الحضوري أكمل في اللطف إن إرسال الرسل، وجعل الحجج، وإقامة البينات، لطف منه جل شأنه. وهل الأكمل في اللطيف أن يكون على أجمل صورة، وأفضل صنعة وأكمل تركيب، أو أن يكون على وجه يحصل به اللطف من الجمال في الصورة والكمال في التركيب والفضل في الصنعة، والحجة في الدلالة غير أنه على غير الأعلى والأسمى، والأتم في الحجة والأكمل في الدلالة لا يشك العقل في أن اللطيف جل لطفه إنما يجري نعمه وألطافه، وحججه وآياته على الأتم الأرفع، الأجمل الأسبغ. والعقل، وإن لم يصل إلى جميع المصالح والحكم التي بنى عليها الحكيم تعالى أفعاله وصنايعه، إلا أنه على يقين لحسن الظن به سبحانه بأنه جل شأنه قد بني سائر أعماله على الحكمة والصلاح وإن الأنسب بحكمته مع سعة قدرته أن تكون مصنوعاته وصنايعه على الوجه الأكمل وبيناته وآياته على النحو الأتم، وبنيانه على الأمتن الأقوى.
الطريق الخامس
- الزيارات: 226