كما قال تعالى في أوصاف القيامة : ( وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ) (1).
وقال الله تعالى في سورة الانشقاق : ( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُورًا * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَىٰ سَعِيرًا ) (2).
* روى العياشي عن الامام الصادق عليهالسلام انّه قال : اذا كان يوم القيامةدفع الى الانسان كتابه ، ثمّ قيل له اقرأه.
قلت (3) : فيعرف ما فيه؟
فقال : انّه يذكره ، فما من لحظة ولا كلمة ولا نقل قدم ولا نقل قدم ولا شيء فعله الاّ ذكره ، كأنه فعله تلك الساعة ، فلذلك قالوا : (يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الاّ احصاها) (4)
* وروى ابن قولويه عن الامام الصادق عليهالسلام قال : ( من زار قبر الحسين عليهالسلام في شهر رمضان ومات في الطريق لم يعرض ولم يحاسب. ويقام له : ادخل الجنة آمناً ) (5).
* وقال العلاّمة المجلسي رحمهالله في التحفة : روي بسندين (6) معتبرين عن الامام الرضا عليهالسلام انّه قال : « مَن زارني على بعد داري أتيته يوم القيامة في ثلاث مواطن حتّى اخلصه من أهوالها :
اذا تطايرت الكتب يميناً وشمالاً.
وعند الصراط.
وعند الميزان) (7).
* وقال في (حق اليقين) : روى الحسين بن سعيد ف يكتاب (الزهد) عن الامام الصادق عليهالسلام قال :
« انّ الله تبارك وتعالى اذا أراد أن يحاسب المؤمن اعطاه كتابه بيمينه وحاسبه فيما بينه وبينه ، فيقول : عبدي فعلت كذا وكذا ، وعملت كذا وكذا؟
فيقول : نعم يا رب قد فعلت ذلك.
فيقول : قد غفر تها لك ، وأبدلتها حسنات.
فيقول الناس : سبحان الله ، أما كان لهذا العبد سيئة واحدة؟!!
وهو قول اله عزّوجلّ : ( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُورًا ).
قلت : أي أهل؟
قال : أهله في الدنيا هم أهله في الجنة إن كانوا مؤمنين.
قال : واذا أراد بعبد شراً حاسبه على رؤوس الناس وبكته ، واعطاه كتابه بشماله. وهو قول اله عزّوجلّ :
( وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا ).
قلت : أي أهل؟
قال : أهله في الدنيا.
قلت قوله : (انّه ظنّ ان لن يحور).
قال : ظنّ انّه لن يرجع.) (8).
وهذه اشارة الى انّ المنافقين والكفار تغلّ أيديهم ، ويعطون كتبهم من وراء رؤوسهم الى شمالهم ، وقد اشير الى هابين الحالتين في أدعية الوضوء عند غسل اليدين :
(اللهمّ اعطني كتابي بيميني والخلد في الجنان بيساري وحاسبني حساباً يسيراً).
و ( اللّهمّ لا تعطني كتابي بشمالي ولا من وراء ظهري ، ولا تجعلها مغلولة الى عنقي) انتهى.
*********************
(1) سورة التكوير : الآية ١٠.
(2) سورة الانشقاق : الآيات من ٧ ـ ١٢.
(3) الضمير عائد على الراوي وهو (خالد بن نجيح).
(4) تفسير العياشي : ج ٢ : ص ٣٢٨.
(5) كانل الزيارات : ص ٣٣٠ ـ ٣٣١.
(6) أقول : رواه الصدوق في (عيون أخبار الرضا) : ج ٢ ص ٢٥٥ : بإسناده التالي : حدثنا علي بن أحمد بن محمّ بن عمران الدقاق ، ومحمّد بن أحمد السناني ، وعلي بن عبد الله الوراق ، والحسين بن ابراهيم بن هشام المكتب رضي الله عنهم قالوا : حدثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي الأسدي ، عن أحمد بن محمّد بن صالح الرازي ، عن حمدان الديواني قال : قال الرضا عليه السلام.
ورواه الصدوق في الخصان : ص ١٦٧ قال : حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال : حدثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي عن أحمد بن أحمد بن محمّد بن صالح الرازي عن حمدان الديواني ...
ورواه في الأمالي : ص ١٠٦ ، المجلس ٢٥ ، ح ٩ ، بالإسناد المتقدم في الخصال.
(7) ورواه العلاّمة المجلسي في البحار : ج ١٠٢ ، ص ٣٤ ـ عن الكتب الثلاثة التي قدّمنا ذكرها.
(8) كتاب الزهد : للحسين بن سعيد الاهوازي : ٢٩ طبعة قم ، ونقله عنه المجلسي في البحار : ج ٧ ، ص ٣٢٤ ، ح ١٧.
الآيات والروايات
- الزيارات: 305