ثمّ يأتي الإمام عليه السلام إلىٰ الشام لمواجهة السفياني، فإذا بلغ السفياني أنَّ القائم قد توجَّه إليه من ناحية الكوفة، يتجرَّد بخيله حتَّىٰ يلقىٰ القائم، فيخرج فيقول: أَخرجوا إليَّ ابن عمّي، فيخرج عليه السفياني فيكلّمه القائم عليه السلام، فيجئ السفياني فيبايعه ثمّ ينصرف إلىٰ أصحابه فيقولون له: ما صنعت؟ فيقول: أسلمت وبايعت، فيقولون له: قبَّح الله رأيك بين ما أنت خليفة متبوع فصرت تابعاً، فيستقبله فيقاتله، ثمّ يمسون تلك الليلة، ثمّ يصبحون للقائم عليه السلام بالحرب فيقتتلون يومهم ذلك. ثمّ إنَّ الله تعالىٰ يمنح القائم وأصحابه أكتافهم فيقتلونهم حتَّىٰ يفنوهم حتَّىٰ أنَّ الرجل يختفي في الشجرة والحجرة، فتقول الشجرة والحجرة: يا مؤمن هذا رجل كافر فاقتله، فيقتله، فتشبع السباع والطيور من لحومهم، فيقيم بها القائم عليه السلام ما شاء. ثمّ يعقد بها القائم عليه السلام ثلاث رايات: لواء إلىٰ القسطنطينية يفتح الله له، ولواء إلىٰ الصين فيفتح له، ولواء إلىٰ جبال الديلم فيفتح له(١٦٩).
ثمّ يأتي الإمام عليه السلام إلىٰ بيت المقدس، ويحضر وقت صلاة الصبح ويتقدَّم الإمام عليه السلام ليُصلّي بالناس فإذا بعيسىٰ بن مريم عليه السلام ينزل من السماء، فيرجع الإمام عليه السلام القهقرىٰ ليتقدَّم عيسى عليه السلام، ويقول له الإمام عليه السلام: تعال صلّ بنا، فيضع عيسى عليه السلام يده بين كتفيه ثمّ يقول له: تقدَّم، إنَّ بعضكم علىٰ بعض أمراء تكرمة من الله لهذه الأُمَّة، فيتقدَّم الإمام المهدي عليه السلام ويُصلّي عيسىٰ بن مريم عليه السلام خلفه(١٧٠).
ثمّ يستخرج التوراة وسائر كتب الله عز وجل من غار بأنطاكية، فيحكم بين أهل التوراة بالتوراة، وبين أهل الإنجيل بالإنجيل، وبين أهل الزبور بالزبور، وبين أهل القرآن بالقرآن(١٧١).
***************
(١٦٩) بحار الأنوار ٥٢: ٣٨٨/ ح ٢٠٦.
(١٧٠) راجع: بحار الأنوار ٥١: ٨٥ و٩٠.
(١٧١) راجع: الغيبة للنعماني: ٢٤٣/ باب ١٣/ ح ٢٦.
مهام الإمام المهدي عليه السلام في الشام وبيت المقدس
- الزيارات: 169