الموكب الحسيني
رحـلوا ومـا رحـلوا وهيل ودالي الاّبـحـسن تـصـبّري وفـؤادي
سـاروا ولـكن خـلفوني بـعدهم حـزنا اصوب الدمع صوب عهادي
وسـرت بـقلب الـمستهام ركابهم تـعـلوا بـه جـبلا وتـهبط وادي
وخـلت مـنازلهم فـها هي بعدهم قـفرى ومـا فـيها سوى الاوتادي
تـأوي الـوحوش بها فسرب رائح بـفناء سـاحتها وسـرب غـادي
ولـقد وقـفت بـها وقـوف مـؤله وبـمهجتي لـلوجد قـدح زنـادي
ابـكي بـها طـورا لـفرط صبابة واصـيـح فـيـها تـارة وأنـادي
يـا دار ايـن مـضى ذووك امالهم بـعد الـترحل عـنك يـوم معادي
يـا دار قـد ذكـرتني بـعراصك الـقفر عـراص بني النبي الهادي
لـما سـرى عـنها بن بنت محمد بـالأهـل والأصـحاب والأولأدي
قـد كـاتبوه بـنو الـشقا اقـدم فل يـس سـواك نعرف من امام هادي
لـكـنه مـذ جـائهم غـدروا بـه واسـتقبلوه فـي ضـبا وصـعادي
تـبا لـهم مـن أمـة لـم يحفظوا عـهـد الـنـبي بـآله الأمـجادي
قــد شـتتواهم بـين مـقهور وم أسـور ومـنور بـسيف عـنادي
هــذا بـسـامرا وذاك بـكـربلا وبـطـوس ذاك وذاك فـي بـغداد
* * * *
كـم دعـت زيـنب والـدمع يهمل هذي الطفوف ومنها في الحشى شعل
مـن نـاشد لـياحباب بـها نزلوا بالأمس كانوا معي واليوم قد رحلوا
وخـلفوا فـي سـويد القلب نيرانا هـم الأمـان لـدهر راعـه فـزع
والـواصلون اذا مـا اهـله قطعوا هـل لـي برجعتهم لما مضوا طمع
نـذر عـلي لئن عادوا وان رجعوا لأزرعـن طـريق الـطف ريحانا
«مجاريد»
طلعنه ابشملنه من المدينه والـناس چانو حاسدينه
او لـلغاضريه من لفينه والـكاتبتني اغدرت بينه
كـتلو ولـينه وانسبينه
خرج الحسين (عليه السلام) لليلتين بقيتا من رجب سنة الستين هجرية وكان يوم خروج الحسين (عليه السلام) من المدينة أعظم يوم على الهاشمييين والهاشميات لأنه كان سلوة لهم عن جده وعن ابيه وأخيه فاقبلن الهاشميات ونساء بني عبد الممطلب الى دار الحسين (عليه السلام) لوداعه والتزود منه ووداع عيالاته واطفاله فجعلن يبكين ويندبن، فمشى فيهن الحسين وقال : أنشدكن الله ان لا تبدين هذا الأمر لأنه معصية لله ولرسوله صلى الله عليه واله وسلم) فقلن يا ابا عبد الله فعلا من نستبقي النياحة والبكاء وهذا اليوم عندنا كيوم مات فيه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم) وعلي وفاطمة والحسن .
قال الراوي وجائت ام سلمة وقالت له : يا بني لاتحزن بخروجك الى العراق فاني سمعت جدك رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يقول : يقتل ولدي الحسين (عليه اسلام) في العراق بارض يقال لها كربلا، فقال لها : يا أماه والله اني اعلم ذلك واني لمقتول لا محالة وليس لي من هذا بد واني والله لأعرف اليوم الذي اقتل فيه واعرف من يقتلني واعرف البقعة التي ادفن فيها واعرف من يقتل من اهل بيتي وقرابتي وشيعتي وان اردت يا اماه ان اريك حفرتي ومضجعي .
قال : ثم اشار بيده الشريفة الى جهة كربلا ، قيل : فقال ( عليه اسلام) بسم الله الرحمن الرحيم فانخفضت الأرض باذن الله تعالى حتى اراها مضجعه ومدفنه وموضع عسكره فعند ذلك بكت ام سلمه وسلمت امرها الى اللهتعالى : فقال لها الحسين (عليه اسلام) يا اماه قد شاء الله ان يراني مقتولا مذبوحا ظلما وعدوانا ، فقالت ام سلمه : يا ابا عبد الله عندي تربة دفعها الي جدك رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) في قارورة ،فقال : والله اني مقتول كذلك وان لم اخرج الى العراق يقتلونني .
ثم انه اخذ تربة في قارورة واعطاها اياها وقال لها : اجعليها مع قارورة جدي مع قارورة رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم)
ولما سار الحسين (عليه اسلام) الى العراق جعلت ام سلمة في كل يوم تنظر الى القارورتين حتى اذا كان يوم عاشورا اقبلت على عادتها لتنظر القارورتين فنظرت هي واذا بهما دما عبيطا فصاحت : واولداه واحسيناه .لسان الحال :
«نصاري»
يبني يراعي الفخر والباس يبني امصابك شيب الراس
يبني ابحوافر خيل تنداس يبني او تبقى ابغير حراس
ثم ان نساء بني هاشم اقبلن الى ام هاني عمة الحسين وقلن لها : يا ام هاني انت جالسة والحسين مع عياله عازم على الخروج ، فاقبلت ام هاني فلما رآها الحسين (عليه اسلام) قال : اما هذي عمتي ام هاني ، قيل : نعم ، فقال : يا عمه ما الذي جاء بك وانت على هذه الحالة : فقالت : وكيف لا آتي وقد بلغني ان كفيل الأرامل ذاهب عني ، ثم انها انتحبت باكية وتمثلت بابيات ابيها ابي طالب :
وابيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة الأرامل
ثم قالت : وانا ياسيدي متطيرة عليك من هذا المسير لهاتف سمعته البارحة ويقول : وان قتيل الطف من آل هاشم اذل رقابا من قريش فذلت
فقال : يا عمه لاتقولي من قريش ولكن قولي اذل رقاب المسلمين فذلت ، ثم قال :
وان قتيل الطف من آل هاشم اذل رقـابا من قريش فذلت
«نصاري»
يـحسين يـا مـاي الـحياة ويا فخر گومي العدل والمات
الف حيف يومك ذاك ما فات تـنچتل ظامي ابنهر الفارت
وعباس ملهوف الگلب مات گطعوا جفوفه على المسنات
اوبـناتك الچانـن عزيزات خـذوهن يـساره امسلبات
هـيهات لـيهن تردهيهات
ولما سار الحسين (عليه اسلام) حمل جميع اهل بيته الا فاطمة العليله ابقاها عند ام سلمة زوجة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) ، فقالت : يا ابه اني استوحش بعدهم اتركوا لي منكم سلوة وهو أخي الرضيع ، كأني بالحسين يجيب منتظره حرمله بن كاهل فلما تجهزوا وسارت ركابهم واذا بصوت يشجي الصخر الأصم . لسان الحال :
«نصاري»
ولن صوت العليلة ايصيح يـهـل الـظعن تـانوني
يـويلي اويـاكم اخـذوني عـليكم يـعمن اعـيوني
وحــدي لا تـخـلوني فـرگاكـم هـدم حـيلي
او روحـي المرض سلاها
يـاوالـدي والله هـظيمه انـا اصير من بعدك يتيمه
اثاري الأبو يا ناس خيمه ايفيي على ابناته او حريمه