139) رجال النجاشي : ٣٢٣ ، الذريعة ١ : ٤٠٧.
(140) رجال الطوسي : ١٤٥.
(141) رجال النجاشي : ٤٢٠ ، نقد الرجال ٤ : ٣٧٥.
(142) نقد الرجال ٤ : ٣٨٤.
(143) رجال النجاشي : ٤١٣ ، معالم العلماء : ١٥٦ ، رجال الطوسي : ١٤٧.
(144) رجال النجاشي : ٤٢٥ ، نقد الرجال ٤ : ٤٠٢.
(145) رجال النجاشي : ٤٠٦ ، رجال الطوسي : ١٤٧ ، خلاصة الأقوال : ٢٧٢.
(146) نقد الرجال ٥ : ١١.
(147) رجال النجاشي : ٤٣٧ ، رجال الطوسي : ١٤٨ ، الفهرست : ٢٦٠.
(148) رجال النجاشي : ١٦١ ، نقد الرجال ٥ : ٤٥.
(149) رجال النجاشي : ٤٣٠.
(150) نقد الرجال ٥ : ٦٠.
(151) رجال النجاشي : ٤٤١ ، الذريعة ٤ : ٢٥١.
(152) نقد الرجال ٥ : ٨٦.
(153) رجال النجاشي : ٤٠ / ٨٠.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page