• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

خاتمة

 إلى هنا تمَّ ما أردت كتابته في الردّ على دعوة أحمد إسماعيل البصري والردّ على كتابه المسمّى: (الوصيّة المقدَّسة: الكتاب العاصم من الضلال) الذي يزعم أنصاره أنَّه تحدَّى به مراجع التقليد في النجف الأشرف وقم المقدَّسة.
وكما لاحظ القارئ العزيز فإنَّ هذه الدعوة قائمة على دعاوى مجرَّدة وانتقاء لبعض الأحاديث دون بعض، وتفسيرها بغير ما يُراد بها، وأنَّ هؤلاء القوم الذين آمنوا بهذه الدعوة ويدْعون لها كلّهم جهّال مغفَّلون أو كذّابون نفعيّون مغرضون.
وهذا الكتاب الذي تحدّى به أحمد إسماعيل مراجع النجف وقم كتاب ركيك جدَّاً، ينمُّ عن جهل فاضح، وكان عليه أن يخجل من أن ينسب لنفسه مثل هذا الجهل المكشوف، فإنَّه خير له من أن يتحدّى به صغار طلبة العلم، فضلاً عن مراجع النجف وقم.
ومن كلّ ما تقدَّم يتَّضح لكلّ من كان عنده شيء يسير من الثقافة والاطّلاع أنَّ هذا الكتاب الركيك لا يحتاج من مرجع تقليد أن يضيِّع وقته الشريف في الردّ على ما فيه من جهل وغباء.
وهنا أودُّ أن أُنبّه القارئ العزيز إلى أنَّ أحمد إسماعيل البصري عندما يتظاهر بأنَّه يتحدّى مراجع النجف وقم إنَّما يريد أن يخدع الجهّال والمغفَّلين البسطاء، ويوهمهم بأنَّ إصراره على تحدّيه لمراجع التقليد وعدم موافقتهم على مناظرته، مضافاً إلى عجزهم عن الردّ على كتبه، دليل واضح بزعمه على أنَّه أعلم منهم، وأنَّه بالفعل إمام مرسل من قِبَل الإمام المهدي المنتظر عليه السلام.
إلَّا أنَّ هذه حيلة مكشوفة لا تنطلي إلَّا على البسطاء والمغفَّلين؛ لأنّا لو فرضنا أنَّ أحمد إسماعيل حيٌّ لحدِّ الآن وأنَّه بالفعل قد تحدّى مراجع النجف وقم، وإنَّ هذه التحدّيات الجوفاء غير مكذوبة عليه من قِبَل بعض أنصاره الذين صاروا الآن يتاجرون باسمه، فإنَّ تجاهل مراجع التقليد لأمثال هذه التحدّيات وإن فسره هؤلاء الجهّال بأنَّه ضعف من مراجع التقليد وعجز منهم عن الردّ، لكنَّه يبيِّن أنَّ مراجع التقليد لا يُعطون أمثال هذه التحدّيات أكثر من حجمها الحقيقي، ولا يُعطون هؤلاء الدجّالين أيّ قيمة؛ لأنَّهم يعلمون أنَّهم جهّال سفهاء، وقد ورد في الحديث عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام أنَّه قال: (من طلب العلم ليباهي به العلماء، أو يماري به السفهاء، أو يصرف به وجوه الناس إليه، فليتبوَّأ مقعده من النار)(٣٤٧).
كما أنَّ مرجع التقليد لو ردَّ على هؤلاء فإنَّهم سيُغْرون بعض سفهائهم السبَّابين على ذلك المرجع، وسيحاولون النيل منه والوقيعة فيه بما يمليه عليهم حقدهم عليه.
وكيف كان فإنَّ أحمد إسماعيل قد تحدّى مخالفيه، وهذا هو جوابه، ولا يهمُّ إذا الردّ لم يكتبه مرجع تقليد ما دام الردّ وافياً وكافياً لكلّ باحث منصف، وآمل من أحمد إسماعيل _ إن كان حيَّاً _ أن يدافع عن كتابه الذي تحدّى به العلماء، وأن يكتب ردَّاً علميّاً بعيداً عن لغة الشوارع ما دام أنَّه يرى في نفسه أنَّه أعلم هذه الأُمَّة وأنَّه إمام معصوم، وسأعذره إذا اعترف بأنَّه عاجز عن الردّ، خصوصاً أنَّه يزعم أنَّه لا يرى في نفسه أنَّه خير من كلب أجرب، وهذا يقتضي منه إن كان صادقاً في زعمه ألَّا يستحقر هذا العبد الضعيف، وألَّا يرى لنفسه مقاماً يجعله يستنكف عن مخاطبة شخصاً مثلي أو الردّ على كتابي، فيُغري بعض أنصاره بالردّ، مع أنّي لا أخشى ردودهم؛ لأنّي رأيت بعض كتبهم في ردّهم على من خالفهم، فوجدتها مملوءة بالسباب والتجريح وسوء الأدب وغير ذلك ممَّا لا يصدر عادةً إلَّا عن الضعفاء المبطلين.
ولا يفوتني هنا أن أعتذر للقارئ العزيز عن التكرار الذي اضطرّني إليه أحمد إسماعيل في بعض المباحث؛ لأنَّ كلامه فيه تكرار كثير ممل، وطرح للفكرة بصيغ مختلفة، فكان لا بدَّ من تتبّع كلماته والردّ عليها وإن اضطررت إلى التكرار أيضاً حتَّى لا يزعم زاعم أنّي لم أردّ على بعض كلامه، وليترسَّخ الردّ في ذهن القارئ أكثر.
وأودُّ أن أُنبّه إخواني الشيعة إلى أنَّ كتب أحمد إسماعيل وأنصاره كلّها مملوءة بالأباطيل والمغالطات والأكاذيب، وهي من أوضح مصاديق كتب الضلال التي أفتى فيها مراجع التقليد دام ظلّهم الشريف بعدم جواز اقتنائها وشرائها وقراءتها، إلَّا إذا كان المطَّلع عليها متمكِّناً من معرفة ما فيها من كذب وضلال، وكان غرضه الردّ عليها فإنَّه يجوز له ذلك.
كما أُشير إلى أنّي لم أعتن بالجواب على التعليقات التي أدرجها من علَّق على كتاب أحمد إسماعيل، وهو علاء السالم، ولا بالملاحق التي ألحقها بالكتاب، واقتصرت على ردّ كلام أحمد إسماعيل نفسه؛ لأنَّه إنَّما تحدّى مراجع التقليد بما كتبه هو، لا بمجموع ما كتبه هو وما علَّقه علاء السالم على كلامه.
وفي الختام أسأل الله أن يتقبَّل منّي هذا القليل، وأن يجعله مرضيّاً عند إمام العصر عليه السلام، إنَّه سميع مجيب، والحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على محمّد وآله الطيّبين الطاهرين.
***************
(٣٤٧) الكافي ١: ٤٧/ باب المستأكل بعلمه والمباهي به/ ح ٦.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page