بزغتَ فالشمسُ خجلى من مُحياكا * * * يا صاحب العصر بل جذلى بلقياكا
لا الشمسُ في أوجها تحكيك قد صغرت * * * مما بري نورها من نور مرآكا
لقد أنرت ذُكاءً فاستضيء بها * * * أطعت ربَّ السما روحاً فأعطاكا
بكم أنارت وكلُّ الكون في يدكم * * * عبدٌ مطيعٌ وربُّ الكون أولاكا
واستبشر الكونُ مسروراً بطلعتكم * * * وماست الأرض من أشذاء رياكا
للأرض فخرٌ على كلِّ الكواكب أن * * * داست على خدّها المبسوط رجلاكا
وأزهرت أرضُ سامرا مفاخرةً * * * كلّ المدائن إذ شعت بمغناكا
واستبشرت شيعةٌ عبّت محبتكم * * * وحبّكم ذاتنا نهواك نهواكا
لما بدا يا حمى الإسلام نوركمُ * * * صحنا نجلجل يا إسلامُ بشراكا
بشرى تُزف إلى الزهراء فاطمة * * * وسادة الكون والأطهار آباكا
لأحمد المصطفى والمرتضى وهما * * * نفسٌ من النور في جسمين جداكا
و للزكيين خير الخلق بعدهما * * * من هدّما لصروح الكفر أشراكا
وللثمانية الأنوار من بهم * * * نرجو الشفاعة في الأخرى أحباكا
هذا الفخار لعمري طاب من حسبٍ * * * سامٍ ومن نسبٍ بالمجد أسماكا
يا خير آلٍ وخير الخلق كُلهم * * * إنساً وجناً وولداناً وأملاكا
قد كُنتمُ للنُهى والعلم مملكة * * * و للعُلى والإبا والمجد ملاكا
لولاكمُ لم تزل في ذهننا سِنةٌ * * * بكم تحول جهل الناس إدراكا
بوركت يا نورُ يا قلب الحياة ويا * * * سرَّ الوجود فكُنه الكون مغناكا
بزغت في زمن الفرعون معتمد * * * ذي الغانيات الذي ما انفك سفّاكا
قد رام قتلك بذلاً كلَّ طاقته * * * لكنما الله عن عينيه أخفاكا
وما رأينا جنيناً مُرعباً ملكاً * * * غير الكليم النبيِّ إلاك إلاكا
راموا بأن يطفئوا نور الإله ولـ * * * ـكن رام ربُّك في إتمام أضواكا
هذي حكيمةُ لم تلمحك عن كثبٍ * * * فكيف عينُ العدى جلّت سجاياكا
وليلةُ النصف من شعبان عادتنا * * * عيدٌ عظيمٌ بها من طيب ذكراكا
طوبى لنرجس أن جاءت بمعجزة * * * وتلك والله بعضٌ من مزاياكا
فلم تكن لسواها مثلها حدثت * * * أن أخفي الحمل عن هذا وعن ذاكا
طوبى فما بعدها أنثى أتت بفتى * * * في الصبر أوفي كمال النفس حاكاكا
وأحمد اختارها عرساً لوارثه * * * للعسكري وما أوصاه أوصاكا
من المسيح الذي يأتي وطلعتكم * * * عيسى بيمناك والخضر بيسراكا
وأنت بينهما كالشمس كالأسد الـ * * * ـضاري وومض سنا الماضي بيمناكا
وحولكم صفوةٌ حفّت بكم نُجُماً * * * زهراً غطارفةً بيضاً ونُسّاكا
في كلِّ كفٍ لهم صمصامةٌ خذمٌ * * * يا فاتك الظلم لا تستبق فتاكا
يا سيدي وإله العرش يشهد أن * * * البين أدمى الحشا عجّل بمسعاكا
من صادف الشوك كان الورد غايته * * * فكيف نُبصر بعد الشوك أشواكا
متى نرى الأرض خضراء الربى بكم * * * وتملأ الرحبَ يا مولاي أصداكا
فاسطع على الأفق أنواراً يكللها * * * تاجُ السلام وعينُ الله ترعاكا
واصرخ على سدم الأكوان منتصراً * * * فصرخةُ الحق رهنٌ في ثناياكا
فإننا لم نزل نرجو ونأمل ما * * * وعدتنا أننا نحظى بمرآكا
لو أننا قد نسينا اليوم أنفسنا * * * لا غرو في ذاك لكن ليس ننساكا
قد غبت غيبتك الكبرى وها هي ذي * * * تربو على ألف عام منذ منحاكا
وامتدت الألسنُ الحمقى وكان لها * * * ثأر ببدر أرادوا فيه إقصاكا
فقائلٌ تلك دعوى من به خبلٌ * * * وقائلٌ إن في ذا الدين إشراكا
وقائلٌ كيف يبقى إنه عجبٌ * * * فقلت إن الذي أنشاك أبقاكا
ذرهم يخوضوا فقد تاهت بصائُرهم * * * هيهات ما أتبع الناجون أفّاكا
إن كان بالعقل فالجبارُ مقتدرٌ * * * وليس ممتنعاً في الخلق إبقاكا
أو كان بالنقل عيسى الروح حجتُه * * * كذلك الخضرُ من سواه سواكا
والأرضُ لولاك ساخت أنت آيتُها * * * ولا استقامت حياةُ الدين لولاكا
يا سيدي أنت في العينين في الدم بل * * * في القلب والله يا مولاي سكناكا
مُرادنا الحق لا نبغي به بدلاً * * * فكان لما أردناه أردناكا
رأيتك الحق لما أن عملت به * * * أو اقتفيت رأيت الحق إياكا
لو رمت أرواحنا لبتك مسرعةً * * * فإن أمرت بها يا سيدي هاكا
قل نصغ واطلب ننفذ وادع نأتِ ومر * * * نلب واسر نسر طراً بمسراكا
عليك منا سلامُ الله يا أملاً * * * يوماً ولدت وما تلقى ومحياكا
وله أيضاً: يا أملاً
- الزيارات: 194