• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

هل هناك حكم عقلي معارض؟

إنا لو أطلنا التفكير في هذا الشأن وأجلنا النظر في أطرافه، لم نجد برهانا للعقل يدفع ما سلف، ويهدم أساس ذلك البناء الرصين. نعم أقصى ما يمكن أن يدعي نهوضه للمقاومة، أمور ثلاثة: الأول - إن العقل يستعظم ذلك المقام، ويستكبر تلك المنزلة، حتى يكاد أن يلحق الزعم بالغلو. الثاني - لو كان علمهم حضوريا لالتمست آثاره، وسمعت أخباره. وكيف تخفي مثل هذه الخلة العظيمة؟ الثالث - أية جدوى ملموسة، لو كانت لهم تلك الملكة النفسية. وهم لا يقوون على أعمالها؟ وأية فائدة محسوسة. إذا كانوا على تلك الصفة وهم لا يستطيعون أن يتظاهروا بها. الجواب عن الأول: إن الاستعظام أو الاستبعاد ليسا من البراهين لتقوم بدفع ما سلف على أن مثل الاستكبار لو فرض وقوعه من العقل. فهو عند أول نظرة، وحين سلف على أن مثل الاستكبار لو فرض وقوعه من العقل. فهو عند أول نظرة، وحين عروض هذه الخلة. قبل الروية والسير لما سجله العقل من الحجج وأتى به من الشواهد المقربة. ولو فطن إلى أن الحضوري ممكن بنفسه لا مانع من اتصافهم به بل وكان الأجدر بهم. والأنسب لمقامهم، لما وجد مجالا للاستبعاد. ومحلا للاستعظام. وأما الغلو فلا مورد له. بعدما أسلفنا بيانه في المقدمة الثالثة من الفرق بين علمه تعالى وعلم الإمام على تقدير كونه حضوريا. الجواب عن الثاني: إن مشاهدة الأثر لذلك العلم الحضوري لا يختلف فيه اثنان: إلا من يريد الحط من مقام الأئمة ودفع تلك المنزلة من العصمة. ومثل هؤلاء لا نقف معهم في مثل هذا الموقف. ولا نخوض وإياهم في مثل هذا البحث. ونكران المشاهدة مكابرة محضة. ومن أين ذهب بعض الضعاف في البصائر إلى القول بألوهيتهم لو لم يكن هناك ما يشاهدون من الآثار التي لم تتحملها عقولهم. وهذه كتب الفضائل بين يديك تعطيك مثالا صالحا لذلك العلم. فكم أخبروا عما فات وعما هو آت. وكم حدثوا رجلا عما ارتكب من فعل وعما نوى في نفسه واختلج في صدره. ولولا الإطالة لأتينا لكل إمام من ذلك طرفا مستملحة. وإن الكتب المعدة لسرد أحوالهم أشارت إلى شيء من تلك النوادر، وكفى منها إرشاد الشيخ المفيد، وكشف الغمة ومناقب ابن شهرآشوب، وأصول الكافي في باب مواليدهم، وبصائر الدرجات والخرائج والجرائح وروضة الكافي: وجمع شطرا منها صاحب مدينة المعاجز.
الجواب عن الثالث: إن تلبسهم بتلك الخصال الكريمة وإن كان لنفع البشر، إلا أن الناس إذا انصرفوا عن نور الحق، وتسكعوا في وهدة الباطل، بسوء الاختيار منهم فأي تقصير يكون لمن تقمص بذلك الخلق الكريم، إذا لم يجد مساغا لإظهار علمه، وإبراز ما يحمل من الهدى والرشاد...؟ ولو صح مثل هذا النقض لبطلت النبوات والشرائع، لصفح الناس عن أولئك الهداة، وإعراضهم عن هاتيك الأحكام الإلهية. بل لبطل خلق الخلق، لأنهم لم يعرفوا الحق كما يحق ولم يعبدوه كما يجب. نعم! لو ثنيت الوسادة لأولئك المرشدين لعرفت الناس منازلهم حقا ولظهرت آثارهم واضحة. ولكن كيف يمكنهم أن يعلنوا بما تضم جوانحهم، والناس مصرة على الأعراض عنهم، وعدم الاهتداء بنورهم والانتفاع بعلمهم بل والسيوف مجردة فوق رؤوسهم، إن فاه أحدهم بمكنون علمه، أو أظهر كرامة، أو أقام حجة، لم يجد ما يشيم عنه ذلك الصارم، أو يقف دون حده. حتى أن الباقر عليه السلام قال: (لو كانت لألسنتكم أوكية لحدثت كل امرئ بما له وعليه.... وحتى قال الصادق عليه السلام لمؤمن الطاق: (يا بن النعمان إن العالم لا يقدر أن يخبرك بكل ما يعلم...) إلى كثير من أمثال هذا.
فكانت المخاوف من جهة، وعدم تحمل الناس ذلك من جهة أخرى، إلى ما سوى هذه الجهات، صوارفا فألهم إبداء ما منحوا من تلك الكرامة.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page