من الظواهر البارزة في أصجاب هذا الإتجاه ، ضعف اطلاعهم على مصادر التشيع ، خاصة في الكلام والحديث والتفسير ، مع أن بعضهم كثير القراءة لأنواع الكتب ، لكنه معرضٌ عن دراسة مصادرنا وقراءتها ، ومشغوفٌ بأجواء ثقافية مشبعة بالمفاهيم الغربية والسنية !
وبعضهم مشكلته شخصية ، فهو من صغره لم تتركز عقيدته ولم يستوعبها من أسرته ومحيطه ، وعاش التزلزل في عقيدته بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله والأئمة المعصومين عليهم السلام !
وعندما كَبُر لم يبْنِ عقيدته ، ولم يتفهم الإسلام والمذهب من مصادره وعلمائه ، بل اختار تركيبية متنافرة ، أو التقاطية متضادة !
ومن الواضح أن درجة استيعاب أي دين أو مذهب ، تتبع المستوى العلمي للشخص ، ومستوى تدينه ومعايشته الفكرية والروحية لعقائده وقادته .
وبعضهم كأنَّ عمله أن يرصد فضائل أهل البيت الطاهرين عليهم السلام المجمع عليها عند الطائفة ، حتى ما رواه السنيون بأحاديث صحيحة ، فينشر التشكيك فيها !
تراه لا تكاد تسلم منه آية في حقهم عليهم السلام حتى مثل آية المودة في القربى ، وآية التطهير ، وآية البلاغ ، وآية المباهلة ، إلا وضعَّف مقامهم الرباني فيها ، أو أدخل معهم غيرهم ، أو شكك في دلالتها ، أو في الروايات المفسرة لها !
ثم تراه يرصد الأحاديث النبوية في حقهم عليهم السلام حتى حديث الغدير ، وحديث الثقلين، وحديث الكساء، فيشكك في دلالتها ، أو في سندها، أو يخدش فيها!
لذلك رأى مراجع الدين أن من واجبهم حراسة عقائد المذهب الحق ، والوقوف في وجه أمثال هذه الأفكار التحريفية لعقائده ومفاهيمه .
وبعضهم يحرص على تقديم التشيع الإلتقاطي الى العالم ! خاصة بعد الثورة الإيرانية حيث كثر الطلب في العالم لمعرفة الشيعة ، وعقائدهم ، فكثرت الكتابات والخطابات عن عقائد الشيعة وفقههم وتاريخهم وشخصياتهم ، واختلط ما هو أصيل من مذهب التشيع فيما هو غريب عنه ملصق به !
وكان من أسبابه أن بعض الجهلاء أو أصحاب الإتجاه الإلتقاطي نشطوا في الكلام عن مذهب التشيع والكتابة عنه بآرائهم ، دون الإستناد الى مصادر الشيعة ونصوصهم ، وآراء كبار علمائهم .
وقد وصل الأمر ببعضهم أن سمى المعصومين عليهم السلام مجتهدين ، وسمى من ظلمهم مجتهدين! ونسب الى الأئمة عليهم السلام العمل بالظن في أمور الدين ، مع أن عصمتهم عليهم السلام من البدائه وضروريات مذهب التشيع ، وأن الذين تبنوا العمل بالظن هم أعداؤهم ، فقاومه الأئمة عليهم السلام بشدة !!
وبعضهم مفتونٌ بالعصرنة ، مبهورٌ بالأفكار الغربية ، يهشُّ ويبشُّ لكتبها ومؤلفيها . أو مغالٍ في الفلسفة اليونانية والغربية ، كأنه يرى الفلاسفة أنبياء أو أصحاب مقام قريب من مقامهم !
وهو في المقابل لايكبر مصادر الثقافة الإسلامية ، ولايقدِّر علماء المسلمين قدرهم .
وكثير منهم ، من سطحيون في الفكر والعمل ..
الى آخر صفاتهم ولحن قولهم ، الذي يعرفهم به المؤمنون الأصيلون .
استناد خصوم الشيعة الى آراء أصحاب هذا الإتجاه:
من نتائج هذا الإتجاه السيئة على الشيعة ، أن بعض خصوم مذهب أهل البيت عليهم السلام ، خاصة السلفييين ، يأخذون آراء أصحاب الإتجاه الإلتقاطي على أنها تمثل التشيع ، ويهاجمونه بها ، ويثيرون بها الشبهات !
مع أنهم يعرفون أن الملاك في آراء المذهب ليس فهم عوامه ، ولا فهم الشاذ من أتباعه، بل ما دَوَّنه مراجع المذهب المعترف بعلمهم ومرجعيتهم ، وما هو ثابت من سيرة أتباعه جيلاً فجيلاً وصولاً الى جيل الرواة والفقهاء من تلاميذ الأئمة عليهم السلام .
لقد قسم خصومنا الشيعة بسبب هؤلاء الى معتدلين ومتطرفين ، ومدحوا هؤلاء المعتدلين ، لأنهم حاربوا بعض عقائد التشيع ومفاهيمه !
قيل لأحدهم إن صحيفة سلفية كتبت بسبب كلامك: أحد أئمة الشيعة يعترف بزيف مذهبهم ! فقال: لماذا بسببي؟ أنا لم أقل لهم أن يكتبوا !
وبعضهم يقيم علاقات ودية مع خصوم مذهب التشيع ، ويناغيهم في نقد الشيعة و(غلوهم)في أهل البيت عليهم السلام ! وعندما يسأل عن ذلك ينكر ! أو يعترف بأن له علاقات ودية معهم ، ويقول إنه لايوافقهم على طعنهم في التشيع !
المسألة التاسعة : من ظواهر الإتجاه الإلتقاطي و صفات أصحابه
- الزيارات: 198