بعد أن تبيّن أن الرواية الوحيدة التي تمسّك بها اﻟﮕﺎطع وأتباعه لوجوب نصرة اليماني لا تدل على وجوب نصرته أو على رجحانها، كما أنه لا توجد أي رواية أخرى يمكن التمسّك بها لنصرة اليماني، نعطف عنان الكلام للحديث حول بعض الروايات التي حثّت على نصرة الخراساني قائد الرايات السود التي تخرج من المشرق، وهي عدّة روايات.
منها: ما رواه ابن طاووس في (الملاحم والفتن) عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ذكر بلاءً يلقاه أهل بيته، حتى يبعث الله راية من المشرق سوداء، مَنْ نصرها نصره الله، ومن خذلها خذله الله، حتى يأتوا رجلاً اسمه كاسمي، فيولّوه أمرهم، فيؤيّده الله وينصره(٢٥٩).
وروى فيه أيضاً، ومحمد بن جرير الشيعي في (دلائل الإمامة) بسنده عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في حديث: إنّا أهل بيت اختار الله عزّ وجلّ لنا الآخرة على الدنيا، وإنه سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريداً وتشريداً في البلاد، حتى ترتفع رايات سود من المشرق، فيسألون الحق فلا يُعطَون، ويقاتلون فيُنصَرون، فيُعطون الذي سألوا، فمن أدركهم منكم أو من أبنائكم فليأتهم ولو حبواً على الثلج، فإنها رايات هدى، يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما مُلئت جوراً وظلماً(٢٦٠).
وروى أيضاً في كتابه المذكور عن ثوبان، قال: إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قِبَل خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج، فإن فيها خليفة الله المهدي(٢٦١).
ولعلّ المراد بأن فيها خليفة الله المهدي عليه السلام هو أن أصحاب هذه الرايات يبايعون الإمام المهدي عليه السلام وينضمّون إلى جيشه، ويكونون من أنصاره كما ورد ذلك في رواية طويلة رواها النعماني قدس سره عن أبي جعفر الباقر عليه السلام، ورد فيها ذكر الرايات السود، وفيها قال: فبينا هم كذلك إذ أقبلت رايات من قِبَل خراسان، وتطوي المنازل طيًّا حثيثاً، ومعهم نفر من أصحاب القائم(٢٦٢).
أي معهم نفر يصيرون بعد ذلك من أنصار الإمام المهدي المنتظر عجّل الله تعالى فرَجه الشريف.
وسيأتي مزيد بيان في نصرة الخراساني عند كلامنا حول الرايات السود التي تخرج من خراسان، فانتظر.
***************
(٢٥٩) الملاحم والفتن: ٥٤.
(٢٦٠) دلائل الإمامة: ٢٣٢. الملاحم والفتن: ٥٢.
(٢٦١) الملاحم والفتن: ٥٣.
(٢٦٢) الغيبة للنعماني: ٢٨٩.
الحث على نصرة الخراساني
- الزيارات: 249