• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أسعد الناس به أهل الكوفة

 ومن العراق تخرج ألوف الألوف مشياً على الأقدام لاستقبال قائدها العظيم، الذي سينزل في ظهر الكوفة بسبع قباب من نور، ومن تلك الجموع الكبيرة المحبة لإمامها يقع الاختيار على الكثير منهم لينضَمُّوا لجيشه القادم من الحجاز.
وفي نفس الوقت ستكون هناك حركات موالية للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في إيران وتتمثَّل بحركة الخراساني الذي سيدخل بنزاع ضد القوميين الفرس الذين يرفضون تسليم إيران للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وللخط الموالي له، ويكون ذلك بدعم من أذربيجان حيث يتغلَّب عليهم ويوطِّد الأمر لخط الإمام (عجّل الله فرجه)، ثم يرسل جيشاً إلى العراق على رأسه ذلك الشاب المصفر من العبادة شعيب بن صالح التميمي(١٦) الذي سيختاره الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) قائداً لجيشه.
وهناك حركة أخرى في اليمن السعيد وهي حركة اليماني ورايته أهدى الرايات(١٧)، والذي سيستولي على اليمن ويقيم حكومة موالية للإمام (عجّل الله فرجه)، وربما يزحف إلى مكة المكرمة لمساندة الإمام بعد ظهوره المقدس.
وحينما تكتمل عدة جيش الإمام (عجّل الله فرجه) في العراق، وبعد إقرار الأمن وإنهاء النزاعات فيه، يتوجَّه الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وجيشه إلى الشام للقضاء على رأس النواصب وعميل الصليبية العالمية والماسونية اليهودية عثمان بن عنبسة السفياني.
وتندلع معركة قاسية قرب بحيرة طبرية يتم القضاء فيها عليه وعلى دويلة اليهود، فيما إذا كانت موجودة في فلسطين آنذاك، فيدخل القدس، وعندها يصاب الغرب بصدمة عنيفة ورعب فضيع فيهرع القساوسة والحاخامات لتحشيد وتعبئة الأوربيين لحرب الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) فتندلع معركة رهيبة قاسية في سهل مجدو بفلسطين هي ملحمة الهرمجدون(١٨).
حيث تنتصر قوات الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، فيرفع الأوربيون راية الهدنة والصلح، وبوساطة المسيح (عليه السلام) الذي سيهبط من السماء مؤيداً للإمام المهدي (عجّل الله فرجه)(١٩).
إنَّ أوروبا لم تنسَ جراحاتها التي أصابتها من المسلمين في العصور الوسطى، وما زالت أحقادها تغلي في قلوبها كغلي المرجل، فحكايات حرّاس الهيكل وفرسان الصليب والغزوات التي غزاها المسلمون لها بما يسمّى بالفتوح وخصوصاً في العصر الأموي، وما هي بفتوح وإنما غزوات استعمارية خسيسة تحكى باستمرار، وهي جزء من فولكلورها الشعبي، فلم تنسَ ولن تنسى كلّ ذلك، وكذلك لم تنسَ هزيمتها المدوية في الشرق الإسلامي بعد مئتي سنة من الحروب الصليبية وتأسيس الممالك المسيحية في الرها وأنطاكية وفي القدس وغيرها، وقد عادت تلملم جراحاتها وتجاربها المرة التي جلبتها معها.
لقد أعادت أوروبا حساباتها بعد عصر الحروب الدينية بين الكاثوليك والهوكنوت وأبرزها مذبحة (سان بارتيلمي) في باريس مرة والحروب القومية بين الإنجليز والفرنسيين مرة أخرى في حرب الوردتين، فرَأَتْ أن تخلع رداء الدين ظاهرياً وتجعله معلقاً في الكنائس والأديِرَة، ومن ثمَّ توجَّهت إلى التراث اليوناني والروماني وما حصلت عليه من علوم المسلمين من الشرق الإسلامي في الحروب الصليبية ومن بلاد الأندلس لتقوم بحركة علمية واسعة ذات طابع حضاري مادي وهي ما يطلق عليها بعصر النهضة.
وقد ازداد ثراء أوروبا باكتشاف الأمريكيتين وما رافق ذلك من هجرة واسعة لإنشاء مستعمرات على حساب شعوبها الأصليين وخصوصاً الهنود الحمر الذين تعرَّضوا إلى شبه إبادة جماعية.
هذه المستعمرات التي ضمَّت مزارع كبيرة كانت بحاجة ماسَّة لأيدي عاملة رخيصة، فاندفعت أوروبا ومستعمرو الأمريكيتين الجدد بغزوات وحشية لإفريقيا السوداء لاستعمار أراضيها الخصبة ونهب ثرواتها الضخمة وأخذ الملايين من أبنائها عبيداً يعملون في مزارع الرجل الأبيض في العالم الجديد.
وقد كان الحدث الأكبر الذي قَلَبَ الأمور رأساً على عَقِب، هو الثورة الصناعية الكبرى ودخول الآلة بمجال الإنتاج الواسع، مما جعلها بحاجة ماسَّة لأسواق وخامات، فكانت الهجمات الأوروبية البربرية على البلدان الضعيفة المتخلِّفة في آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية.
وكانت البلدان الإسلامية حُصَّة أوروبا الكبرى والتي كانت تمزِّقها الخلافات المذهبية والمحكومة من قبل حُكَّام جهلة، أغبياء، فسقة، بعيدين عن العلم والحضارة والسياسة الناجحة.
لا يمكن إعطاء التحديد القطعي لساحة الصراع بين المسلمين بقيادة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وبين قوى النفاق المتسترة بثوب الإسلام وقوى الاستكبار العالمي الصليبي واليهودي إلّا بما وصلنا من بعض أحاديث المعصومين (عليهم السلام) وبما يمكن تحديدها تقريباً بنهر (آموداريا) على تخوم خراسان القديمة وجبال (تورا بورا) في أفغانستان شرقاً، وبنهر النيل الخالد الممتد من منابعه قرب بحيرة (فكتوريا) في كينيا صعوداً إلى مصبِّه في البحر الأبيض المتوسط بفرعيه دمياط ورشيد غرباً.
أمّا من الناحية الشمالية فيمكن تحديدها بمدينة اسطنبول الواقعة على ضفاف مضيق البسفور مروراً بديار بكر ومنتهية بمدينة باكو الآذرية.
وأخيراً فإن هذه المنطقة محدودة من الجنوب بالبحر العربي والمحيط الهندي.
وتضم هذه المنطقة مساحات كبيرة من آسيا وإفريقيا وهي تطل من زاويتها الشمالية الغربية على أوروبا (القارة العجوز)، وفيها أجزاء من أفغانستان وتركستان وأذربيجان وإيران والعراق وبعض أجزاء تركيا والشام بأقاليمه الأربعة والجزيرة العربية ومن ضمنها اليمن وبلاد مصر وبعض أجزاء من شمال إفريقيا.
وهذا لا يعني أن المناطق الأخرى - خارج هذه المنطقة - لا دور لها في حركة الثورة المهدوية العالمية، وإنما نعني أن هذه المنطقة هي ساحة المواجهة المباشرة التي تمد الثورة بالرجال والسلاح.
هذه المنطقة هي قلب العالم النابض من حيث موقعها الاستراتيجي لأنها تتوسَّط قارّاته القديمة الثلاثة (آسيا - إفريقيا - أوروبا) وفي باطنها ثلثا احتياطي الطاقة في العالم أعني به النفط والغاز، وفيها معادن أخرى لا تقل خطورة عن النفط والغاز وهي الكبريت والفوسفات وحتّى اليورانيوم، كما أن لديها ثروة بشرية شابة ضخمة ذات تنوُّع ثقافي وحضاري بعكس أوروبا فإنها في مرحلة الشيخوخة، إذ تمتنع النساء هناك عن إنجاب العديد من الأولاد إلّا قليلاً.
ولكن منطقة الظهور المقدس الأساس هي:
بلاد الحجاز (مكة المكرمة والمدينة المنورة).
العراق (الكوفة).
الشام (دمشق والقدس) حيث حركة السفياني.
أمّا باقي البلدان فهي مساعدة أو ثانوية.
وحقيقة الثورة المهدوية أنَّها صراع بين الاستقامة والانحراف، بين الاستضعاف والاستكبار، بين الإيمان والكفر.
وكان هذا الصراع في القديم في زمن الأنبياء القدماء (عليهم السلام) بين المنهج الرباني الذي يحملونه وبين المنهج الدنيوي القائم على التقليد للآباء والأجداد والاستغلال البشع للطبقات الدنيا في المجتمع، فغالباً ما كان المعارضون للأنبياء (عليهم السلام) هم ما يقال عنهم الصفوة أو بالمصطلح القرآني الملأ.
ولو نظرنا إلى ما حصل بين الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقريش لرأينا كيف أنَّه انقلب بين ليلة وضحاها من الصادق الأمين إلى كذّاب ساحر مجنون في نظرهم.
لماذا؟
لأنَّه عندما تتعرض مصالح البعض للخطر وامتيازاتهم للزوال فإنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي وإنما يشهرون أسلحتهم المادية والمعنوية للدفاع عنها ناسين أو متناسين أنَّ أولئك الأنبياء (عليهم السلام) هم صادقون ومخلصون بدعواتهم الإصلاحية بيد أنْ المنفعة والمكانة الدنيوية تطغى على كل شيء.
ولذا فإنَّ كثيراً من الأنبياء دفعوا حياتهم ثمناً لدعواتهم الإصلاحية كنبي الله زكريا وولده يوحنا المعمدان وقبلهما أرميا (عليهم السلام).
ولم تسلم هذه الأُمة ممّا حصل في الأُمَم التي سبقتها، فكان أنْ انحرف بعض من أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بمجرد أن أغمض عينيه عن الدنيا فهرولوا إلى سقيفة الضلالة وقاموا بانقلابهم المشؤوم وهم يعلمون أنهم يسيرون في الطريق الخطأ، ولكن شهوة السلطة أعمَتْ أبصارهم وبصائرهم فتسبَّبوا بأكبر انتكاسة للإسلام جعلت الأُمَّة تدفع ثمنها من دمائها ودموعها منذ ذاك الحين(٢٠).
وفي هذا العصر وفي عصر الظهور سيكون الصراع قوياً وعنيفاً وواسعاً بين الإسلام المحمدي الأصيل الذي يمثله الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وبين عدَّة جبهات داخلية وخارجية.
الداخلية تتمثَّل بخطَيْ النصب والبتر وما يمتلكانه من أدوات إعلامية وحتّى فقهية، وحينها تتطاير فتاوى فقهاء الضلالة ضد الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، فإذا بنا أمام ستة عشر ألف من البترية والنواصب يخرجون في رميلة الدسكرة (شهربان) هاتفين بصوت واحد: (ارجع من حيث أتيت فلسنا بحاجة لبني فاطمة).
ومن جهة أخرى يظهر أعتى مجرم في الشام يرفع لواء النصب والعداء لأهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم وهو السفياني المتحدر من الشجرة الملعونة يحمل أحقاد أبي سفيان ومكر معاوية وفتك يزيد مُلاعِب القرود.
ولكن أولئك النواصب هم لا شيء أمام مستكبر عات يمثِّل خلاصة الاستكبار منذ هبوط آدم وحتّى يوم القيامة وهو أوروبا وبنو الأصفر الذين لديهم قابلية تحريك السفياني والبترية وغيرهم كما يحركون أحجار الشطرنج.
يقبل السفياني من الروم متنصراً في عنقه صليب(٢١).
فالصراع القادم سوف يكون بين الإسلام المحمدي وبين أوروبا المادية الصليبية.
ومن المعروف أن أوروبا لا تدخل بمواجهة مباشرة ضد أعدائها إذا كان لديها عملاء ينفذون أعمالها ويقاتلون ويقتلون دونها، ولكنها تدخل المواجهة فيما إذا عجز عملاؤها أو تم القضاء عليهم من قبل الخصوم والأعداء.
فحين ترى أنَّ عميلها السفياني الذي تعبت بإعداده قُضي عليه فإنَّها تهب بقضِّها وقضيضها مدفوعة بحقدها الصليبي ونظرتها الاستعلائية للمؤمنين، فتأتي بجيش جرار للقضاء على حركة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
ولذلك يهبط المسيح (عليه السلام) من السماء لمساندة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وليعلن بصريح العبارة أنه على دين المهدي وجد المهدي، مسقطاً حجج القساوسة والرهبان.
***************
(١٦) الفتن للمروزي: ١٨٩.
(١٧) الغيبة للنعماني: ص٢٦٤، باب١٤، ح١٣.
(١٨) معركة هرمجدون هي المعركة التي ستقع في سهل مجدو بفلسطين بين قوات الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) والجيوش الغربية حيث تنتصر قوات الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) انتصاراً عظيماً فيهرع الغربيون إلى المسيح (عليه السلام) الذي سيهبط آنذاك للتوسط بينهم وبين الإمام (عجّل الله فرجه)، وهذه المعركة تسمّى عند المسلمين بالملحمة الكبرى.
(١٩) كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٣٤٥ - ٣٤٦، الباب٣٣، الحديث٣١.
(٢٠) في مسند ابن حنبل: ج٢، ص٣٠٠، عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «ألا ليذادن رجال منكم عن حوضي كما يذاد البعير الضال، أناديهم ألا هلم، فيقال إنهم بدلوا بعدك، فأقول سحقاً سحقاً...».
(٢١) الغيبة للطوسي: ص٤٦٣، ح٤٧٨.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page