• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل السابع: أحداث جرت في الطريق إلى تبوك

دعوها فإنها مأمورة:

عن عبد الله بن سلام: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لما مر بالخليجة في سفره إلى تبوك قال له أصحابه: المبرك يا رسول الله، الظل والماء([1]). وكان فيها دوم وماء.
فقال: «إنها أرض زرع نفر»، دعوها فإنها مأمورة ـ يعني ناقته.
فأقبلت حتى بركت تحت الدومة التي كانت في مسجد ذي المروة ([2]).
إنه «صلى الله عليه وآله» يريد أن يعلم الناس: أن عليهم أن يتحاشوا الإضرار بأملاك الناس، وأن لا يتخذوا من جهادهم وتضحياتهم سبباً لاستسهال ذلك، وأن لا يستفيدوا من تهيّب الناس من قوتهم أو من كثرتهم، أو حتى من موقعهم، ولو كان هو موقع النبوة سبيلاً لإلحاق الأذى بممتلكات الآخرين، حتى لو أظهر الآخرون الرضا بذلك..
هذا ويلاحظ: أنه «صلى الله عليه وآله» قال لهم عن الناقة: «دعوها فإنها مأمورة»، مع أنه كان يكفي أن يخبرهم بضرورة حفظ الزرع ويأمرهم بالإبتعاد واختيار موضع آخر..
وذلك ليشير إلى: أن الله تعالى يسدده، ويحفظه، من أن يقع في خلاف الواقع، ولو في الحال التي يعذره الناس فيها، زاعمين أنه غافل، فإن الله تعالى يسدد نبيه ليصيب الواقع فيما يرتبط بحقوق الله تبارك وتعالى، وحقوق الناس.. فلا يخطئ ولا يسهو، ولا ينسى، ولا يغفل عن حق أحد، ولا يقصر في حق الله.
كما أنه في الجانب الآخر لا يأكل، ولا يلبس، ولا يشرب، ولا يمارس أي شيء إلا إذا كان حلالاً في الظاهر وفي الواقع على حد سواء.. ولهذا البحث مجال آخر.

النبي يأكل هريسة اليهود:

وقالوا: لما نزل رسول الله «صلى الله عليه وآله» وادي القرى أهدى له بنو عريض اليهودي هريسة، فأكلها، وأطعمهم أربعين وسقاً، فهي جارية عليهم إلى يوم القيامة.
وقال محمد بن عمر: فهي جارية عليهم إلى الساعة([3]).
وعن ابن عمر قال: أتي رسول الله «صلى الله عليه وآله» بجبنة في تبوك، فدعا بالسكين، فسمى وقطع، رواه أبو داود([4]).
ونقول:
1 ـ الهريسة هي طعام يعمل من الحب المدقوق بالمهراس واللحم([5])، ونحن نعلم أنه لا يجوز أكل غير المذكى من اللحم وفق الشرائط الشرعية، ومنها كون الذابح مسلماً.
2 ـ وإذا كان اليهود لا يتحاشون عن مباشرة النجاسات، المبينة في الشرع الإسلامي، لأنهم لا يدينون بالإسلام، فإن النبي «صلى الله عليه وآله» لا يأكل ما يلامسونه برطوبة مسرية، فكيف إذا قلنا بنجاسة الكتابي؟
على أن الأنفحة التي يصنع بها الجبن تؤخذ من حيوان محكوم بأنه ميتة، لأن الذابح يهودي، ولا شك في نجاسة الميتة، ونجاسة ما يلامسها، حتى وإن كان طاهراً في نفسه، كالأنفحة..
3 ـ لماذا يطعم رسول الله «صلى الله عليه وآله» اليهود هذه الأوسق من التمر؟ ومن الذي أجراها عليهم حتى الساعة، أو إلى يوم القيامة؟!. ولو أطعمه يهود المدينة هريسة أو جبناً، هل كان يجري عليهم مثل ما أجرى على يهود وادى القرى؟ وهل؟ وهل؟..

خرص رسول الله :

قال أبو حميد الساعدي: خرجنا مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» عام تبوك حتى جئنا وادي القرى، فإذا امرأة في حديقة لها، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» لأصحابه: «اخرصوا».
فخرص القوم، وخرص رسول الله «صلى الله عليه وآله» عشرة أوسق.
وقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» للمرأة: «احفظي ما يخرج منها حتى أرجع إليك إن شاء الله تعالى».
ولما أقبل رسول الله «صلى الله عليه وآله» من غزوة تبوك إلى وادي القرى قال للمرأة: «كم جاءت حديقتك»؟
قالت: عشرة أوسق خرص رسول الله «صلى الله عليه وآله»([6]).
ويواجهنا هنا سؤالان، هما:
1 ـ ما الذي أراده رسول الله «صلى الله عليه وآله» بعمله هذا؟!
2 ـ لماذا فعل ذلك في طريق تبوك، لا في المدينة؟!

تجربة بلا سوابق:

فأما بالنسبة إلى السؤال الثاني، فنقول:
لعل المراد هو إجراء التجربة في موقع بعيد عن السوابق الذهنية للناس، حيث إن الناس يتسامعون بمقادير محاصيلهم في كل عام، ويقايسون فيما بينها، ويعرفون ولو على نحو التقريب غلة أراضيهم، بما لها من نوع تربة، وبملاحظة سائر العوامل المؤثرة مثل طبيعة الجو والهواء في حرارته وبرودته، وسائر تقلباته، فإن ذلك قد يؤثر بنحو أو بآخر على مقادير المحاصيل، وفي جودتها ورداءتها، وما إلى ذلك.
فلعله «صلى الله عليه وآله» أراد لفت نظر أصحابه إلى هذا الأمر بصورة عملية ليؤكد قناعتهم به، ولكي يعطي القاعدة والضابطة للناس كلهم، ويدفعهم ذلك إلى أن يدققوا ولا يتعسفوا في تعاملهم مع الناس في أمثال هذه الأمور، فإن التزام وتيرة واحدة في التعامل لربما تنتهي بهم إلى الظلم والأذى.

إمتحان التخريج:

وهذا بالذات يمثل إجابة مقبولة على السؤال الأول..
يضاف إلى ذلك: أنه «صلى الله عليه وآله» أراد أن يشاركهم في الخرص بنفسه، لكي لا يحزنهم تعرضهم لهذا الإمتحان، الذي سيظهر إخفاقهم فيه، فإذا كان النبي «صلى الله عليه وآله» معهم، فسوف لا يرون في هذا الإمتحان أي حرج، ولا يشعرون بالأذى أو بالمهانة أو ما إلى ذلك.
فالإمتحان شرف وكرامة، وهو سبب تكامل، وسبيل سمو ورفعة، وطريقة تعليم، والسقوط فيه ليس سقوط ذل، وإنما هو سقوط الطائر، ليلتقط الحبة التي يحتاج إليها، ثم يطير بها محلقاً إلى سماء الفضل والكمال لتكون تلك الحبة زاداً وعوناً له، وقوة، وسبب حياة.

جنِّي بصورة حية:

وفي الطريق إلى تبوك عارض الناس في مسيرهم حَيَّة ذُكِرَ مِن عظمها وخَلقِها، فانصاع الناس عنها، فأقبلت حتى واقفت رسول الله «صلى الله عليه وآله» وهو على راحلته طويلاً، والناس ينظرون إليها، ثم التوت حتى اعتزلت الطريق، فقامت قائمة، فأقبل الناس حتى لحقوا برسول الله «صلى الله عليه وآله»، فقال لهم: «هل تدرون من هذا»؟.
قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: هذا أحد الرهط الثمانية من الجن الذين وفدوا إلَيَّ يستمعون القرآن، فرأى عليه من الحق ـ حين ألمَّ به رسول الله «صلى الله عليه وآله» أن يسلم عليه، وها هو يقرؤكم السلام، فَسَّلِّموا عليه.
فقال الناس جميعاً: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته([7])..
ونقول:
1 ـ قد يقال: إن الأحاديث الشريفة قد دلت على أنه لم يؤذن للجن بالظهور للبشر([8])، فما معنى أن يظهر هذا الجني للناس في هذه المناسبة..
فقد روي عن أمير المؤمنين «عليه السلام» أنه قال في حديث: «واجعل بين الجن وبين خلقي حجاباً، ولا يرى نسل خلقي الجن، ولا يؤانسونهم، ولا يخالطونهم».
وقال الطحاوي حول قتل الحيات: «لا بأس بقتل الكل، لأنه «عليه الصلاة السلام» عاهد الجن ألَّا يدخلوا بيوت أمته، ولا يظهروا أنفسهم، فإذا خالفوا فقد نقضوا العهد، فلا حرمة لهم»([9]).
فإن قيل: إن هذا الجني لم يظهر على صورته الأصلية.. وإنما ظهر بصورة حية، فهو لم يخالف ما أخذ عليه..
فالجواب: أن العبارة تقول: إنه لم يؤذن للجن بالظهور على أية صورة كانت، أي حتى لو كانت صورة حية..
غير أن ذلك لا يمنع من أن يعصوا ويحالفوا القرار التشريعي الإلهي، كما لا يمنع من أن يأذن الله تعالى لبعضهم بالظهور تأكيداً للحق، ونصرة لأهله، ولذلك لا يبقى مجال للإعتراض بأن لو قبلنا بهذه الإجابة، فسوف تواجهنا طائفة من الروايات تقول: إن بعض الجن قد ظهروا للنبي «صلى الله عليه وآله»، أوللإمام «عليه السلام» تأييداً له، وتقوية ليقين الناس بصحة ما جاء به..
2 ـ إن هذا الحديث يدل على أن الجن مكلفون بالعمل بالرسالة الإسلامية، والإيمان برسول الله «صلى الله عليه وآله». كما هو الحال بالنسبة للأنس، ولهذا شواهد كثيرة من الآيات والروايات..

لا تدخلوا مساكن ثمود:

وعن عبد الله بن عمر، وجابر بن عبد الله، وأبي كبشة الأنماري، والزهري، وأبي حميد الساعدي: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لما مر بالحِجْر تقنع بردائه وهو على الرحل، فاتضع راحلته حتى خلَّف أبيات ثمود، ولما نزل هناك سارع الناس إلى أهل الحِجْر يدخلون عليهم، واستقى الناس من الآبار التي كانت تشرب منها ثمود، فعجنوا ونصبوا القدور باللحم.
فبلغ ذلك رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فنودي في الناس: الصلاة جامعة، فلما اجتمعوا قال «صلى الله عليه وآله»: «لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم، إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم ما أصابهم، ولا تشربوا من مائها، ولا تتوضأوا منه للصلاة، واعلفوا العجين الإبل».
ثم ارتحل بهم حتى نزل على العين كانت تشرب منها الناقة، وقال: «لا تسألوا الآيات. فقد سألها قوم صالح، سألوا نبيهم أن تبعث آية، فبعث الله تبارك وتعالى لهم الناقة، فكانت ترد هذا الفج، وتصدر من هذا الفج، فعتوا عن أمر ربهم فعقروها، وكانت تشرب مياههم يوماً، ويشربون لبنها يوماً، فعقروها، فأخذتهم صيحة أهمد الله تعالى مَنْ تحت أديم السماء منهم إلا رجلاً واحداً كان في حرم الله تعالى.
قيل: من هو يا رسول الله؟
قال: «أبو رغال». فلما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه، ما تدخلون على قوم غضب الله عليهم»؟!.
فناداه رجل منهم: تعجب منهم؟!
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «ألا أنبئكم بأعجب من ذلك؟ رجل من أنفسكم، فينبئكم بما كان قبلكم، وما هو كائن بعدكم، فاستقيموا وسددوا، فإن الله تعالى لا يعبأ بعذابكم شيئاً، وسيأتي الله بقوم لا يدفعون عن أنفسهم بشيء.
وإنها ستهب عليكم الليلة ريح شديدة، فلا يقومن أحد، ومن كان له بعير فليوثق عقاله، ولا يخرجن أحد منكم إلا ومعه صاحب له».
ففعل الناس ما أمرهم به رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلا رجلين من بني ساعدة، خرج أحدهما لحاجته، والآخر في طلب بعيره، فأما الذي خرج لحاجته، فإنه خنق على مذهبه ـ أي موضعه الذي ذهب إليه ـ وأما الذي خرج في طلب بعيره، فاحتملته الريح حتى طرحته بجبلي طيء، اللذين يقال لأحدهما: أجا، ويقال للآخر: سلمى.
فأخبر بذلك رسول الله «صلى الله عليه وآله» فقال: ألم أنهكم عن أن يخرج منكم أحد إلا ومعه صاحبه، ثم دعا للذي أصيب على مذهبه فشفي، وأما الآخر فإن طيئاً أهدته لرسول الله «صلى الله عليه وآله» حين رجع إلى المدينة([10]).

الإستسقاء.. ونزول المطر:

قالوا: ونزلوا الحِجْر، فأمرهم رسول الله «صلى الله عليه وآله»: أن لا يحملوا من مائها شيئاً، ثم ارتحل، ثم نزل منزلاً آخر وليس معهم ماء.
فشكوا ذلك إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فقام فصلى ركعتين، ثم دعا فأرسل الله سبحانه وتعالى سحابة فأمطرت عليهم حتى استقوا منها.
فقال رجل من الأنصار لآخر من قومه يتهم بالنفاق: ويحك، قد ترى ما دعا رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فأمطر الله علينا السماء.
فقال: إنما أمطرنا بنوء كذا وكذا.
فأنزل الله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ}([11]).
ذكر ابن إسحاق: أن هذه القصة كانت بالحجر.
وروي عن محمود بن لبيد، عن رجال من قومه قال: كان رجل من المنافقين معروف نفاقه يسير مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» حيثما سار، فلما كان من أمر الحِجْر ما كان، ودعا رسول الله «صلى الله عليه وآله» حين دعا، فأرسل الله تعالى السحابة، فأمطرت حتى ارتوى الناس، قالوا أقبلنا عليه نقول: ويحك، هل بعد هذا شيء؟
قال: سحابة مارة([12]).
وعن عمر بن الخطاب قال: خرجنا إلى تبوك في يوم قيظ شديد، فنزلنا منزلاً، وأصابنا فيه عطش، حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع، حتى أن كان الرجل يذهب يلتمس الرجل فلا يرجع حتى يظن أن رقبته ستقطع، حتى أن كان الرجل لينحر بعيره، فيعصر فرثه فيشربه، ويجعل ما بقي على كبده، فقال أبو بكر: يا رسول الله، إن الله عز وجل قد عودك في الدعاء خيراً، فادع الله تعالى لنا.
قال: «أتحب ذلك»؟
قال: نعم.
فرفع يديه نحو السماء فلم يرجعهما حتى قالت السماء، فأظلت ثم سكبت، فملؤوا ما معهم، ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر([13]).
وعن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب قال: خرج المسلمون إلى تبوك في حر شديد، فأصابهم يوم عطش حتى جعلوا ينحرون إبلهم ليعصروا أكراشها، ويشربوا ماءها، فكان عسرة في الماء، وعسرة في النفقة، وعسرة في الظهر([14]).
ونقول:

السنةًّ الإلهية باقية:

إن مرور النبي «صلى الله عليه وآله» من أبيات ثمود، وإظهاره هذه الخشية والإشفاق من المرور بمساكن الظالمين التي حل العذاب بأهلها قبل مئات أو آلاف السنين يشير إلى أن السنة الإلهية في الطغاة والعصاة لم تبطل، بل هي لا تزال جارية وسارية، فعلى الناس أن يحاذروا من الوقوع فيما وقع فيه أسلافهم، وعليهم أن يراجعوا حساباتهم، ويدققوا في مواقفهم ومسيرهم ومسارهم، حتى لا ينتهي بهم الأمر إلى ما انتهى إليه أسلافهم.

تجسيد الحدث:

ثم إن النبي «صلى الله عليه وآله» لم يرو لهم ما جرى على قوم صالح بنحو يفيد في تكوين تصورات، وإحداث انفعالات يتوقع أن تتبخر وتتلاشى، تبعاً لتلاشي تلك الصور التي استحضرت بواسطة حديث يتلى، وخبر يروى..
بل هو «صلى الله عليه وآله» قد ربط لهم الصورة الذهنية بأمور عينية واقعية، لها مساس بأشخاصهم، حين تركهم ينقلون الماء من آبار ثمود، ويعجنوا بها عجينهم، وينصبوا القدور المملوءة باللحم والماء، ثم ينادي فيهم بالصلاة جامعة، وقد كان ذلك بعد منعهم من الإستفادة من الماء في ذلك المكان كله، ثم أمرهم بأن يعلفوا العجين الإبل..
أي أنه لم يكتف بمنعهم من الإستفادة من الماء الذي تعبوا بحمله، بل ألحق به ما اختلط به، مما تعبوا في الحصول عليه، وفي حمله، ونقله، ويرون أنفسهم بأمس الحاجة إليه، للغذاء والبقاء..
مع أنه «صلى الله عليه وآله» حين وصل إلى تلك المساكن كان يعلم أن الناس المتعبين الذين يسيرون في حر الهاجرة في تلك الصحراء القاحلة، سوف يتهافتون على الماء، وسيبادرون للإستفادة منه في إعداد أطعمتهم، وفي تبردهم، وغسلهم وشربهم، ولكنه لم يحذِّرهم منه، ولم يذكر لهم شيئاً في هذا السياق.. بل سكت حتى بلغ بهم التعامل مع ذلك حداً جعله محط أنظارهم، ومهوى أفئدتهم..
ولعله لو كان قدَّم لهم النهي عنه، لوجد فيهم من يستسيغ مخالفته، ويكون حالهم حينئذ حال طالوت مع جنوده، حيث قال لهم: {..إِنَّ اللَهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ..}([15]).

آثار السخط الإلهي:

 إن هذه القضية قد أظهرت أن آثار سخط الله تبارك وتعالى قد تمتد عبر الأجيال والأحقاب إلى آلاف السنين، ولأجل ذلك نلاحظ: أن النبي «صلى الله عليه وآله» لا يصلي صلاة المختار في أرض خسف بها، بل هو يسرع السير ليتجاوزها، ثم يصلي أو يعيد ما كان قد صلاه في حالة الإضطرار..
وفي هذه المرة أيضاً نلاحظ: أنه «صلى الله عليه وآله» حين مر بالحِجْر، تقنع بردائه، واتضع راحلته (أي خفض رأس بعيره) حتى خلَّف أبيات ثمود وراء ظهره..
كما أنه قد نهى أصحابه عن دخول مساكن ثمود، ومنعهم من شرب ماء تلك البقعة، ومن الوضوء به، ومن استعماله في سائر المجالات..

مساكن ثمود:

إن النهي عن دخول مساكن ثمود، وقول الرواية: حتى خلف أبيات ثمود، يدل على أن تلك المساكن كانت لا تزال ماثلة للعيان، رغم مرور السنين والأحقاب..
في حين أننا نجد كثيراً من الآثار التي لها هذا المقدار من القدم مطمورة بالتراب الذي تحمله الرياح من هنا وهناك.. وهذا يؤكد القناعة بأن ذلك من التدبير الإلهي، ومن أسباب الهداية، أو إقامة الحجة على من تأمل وتفكر، ولاحظ وتدبر..

عليٌّ هو المقصود:

إن سياق الكلام المنقول عن رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وهو يعلن منعهم من دخول مساكنهم، يعطي: أنه لم يكن يأمن على قومه من أن يصيبهم ما أصاب قوم ثمود، ولذلك منعهم من دخول مساكنهم إلا أن يكونوا باكين أن يصيبهم ما أصابهم، ولا يصيبهم من ذلك إلا إذا فعلوا كفعلهم، ولذلك قال لهم: لا تسألوا الآيات، فقد سألها قوم صالح.. أي لا تفعلوا كما فعل أولئك..
ثم إنه بين لهم: أن أمرهم أعجب من أمر قوم صالح، فإن رجلاً سيكون من أنفسهم، سوف ينبؤهم بخبر ما كان قبلهم، وما هو كائن بعدهم.
ثم إنه «صلى الله عليه وآله» اقتصر على ذكر هذه العلامة لذلك الرجل، ولم يبين ماذا سيصنعون به، وكيف سيكون حالهم معه، وإنما اكتفى «صلى الله عليه وآله» بأمرهم بالإستقامة والسداد..
ولعله لأجل أن لا يتوهموا الجبرية في هذا الأمر، ولكي يفسح المجال لهم للتوبة والعودة والإنابة، مبيناً لهم: أنهم إن لم يستقيموا على المحجة ولم يسددوا، فسينالهم العذاب كما نال قوم صالح حين عقروا الناقة.. ولا يعبأ الله بعذابهم شيئاً..
ثم أثبت لهم صحة كلامه هذا بأن أخبرهم بما سيجري في تلك الليلة مباشرة، مما لا يمكن أن ينال علمه إلا الله تبارك وتعالى.. وأمرهم بأمره..
وقد ظهر صدق كلامه «صلى الله عليه وآله» في تلك الليلة، وجرى عليهم نفس ما وصفه لهم.. فهل من معتبر؟!

علي يخبر بما كان وبما يكون:

هذا وقد صرح التاريخ بأن الذي كان يخبر الناس بما كان وما يكون هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه السلام»، وقد بلغ من كثرة إخباره: أن صاروا يتهمونه بالكذب، فقد:
1 ـ سمع أعشى همدان (وهو غلام) حديثه «عليه السلام»، فاعتبره حديث خرافة([16]).
2 ـ وكان قوم تحت منبره «عليه السلام»، فذكر لهم الملاحم، فقالوا: قاتله الله، ما أفصحه كاذباً([17])..
وهناك قضية أخرى تشبه هذه القضية أيضاً، فراجعها([18])..
3 ـ وحين أخبر الناس بأنه لو كسرت له الوسادة لحكم بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الفرقان بفرقانهم، وما من آية إلا وهو يعلم أين ومتى، وفي من نزلت.
قال رجل من القعود تحت منبره: يا لله وللدعوى الكاذبة([19]).
وكان ميثم التمار يحدث ببعض العلوم والأسرار الخفية، فيشك قوم من أهل الكوفة، وينسبون أمير المؤمنين «عليه السلام» إلى المخرقة، والإيهام، والتدليس الخ([20])..
وقال «عليه السلام»: «والله لو أمرتكم فجمعتم من خياركم مائة، ثم لو شئت لحدثتكم إلى أن تغيب الشمس، لا أخبركم إلا حقاً، ثم لتخرجن فتزعمن: أني أكذب الناس وأفجرهم..»([21]).
وقال مخاطباً أهل العراق: «ولقد بلغني أنكم تقولون: علي يكذب! قاتلكم الله»([22])..
وقد تحدث ابن أبي الحديد عن أن قوماً من عسكر أمير المؤمنين «عليه السلام» كانوا يتهمونه فيما يخبرهم به عن النبي «صلى الله عليه وآله» من أخبار الملاحم، والغائبات. وقد كان شك منهم جماعة في أقواله، ومنهم من واجهه بالشك والتهمة([23])..

أبو بكر هو الوسيط:

ولا نتفاجأ إذا كان أبو بكر هو الوسيط الذي طلب من رسول الله «صلى الله عليه وآله» أن يدعو الله أن يسقيهم، فهناك اعتبارات عديدة لا بد من النظر إليها، فلاحظ ما يلي:
1 ـ إن حديث النبي «صلى الله عليه وآله» عن شخص يحدثهم بما كان وبما هو كائن، إنما هو حديث عن إنسان يملك علماً خاصاً، ليس لأحد منهم كلهم أي سبيل إليه، فهو رجل متصل بالغيب، وقد اختصه الله بما لم يعطه أحداً من خلقه، إلا رسول الله «صلى الله عليه وآله» دون سواه..
2 ـ إن هذا العلم هو ما نسميه بعلم الإمامة، وهو أحد سبيلي معرفة شخص الإمام. والسبيل الآخر هو النص..
3 ـ إنه «صلى الله عليه وآله» تحدث عن رجل غائب، وحذر جميع من حضر من مغبة الخروج على جادة الإستقامة والسداد بمخالفته، وأن عاقبة ذلك ستكون هي عذابهم، ولا يعبأ الله تعالى بهم..
ولا تعذب الأمة بمخالفة أحد إلا إن كان نبياً، أو وصي نبي..
4 ـ ومن جهة أخرى فإننا نلاحظ: أن الذي غاب بإذن رسول الله «صلى الله عليه وآله» في هذه الغزوة هم أمير المؤمنين «عليه السلام»، والضعفاء، والنساء والصبيان، والذين لا يجدون ما يحملهم عليه. والمنافقون..
وأن النبي «صلى الله عليه وآله» قد قال لواحد من هؤلاء فقط، وهو ذلك المأذون له بالبقاء، والمنصوب من قبله على المدينة: إنه منه بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعده..
5 ـ ويلاحظ أيضاً: أن الذي جاء يطلب الماء من رسول الله «صلى الله عليه وآله» هو نفس ذلك الذي يتزعم المعارضة لأمير المؤمنين «عليه السلام»، ويخطط لانتزاع الأمر منه فور وفاة رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وهو لمَّا يدفن.. والناقل لهذا الحديث أيضاً هو نصيره ونظيره، ووزيره، وخليفته من بعده..
وهو يطلب ذلك تحت وطأة عطش كان نتيجة لما جرى في الحِجر، حيث أخبر النبي «صلى الله عليه وآله» عن أمر الإمام والإمامة حسبما أوضحناه..
6 ـ لقد كان النبي «صلى الله عليه وآله» يرى حال أصحابه، وجهدهم وعطشهم ومعاناتهم، ولكنه لم يبادر إلى مد يد العون لهم، ولا اكترث بحالهم، بل تجاهل هذا الحال، حتى جاؤوه هم وطلبوا منه ذلك.
ولا شك في أن النبي «صلى الله عليه وآله» ليس قاسياً عليهم بل كان رحيماً بهم عطوفاً عليهم كما قال الله تعالى: {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}([24])، فلماذا غض النظر حتى كانوا هم المطالبين له بالتدخل، وكان الوسيط خصوص أبي بكر.
فإن ذلك يدلنا على أن ثمة سياسة إلهية حكيمة وفاضحة لنوايا مكتومة، كان لا بد من العمل على فضحها، والحر تكفيه الإشارة..

تلميح.. كأنه تصريح:

إن حديث الناقة، وعقرها، وصالح وقومه.. ثم تحذير النبي «صلى الله عليه وآله» لقومه من أن يصيبهم ما أصاب قوم صالح، ثم ذكره لرجل منهم، يخبرهم عن الماضي وعما يأتي. وأن سلوكهم معه إن لم يكن على طريق الإستقامة والسداد، فإن الله تعالى سيعذبهم، ولا يعبأ بعذابهم شيئاً..
إن هذا الحديث لم يكن مجرد تلويح، بل هو قد انتهى إلى التصريح، لمن راجع ذاكرته، وراقب أقوال الرسول الأكرم «صلى الله عليه وآله» التي كان يقرن فيها قاتل علي «عليه السلام» بعاقر ناقة صالح([25])..

أبو رغال:

وأما بالنسبة لأبي رغال فقد قدمنا بعض الحديث عنه في الجزء الخامس والعشرين في فصل «قبر أبي رغال» ولا نرى ضرورة للإعادة..

المعجزة تلو المعجزة:

ولم يقتصر الأمر على هذا الذي جرى في الحِجْر، بل استمرت المعجزات والكرامات لرسول الله «صلى الله عليه وآله» تلح على ضمير الناس، وتقتحم عليهم خلواتهم التأملية، لترسخ لديهم اليقين، ولتؤكد الحجة بالحجة، ولتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة أهل المطامع والأهواء، هي السفلى، فجاء استسقاء رسول الله «صلى الله عليه وآله» ليروي الناس من ظمأهم بعد أن منعوا من ماء الحِجْر، تأكيداً على أن الله الذي منعهم هو الذي يعوضهم بدعوة من نبيِّه، ليؤكد لهم بذلك صدقه وقداسته، ويلزمهم بالحق، ولو كانوا كارهين..

مواصلة المسير دون ماء:

وقد أمرهم النبي «صلى الله عليه وآله» بالإرتحال، وأن لا يحملوا معهم من ماء الحجر شيئاً..
وطبيعي أن يثير هذا فيهم الهواجس والوساوس، وأن يتنامى خوفهم ويزداد كلما أوغلوا في تلك الصحراء القاحلة حيث تزداد احتمالات هلاكهم وما معهم من دواب، من شدة العطش.
ولا بد أن يرتبط ذلك كله بصور العذاب الذي صبه الله تعالى على ثمود، وآثار هذا الغضب الإلهي التي لم تنته حتى بعد مضي آلاف السنين، ويقع الأمر الذي طالما أرعبهم، وأقضَّ مضاجعهم ألا وهو العطش الشديد، المنذر بالموت. ويتعاظم هذا الخطر ويزداد، وظهر لهم أن لا ملجأ من الله إلا إليه..
وتعلقت القلوب، وانشَدَّت الأنظار إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وطلبوا منه أن يغيثهم بدعوة منه يرفعها إلى الله تعالى، ليسقيهم الماء، تفضلاً منه، وكرامة لرسوله «صلى الله عليه وآله»..
ولم يصلِّ بهم رسول الله «صلى الله عليه وآله» صلاة الإستسقاء، بل اكتفى برفع يديه نحو السماء، فلم يرجعها حتى قال له الكريم: خذ، وأرخت السماء عزاليها، وسكبت عليهم ما قسمه الله تعالى لهم.. ولم يتجاوز المطر العسكر..
وطبيعي أن تكون الفرحة عارمة، وأن يكون الشعور بالإمتنان عظيماً.. وذلك كله يحتم عليهم أن لا ينسوا ما بينه رسول الله «صلى الله عليه وآله» لهم من لزوم الإستقامة، وتحري الصواب حين يكون معهم من يخبرهم بما كان وبما هو كائن.. وأن لا يتخلوا عنه، وإلا، فإن عليهم أن يواجهوا العذاب الأليم، والغضب الإلهي العظيم..

لا يدري النبي أين ناقته!!

ثم إنهم رؤوا: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» سار حتى إذا كان ببعض الطريق متوجهاً إلى تبوك فأصبح في منزل، فضلَّت ناقة رسول الله «صلى الله عليه وآله».
قال محمد بن عمر: هي القصواء..
فخرج أصحابه في طلبها، وعند رسول الله «صلى الله عليه وآله» عمارة بن حزم، وكان عقبياً بدرياً، قتل يوم اليمامة شهيداً، وكان في رحله زيد بن اللصيت، أحد بني قينقاع، كان يهودياً، فأسلم، فنافق، وكان فيه خبث اليهود وغشهم، وكان مظاهراً لأهل النفاق، فقال زيد وهو في رحل عمارة بن حزم، وعمارة عند رسول الله «صلى الله عليه وآله»: محمد يزعم أنه نبي، وهو يخبركم عن خبر السماء، وهو لا يدري أين ناقته!!
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» وعمارة عنده: «إن منافقاً قال: هذا محمد يزعم أنه نبي، ويخبركم بأمر السماء، ولا يدري أين ناقته، وإني والله لا أعلم إلا ما علمني الله تعالى، وقد دلني الله عز وجل عليها، وهي في الوادي في شعب كذا وكذا، لشعب أشار لهم إليه، حبستها شجرة بزمامها، فانطلقوا حتى تأتوني بها». فذهبوا، فجاءوا بها.
فرجع عمارة إلى رحله فقال: والله، العجب لشيء حدثناه رسول الله «صلى الله عليه وآله» آنفاً عن مقالة قائل أخبرها الله تعالى عنه، قال كذا وكذا للذي قال زيد.
فقال رجل ممن كان في رحل عمارة ـ قال محمد بن عمر: وهو عمرو بن حزم أخو عمارة ـ ولم يحضر رسول الله «صلى الله عليه وآله»: زيد والله قائل هذه المقالة، قبل أن تطلع علينا.
فأقبل عمارة على زيد يجأ في عنقه، ويقول: يا عباد الله، إن في رحلي لداهية وما أشعر، أخرج يا عدو الله من رحلي فلا تصحبني.
قال ابن إسحاق: زعم بعض الناس أن زيداً تاب بعد ذلك، وقال بعض الناس: لم يزل متهماً بشرٍّ حتى هلك([26]).
ونقول:
قد تكرر في الغزوات المختلفة ذكر ضلال ناقة رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ودلالة النبي «صلى الله عليه وآله» أصحابه عليها، وظهور أن الله تعالى مسدِّد نبيه بالوحي، وتأكد بوار كيد المنافقين، وافتضاح أمرهم..
وهذا بالذات، هو ما جرى في غزوة تبوك، كما قررته الرواية الآنفة الذكر..

طعن المشككين والمنافقين:

ويلاحظ: أن طعن المنافقين، واليهود والمشككين في رسول الله «صلى الله عليه وآله» يتركز على موضوع علم النبي «صلى الله عليه وآله» بالغيب، فيُتَّخَذ من ضياع ناقته ذريعة للتشكيك بالنبوة، عن طريق إثارة الشبهة بعلمه بمكان ناقته، فإن جهله ـ بزعمهم ـ بمكان ناقته دليل عدم نبوته.. وهم يرسلون هذا الأمر إرسال المسلمات.. وكأنه مما تحكم به العقول أو تقضي به فطرة الناس، كل الناس، حيث يقدم اليهودي للمشرك، وللمسلم هذا الأمر على أنه أمر بديهي وأنه دليل قاطع على ذلك.
ولم ينقل لنا أنه «صلى الله عليه وآله» ناقشهم في هذا الأمر، أو رده عليهم، بل هو يستجيب لما يقتضيه هذا التحدي، ويخبرهم بمكان الناقة، ويصف لهم حالها، وما آل إليه أمرها بدقة.
وبظهور صدقه في ذلك كله يظهر الله تعالى للملأ كيدهم، ويفتضح به كذبهم، ويبور سعيهم، فإن كيد الشيطان كان ضعيفاً..
بل إنه «صلى الله عليه وآله» يقرُّ ويؤكد اتصاله بالله، وأنه يتلقى علمه منه تبارك وتعالى، وأن هذا الذي يخبرهم به قد تلقاه منه سبحانه..

سياسة إظهار نفاق أهل النفاق:

وقد أظهرت قصة الناقة: أن كل الذي يجري، إنما هو بعين الله تبارك وتعالى، ولعله كان يهدف:
أولاً: إلى ترسيخ إيمان الناس، ولا سيما الذين دخلوا في الإسلام بعد فتح مكة، بفتح نوافذ لهم على الغيب الإلهي، وتقريبهم من حقائقه، من خلال تجسيده لهم في مفردات حسية وحاضرة..
ثانياً: إنه يريد أن يبين للناس أن أهل الريب والنفاق لا يزالون يعيشون بينهم، وأنهم يسعون للكيد لهذا الدين وأهله، وأن على الناس أن يتنبهوا لذلك، لكي لا يقعوا في المآزق والمهالك، التي ربما يكيدهم بها أولئك الحاقدون، ولا سيما مع اقتراب رحيل رسول الله «صلى الله عليه وآله» عنهم، وهو كان يعلم بحقيقة ما يحاك ويدبر للإستئثار بأمر الناس بعده..
ولعل نداء عمارة بن حزم حين اكتشف الأمر: إن في رحلي لداهية، وما أشعر، يصلح للتدليل على أن هذه السياسة قد آتت ثمارها، وأن هذا من بعض آثارها.

النبي يأتم بابن عوف:

عن المغيرة بن شعبة قال: لما كنا فيما بين الحِجر وتبوك ذهب رسول الله «صلى الله عليه وآله» لحاجته، وكان إذا ذهب أبعد، وتبعه المغيرة بماء بعد الفجر ـ وفي رواية: قبل الفجر ـ فأسفر الناس بصلاتهم، وهي صلاة الفجر حتى خافوا الشمس، فقدموا عبد الرحمن بن عوف، فصلى بهم.
فحملت مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» إداوة فيها ماء، وعليه جبة رومية من صوف، فلما فرغ صببت عليه فغسل وجهه، ثم أراد أن يغسل ذراعيه فضاق كم الجبة، فأخرج يديه من تحت الجبة فغسلهما، فأهويت لأنزع خفيه، فقال: «دعهما فإنني أدخلتهما طاهرتين»، فمسح عليهما.
فانتهينا إلى عبد الرحمن بن عوف، وقد ركع ركعة، فسبح الناس لعبد الرحمن بن عوف حين رأوا رسول الله «صلى الله عليه وآله» حتى كادوا يفتنون.
فجعل عبد الرحمن يريد أن ينكص وراءه، فأشار إليه رسول الله «صلى الله عليه وآله» أن اثبت.
فصلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» خلف عبد الرحمن بن عوف ركعة، فلما سلم عبد الرحمن تواثب الناس، وقام رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقضي الركعة الباقية، ثم سلم بعد فراغه منها، ثم قال: «أحسنتم، أو قد أصبتم ـ فغبطهم أن صلوا الصلاة لوقتها ـ إنه لم يتوف نبي حتى يؤمه رجل صالح من أمته ([27]).
ونقول:
أولاً: إن هذا الخبر وإن كان يراد له أن يسجل فضيلة لعبد الرحمن بن عوف، من حيث إن من يصلي النبي «صلى الله عليه وآله» خلفه يكون له مقام ليس لغيره. ولكنه سيضيِّع على أولئك المتحذلقين أنفسهم استدلالاً آخر يعز على قلوبهم، ولطالما حاولوا تشييده وتأكيده وتعضيده.. وهو أنهم قد زعموا: أن النبي «صلى الله عليه وآله» صلى خلف أبي بكر في مرضه الذي توفي فيه([28]). وأن ذلك يدل على صحة خلافة أبي بكر بعد رسول الله «صلى الله عليه وآله» إذ كيف لا نرضى لدنيانا من رضيه الله ورسوله «صلى الله عليه وآله» لديننا..
فإذا كان «صلى الله عليه وآله» قد صلى خلف عبد الرحمن بن عوف في غزوة تبوك([29]). فإن استدلالهم هذا الأخير يسقط عن الإعتبار، ويصبح أبو بكر، مثل عبد الرحمن بن عوف، من هذه الجهة. فلماذا يُقَدَّم عليه وعلى غيره، ولا سيما مع وجود النص على الغير في حديث المنزلة وحديث الغدير، وغير ذلك..
ولا يختلفون أيضاً في أنه «صلى الله عليه وآله» قد أمَّر عمرو بن العاص على أبي بكر وعمر، وجماعة من المهاجرين والأنصار، وكان عمرو يؤمهم طول زمان إمارته في الصلاة عليهم، ولم يدل ذلك على فضله عليهم في الظاهر، ولا عند الله تعالى على حال من الأحوال. ولم يوجب تقدمه عليهم بالخلافة.
ثانياً: إن صلاة النبي «صلى الله عليه وآله» خلف أي كان من الناس، لا تعني أن ذلك الرجل يملك المواصفات التي تؤهله لمقام الإمامة والخلافة، لأن إمامة الجماعة لا تحتاج إلى علم شامل، ولا إلى شجاعة، ولا إلى معرفة بشؤون المسلمين، ولا إلى تدبير، ولا إلى فضل، ولا إلى غير ذلك من شرائط، ومواصفات معتبرة في من يتولى شؤون الأمة.
ثالثاً: إن هؤلاء يقولون: إنه لا تشترط في إمامة الجماعة التقوى، ولا الإجتناب عن المحرمات والمآثم، ويزعمون أن النبي «صلى الله عليه وآله» قال: «صلوا خلف كل بر وفاجر»([30])..
ولكنهم يشترطون العدالة والعلم، و.. و.. في إمامة الأمة..
رابعاً: إن حديث صلاة أبي بكر بالناس، ثم برسول الله «صلى الله عليه وآله» لم يثبت من الأساس، فإن بعض الروايات قد صرحت: بأن عائشة هي التي أمرت أباها بالصلاة([31])، وليس رسول الله «صلى الله عليه وآله» لكي يقال: كيف لا نرضى لدنيانا من رضيه رسول الله «صلى الله عليه وآله» لديننا..
خامساً: قد صرحت الروايات أيضاً: بأن النبي «صلى الله عليه وآله» قد عزل أبا بكر عن الصلاة، وصلى هو مكانه رغم مرضه الشديد([32])..
سادساً: لماذا قدَّم الناس عبد الرحمن بن عوف،ولم يقدموا أبا بكر، أو عمر، فإن هؤلاء يدَّعون أنهما أفضل من ابن عوف؟! أو لماذا لم يقدموا عثمان، فكذلك أيضاً حسب ما هو مقرر عندهم؟!..
سابعاً: قد صرحت رواية المغيرة بأن النبي «صلى الله عليه وآله» قد تأخر عن صلاته حتى خاف الناس من طلوع الشمس قبل رجوعه، فقدموا عبد الرحمن بن عوف..
وهذا غير مقبول، ولا معقول منه «صلى الله عليه وآله»، لأنه يتضمن اتهام النبي «صلى الله عليه وآله» بالتفريط في صلاته الواجبة، وأنه ليس من الذين هم على صلاتهم يحافظون.
وقد كان قيام الليل واجباً على رسول الله «صلى الله عليه وآله» وكان يصلي الفجر، فلماذا لم يتهيأ لصلاة الصبح قبل أن يحين وقتها..
ثامناً: إن من غير المقبول ولا المعقول أن يسافر النبي «صلى الله عليه وآله» لحاجته بمقدار مسير أكثر من نصف ساعة ذهاباً، ومثلها إياباً، فيبدأ سفره من الفجر أو قبله، وتتأخر عودته إلى الوقت الذي يخشى فيه من طلوع الشمس، والناس ينتظرونه لصلاة الصبح.
تاسعاً: إن الإستعانة في الوضوء للصلاة مكروهة، فعن أبي عبد الله «عليه السلام»: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قال: خصلتان لا أحب أن يشاركني فيهما أحد: وضوئي فإنه من صلاتي، وصدقتي فإنها من يدي إلى يد السائل، فإنها تقع في يد الرحمان([33]).
وروى الحسن بن علي الوشا: أنه دخل الإمام الرضا «عليه السلام» وبين يديه إبريق يريد أن يتهيأ منه للصلاة، فدنوت منه لأصب عليه فأبى ذلك، فقال: مه يا حسن.
فقلت له: لم تنهاني أن أصب على يديك؟ تكره أن أؤجر.
قال: تؤجر أنت، وأؤزر أنا.
فقلت: وكيف ذلك؟
فقال: أما سمعت الله عز وجل يقول: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} وها أنا ذا أتوضأ للصلاة وهي العبادة، فأكره أن يشركني فيها أحد([34]).
ورووا: أن عمر رأى رسول الله «صلى الله عليه وآله» يستقي ماء لوضوئه فبادره يستقي له، فقال له: «مه يا عمر، فإني أكره أن يشركني في طهوري أحد».
أو: «لا أحب أن يعينني على وضوئي أحد».
أو: «أنا لا أستعين في وضوئي بأحد»([35]).
فلماذا لا ينزه النبي «صلى الله عليه وآله» نفسه عن هذا المكروه في غزوة تبوك أيضاً، فيخالف طريقته ويستعين بالمغيرة؟! مع أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قال: ابن سمية (أو عمار) ما عرض عليه أمران قط إلا اختار الأرشد منهما (أو أرشدهما)([36]) فإن كان هذا حال عمار فكيف بالنبي الأعظم «صلى الله عليه وآله»؟!
عاشراً: لماذا يحمل له الأداوة المغيرة بن شعبة، وهو الرجل المعروف بالغدر، وقد أسلم بعد أن فتك بثلاثة عشر رجلاً، غدراً، حسداً، وأخذ أموالهم، لكي يأمن من ملاحقة أهلهم وعشائرهم له([37])..
وكيف قبل المسلمون أن ينفرد المغيرة المعروف بغدره برسول الله «صلى الله عليه وآله»، ولم يوجد فيهم من يتبرع بالقيام بهذا الأمر دونه..
حادي عشر: ما معنى قول الرواية: إنه «صلى الله عليه وآله» قد غبطهم حيث صلوا الصلاة لوقتها، وقال لهم: أحسنتم. فإن المفروض: أنه «صلى الله عليه وآله» قد صلاها أيضاً لوقتها، بل هو قد صلاها معهم..
وإن كان المقصود: أنهم قد صلوها في أول وقتها، فغير صحيح، لأنهم ما صلوها إلا بعد أن خافوا الشمس أن تطلع..
على أن هذه الغبطة إنما يصبح لها معنى لو كانوا لم يضيعوا فضيلة أول الوقت، حيث يكونون قد فازوا بما لم يفز به رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فغبطهم من أجل ذلك كله، لكن ذلك لم يحصل..
إلا إن كان المقصود: أنه غبطهم على عدم تفريطهك بصلاتهم، وإن كان هو «صلى الله عليه وآله» قد أدرك هذه الصلاة أيضاً.

قضاء النبي في قضية:

عن يعلى بن أمية قال: أتي رسول الله «صلى الله عليه وآله» بأجير له قد نازع رجلاً من العسكر، فعضه ذلك الرجل، فانتزع الأجير يده من فم العاض، فانتزع ثنيته.
فلزمه العاض، فبلغ به رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وقمت مع أجيري لأنظر ما يصنع، فأتي بهما رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فقال: «أيعمد أحدكم فيعض أخاه كما يعض الفحل»؟
فأبطل رسول الله «صلى الله عليه وآله» ما أصاب من ثنيته، وقال: «أفيدع يده في فيك تقضمها كأنها في فم فحل يقضمها»؟([38]).
ونلفت النظر هنا إلى قوله «صلى الله عليه وآله»: «يعض أخاه كما يعض الفحل»، وقوله: «تقضمها كأنها في فم فحل يقضمها»، حيث إنه «صلى الله عليه وآله» يجسد بكلامه هذا القسوة البالغة، لمن يجب أن يعامل بأعلى درجات الرحمة والرفق، وهو الأخ.. ليظهر للناس أن فعله سمج وقبيح، تنفر منه النفوس، وذلك مبالغة منه «صلى الله عليه وآله» في زجره عن مثل هذا العمل..

النبي يردف سهيل بن بيضاء:

عن سهيل بن بيضاء: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» أردفه على رحله في غزوة تبوك، قال سهيل: ورفع رسول الله «صلى الله عليه وآله» صوته: «يا سهيل».
كل ذلك يقول سهيل: يا لبيك يا رسول الله، ثلاث مرات.
حتى عرف الناس أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» يريدهم، فانثنى عليه مَنْ أمامه، ولحقه مَنْ خلفه من الناس، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له حرمه الله على النار»([39]).
ونقول:
إنه «صلى الله عليه وآله» لم يكن يريد ـ فيما يظهر ـ أن يواجه الناس بحقيقة أن ما يكنونه يخالف ما يظهرونه.. وأن عليهم أن يزيلوا جميع رواسب الشرك من عقولهم، وأن يخلصوا لله سبحانه، فهو «صلى الله عليه وآله» يتجنب إظهار أية إشارة من شأنها أن تثير الشبهة في أمرهم، حتى إنه لا يوجه إليهم خطابه، بل يتظاهر بأنه يريد بخطابه سهيل بن بيضاء، متعمداً أن يعرِّفهم أنه يريد منهم أن يسمعوا ما سيقوله.. لأنه ينادي برفيع الصوت، مع أن سهيل بن بيضاء كان أقرب من غيره إليه، ويجيبه سهيل بن بيضاء، ولكنه لا يكترث للإجابة بل يكرر النداء..
وبعد أن تأكد أن الناس قد أدركوا أنه يريد أن يقول شيئاً، وأنه يريد لهم أن يسمعوا ما يقول.. أطلق كلمته، التي توجههم إلى ضرورة التزام خط التوحيد بمعناه الدقيق والعميق.. لأنه هو الذي يضمن سلامة مسيرهم نحو الله تبارك وتعالى وفق ما رسمه من أحكام وما حدده من شرائع، حيث لا يبقى لغيره تعالى أي دور في حياتهم، وأي تأثير في حرف تصرفاتهم ومواقعهم بالإتجاهات الخاطئة، حيث الهلاك والبوار، والتعرض لغضب الجبار، واستحقاق العقاب بالنار..

النبي ينام عن الصلاة:

عن عقبة بن عامر قال: خرجنا مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» في غزوة تبوك، فلما كان منها على ليلة استرقد رسول الله «صلى الله عليه وآله» فلم يستيقظ حتى كانت الشمس قيد رمح، قال: «ألم أقل لك يا بلال: اكلأ لنا الفجر»؟!.
فقال: يا رسول الله ذهب بي النوم، وذهب بي مثل الذي ذهب بك.
قال: فانتقل رسول الله «صلى الله عليه وآله» من منزله غير بعيد، ثم صلى، وسار مسرعاً بقية يومه وليلته، فأصبح بتبوك ([40]).
ونقول:
1 ـ إن هؤلاء المخذولين يحاولون التسويق عمداً لأمور محدّدة تجاه رسول الله «صلى الله عليه وآله» ربما ليبرروا مخالفات من يحبونهم من الحكام والخلفاء، الذين كانوا لا يهتمون بصلاتهم، وبعباداتهم، وبرعاية أحكام الله تبارك وتعالى في مواقفهم، وسياساتهم، وسائر تصرفاتهم..
فأراد أتباعهم ومحبوهم أن يبرروها لهم ويخففوا من وقع الإعتراضات عليهم بنسبة نظائر تلك المخالفات الشنيعة، والتهاون بأحكام الله تبارك وتعالى إلى النبي المعصوم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين..
ولكي يتم لهم ما يريدون، يحاولون تكرير نسبة هذه القبائح إليه «صلى الله عليه وآله» في المناسبات المختلفة حتى ليحسب الناظر: أن هذا الأمر مشهود ومرصود منه «صلى الله عليه وآله»، وأنه من عاداته التي يتكرر صدورها منه باطراد..
وما نِسْبَةُ النوم عن صلاة الصبح إليه «صلى الله عليه وآله»، التي تكررت في جملة من أسفاره إلا واحدة من هذه المفردات الكثيرة، وقد حافظوا فيها حتى على الأشخاص، وعلى الكلمات كما يعلم بالمراجعة والمقارنة..
وكنا قد تعرضنا لتفنيد هذه الترهات والأباطيل حين الحديث عن رجوعه «صلى الله عليه وآله» من غزوة خيبر، وفي مواضع أخرى، وها نحن نواجهها بعينها في غزوة تبوك، فيرجى من القارئ الكريم أن يراجع ما ذكرناه حول هذه الأفيكة في المواضع التي سلفت من هذا الكتاب..



([1]) أي: هلمَّ إلى الظل والماء.
([2]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص446 عن الطبراني، ومجمع الزوائد ج6 ص193.
([3]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص446 عن الواقدي.
([4]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص453 وج7 ص197 عن أبي داود، وفي هامشه عن الطبراني في المعجم الكبير ج11 ص303 وراجع: سنن أبي داود ج2 ص212 ومعرفة السنن والآثار للبيهقي ج7 ص294 وإمتاع الأسماع ج7 ص293 وج14 ص298.
([5]) أقرب الموارد ج2 ص1384.
([6]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص446 عن أحمد، ومسلم، وابن أبي شيبة، وقال في هامشه: أخرجه ابن أبي شيبة ج14 ص540 ومسلم ج4 ص1785 (11)، وأحمد ج5 ص424 والبيهقي في السنن ج4 ص22 وفي الدلائل ج4 ص239. وراجع: صحيح البخاري ج2 ص132 وسنن أبي داود ج2 ص52 وعمدة القاري ج9 ص64 وصحيح ابن خزيمة ج4 ص40 وصحيح ابن حبان ج10 ص355 وج14ص427 والبداية والنهاية ج5 ص16 وإمتاع الأسماع ج14 ص42.
([7]) المغازي للواقدي ج3 ص1015 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص450 عنه وعن أبي نعيم في دلائل النبوة، وابن كثير، والخصائص الكبرى للسيوطي. وراجع: إمتاع الأسماع ج2 ص58 وج5 ص273 و السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج2 ص66 و 124 .
([8]) البحار ج19 ص104 و ج58 ص299 و ج60 ص83 و 273 وعلل الشرائع ج1 ص98 وكنز الدقائق ج1 ص223 وتفسير القمي ج1 ص311 ونور الثقلين ج1 ص52 والصافي ج1 ص108.
([9]) البحر الرائق ج2 ص53 وتكملة حاشية رد المحتار ج1 ص102 وحاشية رد المحتار ج1 ص702.
([10]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص446 و 447 عن مالك، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وابن إسحاق، وقال في هامشه: أخرجه البخاري ج8 ص125 (4419) ومسلم ج4 ص2286 (38 و 39/2980) وأحمد ج2 ص9 و 58 و 72 و 74 و 113 و 137 والبيهقي في الدلائل ج5 ص233 وفي السنن ج2 ص451 والحميدي (653) وعبد الرزاق (1625) والطبراني في الكبير ج12 = = ص457 وانظر الدر المنثور ج4 ص104.
وراجع: البحار ج11 ص393 والعرائس للثعلبي ص43 وعن مجمع البيان ج4 ص441 ـ 443.
([11]) الآية 82 من سورة الواقعة.
([12]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص448 والدر المنثور ج6 ص263 عن ابن أبي حاتم، والمغازي للواقدي ج3 ص1009. وراجع: المحلى لابن حزم ج11 ص222 والبحار ج21 ص250 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص370 والكامل في التاريخ ج2 ص279 والبداية والنهاية ج5 ص13 وإمتاع الأسماع ج5 ص116 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص949 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص107.
([13]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص447 و 448 عن أحمد، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، وابن إسحاق، وقال في هامشه: أخرجه البيهقي في السنن ج9 ص357 وفي الدلائل ج5 ص231 وابن خزيمة (101)، وابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن (1707) وانظر مجمع الزوائد ج6 ص195. وراجع: تحفة الأحوذي ج8 = = ص404 وصحيح ابن حبان ج4 ص223 ونصب الراية ج1 ص192 وموارد الظمآن ج5 ص352 وكنز العمال ج12 ص353 وجامع البيان للطبري ج11 ص76 وتفسير الثعلبي ج5 ص105 وتفسير البغوي ج2 ص333 وزاد المسير ج3 ص348 والجامع لأحكام القرآن ج8 ص279 وتفسير القرآن العظيم ج2 ص411 وتفسير الثعالبي ج3 ص224 والدر المنثور ج3 ص286 وفتح القدير ج2 ص414.
([14]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص447 وفي هامشه عن: دلائل النبوة للبيهقي ج5 ص227. وراجع: البداية والنهاية ج5 ص13 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص16.
([15]) الآية 249 من سورة البقرة.
([16]) شرح النهج للمعتزلي ج2 ص289 والبحار ج34 ص299 وج41 ص341 .
([17]) شرح النهج للمعتزلي ج6 ص136.
([18]) شرح النهج للمعتزلي ج6 ص136.
([19]) شرح النهج للمعتزلي ج6 ص136.
([20]) شرح النهج للمعتزلي ج2 ص291 والبحار ج34 ص302.
([21]) شرح النهج للمعتزلي ج6 ص128.
([22]) راجع: نهج البلاغة (بشرح عبده) ج1 ص119 وخصائص الأئمة للشريف الرضي ص99 والإختصاص ص155 عن كتاب ابن دأب، والإرشاد للمفيد ص162 والفصول المختارة ص262 والإحتجاج ج1 ص255 وينابيع المودة ج3 ص435 والبحار ج34 ص103 و 136 وج35 ص421 وج38 ص269 وج40 ص111 وشرح النهج للمعتزلي ج6 ص127 ونهج الإيمان ص164 وجواهر المطالب في مناقب الإمام علي «عليه السلام» ج1 ص321 .
([23]) شرح النهج للمعتزلي ج2 ص286.
([24]) الآية 128 من سورة التوبة.
([25]) راجع: العقد الفريد (ط دار الشرفية بمصر) ج2 ص210 والسيرة النبوية لابن هشام ج1 ص591 ط مصطفى الحلبي وإحقاق الحق (الملحقات) ج4 ص332 عن بحر المناقب لابن حسنويه، ومقاصد المطالب ص11 والبدء والتاريخ ج5 ص61 ونهاية الأرب ج2 ص190 ومجمع الزوائد ج9 ص137 ومستدرك الحاكم ج3 ص113 وأسد الغابة ج4 ص33 وتلخيص المستدرك للذهبي ج3 ص113 ونظم درر السمطين ص126 والفصول المهمة لابن الصباغ ص113 والمناقب للخوارزمي ونور الأبصار (ط دار العامرة بمصر) ص98.
والروايات في ذلك كثيرة جداً لا مجال لاستقصائها، ولا ضرورة لإحصائها..
([26]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص448 و 449 عن الواقدي وابن اسحاق، وراجع: تاريخ الأمم والملوك ج2 ص371 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص950.
([27]) المغازي للواقدي ج3 ص1012 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص449 عن ابن سعد، وعن مسلم. وسيأتي مصادر ذلك في فصل: «عزل أبي بكر عن الصلاة».
([28]) راجع: البحار ج28 ص164 و 165 والشرح الكبير لابن قدامة ج2 ص49 وكشاف القناع ج1 ص580 ونيل الأوطار ج3 ص184 ومسند أحمد ج3 ص243 وسنن الترمذي ج1 ص226 والسنن الكبرى للبيهقي ج3 ص83 ومجمع الزوائد ج9 ص46 وفتح الباري ج2 ص130 و 146 وعمدة القاري ج5 ص187 و 188 و 191 وتحفة الأحوذي ج2 ص296 و 297 ومسند أبي يعلى ج6 ص399 وشرح معاني الآثار ج1 ص406 والمعجم الصغير ج1 ص178 ومعرفة السنن والآثار ج2 ص360 والتمهيد لابن عبد البر ج22 ص317 وكنز العمال ج8 ص20 وفيض القدير ج5 ص378 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص222 و 223 وتاريخ بغداد ج2 ص36 وج9 ص296 وتاريخ مدينة دمشق ج21 ص37 و 291 وج51 ص173 وذكر أخبار إصبهان ج1 ص176 و 178 والبداية والنهاية ج5 ص255 وإمتاع الأسماع للمقريزي ج14 ص460 و 464 و 465 والسيرة النبوية ج4 ص465 وسبل الهدى والرشاد ج8 ص195.
([29]) راجع: المصنف لابن أبي شيبـة ج2 ص229 والمـواقف للإيجي ج3 ص609 = = و 610 ونصب الراية ج2 ص323 وفيض القدير ج5 ص378 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص129 وسير أعلام النبلاء ج1 ص79 و 80 وتحفة الأحوذي ج2 ص294 ج10 ص171 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص449 وج8 ص194 وج10 ص490 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص464 و 468 والخصائص الكبرى للسيوطي ج1 ص458 والمنتظم ج5 ص34 وصفة الصفوة ج1 ص349 والبحار ج28 ص165 و 170 ومسند أحمد ج4 ص247 ومسند أبي داود الطيالسي ص95 وتنوير الحوالك للسيوطي ص59 والمسترشد للطبري ص133 والتمهيد لابن عبد البر ج11 ص159 وج22 ص322 وشرح النهج للمعتزلي ج17 ص196 وتهذيب الكمال ج14 ص102 وأمالي المحاملي ص258 والمعجم الكبير ج20 ص427 و 433 ومعرفة السنن والآثار للبيهقي ج2 ص290 و 401 وشرح المواهب اللدنية للزرقاني ج1 ص116 وكشف المشكل ج1 ص216 وكتاب الأم للشافعي ج1 ص182 و 203 ونيل الوطار ج3 ص211 وفتح الباري ج23 ص146 وكنز العمال ج9 ص614 وفيض القدير ج5 ص378 والأحكام لابن حزم ج2 ص218 وتاريخ مدينة دمشق ج35 ص258 و 259 والإصابة ج4 ص202 والبداية والنهاية ج5 ص28 وإمتاع الأسماع ج2 ص57 وج6 ص361 وج14 ص458 و 459 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص40 وتلقيح فهوم أهل الأثر لابن الجوزي ج1 ص83.
([30]) راجع: جامع الخلاف والوفاق للقمي ص84 وفتح العزيز للرافعي ج4 ص331 والمجموع للنووي ج5 ص268 ومغني المحتاج للشربيني ج3 ص75 والمبسوط للسرخسي ج1 ص40 وتحفة الفقهاء للسمرقندي ج1 ص229 وبدائع الصنائع للكاشاني ج1 ص156 والجوهر النقي للمارديني ج4 ص19 والبحر الرائق ج1 ص610 وتلخيص الحبير لابن حجر ج4 ص331 ونيل الأوطار ج1 ص429 وشرح أصول الكافي ج5 ص254 والإفصاح للمفيد ص202 والمسائل العكبرية للمفيد ص54 والطرائف في معرفة مذاهب الطوائف لابن طاووس ص232 وغوالي اللآلي ج1 ص37 والسنن الكبرى للبيهقي ج4 ص19 وعمدة القـاري ج11 ص48 وتأويـل مختلف الحـديـث لابن قتيبة ص145 وسنن الدارقطني ج2 ص44 وتنقيح التحقيق في أحاديث= =  التعليق للذهبي ج1 ص256 و 257 ونصب الراية للزيلعي ج2 ص33 و 34 والدراية في تخريج أحاديث الهداية لابن حجر ج1 ص168 والجامع الصغير للسيوطي ج2 ص97 وكنز العمال ج6 ص54 وكشف الخفاء للعجلوني ج2 ص29 و 32 وشرح السير الكبير للسرخسي ج1 ص156 والدراية في تخريج أحاديث الهداية ج1 ص168 وتلخيص الحبير ج2 ص35 وتأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ج1 ص154 والعلل المتناهية لابن الجوزي ج1 ص422 و 425 والمقاصد الحسنة للسخاوي ج1 ص426.
([31]) راجع: شرح النهج للمعتزلي ج9 ص197 وج14 ص23 وكتاب الأربعين للماحوزي ص620 ومناقب أهل البيت «عليهم السلام» للشيرواني ص399 ونهج السعادة للمحمودي ج5 ص268 والبحار ج28 ص159. وسيأتي مصادر أخرى لهذا الحديث في فصل: «عزل أبي بكر عن الصلاة».
([32]) راجع: البحار ج27 ص324 وج28 ص110 وج85 ص96 وشرح النهج للمعتزلي ج14 ص23 والدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة ص307 ومناقب أهل البيت «عليهم السلام» للشيرواني ص399 ومواقف الشيعة ج3 ص438 وقاموس الرجال للتستري ج11 ص235.
([33]) الوسائل (ط مؤسسـة آل البيت) ج1 ص478 و (ط دار الإسـلاميـة) ج1    = = ص336 والخصال للصدوق ص33 والنوادر للراوندي ص190 والبحار ج23 ص128 ج77 ص329 وج93 ص128 و 178 وكتاب الطهارة للشيخ الأنصاري ج2 ص401 و (ط ق) ج1 ص150 ومستدرك الوسائل ج1 ص344 و 346 وسنن النبي للطباطبائي ص276 وتفسير نور الثقلين ج2 ص261 وجامع أحاديث الشيعة ج2 ص272 وتفسير العياشي ج2 ص108 وجواهر الكلام ج2 ص343 .
([34]) الكافي ج3 ص69 وتهذيب الأحكام ج1 ص365 والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج1 ص477 و (ط دار الإسلامية) ج1 ص335 والبحار ج49 ص104 وج81 ص349 وجامع أحاديث الشيعة ج2 ص272 ومسند الإمام الرضا «عليه السلام» ج2 ص153 وتفسير نور الثقلين ج3 ص316 ومستند الشيعة ج2 ص157 وجواهر الكلام ج2 ص312 و 343 وكتاب الطهارة للأنصاري ج2 ص399 و (ط ق) ج1 ص149 .
([35]) راجع: مجمع الزوائد ج1 ص227 ومسند أبي يعلى ج1 ص200 وعمدة القاري ج3 ص61 وكنز العمال ج9 ص144 و 207 و (ط مؤسسة الرسالة) ج9 ص472 والمجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين ج3 ص53 وتحفة المحتاج ج1 ص190 والبيان والتعريف ج2 ص270 وحاشية ابن عابدين ج1 ص126 والمطالب العالية لابن حجر ج2 ص305 والفردوس بمأثور الخطاب لابن شيرويه الديلمي ج5 ص310 وتلخيص الحبير ج1 ص97 وخلاصة البدر المنير في تخريج كتاب الشرح الكبير ج1 ص40 ونيل الأوطار ج1 ص219.
([36]) مسند أحمد ج1 ص389 و 445 ج6 ص113 وسنن الترمذي ج5 ص332 والمستدرك للحاكم ج3 ص388 وفتح الباري ج7 ص72 وتحفة الأحوذي ج10 ص203 وج10 ص213 والمصنف لابن أبي شيبة ج7 ص523 والجامع الصغير ج2 ص495 وكنز العمال ج11 ص721 و 723 وفيض القدير ج2 ص73 وج5 ص567 والجامع لأحكام القرآن ج10 ص181 ومعجم الرجال والحديـث لمحمد حيـاة الأنصـاري ج1 ص72 وتاريخ مدينـة دمشق ج43 ص404 و 407 وأسـد الغابـة ج4 ص45 والأعـلام للزركـلي ج5 ص36 = = وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص575 والمسانيد لمحمد حياة الأنصاري ج1 ص138 و 204 و 328 وعلل الدارقطني ج5 ص233 والمراجعات ص319 و 320 والغدير للأميني ج9 ص26 و 259 وج9 ص325 والبداية والنهاية ج7 ص298 وأعيان الشيعة ج8 ص373 ووقعة صفين للمنقري ص343.
([37]) راجع: فتح الباري ج5 ص249 وعمدة القاري ج14 ص3 و 11 والكامل في التاريخ ج2 ص202 وعيون الأثر ج2 ص117 والغارات للثقفي ج2 ص833 و 834 وعون المعبود ج7 ص317 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج2 ص698 والبحار ج20 ص369 وأعيان الشيعة ج1 ص269 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص779 وراجع: نيل الأوطار للشوكاني ج8 ص185 وكتاب الأربعين للشيرازي ص312 ومسند أحمد ج4 ص329 وصحيح البخاري ج3 ص180 وسنن أبي داود ج1 ص629 والسنن الكبرى للبيهقي ج9 ص113 و 219 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص369 و 376 وإمتاع الأسماع ج9 ص10 والمصنف للصنعاني ج5 ص336 وصحيح ابن حبان ج11 ص221 والمعجم الكبير ج20 ص12 وشرح النهج ج20 ص8 وتفسير مجمع البيان ج9 ص196 وتفسير الميزان ج18 ص266 وجامع البيان ج26 ص128 وتفسير البغوي ج4 ص200 وتفسير القرآن العظيم ج4 ص212 والدر المنثور ج6 ص76 وتاريخ مدينة دمشق ج57 ص227 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص375 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص332.
([38]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص449 و 450 عن البخاري، وغيره وفي هامشه عن البخاري (4417) و (ط دار الفكر) ج5 ص130. وراجع: كتاب الأم للشافعي ج7 ص158 وعمدة القاري ج18 ص47 والمعجم الكبير ج22 ص250.
([39]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص450 عن أحمد، والطبراني، والواقدي، وفي هامشه = = عن: مسند أحمد ج5 ص318 و 236 وابن حبان، وعن مجمع الزوائد ج6 ص252 والطبقات الكبرى لا سعد ج3 ص415 وإمتاع الأسماع ج2 ص58.
([40]) سبل الهدى والرشاد ج5 ص451 عن البيهقي، والدر المنثور للسيوطي ج2 ص225 وتاريخ مدينة دمشق ج51 ص240 وراجع: إمتاع الأسماع ج2 ص59 والبداية والنهاية ج5 ص17 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص24 و السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص111.
 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page