• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل الأول: أوطاس في الحديث والتاريخ

 بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين، واللعنة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين..
وبعد..
نتابع فيه حديثنا عن هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ الإسلام، والتي انتهت بسقوط عنفوان الشرك، في المنطقة بأسرها.. لتكون الهيمنة المطلقة للإسلام وللمسلمين، باعتراف صريح من رموز الشرك، وعتاته، وفراعنته، وجباريه.
وتتمثل نهايات هذه المرحلة بحسم الأمر بالنسبة لقبيلة هوازن في حنين وأوطاس.. وسقوط ثقيف وخثعم في الطائف..
ثم تبع هذه المرحلة تداعيات طبيعية، تمثلت بانثيال وفود قبائل العرب على المدينة، ليعلنوا ولاءهم، وتأييدهم، وقبولهم بالإسلام ديناً، واعترافهم بمحمد نبياً..
والذي يعنينا الحديث عنه في هذا الباب وفصوله هو عرض ما جرى في حنين، وأوطاس، والطائف..
وأما الحديث عن الوفود، وعن سائر الأحداث الهامة، فنأمل أن نوفق للتعرض له فيما سوى ذلك من أبواب إن شاء الله تعالى..
فنقول.. ونتوكل على خير مأمول ومسؤول:

 بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين، واللعنة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين..
وبعد..
نتابع فيه حديثنا عن هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ الإسلام، والتي انتهت بسقوط عنفوان الشرك، في المنطقة بأسرها.. لتكون الهيمنة المطلقة للإسلام وللمسلمين، باعتراف صريح من رموز الشرك، وعتاته، وفراعنته، وجباريه.
وتتمثل نهايات هذه المرحلة بحسم الأمر بالنسبة لقبيلة هوازن في حنين وأوطاس.. وسقوط ثقيف وخثعم في الطائف..
ثم تبع هذه المرحلة تداعيات طبيعية، تمثلت بانثيال وفود قبائل العرب على المدينة، ليعلنوا ولاءهم، وتأييدهم، وقبولهم بالإسلام ديناً، واعترافهم بمحمد نبياً..
والذي يعنينا الحديث عنه في هذا الباب وفصوله هو عرض ما جرى في حنين، وأوطاس، والطائف..
وأما الحديث عن الوفود، وعن سائر الأحداث الهامة، فنأمل أن نوفق للتعرض له فيما سوى ذلك من أبواب إن شاء الله تعالى..
فنقول.. ونتوكل على خير مأمول ومسؤول:

رواياتهم عن أوطاس:

تتدرج رواياتهم في تضخيم الأمور، فتراها على النحو التالي:
1 ـ قالوا: إنه «صلى الله عليه وآله» بعث أبا عامر وجماعة معه في أثر فُرّار هوازن يوم حنين، فأدرك بعض المنهزمين فناوشوه القتال، فرمي أبو عامر بسهم فقُتل، فأخذ الراية أبو موسى، ففتح الله عليه، وهزمهم الله([1]).
2 ـ وقالوا: إن هوازن لما انهزمت يوم حنين ذهبت فرقة منهما فيهما رئيسهم مالك بن عوف النصري، فلجأت إلى الطائف، فتحصنت.
وفرقة أخرى عسكرت بمكان يقال له: أوطاس، فبعث رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى هذه سرية، وأمَّر عليهم أبا عامر الأشعري.
ثم سار رسول الله «صلى الله عليه وآله» بنفسه الكريمة إلى الطائف فحاصرها.
قال أبو موسى الأشعري: بعث رسول الله «صلى الله عليه وآله» أبا عامر الأشعري على جيش إلى أوطاس، فلقي دريد بن الصمة، فقتل دريد، وهزم الله تعالى أصحابه([2]).
3 ـ وزعموا أيضاً: أن أبا عامر بارز تسعة فرسان يقال: إنهم إخوة، فقتلهم واحداً بعد واحد، بعد أن كان يدعوهم إلى الإسلام. ثم برز أخوهم العاشر فقتل أبا عامر([3]).
4 ـ وعن أبي موسى أيضاً أنه قال: بعثني رسول الله «صلى الله عليه وآله» مع أبي عامر، قال سلمة بن الأكوع، وابن هشام: لما نزلت هوازن عسكروا بأوطاس عسكراً عظيماً، وقد تفرق منهم من تفرق، وقتل من قتل، وأسر من أسر، فانتهينا إلى عسكرهم، فإذا هم ممتنعون، فبرز رجل معلم يبحث للقتال، فبرز له أبو عامر فدعاه إلى الإسلام، ويقول: اللهم اشهد عليه.
فقال الرجل: اللهم لا تشهد علي.
فكف عنه أبو عامر، فأفلت، ثم أسلم بعد فحسن إسلامه.
فكان رسول الله «صلى الله عليه وآله» إذا رآه يقول: «هذا شريد أبي عامر»([4]).

قتل أبي عامر:

وقال ابن هشام: ورمى أبا عامر أخوان: العلاء، وأوفى، ابنا الحارث، من بني جشم بن معاوية، فأصاب أحدهما قلبه، والآخر ركبته فقتلاه([5]).
قال أبو موسى: رمي أبو عامر في ركبته، رماه جشمي([6]).
وفي حديث سلمة: أن العاشر ضرب أبا عامر فأثبته. قال سلمة: فاحتملناه وبه رمق.
وقال أبو موسى: فانتهيت إلى أبي عامر، فقلت له: يا أبا عامر، من رماك؟
فأشار إلى أبي موسى، وقال: ذاكه قاتلي الذي رماني. (أي هو صاحب العصابة الصفراء).
قال أبو موسى: فقصدت له فلحقته، فلما رآني ولىَّ، فاتبعته، وجعلت أقول له: ألا تستحي، ألا تثبت؟
فكفَّ، فاختلفنا ضربتين بالسيف فقتلته.
ثم قلت لأبي عامر: قتل الله صاحبك.
قال: فانزع هذا السهم فنزعته، فنزا منه الماء.
فقال: يا ابن أخي أقرئ النبي «صلى الله عليه وآله» السلام، وقل له: استغفر لي.

أبو موسى يخلف أبا عامر:

قال أبو موسى: واستخلفني أبو عامر على الناس، فمكث يسيراً ثم مات([7]).
وفي حديث سلمة: وأوصى أبو عامر إلى أبي موسى، ودفع إليه الراية وقال: ادفع فرسي وسلاحي إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»([8]).
فقاتلهم أبو موسى حتى فتح الله تعالى عليه، وانهزم المشركون بأوطاس، وظفر المسلمون بالغنائم والسبايا، وقتل قاتل أبي عامر، وجاء بسلاحه وتركته وفرسه الى رسول الله «صلى الله عليه وآله» وقال: إن أبا عامر أمرني بذلك.

دعاء النبي لأبي عامر، وأبي موسى:

وفي حديث أبي موسى: «فرجعت، فدخلت على النبي «صلى الله عليه وآله» في بيته، وهو على سرير مرمل، وعليه فراش قد أثر رمال السرير بظهره وجنبيه، فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر، وقال: قل له: استغفر لي.
فدعا رسول الله «صلى الله عليه وآله» بماء فتوضأ، ثم رفع يديه فقال: «اللهم اغفر لعبيد أبي عامر».
ورأيت بياض إبطيه، ثم قال: «اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس».
فقلت: ولي، فاستغفر.
فقال: «اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه، وأدخله يوم القيامة مدخلاً كريماً([9]).
ونقول:
إيضاحات:
أوطاس: وادٍ في ديار هوازن، وهو موضع قرب حنين إلى جهة الطائف. وكانت هوازن وثقيف في بادئ الأمر  قد عسكروا هناك، ثم التقوا هم والمسلمون بحنين ـ اسم جبل ـ فانهزمت هوازن ومن معها، فصارت طائفة من المشركين إلى الطائف، وأخرى إلى نخيلة، وثالثة إلى أوطاس([10]).
وسرير مرُْمَل: أي منسوج بحبل ونحوه، وهي حبال الحصر التي يضفر بها الأسرة.

أبو موسى بطل شجاع!!:

قال أبو موسى الأشعري: لما هزم الله المشركين يوم حنين، بعث رسول الله «صلى الله عليه وآله» على خيل الطلب أبا عامر الأشعري، وأنا معه. فقتل ابن دريد أبا عامر، فعدلت إليه فقتلته، وأخذت اللواء([11]).
ونحن نشك في صحة أقوال أبي موسى.
فأولاً: قد اختلفوا في قاتل أبي عامر. هل هو سلمة بن دريد؟ أو اشترك فيه رجلان أخوان، هما: العلاء، وأوفى، ابنا الحارث، من بني جشم؟! رماه أحدهما في قلبه، والآخر في ركبته، فقتلاه([12]).
ثانياً: هل قتل أبو موسى قاتل أبي عامر قبل أن يموت أبو عامر، كما تقدم في حديث سلمة؟ أو قتله بعد موت أبي عامر، كما دلت عليه الرواية المتقدمة وسواها؟
وهل قتل رجلاً واحداً أم رجلين؟!
إن الروايات قد اختلفت في ذلك، فلا شك في أن بعضها مكذوب، ويبقى البعض الآخر الذي لا بد من التأكد من صدقه أيضاً..
ثالثاً: هل أخذ أبو موسى اللواء بمبادرة منه، بمجرد قتل ابن دريد، وذلك بعد موت أبي عامر، كما صرحت به الرواية الآنفة الذكر، التي هي محل البحث؟ أو أن أبا عامر أوصى بدفع الراية إلى أبي موسى قبل موته، وقال له: ادفع فرسي وسلاحي إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟! الخ..
رابعاً: تقدم أنهم زعموا: أن أبا عامر قد لقي عشر إخوة، فقتلهم واحداً بعد واحد، حتى كان العاشر، فحمل عليه أبو عامر، وهو يدعوه إلى الإسلام، ويقول: اللهم اشهد عليه.
فقال الرجل: اللهم لا تشهد علي.
فكف عنه أبو عامر، ظناً منه أنه قد أسلم، فقتله العاشر ثم أسلم بعد.
ثم ذكروا أيضاً: أن نفس هذا العاشر قد عاد إلى أبي عامر فقتله. ثم بقي هذا القاتل حياً، وقد أسلم بعد، فحسن إسلامه، فكان النبي «صلى الله عليه وآله» يسميه: «شهيد أبي عامر»([13])، أو «شريد أبي عامر»([14]).
فما معنى قولهم: إن أخوين قتلاه؟! وإن أبا موسى قد قتل قاتله؟!
وإن كان الصالحي الشامي قد شكك بهذه الرواية التي تقول: إن الأخ العاشر قد قتل أبا عامر، زاعماً: أنها من قول ابن هشام لا من قول ابن إسحاق. وأن ما نقله عن ابن إسحاق ليس في رواية البكائي و.. و.. الخ..([15]).
غير أننا نقول:
إن عدم وجودها في رواية البكائي لا يعني أنها لا توجد في رواية غيره.
وجزم ابن سعد، والواقدي: بأن العاشر لم يسلم، لا يدفع الشك الذي أوجدته الرواية التي تقول: إنه قد أسلم، وإنه لم يقتل([16]).

من الذي ولى أبا موسى:

قد تقدم: أن أبا موسى قال: «واستخلفني أبو عامر على الناس، فمكث يسيراً ثم مات»([17]).
وفي حديث سلمة ابن الأكوع: «ودفع إليه الراية»([18]).
غير أن ذلك أيضاً موضع شك، فإن ابن هشام قال: «وولى الناس أبا موسى»([19]).

أبو عامر على خيل الطلب:

ونحن لا ننكر أن يكون أبو عامر قد قتل بعض المشركين، كما أننا لا نريد أن نشكك في أن يكون «صلى الله عليه وآله» قد كلفه بمهمة من نوع ما في حرب حنين.. غير أننا نقول:
إنه يظهر لنا: أن ثمة تضخيماً للأمور أخرج قضية أبي عامر عن سياقها الطبيعي، ولعل سبب هذا التضخيم هو إرادة منح أبي موسى الذي خان الله ورسوله في التحكيم في صفين نصيباً كان يرغب في الحصول عليه..
ولعل الذي حصل هو: أن من طبيعة الحروب أن تكون هناك بعض المجموعات التي تتولى ملاحقة المهزومين، لتفريق شملهم، وتشتيتهم، لمنعهم من التجمع مرة أخرى، ثم العودة لمباغتة الجيش المنتصر، وإلحاق الأذى به.
وهذا بالذات هو ما حصل فعلاً، فقد تقدم قول أبي موسى: «لما هزم الله المشركين يوم حنين، بعث «صلى الله عليه وآله» على خيل الطلب أبا عامر الأشعري، وأنا معه الخ..»([20]).
ويشير إلى ذلك أيضاً قولهم: إنه «صلى الله عليه وآله» بعث أبا عامر «في آثار فُرَّار هوازن، فأدرك بعض المنهزمين فناوشوه القتال الخ..»([21]). فلماذا إذن يضخمون الأمور، فيقولون: لما نزلت هوازن عسكروا بأوطاس عسكراً عظيماً..
إلى أن قال: فانتهينا إلى عسكرهم، فإذا هم ممتنعون.
ثم تذكر الرواية: حديث المبارزة بين أبي عامر وعشرة إخوة من المشركين.. فإن قولهم: إنهم كانوا قد أنشأوا معسكراً هناك بعد هزيمتهم، لا يصح، لأن من تقع عليهم الهزيمة، وتكون الخيل في أثرهم، لا تكون لديهم فرصة لإنشاء عسكر عظيم، ثم الإمتناع فيه.
على أن هذا القائل لم يذكر لنا بأي شيء كانوا ممتنعين. إلا إن كان مقصوده بالإمتناع: أنهم متيقظون حذرون، لا أكثر..
وإن كان المراد: أن معسكر هوازن الذي أنشأوه قبل الهزيمة، وقد قتل منه من قتل، وسبي فيه من سبي، وتفرق من تفرق، وبقيت بقية منه قد امتنعت في مواضعها، ومعسكرها.
فذلك أيضاً لا يصح، لأن المفروض: أن أبا عامر قد لحق بهم بعد هزيمتهم، وكان يطاردهم على الخيل، فهم لم يبقوا في مواضعهم، ليعسكروا ويمتنعوا..

قتل دريد بن الصمة:

وأما ما ذكر في النص السابق: من أن أبا عامر قد لقي دريد بن الصمة، فقتل دريد، وهزم الله تعالى أصحابه([22]).
فهو أيضاً: غير دقيق، فإن دريد بن الصمة كان أعمى، وكان طاعناً في السن، وكان محمولاً في شجار له، ولم يرض بأن يوكل إليه أمر القيادة في ذلك الجيش، لا عليه كله، ولا على بعضه.. ولم يكن معه جماعة يقاتل بهم، أو معهم.
بل تقدم: أن أحد المقاتلين لقيه دريد بن الصمة ـ واسمه قنيع ـ فقتله، وكان قد ظن في بادئ الأمر أنه امرأة([23]).

خيل الطلب، والمبارزة، وقتل أبي عامر:

وعن الرواية التي تزعم: أن أبا عامر قد بارز عشرة من الرجال كلهم إخوة، فقتل تسعة منهم، ثم خدعه العاشر، وأفلت منه، ثم عاد ذلك الذي أفلت إلى أبي عامر، فقتله، نقول:
1 ـ إنه إذا كان أبو عامر يقود خيل الطلب، وهي الخيل التي تطارد فلول المنهزمين، فلا تسنح الفرصة لتلك الفلول للإصطفاف، وطلب البراز، بل تكون همة هؤلاء في النجاة بأنفسهم، وهمة أولئك في الإمعان بتشتيتهم، وأخذ من يمكن أخذه منهم.
2 ـ على أن ما تقدم في حرب حنين، قد دل على أن جيش المشركين قد ملئ رعباً وخوفاً، بل إن المنهزمين حسب تصريحهم قد أمعنوا في الهرب، حتى دخلوا حصن ثقيف، وهم يظنون أن المسلمون خلفهم، يطاردونهم، ويوشكون أن يدخلوا معهم إلى الحصن..
وهذا ما صنعه الله تعالى لنبيه «صلى الله عليه وآله»، حيث إن رؤيتهم للجنود التي أنزلها الله له قد أرعبتهم، وقد رسخ هذا الرعب وضاعفه لديهم ما عانوه من سيف علي «عليه السلام»، الذي حصد منهم العشرات، بل المئات حسبما تقدم. مع العلم بأن أحداً غير علي «عليه السلام» لم يطعن برمح، ولم يرم بسهم، ولم يضرب بسيف، كما صرحت به النصوص.
وقد قلنا: إن ذلك يدل على: أن جميع قتلى المشركين في حنين قد قتلوا بسيفه «عليه السلام»، ولا يمكنهم إثبات خلاف ذلك، إلا على سبيل التحكم، والمكابرة
وقد تقدم: أن راجعة المسلمين ما رجعت من الهزيمة حتى وجدت الأسارى مكتفين عند رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وهم أكثر من ألف فارس، وستة آلاف سبية، وعشرات الألوف من الإبل، والمواشي المختلفة..
3 ـ على أنه قد تقدم في حديث سلمة بن الأكوع: أن أبا موسى سأل أبا عامر: من رماك؟ فدله عليه أبو عامر بالإشارة.. فلو أن أبا عامر قد بارز الإخوة العشرة، وقتل في المبارزة، فلا بد أن يراه كل الناس، ولاسيما الفرسان المعروفون منهم، والذين يقفون عادةً في الصفوف الأولى، ويشاهدون ما يجري.
إلا إن كان لم يقتله حين المبارزة، بل قتله بعد ذلك حين اختلط الناس.
إلا أن ذلك يتعارض مع ما زعموه: من أنه قتل على يد رجلين، ومن أن أبا موسى قد قتل قاتله، مع أن ذلك العاشر قد أسلم وحسن إسلامه وغير ذلك.
4 ـ قولهم: إنه حين نزع السهم نزا من جرحه الماء.
نقول فيه: إن المفروض هو: أن يسيل الدم وليس الماء، إذ من أين يأتي الماء؟ سواء أكان قد أصاب السهم قلبه، أو أصاب ركبته، حسبما ورد في الروايات الأخرى.

دعاء النبي لأبي موسى:

وعن دعاء النبي «صلى الله عليه وآله» لأبي موسى نقول:
إن الكلام حول أبي موسى الأشعري واستقامته على جادة الحق يحتاج إلى فرصة أخرى.
غير أننا نكتفي هنا بالقول: إن دعاء النبي «صلى الله عليه وآله» مستجاب بلا شك، ولا يصح لعن من دعا له النبي «صلى الله عليه وآله» بأن يدخله الله يوم القيامة مدخلاً كريماً.
فكيف كان علي «عليه السلام» ـ بعد قضية التحكيم، التي خان فيها أبو موسى الله تعالى ورسوله ـ يقنت في الفجر والمغرب ويلعن معاوية، وعمرو بن العاص، والمغيرة، والوليد بن عقبة، وأبا الأعور، والضحاك بن قيس، وبسر بن أبي أرطأة، وحبيب بن مسلمة، وأبا موسى الأشعري، ومروان؟!
وكان هؤلاء يقنتون عليه، ويلعنونه([24]).
وفيما كتبه الإمام الرضا «عليه السلام» للمأمون، من محض الإسلام: أن البراءة من الذين ظلموا آل محمد «صلى الله عليه وآله» واجبة، وذكر لعن معاوية، وعمرو بن العاص، وأبي موسى الأشعري([25]).
وقال أبو موسى لأبي ذر: يا أخي.
فطرده أبو ذر عن نفسه، وقال له: لست بأخيك، إنما كنت أخاك قبل أن تستعمل([26]).
وقال له الأشتر لما بعثه علي «عليه السلام» لإخراج أبي موسى من الكوفة: «فوالله، إنك لمن المنافقين قديماً»([27]).
وقال أبو عمر في الإستيعاب: روي فيه لحذيفة كلام كرهت ذكره.
قال المعتزلي: مراد الإستيعاب: أن أبا موسى ذكر عند حذيفة بالدين، فقال: أما أنتم فتقولون ذلك، وأما أنا فأشهد أنه عدو لله ولرسوله، وحرب لهما في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم، ولهم اللعنة، ولهم سوء الدار([28]).
وكان حذيفة عارفاً بالمنافقين، أسرَّ إليه النبي «صلى الله عليه وآله» أمرهم، وعرفه أسماءهم([29]).
وروي أيضاً: أن عماراً سئل عن أبي موسى، فقال: لقد سمعت فيه من حذيفة قولاً عظيماً، سمعته يقول: صاحب البرنس الأسود، ثم كلح منه كلوحاً علمت أنه كان ليلة العقبة بين ذلك الرهط([30]).
وروي عن النبي «صلى الله عليه وآله»: أنه وصفه بالسامري([31]).

محاولة اغتيال الرسول :

وقال أبو بردة بن نيار: لما كنا بأوطاس، نزلنا تحت شجرة، ونظرنا إلى شجرة عظيمة، فنزل رسول الله «صلى الله عليه وآله» تحتها وعلق سيفه وقوسه، وكنت أقرب أصحابي إليه، فما راعني إلا صوته: يا أبا بردة.
فقلت: لبيك يا رسول الله. فأقبلت سريعاً، فإذا رسول الله «صلى الله عليه وآله» جالس، وعنده رجل جالس.
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: إن هذا الرجل جاءني وأنا نائم، فسل سيفي، وقام به على رأسى، فانتبهت وهو يقول: يا محمد، من يمنعك مني؟
فقلت: الله تعالى.
قال أبو بردة: فسللت سيفي.
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: شم سيفك.
فقلت: يا رسول الله، دعني أضرب عنق عدو الله، فإنه من عيون المشركين.
فقال لي: «اسكت يا أبا بردة».
فما قال له رسول الله «صلى الله عليه وآله» شيئاً، ولا عاقبه.
قال: فجعلت أصيح به في العسكر لِأُشهره للناس، فيقتله قاتل بغير أمر رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فأما أنا فقد كفني رسول الله «صلى الله عليه وآله» عن قتله.
فجعل النبي «صلى الله عليه وآله» يقول: «يا أبا بردة، كف عن الرجل».
فرجعت إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فقال: «يا أبا بردة، إن الله مانعي وحافظي، حتى يظهر دينه على الدين كله»([32]).
ونقول:
إن علينا أن ننبه القاري الكريم هنا إلى ما يلي:

1 ـ تشابه الأحداث:

قد يتبادر إلى ذهن القارئ هنا سؤال يقول: إن هذا الحادث قد ذكر في أكثر من غزوة، وأكثر من مقام.. فلماذا كان ذلك؟!
وكيف يجب أن نتعامل مع هذه الظاهرة؟!
ونجيب: لعل أحداً لا يستطيع أن يتيقن بعدم تكرار محاولات قتل النبي «صلى الله عليه وآله»، ما دام أن الناس يتشابهون في تفكيرهم، واندفاعاتهم، حين تتوفر لهم عناصر ذلك ويرونها ماثلة أمام أعينهم، وفي متناول يدهم، كما هو الحال في هذه الحوادث. فإن النبي «صلى الله عليه وآله» في جميع سفراته، وتحركاته يأتي إليه الناس، ويحضرون مجالسه، ويسيرون في ركابه، وبالقرب منه، وقد يراه بعض أعدائه وحده، فتظهر لديه رغبة في اغتنام الفرصة لقتله، ويزين له الشيطان أنه قادر على ذلك..
ولاسيما إذا آنس منه غفلة عنه، أو ظن أنه مستغرق في النوم، أو أنه لا يراه، فيبادر إلى فعل مقدمات ذلك، وإذ به يفاجأ بكرامة الله لنبيه، ويكون ذلك برهاناً لكل جاحد، وحجة على كل معاند، وتثبيتاً لأهل الإيمان على إيمانهم.
وقد يقال: إن ذلك، وإن كان ممكناً في نفسه، ولكن التحقيق في وقوعه يحتاج إلى وسائل إثبات تكفي لذلك، وهي لا تكاد توجد، لأن نقلة هذه الأخبار ليسوا في المستوى المطلوب من حيث الوثاقة، والدقة والتحري. بل قد وجدنا في نقولاتهم الكثير من أسباب الشك والريب، وفيها ما يقطع بكذبه، أو بتحريفه.
غير أننا نقول:
إن ذلك لا يعني: أنه يجب الحكم بسقوط هذه الأخبار عن الإعتبار، ولزوم صرف النظر عنها جميعها، فإن الموقف العلمي منها يقضي: بلزوم تصفيتها، وتنقيتها من كل ما هو موهون ومشكوك، ومكذوب، ثم الأخذ بعصارتها، وصفوتها، حتى وإن عسر تحديد زمان وقوعها، أو لم يمكن تحديد الواقع منها. هل هو مرة؟ أو مرات؟ ما دام ان ذلك لا يؤثر على أصل ما ينبغي أن يستفاد منها، من عبرة أو فكرة، أو مفهوم إيماني، أو تربوي، أو ما إلى ذلك..

2 ـ لا يطاع الله من حيث يعصى:

وقد اظهرت الروايات السابقة: أن أبا بردة بن نيار يصر على مخالفة امر رسول الله «صلى الله عليه وآله». بل هو يسعى في الناس ليجد من يبادر إلى القيام بعمل ظهر له أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لا يريده..
فلماذا أصبح أبو بردة حريصاً على قتل هذا الرجل إلى هذا الحد؟! وهل يريد أن يثبت للناس وللرسول شدة حبه له بهذه الطريقة المؤذية لشخص الرسول، من حيث إنه يريد أن يثبت أنه يتفانى في حبه؟! وكيف جاز له أن يخالف أمر رسول الله «صلى الله عليه وآله» الذي أصدره إليه بالسكوت والكف..
إن أبا بردة إن كان أراد أن يطيع الله، فهو قد عصاه بفعله هذا، ولا يطاع الله من حيث يعصى..

3 ـ في حنين، أم في أوطاس؟!:

وقد صرحت الرواية المذكورة آنفاً: بأن هذه القضية جرت في أوطاس، ومن الواضح: أن التجمع الذي كان في أوطاس قد فضه ـ كما يزعمون ـ أبو عامر الأشعري بأمر من رسول الله «صلى الله عليه وآله».. وإن كنا نعتقد: أن أمر أوطاس أيضاً قد حسم على يد علي «عليه السلام» دون سواه.
إلا أن يقال: لعل النبي «صلى الله عليه وآله» قد مرّ من أوطاس حين عودته من الطائف إلى الجعرانة.. كما ربما يشير إليه قول الراواية: لما كنا بأوطاس، نزلنا تحت شجرة، ونظرنا إلى شجرة، فنزل رسول الله «صلى الله عليه وآله» تحتها وعلق سيفه وقوسه، وكنت أقرب أصحابي إليه الخ.. فإنه ظاهر في أن ذلك كان حين المسير والإستطراق، وليس حين نزل فيها لأجل الحرب.

4 ـ أين الحرس؟!

إنهم يزعمون: أن عباد بن بشر، ومحمد بن مسلمة، وأبا نائلة([33]) كانوا يحرسون رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فأين كان هؤلاء عنه في هذه اللحظة بالذات؟! وهل الحراسة تكون له «صلى الله عليه وآله» إلا في هذه الحال؟!
بل أين علي بن أبي طالب «عليه السلام»؟ فإنه هو الذي كان يحرس رسول الله «صلى الله عليه وآله» في حضره وفي سفره، كما هو معلوم.

ؤ5 ـ أسئلة تحتاج إلى أجوبة:

ثم إن الرواية لم توضح لنا: كيف ولماذا عدل ذلك الرجل عن تصميمه على قتل رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟! ولماذا ومتى جلس ذلك الرجل إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟! مع العلم: بأن النبي «صلى الله عليه وآله» قد نادى أبا بردة لحظة أخذ ذلك الرجل السيف بيده، ليقتل به رسول الله «صلى الله عليه وآله». وهل كان سيف رسول الله «صلى الله عليه وآله» لا يزال معه حين جلس إليه؟! أم أخذ منه قهراً، أو أعاده طائعاً مختاراً؟! وعلى هذا لماذا اختار أن يعيده؟!
وكيف عرف أبو بردة: أن ذلك الرجل كان من عيون المشركين، ولم لا يظن أنه كان من المنافقين الحاقدين؟!
ولماذا يدافع الرسول «صلى الله عليه وآله» عن ذلك الرجل؟ هل لإنه كان قد اسلم؟! فإن كان الأمر كذلك، فلماذا لم يخبر أبا بردة بإسلامه ليفرح بذلك؟ وليكف عنه من أجل إسلامه؟!
وإن لم يكن قد أسلم، فهل يدافع عنه لأنه يأمل إسلامه؟! أو لأنه كان قد أعطاه أماناً، ولا يريد أن ينقض ما أعطاه؟!
إن جميع هذه الأسئلة وسواها يحتاج إلى جواب مقنع ومقبول، وأين؟! وأنى؟!



([1]) تاريخ الخميس ج2 ص107 وراجع: المناقب لابن شهرآشوب ج1 ص181 وأسد الغابة ج5 ص238 وتاريخ الإسلام لذهبي ج2 ص589 والبداية والنهاية ج4 ص387 والسيرة النبوية لابن هاشم ج4 ص902 وعيون الأثر ج2 ص219 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص641.
([2]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص206 عن الجماعة، وابن إسحاق، وابن هشام، والواقدي وابن سعد، وراجع: المجموع للنووي ج19 ص298 ونيل الأوطار ج8 ص73 وصحيح البخاري ج5 ص101 وصحيح مسلم ج7 ص170 والسنن الكبرى للبيهقي ج6 ص335 وفتح الباري ج8 ص34 وج9 ص51 و 91 وعمدة القاري ج17 ص301 وشرح معاني الآثار ج3 ص224 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص588 والبداية والنهاية ج4 ص388 والسيرة النبوية ج3 ص642 ومسند أبي يعلى ج13 ص299 وصحيح ابن حبان ج16 ص171 و 172 والإستيعاب ج4 ص1704 و 1705 وكنز العمال ج10 ص566 وتاريخ مدينة دمشق ج32 ص37 و 38 وج38 ص221 وأسد الغابة ج5 ص238 وسير أعلام النبلاء ج2 ص384 و 385 والإصابة ج7 ص210 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص351 وذكر أخبار إصبهان ج1 ص58.
([3]) تاريخ الخميس ج2 ص107 والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص112 والسيرة الحلبية ج3 ص199 و (ط دار المعرفة) ص214 وراجع: فتح الباري ج8 ص35 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص152 وج4 ص357 وتاريخ مدينة دمشق ج32 ص26 وج38 ص222 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص587 والبداية والنهاية ج4 ص387 وإمتاع الأسماع ج9 ص235 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص904 وعيون الأثر ج2 ص219 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص641 وسبل الهدى والرشاد ج6 ص206 و 208.
([4]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص206 وتاريخ الخميس ج2 ص107 عن الإكتفاء، والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص112 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص904 وقاموس الرجال ج11 ص389 والبداية والنهاية ج4 ص387 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص642 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص214.
([5]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص206 و 208 وتاريخ الخميس ج2 ص108 والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص112 والسيرة النبـوية لابن = = هشام ج4 ص904 وفتح الباري (المقدمة) ص305 والدرر لابن عبد البر ص227 والسيرة الحلبية ج3 ص200 و (ط دار المعرفة) ص215 وقاموس الرجال ج11 ص389 والبداية والنهاية ج4 ص387 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص642.
([6]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص206 وتاريخ الخميس ج2 ص107 وعمدة القاري ج17 ص301 والبداية والنهاية لابن كثير ج4 ص388 والسير النبوية لابن كثير ج3 ص642 وراجع: صحيح البخاري ج5 ص101 وصحيح مسلم ج7 ص170 وفتح الباري (المقدمة) ص305 وج8 ص34 والسنن الكبرى للنسائي ج5 ص240 ومسند أبي يعلى ج13 ص299 وصحيح ابن حبان ج16 ص171 والإستيعاب ج4 ص170 وكنز العمال ج10 ص566 وتاريخ مدينة دمشق ج32 ص37 و 38 وج38 ص221 وأسد الغابة ج5 ص238 والإصابة ج7 ص210 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص351 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص588.
([7]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص206 و 207 وراجع: تاريخ الخميس ج2 ص107 والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص112 والسيرة الحلبية ج3 ص200 وصحيح البخاري ج5 ص102 وعمدة القاري ج17 ص301 والسنن الكبرى للبيهقي ج5 ص240 وكنز العمال ج10 ص567 وتاريخ مدينة دمشق ج32 ص38 وج38 ص221 وسير أعلام النبلاء للذهبي ج2 ص385 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص351 وتاريخ الإسلام ج2 ص588 والبداية والنهاية ج4 ص388 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص643.
([8]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص207 والسيرة الحلبية ج3 ص200 و (ط دار المعرفة) ص215 وتاريخ مدينة دمشق ج38 ص222 وإمتاع الأسماع ج9 ص235 .
([9]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص207 وفي هامشه عن: البخاري ج4 ص41 ومسلم ج4 ص1944 (165 ـ 2498) وراجع: المجموع ج3 ص509 وصحيح البخاري ج5 ص102 وصحيح مسلم ج7 ص170 و 171 وفتح الباري ج11 ص116 وعمدة القاري ج17 ص301 والسنن الكبرى للنسائي ج5 ص241 ومسند أبي يعلى ج13 ص300 وصحيح ابن حبان ج16 ص172 وكنز العـمال ج10 ص567 وج11 ص736 وتاريـخ مدينـة دمشـق ج32 = = ص37 و 39 وج38 ص221 وتذكرة الحفاظ ج1 ص23 وسير أعلام النبلاء ج2 ص385 وذكر أخبار إصبهان ج1 ص58 وتاريخ الإسلام للذهبي ج4 ص142 والبداية والنهاية ج4 ص388 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص643 والفصول المهمة لابن الصباغ ج1 ص510 وراجع: تاريخ الخميس ج2 ص107 و 108 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص112 والسيرة الحلبية ج3 ص200.
([10]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص206 وتاريخ الخميس ج2 ص107 ومعجم البلدان ج1 ص281 وراجع: سبل السلام ج3 ص209 ونيل الأوطار للشوكاني ج7 ص109 وفتح الباري ج8 ص34 وعمدة القاري ج17 ص301 ومعجم ما استعجم ج1 ص212 واحصون المنيعة ص59.
([11]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص207 عن ابن عائذ، والطبراني في الأوسط، وتاريخ الخميس ج2 ص107، وراجع: فتح الباري ج8 ص35 وعمدة القاري ج17 ص302 وراجع: مسند أحمد ج4 ص399 ومسند أبي يعلى ج13 ص188 وصحيح ابن حبان ج16 ص164 والمعجم الأوسط ج7 ص22 والإستيعاب ج4 ص1705 وقاموس الرجال للتستري ج11 ص388 وتاريخ مدينة دمشق ج64 ص318.
([12]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص208 و 206 وتاريخ الخميس ج2 ص108 والسيرة الحلبية ج3 ص200 وراجع المصادر المتقدمة.
([13]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص207 و 208 عن ابن هشام، وعن القطب، وتاريخ الخميس ج2 ص107 والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج2 ص112 والسيرة الحلبية ج3 ص199 وفتح الباري ج8 ص35.
([14]) والبداية والنهاية ج4 ص387 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص904 والسيرة النبوية لاين كثير ج3 ص642 سبل الهدى والرشاد ج6 ص206 وقاموس الرجال ج11 ص389 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص214.
([15]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص208.
([16]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص208 والطبقات الكبرى لابن سعد ج4 ص358 وتاريخ مدينة دمشق ج32 ص26 و 27 وج38 ص223 وإمتاع الأسماع ج9 ص235 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص215.
([17]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص 207 وراجع المصادر المتقدمة.
([18]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص207 و 208 عن ابن سعد وراجع المصادر المتقدمة.
([19]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص208 عن ابن هشام، والسيرة الحلبية ج3 ص200 و (ط دار المعرفة) ص215 وتاريخ الخميس ج2 ص108 والبداية والنهاية ج4 ص387  وقاموس الرجال ج11 ص389 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص904 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص642.
([20]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص207 عن ابن عائذ، والطبراني في الأوسط، وتاريخ الخميس ج2 ص107، وراجع: فتح الباري ج8 ص35 وعمدة القاري ج17 ص302 وراجع: مسند أحمد ج4 ص399 ومسند أبي يعلى ج13 ص188 وصحيح ابن حبان ج16 ص164 والمعجم الأوسط ج7 ص22 والإستيعاب ج4 ص1705 وقاموس الرجال للتستري ج11 ص388 وتاريخ مدينة دمشق ج64 ص318.
([21]) تاريخ الخميس ج2 ص107 وراجع: فتح الباري ج8 ص34 وأسد الغابة ج5 ص238 والبداية والنهاية ج4 ص387 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص902 وعيون الأثر ج2 ص219 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص641.
([22]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص206.
([23]) راجع: السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص72 وشرح الأخبار ج1 ص314 والسنن الكبرى للبيهقي ج9 ص92 وشرح معاني الآثار ج3 ص224 والإستيعاب ج2 ص491 والثقات لابن حبان ج2 ص73 والأنساب للسمعاني ج4 ص185 وكتاب المحبر ص298 وتاريخ مدينة دمشق ج17 ص238 و 242 وأسد الغابة ج2 ص167 والإصابة ج2 ص378 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص351 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص588 والوافي بالوفيات ج14 ص9 والبداية والنهاية لابن كثير ج4 ص386 وأعيان الشيعة ج1 ص278 و 280 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص901 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص640 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص333 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص72 وخزانة الأدب ج11 ص126.
([24]) شرح النهج للمعتزلي ج4 ص79 وعنه إثبات الهداة ج4 ص326 ح145 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ لمحمد الريشهري ج11 ص325 وراجع: طرائف المقال للبروجردي ج2 ص141 ومنتهى المقال لأبي علي الحائري ج7 ص258 و 259 والغدير ج10 ص112 وجامع السعادات ج1 ص280 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق2 ص178 والنصائح الكافية ص52.
([25]) عيون أخبار الرضا «عليه السلام» ج2 ص126 باب 25 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج1 ص129 والبحار ج10 ص352 ـ 359 وج65 ص261 ـ 265 ومسند الإمام الرضا ج2 ص496 ـ 503 ومنتهى المقال ج7 ص258 ومستدرك سفينة البحار ج10 ص459 والتفسير الصافي ج3 ص268 وطرائف المقال للبروجردي ج2 ص149 وتفسير نور الثقلين ج3 ص311 وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام» للشيخ هادي النجفي ج1 ص259 ـ 266 وج4 ص204 ـ 208.
([26]) الطبقات الكبرى لابن سعد ج4 ص230 وتاريخ مدينة دمشق ج66 ص210 وسير أعلام النبلاء ج2 ص74 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص408 و 413 والمنتخب من ذيل المذيل للطبري ص35.
([27]) تاريخ الأمم والملوك ج3 ص501 والغارات للثقفي ج2 ص922 وشرح النهج للمعتزلي ج14 ص21 وقاموس الرجال ج11 ص527 وأعيان الشيعة ج1 ص455 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ لمحمد الريشهري ج5 ص160 ومواقف الشيعة ج2 ص242.
([28]) قاموس الرجال ج6 ص108 وشرح النهج للمعتزلي ج13 ص314 و 315  والقول الصراح في البخاري وصريحه ص213 والدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة ص286 وأعيان الشيعة ج4 ص601.
([29]) قاموس الرجال ج6 ص108 وشرح النهج للمعتزلي ج13 ص314 و 315  وراجع: المعجم الكبير للطبراني ج3 ص165 وتفسير الرازي ج16 ص120 و 121 وسبل= = الهدى والرشاد ج10 ص262 وتهذيب الكمال ج5 ص502 وراجع: تاريخ اليعقوبي ج2 ص68 والبداية والنهاية ج5 ص25 والسيرة النبوية لاين كثير ج4 ص35 وراجع: الهداية الكبرى للخصيبي ص82 والمسترشد للطبري ص593 والخرائج والجرائح ج1 ص100والعمدة لابن البطريق ص341 والصوارم المهرقة ص7 و 8 وكتاب الأربعين للشيرازي ص135 والبحار ج21 ص233 و 234 و 247 والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص200 ومجمع الزوائد ج1 ص109والمعجم الكبير للطبراني ج3 ص164 و 165 وكنز العمال ج1 ص369 والدر المنثور ج3 ص259 وسماء المقال في علم الرجال للكلباسي ج1 ص16 وإمتاع الأسماع ج2 ص75 وج9 ص328 وإعلام الورى ج1 ص246.
([30]) قاموس الرجال ج6 ص108 وشرح النهج للمعتزلي ج13 ص315 والدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة ص286 وأعيان الشيعة ج4 ص601 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ لمحمد الريشهري ج12 ص44.
([31]) قاموس الرجال ج6 ص109 واليقين لابن طاووس ص444 وأمالي المفيد ص30 ومعجم رجال الحديث ج11 ص306 والمفيد من معجم رجال الحديث ص344 والبحار ج30 ص208 وج37 ص342 ومستدرك سفينة البحار ج5 ص386 وتفسير نور الثقلين ج3 ص391 و 392 وج5 ص684 و 685 وغاية المرام ج5 ص347.
([32]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص315 و 316 عن الواقدي. والمغازي للواقدي ج3 ص892 وإمتاع الإسماع ج2 ص11 وج14 ص14 و 15.
([33]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص320 وراجع: مجمع الزوائد ج6 ص196 وأسد الغابة ج3 ص100.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page