هناك جملة من العوامل التي تُؤثِّر على النفس في موضوعة الإذعان بحقيقة ما قامت الأدلَّة على ثبوتها، وفي موضوعة الانقياد في الجانب العملي، فما كلُّ ما قامت الدلائل عليه أذعنت به النفس، وما كلُّ ما اعتقدت به انعكس في جانب السلوك، فحين تتحرَّك شهواتها ورغبتها في كسر القيود تنكر حتَّى يوم القيامة دون دليل.
﴿بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ * يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ﴾ (القيامة: ٥ و٦).
بل حين تتيقَّن النفس تجحد: ﴿وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ﴾ (النمل: ١٤).
وحين تكتسب الخطايا تكذب بيوم الدين: ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ * وَما يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ * كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (المطفِّفين: ١٠ - ١٤).
وتمتنع عن اتِّخاذ الموقف المناسب والثبات عليه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ ما كَسَبُوا﴾ (آل عمران: ١٥٥).
1 - عدم موضوعية النفس في الاعتقاد والانقياد
- الزيارات: 182