• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل الأول: الإعداد والإستعداد

تبوك علم لا ينصرف:

تبوك اسم موضع، ولفظه لا ينصرف للعَلَمية ووزن الفعل، وقيل للعلمية والتأنيث، فإن أريد صرفها، فيراد منها «الموضع» ـ كقول كعب بن مالك كما في بعض الروايات ـ:«فلم يذكرني حتى بلغ تبوكاً»([1]).
تبوك هي أقصى موضع بلغه رسول الله «صلى الله عليه وآله» في غزواته.. وهي في طرف الشام من جهة القبلة، وبينها وبين المدينة المشرَّفة اثنتا عشرة مرحلة([2]). وقيل: أربع عشرة([3]).
قال في النور: وقد سرناها مع الحجيج في اثنتي عشرة مرحلة، وبينها وبين دمشق إحدى عشرة مرحلة([4]).
وهذا الإختلاف لا يضر ولا نرى كثير فائدة في تحقيقه، فإن هذا الموضع معروف اليوم.

سبب تسمية الغزوة بتبوك:

قال في الروض تبعاً لابن قتيبة: سميت الغزوة بعين تبوك، وهي العين التي أمر رسول الله «صلى الله عليه وآله» ألا يمسوا من مائها شيئاً، فسبق إليها رجلان، وهي تبض بشيء من ماء، فجعلا يدخلان فيها سهمين ليكثر ماؤها، فسبهما رسول الله «صلى الله عليه وآله» وقال لهما: ما زلتما تبوكانها منذ اليوم، فلذلك سميت العين تبوك.
والبوك: كالنقش والحفر في الشيء، ويقال: منه باك الحمار الأتان يبوكها إذا نزا عليها([5]).
ونقول:إن لنا مع هذا النص وقفات:

الأولى: فسبهما رسول الله :

زعم هذا النص: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد سب ذينك الرجلين اللذين حاولا إثارة ماء العين بسهميهما..
وهذا كلام باطل لما يلي:
أولاً: إن هذين الرجلين لم يقصدا الخلاف على رسول الله «صلى الله عليه وآله» وإنما وجداها تبض بماء قليل، فأرادا إثارتها، ليزداد ماؤها لينتفع به المسلمون.. وهذا معناه: أن نيتهما كانت صالحة، فلم يفعلا ما يستحقان به السبّ بحسب ظاهر الأمر..
ومع غض النظر عن ذلك، فقد كان اللازم هو الرفق بهما، والإستعلام عن نيتهما، ثم تكون العقوبة، أو يكون العفو، وهو الأمثل والأجمل برسول الله «صلى الله عليه وآله»، المأمور بالعفو عن الناس..
ثانياً: لو سلمنا أنهما قصدا الخلاف عليه، فإنه «صلى الله عليه وآله» لم يزل ينهى عن سب الناس، والتفوه بالألفاظ الفاحشة، فقد روي أن عائشة قالت له معترضة عليه: قلت لفلان: بئس أخو العشيرة، فلما دخل ألنت له القول؟
فقال: «يا عائشة، إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش»([6]).
وقال لها: «..إن الفحش لو كان مثالاً لكان مثال سوء»([7]).
وقال «صلى الله عليه وآله»: «لو كان الفحش خَلْقاً لكان شر خَلق الله»([8]).
وقال: «إن الفحش والتفحش ليسا من الإسلام»([9]).
وروي عنه «صلى الله عليه وآله» قوله: «ألا أخبركم بأبعدكم مني شبهاً»؟
قالوا: بلى يا رسول الله.
قال: «الفاحش المتفحش البذيء»([10]).
وقال: «يا عائشة، لا تكوني فاحشة»([11]).
وأما بالنسبة لسباب المسلم، فقد روي عنه «صلى الله عليه وآله» أنه قال: «سباب المسلم فسق»([12]).
وقال «صلى الله عليه وآله»: «سباب المسلم فسق وقتاله كفر»([13]).
فما معنى أن ينسب إليه أنه قد بادر إلى سب ذينك الرجلين؟!
ثالثاً: لعل المقصود بنهيه عن مساس ذلك الماء بشيء هو عدم الأخذ منه، تماماً كما جرى في قضية، قول طالوت لعسكره: {إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ}([14]).
ولا أقل من أن ذلك قد يكون مما احتمله أو ظنه الرجلان المشار إليهما، فما معنى سبهما قبل التأكد من الأمر؟!
رابعاً: إن كلمة: «فسبهما» من الراوي كما لا يخفى، في حال أنّا لا نرى في قول النبي «صلى الله عليه وآله»:  «ما زلتما تبوكانها منذ اليوم» أي سباب، بعدما تقدم من أن البوك هو النقش والحفر!!
إلا إذا كان المراد: أنه «صلى الله عليه وآله» قد سبهما بكلام آخر غير هذه الكلمة..

الثانية: تسمية العين تبوك:

ولا مجال أيضاً لقبول ما زعمته تلك الرواية: من أن تسميتها بتبوك بسبب قول النبي «صلى الله عليه وآله» لذينك الرجلين: ما زلتما تبوكانها.. لأن النبي «صلى الله عليه وآله» نفسه قد أطلق اسم تبوك على تلك البقعة قبل أن يصل إلى تبوك بيوم، حيث رووا: أنه «صلى الله عليه وآله» قال لأصحابه: «إنكم ستأتون غداً ـ إن شاء الله ـ عين تبوك»([15]).
فهذا الاسم كان ثابتاً للموضع، ومتداولاً قبل وصول النبي «صلى الله عليه وآله» والمسلمين، ومنهم ذانك الرجلان إليه، فما معنى قولهم: أن تسميتها بتبوك متفرع على اعتراضع «صلى الله عليه وآله» على الرجلين.

تاريخ غزوة تبوك وهي آخر مغازيه:

وقد صرحوا: بأن تبوك آخر مغازيه «صلى الله عليه وآله»([16])، وهي المعروفة بغزوة العسرة، وتعرف بالفاضحة لافتضاح المنافقين فيها كما سيأتي إن شاء الله تعالى..
وقد وقع في الصحيح ـ يعني صحيح البخاري ـ ذكرها بعد حجة الوداع.
قال الحافظ: وهو خطأ، ولا خلاف أنها قبلها، ولا أظن ذلك إلا من النساخ، فإن غزوة تبوك كانت في رجب سنة تسع قبل حجة الوداع بلا خلاف.
وعند ابن عائذ من حديث ابن عباس: أنها كانت بعد الطائف بستة أشهر.
وليس هذا مخالفاً لقول من قال إنها في رجب إذا حذفنا الكسور، لأنه «صلى الله عليه وآله» قد دخل المدينة بعد رجوعه إلى الطائف في ذي الحجة([17]).

إما تبوك، وإما الهلاك:

في حديث عمران بن حُصين: أن النبي «صلى الله عليه وآله» كان يجلس كل يوم على المنبر فيقول: «اللهم إن تهلك هذه العصابة لن تُعبد في الأرض. فلم يكن للناس قوة»([18]).
ونحن نعلم: أنه «صلى الله عليه وآله» قد قال هذه الكلمة في بدر، وهو ساجد.. وقد ذكرنا أن حرب بدر كانت مصيرية بالنسبة إلى الإسلام، والمسلمين، فقوله «صلى الله عليه وآله» هذه الكلمة في تبوك يفيد:
أولاً: أن ثمة خطراً حقيقياً يتهدد عصابة أهل الإيمان كلها. وكان ذلك في بدر ظاهراً للعيان، فإن قريشاً إذا انتصرت، فسوف لا تبقي على أحد تتوهم فيه أنه سيكون ميّالاً إلى القيام بأي نشاط في الدعوة إلى عبادة الله سبحانه.. وسوف تدخل المدينة لتلتقي مع المشركين واليهود، وسيكونون فرحين جداً بها، وسيتعاونون معها لاستئصال البقية الباقية من المسلمين في المدينة أيضاً، وذلك سيكون أغلى أمانيهم، وأعظم إنجازاتهم بنظرهم..
ثانياً: إنه لا ريب في أن هلاك تلك العصابة سينتج أن لا يعبد الله تعالى على الأرض.. وهذا يساوق محو معالم الدين، وإزالة كل أثر له من العقول، والنفوس..
ثالثاً: إنما كان «صلى الله عليه وآله» يقول ذلك على المنبر، لأنه يريد أن يعرف الناس خطورة تلكئهم عن ذلك المسير حيث يثير ذلك شهية العدو الخارجي لانتهاز فرصة العمر بزعمه، وليبطل كيد المنافقين الذين كانوا يتآمرون على تضييع جهد النبي «صلى الله عليه وآله» في حشد الناس للجهاد والدفاع..
ولعل هناك من يتوهم أن الكثرة سوف تغني عنهم من الله شيئاً، فأهملوا، وتقاعسوا، واتكلوا عليها، ولم يلتفتوا إلى أن كثرة المنافقين والساعين في عرقلة الأمور، والمدبرين للمكائد والمصايد والساعين للإخلال بالأمن الداخلي بعد مسير الجيش باتجاه تبوك، فإن ذلك كله سوف يطمع جيش الروم، ويدفعه لاغتنام الفرصة لإنزال أقسى ضرباته بجيش الإسلام..
رابعاً: إن هذا الذي ذكرناه يبين أن كلمة: فلم يكن للناس قوة، قد جاءت في غير محلها، وأنها مجرد أسلوب تضليلي عن حقيقة معاناة رسول الله «صلى الله عليه وآله» مع قومه..

لماذا كانت غزوة تبوك؟!:

وقد اختلفت المزاعم والإجتهادات في بيان أسباب غزوة تبوك، ونذكر هنا بعض ترهاتهم وأباطيلهم في هذا المجال، مع الإشارة إلى بعض وجوه الخلل فيه، وذلك على النحو التالي:

1 ـ النبي ليس ألعوبة بيد اليهود:

ورووا عن عبد الرحمن بن غنم: أن اليهود أتوا رسول الله «صلى الله عليه وآله» يوماً، فقالوا: يا أبا القاسم، إن كنت صادقاً أنك نبي فالحق بالشام، فإن الشام أرض المحشر وأرض الأنبياء.
فصدَّق ما قالوا، فغزا غزوة تبوك لا يريد إلا الشام، فلما بلغ تبوك أنزل الله تعالى آيات من سورة بني إسرائيل بعد ما ختمت السورة: {وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذاً لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلاً سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً}([19])، فأمره الله تعالى بالرجوع إلى المدينة وقال: فيها محياك ومماتك ومنها تبعث.
فرجع رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فأمره جبريل فقال: اسأل ربك عز وجل، فإن لكل نبي مسألة، وكان جبريل له ناصحاً، وكان رسول الله «صلى الله عليه وآله» له مطيعاً.
قال: «فما تأمرني أن أسال»؟!.
قال: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً}([20])، فهذه الآيات أنزلت عليه مرجعه من تبوك([21]).
ونقول:
إننا لا نرتاب في عدم صحة هذه الرواية أيضاً لما يلي:
أولاً: إنه بغض النظر عما نراه، فإن نفس هؤلاء يزعمون أن النبي «صلى الله عليه وآله» قال: إن بيت المقدس هي أرض المحشر والمنشر، فإن كان «صلى الله عليه وآله» لم يأت بقوله هذا عن الله تعالى، فما معنى قوله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}؟!([22])، وإن كان ينطق عن الله، فما معنى تصديقه اليهود في أمر قد أوحى الله إليه خلافه؟!
واحتمال أن يراد بالشام ما يشمل فلسطين بما فيها بيت المقدس لا مجال لقبوله، فإن رواية ابن غُنْم المتقدمة قد أكدت أن غزو النبي «صلى الله عليه وآله» لتبوك قد كان لأجل الوصول إلى الشام، وإنما يقصد بها البلد المعروف.. لا ما يعم بيت المقدس.. فيقع التعارض بينها وبين ما دل على أن بيت المقدس هي أرض المحشر والمنشر..
ثانياً: لماذا لم يعترض الناس على اليهود في زعمهم، ولماذا لم يسألوا النبي «صلى الله عليه وآله» عن سبب تصديقه اليهود في خبر يخالف ما جاءه عن الله تبارك وتعالى بل أطاع الناس كلهم، ونفروا معه وتكبدوا المشاق والمتاعب، وكانوا يبحثون عن سبب ـ ولو كان مثل الطحلب ـ ليتشبثوا به للإمتناع عن ذلك المسير؟!
إلا إذا فرض: أن أحداً ممن سمع من النبي «صلى الله عليه وآله» ما أخبر به عن بيت المقدس لم يكن حاضراً حين جاء اليهود إلى النبي «صلى الله عليه وآله»، وطلبوا منه ذلك..
ويجاب عن هذا أيضاً بأن من الواضح: أن طلب اليهود هذا لا بد أن ينتشر وأن يتداوله الناس، وسوف يحاولون تحليله وتأويله كل بحسب ما لديه.
ثالثاً: حتى لو كانت الشام هي أرض المحشر والمنشر فلماذا يجب عليه «صلى الله عليه وآله» أن يلحق بها؟! وهل أرض المحشر والمنشر أفضل من مكة والمدينة؟ وما سواهما مما أخبر الله تعالى بفضله؟!..
رابعاً: هل صحيح أن أنبياء الله تعالى كانوا بالشام، أم أنهم كانوا منتشرين في لبنان والشام وفي فلسطين وفي الحجاز وغيره؟!
خامساً: لماذا  تأخر إعلام الله تعالى لرسوله بالحقيقة حتى بلغ تبوك، فأمره حينئذٍ بالرجوع إلى المدينة، مع أن الطبيعي هو: أن يعلمه تعالى بالأمر فور إعلام اليهود إياه بما يخالف الحقيقة؟! ولماذا أفسح المجال لشماتتهم، بالرسول وبالمسلمين، وأتعب قلب النبي «صلى الله عليه وآله» وكلف المسلمين هذه النفقات الباهظة في أيام يزعمون أن المسلمين فيها يعانون من العسرة والحاجة والجهد، ولا يجدون ما ينفقون؟!..
سادساً: إن قول الله تعالى لنبيه «صلى الله عليه وآله»: إنه يحيا ويموت ويبعث في المدينة([23])، يدل أيضاً على عدم صحة ما زعموه من أن بيت المقدس هي أرض المحشر والمنشر.
سابعاً: إن قوله تعالى: {وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذاً لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلاً سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً}([24]) رغم أنه في سورة مكية، لا ينطبق على قصة اليهود المزعومة، لأن الآية قد صرحت بما يلي:
1 ـ إنهم كادوا أن يستفزوه من أرضه. أي كادوا أن يصلوا إلى هذا الأمر، ولكنهم لم يصلوا إليه فعلاً، مع أن الرواية المتقدمة تدَّعي: أنهم قد استفزوه بالفعل، ونفر مع جيش قوامه ثلاثون ألفاً، وسار حتى بلغ تبوك.
إلا إن كان المراد بالإستفزاز: الإخراج من الأرض إلى أرض أخرى، والبقاء فيها..
2 ـ إن الآية تقول: إن عقوبة أو عاقبة هذا الإستفزاز هي: أن لا يلبث اليهود خلافك إلا قليلاً. مع أن أمر اليهود كان قد حسم قبل ذلك بزمان، من الناحية العسكرية أو السياسية في المنطقة، وإن كان المقصود هو هلاكهم واستئصالهم، فإننا لم نجد أن شيئاً من ذلك قد حصل لليهود بعد استفزازهم إياه من الأرض، رغم أنه قد بلغ تبوك. وهذا يدل على أن الآية لا تعنيهم، بل تعني مشركي مكة كما سنرى.
إلا إن كان المراد الإستفزاز إلى أرض أخرى والبقاء فيها، فهذا لم يتحقق، فلم يصبهم عذاب الإستئصال، الذي علق على هذا الإستفزاز..
ثامناً: عن قتادة، وابن عباس، وسعيد بن جبير: أن مشركي مكة هم الذين حاولوا أن يستفزوا النبي «صلى الله عليه وآله» ليلتحق بالشام([25])، ربما ليواجه الروم، الذين يظنون أنهم سيكونون أقدر على حسم أمره منهم، ولا سيما مع سعة سلطانهم، وكثرة عساكرهم، مع عدم وجود أية إحراجات قبائلية تمنع من الإمعان في مواجهته، واتخاذ أي إجراء يروق لهم ضده.
تاسعاً: زعمت تلك الرواية: أن قوله تعالى: {وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ}([26]). قد نزلت عليه مرجعه من تبوك.
ونقول:
إنه رغم أن هذه الآية كآية الإستفزاز من الأرض مكية وليست مدنية، فإن الروايات تقول ما يلي:
1 ـ عن ابن عباس قال: «كان النبي «صلى الله عليه وآله» بمكة، ثم أمر بالهجرة، فأنزل الله تعالى: {وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ}»([27]).
2 ـ عن قتادة في معنى الآية، قال: أخرجه الله من مكة مخرج صدق، وأدخله المدينة مدخل صدق. قال: وعلم نبي الله «صلى الله عليه وآله» أنه لا طاقة له بهذا الأمر إلا بسلطان، فسأل سلطاناً نصيراً لكتاب الله تعالى، وحدوده، وفرائضه، وإقامة كتاب الله تعالى، فإن السلطان عزة من الله  تعالى، جعلها بين عباده، ولولا ذلك لغار بعضهم على بعض، وأكل شديدهم ضعيفهم([28]).
ونقول:
إن قتادة هنا قد خلط وخبط، وجاء بخطابات طنانة، وشعارات رنانة ليفسر السلطان النصير الذي طلبه النبي «صلى الله عليه وآله» من ربه، فجاءت النتيجة بعد الإبراق والإرعاد، منسجمة مع القاعدة المعروفة والمألوفة: «تمخض الجبل فولد فأرة».. وقد تابعه زيد بن أسلم أيضاً على ذلك، كما سيأتي في الرواية التالية، فجانب الحق، وتجاهل الحقيقة فيما ادَّعاه من أن المقصود بالسلطان النصير هو الأنصار.
والحقيقة هي: أن السلطان هي القوة التي ترهب العدو، وتسقط مقاومته عسكرياً ومادياً وعلمياً أيضاً، وغير ذلك مما يفيد في التأييد والتسديد.
وقد كان علي «عليه السلام» هو ذلك السلطان الناصر له «صلى الله عليه وآله» في كل مجال، والذاب والمؤيد له في كل مقام ومقال كما أوضحته الرواية الآتية عن ابن عباس.
3 ـ عن زيد بن أسلم في الآية، قال: جعل الله مدخل صدق المدينة، ومخرج صدق مكة، وسلطاناً نصيراً، الأنصار([29]).
وهذا وإن كان غير سليم عن النقاش، ولكنه هو الآخر يخالف ما زعمته الرواية السابقة من أن المقصود هو الدخول والخروج من المدينة وإليها في قضية تبوك.
4 ـ عن ابن عباس: {وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ}، يعني مكة، {وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً}. قال: لقد استجاب الله لنبيه «صلى الله عليه وآله» دعاءه، فأعطاه علي بن أبي طالب «عليه السلام» سلطاناً ينصره على أعدائه([30]).
5 ـ وقال القمي في هذه الآية: نزلت يوم فتح مكة لما أراد رسول الله «صلى الله عليه وآله» دخولها: وقال: قل يا محمد {رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ}. قال: قوله: {سُلْطَاناً نَصِيراً}، أي معيناً([31]).

أهداف هذه الفرية:

إنه قد يفهم من تلك الرواية المزعومة أنها تهدف إلى الإنتقاص من مقام رسول الله «صلى الله عليه وآله»، حين تظهره على أنه أُلعوبة بيد اليهود، حتى إنه ليجرد الجيش الجرار ـ ثلاثين ألفاً ـ في وقت عسر وجهد كما يدَّعون، دون أن يراجع ربه ويسأله عن تكليفه أمام هذه الترهات التي يسمعها من أناس لم يعرف منهم الصدق ولا الأمانة، بل هو ما عرف منهم إلا الكذب والكيد والخيانة، واشتراءهم بآيات الله ثمناً قليلاً..
وقد حدَّثه الله عنهم، ووصفهم له في كتابه الكريم بما لا يدع مجالاً لأي شك أو شبهة في أمرهم، ولا أقل من أن كل هذه البيانات الواضحة والفاضحة تحتم على أي إنسان مهما كان عادياً التثبت فيما يعرضه عليه هؤلاء الناس.
يضاف إلى ذلك: أن هذه الرواية تريد أن تطعن وتستخف بقيمة هذه الغزوة التي ظهرت خيراتها وبركاتها ولو بفضحها لواقع النفاق المستشري، وبإيجابها التأكيد على أمر الإمامة التي يكون بها حماية هذا الدين وبقاؤه، وقد تجلى هذا الإستخفاف حين اعتبرت أن خروج النبي «صلى الله عليه وآله» إلى تبوك لم يكن بأمر من الله تبارك وتعالى، ولا كان خروج صحة وصدق، فلا عبرة بعد هذا بأي شيء مما قاله «صلى الله عليه وآله» مما يرتبط بأمر الإمامة، وبذلك يتم التعتيم والتمويه، والتستر على الفعلة الشنعاء التي ظهرت من أهل النفاق، فإن لله وإنا إليه راجعون..

2 ـ الأخبار الكاذبة هي السبب:

وقد اختلف في سبب غزوة العسرة والفاضحة، فقيل: إن جماعة من الأنباط الذين يقدمون بالزيت من الشام إلى المدينة ذكروا للمسلمين: أن الروم جمعوا جموعاً كثيرة بالشام، وأن هرقل قد رزق أصحابه لسنة، وأجلبت معهم لخم وجذام، وعاملة وغسان، وغيرهم من متنصرة العرب، وجاءت مقدمتهم إلى البلقاء.
ولم يكن لذلك حقيقة، ولما بلغ رسول الله «صلى الله عليه وآله» ذلك ندب الناس إلى الخروج([32]).
ونقول:
إن هذا الزعم غير معقول ولا مقبول.
إذ المعروف الذي لا شك فيه من أحد هو أن النبي «صلى الله عليه وآله» كان يرصد تحركات أعدائه بدقة متناهية، لكي لا يؤخذ على حين غرة. ولذلك كان يستبق حملاتهم بالمبادرة إلى تسديد ضربات حاسمة تحبط كيدهم، وتسقط مقاومتهم، بأيسر طريق، وأقلها تكلفة وخسائر..
وكان «صلى الله عليه وآله» يعلم بعداوة الروم له، وكان قد كاتب ملكهم، قبل سنوات، وخاض معهم حرباً قوية قبل مدة وجيزة، لا تزيد على سنة وشهرين.. وقد قتل في تلك الحرب قادته الثلاثة، جعفر بن أبي طالب، وزيد بن حارثة، وعبد الله بن رواحة..
فهل يعقل أن يكون «صلى الله عليه وآله» قد أهمل رصد تحركات هذا الجبار والعدو الخطر جداً، الذي كان يعيش لتوِّه نشوة الإنتصار على مملكة فارس. فاعتمد «صلى الله عليه وآله» على إخبار أنباط وافدين، لا يدينون بدينه، في حين أن القرآن يقول له: {وَلاَ تُؤْمِنُواْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ}([33]).
ولنفترض: أنه أهمل الرصد، لسبب أو لآخر، وجاءه هذا الخبر من هؤلاء، فلماذا لا يبحث  عن صحة هذا الخبر، مع اتخاذ جانب الإحتياط والحذر، بل يترك ذلك جانباً، ويبادر إلى جمع جيش يعد بعشرات الألوف، ويخض المنطقة بأسرها، ويعطي ذلك العدو الخطِر المبرر للقيام بأي عمل لصد ما يعتبره عدواناً عليه، ويزين لأتباعه بأن عليهم مواجهة أعدائهم بحرب هم أوقدوا نارها، وأثاروا إعصارها.

3 ـ تعويض قريش عن متاجرها:

وقيل: إن سبب غزوة تبوك هو أن الله سبحانه وتعالى لما منع المشركين من أن يقربوا المسجد الحرام في الحج وغيره قالت قريش: لتقطعن عنا المتاجر والأسواق، وليذهبن ما كنا نصيب منها، فعوضهم الله تعالى عن ذلك بالأمر بقتال أهل الكتاب حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}([34]).
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}([35])».
وعزم رسول الله «صلى الله عليه وآله» على قتال الروم، لأنهم أقرب الناس إليه، وأولى الناس بالدعوة إلى الحق لقربهم إلى الإسلام([36]).
ونقول:
1 ـ إن ذلك لا يمكن قبوله أيضاً، فإن الله لم يكن ليشرع الجهاد، وأخذ الجزية وما يترتب على ذلك من قهر للناس، وقتل، وأسر، وسبي، واغتنام لأموالهم، لمجرد تعويض قريش أو غيرها عن بعض المتاجر التي فاتتها، مع صرف النظر عن أنها أمضت أكثر من عقدين من الزمن، وهي تحارب الإسلام وأهله، بغياً منها عليه، وجحوداً لآياته، من أجل الدنيا وزينتها..
2 ـ لو صح هذا الزعم، فينبغي أن تكون الجزية أو الغنيمة خاصة لقريش، ولا يشاركها فيها احد. لا الأنصار، ولا غيرهم من أهل الإسلام المنتشرين في المنطقة العربية وغيرها..
وإن شاركها أحد في الغنائم، فينبغي أن يكون بعد حصول التعويض لقريش، بحيث يصل إلى الآخرين ما يزيد عن هذا المقدار، بعد اكتفاء قريش بهم..
3 ـ إن أخذ الجزية من أهل الكتاب قد سبق غزوة تبوك، التي كانت في شهر رجب سنة تسع.. وأخذ من العديد من الجماعات، فلاحظ الموارد التالية:
ألف: كتب «صلى الله عليه وآله» سنة ثمان مع العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوى، وإلى سيبخت مرزبان هجر، أو مرزبان البحرين يدعوها إلى الإسلام أو الجزية، (وفي نص آخر: أرسله ليدعو أهل البحرين إلى الإسلام أو الجزية)، فأسلما وأسلم معهما جميع العرب هناك وبعض العجم الخ..([37]).
ب: بل قيل: إنه وجَّه العلاء إلى البحرين في سنة ست([38]).
قال ابن الأثير في حوادث سنة ست: «وأما المنذر بن ساوى، والي البحرين، فلما أتاه العلاء بن الحضرمي يدعوه ومن معه بالبحرين إلى الإسلام أو الجزية، وكانت ولاية البحرين للفرس، فأسلم المنذر بن ساوى، وأسلم جميع العرب بالبحرين.
فأما أهل البلاد من اليهود والنصارى والمجوس، فإنهم صالحوا العلاء والمنذر على الجزية، من كل حالم دينار»([39]).
ج: هناك كتابه «صلى الله عليه وآله» لأهل خيبر المتضمن لإسقاط الجزية والكلف والسخرة عنهم([40]).
وقد ناقشوا في الكتاب، بأن فيه شهادة سعد بن معاذ الذي كان قد استشهد قبل خيبر بسنتين، وشهادة معاوية، وإنما أسلم بعد خيبر بسنة.
وبأن الجزية لم تكن وقت فتح خيبر، لأن آيتها قد نزلت سنة تسع.
ولم يكن على أهل خيبر كلف ولا سخرة في زمن النبي «صلى الله عليه وآله» لتوضع عنهم.
ويمكن أن يجاب عن ذلك بما يلي:
إنه ليس بالضرورة أن يكون هذا الكتاب قد كتب لأصحاب الحصون في خيبر، فلعله كتب لبعض الجماعات الأخرى في خيبر، قبل استشهاد سعد بن معاذ.
ويمكن إلحاق شهادة معاوية بالكتاب بعد إسلامه بطلب من تلك الجماعة، وبموافقة النبي «صلى الله عليه وآله»..
وعن تأخير تشريع الجزية نقول:
إن هذا هو أول الكلام..
يضاف إلى ذلك: أن من الممكن ان تكون قد شرعت على لسان النبي «صلى الله عليه وآله» قبل نزول الآية.
وعن الكلف والسخرة نقول:
لعلهم لم يريدوا بذلك رفع السخرة عنهم، بل اشترطوا ذلك احتياطاً لأنفسهم تحسباً من أن توضع عليهم في المستقبل.
د: وقد كتب إلى بكر بن وائل بالجزية، وذلك بعد سنة ثمان فراجع([41]).
هـ: إنه «صلى الله عليه وآله» أرسل أبا زيد الأنصاري  إلى عبد وجيفر ابني الجلندى الأزديين في سنة ست، وقال «صلى الله عليه وآله»  لأبي زيد: «خذ الصدقة من المسلمين، والجزية من المجوس»([42]).
و: سئل الإمام الصادق «عليه السلام» عن المجوس: أكان لهم نبي؟
فقال: نعم، أما بلغك كتاب رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى أهل مكة: أن أسلموا وإلا نابذتكم بحرب.
فكتبوا إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»: أن خذ منا الجزية، ودعنا على عبادة الأوثان.
فكتب إليهم النبي «صلى الله عليه وآله»: «إني لست آخذ الجزية إلا من أهل الكتاب».
فكتبوا إليه يريدون بذلك تكذيبه: زعمت أنك لا تأخذ الجزية إلا من أهل الكتاب، ثم أخذت الجزية من مجوس هجر.
فكتب إليهم النبي «صلى الله عليه وآله»: «إن المجوس كان لهم نبي فقتلوه، وكتاب أحرقوه»([43]).
وهناك نصوص ذكر فيها وضع الجزية أيضاً على بعض الفئات، مع احتمال أن يكون وضعها عليهم قبل غزوة تبوك، ونحن نذكر من ذلك ما يلي:
ألف: جاء في كتابه «صلى الله عليه وآله» للأسبذيين: «ومن أبى فعليه الجزية على رأسه معافاً، على الذكر والأنثى»([44]).
ب: وقد كتب ليهود تيماء: «أن لهم الذمة وعليهم الجزية»([45]). وذلك حين بلغهم وطء النبي «صلى الله عليه وآله» لوادي القرى في سنة تسع. فلعل ذلك كان قبل شهر رجب الذي كانت فيه غزوة تبوك
ج: وكتب «صلى الله عليه وآله» إلى يُحَنَّة بن رؤبة وفيه: «فأسلم أو أعط الجزية»([46]).
قال العلامة الأحمدي: «ولكن لم يعلم أنه كتبه إليه من تبوك أو قبل ذلك، ولم يتعرض له الناقلون، والذي يستفاد هو: أنه كتبه «صلى الله عليه وآله» إليه بعد نزول الجزية، إما سنة تسع، أو قبل فتح مكة»([47]).
4 ـ وأخيراً، فقد ذكرنا آنفاً: أنه لا مانع من ان يشرع الله تعالى بعض الأحكام على لسان نبيه «صلى الله عليه وآله»، ثم تنزل الآية القرآنية بعد ذلك بمدة لحكمة تقتضي ذلك.. فلا مجال للإصرار على تأخر تشريع الجزية استناداً إلى تأخر نزول الآية.

4 ـ هلكت أموالهم:

عن عمران بن حصين قال: كانت نصارى العرب كتبت إلى هرقل: إن هذا الرجل الذي قد خرج يدَّعي النبوة هلك، وأصابتهم سنون فهلكت أموالهم. فإن كنت تريد أن تلحق دينك فالآن، فبعث رجلاً من عظمائهم، وجهز معه أربعين ألفاً، فبلغ ذلك رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فأمر بالجهاد([48]).
ونقول:

إنه لا مجال لقبول هذا النص على ظاهره:

فأولاً: هو يقول عن النبي «صلى الله عليه وآله»: إنه قد هلك، وهذا غير صحيح، ولا يمكن أن يقدم على هذه الكذبة أحد، ولا سيما مع قيصر، الذي لا بد أن يواجه الكاذبين بالعقوبات القاسية حين يظهر له كذبهم، وأنهم قد سعوا للمكر به..
إلا إذا فرض: أنهم يقصدون بذلك أنه هلك من الناحية الإقتصادية مثلاً.. أو السياسية، أو يعاني من الضعف العسكري أو نحو ذلك..
ولكن هذا أيضاً لا يحل الإشكال، فإن قوته «صلى الله عليه وآله» قد تضاعفت، وقد سقطت أمام جيوشه كل حصون الكفر والشرك في المنطقة بأسرها.. فإذا ظهر لقيصر أنهم قد كذبوا عليه في هذا الأمر الواضح، فسوف يلحق بهم الأذى والهوان.
ثانياً: قد ادَّعوا: أن سنين من القحط والعدم قد اصابت المسلمين، حتى هلكت أموالهم، مع أن السنين إنما أصابت أهل مكة، وقد مدّ هو «صلى الله عليه وآله» لهم يد العون، تفضلاً منه وكرماً..
ثالثاً: إنه لم يمض على مواجهة جيش الروم للمسلمين في مؤتة سوى سنة وشهرين، وقد وجد فيهم من البسالة والإقدام ما يحير العقول، حتى لقد واجه ثلاثة آلاف منهم مئات الألوف من جيوش قيصر، ولم تستطع تلك الحشود الهائلة أن تقتل من جيش المسلمين سوى بضعة أفراد، وربما لم يمكنهم ذلك إلا بعد أن طحن المسلمون جيوشه الجرارة طحناً..
ولولا حدوث الخيانة من خالد بن الوليد، فلربما لم يخرج من الجيوش التي حشدها إلا  أقل القليل..
فأين هي تلك السنون التي مرت على المسلمين حتى هلكت أموالهم وتَمَهَّدَ السبيل للإنقضاض والقضاء عليهم؟!
رابعاً: إذا كانت مئات الألوف القيصرية مع جيش منتصر على إمْبَراطورية فارس قد عجزت عن فعل أي شيء مع ثلاثة آلاف في بلاد بعيدة عن بلادها، فإذا أراد قيصر أن يقضي على المسلمين، ويستأصل شأفتهم، فسيحتاج إلى أضعاف ما حشده في مؤتة، ولا سيما بعد أن تعرض جيشه فيها لضربة روحية بالغة القسوة والأثر..
فما معنى أن يكتفي الآن بأربعين ألفاً، يرسلهم مع أحد قواده؟!!



([1]) مسند أحمد ج6 ص387، وشرح مسلم للنووي ج17 ص89، والمصنف للصنعاني ج5 ص400، وصحيح ابن حبان ج8 ص157.
([2]) معجم البلدان ج2 ص15 و كتاب العين ج 5 ص 342.
([3]) فتح الباري ج 8 ص 84 وعمدة القاري ج9 ص65وج18 ص45 وتحفة الأحوذي وج5 ص310 ج8 ص402 وعون المعبود ج1 ص174.
([4]) سبل الهدى والرشاد ج8 ص479، وراجع: فتح الباري ج8 ص85 وعمدة القاري ج9 ص65وج18 ص45.
([5]) سبيل الهدى والرشاد ج8 ص479 وراجع: وفاء الوفاء ج4 ص1159 وشرح المواهب اللدنية للزرقاني ج4 ص65. وراجع: معجم البلدان ج2 ص15، وعمدة القاري ج18 ص44، وفتح الباري ج8 ص84.
([6]) المجموع للنووي ج18 ص179 والمغني لابن قدامة ج9 ص173 والشرح الكبير لابن قدامة ج9 ص157 والكرم والجود للبرجلاني ص39 وكتاب الصمت وآداب اللسان لابن أبي الدنيا ص184 وكنز العمال ج3 ص597  وفيض القدير ج2 ص344 والجامع لأحكام القرآن ج17 ص292 ومستند الشيعة للنراقي ج14 ص166 والكافي للكليني ج2 ص326  وشرح أصول الكافي ج1 ص267 وج9 ص365 ومستدرك الوسائل ج9 ص36.
([7]) الكافي ج2 ص324 و 325 و 648 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج12 ص78 وج16 ص32 و (ط دار الإسلامية) ج8 ص453 وج11 ص327 والبحار ج16 ص258وجامع أحـاديـث الشيعـة ج13 ص432 وج15 ص608 والحدائـق = = الناضرة ج9 ص71 ومفتاح الكرامة ج8 ص128 وجواهر الكلام ج 11 ص114 ومصباح الفقيه (ط.ق) ج2 ق2 ص422 وشرح أصول الكافي ج 9 ص363 وج11 ص118 والبحار ج16 ص258 وج 108 ص 225.
([8])كنز العمال ج3 ص599 وميزان الحكمة ج3 ص2377 وكتاب الصمت وآداب اللسان لابن ابي الدنيا ص293 والجامع الصغير ج2 ص434  وفيض القدير ج5 ص412 وكشف الخفاء ج2 ص161.
([9]) مسند أحمد ج5 ص89 ومجمع الزوائد ج8 ص25 والمصنف لابن أبي شيبة ج6 ص88 وكتاب الصمت وآداب اللسان لابن أبي الدنيا ص184 ومسند أبي يعلى ج13 ص458 والمعجم الكبير ج2 ص256 والجامع الصغير ج1 ص319 وكنز العمال ج3 ص598 والتاريخ الكبير ج6 ص291 وجامع السعادات ج1 ص277 وعيون الحكم للواسطي ص27 وجامع أحاديث الشيعة ج13ص432 وميزان الحكمة ج3 ص2376.
([10]) الكافي ج2 ص291 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج15 ص341 و (ط دار الإسلامية) ج11 ص370 والبحار ج69 ص109 وجامع أحاديث الشيعة ج13 ص397 و 544 وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام» للشيخ هادي النجفي ج3 ص297 وج4 ص163 وج8 ص       325 وج9 ص129 وميزان الحكمة ج1 ص648 و 807 وج3 ص2376.
([11]) الدر المختار للحصكفي ج4 ص400 ورياض السالكين للسيد علي خان ج3 ص368 ومسند أحمد بن حنبل ج6 ص229 وصحيح مسلم ج7 ص5 وتحفة الأحوذي ج6 ص93 والمصنف لابن أبي شيبة ج6 ص89 وكنز العمال ج3 ص597 والجامع لأحكام القرآن ج17 ص293 وتفسير الآلوسي ج5 ص100 والقاموس المحيط ج2 ص282 وتاج العروس ج9 ص157.
([12]) حديث مروي عن النبي «صلى الله عليه وآله» أخرجه: البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، وأحمد، والبيهقي، والطبري، والدارقطني، والخطيب، وغيرهم من طريق: ابن مسعود، وأبي هريرة، وسعد بن أبي وقاص، وجابر، وعبد الله بن مغفل، وعمرو بن النعمان. راجع: الغدير ج10 ص267 والفتح الكبير للنبهاني ج2 ص150 و 151 وراجع: جامع أحاديث الشيعة ج13 ص437 .
([13]) راجع: الغدير ج10 ص272 والفتح الكبير ج2 ص150 و 151 وأسنى المطالب للحوت ص168 ح746 والجامع الصغير ح4634 وصحيح الجامع الصغير ح3580 والتمييز بين الخبيث والطيب ح702 وتاريخ بغداد ج5 ص144 وج10 ص86 وج13 ص185 وصحيح البخاري ج7 ص769 ك الأدب، و (ط دار الفكر) ج1 ص17 وج7 ص84 وج8 ص91، وحلية الأولياء ج5 ص23 و 24 وج6 ص204 و 343 وج8 ص123 و 359 وج10 ص215. وراجع: مسند أحمد ج1 ص385 و 411 و 454 وصحيح مسلم ج1 ص58 وسنن ابن ماجـة = = ج1 ص27 وج2 ص1299 و 1300 وسنن الترمذي ج3 ص238 وج4 ص132 وسنن النسائي ج7 ص121 و 122 والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص20 ومجمع الزوائد ج4 ص172 وج7 ص300 وج8 ص73 وفتح الباري ج11 ص448 وج13 ص22 وعمدة القاري ج1 ص277 و 279 وج9 ص190 وج22 ص123 وج24 ص188 ومسند الحميدي ج1 ص58 ومسند ابن راهويه ج1 ص379 والأدب المفرد للبخاري ص97 والسنن الكبرى للنسائي ج2 ص313 و 314 ومسند أبي يعلى ج8 ص408 وصحيح ابن حبان ج13 ص266 والمعجم الأوسط ج1 ص223 وج4 ص44 وج6 ص37 والمعجم الكبير ج1 ص145 وج10 ص105 و 157 و 159 و 178 وج17 ص39 وكتاب الدعاء للطبراني ص566 و 567 ومسند الشاميين ج3 ص309 والتمهيد لابن عبد البر ج4 ص236 و 237 وج17 ص15 والأذكار النووية ص365 وتغليق التعليق ج5 ص94 والجامع الصغير ج2 ص40 و 41 وكشف الخفاء ج1 ص447 جامع البيان ج2 ص376 ونيل الأوطار للشوكاني ج1 ص375 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج12 ص281 و (ط دار الإسلامية) ج8 ص598 ومستدرك الوسائل ج18 ص215 وأمالي الطوسي ص537 والبحار ج74 ص89 وجامع أحاديث الشيعة ج16 ص324 وج23 ص145 وج26 ص104.
([14]) الآية 249 من سورة البقرة.
([15]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص450، والموطأ لمالك ج1 ص143، ومسند أحمد ج5 ص238، وصحيح مسلم ج7 ص60، وفتح الباري ج8 ص84 و85، وعمدة القاري ج18 ص44، وصحيح ابن خزيمة ج2 ص82، وصحيح ابن حبان ج4 ص469 وج14 ص475، والإستذكار لابن عبد البر ج2 ص204، والمعجم الكبير ج20 ص57 والتمهيد لابن عبد البر ج12 ص193، وغيرهم.
([16]) شرح المواهب اللدنية للزرقاني ج4 ص66 عن أحمد، وابن عقبة، وفتح الباري ج1 ص369 وج8 ص238، وعمدة القاري ج18 ص259، وفيض القدير ج1 ص723، والجامع لأحكام القرآن ج8 ص280، وأضواء البيان للشنقيطي ج1 ص336 و339، والإحكام لابن حزم ج7 ص982، والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج1 ص163، وغيرهم.
([17]) راجع: سبل الهدى والرشاد ج5 ص479 والمواهب اللدنية وشرحه للزرقاني ج4 ص66. وراجع: فتح الباري ج8 ص84.
([18]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص434 عن الطبراني. وقال في الهامش: أخرجه مسلم ج3 ص1383 وأحمد ج1 ص32. وراجع: مجمع الزوائد ج6 ص191، والمعجم الكبير ج18 ص232، وكنز العمال ج13 ص37، وتاريخ مدينة دمشق ج39 ص63.
([19]) الآيتان 76 و 77 من سورة الإسراء.
([20]) الآية 80 من سورة الإسراء.
([21]) سبل الهدى الرشاد ج5 ص433 و 462 عن البيهقي بإسناد حسن، وابن أبي حاتم، وأبي سعد النيسابوري، وفي هامشه عن: دلائل النبوة للبيهقي ج5 ص254 والدر المنثور ج4 ص195 عن ابن أبي حاتم، والبيهقي في الدلائل، وابن عساكر. وراجع: عمدة القاري ج18 ص45، وتفسير الثعلبي ج6 ص119، وأسباب نزول الآيات للواحدي النيسابوري ص197، وتفسير القرآن العظيم ج3 ص57، وفتح الباري ج8 ص85، والدر المنثور ج4 ص195، ولباب النقول ص139،  وفتح القدير ج3 ص249.
([22]) الآيتان 3 و 4 من سورة النجم.
([23]) راجع: تفسير القرآن العظيم ج3 ص57 وتاريخ مدينة دمشق ج1 ص179 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص462.
([24]) الآيتان 76 و 77 من سورة الإسراء.
([25]) الدر المنثور ج4 ص195 عن عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنـذر، وابن أبي = = حاتم عن قتادة، وعن ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس. وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير. وجامع البيان للطبري ج15 ص166، وأسباب نزول الآيات ص197، وفتح القدير ج3 ص249.
([26]) الآية 80 من سورة الإسراء.
([27]) الدر المنثور ج4 ص198 عن أحمد، والترمذي والحاكم وصححاه، وابن المنذر، وابن جرير، والطبراني، وابن مردويه، وأبي نعيم، والبيهقي معاً في دلائل النبوة والضياء المختارة. وراجع: مسند أحمد ج1 ص223، وسنن الترمذي ج4 ص366 ـ 367، وجامع البيان للطبري ج15 ص185، وزاد المسير ج5 ص55، والجامع لأحكام القرآن ج10 ص313، وتفسير القرآن العظيم ج3 ص62، والكامل لا بن عدي ج6 ص49.
([28]) الدر المنثور ج4 ص198 و 199 عن الحاكم وصححه، وعن البيهقي في الدلائل. وراجع: المستدرك للحاكم ج3 ص3، وجامع البيان للطبري ج15 ص188، وتفسير القرآن العظيم ج3 ص62 ـ 63، وتفسير الثعلبي ج6 ص127، وتفسير البغوي ج3 ص132.
([29]) الدر المنثور ج4 ص199 عن الزبير بن بكار في أخبار المدينة. وراجع: تفسير القرآن للصنعاني ج2 ص389، وجامع البيان للطبري ج15 ص186، وتفسير الثعلبي ج6 ص127، وتفسير البغوي ج3 ص132، وتفسير الرازي ج21 ص32و33، وتفسير العز بن عبد السلام ج2 ص227، وتفسير القرآن العظيم ج3 ص62، وغيرهم.
([30]) البرهان (تفسير) ج2 ص441 عن ابن شهرآشوب من كتاب أبي بكر الشيرازي. والمناقب لابن شهرآشوب ج1 ص341، وشواهد التنزيل للحسكاني ج1 ص452 والبحار ج41 ص61.
([31]) البرهان (تفسير) ج2 ص441 وتفسير القمي ج2 ص26 وتفسير نور الثقلين ج3 ص212 والبحار ج21 ص114عن تفسير القمي .
([32]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص433 عن ابن سعد، والواقدي. وراجع: عمدة القاري ج18 ص45، والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص165، وتاريخ مدينة دمشق ج2 ص34، وإمتاع الأسماع ج2 ص47.
([33]) الآية 73 من سورة آل عمران.
([34]) الآيتان 28 و 29 من سورة التوبة.
([35]) الآية 73 من سورة آل عمران.
([36]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص433 عن ابن مردويه عن ابن عباس، وابن أبي شيبة وابن المنذر عن مجاهد، وابن جرير عن سعيد بن جبير. وراجع: البداية والنهاية ج5 ص5، والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص3.
([37]) راجع: مكاتيب الرسول ج1 ص209 عن المصادر التالية: الإصابة ج1 ص106 (461) وفتوح البلدان للبلاذري ص107 وفي (ط أخرى) ص89 ومعجم البلدان ج1 ص348 في كلمة بحرين، ومجمع الزوائد ج6 ص205 و 206 وراجع:المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج4 ص197 و 211 ومسند ابن راهويه ج1 ص23 والبحار ج20 ص396.
([38]) معجم البلدان ج1 ص347 و (نشر مكتبة النهضة المصرية - القاهرة) ج1 ص96 والبحار ج21 ص49.
([39]) الكامل في التاريخ ج2 ص215 والجزية وأحكامها للكلانتري ص18.
([40]) مكاتيب الرسول ج1 ص258 و 259 وج2 ص336 عن: مجموعة الوثائق السياسية ص124 عن المنتظم لابن الجوزي ج8 ص265 و 312 في أحوال أحمد الخطيب البغدادي، وتذكرة الحفاظ للذهبي في أحوال الخطيب البغدادي ج3 ص317 وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ج3 ص12 والبداية والنهاية لابن كثير ج5 ص251 وج12 ص101 و 102 والإرشاد لياقوت ج1 أحوال أحمد بن علي الخطيب البغدادي، والإعلان بالتوبيخ لمن ذم التأريخ للسخاوي ص75 وأحكام أهل الذمة لابن القيم ص7 و 8 والخطيب البغدادي ليوسف العش ص32 وقد أرجع إلى: كتب ابن شهبة ص139 ب والسبكي ج3 ص14 وتذكرة الحفاظ ج3 ص17 أيضاً.
([41]) مكاتيب الرسول ج2 ص352. وراجع: الإصابة ج3 ص293، والأنساب للسمعاني ج1 ص45.
([42]) فتوح البلدان للبلاذري ص93 ومكاتيب الرسول ج2 ص369 ونشأة الدولة الإسلامية ص178.
([43]) مكاتيب الرسول ج2 ص413 وأشار في هامشه إلى المصادر التالية: الكافي ج3 ص568 كتاب الجهاد، والتهذيب ج4 ص113 وج6 ص158 والتذكرة كتاب الجهاد، والبحار ج14 ص463 والإختصاص ص222 والوسائل (ط دار الإسلامية) ج11 ص96 عن الكافي والتهذيب، وجامع أحاديث الشيعة ج12 ص213 ومرآة العقول ج16 ص119. وراجع: مستدرك سفينة البحار ج9 ص338 والتفسير الصافي ج2 ص334 وتفسير نور الثقلين ج2 ص202 وميزان الحكمة ج4 ص3183.
([44]) مكاتيب الرسول ج3 ص124 عن مجموعة الوثائق السياسية ص155 و 156 عن الأموال لابن زنجويه.
([45]) مكاتيب الرسول ج3 ص422 و 423 وأشار إلى المصادر التالية: الطبقات الكبرى ج1 ص279 وفي (ط ليدن) ج1 ق2 ص29 وإعلام السائلين ص49 ونثر الدر للآبي ج1 ص227 ومدينة البلاغة ج2 ص330 واللسان والنهاية في سدى ومدى. ومجموعة الوثائق السياسية ص98/19 عن: الطبقات، ومجموعة المكتوبات النبوية لأبي جعفر الديبلي الهندي ص6 ثم قال: قابل الخراج لقدامة: ورقة 120 ـ ب، واللسان مادة عدا، والنهاية لابن الأثير مادة عدا، وانظر كايتاني ج9 ص50 واشبرنكر ج3 ص421. وراجع: الفائق للزمخشري ج3 ص352 وناسخ التواريخ ص305 في تاريخ رسول الله «صلى الله عليه وآله».
([46]) مكاتيب الرسول ج3 ص473 وأشار إلى المصادر التالية: الطبقات الكبرى ج1 ص277 وفي (ط ليدن) ج1 ق2 ص8 وتهذيـب تايخ ابن عساكر ج ص14 = = ورسالات نبوية ص17 وراجع: التراتيب الإدارية ج1 ص201 ومدينة البلاغة ج2 ص326 ونشأة الدولة الإسلامية ص309 و 122 و 123 ومجموعة الوثائق السياسية ص116/30 عن الزرقاني ج3 ص360، وابن حجر في المطالب العالية ص2631 عن المسدد. وقال: انظر كايتاني ج9 ص38 التعليقة الأولى، واشپرنكر ج3 ص421 واشپربر ص21. وراجع: شرح الزرقاني ج3 ص360 والنهاية في بحر، والمفصل ج4 ص249 والمصباح المضيء ج2 ص378.
([47]) مكاتيب الرسول ج3 ص479.
([48]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص433 عن الطبراني بسند ضعيف، وعن مجمع الزوائد ج6 ص194. وراجع: فتح الباري ج8 ص85، والمعجم الكبير ج18 ص232، وكنز العمال ج13 ص37، وتاريخ مدينة دمشق ج39 ص63.
 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page