• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل الرابع: وفود سنة تسع

وفود مرّة:

وقالوا: قدم وفد بني مرّة على رسول الله «صلى الله عليه وآله» حين رجع من تبوك سنة تسع، وهم ثلاثة عشر رجلاً رأسهم الحارث بن عوف، فقالوا: يا رسول الله، إنّا قومك وعشيرتك، ونحن قوم من بني لؤي بن غالب..
فتبسم رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ثم قال: «أين تركت أهلك»؟
قال: بسلاح وما والاها.
قال: «وكيف البلاد»؟
قال: والله، إنهم لمسنتون، فادعُ الله لنا.
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «اللهم اسقنا الغيث».
فأقاموا أياماً ثم أرادوا الإنصراف إلى بلادهم، فجاؤوا رسول الله «صلى الله عليه وآله» مودعين له، وأمر بلالاً أن يجيزهم، فأجازهم بعشر أواق فضة، وفضّل الحارث بن عوف فأعطاه اثنتي عشرة أوقية، ورجعوا إلى بلادهم فوجدوها قد أمطرت. فسألوا: متى مطرتم؟ فإذا هو ذلك اليوم الذي دعا فيه رسول الله «صلى الله عليه وآله».
وقدم عليه وهو يتجهز لحجة الوداع قادم منهم، فقال: يا رسول الله، رجعنا إلى بلادنا فوجدناها مصبوبة مطراً في ذلك اليوم الذي دعوت لنا فيه، ثم قلدتنا أقلاد الزرع في كل خمس عشرة [ليلة] مطرة جوداً، ولقد رأيت الإبل تأكل وهي بروك، وإن غنمنا ما توارى من أبياتنا، فترجع فتقيل في أهلنا.
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «الحمد لله الذي هو صنع ذلك»([1]).
وفي نص آخر: أن الحارث بن عوف أتى النبي «صلى الله عليه وآله»، فقال: ابعث معي من يدعو إلى دينك وأنا له جار.
فبعث معه رجلاً أنصارياً، مادَّاً به عشيرة الحرث، فقتلوه، فقال حسان:
يـا حـار من يغـدر بـذمـة جـاره          مـنـكـم فـإن محـمـداً لا يـغـــدر
وأمـانـة المــريّ حــين لـقـيـتها                 كسـر الـزجـاجة صدعها لا  يجبر
إن تغدروا فالغدر من عاداتكـم          والـلـؤم يـنبت في أصول السخبر
فاعتذر، وودى الأنصاري، وقال: يا محمد، إني عائذ بك من لسان حسان، لو أن هذا مزج بماء البحر لمزجه([2]).
ونقول:
تحدثنا في مواضع عديدة من مناقشاتنا لما يذكرونه عن سائر الوفود عن عدد من النقاط التي وردت في النص الآنف الذكر، وذلك مثل:
1 ـ إنهم حاولوا التقرب من رسول الله «صلى الله عليه وآله» بالنسب، وأنهم قومه وعشيرته، وأنهم من بني لؤى بن غالب..
ويلاحظ: هنا أيضاً أنه «صلى الله عليه وآله» لم يجبهم بشيء، بل اكتفى بالتبسم..
2 ـ إنه «صلى الله عليه وآله» سألهم عن حال بلادهم، من حيث الجدب والخصب، ولم يسألهم ولم يحدثهم عن شيء آخر قد يكون له علاقة بالقربى النسبية..
3 ـ إنهم بعد أن أخبروه بالجدب في بلادهم طلبوا منه أن يدعو لهم، مؤكدين بذلك نظرتهم إلى الأنبياء، وتوقعاتهم منهم..
4 ـ إن المعجزة قد تحققت، حيث سقاهم الله الغيث في نفس الساعة التي دعا لهم فيها، وقد أدركوا هم أنفسهم ذلك..
ونضيف إلى النقاط المتقدمة ما يلي:

الكرامة صنع إلهي:

إنه «صلى الله عليه وآله» لم ينسب نزول الغيث، وحصول الخصب إلى نفسه، بل قال: «الحمد لله، الذي هو صنع ذلك»، فالحمد ثناء على الله لأجل فعل اختاره سبحانه وتعالى، ليكون بمثابة استجابة لدعائه.. ثم أكد على نفس هذا المعنى وبطريقة تفيد التخصيص والحصر به تعالى، حيث قال: «هو» صنع ذلك. ولم يقل: «الذي» صنع ذلك.. وذلك لكي لا يدخل في وهم أحد من قاصري النظر أي وهم يؤثر على سلامة اعتقاده، وذهابه بهذا الأمر إلى أكثر مما يجوز فيه..

قتل الدعاة إلى الله:

ولا شك في أن قتل بني مرة لذلك الأنصاري كان في غاية القبح، ومن موجبات أعظم الخزي، فإنهم لم يقتلوا ذلك الرجل لذنب جناه، ولا لدفع ضرر يأتي من ناحيته، حتى ولو بمستوى أن يأكل من طعامهم، ولا طمعاً في ماله، أو بغير ذلك مما يرتبط به.. كما أنهم لم يقتلوه لمجرد التلهي بسفك دمه..
بل قتلوه لأنه يريد أن يعلمهم لكي يخرجهم من الظلمات إلى النور، وينيلهم السعادة في الدنيا، والفوز بجنات الله في الآخرة. ولأنه يحمل إليهم رسالة الله، ويرشدهم إلى الحق والخير، ويدعوهم إلى الهدى.. فكان جزاؤه منهم أقبح وأخزى مما جوزي به سنمار..
وقد أدرك الحارث بن عوف هذه الحقيقة، وأن شعر حسان بن ثابت من شأنه أن يفضح بني مرة في العرب، ويكون له عليهم أوخم العواقب، لا سيما وأن فعلتهم هذه قد جاءت في وقت انتصار الإسلام وانتشاره، وقوته، وظهور بخوع العرب له، والتزامهم به، وهم يرون ثمرات إسلامهم أمناً ورفعة شأن، وصلاح أمور، ونشوء حضارة، وتخلصاً من كثير من المشاكل..
وإذا أصبحت فعلتهم هذه على ألسنة الشعراء، فتلك هي المصيبة العظمى، والداء الذي لا دواء له، ولذلك طلب الحارث من النبي «صلى الله عليه وآله» أن يكف عنه لسان حسان، فأجابه إلى ما طلب، رحمة ورأفة، وحسن تقدير، وصحة تدبير..

وفود فزارة:

روى ابن سعد، والبيهقي عن أبي وجزة يزيد بن عبيد السعدي قال: لما رجع رسول الله «صلى الله عليه وآله» من تبوك، وكانت سنة تسع، قدم عليه وفد بني فزارة، بضعة عشر رجلاً، فيهم خارجة بن حصن، والحر بن قيس بن حصن، وهو أصغرهم ـ وهم مسنتون ـ على ركاب عجاف، فجاؤوا مقرين بالإسلام. فنزلوا دار رملة بنت الحدث. وسألهم رسول الله «صلى الله عليه وآله» عن بلادهم.
فقال أحدهم: يا رسول الله، أسنتت بلادنا، وهلكت مواشينا، وأجدب جنابنا، وغرث عيالنا، فادع لنا ربك يغيثنا، واشفع لنا إلى ربك، وليشفع لنا ربك إليك.
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «سبحان الله، ويلك، هذا أنا أشفع إلى ربي عز وجل، فمن ذا الذي يشفع ربنا إليه؟
لا إله إلا هو العلي العظيم، وسع كرسيه السماوات والأرض، فهي تئط من عظمته وجلاله كما يئط الرحل الجديد»([3]).
وقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «إن الله عز وجل ليضحك من شففكم، وأزلكم، وقرب غياثكم».
فقال الأعرابي: يا رسول الله، ويضحك ربنا عز وجل؟
فقال: «نعم».
فقال الأعرابي: لن نعدمك من رب يضحك خيراً([4]).
فضحك رسول الله «صلى الله عليه وآله» من قوله، وصعد المنبر، فتكلم بكلمات، وكان لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا في الإستسقاء. فرفع يديه حتى رُئي بياض إبطيه.
وكان مما حفظ من دعائه: «اللهم اسق بلادك وبهائمك، وانشر رحمتك، وأحي بلدك الميت، اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً، هنيئاً مريئاً، طبقاً واسعاً،، عاجلاً غير آجل، نافعاً غير ضار، اللهم اسقنا رحمة ولا تسقنا عذاباً، ولا هدماً، ولا غرقاً، ولا محقاً، اللهم اسقنا الغيث، وانصرنا على الأعداء».
فقام أبو لبابة بن عبد المنذر الأنصاري، فقال: يا رسول الله، التمر في المربد.
وفي لفظ: المرابد.
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «اللهم اسقنا».
فعاد أبو لبابة لقوله، وعاد رسول الله «صلى الله عليه وآله» لدعائه.
فعاد أبو لبابة أيضاً، فقال: التمر في المربد يا رسول الله.
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «اللهم اسقنا، حتى يقوم أبو لبابة عرياناً يسد ثعلب مربده بإزاره»([5]).
قالوا: ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة، وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار، فطلعت من وراء سلع سحابة مثل الترس، فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت.
قال: فلا والله، ما رأينا الشمس سبتاً.
وقام أبو لبابة عرياناً يسد ثعلب مربده بإزاره، لئلا يخرج التمر منه.
فجاء ذلك الرجل أو غيره، فقال: يا رسول الله، هلكت الأموال، وانقطعت السبل.
فصعد رسول الله «صلى الله عليه وآله» المنبر فدعا، ورفع يديه حتى رُئي بياض إبطيه، ثم قال: «اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب، وبطون الأودية، ومنابت الشجر، فانجابت السحابة عن المدينة انجياب الثوب»([6]).
ونقول:
إن هذا النص قد تضمن أموراً أشرنا إليها في العديد من الموارد ومع ذلك نشير إلى ما يلي:

ويضحك ربنا:

قد ذكرت الرواية المتقدمة: أن الله تبارك وتعالى يضحك، وقد تعجب الأعرابي من ذلك، حيث وجد فيه ما يصادم فطرته ويناقض حكم عقله..
وقد تحدثنا حين ذكر وفود أبي رزين عن هذا الموضوع، وبيّنا: أنه من دسائس أهل الكتاب القائلين بالتجسيم الإلهي، وكانوا مهتمين بإشاعة عقائدهم بين المسلمين، وكان كثير من المسلمين مبهورين بهم، آخذين عنهم، وقد تكلم عن هذا الموضوع أيضاً الشيخ محمود أبي ريَّا في كتابه: «أضواء على السنة المحمدية». وكتاب «شيخ المضيرة (أبو هريرة)». فلابأس بمراجعة ما قال.

سؤال النبي عن حال بلاد فزارة:

وقد لاحظنا هنا أيضاً: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد سأل وفد فزارة عن حال بلادهم، فأخبروه بمعاناتهم، وطلبوا منه أن يدعو لهم الله ليغيثهم، ويشفع لهم عند ربهم.
فدعا «صلى الله عليه وآله»، فنزل الغيث، حتى شكوا ذلك إليه، فقال «صلى الله عليه وآله»: «اللهم حوالينا ولا علينا الخ..» فانجابت السحابة عن المدينة انجياب الثوب..
ولسنا بحاجة إلى إعادة ما قلناه: من أن ذلك يدل على: أنه «صلى الله عليه وآله» كان يريد أن يعرفهم معنى النبوة، ويفهمهم أنه معني بقضاياهم، فهو ليس مجرد رسول يبلغهم ما جاء به، وينتهي الأمر عند هذا الحد..
كما أن ذلك الوفد قد عبر عن إيمانه بأن الأنبياء يشفعون عند الله.. وطلبوا منه «صلى الله عليه وآله» أن يطلب من ربه أن يتولى حل مشكلاتهم..
فاستجاب «صلى الله عليه وآله» لمطلبهم.

أين نزل المطر؟!:

لقد صرحت الرواية: بأن سحابة قد جاءت من جهة سلع، مثل الترس، فلما توسطت السماء انتشرت، ثم أمطرت. مما يعني: أن المطر قد نزل في المدينة، مع أن المحتاجين إلى المطر هم بنو فزارة، وإنما يسكنون بين خيبر وفدك، ومنطقة جنفا هي أحد مياههم هناك([7]).

ليشفع ربك إليك:

ذكرت الرواية المتقدمة: أنهم قالوا لرسول الله «صلى الله عليه وآله»: «واشفع لنا إلى ربك، وليشفع لنا ربنا إليك».
فاستنكر «صلى الله عليه وآله» قولهم هذا، قائلاً: «فمن ذا الذي يشفع ربنا إليه، لا إله إلا هو العلي العظيم، وسع كرسيه السماوات والأرض، فهي تئط من عظمته وجلاله كما يئط الرحل الجديد..».
ونقول:
إننا لا نرتاب في: أن هذا النص مكذوب على لسان رسول الله «صلى الله عليه وآله»، لأن قولهم هذا ليس فيه أي اشكال. إذا كانوا يرون: أنهم قد أذنبوا إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» بتكذيبهم إياه، وممالأتهم عدوه عليه، فشعروا أنهم بحاجة إلى من يشفع لهم عنده. وهذا نظير من يقسم على غيره بالله أو برسول الله، لكي يعفو عن إساءته أو ليقضي حاجته.. أو يجعل الله شافعاً له عنده، ووسيلة إليه من أجل ذلك..
ويكفي أن يكون هذا المعنى من محتملات كلامهم هذا، فما معنى أن يواجههم النبي «صلى الله عليه وآله» بالملامة والتقريع بهذه الصورة؟!
ألا يدل ذلك على: أن نسبة هذا الأمر له «صلى الله عليه وآله» غير صحيحة؟!

إعتراض أبي لبابة على الله ورسوله:

ويواجهنا في النص المتقدم: إصرار أبي لبابة على الإعتراض ثلاث مرات على رسول الله «صلى الله عليه وآله».. وهذا ما لا يمكن قبوله من صحابي مؤمنٍ بنبوة رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وبعصمته، وحكمته، وبأنه: {مَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى}([8]).
فما معنى: أن يراجِعَ رسول الله «صلى الله عليه وآله» عدة مرات، ولماذا لا يرضى بما يرضاه الله ورسوله؟!

عري أبي لبابة:

ثم ما معنى قول الرواية: فقال «صلى الله عليه وآله»: «اللهم اسقنا حتى يقوم أبو لبابة عرياناً، يسد ثعلب مربده». فكان كما قال.. حيث قام عرياناً يسد ثعلب مربده بإزاره؟! إذ متى تعرّى أبو لبابة.. حتى اضطر إلى القيام عرياناً؟! فإن الوقت كان قصيراً جداً..
فإن السحاب قد لبّى الطلب، وبدأ هطول الأمطار مباشرة.. إلا إن كان أبو لبابة قد حضر بين ذلك الجمع، وهو عريان!!
وألم يسمع أبو لبابة كلام النبي «صلى الله عليه وآله» وحديثه عن عريه؟! فلماذا لم يحتط لنفسه، ويبقى لابساً ثيابه؟!
إلا أن يكون غير مؤمن بأن الله سوف يستجيب دعاء نبيه الكريم «صلى الله عليه وآله».
ولو أنه لم يكن مصدقاً بذلك، فلماذا اعترض على النبي «صلى الله عليه وآله» ثلاث مرات؟!

اللهم حوالينا.. لا علينا:

وحول دعاء النبي «صلى الله عليه وآله» بقوله: «اللهم حوالينا، ولا علينا. اللهم على الآكام والظراب، وبطون الأودية ومنابت الشجر»، فانجابت السحابة الخ.. نقول:
إن ذلك يشير إلى: أن النبي «صلى الله عليه وآله» كان يمارس التصرف في أمور ترتبط بالظواهر الكونية العامة، فيطلب الناس منه المطر، فيلبي طلبهم، ويأتيهم به، ثم يطلبون منه الصحو في مكان، وحصرالمطر في غيره، فيلبي طلبهم أيضاً..
ولم يقل لمن كانوا يطلبون منه هذه التصرفات: إن هذا ليس من صلاحياتي، بل أنا مجرد رسول، ومعلم للشريعة، ومربٍّ، وسياسي، ومصلح اجتماعي، وقاضي، وقائد جيوش، أو نحو ذلك..
كما أن الناس كانوا على اختلاف أذواقهم، ومشاربهم، وثقافاتهم، ومواضع سكناهم، وطبقاتهم الإجتماعية، يرون: أن هذا الذي يطلبونه منه «صلى الله عليه وآله» هو من حقهم, وأن المفروض بالنبي «صلى الله عليه وآله» أن يلبي طلبهم..

كان لا يرفع يديه في الدعاء:

زعم النص المتقدم: أنه «صلى الله عليه وآله» كان لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا في الإستسقاء. ومثله في الصحيحين من حديث أنس([9]).
ولكن ذلك غير دقيق، فقد قال الزرقاني: إن العسقلاني قال: هو معارض بالأحاديث الثابتة بالرفع (أي برفع اليدين) في غير الإستسقاء.
وفي سبل السلام: أن المراد به المبالغة في الرفع وأنه لم يقع إلا في الإستسقاء([10]).
وقد تقدم: أنها كثيرة، وأفردها البخاري بترجمته في كتاب الدعوات، وساق فيه عدة أحاديث..
فذهب بعضهم إلى أن العمل بها أولى. وحمل حديث أنس على نفي رؤيته. وذلك لا يستلزم نفي رؤية غيره..
وذهب آخرون إلى تأويل حديث أنس لأجل الجمع، بحمله على نفي الرفع البالغ إلا في الإستسقاء، ويدل عليه قوله: حتى رؤي الخ..
ويؤيده: أن غالب الأحاديث الواردة في رفع اليدين في الدعاء: المراد به مدّ اليدين وبسطها عند الدعاء. وكأنه عند الإستسقاء زاد، فرفعهما إلى جهة وجهه حتى حاذتاه، وبه حينئذٍ يرى بياض أبطيه.
أو على صفة اليدين في ذلك، لما في مسلم عن أنس: أنه «صلى الله عليه وآله» استسقى، فأشار بظهر كفه إلى السماء..
ولأبي داود عن أنس: كان يستسقي هكذا، ومد يديه، وجعل بطونها مما يلي الأرض حتى رأيت بياض إبطيه..
قال النووي: قال العلماء: السُّنَّة في كل دعاء لرفع بلاء: أن يرفع يديه جاعلاً ظهور كفيه إلى السماء، وإذا دعا بسؤال شيء وتحصيله أن يجعل كفيه إلى السماء الخ..
وتعقب الحمل الثاني: بأنه يقتضي أنه يفعل ذلك، وإن كان استسقاؤه للطلب كما هنا، مع أنه نفسه ذكر: أن ما كان لطلب شيء كان ببطون الكفين إلى السماء..
والظاهر: أن مستند هذا استقراء حاله «صلى الله عليه وآله» في دعاء الإستسقاء وغيره([11])..
ونقول:
إن خير كلمة نقولها هي:
إننا لم نزل نسمع: أن الفاخوري يضع أذن الجرَّة في المكان وبالكيفية التي تروق له.. ولكن الفاخوري ـ وهو الزرقاني هنا ـ قد عجز عن الإمساك بالجرَّة وبأذنها، لأن مرض الرعاش قد أسقطهما من يده فتحطمتا بمجرد محاولته الإمساك بهما، فلم يعد هناك من جرَّة تحتاج إلى أذن.. ولا تجد بعد أذناً لتبحث لها عن جرَّة..
وخلاصة القول: إن ما ذكره الزرقاني من وجوه جمع وتأويلات وافتراضات لا يسمن ولا يغني من جوع.. بل هو مضر جداً، لأنه يفسح المجال أمام أهل الأهواء ليتلاعبوا بالنصوص، من دون أي وازع أو رادع، لأن هذه التأويلات والوجوه التي ذكرها، ما هي إلا افتراضات واحتمالات لا شاهد لها، ولا تستطيع ألفاظ الحديث أن تدل أو أن تشير إلى شيء منها..
فإذا جاز التعلق بمثل هذه الإفتراضات والتأويلات، فسيكون بالإمكان تحريم الحلال وتحليل الحرام، وقلب الأمور رأساً على عقب في مختلف المواضع، إذ لا يعقل أن تكون باء هؤلاء تجرّ، وباء غيرهم لا تجرّ، فإن الباء باء أينما كانت، وحيثما وجدت.
فإذا قيل: كان «صلى الله عليه وآله» لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا في الإستسقاء.. فلا يمكن تفسير هذا بأنه كان لا يرفع يديه رفعاً بالغاً.
كما لا يصح القول: بأن المراد أن المتكلم لم يره يفعل ذلك..
كما أنه لا يدل على ذلك كون المراد برفع اليدين مدهما وبسطهما في غالب أحاديث رفع اليدين.. إذ من الذي قال: إن المراد بالرفع في تلك الأحاديث هو: المد والبسط، فإن الرفع يصدق على هذا المستوى من الرفع، وعلى غيره، فما الذي أوجب تعيُّن هذه المرتبة من الرفع دون سواها..
وأما حمل رفع اليدين في الإستسقاء على إرادة الإشارة بظهر كفية إلى السماء، وجعل بطونهما إلى الأرض فهو لا يحل المشكلة، فإن رفع اليدين الذي أثبته أو نفاه يصدق على كل رفع لهما سواء أكانت بطون الكفين حال الرفع إلى جهة السماء، أو إلى جهة الأرض، فالرفع منفي في هذه الرواية بجميع أشكاله ومثبت في غيرها.. وليس في المنفي والمثبت إشارة إلى خصوصية في هذا أو في ذاك..

وفود بني كلاب:

عن خارجة بن عبد الله بن كعب قال: قدم وفد بني كلاب في سنة تسع على رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وهم ثلاثة عشر رجلاً فيهم لبيد بن ربيعة، وجبّار بن سلمى، فأنزلهم دار رملة بنت الحدث، وكان بين جبار وكعب بن مالك خُلة، فبلغ كعباً قدومهم فرحب بهم، وأهدى لجبار وأكرمه، وخرجوا مع كعب، فدخلوا على رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فسلموا عليه بسلام الإسلام، وقالوا: إن الضحاك بن سفيان سار فينا بكتاب الله وبسنتك التي أمرت بها، وإنه دعانا إلى الله، فاستجبنا لله ولرسوله، وإنه أخذ الصدقة من أغنيائنا، فردها على فقرائنا([12]).
ونقول:
1 ـ إن هذا الوفد قد أخبر النبي «صلى الله عليه وآله» بسيرة الضحاك في بني كلاب، إذ إن النبي «صلى الله عليه وآله» لما رجع من الجعرانة بعثه على بني كلاب يجمع صدقاتهم([13]).
وروي: أن النبي «صلى الله عليه وآله» كتب إليه أن ورِّث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها([14]).
وقال ابن سعد: كان ينزل نجداً في موالي ضرية، وكان والياً على من أسلم هناك من قومه([15]).
وبعثه «صلى الله عليه وآله» أيضاً عيناً إلى قومه يتجسس أخبارهم([16]).
ولعله ولاه على من أسلم، وجعله عيناً على من لم يسلم، ليخبره بكل تحركاتهم التي تعني المسلمين بنحو أو بآخر.
2 ـ إن ما قاله الوفد لرسول الله «صلى الله عليه وآله» يؤيد أن الضحاك لم يكن مجرد جامع للصدقات بل هو كان يتولى أمورهم، ويسير فيهم بكتاب الله، وسنة نبيه، وكان يدعو الناس إلى الإسلام، وقد استجاب له فريق من قومه، ومنهم الوفد الذي نتحدث عنه.
3 ـ إن مبادرة الوفد لإعلام النبي «صلى الله عليه وآله» بهذا الأمر يشير إلى رضاهم وسعادتهم به، وأنهم يشعرون بقيمة الإلتزام بأحكام الكتاب، وسنة الرسول «صلى الله عليه وآله» وما إلى ذلك لأنهم عاينوا عن قرب الفرق الشاسع بين ما كانوا عليه وما صاروا إليه.. فهم يتحسسون لذة هذا الواقع الجديد، وهم مشدودون إليه بكل وجودهم..

وفود الداريين:

قالوا: قدم وفد الداريين على رسول الله «صلى الله عليه وآله» منصرفه من تبوك، وهم عشرة نفر، منهم: تميم، ونُعيم ابنا أوس، ويزيد بن قيس بن خارجة، والفاكه بن النعمان بن جَبَلَة، وأبو هند، والطيب ابنا ذر، وهو عبد الله بن رزين، وهانئ بن حبيب، وعزيز ومرة ابنا مالك بن سواد بن جَذِيْمَة. فأسلموا، وسمى رسول الله «صلى الله عليه وآله» الطيب: عبد الله، وسمى عزيزاً: عبد الرحمن.
وأهدى هانئ بن حبيب لرسول الله «صلى الله عليه وآله» أفراساً وقباء مخوصاً بالذهب، فقبل الأفراس والقباء، [وأعطاه العباس بن عبد المطلب]، فقال: «ما أصنع به»؟
قال: انتزع الذهب، فتحلّيه نساءك، أو تستنفقه، ثم تبيع الديباج فتأخذ ثمنه.
فباعه العباس من رجل من يهود بثمانية آلاف درهم.
وقال تميم: لنا جيرة من الروم، لهم قريتان يقال لإحداهما: حِبْرَى، والأخرى: بيت عينون، فإن فتح الله عليك الشام فهبهما لي.
قال: «فهما لك». فلما قام أبو بكر أعطاه ذلك، وكتب له به كتاباً([17]).
وأقام وفد الداريين حتى توفي رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وأوصى لهم بجادّ (وهو النخل الذي يجد. أي تقطع ثمرته) مائة وسق أي من خيبر([18]).
ونقول:

لماذا تغيير الأسماء؟!:

ذكرت الرواية المتقدمة: أنه «صلى الله عليه وآله» قد غير اسم الطيب إلى عبد الله، وسمى عزيزاً عبد الرحمن، ونحن نشك في ذلك، إذ:
1 ـ لماذا لم يغير اسم مرة أيضاً، مع أن المروي عنه «صلى الله عليه وآله» أن أقبح الأسماء حرب ومرة، وفي نص آخر: شر الأسماء: ضرار، ومرة، وحرب، وظالم([19]).
وروي: أن أبا مرة هي كنية إبليس([20]).
2 ـ إننا نلاحظ: أن أكثر الموارد التي زعموا أنه «صلى الله عليه وآله» قد غيّر فيها الأسماء، كان الاسم الذي اختاره فيها هو «عبد الرحمن»، ولا ندري سر التركيز على هذا الاسم دون سواه، فهل هذا من التسويق السياسي لاسم بعينه أحبه الرواة، لأجل قيامه بعمل كبير أثلج صدورهم؟!
ككونه قتل غدراً إماماً يعتبرونه عدواً لهم كان يصلي في مسجد الكوفة، ولم يكونوا قادرين على الجهر بحب هذا القاتل إلا بهذه الطريقة؟!
3 ـ لماذا غيّر «صلى الله عليه وآله» اسم الطيب؟ هل كان هذا من الاسماء القبيحة التي كان يغيرها؟([21]). أليس هذا من الأسماء الحسنة التي ورد الحث على التسمية بها؟!([22]). وألم يكن للنبي «صلى الله عليه وآله» ولد اسمه الطيب؟!([23]). وقد ولد له «صلى الله عليه وآله» بعد البعثة.

تاريخ وفادة الداريين:

زعموا: أن الداريين وفدوا على النبي «صلى الله عليه وآله» قبل الهجرة، فقد ذكروا: أن تميم الداري وأخاه نُعيم الداري وأربعة آخرين وفدوا على رسول الله «صلى الله عليه وآله» قبل الهجرة، وطلبوا منه «صلى الله عليه وآله» أن يعطيهم أرضاً من أرض الشام، فتشاوروا فيما بينهم فسألوه بيت جيرون وكورتها، فكتب لهم بها.
ثم قال: انصرفوا حتى تسمعوا أني هاجرت([24]).
ونقول:
إن هذه الرواية تتناقض مع ما قدمناه، لأن هذه الرواية تقتضي أن الداريين أسلموا قبل الهجرة، مع أن ما قدمناه يتضمن التصريح بأنهم قد أسلموا سنة تسع.
ولو قبلنا أن الداريين قد وفدوا إليه «صلى الله عليه وآله» مرتين، فالسؤال هنا هو: لماذا تأخرت وفادتهم الثانية إلى سنة تسع بعد الهجرة، مع أن النبي «صلى الله عليه وآله» قال لهم: «انصرفوا حتى تسمعوا أني هاجرت».
فهل هم لم يسمعوا بهجرته طيلة هذه السنين؟! أو أنهم سمعوا بها وتهاملوا في تنفيذ أمر النبي «صلى الله عليه وآله»؟! أو أنهم نسوا هذا الأمر، ثم تذكروه بعد كل هذه السنين، وما هو الشاهد على أي من هذه الإحتمالات أو غيرها؟! نقول هذا، لأننا نستبعد أن يفدوا إليه «صلى الله عليه وآله» وهو في مكة. ولو أنهم فعلوا ذلك لوجدت المشركين يتحلقون حولهم، ويضايقونهم ويؤذونهم، ولكان ذلك قد تناقلته الرواة على نطاق واسع.

إقطاع قريتين لتميم:

ولا بد من الإشارة هنا إلى أن إقطاع قريتين معمورتين، ولهما أهل لتميم ولمن معه ليس بالأمر الذي يمكن قبوله بعفوية وسذاجة، وذلك للأسباب التالية:
أولاً: لأن الإقطاع إنما كان للأرض الموات ونحوها مما هجره أهله، إذ لا معنى لإعطاء قريتين لهما غلة حاضرة، ونفع ظاهر لرجل واحد، وحرمان سائر المسلمين منهما، فكيف إذا كان ذلك قبل أن تفتح تلك البلاد، وقبل أن يأخذها المسلمون.
ثانياً: من الذي يضمن أن تصبح هاتان القريتان في قبضة المسلمين بحيث يصح منحهما لهذا أو ذاك، إذ لعل أهلها يسلمون عليها، وتبقى لهم وفي يدهم.
ثالثاً: إن النص المتقدم يقول: إن النبي «صلى الله عليه وآله» قد أعطى بيت عينون، وحبرى أو جيرون لتميم الداري([25]). ونص الكتاب في بعض صيغة يقتصر على ذكر تميم أيضاً([26]).
مع أن ثمة نصوصاً لكتاب النبي «صلى الله عليه وآله» بإعطائهم تقول: إنه «صلى الله عليه وآله» قد أعطى القريتين للداريين([27]).
رابعاً: لعل البلد يفتح عنوة وبسيوف المسلمين، فلا يكون حكمه حكم ما أفاء الله على رسوله «صلى الله عليه وآله» من دون أن يوجف عليه بخيل ولا ركاب، بل لا بد من أن يستفيد منه المسلمون الفاتحون أيضاً..
خامساً: قد لاحظنا: أن بعض نصوص الكتاب الذي زعموا أنه «صلى الله عليه وآله» كتبه للداريين يتضمن أخطاءً في النحو، لا يمكن أن تصدر عن رسول الله «صلى الله عليه وآله» كقوله: إني أنطيكم بيت عينون، وجيرون، والمرطوم، وبيت إبراهيم عليه الصلاة والسلام برمتهم، وجميع ما فيهم.. مع أن الصحيح هو أن يقول: «برمتها وجميع ما فيها»([28]).
سادساً: هناك اختلافات كبيرة بين نصوص الكتاب، فمثلاً تارة يقول: إنه لتميم، وأخرى: أنه له ولذريته، وثالثة يقول: هو لتميم وإخوته، ورابعة: للدارين الخ..
وتارة يقول: إن الكاتب هو شرحبيل بن حسنة.
وأخرى يقول: هو معاوية.
وثالثة يقول: هو علي «عليه السلام»..
وتارة يقول: إنه كتب الكتاب لتميم.
وأخرى: إنه كتبه لنعيم بن أوس الداري([29]).
وسائر الإختلافات بين نصوص الكتاب تعرف بالمراجعة والمقارنة..
سابعاً: قد ذكر في الشهود اسم عتيق بن أبي قحافة.
فإن كان هذا إشارة إلى ما زعموه من أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد لقبه بذلك لكونه عتيقاً من النار، فنقول فيه:
لو سلمنا بأن إثبات هذه الفضيلة ممكن، فإنه لا يستحسن من الإنسان أن يوقع على الوثائق بما فيه مدح وثناء على نفسه.
وإن كان قد أطلق عليه لعتاقة وجه أبي بكر وجماله، فقد قدمنا في هذا الكتاب: أن أبا بكر لم يكن له حظ من شيء من الجمال، مهما كان ضئيلاً، بل كان على عكس ذلك تماماً..
ثامناً: هذا كله عدا عن أن في جملة الشهود المذكورين الخلفاء الأربعة، وقد وردت أسماؤهم مرتبة حسب توليهم للخلافة، وهو أمر يوجب الريب بلا شك.
تاسعاً: إن بعض نصوص الكتاب قد صرحت: بأن من آذى الداريين فقد آذى الله، وهذا معناه: أنهم قد بلغوا درجة العصمة. لأن غير المعصوم قد يؤذي، لأجل منعه من ارتكاب المعاصي، أو لأجل أخذ الحق منه..
فإن كان يحرم إيذاؤه مطلقاً، فإما أن يكون الحق أصبح باطلاً، والطاعة معصية، أو أن الله تعالى يرضى بالباطل وبالمعصية ويحبهما والعياذ بالله.
عاشراً: قد ذكرت بعض نصوص الكتاب: قوله ونفذت وسلمت ذلك لهم، ولأعقابهم، فكيف نفذ ذلك وسلمها للداريين، والحال أن تلك القرى كانت لا تزال بيد أهلها.

وفود طيء مع زيد الخيل:

وفي سنة تسع جاء وفد طيء([30]).
وكانوا: خمسة عشر رجلاً، رأسهم وسيدهم زيد الخيل بن مهلهل من بني نبهان، وفيهم وزر بن جابر بن سدوس، وقبيصة بن الأسود بن عامر من جرم طيء، ومالك بن عبد الله بن خيبري من بني معن، وقعين بن خليف من جديلة، ورجل من بني بولان.
فدخلوا المدينة، ورسول الله «صلى الله عليه وآله» في المسجد، فعقلوا رواحلهم بفناء المسجد، ثم دخلوا، فدنوا من رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فعرض عليهم الإسلام، فأسلموا وحسن إسلامهم، وأجازهم بخمس أواق فضة كل رجل منهم، وأعطى زيد الخيل اثنتي عشرة أوقية ونشاً.
زاد في الروض الأنف قوله: وكتب لكل واحد منهم على قومه إلا وزر بن سدوس، فقال: إني أرى رجلاً تملّك رقاب العرب. والله لا يملك رقبتي عربي أبداً، ثم لحق بالشام وتنصر، وحلق رأسه([31]).
وقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «ما ذكر رجل من العرب إلا رأيته دون ما ذكر لي إلا ما كان من زيد الخيل، فإنه لم يبلغ كل ما فيه»([32]).
وسماه رسول الله «صلى الله عليه وآله» زيد الخير، وقطع له فيد وأرضين، وكتب له بذلك كتاباً، ورجع مع قومه. وفي لفظ: فخرج به من عند رسول الله «صلى الله عليه وآله» راجعاً إلى قومه، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «إن ينجُ زيد من حمى المدينة فإنه»، أي فإنه قد نال مراده أو نحو ذلك.
فلما انتهى من بلد نجد إلى ماء من مياهه يقال له: فردة ـ وفي لفظ فرد ـ أصابته الحمى بها فمات هناك، وعمدت امرأته بجهلها وقلة عقلها إلى ما كان رسول الله «صلى الله عليه وآله» كتب له به فحرقته بالنار([33]).
قال في زاد المعاد، وفي العيون: لما أحس بالموت أنشد يقول:
أمرتحـل قـومـي المشـارق غدوة                وأتـرك في بـيـت بـفـردة مـنـجـد
ألا رب يوم لو مرضـت لعـادني         عـوائـد مـن لم يـبر مـنـهـن يجـهد
وذكر ابن دريد عن أبي محسن أن زيداً أقام بفردة ثلاثة أيام ومات، فأقام عليه قبيصة بن الأسود المناحة سنة، ثم وجه براحلته ورحله وفيها كتاب النبي «صلى الله عليه وآله»، فلما رأت امرأته الراحلة ليس عليها زيد ضرمتها بالنار، فاحترقت واحترق الكتاب([34]).
وعن أبي سعيد الخدري: أن علياً كرم الله وجهه «بعث إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» من اليمن بذهيبة في أديم مقروظ لم تحصل من ترابها، فقسمها رسول الله «صلى الله عليه وآله» بين أربعة نفر: بين عيينة بن بدر، وأقرع بن حابس، وزيد الخيل، وعلقمة بن غيلان»([35]).
وعن عبد الله بن مسعود قال: كنا عند رسول الله «صلى الله عليه وآله» فأقبل راكب، فأناخ، فقال: يا رسول الله، إني أتيتك من مسيرة تسع، أنضيت راحلتي، وأسهرت ليلي، وأظمأت نهاري لأسألك عن خصلتين أسهرتاني.
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «ما اسمك»؟
فقال: أنا زيد الخيل.
قال: «بل أنت زيد الخير، فسل، فرب معضلة قد سئل عنها».
فقال: أسألك عن علامة الله فيمن يريد، وعن علامته فيمن لا يريد.
فقال له النبي «صلى الله عليه وآله»: «كيف أصبحت»؟
فقال: أصبحت أحب الخير وأهله، ومن يعمل به، وإن عملت به أيقنت بثوابه، وإن فاتني منه شيء حننت إليه.
فقال له النبي «صلى الله عليه وآله»: «هذه علامة الله فيمن يريد، وعلامته فيمن لا يريد، ولو أرادك بالأهدى هيأ لك لها ثم لا تبالي من (في) أي واد هلكت». وفي لفظ «سلكت»([36]).
ونقول:
إن لنا مع ما تقدم الوقفات التالية:

متى غير اسم زيد الخيل؟!:

إن الرواية ذكرت أن زيد الخيل جاء يسأل النبي «صلى الله عليه وآله» عن خصلتين فسأله «صلى الله عليه وآله» عن اسمه أيضاً، فأخبره به فغيَّره إلى زيد الخير.
وظاهر هذه الرواية: أنه قد جاء إليه وحده ولم يكن معه وفد، وأن النبي «صلى الله عليه وآله» لم يكن قد رآه، لأنه سأله عن اسمه، ولازم ذلك أن يكون معروفاً لدى النبي «صلى الله عليه وآله» حين جاء في وفد طيء، وأن يكون اسمه قد غيِّر قبل مجيئه مع وفد طيء..
فما معنى قولهم: إنه قد غيَّر اسمه حين جاء إلى النبي «صلى الله عليه وآله» مع الوفد المذكور؟!

عظمة زيد عند رسول الله :

ثم إننا لا ندري ما الذي لفت نظر النبي «صلى الله عليه وآله» في شخصية زيد، حتى قال: ما ذكر رجل من العرب إلا رأيته دون ما ذكر لي، إلا ما كان من زيد الخيل، فإنه لم يبلغ كل ما فيه.
هل رآه متميزاً بعلمه، أم بأخلاقه أم بشجاعته، أم بعقله، أم بضخامة جثته.
إننا لم نجد في التاريخ ما يشير إلى امتيازه في شيء في ذلك، فكيف إذا رأيناه لا يرضى بالإسلام ديناً حتى اعتبره «صلى الله عليه وآله» في المؤلفة قلوبهم.

ثناء النبي على زيد الخيل:

قرأنا فيما تقدم ثناء نبوياً عاطراً على زيد الخيل، مع العلم بأن الحديث المتقدم عن ابي سعيد الخدري قد صرح بأن زيد الخيل كان من المؤلفة قلوبهم، وذلك مروي في صحاح أهل السنة.. مما يعني: أن هذا الثناء مكذوب على رسول الله «صلى الله عليه وآله»..
وقد حاول الزرقاني أن يرد على ذلك: بأن قدوم زيد الخيل في وفد طيء كان سنة تسع.
فقد قال: «هذا يرد على ما في النور: أن زيداً كان من المؤلفة، لأن المؤلفة من أعطي من غنائم حنين. وكان ذلك سنة ثمان. وقد تقدم: أن الحافظ نقله في سردهم عن التلقيح لابن الجوزي، وأن الشامي توقف فيه بأنه لم يره في نسختين من التلقيح.
ويقوي ذلك ما في الروض، من رواية أبي علي البغدادي: قدم وفد طيء، فعقلوا رواحلهم بفناء المسجد، ودخلوا، وجلسوا قريباً من النبي «صلى الله عليه وآله»، حيث يسمعون صوته..
فلما نظر «عليه السلام» إليهم، قال: إني خير لكم من العزى، ومن الجمل الأسود الذي تعبدون من دون الله، ومما حازت مناع، من كل ضار غير نفاع.
فقام زيد زيد الخيل، وكان من أعظمهم خلقاً، وأحسنهم وجهاً وشعراً، وكان يركب الفرس العظيم الطويل فتخط رجلاه في الأرض كأنه حمار.
فقال له النبي «صلى الله عليه وآله» ولا يعرفه: الحمد لله الذي أتى بك من حزنك وسهلك، وسهّل قلبك للإيمان. ثم قبض على يده فقال: من أنت؟!
فقال: أنا زيد الخيل بن مهلهل، أنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك عبد الله ورسوله.
فقال له: بل أنت زيد الخير. ما خبرت عن رجل قط شيئاً إلا رأيته دون ما خبرت عنه غيرك([37]).
ونقول:
أولاً: إن حديث كونه من المؤلفة قلوبهم أصح عندهم من غيره، فلماذا عدل عنه الزرقاني إلى الأخذ بالحديث الضعيف؟!..
ثانياً: إن من الواضح: أن ما زعمه الزرقاني من أن اسم المؤلفة قلوبهم لا يطلق إلا على الذين أعطاهم النبي «صلى الله عليه وآله» من غنائم حنين ليس له ما يثبته، بل هم كل من كان يعطيهم النبي «صلى الله عليه وآله» ليتألفهم على الإسلام قبل حنين وبعدها، وسهم المؤلفة قلوبهم ثابت في الإسلام والقرآن وإلى يوم القيامة، وإنما ألغاه أبو بكر.
قال تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}([38]).
ومن الواضح: أن هذه الآية في سورة التوبة، وهي قد نزلت في ذي الحجة من سنة تسع، فلو كان الحكم مختصاً بأهل حنين لم ينزل هذا الحكم بعد سنة كاملة في الآية التي ذكرناها..
ولكن لما ولي أبو بكر، وجاءه المؤلفة قلوبهم لأخذ سهمهم، كتب لهم بذلك فلقيهم عمر، فأخذ الكتاب منهم ومزقه، وقال لهم: لا حاجة لنا بكم، فقد أعز الله الإسلام، وأغنى عنكم، فإن أسلمتم، وإلا فالسيف بيننا وبينكم. فرجعوا إلى أبي بكر فأمضى ما فعله عمر([39]).
وقد عبروا عن هذا الأمر بتعابير قاسية ومهينة للدين وأهله، فقد قالوا: إن أبا بكر قطع الرشا في الإسلام([40]).
ثالثاً: قد ذكر الزرقاني نفسه الرواية التي ترّد ما زعموه: «من أن وفادة زيد الخيل كانت في سنة تسع»، وأن الحديث المذكور آنفاً قد ذكر أن النبي «صلى الله عليه وآله» قال: إن عبادتهم للعزى لا تنفعهم.
ومن المعلوم: أن العزى قد هدمت عقب فتح مكة مباشرة([41])، فتكون وفادتهم قبل هدم العزى.. لا في سنة تسع([42]).

دخول المشركين إلى المسجد:

ربما يدَّعي البعض: أن النص المتقدم، ونظائره يدل على أن المشركين قد دخلوا مسجد النبي «صلى الله عليه وآله»، وذلك يدل على جواز دخول الكفار إلى مساجد المسلمين، حتى إلى مسجد النبي «صلى الله عليه وآله»، وبذلك يرد على فتوى الفقهاء بحرمة دخول الكافر إلى المسجد..
وأما بالنسبة لقوله تعالى: {إِنَّمَا المُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُوا المَسْجِدَ الحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا}([43])، فلا دلالة فيه على خلاف ذلك:
فأولاً: قد يكون المراد به القذارة المعنوية الروحية، وهي قذارة الكفر والشرك، لا القذارة بمعنى النجاسة على حد نجاسة الكلب والخنزير، والدم وما إلى ذلك.
ثانياً: لو سلمنا أن المراد به النجاسة الحسية بمعناها المصطلح عند أهل الشرع، فإننا نقول:
من الذي قال: إنه يحرم إدخال النجاسة إلى المسجد، إذ لا دليل على حرمة إدخال قارورة دم إلى المسجد الحرام، إذا لم يلحق المسجد منها شيء..
ثالثاً: لعل الحكم بعدم جواز دخول المشركين إلى المسجد الحرام خاص بالمسجد الحرام، ولا يتعداه إلى سائر المساجد.
وليكن هذا هو وجه الجمع بين الآية، وبين ما ثبت من أن نصارى نجران، وغيرهم من المشركين كانوا يدخلون المسجد النبوي، ويجادلون النبي «صلى الله عليه وآله» في الدين، ويُسْلِم بعضهم، ويصرُّ بعضهم على كفره.
ونقول:
إن ذلك كله لا يصح، وذلك لما يلي:
أولاً: إن المحرَّم هو دخول الكافر إلى موضع الصلاة من المسجد، أما دخوله إلى غيرها من قاعات وباحات وساحات لم تعد للصلاة، فلم يكن ذلك محرماً، فلعل المراد بدخولهم إلى المسجد هو الدخول إلى بعض باحاته وساحاته، إذ يصح إطلاق اسم الكل على بعض إجزائه، أو مشتملاته أو على توابعه..
وقد يشهد لذلك: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد بنى موضعاً في مسجده يقال له: الصفة، لينزل ويبيت فيه من لا منزل ولا مال ولا أهل له. ولعل من يبيت هناك يبتلى بالإحتلام والجنابة، ولم يكن النبي «صلى الله عليه وآله» ليسمح لهم بالمبيت في الموضع الذي ينبغي تنزيهه عما هو مكروه من نومٍ أو غيره.
فذلك يشير إلى أن هذا الموضع لم يكن مخصصاً للصلاة، فكان يصح النوم فيه..
ثانياً: من الذي قال إن ملاك حرمة دخول الكافر للمسجد هو قذارته الجسدية، فلعل الملاك هو: أن دخول من لا يؤمن بالله إلى بيت الله هتك لحرمة المساجد التي يعبد الله فيها، وأما إدخال الدم إلى المسجد في قارورة فليس فيه هتك لحرمته، وليس فيه تنجيس له فلا يحرم.
لكن دخول الكلب والخنزيرأيضاً ـ والعياذ بالله ـ إلى المسجد فيه هتك لحرمة المسجد، فيحرم من أجل ذلك، حتى لو لم يوجب دخوله تنجيساً..
ثالثاً: إن الآية الكريمة وإن كانت قد وردت في سورة التوبة التي هي من آخر ما نزل من القرآن([44])، لكن ذلك لا يمنع من أن يكون الحكم بحرمة دخول الكافر إلى المسجد قد بيّن على لسان النبي «صلى الله عليه وآله» قبل ذلك بسنوات. وقد تأخر نزول الآية عن ذلك..
بل لعل نفس تشريع عدم جواز دخول الكافر للمساجد قد تأخر أيضاً لحكمة اقتضاها التشريع، وهي أن يضرب الدين بجرانه، وتظهر أعلامة وتنتشر شرائعه وأحكامه، فنزلت في ذي الحجة من السنة التاسعة للبعثة([45]).

وزر بن سدوس ينتصر:

ولا ندري كيف نفسر تصرف وزر بن سدوس الذي رحل إلى الشام، واختار النصرانية على أن يملك عربي رقبته، حتى لو كان هو النبي «صلى الله عليه وآله»، فنلاحظ:
1 ـ أننا لم نعهد من النبي «صلى الله عليه وآله» أنه تصرف مع الناس على أنه مالك لرقابهم، ولم يدِّع هو ذلك لنفسه، إنما هو يعلن أنه ينفذ ما يأمره به الله.
2 ـ كما أن هذا الرجل قد ترك مظهر الرحمة الإلهية، الذي يريد أن يحرره من هيمنة الطواغيت والظلمة والجبارين، والذي يكون مع المؤمنين كأحدهم، ولا يرى لأحد فضلاً على أحد إلا بتقوى الله، وذهب إلى الشام ليكون تحت حكم الجبارين، الذين يتخذون عباد الله خولاً، وماله دولاً.
3 ـ إن ما عرضه النبي «صلى الله عليه وآله» عليهم يعود نفعه إليهم في الدنيا والآخرة، وهو ما تحكم به فطرتهم، وتقضي به عقولهم، وهو أن يكونوا عبيداً لله وحده لا شريك له، وقد بين له بما لا مزيد عليه أنه هو وجميع الناس سواء في هذا الأمر.

وفد بني البكَّاء:

قالوا: وفد من بني البكَّاء على رسول الله «صلى الله عليه وآله» سنة تسع، ثلاثة نفر: معاوية بن ثور بن عبادة البكَّائي، وهو يومئذٍ ابن مائة سنة، ومعه ابن له يقال له: بشر، والفجيع بن عبد الله بن جندح بن البكَّاء، ومعهم عبد عمرو، وهو الأصمّ. فأمر لهم رسول الله «صلى الله عليه وآله» بمنزل وضيافة، وأجازهم، ورجعوا إلى قومهم.
وقال معاوية بن ثور للنبي «صلى الله عليه وآله»: «إني أتبرك بمسِّك، وقد كبرت وابني هذا بَرٌّ بي، فامسح وجهه».
فمسح رسول الله «صلى الله عليه وآله» وجه بشر بن معاوية، وأعطاه أعنُزاً عُفراً وبَرَّك عليهن.
قال الجعد: فالسنة ربما أصابت بني البكَّاء ولا تصيب آل معاوية.
وقال محمد بن بشر بن معاوية بن ثور بن عُبادة بن البكَّاء:
وأبي الذي مسح الرسول برأسه                ودعـا لـه بـالخـير  والـبركــــات
أعـطـاه أحمـد إذ أتـاه أعـنُـــزاً          عُفـراً نـواجـل لسـن بالـلجنـات
يمـلأن رفـد الحـي كـل عـشية            ويـعـود ذاك المــلء  بالـغــدوات
بوركن من منح وبورك مانحـاً          وعـلـيـه مـنـي مـا حييت صـلاتي
وسمى رسول الله «صلى الله عليه وآله» عبد عمرو الأصمّ عبد الرحمن، وكتب له بمائه الذي أسلم عليه بذي القصة. وكان عبد الرحمن من أصحاب الظُلَّة، يعني: الصُفَّة، صفَّة المسجد([46]).

التبرك بالرسول :

وقد ذكر النص المتقدم: أن معاوية بن ثور قال للنبي «صلى الله عليه وآله»: إني أتبرك بمسِّك، ثم طلب منه أن يمسح وجه ابنه، ففعل «صلى الله عليه وآله».
وهذا يعطينا:
1 ـ أن سكوت النبي «صلى الله عليه وآله» وقبوله بأن يتبرك به ذلك الرجل، ثم استجابته لطلب معاوية بن ثور بالتبريك على ولده يؤكدان مشروعية التبرك، وأنه لا صحة لما يدَّعيه البعض من عكس ذلك.
2 ـ إن هذا الطلب من معاوية بن ثور يشير إلى أن إيمان هذا الرجل لم يكن بسبب ترغيب أو طمع، أو ترهيب، أو جزع. وإنما هو نتيجة تفاعل روحي، تجاوز حدود القناعة الفكرية، وسكن في القلب، وترسخ في أعماق الوجدان..
3 ـ ثم هو من جهة ثالثة: تعبير عن شعور فطري، لم يقتصر الأمر فيه على هذا الرجل، بل تجاوزه ليكون ميزة إنسانية تجدها لدى سائر الذين آمنوا برسول الله «صلى الله عليه وآله»، مهما اختلفت طبائعهم، وثقافاتهم، وأعرافهم، وبلدانهم، وعاداتهم، ومواقعهم الإجتماعية، وما إلى ذلك..
وذلك يدل على: أن هذا هو مقتضى الخلق الإنساني، والطبع البشري، وهو مقتضى الفطرة والسجية والعفوية..
4 ـ إن التبريك على تلك الأعنز أيضاً بمبادرة من رسول الله «صلى الله عليه وآله» نفسه هو الآخر يفتح أمام التأمل أبواباً على آفاق رحبة في هذا الإتجاه، ويدفع به إلى دراسة أكثر شمولية وعمقاً للنهج التربوي، الذي يعتمد على تجسيد المعاني الغيبية في مفردات واقعية، لتصبح أكثر قرباً للإنسان، وليسهل عليه وعيها، والاستفادة منها في حياته العملية، ولهذا البحث مجال آخر.


([1]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص410 عن الطبقات الكبرى لابن سعد (ط ليدن) ج2 ص63 والمواهب اللدنية وشرحه للزرقاني ج5 ص217 و 218 وإمتاع الأسماع للمقريزي ج14 ص310 والطبقات الكبرى لابن سعد ج1 ص298 وراجع: البداية والنهاية ج5 ص103 وعيون الأثر لابن سيد الناس ج2 ص311 والسيرة الحلبية ج3 ص274.
([2]) شرح المواهب اللدنية للزرقاني ج5 ص218 والأغاني (ط ساسي) ج4 ص11 وأسد الغابة ج 1 ص 342 ـ 343 ترجمة الحارث، ومجمع الزوائد للهيثمي ج6 ص132ـ 133 والإصابة لابن حجر ج1 ص683 والوافي بالوفيات للصفدي ج11 ص194 وأنساب الأشراف ج4 ص228.
([3]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص394 و 395 عن: دلائل النبوة للبيهقي ج6 ص143 والطبقات الكبرى لابن سعد (ط ليدن) ج2 ص92 والبداية والنهاية ج6 ص100 والمواهب اللدنية وشرحه للزرقاني ج5 ص206 و 211 وإمتاع الأسماع للمقريزي ج5 ص129 وعيون الأثر لابن سيد الناس ج2 ص305 = = وزاد المعاد لإبن قيم الجوزية ج3 ص569. وراجع: الدر المنثور ج1 ص329 وراجع ص324 و 325 عن أبي الشيخ.
([4]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص394 و 395 وراجع ج9 ص 443 ودلائل النبوة للبيهقي ج6 ص315 وزاد المعاد لإبن قيم الجوزية ج 3 ص 569 والبداية والنهاية ج6 ص100.
([5]) الثاقب في المناقب للطوسي ص90، والسنن الكبرى للبيهقي ج3 ص354، ودلائل النبوة للأصبهاني ج2 ص760، وتاريخ مدينة دمشق ج43 ص200، وأسد الغابة ج5 ص285، والبداية والنهاية لابن كثير ج6 ص100، وإمتاع الأسماع للمقريزي ج5 ص130، وعيون الأثر لابن سيد الناس ج2 ص306، وسبل الهدى والرشاد ج6 ص394 وج9 ص442، والسيرة الحلبية ج3 ص268، وغريب الحديث لابن سلام ج3 ص96، ولسان العرب ج1 ص238، وتاج العروس ج1 ص334.
([6]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص394 و 395 إمتاع الأسماع للمقريزي ج5 ص130، والمجموع للنووي ج5 ص96، وفتح الوهاب للأنصاري ج1 ص153، والمغني لابن قدامه ج2 ص298، والشرح الكبير لابن قدامه ج2 ص298، ونيل الأوطار للشوكاني ج4 ص40، وبدائع الصنائع للكاشاني ج1 ص283، وسبل السلام للكحلاني ج2 ص81، ومناقب الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» للكوفي ج1 ص83.
([7]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص169، والمجموع للنووي ج5 ص96، والمغني لابن قدامه ج2 ص297، والشرح الكبير لابن قدامه ج2 ص297، وسبل السلام للكحلاني ج2 ص81، ومناقب الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» للكوفي ج1 ص82، وصحيح البخاري ج2 ص16، وصحيح مسلم ج3 ص24، وسنن النسائي ج3 ص162، والسنن الكبرى للبيهقي ج3 ص355، وفتح الباري ج2 ص419، وعمدة القاري للعيني ج7 ص38، والسنن الكبرى للنسائي ج1 ص560، وصحيح ابن خزيمة ج3 ص145، وشرح معاني الآثار ج1 ص322، وكتاب الدعاء للطبراني ص297، والأذكار النووية ص183، ونصب الراية للزيلعي ج2 ص283، والبداية والنهاية ج6 ص96 و100 و311، وإمتاع الأسماع ج5 ص120.
([8]) الآية 3 من سورة النجم.
([9]) شرح المواهب اللدنية للزرقاني ج5 ص209، وعمدة القاري ج7 ص52 وج16 ص114، والدراية في تخريج أحاديث الهداية لابن حجر ج1 ص152، وتاريخ الإسلام للذهبي ج20 ص433، وسنن الدارمي ج1 ص361.
([10]) سبل السلام ج4 ص219.
([11]) شرح المواهب اللدنية للزرقاني ج5 ص210.
([12]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص401 عن ابن سعد في الصبقات الكبرى (ط ليدن) ج2 ص64.
([13]) الإصابة ج2 ص206.
([14]) الإصابة ج2 ص206، والمجموع للنووي ج18 ص437، والمبسوط للسرخسي ج10 ص166، والمغني لابن قدامه ج11 ص457، وسنن ابن ماجة ج2 ص883، وسنن الترمذي ج3 ص288، والمصنف لابن أبي شيبة ج6 ص373، والآحاد والمثاني ج3 ص166، والسنن الكبرى للنسائي ج4 ص78، والمعجم الكبير للطبراني ج8 ص300، والإستذكار لابن عبد البر ج8 ص133، والإكمال في أسماء الرجال للخطيب التبريزي ص7، وأسد الغابة ج1 ص99.
([15]) الإصابة ج2 ص206.
([16]) النهاية لابن الأثير.
([17]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص334 عن الطبقات الكبرى ج2 ص107 وفي (ط دار صادر) ج1 ص344 وراجع: الإصابة ج3 ص566 و 561، وتاريخ مدينة دمشق ج11 ص63.
([18]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص334 وأسد الغابة ج5 ص118 والطبقات الكبرى (ط ليدن) ج1 ق2 ص75 والمغازي للواقدي ج2 ص695 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص367 و368، ونيل الأوطار ج5 ص37 وج6 ص145 والسنن الكبرى للبيهقي ج6 ص266 وفتح الباري ج5 ص269 وإمتاع الأسماع ج9 ص283 وج14 ص484 وراجع: الإصابة ج6 ص526.
([19]) السنن الكبرى للبيهقي ج9 ص306 وسنن أبي داود ج2 ص307 والإستيعاب ترجمة أبي وهب ج4 ص1775 وزاد المعاد لابن القيم ج1 ص258 و 260 والبحار ج101 ص127 والخصال ج1 ص171 والوسائل (ط دار الإسلامية) ج15 ص131.
([20]) تاج العروس ج2 ص539 ولسان العرب ج7 ص18 وقاموس اللغة ج2 ص133 والوسائل (ط دار الإسلامية) ج15 ص131 عن الكافي (الفروع) ج2 ص87، والغدير ج6 ص313.
([21]) البحار ج23 ص122 وج101 ص127 وقرب الإسناد ص45 (ط حجرية) والوسائل ج15 ص124 عنه أيضاً.
([22]) سنن أبي داود ج2 ص307 وسنن البيهقي ج9 ص306 ومصابيح السنة ج2 ص148 ومجمع الزوائد ج8 ص47 وزاد المعاد لابن القيم ج1 ص258 والبحار ج101 ص131 وعدة الداعي ص60 ومكارم الأخلاق ص220 والجعفريات ص189 وفقه الرضا ص31 ومستدرك الوسائل ج15 ص127 و128 و132 وعن لب اللباب للراوندي، والوسائل (ط دار الإسلامية) ج15 ص122 و123 و124 وفي هامشه عن: الكافي ج2 ص86 و87 وعن التهذيب للشيخ الطوسي ج2 ص236 وعن من لا يحضره الفقيه ج2 ص241.
([23]) الكامل في التاريخ ج2 ص307 وراجع: إعلام الورى (ط دار المعرفة) ص146وعيون الأثر (ط دار الحضارة) ج2 ص363 و 364 والبدء والتاريخ ج4 ص139 وج5 ص16 عن كتاب ابن إسحاق، والإستيعاب ج4 ص1818، و تفسير القرطبي ج14 ص243.
([24]) راجع: مكاتيب الرسول ج3 ص517 و 518 عن السيرة الحلبية ج3 ص240 وعن السيرة النبوية لدحلان ج3 ص7 وصبح الأعشى ج13 ص125 والتراتيب الإدارية ج2 ص144 وكنز العمال ج3 ص527 وعن ابن عساكر ج3 ص355.
([25]) الطبقات الكبرى لابن سعد ج1 ص344 و267 وج7 ص408، وراجع: مكاتيب الرسول ج3 ص507 نقلاً عن: شرح المواهب اللدنية للزرقاني ج3 ص258، وأسد الغابة (ترجمة تميم الداري)، وتاريخ مدينة دمشق ج11 ص63، وسير أعلام النبلاء ج2 ص443، وفتوح البلدان للبلاذري ج1 ص153، وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص612، وتاج العروس ج6 ص235.
([26]) راجع: مكاتيب الرسول ج3 ص510 و 511 عن صبح الأعشى ج13 ص128.
([27]) مكاتيب الرسول ج3 ص505، وقد ذكر أيضاً المصادر التالية: السيرة الحلبية ج3 ص240 والسيرة النبوية لزيني دحلان (بهامش الحلبية) ج3 ص7 والمناقب لابن شهرآشوب (ط حجري) ج1 ص76 وفي (ط قم) ج1 ص112 وجمهرة رسائل العرب ج1 ص71 و 72 وصبح الأعشى ج13 ص126 و 127 و 128 و 129 والمواهب اللدنية شرح الزرقاني ج3 ص358 وكنز العمال ج2 ص190 وج14 ص322 و 323 وفي (ط أخرى) ج3 ص527 و 69 وج5 ص318 ورسالات نبوية ص126 والمعجم الكبير للطبراني ج2 ص47 والبحار ج18 ص135 (عن المناقب) ومآثر الأنافة ج3 ص210 و 211 و 212 والتراتيب الإدارية ج1 ص143 و 144 و 152 ونشأة الدولة الإسلامية ص366 ومجموعة الوثائق السياسية ص129/43 و 130/44 عن المواهب اللدنية ج1 ص296 وعن دحلان، ورسالات نبوية، والضوء الساري لمعرفة = = خبر تميم الداري للمقريزي ورقة 88 ـ ب (مخطوطة پاريس) وورقة 90 والسيرة الحلبية، ثم قال: قابل الإصابة (إلى أبي هند الداري)، والتمهيد لتقي الدين السبكي، وبحث إقطاع النبي «صلى الله عليه وآله» لتميم الداري. والأموال لأبي عبيد ص388 و 389 وفتوح البلدان ص176 ومجمع الزوائد ج6 ص8 والفضل العميم في إقطاع بني تميم للسيوطي خطية في مدارس بالهند وفي مصر، والجمهرة لابن حزم ص422 والإشتقاق لابن دريد ص377. ومعجم البلدان ج2 ص212 و 213 في «حبرون» والخراج لأبي يوسف ص234 والأموال لابن زنجويه ج2 ص617 وتهذيب تاريخ ابن عساكر ج3 ص354 و 355 و 356 و 357 وإعلام السائلين ص50 وجامع مسانيد الإمام الأعظم ج1 ص53 ومدينة البلاغة ج2 ص256 والأعلام للزركلي ج2 ص87 وراجع أسد الغابة ج4 ص319. وج1 ص215 وج3 ص69 وج5 ص318 وعن الخرائج لأبي يوسف ص132 ومجموعة المكتوبات النبوية للديبلي ص8 والطبقات الكبرى لابن سعدج1 ق2 ص75 و 21 و 22 وج7 ق2 ص129.
([28]) مكاتيب الرسول ج3 ص509.
([29]) راجع: مكاتيب الرسول ج3 ص516 و 517.
([30]) راجع: الإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج1 ص563 والإصابة ج1 ص572 وشرح المواهب اللدنية للزرقاني ج5 ص157، وعمدة القاري ج18 ص8، والإستيعاب ج2 ص559.
([31]) شرح المواهب اللدنية للزرقاني ج5 ص158 والروض الأنف ج4 ص227، والإصابة ج6 ص478، والأعلام للزركلي ج8 ص115، ومكاتيب الرسول ج1 ص255.
([32]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص358 عن ابن سعد، والمواهب اللدنية وشرحه للزرقاني ج5 ص158 والروض الأنف ج4 ص227، وتاريخ مدينة دمشق ج19 ص519، وتاريخ الطبري ج2 ص399، والكامل في التاريخ ج2 ص299.
([33]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص358 والمواهب اللدنية وشرحه للزرقاني ج5 ص158 وراجع: الإصابة ج3 ص573 ومكاتيب الرسول ج1 ص312 عن: العبر وديوان المبتدأ والخبر لابن خلدون ج2 ص839 ورسالات نبوية ص19 والسيرة الحلبية ج3 ص253 والسيرة النبوية لدحلان (بهامشه) ج3 ص24 والإصابة ج1 ص573/2941 وأسد الغابة ج2 ص241 و 242 والإستيعاب (بهامش الإصابة) ج1 ص563 وتهذيب تاريخ ابن عساكر ج6 ص36 و 37 والبداية والنهاية ج5 ص63 والطبقات الكبرى لابن سعد ج1 ق2 ص59 وفي (ط بيروت) ج1 ص321 والأغاني ج17 ص249 والمفصل ج7 ص148 عن تاج العروس في «خيل» و ج4 ص220 وتاريخ الأمم والملوك للطبري ج3 ص145 والروض الأنف ج4 ص227. والوثائق السياسية: 302/201 (عن الطبقات، وسيرة ابن هشام، والطبري، والإصابة، وصحيح البخاري، والإستيعاب، ثم قال: انظر كايتاني 10: 35 و 39 واشپرنكر 3: 387 و 946 و 947).
([34]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص358 عن ابن دريد، والمواهب اللدنية وشرحه للزرقاني ج5 ص159 والإصابة ج3 ص573، وراجع: مكاتيب الرسول ج1= = ص312 عن: 21 : 365 وتاريخ ابن خلدون ج2 ص839 ورسالات نبوية ص19 والسيرة الحلبية ج3 ص253 ودحلان بهامشه ج3 ص24 والإصابة ج1 ص573 /2941 وأسد الغابة ج2 ص241 و242 والاستيعاب هامش الإصابة ج1 ص563 وتهذيب تاريخ ابن عساكر ج6 ص36 و37 والبداية والنهاية ج5 ص63 والطبقات ج1 ق2 ص59 وفي (ط بيروت) ج1 ص321 والأغاني ج17 ص249 والمفصل ج7 ص148 عن تاج العروس في «خيل» و ج4 ص220 والطبري ج3 ص145 والروض الأنف ج4 ص227 . والوثائق ص302 / 201 ( عن الطبقات وسيرة ابن هشام والطبري والإصابة وصحيح البخاري والاستيعاب ثم قال : انظر كايتاني ج10 ص35 و39 واشپرنكر ج3 ص387 و946 و947) ..
([35]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص358 عن البخاري، ومسلم، وقال في هامشه: أخرجه البخاري ج5 ص326 (4351) ومسلم ج2 ص742 (144/1064) وراجع: الإصابة ج1 ص572 والمواهب اللدنية وشرحه للزرقاني ج5 ص158 والدر المنثور ج3 ص251 عن البخاري، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والمحلى لابن حزم ج11 ص220، وعمدة القاري ج18 ص7، والبداية والنهاية ج5 ص123، والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص206.
([36]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص359 عن ابن شاهين، وابن عدي، وابن عساكر، وفي هامشه عن: حلية الأولياء ج4 ص109 وراجع ج1 ص376، وذكره الهيثمي في المجمع ج7 ص197، وعزاه للطبراني، وقال: وفيه عون بن عمارة وهو ضعيف، وذكره المتقي الهندي في الكنز (30808) ، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق ج6 ص37، وكتاب السنة لابن أبي عاصم ص181، والمعجم الكبير للطبراني ج10 ص202، وضعفاء العقيلي ج1 ص146، وتاريخ مدينة دمشق ج19 ص520، وأسد الغابة ج2 ص242، والإصابة ج2 ص514.
وشرح المواهب اللدنية للزرقاني ج5 ص158 عن ابن شاهين، وابن عدي، وراجع: الإصابة ج1 ص572.
([37]) شرح المواهب اللدنية للزرقاني ج5 ص157 وراجع: الأغاني ج16 ص50، والسيرة الحلبية ج3 ص256.
([38]) الآية 60 من سورة التوبة.
([39]) النص والإجتهاد ص44 عن كتاب الجوهرة النيرة على مختصر القدوري في الفقه الحتنفي ج1 ص164 وراجع: تفسير المنار ج10 ص496 والدر المنثور ج3 ص252 وأصول الفقه للدواليبي ص239 وشرح نهج البلاغة ج3 ص83، وتفسير السمرقندي ج2 ص68، والفصول المهمة في تأليف الأمة للسيد شرف الدين ص88.
([40]) راجع: الدر المنثور ج3 ص252 وتفسير ابن أبي حاتم ج6 ص1822.
([41]) تاريخ الخميس ج2 ص95.
([42]) الدر المنثور ج3 ص252 عن البخاري في تاريخه، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص، و597، والسيرة الحلبية ج3 = = ص208، والتنبيه والإشراف للمسعودي ص233، والبداية والنهاية ج4 ص361، والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص888، وعيون الأثر لابن سيد الناس ج2 ص209، وسبل الهدى والرشاد ج5 ص260.
([43]) الآية 28 من سورة التوبة.
([44]) الدر المنثور ج3 ص208 عن ابن أبي شيبة، وأحمد، وأبي داود، والترمذي وحسنه، والنسائي، وابن أبي داود في المصاحف، وابن أبي المنذر، والنحاس في ناسخه، وابن حبان، وأبي الشيخ، والحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي في الدلائل، والمبسوط للسرخسي ج1 ص16، وعمدة القاري ج18 ص195، وأحكام القرآن لابن العربي ج2 ص444، وتفسير البيضاوي ج3 ص126.
([45]) الدر المنثور ج3 ص208 عن ابن أبي شيبة، والبخاري، والنسائي، وابن الضريس، وابن المنذر، والنحاس في ناسخه، وأبي الشيخ، وابن مردويه، وأحكام القرآن للجصاص ج3 ص103.
([46]) سبل الهدى والرشاد ج6 ص280 عن ابن سعد، وابن شاهين، وأبي نعيم، وابن منده، وغير ذلك وعن الطبقات الكبرى لابن سعد (ط ليدن) ج1 ق2 ص47 و 48 ورسالات نبوية ص26 ومجموعة الوثائق السياسية ص313، ومكاتيب الرسول ج1 ص317 عن: الطبقات ج1 ق2 ص47 و48 والوثائق ص313 وص217 الف عنه ورسالات نبوية ص26، وتاريخ مدينة دمشق ج65 ص125.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page