أو بعنوان آخر (رضاعة الكبير أو خلاف أزواج النبي مع عائشة)، عن عائشة قالت جاءت سهلة بنت سهيل وهي امرأة أبي حذيفة، وهي من بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت: يا رسول الله كنا نرى سالما ولدا وكان يدخل علي وأنا فضل وليس لنا إلا بيت واحد، فماذا ترى في شأنه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ارضعيه، قالت: وكيف أرضعه وهو رجل كبير، إنه ذو لحية، فقال ارضعيه يذهب ما في وجه أبي حذيفة (1)..
وما رواه الإمام أحمد بن حنبل (ج 6 / ص 27) عن عائشة قالت: أتت سهلة بنت سهيل بن عمر - وكانت تحت أبي حذيفة بن عتبة - رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت: إن سالما مولى أبي حذيفة يدخل علينا وأنا فضل، (والفضل بضم الفاء والضاد: الثوب الذي يبتذل في الشغل أو النوم أو يتوشح به الإنسان في بيته، ويقال رجل فضل أي متفضل في ثوبه، وكذلك امرأة فضل) وإن كنا نراه ولدا، وكان أبو حذيفة تبناه كما تبنى رسول الله صلى الله عليه وآله زيدا، فأنزل الله: (أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله)، - فأمرها رسول الله صلى الله عليه وآله عند ذلك أن ترضع سالما، فأرضعته خمس رضعات وكان بمنزلة ولدها من الرضاعة، فلذلك كانت عائشة تأمر أخواتها وبنات أخواتها أن يرضعن من أحبت عائشة أن يراها ويدخل عليها من الرجال، وإن كان كبيرا خمس رضعات ثم يدخل عليها.
ولكن سائر أزواج النبي صلى الله عليه وآله أمهات المؤمنين أبين ورفضن أن يدخل عليهن بتلك الرضاعة أحدا من الناس حتى يرضع في المهد، وقلن: لا والله ما نرى الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وآله سهلة بنت سهيل إلا رخصة من رسول الله صلى الله عليه وآله في رضاعة سالم وحده، لا والله لا يدخل علينا بهذه الرضاعة أحد.
____________
(1) صحيح مسلم: ج 4 / ص 167 (باب رضاعة الكبير)، موطأ الإمام مالك: ج 2 / ص 116 (باب ما جاء في الرضاعة بعد الكبر).
عائشة عليها التأويل ونحن علينا التسديد
- الزيارات: 453