• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

ميزان معرفة الحقّ

 جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام وقال له: أترى أنَّ طلحة والزبير وعائشة اجتمعوا على باطل؟ فقال عليه السلام: (إِنَّكَ مَلبُوسٌ عَلَيكَ، إِنَّ الحَقَّ وَالباطِلَ لَا يُعْرَفانِ بِأَقدارِ الرِّجالِ وَبِإِعمالِ الظَّنِ، اِعرِفِ الحَقَّ تَعرِف أَهلَهُ، وَاعرِفِ الباطِلَ تَعرِف أَهلَهُ)(١٦٥).
فمن باب العدل واحترام حجّية وطاعة كلام المعصوم لا بدَّ من الرجوع إلى القاعدة الثانية، وهي الأعمّ في معرفة أشخاص أصحاب الدعوات ومدى أحقّية دعواتهم، وهي قاعدة (معرفة الحقِّ بنفسه، ومعرفة الرجال بالحقِّ)، وفي ذلك نبقى ضمن أمرين مهمَّين بيَّنهما المعصوم عليه السلام، ويفترض أن يكون العقل وكلام المعصوم حجَّة علينا:
الأُولى: نصُّ المعصوم في علامة (اليماني)، التي يفترض أن يكون استعماله فيها حقيقة وليس مجازاً كما عرفنا.
والثانية: معرفة الحقِّ، ومعرفة الباطل.
لا أن تضعوا قواعد من عند أنفسكم وتخالفوا المعصوم بكلِّ جرأة ووقاحة لتُؤسِّسوا قواعد يُبنى عليها سلب حقّ محمّد وآله الأطهار عليهم السلام، والذين علَّمونا في زيارة عاشوراء كيف وإلى أيِّ حدٍّ نتبرَّأ (مِمَّنْ أَسَّسَ أَساسَ الظُّلْمِ وَالجَوْرِ عَلَيْكُمْ، وَأَبْرَأُ إِلى الله وَإِلى رَسُولِهِ مِمَّنْ أَسَّسَ أَساسَ ذلِكَ وَبَنى عَلَيهِ بُنْيانَهُ وَجَرى فِي ظُلْمِهِ وَجَوْرِهِ عَلَيْكُمْ وَعَلى أَشْيَاعِكُمْ، بَرِئْتُ إِلى الله وَإِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَأَتَقَرَّبُ إِلى الله ثُمَّ إِلَيْكُمْ بِمُوالاتِكُمْ وَمُوالاةِ وَلِيِّكُمْ وَالبَراءةِ مِنْ أَعْدائِكُمْ وَالنَّاصِبِينَ لَكُمْ الحَرْبَ وَبِالبَراءةِ مِنْ أَشْيَاعِهِمْ وَأَتْباعِهِمْ...)(١٦٦).
فما هو الحقّ الذي بمعرفته يُعرَف أصحابه؟
عندما يواجه الإنسان المؤمن مشكلة تحتاج إلى تحديد موقف الشرع منها كتكليفه تجاه حادثة معيَّنة تحتاج إلى نصرة عسكرية كحالة اليماني، فمن الطبيعي أنَّ هذا المؤمن يعيش في عصره وينطلق من الواقع المحيط به ويتفاعل مع القضايا المعاصرة له، فكلّ لحظة من لحظات التاريخ يعيش فيها خطّان متضادّان من الخير والشرّ والعدل والظلم والحقّ والباطل، وكلُّ واحد من هذه الأقسام إمَّا واضح صريح أو ما هو ملتبس ومشتبه بعضه ببعض، ونحن نرى كثيراً من الدول والمؤسّسات الدولية اليوم ترفع شعار مبادئ العدل، وفي الحقيقة هي من أشدِّ مخالفيه، ولكن عادةً ما تخالفه بصورة غير صريحة.
ومثال على ذلك: طالما كان هناك صراع بين المعسكر الشرقي المتمثِّل بالاتّحاد السوفيتي سابقاً والمعسكر الغربي المتمثِّل بأمريكا، وقبيل وبعد انهيار الاتّحاد السفياتي كان له امتداد وأطماع في بعض الدول، وعبَّر عن أطماعه باجتياحات عسكرية كما حدث في أفغانستان والشيشان مثلاً، إلَّا أنَّ حرب أمريكا لم تتعامل معه بالأُسلوب القديم بالمواجهة المباشرة، ولا بالأُسلوب اللاحق كالحرب الباردة، وإنَّما استخدمت أُسلوباً مبتكراً في طرق إدارة الحروب، نعم هو مجابهة عسكرية ولكن كلَّما احتاجت إلى جيش ارتقى رجال الدين في السعودية منابر المسلمين ودعوا إلى الجهاد لاستنقاذ أرض المسلمين المغصوبة والمسلوبة من الكفّار، وببعض دموع التماسيح وآيات الجهاد يسرع المسلمون ممَّن يسمعونهم إلى تلبية دعوتهم وبحساب مفتوح من ملوكهم من ثروات المسلمين تلبيةً لمعاهدات سرّية مع إدارات الحرب الأمريكية على الحرب بالنيابة، وبذلك حفظوا أبناء أمريكا من مواجهة العدوّ الروسي، وتمَّت بدماء المسلمين تحقيق أهداف أمريكا في السيطرة على إدارة العالم.
فأين نيَّة المسلم الذي لبّى نداء رجل الدين في السعودية من مخطّطي السياسات الاستراتيجية الأمريكية في الحفاظ على هيمنة أمريكا على العالم؟ لا شكَّ في جهل هذا المسلم المخدوع الذي لبّى دعوة يظنُّ بجهله أنَّها حقَّة، كما لا شكَّ بخبث وظلم نيَّة الإدارة الأمريكية في تكريس سيطرتها على مليارات من البشر، فهذا الأمر بدأ وخُطِّطَ له بالباطل ونُفِّذَ بنوايا مغايرة لما خُطِّطَ له، وعادت نتائجه إلى ما رُسِمَ له في تلك الدوائر التي خُطِّطَ له فيها وثمنه دماء المسلمين، والذي لا أعلم لماذا لا يسأل المسلمون أنفسهم: لماذا لم يتطرَّق رجل الدين في السعودية وغيرها إلى قضيَّة هي أهمّ من المنظور الديني والرمزي بالنسبة للمسلمين وهي قضيَّة فلسطين واحتلال القدس وبيت المقدس من قِبَل الصهاينة!؟ مع أنَّها أقرب مكاناً وطول فترة احتلالها وكثرة المصائب والويلات التي لاقاها المسلمون في ظلِّ احتلال هذا البلد العزيز.
وكثيرة هي الأمثلة في العالم اليوم على التباس الحقّ بالباطل، ومع كثرة المشاكل وتعدُّد أنواعها وتداخلها منها، مثلاً الاقتصادية والتربوية والأخلاقية والعلمية والإنسانية والأمنية، وتبلورت عبر الزمن إلى أن ظهرت في معسكرين أساسيين، وعلى الأقلِّ على مستوى القيم والمبادئ، وأمَّا من غير هذين المعسكرين من الدول فهي إمَّا لم تكن لها قيمة عامَّة تُؤهِّلها إلى الدخول في هذا المعترك العالمي أو من نأى بنفسه عن تلك التحدّيات وانطوى على الاهتمام بالشأن الداخلي لبلده.
ويُمثِّل اليوم رأس الشرِّ بالعالم أمريكا، وهذا ينبغي أن يكون واضحاً خصوصاً مع ظهور المحافظين الجُدُد واستيلائهم على رسم السياسات الخارجية الأمريكية، والذين ينطلقون بدوافع دينية متوافقة مع اللوبي الصهيوني العالمي، وبهذا الامتداد الأمريكي الغربي الصهيوني الإسرائيلي تتشكَّل معالم الجبهة المناوئة للجبهة الأُخرى والذي يُمثِّل اليوم أبرز معالمها النظام الإسلامي في إيران، وعلى هذا التحديد نستطيع أن نقيس أيّ موقف معادي لإيران فهو إمَّا يتحرَّك على أساس مصالح مع الجبهة الأُخرى يساير بموقفه هذا رعاية مصالحه معها كاليابان وبعض دول أُوروبا، أو له موقف مبدئي معادٍ للنظام الذي قامت وتنادي به الجمهورية الإسلاميَّة في إيران، ويستقوي بجبهة الظلم على أبناء دينه كما تفعل السعودية وبعض الدول العربية والإسلاميَّة.
ويسير بموازاة هذين الرمزين من الخير والشرّ المعلومين في الساحة العالمية في العصر الحاضر، خطّ عامّ يُمثِّل مستوى إرادة البشرية في تحقيق إنسانيتها، وكلّ فئة اجتماعية دينية كانت أو جغرافية أو قومية لها موازينها وقيمها الخاصَّة، والتي من خلالها تُعبِّر عن وجودها وعن قيمتها الإنسانية وإن كان ذلك السير بطيئاً جدَّاً(١٦٧)، وربَّما تستبطن بعض الفئات الاجتماعية المنعزلة في عصرنا الحاضر ولا تُمثِّل حالياً قطباً يتمحور حوله أحد الاتّجاهات البارزة في العالم قد تحمل مؤهِّلات وتستبطن قابليات ذات قيم إنسانية عليا ربَّما تتكشَّف عبر ظروف ثقافية أو سياسية معيَّنة في المستقبل القريب أو البعيد يؤهِّلها أن تأخذ بزمام أُمور القطبية العالمية، وتكون ذات اهتمام إعلامي ودولي بارز نظراً للقيمة الإنسانية التي تطرحها، فالدول كما الحضارات معرَّضة للتراجع عن السيطرة على إدارة زمام أُمور العالم أو الإقليم التي تتقدَّم فيه، وما يهمّنا نحن كمسلمين هو الحفاظ أوَّلاً على مبادئنا الأساسية.
هذا هو مجمل الواقع العالمي اليوم وعلاقته بما يجب أن نفعله كمسلمين، وهذه هي القضايا المطروحة على ساحته. أقطاب الظلم في العالم استعملت واستخدمت مقدَّساتنا كالفتاوى وخدمة الحرمين وتراثنا ودماءنا وعقولنا وشبابنا لتحارب به ديننا دفاعاً عن نفسها وعن أفكارها وسياساتها من أجل السيطرة علينا، لتُلغي ثقافتنا ومعتقداتنا ومبادئنا ومستقبلنا، وأحد أهمّ ساحات معركتها هو تشويه سمعة المسلمين، وأحد أبرز جبهات هذه المعركة هو إسقاط سمعة وقيمة رمز مستقبلهم والمذخور لإقامة العدل وإزالة الجور إمام الزمان وأمل الشعوب، بطرح نماذج يبرزوها للمسلمين كنماذج بديلة عنه، كما فعل شركاؤهم من قبل من بيزنطيين وغيرهم الذين ساندوا بعض الخلفاء من خلال مستشاريهم في البلاط الأُموي، وما فعلته المخابرات الغربية في دفع محمّد بن عبد الوهّاب إلى واجهة قيادة المسلمين بالتحالف مع أُسرة آل سعود، والمخابرات الروسية في تبنّي (الباب) حتَّى أصبحت تلك الجماعات أُمماً كاملةً يُحرِّكونها متى ما احتاجت الحكومة الروسية أو الغرب إلى حركتهم، وكلُّ ذلك على حساب الإسلام وخطّ أهل البيت عليهم السلام، وبدأ ذلك في إرضاء غرور شخص منحرف نفسياً وعقائدياً مُلِئَ بالأحقاد على دينه ومذهبه فراح يُعبِّر عن أحقاده بتلك الدعوات بشقِّ صفوف المسلمين وإخضاع كثير من شبابهم إلى إرادات معادية للإسلام بوقوفهم بوجه المواقف المدافعة عن المسلمين لصالح تلك الدول الداعمة والراعية له، والسبب الثاني هو ذلك الجهل والغفلة من قِبَل أتباعه الذين يهتفون باسمه ليل نهار، وكأنَّ الهدف من خلق الكون هو تمجيد هذا المنحرف أو ذاك، وحرموا الأُمَّة بفضل غباء وتقاعس وطمع هؤلاء من حملها على العدل والخير والرحمة، التي تتحقَّق بقيادة خلفاء السماء لولا جهل الجاهلين وقصور المقصِّرين.
فمن الضروري تحديد نوع المشكلة ومدى تأثيرها على الإسلام وأهدافه النبيلة قبل اتّخاذ أيّ قرار بالنصرة أو المجابهة.
وعندما يريد أن يخرج قائد يدَّعي نصرة الدين، وليس لدينا معرفة كاملة بمبادئه ومستوى صدقه في تطبيق تلك المبادئ، فيتعيَّن علينا حسب الشرع والعقل أحد مرحلتين:
المرحلة الأُولى وهي خاصَّة:
وفيها خطوتان:
الخطوة الأُولى: يجب أخذ رأي أهل الخبرة في الدين من مجتهدين خصوصاً أُولئك الذي بذلوا حياتهم وأفنوا سنيّهم بنصرة الدين والمذهب وعلى جميع الأصعدة.
الخطوة الثانية: يجب من يُؤخَذ رأيه أن يكون له اطّلاع واسع وتقييم صائب في الأحداث السياسية والاجتماعية، ولديه متابعة مستمرَّة لتطوّرات الأحداث خصوصاً القريبة والمحيطة من بيئة الشخص المدَّعي.
المرحلة الثانية وهي عامَّة:
لا شكَّ أنَّ أيَّ مصلح حين يبرز بدعوته فإنَّه سوف ينطلق من الواقع الذي يعيشه ذلك المؤمن الذي يريد نصرة دينه وإعلاء كلمة (لا إله إلَّا الله) في أرضه، وعند طرح هذا القائد لأيِّ شعار أو ذكره لأيِّ هدف، يقيس ذلك المؤمن شعار وأهداف وأفكار ونظريات وعقيدة هذا القائد المفترض على المبادئ العليا للدين والتي بيَّنها ورسمها خلفاؤه بالحقِّ عليهم السلام، ثمّ ينظر إلى الواقع من حوله وينظر إلى أيِّ مدى تطابق تلك الشعارات والأهداف، وإلى أيِّ حدٍّ ينسجم مع نصرة القضايا الحقَّة في عصره، واختبار كلّ حركاته وسكناته وأقواله وأفعاله.
ونُذكِّر أنفسنا على الدوام بأنَّ هذا الدين الذي بين أيدينا لم يصل إلينا إلَّا بتضحيات أنبياء ومرسلين وأوصياء وأولياء وشهداء، وأُبيدت أُمم بكاملها لأجله، ويُتِّمَت ملايين الأطفال، ورُمِّلَت مئات الآلاف من النساء، وقُطِّعَت أيدٍ وأرجل، وطُحِنَت رؤوس، وأُنزلت كتب ورسالات، وعمل ما لا يُحصى من الملائكة لإتمام الدعوة الإلهية، والتي تتحقَّق ثمرة جهود أُولئك بالطلعة الرشيدة لصاحب الأمر أرواحنا فداه الذي يكون اليماني علامة له، فلا مجال للمجاملة والتسامح والتسويف والتأويل والأماني الباطلة، فإنَّ الحقَّ ما نطق به الرسول الأمين وتبعه أهل بيته الميامين عليهم السلام صريحاً جليَّاً لا يقبل أيّ تفسير آخر، فإن طابق قوله فعله من دون أن يتذرَّع بالأعذار أو يلوذ بالحيل نصرناه سواء كان يمانياً أم غيره.
ويجب على من يطرح نفسه مصلحاً وقائداً أن يكون طرحه متناسباً مع المهمَّة التي يطرح نفسه لأجلها، والمشكلة التي يريد إصلاحها نابعة من الواقع الذي يعيشه، فالدين أمر واقعي، ومدرسة أهل البيت عليهم السلام هي من صميم الواقع، وعادة ما تتحقَّق الحلول الأفضل بكشف أصالة رأي أهل البيت عليهم السلام، واستنتاج رأي ينهل من معين تلك الأصالة. لا الاجتهاد في دفعهم عن مراتبهم التي رتَّبهم الله فيها بأوهام أقرب ما تكون للهلوسة وأفعال نسجتها خيالات المهلوسين وأفكار لم يعرف منها إلَّا العناوين، فأين هذه الادِّعاءات الخاوية على عروش بقايا عقول أصحابها من قواعد أسَّستها السماء أصلها ثابت وفرعها في علّيين!؟
***************
(١٦٥) أنساب الأشراف للبلاذري ٢: ٢٣٨ و٢٣٩/ ح ٢٦٩.
(١٦٦) المصباح للكفعمي: ٤٨٣.
(١٦٧) ومن يستطيع أن يستمع إلى خطوات مسيره تلك فهو قد عرف معنى روح التاريخ، ومن استطاع أن يُترجِم معنى هذه الخطوات إلى أفكار فهو قد كتب فلسفته.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page