لعلَّك تسأل: إنَّ بقية الله الأعظم (عليه السلام) غائب عن الأنظار ولا يمكن أخذ الأحكام مشافهةً عنه والحال هذه، فما الذي يفعله الناس في غيبته بالنسبة إلى الأحكام؟
الجواب: أنَّ الأئمَّة (عليهم السلام) لم يتركوا شيئاً إلَّا وبيَّنوه، وعلى الأُمَّة أن تعمل بحلال النبيِّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) وتتجنَّب عن حرامه، وقد بيَّن النبيُّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) للأُمَّة المرجعيَّة التي ينبغي الرجوع إليها لأخذ الدين عقيدةً وفقهاً؛ بل سائر معارفه، كما في حديث الثقلين المتواتر عند الفريقين، فكما أنَّ النبيَّ لم يُبيِّن الأحكام كلّها دفعة واحدة؛ بل بيَّن ما يحتاج إليه الناس، فوجب أن يكون هناك من يقوم بمهمَّة بيان الدين بعد النبيِّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) وهم أهل بيته الذين أرجع لهم في حديث الثقلين.
وحالنا في زمن الغيبة الكبرى لا يشذُّ عن هذه القاعدة، فنحن بحمد الله تعالى نمتلك تراثاً ضخماً وصل إلينا عن أئمَّة الهدى (عليهم السلام) بيد أمينة، فإذا لم نتمكَّن من ملاقاة الإمام والأخذ عنه مباشرةً - كما في زماننا - فإنَّنا نرجع إلى من أرجع إليهم الإمام (عليه السلام) وسائر الأئمَّة (عليهم السلام)، وهم فقهاء الدين والمراجع العظام، الذين يتمكَّنون من الرجوع إلى الأحاديث الشريفة واستنباط الأحكام الشرعية منها.
خاتمة: في وظيفة الأمّة في الغيبة الكبرى
- الزيارات: 198