• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الفصل الرابع: معجزاته ‏عليه السلام

وفيه واحد وعشرون موضوعا
الإعجاز في اللغة: الفوت، أعجزه الشي‏ءُ أي فاته، أعجز فلانا أي وجده عاجزا وصيّره عاجزا.ومعجزة النبيّ‏ صلى الله عليه و آله وسلم ما أعجز به الخصم عند التحدّي.وهـو فـي الاصطلاح أن يأتي المدّعي لمنصب من المناصب الإلهيّة{راجع: القاموس المحيط، والمصباح المنير} بما يخرق نواميس الطبيعة، ويعجز عنه غيره، شاهدا على صدق دعواه.{كما قال به السيّد الخوئي في كتابه البيان في تفسير القرآن:  ص ٣٢، وهـذا معنى عامّ شامل لمنصب النبوّة والإمامة، وإن كان للإعجاز معنى آخر، يختصّ بمدّعي النبوّة ولاغير، كما التزم به الشيخ محمـد جواد البلاغي في مقدّمة تفسير آلاء الرحمن حيث قـال : « المعجز هـو الذي يأتي به مدّعي النبوّة بعناية اللّه الخاصّة، خارقا للعادة، وخارجا عـن حـدود القدرة البشريّة ، وقوانين العلم والتعلّم، ليكون بذلك دليلاً على صدق النبيّ، وحجّته في دعواه النبوّة ودعوته». مقدّمة تفسير آلاء الرحمن، المطبوع ضمن تفسير الشبّر: ص  ٣} ومن البديهيّ أنّ النبوّة والإمامـة مـن المناصب الإلهيّة العظيمة، التي يكثر لها المدّعون، ويرغب ها الراغبون، وقـد يشتبه الصادق بالكاذب، فلابدّ لمدّعيها من أن يقيم شاهدا يدلّ على صدق دعواه، ولا يكون هذا الشاهد، إلّا بما يخرق نواميس الطبيعة، ولايقـدر أن يأتي بنظيرها غيره، ولا يمكن أن يقع من أحد ، إلّا بعناية خاصّة من اللّه تعالى، وإقدار منه، وهذا هو الذي يعبّر عنه بالإعجاز.
 واعلم أنّ الإعجاز الذي صدر عن أيدي الأنبياء والأئمّة: على ‏قسمين:
القسم الأوّل: المعجزات الإبتدائيّة، وهي التي صدرت عنهم:، لتكون دليلاً على صدق المدّعى، وحثّا وتشويقا لقبـول ادّعائهم، وتخويفا لمن ردّه.
القسم الثانى: المعجزات الاقتراحيّة، وهي التي يقترح الناس لهم:أن يُريهم بعض الأفعال والأعمال الخارقة عن قدرة البشر، حتّى يؤمنوا بهم، ولكن هـذا النوع من الإعجاز لـم يصدرعنهم: إلّا قليلاً، لأنّهم يعلمون بعلم إلهيّ أنّ هؤلاء لايؤمنون بهم: قطّ، وإن يروا معاجزهم مرارا كثيرة.  ولايخفى أنّ معجزات الأنبياء والأئمّة: لاتختصّ بموضوع خـاصّ، بل تتنوّع بأنواع مختلفـة، كإخبارهم بالمغيبات، واستجابة دعواتهم، وتصرّفاتهم في الأرض، والسماء، والجمادات، والنباتات، وغير ذلك.
وقد أوردنا هنا جميع ما عثرنا عليه من معجزات الإمام الهادي‏عليه السلام، حسب تتبّعنا في الكتب والمصادر.

(أ) - الأمر بكتمان معجزاته ‏عليه السلام
١- أبو عليّ الطبرسيّ رحمه الله عن أبي هاشم قال: خرجت مع أبي‏ الحسن ‏عليـه السلام إلى ظاهر سرّ من رأى، وشكوت إليه قصور يدي، فأهوى بيده إلـى رمـل كـان عليه جالسـا، فناولني منه أكفّا وقال: اتّسع بهذا ياأبا هشام! واكتم ما رأيت.{إعلام الورى: ٢/١١٨، س ٢. يأتي الحديث بتمامه في رقم ٣٩٦}.
٢- ابن حمزة الطوسيّ رحمه الله؛: وعنه [أي أبي هاشم الجعفريّ ] قال: حججت سنة حجّ فيها بَغا فلمّا صرت  إلى المدينة إلى باب أبي الحسن ‏عليه السلام وجدته راكبا في استقبال بَغـا،فمضيت معـه فلمّا أصحرنا التفت إلى غلامه وقال: اذهب فانظر في أوائل العسكر. ثمّ قال: انزل بنا يا أبا هاشم! قال: فنزلت وفي نفسي أن أسأله شيئا.
قال: فعمل بسوطه في الأرض خاتم سليمان، فنظرت فإذا في آخر الأحرف مكتوب: خـذ، وفي الآخر: اُكتم، وفي الآخر: أعذر، ثمّ اقتلعه بسوطه فإذا بنقرة صافية فيها أربعمائة مثقال.
فقلت لقد كنت شديد الحاجة إليها. {الثاقب في المناقب: ٥٣٢، ح ٤٦٨. يأتي الحديث بتمامه في رقم ٣٩٢}.
٣- ابن حمزة الطوسيّ رحمه الله؛: عن يحيى بن هرثمة قال: أنا صحبت أباالحسن ‏عليه السـلام من المدينةإلى سرّ من رأى... فلمّا صرنا ببعض الطريق عطشنا عطشا شديدا.
فقال أبوالحسن ‏عليه السـلام: الآن نصير إلى مـاء عذب فنشربه ؛ فما سرنا إلّا قليلاً حتّى صرنا إلى تحت شجـرة ينبع منها مـاء عذب بارد، فنزلنا عليـه وارتوينا  إنّي رجعت إلى الشجـرة لا عين ولا ماء ولا شجر. فعرفت الخبر، فصرت إلى أبي الحسن ‏عليه السلام فأخبرته بذلك. فقال: احلف أن لا تذكر ذلك لأحد. {الثاقب في المناقب: ٥٣١، ح ٤٦٦. يأتي الحديث بتمامه في رقم ٣٩٨}.

ب) -  علمه ‏عليه السلام بالمغيبات
 وفيه أربعة أمور
 الأوّل - علمه ‏عليه السلام بما في الضمائر:
١- الراونديّ رحمه الله؛: قال أبوهاشم الجعفريّ: إنّه ظهر برجل من أهل سرّمن رأى برص، فتنغّص عليه عيشه، فجلس يوما إلى أبي عليّ  الفهريّ، فشكا إليه حاله.
فقال له: لو تعرّضت يوما لأبي الحسن عليّ بن محمّد بن الرضا فجلس يوما في الطريق وقت منصرفه من دار المتوكّل، فلمّا رآه قام ليدنو منه فيسأله ذلك.
فقال له: تنحّ عافاك اللّه ثلاث مرّات فرجع الرجل ولم يجسـر أن ‏يدنو منـه، وانصـرف فلقـي الفهريّ فقال: قددعالك قبل أن تسأل{الخرائج والجرائح: ١/٣٩٩، ح ٥. يأتي الحديث بتمامه في رقم ٣٧٢}.
٢- أبو عليّ الطبرسيّ رحمه الله أبوالحسين سعيد بن سهلويه البصريّ، وكان يلقّب بالملّاح قال: كان يقول بالوقف جعفر بن القاسم الهاشميّ البصريّ، وكنت معه بسرّ من رأى ، إذ رآه أبوالحسن ‏عليه السلام في بعض الطرق فقال لـه: إلى كم هذه النومة، أما آن لك أن تنتبه منها؟ {إعلام الورى: ٢/١٢٣، س ١٠. يأتي الحديث بتمامه في رقم ٣٦٩}.
 ٣- ابن حمزة الطوسيّ رحمه الله؛: وعنه[أي أبي هاشم الجعفريّ] قال: حججت سنـة حجّ فيها بَغا، فلمّا صرت إلى المدينة إلى باب أبي الحسن‏ عليه السـلام وجدته راكبا في استقبال بَغا... فمضيت معـه حتّى خرجنـا من المدينـة، فلمّا أصحرنا قال: انزل بنا يا أبا هاشم! قال: فنزلت وفي نفسي أن أسأله شيئا وأنا أستحيي منـه، وأُقدّم وأُؤخّر. قال: فعمل بسوطـه في الأرض خاتم سليمان وناولنيه فنظرت فإذا بنقرة صافية فيها أربعمائة مثقال. فقلت: بأبي أنت وأُمّي! لقد كنت شديد الحاجة إليها وأردت كلامك وأُقدّم وأُؤخّر،
{الثاقب في المناقب: ٥٣٢، ح ٤٦٨. يأتي الحديث بتمامه في رقم ٣٩٢}.

الثاني - علمه ‏عليه السلام بما في الأرحام:
١- المسعوديّ رحمه الله أيّوب بن نوح قال: كتبت إلى أبي الحسن‏ عليه السلام: إنّ لي حملاً وأسأله أن يدعو اللّه يجعله لي ذكرا، فوقّع ‏عليه السلام لي: سمّه محمّدا.
{إثبات الوصيّة: ٢٣٧، س١٢ يأتي الحديث بتمامه في ج ٣، رقم ٨٤٨}.

الثالث - علمه ‏عليه السلام بالوقائع الحاليّة:
(١)- ابن شهر آشوب رحمـه الله؛: وفي كتاب البرهان عن الدهني أنّه لمّاورد به [أي أبي الحسن الهادي عليه السـلام] سرّ من رأى كـان المتوكّل برّا به، ووجّه إليه يوما بسلّة فيها تين،فأصاب الرسول المطر، فدخل إلى المسجد، ثمّ شرهـت نفسه إلى التين، ففتح السلّة وأكل منها، فدخل وهـو قائم يصلّي، فقال له بعض خدمه: ماقصّتك؟ فعرّفه القصّة.
قال له: أو ما علمت أنّه قد عرف خبرك وما أكلت من هذا التين، فقامت على الرسـول القيامة، ومضى مبادرا حتّى إذا سمع صوت البريد ارتاع هو ومن في منزله بذلك الخبر.
{المناقب: ٤/٤١٥، س ٨ عنه مدينة المعاجز: ٧/٥٠٦، ح ٢٤٩٩، والبحار: ٥٠/١٧٤، ح ٥٤. قطعة منه في: (خادمه ‏عليه السلام) و(أحواله‏ عليه السلام مع المتوكّل)}.

الرابع - علمه‏ عليه السلام بالوقائع الآتية:
١- أبو عمرو الكشّيّ رحمه الله قـال: قال يوسف بن السخت: كان عليّ بن جعفر وكيلاً لأبي الحسن عليه السلام‏. فسعى به إلى المتوكّل فحبسه ، فطال حبسه واحتال من قبل عبيد اللّه بن خاقان بمال ضمنه عنه ثلاثة آلاف دينار، وكلّمه عبيد اللّه فعرض جامعة على المتوكّل. فقال: يا عبيد اللّه! لو شككت فيك لقلت أنّك رافضيّ، هذا وكيل فلان وأناعلى قتله.
قال: فتأدّى الخبر إلـى عليّ بن جعفر، فكتب إلى أبي الحسن‏ عليه السلام: ياسيّدي! اللّه! اللّه! فيّ فقد واللّه خفت أن أرتاب. فوقّع ‏عليه السلام في رقعته: أما إذا بلغ بك الأمر ما أرى فسأقصد اللّه فيك. وكان هذا في ليلة الجمعة، فأصبح المتوكّل محموما فازدادت علّته حتّى صرخ عليه يوم الاثنين، فأمر بتخلية كلّ محبوس عرض عليه اسمه حتّى ذكر هو عليّ بن جعفر، فقال لعبيد اللّه: لِمَ لم تعرض عليّ أمره؟ فقال: لاأعود إلى ذكره أبدا. قـال: خلّ سبيله الساعة، وسله أن يجعلني في حلّ، فخلىّ سبيله وصار إلى مكّـة بأمر أبي الحسن‏ عليـه  السلام، فجاور بها وبرأ المتوكّل من علّته. {رجال الكشّيّ: ٦٠٦، رقم ١١٢٩. يأتي الحديث بتمامه في ج ٣، رقم ٩٠٧}.
(٢)- الراونديّ رحمه الله؛: روي عن يحيى بن هرثمة قال: دعاني المتوكّل، فقال: اختر ثلاثمائة رجل ممّن تريد، واخرجوا إلى الكوفة ، فخلّفوا أثقالكم فيها، واخرجوا على طريق البادية إلى المدينة، فأحضروا عليّ بن محمّد بن الرضا: إلى عندي مكرما معظمّا مبجّلاً.  قـال: ففعلت وخرجنا وكان في أصحابي قائد من الشراة، وكـان لي‏ {الشُراة: الخـوارج، سمّوا بذلك لأنّهم غضبوا ولجّوا، وأمّا هم فقالوا: نحن الشراة لقوله عزّوجلّ: «ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة اللّه».
لسان العـرب:١٤/٤٢٩(شرى)}كاتب يتشيّع وأنا على مذهب الحشويّه،وكان ذلك الشاريّ يناظر ذلك‏{الحَشَويّة\والحَشْوية: طائفة من أصحاب الحديث تمسكّوا بالظواهر،ويذهـب الحشويّة إلى أنّ طريق معرفة الحقّ هـو التقليد، فهم يمنعون من تأويل الآيات في الصفات ويقولون بالجمود على الظواهر. معجم الفـرق الإسلاميّة: ٩٧ و٩٨} الكاتب، وكنت أستريح إلـى مناظرتهما لقطع الطريق فلمّا صرنا إلى وسط الطريق قال الشـاري للكاتب: أليس من قول صاحبكم عليّ بن أبي طالب:«إنّه ليس من الأرض بقعة إلّا وهي قبر، أو ستكون قبرا».
فانظر إلى هذه البريّة أين من يمـوت فيها حتّى يملأهـا اللّه قبورا كما تزعمون؟ قال: فقلت للكاتب: أهذا من قولكم؟
قال: نعم! قلت: صدق، أين من يموت في هذه البريّة لعظيمة حتّى تمتلى‏ء قبورا؟ وتضاحكنا ساعةً إذ انخذل الكاتب في أيدينا.
قال: وسرنا حتّى دخلنا المدينة فقصدت باب أبي الحسن عليّ بن محمّد ابن الرضـا: فدخلت إليه فقرأ كتاب المتوكّل. فقال: انزلوا وليس من جهتي خلاف.
قال: فلمّا صرت إليه من الغد، وكنّا في تمّوز أشدّ ما يكون من الحرّ، فإذا بين يديه خيّاط، وهو يقطع من ثياب غلاظ خفاتين له ولغلمانه.
ثمّ قال للخيّاط: أجمع عليها جماعة من الخيّاطين، واعمد على الفراغ منها يومك هذا، وبكّر بها إليّ في هـذا الوقت.
ثمّ نظر إليّ وقال: يا يحيى! اقضوا وطركم من المدينة في هذا اليوم، واعمل على الرحيل غدا في هذا الوقت.
قال: فخرجت من عنده وأنا أتعجّب منه من الخفاتين، وأقول في نفسي: نحن في تمّوز وحرّ الحجاز ، وإنّمـا بيننا وبين العراق مسيرة عشرة أيّام، فمايصنع بهذه الثياب.
 ثمّ قلت في نفسي: هذا رجل لم يسافر وهـو يقدّر أنّ كلّ سفـر يحتاج فيـه إلـى هـذه الثياب، وأتعجّب من الرافضـة حيث يقولون بإمامة هذا مع فهمه هذا!
فعدت إليه في الغد في ذلك الوقت، فإذا الثياب قـد أُحضرت، فقـال لغلمانـه: ادخلوا وخـذوا لنا معكم لبابيد وبرانس.
ثمّ قال: ارحل يا يحيى! فقلت في نفسي: وهذا أعجب من الأوّل،أيخاف أن يلحقنا الشتاء في الطريق، حتّى أخذ معه اللبابيد والبرانس؟
فخرجت وأنا أستصغر فهمه! فسرنا حتّى وصلنا إلى موضع المناظرة في القبـور ارتفعت سحابة، واسودّت، وأرعدت، وأبرقت، حتّى إذا صارت على رؤوسنا أرسلت علينا بردا مثل الصخور، وقد شدّ على نفسه وعلى غلمانه الخفاتين، ولبسوا اللبابيد، والبرانس وقال لغلمانه: ادفعوا إلى يحيى لُبّادةً، وإلى الكاتب برنسا، وتجمعنا والبرد يأخذنا حتّى قتل من أصحابي ثمانين رجلاً، وزالت ورجع الحرّ كما كان. فقال لي: يا يحيى! أنزل أنت من بقي من أصحابك، ليدفن من[قد] مات من أصحابك. [ثمّ قال‏]: فهكذا يملأ اللّه هذه البريّة قبورا.
قال يحيى: فرميت بنفسي عن دابّتي وعدوت إليه، فقبّلت ركابـه ورجلـه وقلت: أنا أشهد أن لا اله إلّا اللّه،  وأنّ محمّدا عبده ورسوله ، وأنّكم خلفاء اللّه في أرضه، وقد كنت كافـرا وإنّني الآن قد أسلمت علـى يديك يامولاي! قال يحيى: وتشيّعت ولزمت خدمته إلى أن مضى.
{الخرائج والجرائح: ١/٣٩٣، ح ٢ عنه إثبات الهداة: ٣/٣٧٢، ح ٣٨، والبحار: ٥٠/١٤٢، ح ٢٧. الثاقب في المناقب: ٥٥١، ح ٤٩٤ عنه وعن الخرائج، مدينة المعاجز: ٧/٤٦٦، ح ٢٤٧١.
كشف الغمّة: ٢/٣٩٠، س ١١. كتاب ألقاب الرسول وعترته: ضمن المجموعة النفيسة: ٢٣٠، س ٢. الصراط المستقيم: ٢/٢٠٢، ح ٢.
قطعة منه في:(غلمانه ‏عليه السلام) و(تهيئة اللباس لغلمانه ‏عليه السـلام) و(تقبيل الناس رجله وركابه ‏عليه السلام)، (خادمه ‏عليه السلام) و(أحواله ‏عليه السلام مع المتوكّل) و(إخباره‏ عليه السلام بما في الضمائر)}.
(٣)- ابن شهر آشوب رحمه الله؛: المعتمد في الأُصـول قال عليّ بن مهزيار: وردت العسكر وأنا شاكّ في الإمامة، فرأيت السلطان قد خرج إلى الصيد يوم من الربيع إلّا أنّه صائف، والنـاس عليهم ثيـاب الصيف، وعلى أبي ‏الحسن‏ عليه السلام لبّاد، وعلى فرسه تجفاف لبود، وقد عقد ذنب الفرس، والناس يتعجّبون منـه، ويقولون: ألا ترون إلى هـذا المدنيّ وما قد فعل بنفسه؟
فقلت في نفسي: لو كان هذا إماما ما فعل هذا؟ فلمّا خرج الناس إلى الصحراء، لم يلبثوا أن ارتفعت سحابة عظيمة هطلت، فلم يبق أحد إلّا ابتلّ حتّى غرق
بالمطر، وعاد عليه السلام وهو سالم من جميعه. فقلت في نفسي: يوشك أن يكون هو الإمام، ثمّ قلت: أُريد أن أسأله عن الجنب إذا عرق في الثوب.
فقلت في نفسي: إن كشف وجهه فهو الإمام، فلمّا قرب منّي كشف وجهـه. ثمّ قال: إن كان عرق الجنب في الثوب وجنابته من حرام ، لايجوز الصلاة فيه وإن كانت جنابته من حـلال، فلا بأس، فلم يبق في نفسي بعد ذلك شبهة.
{المناقب: ٤/٤١٣، س ٢١ عنه مدينـة المعاجـز: ٧/٤٩٨، ح ٢٤٩٠، والبحـار: ٥٠/١٧٣، ضمن ح ٥٣،و ٧٧/١١٧ ح ٥.
قطعة منه في: (إخباره‏ عليه السلام بما في الضمائر) و(لباسه ‏عليه السـلام) و(مركبه ‏عليه السلام)، و(حكم عرق الجنابة) و(الصلاة في الثوب الذي فيه عرق الجنب من الحرام)}.
(٤)- ابن شهر آشوب رحمه الله؛: وجّه المتوكّل عتاب بن أبي عتاب إلى المدينة يحمل عليّ بن محمّد عليهما السلام إلى سرّ من رأى، وكان الشيعة يتحدّثون أنّه يعلم الغيب، فكان في نفس عتاب من هذا شي‏ء. فلمّا فصل من المدينة رآه وقد لبس لبّادة والسماء صاحية، فما كان أسرع من أن تغيّمت وأمطرت. وقال عتاب: هذا واحد! ثمّ لمّا وافى شطّ القاطول رآه مقلق القلب.
{في المصدر: القاطون، والصحيح: القاطول كما في بقيّة المصادر، وهو اسم نهر كأنّه مقطوع من دجلة. وهو نهرٌ كان في موضع سامرّا قبل أن تعمّر. معجم البلدان: ٤/٢٩٧} فقال له: مالك يا أبا أحمد؟ فقال: قلبي مقلق بحوايج التمستها من أمير المؤمنين.  قال له: فإنّ حوائجك قد قضيت، فما كان بأسرع من أن جاءته البشارات بقضاء حوائجه.
قال: الناس يقولون إنّك تعلم الغيب وقد تبيّنت من ذلك خلّتين.
{المناقب: ٤/٤١٣، س ١٤ عنه البحار: ٥٠/١٧٣، ضمن ح ٥٣. ومدينة المعاجز: ٧/٥٠٥، ح ٢٤٩٨، وإثبات الهداة: ٣/٣٨٧، ح ٨٨. إثبات الوصيّة: ٢٣٤، س ١٦.
قطعة منه في: (إخباره ‏عليه السلام بالوقائع العامّة) و(لباسه ‏عليه السلام) و(أحواله ‏عليه السلام مع المتوكّل)}.
(٥)- ابن حمزة الطوسيّ رحمه اللهعن الطيّب بن محمّد بن الحسن بن شمّون قال: ركب المتوكّل ذات يوم وخلفه الناس، وركب آل أبي طالب إلى أبي ‏الحسن ‏عليه السلام ليركبوا بركوبه، فخرج في يوم صائف شديد الحرّ والسماء صافية، ما فيها غيم، وهوعليه السلام معقود ذنب الدابّة بسـرج جلـود طويل، وعليـه ممطر وبرنس.
فقـال زيد بن موسى بن جعفر لجماعة آل أبي طالب: انظروا إلى هذا الرجل يخرج مثل هـذا اليوم، كأنّـه وسط الشتاء.
قال: فساروا جميعا، فما جاوزوا الجسر ولا خرجوا عنه حتّى تغيّمت السماء وأرخت عزاليها كأفواه القرب، وابتلّت ثياب الناس فدنا منه زيد{أنزلت السماء عزاليها: إشارة إلى شدّة وقع المطر.
أقـرب الموارد: ٣/٥٤١ (عزل)} ابن موسى بن جعفر، وقال: يا سيّدي! أنت قد علمت أنّ السماء قـد تمطر فهلاّ أعلمتنا فقد هلكنا وعطبنا.
{الثاقب في المناقب: ٥٤٠، ح ٤٨١ عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٩٩، ح ٢٤٩١ قطعة منه في: (أحـوال عمّ أبيه ‏عليه السلام زيد بن موسى بن جعفر) و(مركبه‏ عليه السلام) و(لباسه‏ عليـه السلام) و(أحواله‏ عليه السلام مع المتوكّل)}.
(٦)- الإربليّ رحمه الله؛: محمّد بن الفضل البغداديّ قال: كتبت إلى أبي ‏الحسـن: إنّ لنا حانوتين خلّفهما لنا والدنا، وأردنا بيعهما وقـد عسر{الحانوت: الدكّان. المنجد: ١٥٧ (حنت)} علينا ذلك؛ فادع اللّه لنا يا سيّدنا أن يتيسّر اللّه لنا بيعهما باصلاح الثمن، ويجعل لنا في ذلك الخيرة. فلم يجب فيهما بشي‏ء؛ وانصرفنا إلى بغداد والحانوتان قد احترقا.
{كشف الغمّة: ٢/٣٨٥، س١٥ عنه إثبات الهداة: ٣/٣٨١، ح ٥٤، والبحار: ٥٠/١٧٦، ضمن ح ٥٥}.
(٧)- البحرانيّ رحمه الله؛: حدّث أبو الفتح غازي بن محمّد الطرائفيّ بدمشق سلخ شعبان سنة تسع وتسعين وثلاثمائة قال:حدّثنا أبو الحسن عليّ بن عبد اللّه الميمونـي قال: حدّثني أبو الحسين محمّد بن عليّ بن معمّر قال: حدّثني عليّ بن يقطين بن موسى الأهوازيّ قال: كنت رجلاً أذهب مذاهـب المعتزلة، وكـان يبلغني من أمر أبيالحسـن عليّ بن محمّد عليهما السلام ما أستهزي‏ء به ولا أقبله ، فدعتني الحال إلى دخولي بسرّ من رأى للقاء السلطان فدخلتها. فلمّا كان يوم وعد السلطان للناس أن يركبوا الميدان ، فلمّا كـان من الغد ركب الناس في غلائل القصب، بأيديهم المراوح، وركب أبو الحسن‏{والغلائل: الدروع، وقيل: بطائن تلبس تحت الدروع، وقيل: هي مَسامير الدروع التي تجمع بين رؤوس الحَلَق لأنّها تغلّ فيها أي تدخل، واحدتها غليلة.لسان العرب:١١/٥٠٢(غلل)} صلوات‏ اللّه عليه على زيّ الشتاء، وعليه لُبّادة وبرنس، و [على‏] سرجه بخناق طويل، وقد عقد ذنب دابّته، والناس يهزؤن به وهو يقول:{البُخْنُق: بُرقع يغشّي العنق والصدر، والبرنص الصغير يُسمّى بخنقا. لسان العرب (بخنق)} (إِنّ‏ مَوْعِدَهُمُ الصّبْحُ أَلَيْسَ الصّبْحُ بِقَرِيبٍ ){هود: ١١/٨١}.
فلمّا توسّطوا الصحراء وجاءوا بين الحائطين ارتفعت سحابـة وأرخت السماء عزاليها، وخاضت الـدوابّ إلى ركبها في الطين ولوّثتهم أذنابها،{العزلا: مصبّ الماء من القربة ونحوها. المنجد: ٥٠٤ (العزلا)} فرجعوا فـي أقبح زيّ ورجع أبو الحسن صلوات اللّه عليه في أحسن زيّ، ولم‏يصبه شي‏ء ممّا أصابهم. فقلت: إن كـان اللّه عزّ وجلّ اطّلعه على هذا السرّ فهو حجّة،(وجعلت في نفسي أن أسأله عن عرق الجنب وقلت: إن هـو أخـذ البرنس عن رأسه وجعله على قربوس سرجه ثلاثا، فهو حجّة).ثمّ إنّه لحى إلى بعض الشعاب، فلمّا قرب نحّى البرنس وجعله على قربوس سرجه ثلاث مرّات، ثمّ التفت إليّ وقال : إن كان من حـلال فالصلاة في الثـوب حـلال، وإن كـان من حرام فالصلاة في الثوب حرام، فصدّقته وقلت بفضله ولزمته‏ عليـه السلام فلمّا أردت الانصراف جئت لوداعـه، فقلت: زوّدني بدعوات، فدفع إليّ هـذا الدعاء وأوّله «اللّهمّ! إنّي أسألك وجلاً مـن انتقامك، حذرا من عقابك» والدعاء طويل.
{مدينة المعاجز: ٧/٤٩٦، ح ٢٤٨٩. البحار:٥٠/١٨٧، ح٦٥، عن الكتاب العتيق للغروي، و٨٧/١٤٢، س ٦، عن كتاب مجموع‏ الدعوات للتلعكبري. قطعة منه في(إخباره ‏عليه السلام بما في الضمائر) و(لباسه‏ عليه السلام) (مركبه ‏عليه السلام) و (حكم الصلاة في الثوب الذي أصابه عرق الجنابة)و (سورة هود: ١١/٨١) و(تعليمـه ‏عليه السلام الدعاء لعليّ بن يقطين بن موسى الأهوازيّ)}.

(ج) - إخباره‏ عليه السلام بالمغيبات
 وفيه خمسة أمور
 الأوّل - إخباره‏ عليه السلام بما في الضمائر:
(١)- محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله؛: الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه قال: كـان عبد اللّه بن هُليل يقول‏{هليل بضمّ الهاء وسكون الياء المثنّاة من تحت، وبعدها لام، تصغير هلال. تنقيح المقال: ٢/٢٢٣} بعبد اللّه‏، فصار إلى العسكر، فرجع عن ذلك فسألته عن سبب رجوعه.  فقال: إنّي عرّضت لأبي الحسن‏ عليه السلام أن أسأله عن ذلك، فوافقني في طـريق ضيّق ، فمال نحوي حتّى إذا حاذاني أقبل نحوي بشي‏ء من فيه، فوقع على صدري فأخذته، فإذا هو رقّ فيه مكتوب: ما كان هنالك ولاكذلك.
{الكـافـى:  ١/٣٥٥، ح ١٤ عنـه البحــار:  ٥٠/١٨٤، ح  ٦١، والـوافـي:  ٢/١٧٤، ح   ٦٢٥، وإثبات‏ الهداة: ٣/١٧٤، ح ١١. قطعة منه في: (معاشرته‏ عليه السلام مع مخالفيه) و(كتابه ‏عليه السلام إلى عبد اللّه بن هليل)}.
٢- محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله أبو هاشم الجعفريّ قال: كنت عند أبي الحسن‏ عليه السلام بعد ما مضى ابنه أبو جعفر، وإنّي لأُفكّر فـي نفسي أُريد أن أقول كأنّهما أعني أبا جعفر، وأبا محمّد فـي هذا الوقت كـأبي الحسن موسى، وإسماعيل ابني جعفر بن محمّد:، وإنّ قصّتهما كقصّتهما، إذ كان أبومحمّد عليه السـلام المرجى بعد أبي جعفر؛ فأقبل عليّ أبو الحسن قبل أن أنطق. فقال: نعم، يا أبا هاشم! بدا للّه في أبي محمّد عليـه السـلام بعد أبي جعفر عليه السـلام... وهو كما حدّثتك نفسك، {الكافي:  ١/٣٢٧، ح ١٠. يأتي الحديث بتمامه في ج ٢، رقم ٥٨٣}.
٣- الحضينيّ رحمه الله الحسن بن عليّ الوشّاء قال: دخلت يوما على عليّ الرضا بن موسى ‏عليهما السلام، فرأيت عنـده قوما وهو يخاطبهم بالسنديّة.
ثمّ لقيت بعده صاحبنا أبا الحسن عليّ بن محمّد عليهما السـلام بسامرّاء، وعنده نجّار يخاطبه بالسنديّة، فقلت في نفسي كان جدّه الرضاعليه السلام يخاطب بهذا اللسان.
فقال أبو الحسن: من فرّق بيني وبين جدّي؟ أنا هو، وهو أنا، وإلينا فصل الخطاب. {الهداية الكبرى: ٣١٥، س ١٩. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣١٢}.
٤- الحضينيّ رحمه الله قال: حدّثني أبو جعفر محمّد بن الحسن قال: اجتمعت عند أبي شعيب محمّد بن نصير البكريّ النميريّ،و... محمّد بن جندب فشكونا إلى أبي شعيب، و... دخل علينا كافور الخادم من دار مولانا أبي‏ الحسن(عليه السـلام) وقال: يا أبا شعيب! مولاي يقول لك: قـد علمت اجتمـاع إخوانك عندك الساعـة، وعرفت شكواهم إليك،
{الهداية الكبرى: ٣٢٣، س ١١. يأتي الحديث بتمامه في رقم ٣٧٣}.
(٥)- المسعـوديّ رحمه الله روى أحمد بن محمّد بن قابنداذ الكاتب الإسكافيّ قال: تقلّدت ديار ربيعـة وديار مضر، فخرجت وأقمت بنصيبين ، وقلّدت عمّالي وأنفذتهم إلى نواحي أعمالي، وتقدّمت أن يحمل إلى كلّ واحد منهم كلّ من يجده في عمله ممّن له مذهب. فكـان يرد عليّ في اليوم ، الواحد والإثنان والجماعة منهم، فأسمع منهم وأعامل كلّ واحد بما يستحقّه فأنا ذات يـوم جالس إذ ورد كتاب عامل بكفرتوثى، يذكر أنّه قد وجّه إليّ برجل يقال له: إدريس بن زياد، فدعوت بـه فرأيته وسيما قسيما قبلته نفسي، ثمّ ناجيته فرأيته ممطورا ورأيته من‏{رجل ممطور: إذا كان كثير السواك طيّب النكهة. لسان العرب:  ٥/١٨٠ (مطر)} المعرفة بالفقه والأحاديث على ما أعجبني، فدعوته إلى القـول بإمامة الاثني ‏عشر، فأبى وأنكر عليّ ذلك وخاصمني فيه،وسألته بعد مقامه عندي أيّاما أن يهب لي زورة إلى سرّ من رأى، لينظر إلى أبي الحسن ‏عليه السلام وينصرف. فقال لي: أنا أقضي حقّك بذلك. وشخص بعد أن حملته فأبطأ عنّي وتأخّر كتابه، ثمّ إنّه قدم فدخل إليّ، فأوّل ما رآني أسبل عينيه بالبكاء، فلمّا رأيته باكيا لم أتمالك حتّى بكيت، فدنا منّي وقبّل يدي ورجلي. ثمّ قال: يا أعظم الناس منّةً نجّيتني من النار وأدخلتني الجنّة.
وحدّثني فقال لي: خرجت من عندك وعزمي إذا لقيت سيّدي أبا الحسن‏ عليه السلام أن أسأله من مسائل، وكان فيما أعددته أن أسأله عن عرق الجنب هل يجوز الصلاة في القميص الذي أعرق فيه وأنا جنب أم لا؟ فصرت إلى سرّ من رأى فلم أصل إليه وأبطأ من الركوب لعلّة كانت به،ثمّ سمعت الناس يتحدّثون بأنّه يركب،
فبادرت، ففاتني ودخل دار السلطان فجلست في الشارع وعزمت أن لا أبرح أو ينصرف. واشتدّ الحـرّ عليّ فعدلت إلى باب دار فيـه، فجلست أرقُبه ونعست، فحملتني عيني فلم أنتبه إلّا بمقرعة قـد
وضعت على كتفي، ففتحت عيني، فإذا هـو مولاي أبو الحسن‏ عليه السلام واقف على دابّته، فوثبت فقال لي: يا إدريس! أمإ آن لك؟ فقلت: بلى يا سيّدي!
فقال: إن كان العرق من حلال فحلال، وإن كان من حرام فحرام، من غير أن أسأله، فقلت به سلّمت لأمره.
{إثبات الوصيّة: ٢٣٧، س ١٧. عنه مستدرك الوسائل: ٢/٥٧١، ح ٢٧٥٥. ذكرى الشيعة: ١٤، س ٢٠، قطعة منه، بتفاوت. عنه وسائل الشيعة: ٣/٤٤٧، ح ٤١٣٤، والبحار: ٧٧/١١٨، ح ٩، والوافي:  ٦/١٧٠ س ٧. قطعة منه في: (مركبه ‏عليه السلام) و(أحواله ‏عليه السلام مع المتوكّل) و(الصلاة في الثوب الـذي أصابـه عرق الجنابة)}.
٦- المسعوديّ رحمه الله يحيى بن هرثمة قال فبينا أنا[نائم‏] يوما من الأيّام، والسماء صاحية، والشمس طالعة؛ إذ ركب [أبو الحسن ‏عليه السلام] وعليه ممطر، وقـد عقد ذنب دابّته، فعجبت من فعلـه، فلم يكن بعد ذلك إلّا هنيهةً حتّى جاءت سحابة... ونالنا من المطر أمر عظيم جدّا. فالتفت إليّ، وقال: أنا أعلم أنّك أنكرت ما رأيت، وتوهّمت أنّي علمت من الأمر ما لا تعلمه،
{مروج الذهب:  ٤/١٧٠، س ٦. يأتي الحديث بتمامه في رقم ٥١٢}.
٧- المسعوديّ رحمه الله أبو بكر الفهفكيّ قال: كتبت إلى أبي الحسن ‏عليه السلام: أسأله عن مسائل فلمّا نفذ الكتاب قلت في نفسي: إنّي كتبت فيما كتبت أسأله عـن الخلف مـن بعده فأجابني عن مسائلي: وكنت أردت أن تسألني عن الخلف، وأبو محمّد ابني أصحّ آل محمّد صلى الله عليه و آله وسلم، {إثبات الوصيّة: ٢٤٥، س ١٧. يأتي الحديث بتمامه في ج ٣، رقم ٨١٩}.
٨- المسعوديّ رحمه الله الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال: ضمّني وأباالحسن‏ عليه السلام الطريق فلمّا كان في المنزل الآخر دخلت عليه وهو متّكى‏ء، وبين يديه حنطة مقلوّة يعبث بها، وقد كان أوقع الشيطان (لعنه‏ اللّه) في خلـدي أنّه لا ينبغي أن يأكلوا ولا يشربوا.
فقال‏ عليه السلام: اجلس يا فتح! فإنّ لنا بالرسل أُسوة. كانوا يأكلون ويشربون ويمشون في الأسواق، وكلّ جسم متغذٍّ إلّا خالق الأجسام الواحد الأحد.
{إثبات الوصيّة: ٢٣٥، س ٣. يأتي الحديث بتمامه في ج ٢، رقم ٥٣٥}.
 (٩)- الشيخ الصدوق رحمه الله؛: روي عن أبي هاشم الجعفريّ، أنّه قال: أصابتني ضيقة شديدة، فصرت إلى أبي الحسن عليّ بن محمّد عليهما السلام، فاستأذنت عليه، فأذن لي، فلمّا جلست.
قال: يا أبا هاشم! أيّ نعم اللّه عليك تريد أن تؤدّي شكرها؟ قال أبو هاشم: فوجمت فلم أدر ما أقول له، فابتدأني ‏عليه السلام.
{في الحديث «فوجمت ولم أدر ما أقول» الواجم: الذي اشتدّ حُزنه حتّى أمسك عن الكلام. مجمع البحرين: ٦/١٨٢ (وجم)} فقال: إنّ اللّه عزّ وجلّ رزقك الإيمان فحرّم به بدنك علـى النار، ورزقـك
العافية فأعانك على الطاعة، ورزقك القنوع فصانك عن التبذّل. {تَبذّل: ترك التصاون وعمل عمل نفسـه. أقرب الموارد: ١/١٥٤ (بذل).} يا أبا هاشم! إنّما ابتدأتك بهذا لأنّي ظننت أنّك تريد أن تشكو لي من فعل بك هذا، قد أمرت لك بمائة دينار فخذها.
{من لا يحضره الفقيه: ٤/٢٨٦، ح ٨٥٩ عنه الوافي: ٥/٧٠٧، ح ٢٩١٩. أمـالي الصـدوق: ٣٣٦، ح ١١، بتفاوت. عنـه البحـار:  ٥٠/١٢٩، ح ٧، و ٦٩/٣٢٦، ح ٧، والأنـوار البهيّة: ٢٧٥، س ١٥.
 المواعظ للصدوق: ٥٩، س ٢.قطعة منه في: (إعطاؤه ‏عليه السلام لمن أصابه ضيق شديد) و (موعظته‏ عليه السلام في شكر النعمة)}.
١٠- الشيخ الصدوق رحمه الله الصقر بن أبي دلف قال: لمّا حمل المتوكّل سيّدنا أبا الحسن ‏عليـه السلام جئت أسأل عن خبره. قال: فنظر إليّ الزراقيّ... قال لغلام لـه: خذ بيد الصقر! فأدخله إلى الحجـرة التـي فيها العلويّ المحبوس فإذا هو عليه السلام جالس على صدر حصير وبحذاه قبر محفور قال: ثمّ نظرت إلى القبر، فبكيت فنظر إليّ. فقال: يا صقر! لا عليك لن يصلوا إلينا بسوء،
{معاني الأخبار: ١٢٣، ح ٣١. يأتي الحديث بتمامه في ج ٢، رقم ٥٥٧}.
(١١)- الشيخ الطوسيّ رحمه الله؛: أبو محمّد الفحّام قال: حدّثني أبو الحسن محمّد بن أحمـد قال: حدّثني عمّ أبي قال: قصدت الإمام ‏عليه السـلام يوما، فقلت: ياسيّدي! إنّ هـذا الرجل قد اطّرحني وقطع رزقي وملّني، وما اتّهم في ذلك إلّا علمه بملازمتي لك، فإذا سألته شيئا منه يلزمه القبول منك، فينبغي أن تتفضّل علّي بمسألة. فقال‏ عليه السلام: تكفي إن شاء اللّه.
فلمّا كان في الليل طرقني رسل المتوكّل، رسول يتلو رسولاً، فجئت والفتح على الباب قائم، فقـال: يا رجل! ما تأوي في منزلك بالليل؟ كدّ هذا الرجل ممّا يطلبك؛ فدخلت وإذا المتوكّل جالس في فراشه. فقال: يا أبا موسى! نشغل عنك وتنسينا نفسك، أيّ شي‏ء لك عندي؟ فقلت: الصلة الفلانية، والرزق الفلاني؛ وذكرت أشياء، فأمر لي بها وبضعفها.
فقلت للفتح: وافى عليّ بن محمّد إلى هاهنا؟ فقال: لا! فقلت: كتب رقعة؟ فقال: لا! فولّيت منصرفا فتبعني، فقال لي: لست أشكّ أنّك سألته دُعاءً لك، فالتمس لي منه دعاءً.
فلمّا دخلت إليه ‏عليه السلام قال لي: يا أبا موسى! هذا وجه الرضا. فقلت: ببركتك يا سيّدي! ولكن قالوا لي: إنّك ما مضيت إليه ولا سألته.
فقال‏ عليه السـلام: إنّ اللّه (تعالى) علم منّا أنّا لا نلجأ في المهمّات إلّا إليه، ولانتوكّل في الملمّات إلّا عليه،  وعوّدنا إذا سألنا الإجابة، ونخاف أن نعدل فيعدل بنا.
قلت: إنّ الفتح قال لي كيت وكيت. قال‏ عليه السلام: إنّه يوالينا بظاهره، ويجانبنا بباطنه، الدُعاء لمن يدعو به، إذا أخلصت في طاعة اللّه، واعترفت برسول اللّه(صلى الله عليه و آله وسلم) وبحقّنا أهل البيت، وسألت اللّه (تبارك وتعالى) شيئا لم يحرمك. قلت: يا سيّدي! فتُعلّمني دُعاءً أختصّ به من الأدعية. قال‏ عليه السلام: هـذا الدعاء كثيرا ما أدعو اللّه به، وقد سألت اللّه أن لا يخيّب من دعـا به في مشهدي بعدي، وهو: «يا عدّتي عند العدد، ويا رجائي والمعتمد، ويا كهفي والسند، ويا واحد ياأحد، ويا قل هو اللّه أحد، أسألك اللّهمّ بحق من خلقته من خلقك، ولم تجعل في خلقك مثلهم أحدا، أن تصلّي عليهم، وتفعل بي كيت وكيت».
{الأمـالـي:  ٢٨٥، ح ٥٥٥، و٢٨٠، ح ٥٣٨، قطعـة منـه. عنــه مدينـة المعاجـز: ٧/٤٣٦، ح ٢٤٣٧، والبحار: ٥٠/١٢٧، ح ٥، و ٩٩/٥٩، ح ٢، قطعـة منـه، ومستدرك الوسائل: ١٠/٣٦٣، ح ‏١٢١٨٨، والأنوار  البهيّة: ٢٩٩، س ١٥، قطعة منه، وأعيان الشيعة: ٢/٣٩، س ١٣، وإثبات‏الهداة: ٣/٣٦٦، ح ٢٢. الدعوات: ٥٠، ح ١٢٤، قطعة منه. عنه وعن الأمالي، البحار: ٩٢/١٥٦، ح ٤. المناقب لابن شهرآشوب: ٤/٤١٠، ح ٢١، قطعة منه. مهج الدعوات: ٣٢٤، س ٦، قطعة منه. عنه البحار: ٩٢/١٦٥، ح ٢٠. عدّة الداعي: ٦٥، س ٣، مرسلاً. عنه البحار: ٩٩/٥٩، ح ٣. البحار: ٩٢/١٦٢، ح ١٥، عن الكتاب العتيق للغروي. بشارة المصطفى لشيعة المرتضى: ١٣٤، س ٢٤. قطعة منه في: (دعاؤه ‏عليه السلام) و(ذمّ فتح القلانسي) و(التجاء الأئمّة: إلى اللّه في المهمّات) و(تعليمه ‏عليـه السلام الدعاء في مشهده) و(موعظة في شرائط استجابة الدعاء)}.
١٢- الشيخ الطوسيّ رحمه الله المنصوريّ قال: حدّثني عمّ أبي قال: دخلت يوما على المتوكّل وهو يشرب، فجئت إلى الإمام عليّ بن محمّد(عليهما السلام)... وقال لي:... لِمَ لَمْ تُعد الرسالة الأوّلة؟ فقلت: أجللتك يا سيّدي!... فقال له: قد كنت شاكّا فتيقّنت. {الأمالي: ٢٧٥، ح ٥٢٨. يأتي الحديث بتمامه في رقم ٣٤٧}.
١٣- الشيخ الطوسيّ رحمه الله شاهويه بن عبد اللّه الجلّاب،[قال‏]: كنت رويت عن أبي الحسن العسكريّ‏ عليه السلام في أبي جعفر ابنه روايات تدلّ عليـه، فلمّا مضى أبو جعفر قلقت لذلك فكتبت إليه فرجـع الجواب بالدعاء وكتب في آخر الكتاب: أردت أن تسأل عـن الخلف بعد مضيّ أبي جعفر وقلقت لـذلك،  فلا تغتمّ فإنّ اللّه لا يضلّ قوما بعد إذ هداهم حتّى يبيّن لهم ما يتّقون.
صاحبكم بعدي أبو محمّد ابني، وعنده ما تحتاجون إليه، يقدّم اللّه ما يشاء، ويؤخّر ما يشاء. {الغيبة: ١٢١، س ٥. يأتي الحديث بتمامه في ج ٣، رقم ٨٨٨}.
١٤- الشيخ الطوسيّ رحمه الله أبو إسحاق بن عبد اللّه العلويّ العريضيّ قال: وحك في صدري ما الأيّام التي تصام؟  فقصدت مولانا أبا الحسن عليّ ابن محمّد عليهما السلام وهو بصربا ولم أبد ذلك لأحـد من خلق اللّه، فدخلت عليه، فلمّا بصر بي قال ‏عليه السلام: يا أبا إسحاق! جئت تسألني عن الأيّام التي يصام فيهنّ، وهي أربعة.
{تهذيب الأحكام: ٤/٣٠٥، ح ٩٢٢ يأتي الحديث بتمامه في ج ٢، رقم ٦٤١}.
(١٥)- الحسين بن عبد الوهّاب رحمه الله؛: عن الحسن بن إسماعيل شيخ من أهل النهرين قال: خرجت أنا ورجل من أهل قريتي إلى أبي ‏الحسن‏ عليه السـلام بشي‏ء كان معنا، وكان بعض أهل القرية قد حملنا رسالة ورفع إلينا ما أوصلناه وقال: تقرؤونه منّي السلام، وتسألونه عن بيض الطائر الفلاني من طيور الآجام، هـل يجـوز أكلها أم لا؟
فسلّمنا ما كان معنا إلى جارية، وأتاه رسول السلطان، فنهض ليركب وخرجنا من عنده ولم نسأله عن شي‏ء. فلمّا صرنا في الشـارع لحقنا عليه السلام وقال لرفيقي بالنبطيّة: اقرء منّي السلام وقل له: بيض الطائر الفلاني لا يأكله، فإنّه من المسوخ.
{عيون المعجزات: ١٣٥، س٢ عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٥٩، ح ٢٤٦٤، والبحار: ٥٠/١٨٥، ح ٦٣، وإثبات الهداة: ٣/٣٨٣، ح ٦٦. إثبات الوصيّة: ٢٣٨، س ٢٣.
قطعة منه في: (تكلّمه ‏عليه السلام باللغة النبطيّة) و(جاريته ‏عليه السلام) و(أحواله‏ عليه السلام مع خليفة زمانه) و(حكم أكل بيض بعض طيور الآجام) و(حكم أكل الممسوخ).}
(١٦)- أبو جعفر الطبريّ رحمه الله وحدّثني أبو عبد اللّه الحسين بن إبراهيم بن عيسى المعروف بابن الخيّاط القمّيّ قال: حدّثني أحمد بن محمّد ابن عبيد اللّه بن عيّاش قال: حدّثني أبو طالب عبيد اللّه بن أحمد الأنباري قال: حدّثني عبد اللّه ابن عامر الطائيّ قال: حدّثنا جماعة ممّن حضر العسكر بسرّ من رأى، قالوا: شهدنا هذا الحديث. قال أبو طالب: هو ما حدّثني به مقبل الديلميّ قال: كان رجل بالكوفة لـه صاحب يقول بإمامة عبد اللّه بن جعفر بن محمّد، فقال له صاحب له كان يميل إلى ناحيتنا ويقول بأمرنا: لا تقل بإمامة عبد اللّه فإنّه باطل، وقل بالحقّ.
قال: وما الحقّ حتّى أتّبعه؟ قال: إمامة موسى بن جعفر عليهما السلام ومن بعده. قال لـه الفطحيّ: ومن الإمام اليوم منهم؟ قال: عليّ بن محمّد بن‏ {الفطحيّة: فرقة من الإماميّة قال هـؤلاء: إنّ
الإمامة لم تنتقل من الصادق‏ عليه السلام إلى ولده إسماعيل ولا إلى ولده موسى الكاظم ‏عليه السـلام ؛ بل إلى ولده الأكبر، وهو عبد اللّه الأفطح، وهم من الفرق البائدة ولا يوجد منهم أحد. معجم الفرق الإسلاميّة: ١٨٦}. عليّ‏ الرضا:. قال: فهل من دليل استدلّ به على ما قلت؟ قال: نعم! قال: وما هو؟ قال: أضمر في نفسك ما تشاء، وألقه بسرّ من رأى فإنّه يخبرك بـه. فقـال: نعم! فخرجا إلى العسكر وقصدا شـارع أبي أحمد، فأخبرا أنّ أبا الحسـن عليّ ابن محمّد مولانا ركـب إلـى دار المتوكّل‏، فجلسـا ينتظران عودته.
فقال الفطحيّ لصاحبه: إن كان صاحبك هذا إماما فإنّه حين يرجع ويراني يعلم ما قصدته، فيخبرني به من غير أن أسأله.
قال: فوقفا إلى أن عـاد أبو الحسن ‏عليـه السلام من موكب المتوكّل وبين يديه الشاكريّة ومـن ورائه الركبة يشيّعونه إلى داره.
{الشاكريّة: معرّب جاكر بالفارسيّة، ومعناه الأجير والمستخدم. أقرب الموارد: ٣/٨٦(شكر).}قال: فلمّا بلغ إلى الموضع الذي فيه الرجلان ، التفت إلى الرجل الفطحيّ فتفل بشي‏ء من فيه في صدر الفطحيّ، كأنّه غـرقي‏ء البيض، فالتصق في‏{الغرقي‏ء: القشرة الملتزقة ببياض البيض. أقرب الموارد: ٤/٣٤ (غرق).} صـدر الرجل كمثل دارة الدرهم، وفيه سطر مكتوب بخضرة: «ما كان عبداللّه هناك، ولا كذلك». فقرأه الناس،وقالوا له:ما هذا؟ فأخبرهم وصاحبه بقصّتهما،فأخذ التراب من الأرض، فوضعه على رأسه وقال: تبّا لما كنت عليه قبل يومي هذا، والحمد للّه على حسن هدايته وقال بإمامته. {دلائل الإمامة:  ٤١٦، ح ٣٨٠ عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٤٦، ح ٢٤٤٩، وإثبات الهداة: ٣/٣٨٥، ح ٧٩، أشار إلى مضمونه. قطعة منه في: (كيفيّة رجوعه‏ عليه السلام عن دار المتوكّل) و (مشايعة الناس له‏ عليه السلام)}.
(١٧)- أبو جعفر الطبريّ رحمه الله حدّثني أبو عبد اللّه القمّيّ قال: حدثني ابن عيّاش قال: حدّثني أبو طالب عبيد اللّه بن أحمد قال: حدّثني مقبل الديلميّ قال: كنت جالسا على بابنا بسرّ من رأى، ومولانا أبوالحسن(عليه السلام) راكب لدار المتوكّل الخليفـة، فجاء فتح القلانسـي، وكانت له خدمـة لأبي الحسن (عليه السـلام)،
فجلس إلى جانبي وقال: إنّ لي على مولانإ؛ أربعمائة درهم، فلو أعطانيها لانتفعت بها. قال: قلت له: ما كنت صانعا بها؟ قال:كنت أشتري منها بمائتي درهم خرقا تكون في يدي،أعمل منها قلانس، وأشتري بمائتي درهم تمرا فأنبذه نبيذا. قال:  فلمّا قال لي ذلك أعرضت عنه بوجهي، فلم أكلّمه لما ذكر، وأمسكت، وأقبل أبو الحسن (عليه السلام) على أثر هذا الكلام، ولم يسمع هذا الكلام أحد ولا حضره، فلمّا أبصرت به قمت إجلالاً له، فأقبل حتّى نزل بدابّته في دار الدوابّ، وهو مقطّب الوجه، أعرف الغضب في وجهه، فحين‏{قَطّب وجهه تقطيبا: أي عبس وغضب.
لسان العرب: ١/٦٨٠  (قطب)} نزل عن دابّته دعاني، فقال: يا مقبل! ادخل. فأخرج أربعمائة درهم‏، وادفعها إلى فتح هذا الملعون، وقل له: هذا حقّك فخذه واشتر منه خـرقا بمائتي درهم، واتّق اللّه فيما أردت أن تفعله بالمائتي درهم الباقية. فأخرجت الأربعمائـة درهم، فدفعتها إليـه وحدّثته القصّة، فبكى وقـال: واللّه! لا شربت نبيذا ولا مسكرا أبدا، وصاحبك يعلم ما نعمل.
{دلائل الإمامة: ٤١٧، ح ٣٨١، عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٤٧، ح ٢٤٥٠، وإثبات الهداة: ٣/٣٨٥، ح ٨٠، أشـار إلى مضمونه نوادر المعجزات: ١٨٦، ح ٥، بتفاوت.
قطعة منه في: (غضبه ‏عليه السلام على من أراد فعل الحرام) و(مركبه ‏عليه السلام) و(إجلال الناس لـه‏ عليه السلام) و(أداء دَينه ‏عليه السلام) و(أحواله ‏عليه السلام مع المتوكّل) و(ذمّ فتح القلانسي)}.
(١٨)- أبو جعفر الطبريّ رحمه الله؛: حدّثني أبو عبد اللّه القمّيّ قال: حدّثني ابن ‏عيّاش{في النوادر: ابن عيسى}
قال: حدّثني أبـو الحسين محمّد بن إسماعيل بن أحمـد الفهقليّ‏ {فـي المدينة:  الفهفكي} الكاتب بسرّ من رأى سنـة ثمان وثلاثين وثلاثمائة قال: حدّثني أبي قال: كنت بسرّ من رأى أسير في درب الحصا، فرأيت يزداد النصراني تلميذ بختيشوع وهو منصرف من دار موسى بن بَغا ، فسايرني وأفضى بنا الحديث إلى أن قال لي: أترى هـذا الجدار، تدري من صاحبه؟
قلت: ومن صاحبه؟ قال: هذا الفتى العلويّ الحجازيّ يعني عليّ بن محمّد بن الرضا:، وكنّا نسير فـي فناء داره، قلت ليزداد: نعم! فما شأنه؟
قال: إن كان مخلوق يعلم الغيب فهو. قلت: وكيف ذلك؟
قال: أُخبرك عنه بأُعجوبة لـن تسمع بمثلها أبدا، ولا غيرك من الناس ، ولكن لـي اللّه عليك كفيل وراعٍ أنّك لا تحدّث به عنّي أحدا، فإنّي رجل طبيب، ولي معيشة أرعاها عند هذا السلطان، وبلغني أنّ الخليفة استقدمـه من الحجاز فرقا منه، لئلّا ينصرف إليه وجوه الناس، فيخرج هذا الأمر عنهم يعني بني العبّاس.
قلت: لك عليّ ذلك، فحدّثني به وليس عليك بأس، إنّما أنت رجل نصرانيّ، لا يتّهمك أحد فيما تحدّث به عـن هؤلاء القوم، وقد ضمنت لك الكتمان.
قال: نعم! أُعلمك أنّي لقيته منذ أيّام وهو على فرس أدهم، وعليه ثياب سود، وعمامة سوداء، وهو أسود اللون. فلمّا بصرت به وقفتُ إعظاما له - لاوحقّ المسيح، ما خرجت من فمي إلى أحد من الناس - وقلت في نفسي: ثياب سود، ودابّة سوداء ، ورجل أسود، سواد في سواد في سواد. فلمّا بلغ إليّ وأحدّ النظر قال: قلبك أسود ممّا ترى عيناك من سواد في سواد في سواد.
قال أبي؛: قلت له: أجل، فلا تحدّث به أحدا، فما صنعت؟ وما قلت له؟ قال: سقط في يدي فلم أجد جوابا.
قلت له: أفما ابيضّ قلبك لما شاهدت؟ قال: اللّه أعلم!
قال أبي: فلمّا اعتلّ يزداد بعث إليّ فحضرت عنده، فقال: إنّ قلبي قد ابيضّ بعد سواده، وأنا أشهد أن لا إلـه إلّا اللّه، وأنّ محمّدا رسول اللّه، وأنّ عليّ بن محمّد حجّة اللّه على خلقه وناموسه الأعلم، ثمّ مات في مرضه ذلك، وحضرتُ الصلاة عليه.
{دلائل الإمامة: ٤١٨، ح ٣٨٢ عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٤٨،ح ٢٤٥١، وإثبات الهداة: ٣/٣٨٥، ح ١، أشـار إلى مضمونه. نوادر المعجزات: ١٨٧، ح ٦، بتفاوت. فرج المهموم: ٢٣٣، س ١٣، بتفاوت.
عنه البحار: ٥٠/١٦١، ح ٥٠.قطعـة منـه في: (ما ورد عن العلماء في عظمته ‏عليه السلام) و (لونه ‏عليه السلام) و(لباسـه‏ عليه السلام)و(مركبه‏ عليه السلام) و(إجلال الناس له ‏عليه السلام) و(أحواله‏ عليه السلام مع المتوكّل)}
١٩- أبو جعفر الطبريّ رحمه الله محمّد بن الحسين بن مُصْعَب المدائنيّ يسأله[أي أبا الحسن الهادي‏ عليه السلام] عن السجود على الزجاج؟
قال: فلمّا نفذ الكتاب حدّثت نفسي: إنّه ممّا أنبتت الأرض، وأنّهم قالوا: لابأس بالسجود على ما أنبتت الأرض.
قال: فجاء الجواب: لا تسجد، وإن حدّثتك نفسك أنّه ممّا أنبتت الأرض فإنّه من الرمْل والملـح، والملح سَبَخ، والرمل سَبَخٌ، والسبَخ بلدٌ ممسوخ.
{دلائل الإمامة: ٤١٤، ح ٣٧٥. يأتي الحديث بتمامه في ج ٣، رقم ٩٦٩}.
٢٠- أبو جعفر الطبريّ رحمه الله حكيمة بنت محمّد بن عليّ بن موسى:، فقالت كـانت عندي صبيّة  يقال لها(نرجس) فصرت إلى أخي‏[عليه السلام] وقال: يا حكيمة! جئت تستأذنيني في أمر الصبيّة. {دلائل الإمامة: ٤٩٩، ح ٤٩٠. يأتي الحديث بتمامه في ج ٢، رقم ٥٩٥}.
(٢١)- الراونديّ رحمـه الله حدّث جماعـة مـن أهـل إصفهـان، منهم أبـوالعبّاس أحمد بن النصـر،
{في الثاقب:  العيّاشيّ محمّد بن النضر} وأبو جعفر محمّد بن علويّة، قالـوا: كان‏. باصفهان رجـل يقال له: عبد الرحمن، وكان شيعيّا.
قيل له: ما السبب الذي أوجب عليك به القول بإمامة عليّ النقيّ‏ عليه السلام دون غيره من أهل الزمان؟
قال: شاهدت ما أوجب ذلك عليّ، وذلك إنّي كنت رجلاً فقيرا، وكان لي لسان وجرأة، فأخرجني أهل إصفهان سنة من السنين مع قوم آخرين إلى باب المتوكّل متظلّمين.
فكنّا بباب المتوكّل‏، يوما إذ خرج الأمر بإحضار عليّ بن محمّد بن الرضا عليهم السلام. فقلت لبعض من حضر: من هذا الرجل الذي قد أمر بإحضاره؟
فقيل: هذا رجل علويّ تقول الرافضة بإمامته. ثمّ قيل: ويقدّر أنّ المتوكّل يحضره للقتل. فقلت: لا أبرح من هاهنا حتّى أنظر إلى هذا الرجل أيّ رجل هو؟
قال: فأقبل راكبا على فرس ، وقد قام الناس يمنة الطريق ويسرته صفّين ينظرون إليه، فلمّا رأيته وقع حبّه في قلبي، فجعلت أدعو له في نفسي بأن يدفع اللّه عنه شرّ المتوكّل، فأقبل يسير بين الناس وهو ينظر إلى عـرف {العـرف بضمّتين: شعر عنق الفرس. أقرب الموارد: ٣/٥٢٤، (عرف).} دابتّه، لاينظر يمنـة ولا يسرة، وأنا دائم الدعاء له،فلمّا صار بإزائي أقبل إليّ بوجهه،وقال:استجاب اللّه دعاءك، وطوّل عمرك، وكثّر مالك وولدك. قال: فارتعدت [من هيبته‏] ووقعت بين أصحابي، فسألوني وهم يقولون: ماشأنك؟ فقلت: خير، ولم أُخبرهم بذلك.
فانصرفنا بعـد ذلك إلى إصفهان، ففتح اللّه عليّ [الخبر بدعائه، و] وجوها من المال، حتّى أنا اليوم أغلق بابي على ما قيمته ألف ألف درهم، سوى مالي خارج داري، ورزقت عشرة من الأولاد، وقد بلغت الآن من عمري نيّفا وسبعين سنة، وأنا أقول بإمامة هذا الذي علم ما في قلبي، واستجاب اللّه دعاءه فيّ ولي.
{الخـرائج والجـرائح: ١/٣٩٢، ح ١ عنه البحار: ٥٠/١٤١، ح ٢٦، والأنوار البهيّة: ٢٧٧، س ١١، ومدينة  المعاجز: ٧/٤٦٣ ح ‏٢٤٧٠، وإثبات الهداة: ٣/٣٧١، ح ٣٧، وحلية الأبرار: ٥/٥١، ح ٣. الثاقب في المناقب: ٥٤٩، ح ٤٩٣. كشف الغمّة: ٢/٣٨٩، س ١٤. الصراط المستقيم: ٢/٢٠٢، ح ١. كتاب ألقاب الرسول وعترته: ضمن المجموعة النفيسة: ٢٣٣، س ١١.
 قطعة منه في: (مركبه‏ عليه السلام)  و (إجلال الناس له‏ عليه السلام)  و (أحواله‏ عليه السلام مع المتوكّل)}.
 (٢٢)- الراونديّ رحمه الله؛: إنّ أبا محمّد الطبريّ قال ‏لي: تمنّيت أن يكون لي خاتم‏ من عنده‏ عليه السلام. فجاءني نصـر الخـادم‏ بدرهمين، فصنعت منه خاتمـا فدخلت على قـوم يشربون الخمر، فتعلّقوا بي حتّى شربت قدحا أو قدحين، وكان الخاتم ضيّقا في إصبعي لا يمكنني إدارته للوضوء، فأصبحت وقد افتقدته فتبت إلى اللّه.
{الخرائج والجرائح: ١/٤١٣، ح ١٨ عنه البحار: ٥٠/١٥٥، ح ٤٣. كشف الغمّة: ٢/٣٩٤، س ٢٢.قطعة منه في: (خادمه ‏عليه السلام) و(إعطاؤه‏ عليه السلام الدرهمين لمن تمنّى أن يكون له خاتم)}.
٢٣- الراونديّ رحمه الله روي عن يحيى بن هرثمة قال: دعاني المتوكّل، فقال فأحضروا عليّ بن محمّد بن الرضا قال وأنا على مذهب الحشويّه، قال الشاري أليس من قول صاحبكم عليّ بن أبي طالب: إنّه ليس من الأرض بقعة إلّا وهي قبر فسرنا حتّى وصلنا إلى موضع المناظرة في القبور ارتفعت سحابة أرسلت علينا بردا مثل الصخور حتّى قتل من أصحابي ثمانين رجلاً
فقال ‏عليه السلام لي: يا يحيى! انزل أنت من بقي من أصحابك، ليدفن من [قد] مات مـن أصحابك، [ثمّ قال‏]:  فهكذا يملأ اللّه هذه البريّة قبورا.
{الخرائج والجرائح: ١/٣٩٣، ح ٢. تقدّم الحديث بتمامه في رقم  ٣٢١}.
٢٤- الراونديّ رحمه الله إنّ أحمد بن هارون قالدخل علينا أبوالحسن‏ عليه السـلام فلمّا غاب الغلام  صهل الفرس، وضرب بذنبه، فقال له بالفارسيّة: ما هذا القلق؟
فصهل الثانية فضرب بذنبه، فقال [له‏] بالفارسيّة -لي حاجة فدخلني من ذلك ما اللّه به عليم، ووسـوس الشيطان في قلبي، فأقبل إليّ فقال: يا أحمد! لا يعظم عليك مارأيت.
{الخرائج والجرائح: ١/٤٠٨، ح ١٤. يأتي الحديث بتمامه في رقم ٣٨١}.
(٢٥)- ابن شهر آشوب رحمـه الله؛: وفي تخريج أبـى سعيد العامـريّ رواية، عـن صالح بن الحكم بيّاع السابريّ‏ قال: كنت واقفيّا، فلمّا أخبرني حاجب المتوكّل بذلك، أقبلت أستهزى‏ء به، إذ خرج أبو الحسن ‏عليـه السـلام فتبسّم في وجهي من غير معرفة بيني وبينه. قال ‏عليه السلام: يا صالح! إنّ اللّه تعالـى قال في سليمان:(فَسَخّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِى بِأَمْرِهِ‏ رُخَآءً حَيْثُ أَصَابَ)
ونبيّك وأوصياء نبيّك أكرم على اللّه تعالى من‏{ص: ٣٨/٣٦} سليمان. قال: وكأنّما انسلّ من قلبي الضلالة، فتركت الوقف. 

{المناقب: ٤/٤٠٧، س ٣.  قطعة منه في: (ضحكه ‏عليه السلام التبسّم) و(معاشرته‏ عليه السلام مع سائر الفرق الإسلاميّة) و (إنّ رسـول اللّه ‏صلى الله عليه و آله وسلم أكرم من سليمان‏ عليه السلام) و(إن الأئمّه: عنداللّه عزّ وجلّ أكرم من سليمان) و(سورة ص: ٣٦)}.
 ٢٦- ابن شهر آشوب رحمه الله قال عليّ بن مهزيار: وردت العسكر وأنا شاكّ في الإمامة فقلت في نفسييوشك أن يكون هو الإمام،
فقلت في نفسي: إن كشف وجهه فهو الإمام، فلمّا قرب منّي كشف وجهه، {المناقب: ٤/٤١٣، س ٢١ تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٢٢}.
(٢٧)- الإربليّ رحمه الله؛: حدّث محمّد بن شرف قال: كنت مع أبي ‏الحسن ‏عليه السلام أمشي بالمدينة، فقال لي: ألست ابن شرف؟  قلت: بلى! فأردت أن أسأله عن مسألـة، فابتدأني من غير أن أسأله، فقال: نحن على قارعة الطريق وليس هذا موضع مسألة.
{كشف الغمّة: ٢/٣٨٥، س ١٢ عنه إثبات الهداة: ٣/٣٨١، ح ٥٣، والبحار: ٥٠/١٧٦، ضمن ح ٥٥. قطعة منه في: (موعظته ‏عليه السلام في السؤال)}.
 ٢٨- ابن حمزة الطوسيّ رحمه الله؛: عن موسى بن جعفر البغداديّ قال:كانت لي حاجة أحببت أن أكتب إلى العسكريّ‏ عليه السلام، فسألت محمّد بن عليّ بن مهزيار أن يكتب في كتابه إليه بحاجتي فإنّي كتبت إليه كتابا ولم أذكر فيه حاجتي بل بيّضت موضعها. فورد الكتاب في حاجتي مفسّرا في كتاب لمحمّد بن إبراهيم الحمّصيّ.
{الثاقب في المناقب: ٥٤٠، ح ٤٨٢. يأتي الحديث أيضا في ج ٣، رقم ٩٦٠}.
 ٢٩- البحرانيّ رحمه الله عليّ بن يقطين بن موسى الأهوازيّ قال: كنت رجلاً أذهب مذاهب المعتزلة،  وكان يبلغني من أمر أبي الحسن عليّ بن محمّد عليهما السلام ما أستهزي‏ء به ولا أقبله، فدعتني الحال إلى دخـولي بسرّ من رأى... فدخلتها.
فقلت: إن كان اللّه عزّ وجلّ اطّلعه على هذا السرّ فهو حجّة، وجعلت في نفسي أن أسأله عن عرق الجنب. وقلت: إن هو أخذ البرنس عن رأسه وجعله على قربوس سرجه ثلاثا، فهو حجّة.
ثمّ إنّه لحى إلى بعض الشعاب، فلمّا قرب نحّـى البرنس وجعلـه على قربوس سرجـه ثلاث مـرّات، ثمّ التفت إليّ، وقال: إن كان من حلال فالصلاة في الثوب حلال، وإن كان من حرام فالصلاة في الثوب حرام. فصدّقته وقلت بفضله ولزمته‏ عليه السلام. {مدينة المعاجز: ٧/٤٩٦، ح ٢٤٨٩. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٢٦}.

الثاني - إخباره‏ عليه السلام بالوقائع الماضية:
 (١)- محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله الحسين بن محمّد، عـن معلّى بن محمّد، عن الوشّاء، عن خيران  الأسباطيّ قال:  قدمت على أبي‏ الحسن ‏عليه السلام المدينة فقال لي: ما خبر الواثق عندك؟{فـي الإعلام والإرشاد والهداية:  أبي الحسن عليّ بن محمّد عليهما السـلام وفـي المناقب: النقيّ‏ عليه السلام} قلت: جعلت فداك، خلّفته في  عافية، أنا من أقرب الناس عهدا به، عهدي به منذ عشرة أيّام.  قال: فقال لي: إنّ أهل المدينة يقولون: إنّه مات، فلمّا أن قال لي الناس، علمت أنّه هو.  ثمّ قال لي: ما فعل جعفر؟
قلت: تركته أسوء الناس حالاً في السجن. قال: فقال: أما إنّه صاحب الأمر، ما فعل ابن الزيّات؟ قلت: جعلت فداك، الناس معه والأمر أمره.
قال: فقال: أما إنّه شؤم عليه قال: ثمّ سكت وقال لي: لابدّ أن تجري مقادير اللّه تعالى وأحكامه، يا خيران! مات الواثق، وقد قعد المتوكّل جعفر، وقد قتل ابن الزيّات.
فقلت: متى جعلت فداك،؟ قال‏ عليه السلام: بعد خروجك بستّة أيّام.
{الكافي: ١/٤٩٨، ح ١ عنه مدينـة المعاجز: ٧/٤٢٠، ح ٢٤٢٣، وإثبات الهداة: ٣/٣٦٠، ح ٤، والوافي: ٣/٨٣٤، ح ١٤٤٦. إعلام الورى: ٢/١١٤، س ٤، بتفاوت.
إرشاد المفيد: ٣٢٩، س ٧، بتفاوت. عنه وعن الإعلام، البحار: ٥٠/١٥٨، ح ٤٨. المستجاد من الإرشاد: ٢٣٧، س ٥. المناقب لابن شهرآشوب: ٤/٤١٠، س ٩.
الثاقب في المناقب: ٥٣٤، ح ٤٧٠. الهداية الكبرى: ٣١٤، س ٢. روضة الواعظين: ٢٦٩، س ٣. الخرائج والجرائح: ١/٤٠٧، ح ١٣ عنه إثبات الهداة: ٣/٣٦٠، س ١٤.
الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ٢٧٩، س ١٠. الصراط المستقيم: ٢/٢٠٤، ح ١١. كشف الغمّة: ٢/٣٧٨، س ٨.
نور الأبصار: ٣٣٥، س ١٩ عنه إثبات الهداة: ٣/٣٩، ح ٥، وإحقاق الحقّ: ١٢/٤٥١، س ٤. قطعة منه في: (أحواله‏ عليه السلام مع الواثق)}.
 ٢- الحضينيّ رحمه الله زيد بن عليّ بن الحسين بن زيد قال: مرضت مرضا شديدا فدخل عليّ الطبيب  وقد اشتدّت بي العلّة، فأصلح لي دواء بالليل، لم ‏يعلم به أحد، وقال: خذ تداو فيه مدّة عشرة أيّام، فما بعد عنّي إلّا أتاني نصر غلام أبي الحسن عليّ(عليه السلام) فاستأذن عليّ ودخل معه هارون فيه مثل ذلك الدواء الذي أصلحه الطبيب بتلك الساعة، وقال لي: مـولاي يقـول لك: الطبيب استعمل لك دواء مدّة عشرة أيّام، نحن إنّما بعثنا لك هذا الدواء، فخذ منه مرّة واحدةً تبرأ بإذن اللّه تعالى من ساعتك.{الهداية الكبرى: ٣١٤، س ١٢ يأتي الحديث بتمامه في رقم ٣٧٩}.
٣- الشيخ الطوسيّ رحمـه الله المنصوريّ قال: حدّثني عمّ أبي قال قال [أبو الحسن الهـادي عليه السلام] لي: قد جاء الرجل ومعه المال ، وقد منعه الخادم الوصول إليّ، فاخرج وخذ ما معه، فخرجت فإذا معه الزنفيلجة فيها المال، فأخذته ودخلت به إليه.
فقال: قل له: هات المخنقة التي قالت لك القمّيّة: إنّها ذخيرة جدّتها؛ فخرجت إليه فأعطانيها، فدخلت بها إليه.
فقال لي: قل له: الجبّة التي أبدلتها منها ردّها إلينا، فخرجت إليه، فقلت له ذلك.
فقال: نعم! كانت ابنتي استحسنتها، فأبدلتها بهذه الجبّة، وأنا أمضي فأجي‏ء بها.
فقال: اُخرج فقل له: إنّ اللّه (تعالى) يحفظ ما لنا وعلينا، هاتها من كتفك، فخرجت إلى الرجل فأخرجها من كتفه.{الأمالي: ٢٧٥، ح ٥٢٨. يأتى الحديث بتمامه في رقم ٣٤٧}.
(٤)- الراونديّ رحمه الله روي عن أحمد بن عيسى الكاتب قـال: رأيت رسول اللّه‏ صلى الله عليه و آله وسلم فيما يرى النائم، كأنّه نائم في حجرتي، وكأنّه دفع إليّ كفّا من تمر، عدده خمس وعشرون تمرةً. قال: فما لبثت حتّى أقدم بأبي الحسن عليّ بن محمّد عليهما السلام، ومعه قائد فأنزله في حجرتي، وكان القائد يبعث ويأخذ من العلف من عندي فسألني يوما كم لك علينا؟
قلت: لست آخذ منك شيئا من ثمنه. قال لي: أفتحبّ أن تدخل إلى هذا العلويّ فتسلّم عليه؟
قلت: لست أكـره ذلك، فدخلت فسلّمت عليـه وقلت له: إنّ في هذه القرية كذا وكذا من مواليك، فان أمرتنابإحضارهم فعلنا.
قال: لا تفعلوا! قلت: فإنّ عندنا تمور، جيادا فتأذن لي أن أحمل لك بعضها؟
قال: إن حملت شيئا لم يصل إليّ، ولكن احمله إلى القائد، فإنّه سيبعث إليّ منه، فحملت إلى القائد أنواعـا مـن التمر، وأخذت نوعا جيّدا في كمّي وسكرّجة من زبد، فحملته إليه ثمّ جئت فقـال لى القائد: أتحبّ أن‏{السُكرُجة، والسُكُرّجة: الصحفـة التي يوضع فيها الأكـل. المنجد:  ٣٤١ (سكـر)} {الزبد بالضمّ: ما يستخرج مـن اللبن بالمخض وهو خاص بما للبقر والغنم. أقرب الموارد: ٥١٨/٢ (زبد).} تدخل على صاحبك؟ قلت:نعم! فدخلت فإذا قدّامه من ذلك التمر الذي بعثت به إلى القائد، فأخرجت التمر الذي معي والزبد، فوضعته بين يديه، فأخذ كفّا من تمر فدفعه إليّ وقال: لو زادك رسول اللّه‏ صلى الله عليه و آله وسلم لزدناك. فعددته فإذا هو كما رأيته في النوم لم يزد ولم ينقص.
{الخرائج والجرائح: ١/٤١١، ح ١٦ عنه البحار: ٥٠/١٥٣، ح ٣٩. الصراط المستقيم: ٢/٢٠٤، ح ١٣، مختصرا. عنه إثبات الهداة: ٣/٣٨٦، ح ٨٦. قطعة منه في: (قبوله‏ عليه السلام هدايا الناس)}.
 ٥- الراونديّ رحمه الله؛: قال أبو هاشم: كنت بالمدينة حين مرّ « بَغا » أيّام الواثق في طلب الأعراب. فقال أبو الحسن عليه السلام: أخرجوا بنا حتّى ننظر إلى تعبئة هـذا التركيّ، فخرجنا فوقفنا، فمرّت بنا تعبئته، فمرّ بنا تركيّ، فكلّمه أبو الحسن‏ عليه السلام بالتركيّ، فنزل عـن فرسه فقبّل حافر فرس الإمام‏.عليه السلام
قال: هذا نبيّ؟ قلت: ليس هو بنبيّ. قال: دعاني باسم سمّيت به في صغري في بلاد الترك، ما علمه أحـد إلى الساعة.
{الخرائج والجرائح: ٢/٦٧٤، ح ٤. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣١٤}.
 ٦- الراونديّ رحمه الله؛: روي أنّه أتاه رجل من أهل بيته، يقال له: معروف، وقال: أتيتك فلم تأذن لي.
 فقال ‏عليه السلام: ما علمت بمكانك وأُخبرت بعد انصرافك، وذكرتني بما لاينبغي.
 {الخرائج والجرائح: ١/٤٠١، ح ٧.  يأتي الحديث بتمامه في رقم ٣٧٥}.
 ٧- السيّد ابن طاووس رحمه الله عن أبي محمّد القاسم بن العلاء المدائنيّ قال: حدّثني خادم لعليّ بن محمّد عليهما السلام قال: استأذنته فـي الزيارة إلى طوس، فخرجت فـي سفري ذلك، ورجعت حدّثته، فقال عليـه السلام لي: بقيت عليك خصلة لم تحدّثني بها، إن شئت حدّثتك بها. فقلت: يا سيّدي! عليّ نسيتها.
فقال‏ عليه السلام: نعم! بتّ ليلة بطوس عند القبر، فصار إلى القبر قوم من الجنّ لزيارته، فنظروا إلى الفصّ
في يدك وقرؤا نقشه، فأخذوه مـن  يدك وصاروا بـه إلى عليل لهم، وغسلوا الخاتم بالماء وسقوه ذلك الماء فبرأ، وردّوا الخاتم إليك، وكان في يدك،
{الأمان من أخطار الأسفار والأزمان: ٤٨، س ٢. يأتي الحديث بتمامه في رقم ٣٥٣}.

الثالث - إخباره ‏عليه السلام بالوقائع الحالية:
١- الحضينيّ رحمه الله محمّد بن عبد اللّه القمّيّ قال: حملت ألطافا من قمّ إلى سيّدي أبي الحسن ‏عليه السلام، في وقت وروده من سرّ من رأى، فوردتها.
فإذا أنا بطارق يطرق الباب، فخرجت إليه، فإذا أنا بغلام، فقلت له: ما حاجتك؟ فقال: سيّدي أبو الحسن ‏عليه السلام قد شكر لك بألطافك التي حملتها تريدنا بها.
{الهداية الكبرى: ٣١٥، س ١. يأتي الحديث بتمامه في رقم ٣٤٣}.
٢)- الراونديّ رحمـه الله روي عـن ابن أُورمة قال: حملت إليّ امـرأة{هو محمّد بن أورمة (اُورمة) أبو جعفر القمّيّ.
كمـا قـال بـه السيّد الخوئي قـدس سـره في المعجم: ٢٢/١٥٨، رقم ١٥٠٢٨، والمحقّق التستري؛ في القاموس: ١٠/٢٣٨، عدّه الشيخ من أصحاب الرضا عليه السلام رجال الطوسيّ: ٣٩٢، رقم ٧٥. وقال الزنجاني: نعدّه من أصحاب الجواد عليه السلام الجامع في الرجال: ٢/٧٢٤.
عنونه السيّد البروجردي‏ قدس سره وقال: من الطبقة السابعة. الموسوعة الرجاليّة: ٤/٣١٢. أوردناها في هذه الموسوعة لما روى الإربليّ في كشف الغمّة: ٢/٣٩٤ عن ابن أُورمة معجزة عن أبي الحسن الهادى‏ عليه السلام وفي رجال النجاشيّ:٣٢٩، رقم ٨٩١، وقال بعض أصحابنا أنّه رأي توقيعا من أبي الحسن الثالث‏ عليه السـلام إلى أهل قم في معني محمّد بن أُورمـة وبرائته ممّا قذف به}. شيئا مـن حُلِيّ، وشيئا من دراهم، وشيئا من ثياب؛ فتوهّمت أنّ ذلك كلّه لها، ولم ‏أسألها أنّ  لغيرها في ذلك شيئا، فحملت ذلك إلى المدينة مع بضاعات لأصحابنا.
وكتبت في الكتاب: إنّي (قد) بعثت إليك من قبل فلانة كذا، ومن قبل فلان كذا، ومن قبل فلان، وفلان بكذا. فخرج في التوقيع: قد وصل ما بعثت من قبل فـلان وفـلان ومن قبل المرأتين، تقبّل اللّه منك، ورضي عنك وجعلك معنا في الدنيا والآخرة.
{في إثبات الهداة: يقبّل اللّه منهما ومنك}. فلمّا رأيت ذكر المرأتين شككت في الكتاب أنّه غير كتابه، وأنّه قـد عمل عليّ دونه؛ لأنّي كنت في نفسي على يقين أنّ الذي دفعت إليّ المرأة، كان (كلّه) لها، وهي مرأة واحدة، فلمّا رأيت [في التوقيع‏] إمرأتين اتّهمت موصل كتابي. فلمّا انصرفت إلى البلاد، جاءتني المرأة، فقالت: هل أوصلت بضاعتي؟
قلت: نعم! قالت: وبضاعة فلانة؟ قلت: وكان فيها لغيرك شي‏ء؟ قالت: نعم! كان لي فيها كذا، ولأُختي فلانة كذا. قلت: بلي! قد أوصلت ذلك، وزال ما كان عندي.
{الخرائج والجرائح: ١/٣٨٦، ح ١٥ عنه إثبات الهداة: ٣/٣٣٨، ح ٢٨، بتفاوت، والبحـار: ٥٠/٥٢، ح ٢٦،  بتفاوت، ومدينة المعاجز: ٣٧٤/٧، ح ٢٣٨٣، بتفاوت.
قطعة منه في: (قبوله ‏عليه السلام أمتعة أرسلها الناس اليه) و(مدح ابن أورمة) و(دعـاؤه ‏عليه السلام لمحمد بن أُورمة) و(كتابه‏ عليه السلام إلى محمّد بن أُورمة)}.
٣- الإربليّ رحمـه الله؛:عليّ بن محمّد الحجّال قال: كتبت إلى أبي ‏الحسن‏ عليـه السـلام: أنا في خدمتك،
وأصابني علّة فـي رجلي لا أقدر على النهوض والقيام بما يجب، فإن رأيت أن تدعوا اللّه أن يكشف علّتي ويعينني على القيام بمـا يجب.
فوقّع ‏عليه السلام: كشف اللّه عنك وعن أبيك. قال: وكان بأبي علّة ولم أكتب فيها، فدعا له ابتداء. {كشف الغمّة: ٢/٣٨٨، س ١٩. يأتي الحديث بتمامه في ج ٣، رقم ٩٢٥}.
(٤)- الحافظ رجب البرسـيّ رحمـه الله: محمّد بن داود القمّيّ، ومحمّد الطلحيّ قال: حملنا مالاً من خمس، ونذور، وهـدايا، وجواهر، اجتمعت فـي قمّ و بلادها وخرجنا نريد بها سيّدنا أبا الحسن الهادي ‏عليه السلام، فجاءنا رسولـه فـي الطريق أن ارجعوا فليس هذا وقت الوصول إلينا.
فرجعنا إلى قمّ وأحرزنا ما كان عندنا، فجاءنا أمره بعد أيّام، أن قد أنفذنا إليكم إبلاً غبراء، فاحملوا عليها مـا عندكم، وخلّوا سبيلها،  فحملناها، وأودعناها للّه، فلمّا كان من قابل قدمنا عليه.
قال‏ عليه السلام: انظروا إلى ما حملتم إلينا، فنظرنا فإذا المنايح كما هي. المنحة بالكسر: العطيّة. أقرب الموارد: ٥/٢٧٠ (منح).}
{مشارق أنوار اليقين: ١٠٠، س ١ عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٦٣، ح ٢٤٦٩، وإثبات الهداة: ٣/٣٨٠، ح ٥٠، والبحار: ٥٠/١٨٥، ح ٦٢.
قطعة منـه في (معجزته‏ عليه السلام في الحيوانات) و(قبوله‏ عليه السـلام هدايا الناس) و(وجـوب إيصال الخمس إلى الإمام‏ عليه السلام)}.

الرابع - إخباره‏ عليه السلام بالوقائع الآتية:
١- محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله أبو الطيّب المثنّى يعقوب بن ياسر قال: كـان المتوكّل يقـول: ويحكم! قد أعياني أمر ابن الرضا؛ أبى أن يشرب معي،
فقالوا له فهذا أخوه موسى قصّاف عزّاف يأكل ويشرب ويتعشّق قال: ابعثوا إليه تلقّاه أبو الحسن‏. عليـه السلام. ثمّ قال له: إنّ هذا الرجل قد أحضرك ليهتكك،
فأبى عليه، فكرّر عليه؛ فلمّا رأى أنّه لا يجيب قال: أما أنّ هذا مجلس لاتجمع أنت وهو عليه أبدا. فأقام ثلاث سنين يبكّر كلّ يوم، فيقال له: قد تشاغل اليوم، فَرُحْ؛ فيروح... فما زال على هـذا ثلاث سنين حتّى قتل المتوكّل، ولم يجتمع معه عليه. {الكافي: ١/٥٠٢، ح ٨. يأتي الحديث بتمامه في رقم ٥٠٨}.
٢- محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله عليّ بن محمّد النوفليّ قال لي محمّد ابن الفرج: إنّ أبا الحسن كتب إليه: يا محمّد! أجمع أمرك، وخذ حذرك.
قال: فأنا في جمع أمري [و]ليس أدري مـا كتب إليّ، حتّى ورد عليّ رسـول حملني من مصـر مقيّدا، وضرب على كلّ ما أملك، وكنت في السجن ثمان سنين.
ثمّ ورد عليّ منه في السجن كتاب فيه: يا محمّد! لا تنزل في ناحية الجانب الغربي.
فقرأت الكتاب فقلت: يكتب إليّ بهذا وأنا في السجن، إنّ هذا لعجب، فما مكثت أن خلّي عنّي، والحمد للّه. قال: وكتب إليه محمّد بن الفرج يسأله عن ضياعه.
فكتب إليه: سوف ترد عليك، وما يضرّك أن لا ترد عليك، فلمّا شخص محمّد بن الفرج إلى العسكر كتب إليه بردّ ضياعه، ومات قبل ذلك.
قال: وكتب أحمد بن الخضيب إلى محمّد بن الفرج يسأله الخروج إلى العسكر. فكتب إلى أبي الحسن ‏عليه السلام يشاوره.
فكتب ‏عليه السلام إليه: اخرج فإنّ فيه فرجك إن‏شاءاللّه تعالى، فخرج فلم يلبث إلّا يسيرا حتّى مات. {الكافي: ١/٥٠٠، ح ٥. يأتي الحديث بتمامه في ج ٣، رقم ٩٩٧}.
(٣)- الحضينيّ رحمه الله عن أبي بكر الصفّار، عن أبي الحسن الوشّاء، عن محمّد بن عبد اللّه القمّيّ
قال: حملت ألطافا من قمّ إلى سيّدي‏{اللطفة محرّكـة: الهديّة. أقرب الموارد: ٥٨/٥  (لطف)} أبي ‏الحسن عليه السـلام في وقت وروده من سـرّ من رأى، فوردتها واستأجرت لها منزلاً، ودخلت أروم الوصول إليه، أو بوصول تلك الألطاف التي حملتها، وأعتذر بذلك وكلّفت عجوزا كانت معي في الدار تلتمس لي إمرأة أتمتّع بهـا، فخرجت في طلـب حاجتي، فإذا أنا بطارق يطرق الباب، فخرجت إليه، فإذا أنا بغلام، فقلت له: ما حاجتك؟ فقال: سيّدي أبو الحسن‏ عليه السلام قد شكر لك بألطافك التي حملتها تريدنا بها، فاخرج إلى بلدك، واردد ألطافك معك، واحذر كلّ الحذر أن تقيم بسامرّا أكثر من ساعة، فإن خالفت عوقبت، فانظر لنفسك.
قلت: اي؛ أخرج ولا أُقيم، فجائت العجوز و معها المتعـة، فأعجبتني، فتمتّعت وبتّ ليلتي وقلت: في غد أخرج، فلمّا تولّى الليل طرق بابي طارق، وقرعه قرعا شديدا. فخرجت العجوز إليهم فإذا بالطائف والحارث وشرطه، ومعهم شمع، {الطائف: العاسّ الذي يدور حـول البيوت ونحوهـا ليحرسهـا وبخاصّة في الليل. المعجم ‏الوسيط: ٥٧١ (طاف).} فقالوا لها: أخرجي إلينا الرجل والامرأة من دارك، فجحدتنا فهجموا على الدار وأخذوني والإمـرأة، ونهبوا كلّما كـان معي من الألطـاف وغيرهـا، ورفعت فقمت بالحبس ستّة أشهر، فجاء بعض مواليه وقال: حلّت بك العقوبة التي حذرتك منها، واليوم تخرج من حبسك وتصير إلى بلدك. فأُخرجت ذلك اليوم من الحبس هائما حتّى وردت قمّ، فعلمت أنّ‏{الهائم: المتحيّر. لسان العرب: ١٢/٦٢٦ (هيم)} بخلافي لسيّدي الهادي‏ عليه السلام التقيت تلك العقوبة. {الهداية الكبرى: ٣١٥، س ١ عنه مدينة المعاجز: ٧/٥٢٩، ح ٢٥١٤، وإثبات الهداة: ٣/٣٨٤، ح ٦٩.
قطعة منه في (إخباره‏ عليه السلام بالوقائع الحالية) و (قبولـه‏ عليه السلام هدايا الناس) و(غلمانه‏ عليـه السلام) و(عقوبة مخالفة أمر الإمام ‏عليه السلام)}.
(٤)- الحضينيّ رحمـه الله عن محمّد بن إسمـاعيل الحسنيّ، عن يزيد بن الحسين بن موسـى قال:
 أنفذني سيّدي أبو الحسن ورجلين حسنيين من بني عمّه إلى صاحب الدار قال: لست أبيعها، فرجعنا إليه (عليه السلام) فأخبرناه. فلمّا كان في غد أمرنا أن نعاوده فقال لنا: لست أبيعها.
فلمّا كان اليوم الثالث، أمرنا بمعاودته، فعاودناه. فقال: كم تتردّدون وما أُريد أبيع داري؟
فقال أحد أولاد عمّه الحسنيّ: إلى كم يردّدنا إلى صاحب الدار، ويؤذينا ويتعبنا، والرجل ليس يبيع داره.
فقال: يا هـذا! جرى مجرى آل فرعون‏، ف'(وَإِن يَكُ كَذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الّذِى يَعِدُكُمْ){غافر:  ٤٠/٢٨}
فتبيّن صدقـه فجئناه، وأخبرناه أنّ‏ صاحب الدار قد تبرّم وقال: كم تردّدون وما أُريد البيع. {تبرّم: تضجّر. أقرب الموارد: ١/٤٠، (تبرّم).} فقال لنا: ارجعوا إليه.
فقال: بعت الدار واسترحت منكم، فعدنا إليه‏ عليه السلام.
فقال‏ عليه السلام: قد كذب، ما باعها، ولا بدّ من بيعها وأُبنيها وأُسكنها، ويولد لي غلام أُسمّيه حسنا وأرى منه ما أُحبّ.
قال زيد: فلم نزل نتردّد حتّى باعنا الدار و اشتراها أبو الحسن وسكنها وكان فيها مولد أبي محمّد الحسن الإمام عليه السلام والتحيّة.
{الهداية الكبرى: ٣١٦، س ٢٠. قطعة منه في:(بشارته بولادة ابنه الحسن‏ عليهما السلام) و(إشترائه ‏عليه السلام الدار)و(حكم توكيل الغير للشراء) و(سورة غافر: ٤٠/٢٨)}.
(٥)- الحضينيّ رحمه الله عن أحمد بن مالك القمّيّ، عن فارس بن ماهويه قال: بعث المتوكّل إلى سيّدنا أبي الحسن(عليـه السلام) أن اركب واخرج معنا إلى الصيد لنشاركك.
فقال ‏عليه السلام للرسول: قل له إنّي راكب، فلمّا خرج الرسول قال: كذب، مايريد إلّا غير ما قال.
{في المصـدر: ما يدري غير ما قال، ولعلّ الصحيح ما أثبتناه من مدينة المعاجز} قلنا: يا مولانا! فما الذي يريد؟
قال: فما يظهر ما يريده بما يعيده من اللّه، وهـو يركب في هـذا اليوم ويخرج إلى الصيد فيه همّه جيشه علـى القنطرة فـي النهر، فيعبر سائر العسكر ولا تعبر دابّتي وأرجع ؛ فيسقط المتوكّل عن فرسه وتزيل رجله، فتوهن يده ويمرض شهرا. قال فارس: فركب سيّدنا على ركوبه مع المتوكّل قال لـه: يا ابن عمّي! فقال: نعم! وهـو سائر معـه في ورود النهر والقنطرة، فعبر سائر الجيش وتشعّثت القنطرة وانهدمت، ونحن في أواخـر القـوم مع سيّدنا وأرسل الملك تحته.
فلمّا وردنا النهر والقنطرة فامتنعت دابّته أن تعبر، وعبر سائر الجيش ودوابّنا ، واجتهدت رسـل المتوكّل في دابّته ولم تعبر، وبعد المتوكّل، فلحقوا به ورجع سيدّنا، فلم يمض من النهار ساعةً حتّى جاء الخبر: أنّ المتوكّل سقـط عن دابّته، وزالت رجله وتوهنت يده وبقي عليلاً شهرا، وعتب على أبي ‏الحسن.
فقال أبو الحسن ‏عليه السلام: ما رجع إلّا فزع لا تصيبه هـذه السقطـة عليـه، وإنّمـا رجعنا غصب عنّا لا تصيبنا هذه السقطة، فقال أبو الحسن: صدق الملعون وأبدى ما كان في نفسه.
{الهدايـة الكبرى: ٣١٨، س٢٢ عنه مدينـة المعاجز: ٧/٥٣٠، ح ٢٥١٥، وإثبات الهداة: ٣/٣٨٤، ح ٧٠ قطعـة منه بتفاوت.
قطعة منه في: (أحواله ‏عليه السلام مع المتوكّل)}.
٦- الحضينيّ رحمه الله عبيد اللّه الحسنيّ قال: دخلنا على سيّدنا أبي ‏الحسن (عليه السلام) بسامرّا،
فقال: هذا ولّينا زُرافة يقول: إنّه قـد أخرج[أي المتوكّل‏] سيفا مسموما من الشفرتين، وأمره أن يرسل إليّ فإذا حضرت مجلسه أُخلّي زُرافة لامته منّي، ودخل إليّ بالسيف ليقتلني به، ولن يقدر على ذلك. {الهداية الكبرى: ٣٢٢، س ٢. يأتي الحديث بتمامه في رقم ٥٠٩}.
٧- الشيخ الصدوق رحمه الله فاطمة بنت محمّد بن الهيثم المعـروف بابن ‏سيابة، قالت: كنت فى دار أبي الحسن عليّ بن محمّد العسكريّ‏ عليهما السلام، في الوقت الذي ولد فيه جعفر،
فقلت له: يا سيّدي! مالي أراك غير مسرور بهذا المولود؟ فقال ‏عليه السلام: يهوّن عليك أمره فإنّه سيضلّ خلقا كثيرا.
{إكمال الدين وإتمام النعمة: ٣٢١، س ٧. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ١٠٦}.
 ٨- الشيخ الصـدوق رحمـه الله بشر بن سليمان النخّاس من ولد أبي أيّوب الأنصاريّ، أحد موالي أبي الحسـن وأبي محمّد عليهما السـلام وجارهما بسرّ من رأى فبينما أنا ذات ليلة في منزلي بسرّ من رأى، وقد مضى هـويّ من الليل، إذ قرع الباب قارع، طفعدوت مسرعا، فإذا أنا بكافور الخادم، رسول مولانا أبي الحسن عليّ بن محمّد عليهما السلام يدعوني إليه، فلبست ثيابي، ودخلت عليه. فرأيته يحدّث ابنه أبا محمّد، وأُخته حكيمـة من وراء الستر، فلمّا جلست قال: يا بشر! إنّك من ولد الأنصار، وهذه الولاية لم تزل فيكم، يرثها خلف عن سلف، فأنتم ثقاتنا أهل البيت، وإنّي مزكّيك ومشرّفك بفضيلة تسبق بها شـاو الشيعة في الموالاة بها، بسرّ أطّلعك عليه، وأنفذك في ابتياع أمـة، فكتب كتابا ملصقا بخطّ رومّي ولغة روميّة، وطبع عليه بخاتمه، وأخرج شستقةً صفراءً فيها مائتان وعشرون دينارا، فقال: خذها وتوجّه بها إلى بغداد، واحضر معبر الفرات ضحـوة كذا، فإذا وصلت، إلى جانبك زواريق السبايا، وبرزن الجـواري منها، فستحدق بهم طوائف المبتاعين من وكـلاء قوّاد بني العبّاس، وشراذم من فتيان العراق، فإذا رأيت ذلك فأشـرف من البعد على المسمّى عمر بن يزيد النخّاس عامّة نهارك،إلى أن يبرز للمبتاعين جارية صفتها كذا وكذا، لابسة حريرتين صفيقتين، تمتنع مـن السفور ، ولمس المعترض، والانقياد لمن يحاول لمسها، ويشغل نظره بتأمّل مكاشفها من وراء الستر الرقيق، فيضربها النخّاس فتصرخ صرخة روميّة، فاعلم أنّها تقول:
واهتك ستراه. فيقول بعض المبتاعين: عليّ بثلاثمائة دينار، فقد زادني العفاف فيها رغبة، فتقول بالعربيّة: لو برزت في زيّ سليمان، وعلى مثل سرير ملكه، مابدت لي فيك رغبة، فاشفق على مالك. فيقول النخّاس: فما الحيلة! ولا بدّ من بيعك. فتقول الجارية: وما العجلـة؟ ولا بدّ من اختيار مبتاع يسكن قلبي[إليه‏] إلى أمانته، وديانته، فعند ذلك قم إلى عمـر بن يزيد النخّاس، وقل لـه: إنّ معـي كتابا ملصقا لبعض الأشراف كتبه بلغة روميّة، وخطّ روميّ، ووصف فيه كرمه ووفاه، ونبله وسخاءه ، فناولها لتتأمّل منه أخـلاق صاحبه، فإن مالت إليه ورضيته، فأنا وكيله في ابتياعها منك.
قال بشر بن سليمان النخّاس: فامتثلت جميع ما حدّه لي مولاي أبوالحسن‏ عليه السلام في أمر الجارية، فلمّا نظرت في الكتاب بكت بكاءً شديدا ، وقالت لعمر بن يزيد النخّاس: بعنى من صاحب هـذا الكتاب، وحلفت بالمحرّجة المغلظة أنّه متى امتنع من بيعها منه، قتلت نفسها ، فمازلت أُشاحه فـي ثمنها حتّى استقرّ الأمر فيـه على مقدار مـا كان أصحبنيه مولاي ‏عليـه السـلام، من الدنانير فـي الشستقة الصفراء، فاستوفاه منّي، وتسلّمت منـه الجاريـة ، ضاحكة مستبشرة، وانصرفت بهـا إلى حجرتـي التي كنت آوى إليهـا ببغداد،
{إكمال الدين وإتمام النعمة: ٤١٧، ح ١. يأتي الحديث بتمامه في ج ٢، رقم ٥٩٤}.
٩)- أبو عمرو الكشّيّ رحمه الله؛: قال أبو النضر: سمعت أبا يعقوب يوسف ابن السخت قال: كنت بسرّ من رأى أتنفّل في وقت الزوال، إذ جاء إليّ عليّ ابن عبدالغفّار.
فقال لي: أتانى العمريّ ؛ فقال لي: يأمرك مولاك أن توجّه رجـلاً ثقةً في طلب رجـل يقال له: عليّ بن عمرو العطّار قدم من قزوين، وهو ينزل في جنبات دار أحمد بن الخضيب‏.
فقلت: سمّاني؟ فقال: لا! ولكن لم أجد أوثق منك. فدفعت إلى الدرب الذي فيـه عليّ، فوقفت على منزله، فإذا هـو عند فارس، فأتيت عليا فأخبرته ، فركب وركبت معه، فدخل على فارس فقام وعانقـه وقال: كيف أشكر هذا البرّ؟ فقال: لا تشكرني! فإنّي لم آتك ، إنّما بلغني أنّ عليّ بن عمرو قدم يشكو ولد سنان وأنا أضمن له مصيره إلى مـا يحبّ ، فدلّه عليه فأخذ بيده فأعلمه أنّي رسول أبي الحسن ‏عليه السـلام وأمره أن لا يحدث في المال الذي معـه حدثا، وأعلمـه أنّ لعن فارس قد خـرج، ووعده أن يصير إليه من غد، ففعل فأوصله العمريّ، وسأله عمّا أراد، وأمر بلعن فارس وحمل ما معه. {رجال الكشّيّ: ٥٢٦ رقم ١٠٠٨. قطعة منه في: (ذمّ فارس بن حاتم بن ماهويه)}.
(١٠)- الشيخ الطوسيّ رحمه الله الفحّام قال: حدّثني المنصوريّ قال: حدّثني عمّ أبي قال: دخلت يوما على المتوكّل وهـو يشرب، فدعاني إلى الشرب.
فقلت: يا سيّدي! ما شربته قطّ. فقال: أنت تشرب مع عليّ بن محمّد. فقلت له: ليس تعرف من في يديك، إنّما يضرّك ولا يضرّه؛ ولم أُعد ذلك عليه.
قال: فلمّا كان يوما من الأيّام قال لي الفتح بن خاقان: قد ذكر الرجل -يعني المتوكّل- خبر مال يجي‏ء من قمّ، وقد أمرني أن أرصده لأُخبره به، فقل لي: من أيّ طريق ‏يجي‏ء حتّى أجتنبه؟ فجئت إلى الإمام عليّ بن محمّد (عليهما السلام) فصادفت عنده من احتشمه، فتبسّم وقال لي: لا يكون إلّا خير. يا أبا موسى! لِمَ لَمْ تُعد الرسالة الأوّلة؟
فقلت: أجللتك يا سيّدي! فقال لي: المال يجي‏ء الليلة، وليس يصلون إليه، فبت عندي.
فلمّا كان من الليل وقام إلى ورده قطع الركوع بالسلام، وقال لي: قد جاء الرجل ومعه المـال، وقـد منعه الخادم الوصول إليّ، فاخرج وخذ ما معه، فخرجت فإذا معه الزنفيلجة فيها المال، فأخذته ودخلت به إليه.
{الزنفيلجة: بكسر الزاي والفتح، وفتح اللام، شبيه بالكِتْف قال: وهو معرّب، وأصلـه بالفارسيّة: زين بيله. لسـان العرب: ٢/٢٩١ (زنفلج)} فقال: قل لـه: هـات المخنقـة التي قالت لك القمّيّة: إنّها ذخيرة جدّتها؛ {المخنقة بكسر الميم: القـلادة، وسمّيت بذلك لأنّها تطيف بالعنق. مجمع البحرين: ٥/١٦٠ (خنق)} فخرجت إليه فأعطانيها، فدخلت بها إليه.
فقال لي: قل له: الجبّة التي أبدلتها منها ردّها إلينا، فخرجت إليه،  فقلت له ذلك.
فقال: نعم، كانت ابنتي استحسنتها، فأبدلتها بهذه الجبّة، وأنا أمضي فأجي‏ء بها.
فقال: اُخرج فقل له: إنّ اللّه(تعالى) يحفظ ما لنا وعلينا، هاتها من كتفك، فخرجت إلى الرجل فأخرجها من كتفـه فغشي عليه، فخرج إليه(عليه السلام) فقال له: قد كنت شاكّا فتيقّنت.
{الأمالي: ٢٧٥، ح ٥٢٨ عنه البحار: ٥٠/١٢٤، ح ٢، ومدينة المعاجز: ٧/٤٣٢، ح ٢٤٣٥، وإثبات الهداة:  ٣/٣٦٦، ح ٢٠. المناقب لابن شهرآشوب: ٤/٤١٧، س ٩، قطعة منه، و٤١٣، س ١.
قطعة منه في(إخباره عليه السلام بالوقائع الماضية) و(إخباره ‏عليه السلام بما في الضمائر) و(ضحكه‏ عليه السلام التبسّم) و(قبوله‏ عليه السلام الهدايا والنذورات) و(أحواله‏ عليه السلام مع المتوكّل) و(إنّ الأئمّة: في حفظ اللّه)}.
(١١)- الشيخ الطوسيّ رحمه الله أبو محمّد الفحّام قال: حدّثني المنصوريّ، عن عمّ أبيه، وحدّثني عمّي، عن كافور الخادم.
قـال: كـان في الموضع مجاور الإمام من أهل الصنائع صنوف من الناس، وكان الموضع كالقرية، وكان
يونس النقّاش‏ يغشي سيّدنا الإمام ويخدمه، فجاءه يوما يرعد، فقال له: يا سيّدي! أُوصيك بأهلي خيرا.
قال‏ عليه السلام: وما الخبر؟ قال: عزمت على الرحيل. قال‏ عليه السلام: ولِمَ يا يونس؟ وهو يتبسّم.
قال: قال يونس: ابن بَغا وجّه إليّ بفصّ ليس له قيمة، أقبلت أنقشه فكسرتـه باثنين، وموعـده غدا، وهـو موسى بن بَغا، إمّا ألف سوط، أو القتل.
قال‏ عليه السلام: امض إلى منزلك، إلى غد فرج،فما يكون إلّا خيرا؛ فلمّا كان من الغد وافى بكرة يرعـد، فقال: قد جاء الرسول يلتمس الفصّ قال‏ عليه السلام: امض إليه فما ترى إلّا خيرا . قال: وما أقـول لـه، يا سيّدي!؟
قال: فتبسّم، وقال: امض إليه واسمع ما يُخبرك به، فلن يكون إلّا خير.
قال: فمضى وعاد يضحك. قال: قال لي: يا سيّدي! الجواري اختصموا، فيمكنك أن تجعله فصّين حتّى نغنيك.
فقال سيّدنا الإمام ‏عليه السلام:«اللّهمّ لك الحمد إذ جعلتنا ممّن يحمدك حقّا»، فأيش قلت له؟ قال: قلت: أمهلني حتّي أتأمّل أمره كيف أعمله. فقال: أصبت.
{الأمالي: ٢٨٨، ح  ٥٥٩ عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٣٩، ح ٢٤٣٩، أورده في ضمن المعاجز الإمـام الهادي‏ عليـه السلام، والبحار: ٥٠/١٢٥، ح ٢، وإثبات الهداة: ٣/٣٦٧، ح ٢٤.
قطعة منه في: (خادمه ‏عليه السلام) و(ضحكه‏ عليه السـلام التبسّم) و(محلّ سكونته ‏عليه السـلام) و(دعاؤه عليه السلام حين حصول الفرج في أمر الناس)}.
(١٢)- الراونديّ رحمه الله إنّ هبـة اللّه بن أبي منصور الموصليّ قال: كان بديار ربيعة كاتب نصرانيّ وكان مـن أهل كفرتوثا، يسمّى يوسف بن يعقوب، وكان بينه وبين والدي صداقة.
قال: فوافانا فنزل عند والدي فقال له والدي: ما شأنك قدمت في هذا الوقت؟ قال: قد دعيت إلى حضرة المتوكّل ولا أدري ما يراد منّي إلّا أنّي اشتريت نفسي من اللّه بمائة دينار، وقد حملتها لعليّ بن محمّد بن الرضا: معي. فقال له والدي: قد وفقت في هذا. قال: وخرج إلى حضرة المتوكّل وانصرف إلينا بعـد أيّام قلائل فرحـا مستبشرا.
فقال له والدي: حدّثني حديثك؟ قال: صرت إلى سرّ من رأى وما دخلتها قطّ، فنزلت في دار وقلت: أُحبّ أن أُوصل المائة إلى ابن الرضا عليه السلام قبل مصيري إلى باب المتوكّل، وقبل أن‏ يعرف أحد قدومي. قال: فعرفت أنّ المتوكّل قد منعه من الركوب وأنّه ملازم لداره. فقلت: كيف أصنع، رجل نصرانيّ يسأل عن دار ابن الرضا! لا آمن أن ينذر بي فيكـون ذلك زيادة فيمـا أحاذره.
قال: ففكّرت ساعةً في ذلك، فوقع في قلبي أن أركب حماري وأخرج في البلد فلا أمنعـه من حيث يذهب، لعلّي أقف على معرفة داره من غير أن أسأل أحدا.
قال: فجعلت الدنانير فى كاغدة ، وجعلتها في كمّي وركبت، فكـان{في البحار: كاغـذة، وهـو الصحيح}.
الحمار يخترق الشوارع والأسواق يمرّ حيث يشاء، إلى أن صرت إلى باب دار، فوقف الحمار فجهدت أن يزول فلم يزل.
فقلت للغلام: سل لمن هذه الدار؟ فقيل: هذه دار [عليّ بن محمّد] بن الرضا:!
فقلت: اللّه أكبر! دلالة واللّه مقنعة قال: وإذا خادم أسود، قد خرج[من الدار] فقـال: أنت يوسف بن يعقوب؟ قلت: نعم! قال: انزل!
فنزلت فأقعدني في الدهليز ودخل، فقلت في نفسي: وهذه دلالة أُخرى من أين عرف هذا الخادم اسمي [واسم أبي‏]! وليس في هذا البلد من يعرفني ولا دخلته قطّ!
قال: فخرج الخـادم، فقال: المائة الدينار التي في كمّك في الكاغدة هاتها! فناولته إيّاها، فقلت: وهذه ثالثة، ثمّ رجع إليّ فقال: ادخل، فدخلت إليه وهو في مجلسه وحده.
 فقال: يا يوسف! أما آن لك أن تسلم؟ فقلت: يا مولاي! قد بان[لي من البرهان‏] ما فيه كفايةً لمن اكتفى.
فقال: هيهات! أما إنّك لا تسلم، ولكن سيسلم ولدك فلان وهو من شيعتنا.
[فقال:] يا يوسـف! إنّ أقوامـا يزعمون أنّ ولايتنا لا تنفع أمثالك، كذبوا واللّه! إنّها لتنفع أمثالك، امض فيما وافيت له، فإنّك سترى ما تحبّ [وسيولد لك ولد مبارك‏].
قال: فمضيت إلى باب المتوكّل‏، فقلت كلّ ما أردت، فانصرفت.
قال هبة اللّه: فلقيت ابنه بعد [موت أبيه‏] وهو مسلم حسن التشيّع فأخبرني أنّ أباه مات على النصرانيّة، وأنّه أسلم بعد موت والده. وكان يقول: أنا بشارة مولاي ‏عليه السلام.
{الخرائج والجرائح: ١/٣٩٦، ح ٣ عنه إثبات الهداة: ٣/٣٧٣، ح ٣٩، والبحار: ٥٠/١٤٤، ح ٢٨، وفـرج المهموم: ٢٣٤ س ١٧. الصراط المستقيم: ٢/٢٠٣، ح ٣.
الثاقب في المناقب: ٥٥٣، ح ٤٩٥ عنه وعن الخرائج، مدينة المعاجز: ٧/٤٦٩، ح ٢٤٧٢. كشف الغمّة: ٢/٣٩٢، س ٧. قطعة منه في(معجزته ‏عليه السلام في الحيوانات) و(لقبه ‏عليه السلام) و(خادمه‏ عليه السلام) و(نذر رجل نصرانيّ له ‏عليه السلام) و(أحواله ‏عليه السلام مع المتوكّل) و(انتفاع أهل الكتاب بولاية الأئمّة:)}.
١٣- الراونديّ رحمه الله إنّ أحمد بن هـارون قال دخل علينا أبوالحسن‏.عليه السلام فأقبل عليّ فقال: متى رأيك تنصرف إلى المدينة؟
فقلت: الليلة. قال ‏عليه السلام: فأكتب إذا كتابا معك توصله إلى فلان التاجر فناولني[الكتاب‏] فأخذت فقمت لأذهب فعرض في قلبي - قبل أن أخرج من الفازة - أُصلّي قبل أن آتي المدينة.
قال‏ عليه السلام: يا أحمد! صلّ المغرب، والعشاء الآخرة في مسجد الرسـول‏ صلى الله عليه و آله وسلم، ثمّ اطلب الرجل في الروضة، فانّك توافيه إن‏شاء اللّه.
قال: فخرجت مبادرا فأتيت المسجد، وقد نودي للعشـاء الآخرة، فصلّيت المغـرب ثمّ... وطلبت الرجل حيث أمرني فوجدته.{الخرائج والجرائح: ١/٤٠٨، ح ١٤. يأتي الحديث بتمامه في رقم ٣٨١}.
١٤- الراونديّ رحمه الله إنّ أيّوب بن نوح قال: كان ليحيى بن زكريّا حمل فكتب إلى أبي الحسـن‏ عليـه السلام: إنّ لي حملاً أُدع اللّه لي أن يرزقني ابنا.
فكتب‏ عليه السلام إليه: ربّ ابنة خير من ابن، فولدت له ابنة. {الخرائج والجرائح: ١/٣٩٨، ح ٤. يأتي الحديث أيضا في ج ٣، رقم ١٠١١}.
(١٥)- ابن شهر آشوب رحمه الله أبو محمّد الفحّام، عن المنصوريّ، عن عمّ أبيه قال: قال يوما الإمام عليّ بن محمّد عليهما السلام: يا أبا موسى! أُخرجت‏{المصدر: عن عمّه، عن أبيه، وهو تصحيف} إلى سرّ من رأى‏،كرها، ولو أُخرجت عنها، أُخرجت كرها. قال: قلت: ولِمَ يا سيّدي!؟
فقال‏ عليـه السلام: لطيب هوائها، وعذوبة مائها، وقلّة دائها. ثمّ قال: تخرب سرّمن رأى حتّى يكون فيها خان وقفا للمارّة، وعلامة خرابها تدارك العمارة في مشهدي من بعدي.
دخلنا كارهين لها فلمّا ألفناها خرجنا مكرهينا
{المناقب: ٤/٤١٧، س ١٧ عنه مدينة المعاجز: ٧/٥٠٨، ح ٢٥٠٢، والأنوار البهيّة: ٢٩٠، س ١٧. أمالي الطوسيّ: ٢٨١، ح  ٥٤٥ عنه مستدرك الوسائل:  ١٧/٢٥، ح  ٢٠٦٤٣، والبحـار: ٥٠/١٢٩، ح  ٨، وإثبات الهداة: ٣/٣٦٦، ح ٢١. البحار:  ٥٣/٢٠١، س ٣، عن جنّة المأوى. قطعة منه في: (مدفنه ‏عليه السلام) و(حبّه ‏عليه السلام لسرّ من رأى) و(شعره‏ عليه السلام)}.
(١٦)- أبو عليّ الطبرسيّ رحمـه الله الحسن بن محمّد بن جمهور العمّيّ في كتاب الواحدة، وحدّثني سعيد أيضا قال: اجتمعنا في وليمة لبعض أهـل سرّمن رأى، وأبو الحسن‏ عليـه السـلام معنا، فجعل رجل يعبث ويمزح ولا يرى له جلالاً، فأقبل على جعفر. فقال: أما إنّه لا يأكل من هذا الطعام، وسوف يرد عليه من خبر أهله ماينغّص عليه عيشه.
قال: فقدّمت المائدة قال جعفر: ليس بعد هذا خبر، قد بطل قوله، فو اللّه لقـد غسل الرجل يده وأهـوى إلى الطعام، فإذا غلامه قد دخل من باب‏البيت يبكي، وقال له: إلحق أُمّك، فقد وقعت من فوق البيت وهي بالموت. قال جعفر: فقلت: واللّه! لا وقفت بعد هذا، وقطعت عليه.
{إعلام الورى:  ٢/١٢٤، س ٥ عنه مدينة المعاجز:  ٧/٤٥٧، ح ٢٤٦٠، وإثبات الهداة:  ٣/٣٧١، ح ٣٦. المناقب لابن شهرآشوب: ٤/٤١٥، س ٤ عنه وعن الإعلام، البحار: ٥٠/١٨١، ضمن ح ٥٧. الثاقب في المناقب: ٥٣٧، ح ٤٧٥. كشف الغمّة: ٢/٣٩٨، س ١٩. قطعة منه في: (إجابته ‏عليه السلام دعوة الطعام) و(هدايته‏ عليه السلام رجلاً من الواقفة)}.
١٧- الإربليّ رحمه الله محمّد بن الريّان بن الصلت قال: كتبت إلى أبي‏ الحسن ‏عليه السلام: أستأذنه في كيد عدوّ لم يمكّن كيده، فنهاني عن ذلك، وقال كلاما معناه: تكفاه.
فكفيته واللّه! أحسن كفاية، ذلّ وافتقر ومات في أسوء الناس حالاً في دنياه ودينه. {كشف الغمّة: ٢/٣٨٨، س ١٦. يأتي الحديث أيضا في ج ٣، رقم ٩٧٧}.
١٨- ابن حمزة الطوسيّ رحمه الله عن عبد اللّه بن طاهر قال: خرجت إلى سرّ من رأى لأمر من الأُمور أحضرني المتوكّل ، فأقمت مدّة ثمّ ودّعت وعزمت على الانحـدار إلى بغداد، فكتبت إلى أبي الحسـن‏ عليه السلام أستأذنه في ذلك وأُودّعه.
فكتب ‏عليه السلام لي: فإنّك بعد ثلاث يحتاج إليك ويحدث أمران وقد صرت إلى مصري وأنا جالس مع خاصّتي(إذ ثمانية فوارس) يقولون: أجب أمير المؤمنين المنتصر.
فقلت: ما الخبر؟ فقالوا: قتل المتوكّل وجلس المنتصر واستوزر أحمد بن محمّد بن الخصيب، فقمت من فوري راجعا. {الثاقب في المناقب: ٥٣٩، ح ٤٨٠.  يأتي الحديث بتمامه في ج ٣، رقم ٨٩٣}.
(١٩)- ابن حمزة الطوسيّ رحمه الله عن الحسن بن محمّد بن عليّ قال: جاء رجل إلى عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى: وهو يبكي وترتعد فرائصه، فقال: يا ابن رسـول اللّه! إنّ فلانا- يعنى الوالي - أخذ ابني، واتّهمه بموالاتك، فسلّمه إلى حاجب من حجّابه وأمـره أن يذهب به إلى موضع كذا، فيرميه من أعلى جبل هناك ثمّ يدفنه في أصل الجبل.
فقال‏ عليه السلام: فما تشاء؟ فقال: ما يشاء الوالد الشفيق لولده. قال: اذهب فإنّ ابنك يأتيك غدا إذا أمسيت ويخبرك بالعجب من أمره.
فانصرف الرجل فرحا. فلمّا كان عند ساعة من آخر النهار غدا، إذا هو بابنه قد طلع عليه في أحسن صورة، فسرّه وقال: ما خبرك يا بنيّ؟
فقال: يا أبت! إنّ فلانا - يعني الحاجب - صار بي إلى أصل ذلك الجبل فأمسى عنده إلى هذا الوقت يريد أن يبيت هناك ثمّ يصعدني من غد الى أعلى الجبل و يدهدهني لبئر حفر لي قبرا في هـذه الساعة، فجعلت أبكي {دهده الحجر: دحرجـه والشي‏ء: قلّب بعضه على بعض. أقـرب الموارد:  ٢/٢٤٣، (دهده)} وقوم موكّلون بي يحفظونني فأتانـي جماعـة عشـرة لم أر أحسن منهم وجوهـا، وأنظف منهم ثيابا، وأطيب منهم روائح، والموكّلون بي لا يرونهم. فقالوا لي: ما هذا البكاء والجزع، والتطاول والتضرّع؟
{تطاول الرجل: تمدّد قائما لينظر إلى بعيد. أقرب الموارد:  ٣/٤٠٥ (طول)} فقلت: ألا ترون قبرا محفورا، وجبلاً شاهقا، وموكّلين لا يرحمون، {الشاهق: المرتفع من الجبال والأبنية وغيرها. أقرب الموارد:  ٣/١١٢ (شهق)}. يريدون أن يدهدهوني منه، ويدفنوني فيه.
قالوا: بلى! أرأيت لو جعلنا الطالب مثل المطلوب فدهدهناه من الجبل ودفنّاه فـي القبر، أتحرّر نفسك فتكون لقبررسول اللّه‏ صلى الله عليه و آله وسلم خادما؟
قلت: بلـى، واللّه! فمضوا إليه- يعني الحاجب - فتناولوه وجـرّوه وهـو يستغيث ولا يسمـع به أصحابه ولا يشعرون به، ثمّ صعدوا به إلى الجبل، ودهدهوه منه فلم يصل إلى الأرض حتّى تقطّعت أوصاله، فجاء أصحابه وضجّوا عليه بالبكاء واشتغلوا عنّي. فقمت وتناولني العشرة فطاروا بي إليك في هذه الساعة وهم وقوف ينتظرونني ليمضوا بي إلى قبر رسول اللّه ‏صلى الله عليه و آله وسلم لأكون خادما ومضى.فجاء الرجل إلى عليّ بن محمّد عليهما السلام فأخبره ثمّ لم يلبث إلّا قليلاً حتّى جاء الخبر: بأنّ قوما أخذوا ذلك الحاجب، فدهدهوه من ذلك الجبل، فدفنه أصحابه في ذلك القبر، وهـرب ذلك الرجل الذي كـان أراد أن يدفنه في ذلك القبر، فجعل عليّ بن محمّد عليهما السلام يقول للرجل: إنّهم لا يعلمون ما نعلم، ويضحك.
{الثاقب في المناقب: ص ٥٤٣، ح ٤٨٥ عنه وعن المناقب، مدينة المعاجز: ٧/٥٠٠، ح ٢٤٩٣. المناقب لابن شهرآشوب: ٤/٤١٦، س ١٨، باختصار. عنه البحار: ٥٠/١٧٤، ضمن ح ٥٤.
قطعة منه في: (ضحكه ‏عليه السلام) و(علم الأئمّة:)}.
(٢٠)- السيّد ابن طاووس رحمـه الله عن أبي محمّد القاسم بن العلاء المدائنيّ قال: حدّثني خادم لعليّ بن محمّد عليهما السـلام قال: استأذنته في الزيارة إلى طـوس، فقال لي: يكـون معك خاتم فصّه عقيق أصفر اللـون‏، عليه: «ما شـاء اللّه، لا قوّة إلّا باللّه، أستغفر اللّه»، وعلـى الجانب الآخر: «محمّد وعليّ»، فإنّه أمان من القطع، وأتمّ للسلامة، وأصون لدينك.
قـال: فخرجت وأخذت خاتما على الصفة التي أمرني بها ، ثمّ رجعت إليه لوداعه، فودّعته وانصرفت، فلمّا بعدت عنه أمر بردّي، فرجعت إليه فقال ‏عليه السلام: يا صافي! قلت: لبيك يا سيّدي!
قال ‏عليه السلام: ليكن معك خاتم آخر فيروزج،فإنّه يلقاك في طريقك أسد بين طوس ونيشابور، فيمنع القافلة من المسير، فتقدّم إليه وأره الخاتم، وقل له: مولاي يقول لك: تنحّ عن الطريق.
ثمّ قال: ليكن نقشه: «اللّه الملك»، وعلى الجانب الآخر:«الملك للّه الواحـد القهّار» فإنّه خاتم أمير المؤمنين عليّ‏ عليه السلام كان عليه: «اللّه الملك»، فلمّا ولّى الخلافة نقش على خاتمـة: «الملك للّه الواحد القهّار»، وكان فصّه فيروزج، وهو أمان من السباع - خاصّة - وظفر في الحروب قال الخادم: فخرجت في سفري ذلك، فلقيني- واللّه -السبع، ففعلت ماأمرت،ورجعت حدّثته، فقال‏ عليه السلام لي: بقيت عليك خصلة لم تحدّثني بها، إن شئت حدّثتك بها. فقلت: يا سيّدي! عليّ نسيتها. فقال‏ عليه السلام: نعم! بتّ ليلة بطوس عند القبر، فصار إلى القبر قوم من الجنّ لزيارته، فنظروا إلى الفصّ في يدك وقرؤا نقشه، فأخذوه من يدك وصاروا به إلى عليل لهم،وغسلوا الخاتم بالماء وسقوه ذلك الماء فبرأ، وردّوا الخاتم إليك، وكان في يدك اليمني فصيّروه في يدك اليسرى، فكثر(تعجبك من ذلك)، ولم تعرف السبب فيه، ووجدت عند رأسك حجرا ياقوتا فأخذته، وهو معك فاحمله إلى السوق،فإنّك ستبيعه بثمانين دينارا، وهي هديـة القوم إليك. فحملته إلى السوق فبعته بثمانين دينارا، كما قال سيّدي‏ عليه السلام. {الأمان من أخطار الأسفار والأزمان: ٤٨، س ٢ عنه الأنوار البهيّة: ٢٨٠، س ٨، ووسائل الشيعة: ١١/٤٢٨، ح ١٥١٧٥.
قطعة منه في (إخباره‏ عليه السلام بالوقائع الماضية) و (خادمه ‏عليه السلام) و(أثر كتابة اسم النبيّ‏ صلى الله  عليـه و آلـه وسلم على خاتم العقيق) و(نقش خاتم أمير المؤمنين ‏عليه السـلام) و(أثر كتابة اسم عليّ‏ عليه السـلام على خاتم العقيق) و(حضور قـوم مـن الجنّ لزيارة الرضـا عليـه السـلام) و(لبس خاتم العقيق والفيروزج)
و(موعظـة في إتّخاذ خاتم العقيق والفيروزج في السفر)}.

 الخامس - إخباره‏ عليه السلام بالوقائع العامّة:

(١)- الحضينيّ رحمه الله عن أبي العبّاس بن عتاب بن يونس الديلميّ، عن عليّ بن يونس وكان رجل من عبّاد الشيعة وصلحائهم زهـدا وورعـا قـال على بن يونس: حملت ألطافا وبزّا مـن قـوم مـن الشيعة، وجعلوني رسولهم‏{البزّ: الثياب، وقيل: ضرب من الثياب. لسـان العرب:  ٥/٣١١ (بزز)}. إلى أبي‏ الحسن (عليه السلام) بعد وروده من سامرّاء. فلمّا دخلت سألت عنه.
فقيل لي: هـو مـع المتوكّل في الحلّة، فأودعت ما كان معي وصرت إلى الحلّة طمعا أنّي أراهم فلم أصل إليه، ورأيت الناس جلوسا يترقّبونه.
فوقفت على الطريق مع ذلك الخلق، فمـا لبث أن انصرف المتوكّل ومن كـان معه، وأقبل أبو الحسن(عليه السلام)، ومعه غلامه نصر، ومن أصحابه جماعة وبني عمّه، وأنا في جملـة الناس، فلمّا صار بإزائي نظر إليّ وأشار بيده نحوي وقال: كيف كنت في سفرك؟ احمل إلينا الألطاف البزّ الذي جئت به! فقلت:لا إله إلّا اللّه، عرفني من كلّ هذا الخلق العظيم وعلم ما حملته إليه، ففكّرت فيمن يحمل الألطاف والبزّ إليه من حيث لا يعلم بي أحد، فأودعتها فصرت إلى الموضع ودخلت البيت، فلم أُصادف البزّ ولا الألطاف.
فقلت: وا أسفاه! أيّ شي‏ء أقول له وقد سرقت منّي؟ فلم أشعر إلّا وغلامـه نصر يدعوني باسمـي واسم أبي وهو يقول: يا عليّ بن يونس! علم سيّدي أنّ البزّ والألطـاف له، فحملها ورفّهك من حملها، فسألته مـن كان‏ {رَفُهَ العيش بالضمّ: اتّسع ولان، ورجل رافهٌ مستريح مستمتع بنعمة. ورفّه نفسـه ترفيها: أراحها.
المصباح المنير: ٢٣٤} إيّاها من داخل البيت. فقال: سبحان اللّه! تسألنا عمّا لم نره، ما دخل علينا أحد ولا دخل بيتك أحد. {الهداية الكبرى: ٣١٦، س ٣.
قطعة منه في: (معجزته ‏عليه السـلام في التوصّل إلى الهدايا التي يرسل إليه ‏عليه السـلام) و(خادمه‏ عليه السلام)
 و(إجلال الناس له ‏عليه السلام) و(قبوله ‏عليه السلام هدايا الناس) و(أحواله ‏عليه السلام مع المتوكّل)}.
(٢)- المسعوديّ رحمـه الله حدّثني بعض الثقات قـال: كـان بين المتوكّل وبين بعض عمّاله من الشيعة معاملة، فعملت له مؤامرة ألزم فيها ثمانون ألف درهم.
 فقال المتوكّل: إن باعني غلامه الفلاني بهذا المال، فليؤخذ منه ويخلّي له السبيل.
 قال الرجل: فأحضرني عبيد اللّه بن يحيى وكـان يعني بأمـري ويحبّ خلاصـي، فعرّفني الخبر ووصف  سروره بما جرى وأمرني بالإشهاد على نفسي ببيع الغلام، فأنعمت له،ووجّه لإحضار العدول وكتب العهدة. فقلت في نفسي: واللّه! ما بعته غلاما، وقد ربّيته، وقد عرف بهذا الأمر واستبصر فيـه فيملكه طاغوت فإنّ هـذا حرام عليّ. فلمّا حضر الشهود وأحضر الغلام فأقرّ لي بالعبوديّة، قلت للعدول: اشهدوا أنّه حرّ لوجه اللّه. فكتب عبيد اللّه بن يحيى بالخبر، فخـرج التوقيع أن يقيّد بخمسين رطـلاً ويغلّ بخمسين ويوضع في أضيق الحبوس.
قـال: فوجّهت بأولادي وجميع أسبابي إلى أصدقائي وإخوانـي يعرّفونهم الخبر، ويسألونهم السعـي فـي خلاصي، وكتبت بعد ذلك بخبري إلى أبي ‏الحسن‏ عليه السلام. فوقّع إليّ: لا واللّه! لا يكون الفرج حتّى تعلم أنّ الأمر للّه وحده. قال: فأرسلت إلى جميع من كنت راسلته وسألته السعي في أمري، أسألـه أن‏لا يتكلّم ولا يسعى في أمري،
وأمرت أسبابي ألّا يعرفوا خبري، ولا يسيروا إلى زاير منهم. فلمّا كان بعد تسعة أيّام فتحت الأبواب عنّي ليلاً، فحملت فأُخرجت بقيودي ، فأُدخلت إلى عبيد اللّه بن يحيى
فقال لي وهو مستبشر: وردّ عليّ الساعة توقيع أمير المؤمنين يأمرني بتخلية سبيلك. فقلت له: إنّي لا أُحبّ أن يحلّ قيودي حتّى تكتب إليه تسأله عن السبب في إطلاقي.
فاغتاظ عليّ واستشاط غضبا وأمرني فنحّيت من يديه.
{إستشاط: أي احتدم كأنّه التهب في غضبه. لسـان العرب:  ٧/٣٣٩ (شيط)}. فلمّا أصبح ركب إليه ثمّ عاد  فأحضرني وأعلمني أنّه رأى فـي المنام كأنّ آتيا أتاه وبيده سكّين، فقال له: لئن لم تخل سبيل فلان بن فلان لأذبحنّك. وإنّه انتبه فزعا فقرأ وتعوّذ ونام، فأتاه الآتي فقال له: أليس أمرتك بتخلية سبيل فلان، لئن لم تخل سبيلـه الليلـة لأذبحنّك.
فانتبه مذعورا وداخله شأن في تخليتك ونام، فعاد إليه الثالثة {ذعر، ذعرا: دهش. أقرب الموارد: ٢/٢٩٩، (ذعر)} فقال له: واللّه! لئن لم تخل سبيله في هذه الساعة لأذبحنّك بهذا السكّين.
قال: فانتبهت ووقعت إليك بما وقعت. قال: ثمّ نمت فلم أر شيئا. فقلت له: أمّا الآن فتأمر بحلّ قيودي. فحلّوها، فخرجت إلى منزلي وأهلي، ولم أرد من المال درهما.
{إثبات الوصيّة: ٢٤١، س ٣. قطعة منه في: (يمينه ‏عليه السلام) و(موعظة في تحصيل الفرج) و(كتابه‏ عليه السلام إلى رجل)}.
٣- الشيخ المفيد رحمـه الله ابن النعيم بن محمّد الطاهريّ قال سعى البطحائيّ بأبي الحسن‏ عليه السلام إلى المتوكّل، وقال: عنده أموال وسلاح. فتقدّم المتوكّل إلى سعيد الحاجب أن يهجم عليه ليلاً، قال إبراهيم بن محمّد: قال لي سعيد الحاجب: صرت إلى دار أبي الحسن بالليل، ومعي سلّم فصعدت منه إلى السطح، ونزلت من الدرجة إلى بعضها في الظلمة،
 فناداني أبو الحسن ‏عليه السلام من الدار: يا سعيد! مكانك حتّى يأتوك بشمعة، {الإرشاد: ٣٢٩، س ١٨. يأتي الحديث بتمامه في رقم ٥١٥}.
(٤)- ابن حمزة الطوسيّ رحمه الله عن المنتصر بن المتوكّل قال: زرع والـدي الآس في بستان وأكثر  منه، فلمّا استوى الآس كلّه وحسن، أمر{الآس: ضرب من الرياحين، شجرة ورقها عَطِر. لسان العـرب:  ٦/١٩(أوس)} الفرّاشين أن ‏يفرشوا له على دكّان في وسط البستان، وأنا قائم على رأسه، فرفع رأسه إليّ.
وقال: يا رافضيّ! سل ربّك الأسود عن هذا الأصل الأصفر، مالـه من بين مـا بقي من هـذا البستان قد اصفرّ، فإنّك تزعم أنّه يعلم الغيب. فقلت: يا أمير المومنين! إنّه ليس يعلم الغيب.
فأصبحت [وغدوت‏] إلى أبي الحسن ‏عليه السلام من الغد وأخبرته بالأمر. فقال: يا بنيّ! إمض أنت واحفر الأصل الأصفر، فإنّ تحته جمجمة نخرة، واصفراره لبخارها ونتنها.
قال: ففعلت ذلك، فوجدته كما قال ‏عليه السـلام، ثمّ قال لي: يا بنيّ! لا تخبرنّ أحدا بهـذا الأمر إلّا لمن يحدّثك بمثله.
{الثاقب في المناقب: ص ٥٣٨، ح ٤٧٧ عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٩٤، ح ٢٤٨٦. قطعة منه في: (أحواله عليه السلام مع المتوكّل)}.
٥- ابن شهر آشوب رحمه الله وجّه المتوكّل عتاب بن أبي عتاب إلى المدينة يحمل عليّ بن محمّد عليهما السلام إلى سرّ من رأى فقال له: مالك يا أبا أحمد!؟
فقال: قلبي مقلق بحوايج التمستها من أمير المؤمنين. قال له: فإنّ حوائجك قد قضيت. فما كان بأسرع من أن جاءته البشارات بقضاء حوائجه.
{المناقب: ٤/٤١٣، س ١٤. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٢٣}.

 (د) - علمه ‏عليه السلام بالآجال
(١)- أبو عمرو الكشّيّ رحمه الله؛: حمدويه بن نصير قال: حدّثنا محمّد بن عيسى قال: حدّثنا عليّ بن الحسين بن عبد اللّه قال: سألته أن ينسي‏ء{في بعض النسـخ: عليّ بن الحسين بن عبد ربّه ، وهـو الصحيح أمّا كلمة «عبد اللّه» تحريف كما ذكـره السيّد الخـوئي. معجم رجـال الحديث: ١١/٣٦٤، رقم ٨٠٥٠}{الظاهـر أنّه مصحّف «عليّ بن الحسين بن عبد ربّه» كما صرّح بـه السيّد الخـوئي؛. معجم ‏رجال الحـديث: ١١/٣٦٤، رقـم ٨٠٥٠، والمـحقّق التستري. قامـوس الرجال:  ٧/٤٢٩  رقم‏ ٥١٠٣. عدّه الشيخ والبرقي من أصحاب الهادي‏ عليه السلام رجال الطوسيّ: ٤١٧، رقم ٥، رجال البرقي: ٥٨، وكان وكيلاً من ناحيته عليه السـ‌لام غيبة الطوسـيّ:  ٣٥٠، ح ٣٠٩ وروى عن الرضا عليه السلام أيضا الكافي: ٥٤٧/١، ح ٢٣.
فعلى هذا المراد مـن المكتوب إليه في رواية الكشّيّ هو الهادي‏ عليه السلام كما هو المستفاد من متن الحديث حيث جاء فيه: «وهذا في سنة تسع وعشرين ومائتين»} في أجلي.
فقال: أو يكفيك ربّك ليغفر لك خيرا لك، فحدّث بذلك عليّ بن الحسين إخوانـه بمكّة، ثمّ مـات بالخزيميّة في المنصرف من سنته، وهذا في سنة تسع وعشرين ومائتين رحمه اللّه. فقال: وقد نعي إليّ نفسي. قال: وكان وكيل الرجل ‏عليه السلام قبل أبي عليّ بن راشد. {رجال الكشّيّ: ٥١٠، رقم ٩٨٤}.
٢- أبو عمرو الكشّيّ رحمه الله أحمد بن محمّد بن عيسـى قال: كتب إليه عليّ ابن الحسين بن عبد اللّه يسأله الدعاء في زيادة عمره حتّى يرى مايحبّ.
 فكتب‏ عليه السلام إليه في جوابه: تصير إلى رحمة اللّه خير لك. فتوفّي الرجل بالخزيميّة. {رجال الكشّيّ: ٥١٠، رقم ٩٨٥. يأتي الحديث بتمامه في ج ٣، رقم ٩٠٨}.
(٣)- أبو عليّ الطبرسيّ رحمه الله وذكر أحمد بن محمّد بن عيسى قال: أخبرني أبو يعقوب قال: رأيت محمّد بن الفرج قبل موتـه في عشيّة من العشايا، وقـد استقبل أبا الحسن‏ عليه السـلام، فنظر إليه نظرا شافيا، فاعتلّ محمّد بن الفـرج؛ فدخلت عائدا بعد أيّام من علّته. فحدّثني أنّ أبا الحسن‏ عليه السلام قد أنفذ إليه بثوب وأرانيه مدرجا تحت رأسه. قال: فكفّن واللّه فيه.
{إعلام الورى: ٢/١١٦، س ١. إرشاد المفيد: ٣٣١، س ١٠.كشف الغمّة: ٢/٣٨٠، س ١٤. الثاقب في المناقب: ٥٣٧، ح ٤٧٦. المناقب لابن شهرآشوب: ٤/٤١٤، س ٢٠ عنه وعن الإعلام، البحار: ٥٠/١٤٠، ح ٢٤. الكافي: ١/٥٠٠، ح ٦ عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٢٧، ح ٢٤٢٩، وإثبات الهداة: ٣/٣٦١، ح ١٠. قطعة منه في: (إهداؤه‏ عليه السلام الثياب)}.

 (ه') - إخباره ‏عليه السلام بالآجال
 وفيه تسعة أمور
الأوّل - إخباره بشهادة أبيه ‏عليهما السلام:
(١)- محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عـن أبي الفضل الشهباني عن هارون بن الفضل قال: رأيت {في مدينة المعاجز: أبي الفضل الميشائي} أبا الحسن عليّ بن محمّد عليهما السلام في اليوم الذي توفّي فيه أبوجعفر صلى الله عليه وقايع‏ اليوم الذي توفّي فيه أبو جعفر، ٧٤؛{في دلائل الإمامة: أبا الحسن صاحب العسكر عليه السلام} فقال:إنّا للّه وإنّا إليه راجعون، مضى أبو جعفرعليه السلام!
{في دلائل الإمامة: مضى واللّه أبو جعفر!عليـه السلام فقلت له: كيف تعلم وهو ببغداد وأنت هاهنا بالمدينة؟ فقال: لأنّه تداخلني ذلّة واستكانة.} فقيل له: وكيف عرفت؟
قال: لأنّه تداخلني ذلّة للّه لم أكن أعرفها.
{في إثبات الوصيّة: تداخلني ذلّ واستكانة لم أكن أعهدها}{في نوادر المعجزات: ذلّة، واستكانة للّه عزّ وجلّ} {الكافي: ١/٣٨١، ح ٥ عنه البحار: ٥٠/١٤، ح ١٥، ومدينة المعاجز: ٧/٤٣١، ح ٢٤٣٣، والوافي: ٣/٦٦٤ ح‏ ١٢٦٧، وإثبات الهداة: ٣/٣٦٠، ح ٣. دلائل الإمامة: ٤١٥، ح ٣٧٨، عن معاويـة بن حكيم، عن أبي الفضل الشامـي عنـه مدينـة المعاجز: ٧/٤٣١، ح ٢٤٣٤.
إثبات الوصيّة: ٢٢٩، س ٢١، روى الحميري، عن معاوية بن حكيم، عن أبي الفضل الشيبانيّ. بصائر الدرجات الجزء ٩: ٤٨٧، ح ٣ و٥ عنه البحار: ٢٧/٢٩٢، ح ٣، و ٥٠/١٣٥، ح ١٦، وإثبات الهداة:
٣/٣٦٨، ح ٢٧.  نوادر المعجزات: ١٨٩، ح ٨. قطعة منه في: (إسترجاعه عند شهادة أبيه ‏عليهما السلام)}.
(٢)- المسعوديّ رحمه الله وروى الحميري، عن محمّد بن عيسـى، عن الحسين بن قارون،عن رجل ذكر: أنّه كان رضيع أبي جعفرعليه السلام قال: بينا أبو الحسن‏ عليه السـلام جالسا في الكتّاب، وكان مؤدّبه رجل كرخيّ من أهل بغداد يكنّى أبا زكريّا. وكان أبو جعفرعليه السلام في ذلك الوقت ببغداد، وأبو الحسـن‏ عليه السـلام بالمدينة يقرأ في اللوح علـى المؤدّب، إذ بكى بكاءً شديدا.
فسأله المؤدّب عن شأنه وبكائه، فلم يجبه، وقام فدخل الدار باكيا، وارتفع الصياح والبكاء. ثمّ خرج‏ عليه السلام بعد ذلك، فسألناه عن بكائه.
فقال: إنّ أبي توفّي. فقلنا له: بماذا علمت ذاك؟ قال: دخلني من إجلال اللّه جلّ وعزّ جلاله - شي‏ء علمت معه أنّ أبي قد مضـى (صلّى اللّه عليه) فأرّخنا الوقت، فلمّا ورد الخبر نظرنا، فإذا هو قدمضى في تلك الساعة.
{إثبات الوصيّة: ٢٢٩، س ١٠. بصائر الدرجات الجزء ٩: ٤٨٧، ح ٢، بتفاوت. عنه البحار: ٢٧/٢٩١، ح ٢، و ٥٠/٢، ح ٣، وإثبات الهداة: ٣/٣٦٨، ح ٢٦. دلائل الإمامة: ٤١٥، ح ٣٧٩ عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٤٥، ح ٢٤٤٨. قطعة منـه في: (عمّه الرضاعي‏ عليه السلام) و(قراءته‏ عليه السلام في اللوح عند مؤدّبه) و(بكائه عند شهادة أبيه‏ عليهما السلام)}.
(٣)- المسعوديّ رحمه الله روى الحميري، عن محمّد بن عيسـى، وعن الحسن بن محمّد بن معلّـى، عن الحسن بن عليّ الوشّاء قال: حدّثتني أُمّ‏ {في عيون المعجزات: عن الحسين بن محمّد، عن المعلّى } محمّد مولاة أبي الحسن الرضا عليه السـلام، قالت: جاء أبو الحسن‏ عليه السلام وقد ذعر حتّى جلس في حجر أُمّ أبيها بنت موسى عمّة أبيه، فقالت لـه: مالك؟{في عيون المعجزات: أُمّ موسى وعمّة أبيه}. فقال لها: مات أبي واللّه الساعة. فقالت: لا تقل هذا! فقال: هو واللّه كما أقول لك. فكتبنا الوقت واليوم، فجاءت وفاته، وكان كما قال‏ عليه السلام.
وقام أبو الحسن بأمر اللّه جلّ وعلا في سنة عشرين ومائتين، وله ستّ سنين وشهور في مثل سنّ أبيه ‏عليهما السلام بعـد أن ملك المعتصم بسنتين.
{إثبات الوصيّة: ٢٣٠، س ٢. عيون المعجزات: ١٣٣، س ١٢، قطعة منه، بتفاوت. عنه البحار: ٥٠/١٥، ح ٢١، بتفاوت يسير. كشف الغمّة: ٢/٣٨٤، س ١٧ عنه وعن الدلائل، إثبات الهداة: ٣/٣٨١، ح ٥١. دلائل الإمامة: ٤١٣، ح ٣٧٤، روى محمّد بن جعفر الملّقب بسجّادة، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٤٣، ح ٢٤٤٥.
قطعة منه في: (أحـوال عمّة أبيه ‏عليه السلام) و(سنّه حين إمامته ‏عليه السـلام) و(ملاطفة عمّة أبيه له‏ عليه السلام في الطفولة)}.

الثاني - إخباره ‏عليه السلام بشهادة نفسه:
١- البحرانيّ رحمه الله الحسين بن حمـدان الحضينيّ في «هدايتـه»: بإسناده، عـن أحمد بن داود القمّيّ، ومحمّد بن عبـد اللّه الطلحيّ، قالا: حملنا مالاً.فخرجنا نريد سيّدنا أبا الحسن عليّ بن محمّد عليهما السلام. فلمّا صرنا إلى دسكرة الملك، تلقّانا رجل قال: يا أحمد بن داود ومحمّد بن عبد اللّه الطلحيّ! معي رسالة إليكما. فقلنا ممّن يرحمك اللّه؟
قال: من سيّدكما أبي الحسن عليّ ابن محمّد عليهما السلام يقول لكما: أنا راحل إلى اللّه في هذه الليلة، {مدينة المعاجز: ٧/٥٢٦، ح ٢٥١١. يأتي الحديث بتمامه في ج ٣، رقم ٨٣٢}.

الثالث - إخباره ‏عليه السلام بأجل المتوكّل:
١- المسعوديّ رحمه الله؛: ووجّه‏[المتوكّل‏] إلى أبي الحسن‏ عليـه السلام بثلاثين ألف درهم، وأمره أن يستعين  بهـا فـي بناء دار وقال لعبيد اللّه بن يحيـى بن خاقان وزيره لئن ركبت ولم ترتفع دار عليّ بن محمّد  لأضربنّ عنقه فأمر له بعشرين ألف درهم، فوجّه بها فقال‏ عليه السلام: إن ركب إلى البناء. {إثبات الوصيّة: ٢٤٠، س ٣. يأتي الحديث بتمامه في رقم ٥١٤}.
(٢)- أبو جعفـر الطبريّ؛: وروى المعلّـى بن محمّد، عن أحمـد بن محمّد بن عبد اللّه، عن عليّ بن محمّد النوفليّ قال: قـال عليّ بن محمّد عليهما السـلام لمّا بدأ المتوكّل بعمارة الجعفريّ في سرّ من رأى: يا عليّ! إنّ هذا الطاغية {اسم قصر بناه جعفر المتوكّل قرب سامرّاء بموضع يسمّى الماحوزة، فاستحدث عنده مدينـة وانتقل إليها. معجم البلدان:  ٢/١٤٣} يُبتلى ببناء مدينة لا تتمّ، ويكون حتفه فيها قبل تمامها، على يد فرعـون مـن فراعنة الأتراك. ثمّ قال: يا عليّ! إنّ اللّه (عزّ وجلّ) اصطفى محمّدا (صلى الله عليه و آله وسلم) بالنبوّة والبرهان، واصطفانا بالمحبّة والتبيان، وجعل كرامة الصفوة لمن ترى. يعني‏{في المدينة: والبيان.} نفسه(عليه السلام).
{دلائل الإمامة: ٤١٤، ح ٣٧٦، عنه مدينـة المعاجز: ٧/٤٤٤، ح ٢٤٤٧، بتفاوت، وإثبات ‏الهـداة: ٣٨٥/٣، ح ٧٨، قطعة منه. إثبات الوصيّة: ٢٣٩، س ١٤، قطعة منه.
الهداية الكبرى: ٣٢٠، س ١٧ عنه حلية الأبرار: ٥/٥٥، ضمن ح ٦، وإثبات الهداة:  ٣/٣٨٤، ح ٧١. الخرائج والجرائح: ١/٤١١، ح ١٥ عنه البحار: ٥٠/١٥٢، ح ٣٨.
قطعة منه (أحواله‏ عليه السلام مـع المتوكّل) و(اصطفاء محمّد صلى الله عليه و آله وسلم بالنبوّة والبرهان). و(اصطفاء الأئمّة: بالمحبّة والتبيان)}.
(٣)- الحسين بن عبد الوهّاب رحمه الله وروي: أنّه لمّا كان في يوم الفطر في السنة التي قتل فيها المتوكّل، أمر المتوكّل بني هاشم بالترجّل والمشي بين يديه ، وإنّما أراد بذلك أن يترجّل أبو الحسن‏ عليه السلام، فترجّل بنو هاشم وترجّل أبوالحسن ‏عليه السلام واتّكى على رجل من مواليه، فأقبل عليه الهاشميّون. وقالوا: يا سيدّنا! ما في هذا العالم أحد يستجاب دعاؤه، ويكفينا اللّه به تعزّز هذا؟ فقال لهم أبو الحسن‏ عليه السلام: في هذا العالم مَن قلامة ظفره أكرم على اللّه من ناقة ثمود لمّا عقرت الناقة، صـاح الفصيل إلـى اللّـه تعالـى، فقـال اللّه سبحانـه:
(تَمَتّعُواْ فِى دَارِكُمْ ثَلَثَةَ أَيّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ)
{هود: ٦٥/١١} فقتل المتوكّل يوم الثالث. {عيون المعجزات: ١٣٥، س ٢٢ عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٦١، ح ٢٤٦٧.
الهداية الكبرى: ٣٢١، س ١٠ عنه مدينة المعاجز: ٧/٥٣٣، ضمن ح  ٢٥١٧، و ٤٥٥، ح  ٢٤٥٨، عن كتاب الواحدة لابن جمهور العمي، وحلية الأبرار: ٥٦/٥، ضمن ح ٦. إثبات الوصيّة: ٢٤٠، س ١١.
مفتاح الفلاح: ٤٩١، س ٣ عنه إثبات الهداة: ٣/٣٨٦، ح ٨٣. المناقب لابن شهرآشوب: ٤/٤٠٧، س ١٢. الثاقب في المناقب: ٥٣٦، ح ٤٧٣.
إعـلام الـورى:  ٢/١٢٢، س  ١٨ عنـه إثبـات الهـداة: ٣/٣٧٠، ح ٣٤، والأنـوار البهيّة: ٢٧٦، س ‏٤، والبحار: ٥٠/١٨٩، ح ١، و٢٠٩، ضمن ح ٢٣.
قطعـة منـه في: (ترجّله‏ عليه السـلام بين يدي المتوكّل) و(أحوالـه‏ عليه السلام مع المتوكّل) و(سورة هود: ٦٥/١١)}.
٤- الحسين بن عبد الوهّاب رحمه الله روي: أنّ رجلاً من أهـل المدائن كتب إليه يسأله عمّا بقـي من ملك المتوكّل.
فكتب‏ عليه السلام: بسم اللّه الرحمن الرحيم ( قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتّمْ فَذَرُوهُ فِى سُنبُلِهِ‏ إِلّا قَلِيلاً مِّمّا تَأْكُلُونَ * ثُمّ يَأْتِى مِـن‏ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدّمْتُمْ لَهُنّ إِلّا قَلِيلاً مِّمّا تُحْصِنُونَ * ثُمّ يَأْتِى مِن‏ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ) فقتل في أوّل خامس عشر.
{يوسف:  ١٢/٤٧ - ٤٩}{عيون المعجزات: ١٣٥ س ١٦. يأتي الحديث أيضا في ج ٣، رقم ١٠٣١}.
(٥)- الراونديّ رحمه الله؛: روى أبو سليمان قال: حدّثنا ابن أُورمة [قال:] خرجـت أيّام المتوكّل إلى سرّ من رأي، فدخلت على سعيد الحاجب‏، ودفع المتوكّل أبا الحسن ‏عليه السلام إليه ليقتله، فلمّا دخلت عليه قال: تحبّ أن تنظر إلى إلهك؟ قلت: سبحان اللّه! إلهي، لا تدركه الأبصار!  قال: هذا الذي تزعمونه أنّه إمامكم. قلت: ما أكره ذلك.
قال: قد أمرت بقتله وأنا فاعله غدا - وعنده صاحب البريد - فإذا خرج فادخل إليه، فلم ألبث أن خـرج قال: ادخل، فدخلت الدار التي كان فيها محبوسا، فإذا هو ذا بحياله قبر يحفر، فدخلت وسلّمت وبكيت بكاءا شديدا. قال‏ عليه السلام: ما يبكيك؟ قلت: لما أرى. قال ‏عليه السلام: لا تبك لذلك [فإنّه‏] لا يتمّ لهم ذلك، فسكن ما كان بي.
فقال ‏عليه السلام: إنّه لا يلبث أكثر من يومين حتّى يسفك اللّه دمه ودم صاحبه الذي رأيته. قال: فواللّه! ما مضى غير يومين حتّى قتل [وقتل صاحبه‏].
قلت لأبي الحسن ‏عليه السلام حديث رسول اللّه‏ صلى الله عليه و آله وسلم «لا تعادوا الأيّام فتعاديكم».
قال ‏عليـه السلام: نعم! إنّ لحديث رسول اللّه ‏صلى الله عليه و آله وسلم تأويلاً، أمّا السبت فرسول ‏اللّه صلى الله عليه و آلـه وسلم، والأحد أمير المؤمنين ‏عليه السلام، والاثنين الحسن والحسين‏ عليهما السـلام، والثلاثاء عليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد، والأربعـاء موسـى ابن جعفر وعليّ بن موسى ومحمّد بن عليّ وأنا [عليّ بن محمّد]، والخميس ابني الحسن، والجمعة القائم منّا أهل البيت.
{الخرائج والجرائح: ١/٤١٢، ح ١٧ عنه البحـار: ٥٠/١٩٥، ح ٧، ومدينـة المعاجـز: ٧/٤٨٣، ح ٢٤٧٩، وإثبات الهداة: ٣/٣٧٧، ح ٤٥، قطعة منه، وحلية الأبرار: ٥/٥٢، ح ٤.
الصراط المستقيم: ٢/٢٠٤، ح ١٤، قطعة منه. كشف الغمّة: ٢/٣٩٤، س ١٤، قطعة منه. جمال الأُسبوع: ٣٦، س ٩ عنه إثبات الهداة: ٣/٣٧٧، س ٢٤، مثله.
قطعة منه في: (إختصاص يوم الأربعاء به‏ عليه السلام) و(أحواله ‏عليه السلام مع المتوكّل) و(تفسير يوم من الأُسبوع برسول اللّه‏ صلى الله عليه و آله وسلم) و(تفسير أيّام الأُسبوع بالأئمّة:)}.
٦- الراونديّ رحمه الله زُرافة قال: أراد المتوكّل أن يمشي عليّ بن محمّد بن الرضا: يوم السلام، ففعل ومشى ‏عليه السلام وكان الصيف، فوافى الدهليز وقد عرق.
 قال: فلقيته فأجلسته في الدهليز، ومسحت وجهه بمنديل وقلت: إنّ ابن عمّك لم يقصدك بهـذا دون غيرك فلا تجد عليه في قلبك. فقال ‏عليه السلام:
إيها عنك (تَمَتّعُواْ فِى دَارِكُمْ ثَلَثَةَ أَيّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ ){هود: ١١/٦٥} قال زُرافة فلمّا كانت الليلة الرابعة، قتل المتوكّل{الخرائج والجرائح:  ١/٤٠١، ح ٨. يأتي الحديث بتمامه في رقم ٥١٩}.
(٧)- ابن حمزة الطوسيّ رحمه الله عن الحسن بن محمّد بن جمهور العمي قال: سمعت من سعيد الصغير الحاجب قال: دخلت على سعيد بن صالح الحاجب فقلت: يا أبا عثمان! قد صرت من أصحابك ، وكان سعيد يتشيّع. فقال: هيهات! قلت: بلى واللّه! فقال: وكيف ذلك؟
قلت: بعثني المتوكّل وأمرني أن أكبس على عليّ بن محمّد بن الرضا: فأنظر ما فعل، ففعلت ذلك فوجدتـه يصلّي، فبقيت قائما حتّى فـرغ، فلمّا انفتل مـن صلاتـه أقبل عليّ وقـال: يا سعيد! لا يكفّ عنّي جعفر،  أي ‏المتوكّل ‏الملعون - حتّى يقطع إربا إربا. اذهب وأعـزب، وأشـار بيده الشريفـة، فخرجت مرعوبا  ودخلني مـن هيبته مـا لا أحسن أن أصفه.
فلمّا رجعت إلى المتوكّل سمعت الصيحة والواعية، فسألت عنه؟ فقيل: قتل المتوكّل، فرجعنا وقلت بها.
{الثاقب في المناقب: ٥٣٩، ح ٤٧٩ عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٩٤، ح ٢٤٨٧. قطعة منه في: (عظمته وهيبته ‏عليه السلام) و(أحواله‏ عليه السلام مع المتوكّل)}.
 ٨- ابن حمزة الطوسيّ رحمه الله عـن الحسن بن محمّد بن جمهور قال: كان لي صديق مؤدّب ولد بَغا أو وصيف - الشك منّي فقال لي: قال الأمير [عند] منصرفه من دار الخلافة: حبس أمير المؤمنين هذا الذي يقولون له ابن الرضا اليوم ودفعه إلى عليّ بن كركر، فسمعته يقول: أنا أكـرم على اللّه من ناقـة صالح (تَمَتّعُواْ فِى دَارِكُمْ ثَلَثَةَ أَيّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ){هود: ١١/٦٥}.
فلمّا كان اليوم الثالث، وثب عليه باغر وبغلون أوتامش وجماعة معهم، فقتلوه. {الثاقب في المناقب: ٥٣٦، ح ٤٧٣. يأتي الحديث بتمامه في رقم ٥٢٣}.
٩- السيّد ابن طاووس رحمـه الله؛عن زُرافة حاجب المتوكّل واللّه! سمعته[أبا الحسن الهادي‏ عليه السلام] يقول، فقال لي: اعلـم! أنّ المتوكّل لا يبقى في مملكته أكثر من ثلاثة أيّام ويهلك ، فانظر في أمرك واحرز مـا تريد إحرازه ، وتأهّب لأمرك كي لا يفجوكم هلاك هذا الرجل فتهلك أموالكم بحادثة تحدث، أو سبب يجري. فقلت له: من أين لك؟
فقال: أمـا قرأت القرآن في قصة صالح ‏عليه السلام والناقة وقولـه تعالى: (تَمَتّعُواْ فِى دَارِكُمْ ثَلَثَةَ أَيّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ){هود:  ١١/٦٥} ولا يجوز أن يبطل قول‏ الإمام. قال زُرافة: فواللّه ما جاء اليوم الثالث حتّى هجم المنتصر ومعه بَغا، ووصيف، والأتراك على المتوكّل فقتلوه وقطّعوه. {مهج الدعوات: ٣١٨، س ٤. يأتي الحديث بتمامه في ج ٢، رقم ٧٢٧}.

الرابع - إخباره‏ عليه السلام بأجل الواثق:
 (١)- المسعوديّ رحمـه الله الحميري، عـن محمّد بن عيسـى قال: حدّثني أبو عليّ بن راشـد قال: قال أبو الحسن ‏عليه السلام في سنة اثنتين وثلاثين ومائتين: ما فعل الرجل - يعني الواثق -؟
قلت: عليل أو قد مات. قال ‏عليه السلام: لم يمت ولكنّه لا يلبث حتّى يموت. {إثبات الوصيّة: ٢٣٢، س ١٨}.
(٢)- المسعوديّ رحمـه الله قال: حدّثني خيران الخـادم مولى فراطيس أُمّ‏ الواثق قال: حججت في سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، فدخلت على أبي ‏الحسن‏ عليه السلام فقال: ما حال صاحبك - يعني الواثق‏. فقلت: وجع ولعلّه قد مات. قال: لم يمت ولكن ألما به. ثمّ قال: فمن يقال بعده؟ قلت: ابنه. فقال: الناس يزعمون أنّه جعفر. قلت: لا! قال: بلى! هو كما أقول لك.
قلت: صدق اللّه ورسوله وابن رسوله! فكان كما قال. {إثبات الوصيّة: ٢٣٢، س ٧}.
الخامس - إخباره ‏عليه السلام بأجل ابن الخضيب:
(١)- الشيخ المفيد رحمه الله؛ذكر أحمد بن محمّد بن عيسى قال: حدّثني أبو يعقوب قال: رأيت أبا الحسن عليه السلام مع أحمد بن الخضيب يتسايران، وقد قصر أبوالحسن ‏عليه السلام عنه.
فقال له ابن الخضيب: سر جعلت فداك، قال له أبوالحسن ‏عليه السلام: أنت المقدّم. فما لبثنا إلّا أربعة أيّام، حتّى وضع الدهق على ساق ابن الخضيب وقتل ‏{الدهق محرّكة: خشبتان يُغمز بهما
ساق المجرمين. أقرب الموارد: ٢٤٦/٢ (دهق)}قال:وألّح عليه الخضيب في الدار التي كان قد نزلها وطالبه بالانتقال منها، وتسليمها إليه.
فبعث إليه أبو الحسن ‏عليه السلام: لأقعدنّ بك من اللّه مقعدا لا تبقى لك معه باقية. فأخذه اللّه في تلك الأيّام.
{الإرشاد: ٣٣١، س ١٤. الكافـي: ١/٥٠٠، ضمن ح ٦ عنـه مدينـة المعاجز: ٧/٤٢٨، ح ٢٤٣٠، وإثبات الهداة: ٣/٣٦١، ح ١١، وح‏ ١٢، والوافى:  ٣/٨٣٨، ح ١٤٥١. إعلام الورى: ٢/١١٦، س ٧.
الخرائج والجرائح: ٢/٦٨١، ح ١١ عنه إثبات الهـداة:  ٣/٣٦٢، س ٤ عنـه وعن الإعـلام والإرشـاد، البحار: ٥٠/١٣٩، ح ٢٣. الثاقب في المناقب: ٥٣٥،ح٤٧٢. المناقب لابن شهرآشوب: ٤/٤٠٧،س ٢٣.
كشف الغمّة: ٢/٣٨٠، س ١٨. قطعة منه في (استجابة دعائه على ابن الخضيب) و(ذمّ أحمد بن الخضيب) و(دعاؤه ‏عليه السلام علـى ابن الخضيب)}.

السادس - إخباره ‏عليه السلام بأجل جعفر بن عبد الواحد:
١- الراونديّ رحمـه الله قال أيّوب بن نوح: كتبت إلى أبي الحسن‏ عليه السـلام وقد تعرّض لي جعفر بن  عبد الواحد القاضي، وكان يؤذيني بالكوفة أشكو إليه ما ينالني منه من الأذى.
 فكتب‏ عليه السلام إليّ: تكفي أمره إلى شهرين، فعزل عن الكوفة في الشهرين واسترحت منه. {الخرائج والجرائح: ١/٣٩٨، ضمن ح ٤. يأتي الحديث أيضا في ج ٣، رقم ٨٥٤}.

السابع - إخباره ‏عليه السلام بأجل محمّد بن الفرج وأحمد بن الخضيب:
١- محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله عليّ بن محمّد النوفليّ قال: وكتب إليه محمّد بن الفرج يسأله عن ضياعه.
فكتب إليه: سوف ترد عليك، وما يضرّك أن لا ترد عليك، فلمّا شخص محمّد بن الفرج إلى العسكر كتب إليه بردّ ضياعه، ومات قبل ذلك.
قال: وكتب أحمد بن الخضيب إلى محمّد بن الفرج يسأله الخروج إلى العسكر. فكتب إلى أبي الحسن ‏عليه السلام يشاوره.
فكتب ‏عليه السلام إليه: اخرج فإنّ فيه فرجك إن‏شاء اللّه تعالى. فخرج فلم يلبث إلّا يسيرا حتّى مات. {الكافي: ١/٥٠٠، ح ٥. يأتي الحديث بتمامه في ج ٣، رقم ٩٩٧}.

الثامن - إخباره ‏عليه السلام بأجل الشاب الذي يلفظ ويضحك:
(١)- أبو عليّ الطبرسيّ رحمه الله الحسن بن محمّد بن جمهور العمّيّ في كتاب الواحدة قـال: وحدّثني أبوالحسين سعيد بن سهلويه البصريّ، وكان يلقّب بالملّاح قال: كان يقول بالوقف جعفر بن القاسم الهاشميّ البصريّ، وكنت معه بسرّ من رأى، إذ رآه أبوالحسن‏ عليه السلام في بعض الطرق فقال لـه: إلى كم هذه النومة أما آن لك أن تنتبه منها؟
فقال لي جعفر: سمعت ما قال لي عليّ بن محمّد عليهما السلام، قد واللّه قدح في قلبي شي‏ء، فلمّا كان بعد أيّام حدث لبعض أولاد الخليفة وليمة، فدعانا فيها ودعا أبا الحسن ‏عليه السلام معنا، فدخلنا. فلمّا رأوه أنصتوا إجلالاً له، وجعل شابّ في المجلس لا يوقّره وجعل يلفظ ويضحك، فأقبل عليه. فقال له: يا هذا! أتضحك مل‏ء فيك وتذهل عن ذكر اللّه، وأنت بعد ثلاثة أيّام من أهل القبور. قال: فقلت: هذا دليل حتّى ننظر ما يكون.
قال: فأمسك الفتى، وكفّ عمّا هو عليه، وطعمنا، وخرجنا، فلمّا كان بعد يـوم اعتلّ الفتى، ومات في اليوم الثالث من أوّل النهار، ودفن في آخره.
{إعلام الورى:  ٢/١٢٣، س ١٠ عنه إثبات الهداة:  ٣/٣٧٠، ح ٣٥، ومدينة المعاجز: ٧/٤٥٦، ح ٢٤٥٩ المناقب لابن شهرآشوب:  ٤/٤٠٧، س ١٥، قطعة منه، و ٤١٤، س ٢٣، قطعة منه. عنه وعن الإعـلام، البحار: ٥٠/١٨١، ح ٥٧، و ١٧٢، س ١١ كشف الغمّة: ٢/٣٩٨، س ١٤، باختصار. الثاقب في المناقب: ٥٣٦، ح ٤٧٤. قطعة منه في: (علمه ‏عليه السـلام بما في الضمائر)، و(إجابته ‏عليه السـلام لدعوة الطعام)، و(معاشرته‏ عليه السلام مع سائر الفرق الإسلاميّة)، و(إجلال الناس له ‏عليه السلام)، و(أحواله ‏عليه السلام مع خليفة زمانه)}.

التاسع - إخباره ‏عليه السلام بأجل رجل:
(١)- النجاشيّ رحمه الله أخبرنا محمّد بن جعفر المؤدّب قال: حدّثنا{في البحار: جعفر بن محمّد المؤدّب} أحمد بن محمّد قال: حدّثني أبو جعفر أحمد بن يحيى الأوديّ قـال: «دخلت مسجد الجامـع لأُصلّي الظهر. فلمّا صلّيت، رأيت حرب بن الحسن الطحّان وجماعة مـن أصحابنا جلوسـا، فملت إليهم فسلّمت عليهم وجلست، وكـان فيهم الحسن بن سماعة فذكروا أمر الحسين بن عليّ‏ عليهما السـلام وما جرى عليه،ثمّ من بعد زيد بن عليّ وما جرى عليه، ومعنا رجل غريب لا نعرفه. فقال: يا قوم! عندنا رجل علويّ بسرّ من رأى من أهل المدينة، ما هو إلّا ساحر أو كاهن.
فقال له ابن سماعة: بمن يعرف؟ قال: عليّ بن محمّد بن الرضا. فقال له الجماعة: وكيف تبيّنت ذلك منه؟ قال: كنّا جلوسا معه على باب داره وهو جارنا بسرّ من رأى نجلس إليه في كلّ عشيّة نتحدّث معه ، إذ مرّ بنا قائدٌ مـن دار السلطان معه خلع، معه جمع كثير مـن القوّاد ، والرجّالة، والشاكريّة وغيرهم، فلمّا رأى عليّ بن محمّد عليهما السلام وثب إليه وسلّم عليه وأكرمه.
فلمّا أن مضى قال لنا: هو فرح بما هو فيه وغدا يدفن قبل الصلاة ، فعجبنا من ذلك وقمنا مـن عنده، وقلنا: هذا علم الغيب، فتعاهدنا ثلاثة إن لم يكن ماقال أن نقتله ونستريح منه.
فإنّي في منزلي وقد صلّيت الفجر إذ سمعت غلبة فقمت إلى الباب ، فإذا خلق كثير من الجند وغيرهم، وهم يقولون: مات فلان القائد البارحة، سكر وعبر من موضع إلى موضع، فوقع واندقّت عنقه.
فقلت: أشهد أن لا إله إلّا اللّه وخرجت أحضره،وإذا الرجل كما قال أبوالحسن‏ عليه السلام ميّت، فما برحت حتّى دفنته ورجعت، فتعجّبنا جميعا من هذه الحال». وذكر الحديث بطوله.
فأنكر الحسن بن سماعة ذلك لعناده، فاجتمعت الجماعة الذين سمعوا هذا معه فوافقوه.
{رجـال النجاشيّ: ٤١، س ٢ عنـه مدينـة المعاجـز: ٧/٤٤٠، ح ٢٤٤٠، والبحـار: ٥٠/١٨٦، ح‏٦٤، وإثبات الهداة: ٣/٣٨٣، ح ٦٨.
قطعة منه في: (اسمه‏ عليه السلام)، و(مجالسته ومحادثته ‏عليه السلام مع الناس في كلّ عشيّة)}.

(و) - استجابة دعائه ‏عليه السلام
  وفيه ستّة موارد
 الأوّل - لأبي هاشم الجعفريّ:
(١)- أبو عليّ الطبرسيّ رحمه الله قال ابن عيّاش: وحدّثني أبوالقاسم عبداللّه ابن عبد الرحمان الصالحي من آل إسماعيل بن صالح ‏قدس سره، وكان أهل ‏بيته بمنزلة من السادة، وعليهم مكاتبين لهم، أنّ أبا هاشـم الجعفريّ شكى إلى مولانا أبي الحسن عليّ بن محمّد عليهما السلام ما يلقي من الشوق إليه، إذا انحدر من عنده إلى بغداد، وقال له:  يا سيّدي! اُدع اللّه لي فما لي مركوب سوى برذوني هذا على ضعفه. فقال ‏عليه السلام: قوّاك اللّه يا أبا هاشم‏ وقوّى برذونك. {في إثبات الوصيّة: يا أبا هاشم! قوّى اللّه برذونك، وقرّب طريقك} قال: فكان أبوهاشم يصلّي الفجر ببغداد
ويسير على البرذون ، فيدرك الزوال من يومه ذلك عسكر سّر من رأى، ويعود من يومه إلى بغداد إذا شاء على ذلك البرذون بعينه، فكان هذا من أعجب الدلائل التي شوهدت.
{إعلام الورى: ٢/١١٩، س ٤ عنه مدينـة المعاجـز: ٧/٤٥٤، ح ٢٤٥٧، والأنوار البهيّة: ٢٧٦، س ١٢، وإثبات الهداة: ٣/٣٧٠، ح ٣٣. الخرائج والجرائح: ٢/٦٧٢، ح ١
عنه وعن الإعلام والمناقب، البحار: ٥٠/١٣٧، ح ٢١.  الثاقب في المناقب: ٥٤٤، ح ٤٨٦. المناقب لابن شهرآشوب: ٤/٤٠٩، س ١٧. إثبات الوصيّة: ٢٣٨، س ١٧.
قطعة منه في: (إشتياق الناس إلى لقائه ‏عليه السلام)، و(مدح أبي هاشم الجعفريّ)، و(دعاؤه‏ عليه السلام لأبي هاشم الجعفريّ)}.

الثاني - لرجل:
(١)- الراونديّ رحمـه الله قال أبوهاشـم الجعفريّ: إنّه ظهر برجل من أهـل ‏سـرّ من رأى، برص؛ فتنغّص عليه عيشه، فجلس يوما إلى أبي عليّ الفهريّ، فشكا إليه حاله.
فقال له: لو تعرّضت يوما لأبي الحسن عليّ بن محمّد بن الرضا:  فسألته أن يدعو لك، لرجوت أن يزول عنك، فجلس يوما في الطريق وقت منصرفه من دار المتوكّل‏، فلمّا رآه قام ليدنو منه فيسأله ذلك. فقال له: تنحّ عافاك اللّه. وأشار إليه بيده: تنحّ عافاك اللّه. وأشار إليه بيده: تنحّ عافاك اللّه- ثلاث مرّات. فرجع الرجل ولم يجسر أن يدنو منه، وانصرف فلقي الفهريّ فعرّفـه الحال وما قال فقال: قد دعا لك قبل أن تسأل، فامض فإنّك ستعافي، فانصرف الرجل إلى بيته فبات تلك الليلة، فلمّا أصبح لم ‏ير على بدنه شيئا من ذلك.
{الخرائج والجرائح: ١/٣٩٩، ح ٥ عنه البحار: ٥٠/١٤٥، ح ٢٩، وإثبات الهداة: ٣/٣٧٤، ح ٤٠. الثاقب في المناقب: ٥٥٤، ح ٤٩٦ عنه وعن الخرائج، مدينة المعاجز: ٧/٤٧١، ح ٢٤٧٣.
كشف الغمّة: ٢/٣٩٣، س ١١. الصراط المستقيم: ٢/٢٠٣، ح ٦. قطعـة منه في (علمه ‏عليه السـلام بما في الضمائر)، و(دعاؤه ‏عليه السـلام لرجـل)، و(شفاء البرص بالدعاء)}.

الثالث - على ابن الخضيب:
١- الشيخ المفيد رحمـه الله أبويعقـوب قال: رأيت أبا الحسن‏ عليـه السـلام مع أحمد ابن الخضيب يتسايران قال: وألحّ عليه الخضيب في الدار التي كان قدنزلها وطالبه بالانتقال منها، وتسليمها إليه.
فبعث إليه أبوالحسن ‏عليه السلام: لأقعدنّ بك من اللّه مقعدا لا تبقى لك معه باقية. فأخذه اللّه في تلك الأيّام. {الإرشاد: ٣٣١، س ١٤. تقدّم الحديث بتمامه في: رقم ٣٦٨}.

الرابع - على المتوكّل:
(١)- الحضينيّ رحمه الله قال: حدّثني أبو جعفر محمّد بن الحسـن قال: اجتمعت عند أبي شعيب محمّد بن  نصير البكريّ النميريّ، وكان بابا لمولانا الحسن، وبعده رأى مولانا محمّدا عليهما السـلام من بعد عمـر بن الفرات، وكان معنا محمّد بن جندب، وعليّ بن أُمّ الرقاد، وفازويه الكرديّ، ومحمّد بن عمر الكاتب، وعليّ بن عبد اللّه الحسنيّ، وأحمد بن محمّد الزياديّ، ووهب ابناقارن، فشكونا إلى أبي شعيب، وقلنا: ما ترى إلى ما قد نزل بنا مـن عدوّنا هذا الطاغي المتوكّل على سيّدنا أبي الحسن(عليه السـلام) وعلينا، ومـا نخافه من شرّه، وإنفاذه إلى إبراهيم الديدج بحفر قبر أبي
عبد اللّه الحسين بن عليّ‏ عليهما السلام بكربلاء. فقـال أبو شعيب: الساعة تجيئكم رسالـة من مولاي أبي الحسن‏ عليه السلام، وترون فيها عجبا يفرح قلوبكم،وتقرّ عيونكم، وتعلمون أنّكم الفائزون.
فما لبثنا أن دخل علينا كافور الخادم من دار مولانا أبي الحسن(عليه السلام) وقال: يا أبا شعيب! مولاي يقول  لك: قد علمت اجتماع إخوانك عندك الساعة، وعرفت شكواهم إليك، فيكونوا عندك إلى أن يقدم رسـولي بما تعمل. فقال أبو شعيب: سمعا وطاعةً لمولاي، فأقمنا عنده نهارنا، وصلّينا العشائين، وهدّت الطرق.
فقال أبو شعيب: خذوا هبتكم! فإنّ الرسول يجيئكم الساعة، فما لبثنا أن‏وافى الخادم، فقال: يا أبا شعيب! خـذ إخوانك وصر بهم إلى مولاك، فصرنا إليه فإذا نحن بمولانا أبي الحسن ‏عليه السلام قد أقبل، ونور وجهـه أضوء من نور الشمس. فقال لنا: نعمتم بياتا. فقلنا: يا مولانا! للّه الشكر ولك.
فقال ‏عليـه السلام: كم تشكون إليّ ما كان من تمرّد هذا الطاغي علينا، لولا لزوم الحجّة وبلوغ الكتاب أجله ليهلك من هلك عن بيّنة ، ويحيى من حيّ عن بيّنة، ويحقّ كلمة العذاب على الكافرين، لعجّل اللّه ما بعد عنه، ولـو شئت لسألت اللّه النكـال الساعـة ففعل، وسأُريكم ذلك، ودعـا بدعـوات فإذا بالمتوكّل بينهم مسحوبا يستقيل اللّه ويستغفره ممّا بدا منه من الجرأة.
{الهداية الكبرى: ٣٢٣، س ١١. قطعة منه في (إخباره‏ عليه السلام بما في الضمائر) و(نور وجهه ‏عليه السـلام) و(خادمـه عليه السـلام)و(أحواله‏ عليه السلام مع المتوكّل) و(الولاية التكوينيّة للإمام‏ عليه السلام)}
٢- السيّد ابن طاووس رحمه الله حدّثني أبو روح النسّابيّ، عن أبي ‏الحسن عليّ بن محمّد عليهما السلام  أنّه دعـا على المتوكّل.
 وكان يوما قائظا شديد الحرّ ، وأخرجوا في جملة الأشراف أبا الحسن عليّ بن محمّد عليهما السـلام، وشقّ عليـه مالقيه من الحرّ والرحمة.
قال زُرافة: فأقبلت إليه وقلت له: يا سيّدي! يعزّ واللّه عليّ ماتلقى من هـذه الطغـاة، ومـا قـد تكلّفته من المشقّة فقال لي: اعلم! أنّ المتوكّل لا يبقى في مملكته أكثر من ثلاثة أيّام.
قال زُرافة: فواللّه! ما جاء اليوم الثالث حتّى هجم المنتصر ومعـه بَغا، ووصيف، والأتراك علـى المتوكّل فقتلوه وقطّعوه، والفتح بن الخاقان جميعا قطّعا حتّى لم يعرف أحدهما من الآخر، وأزال اللّه نعمته ومملكته، فلقيت الإمام أبا الحسن‏ عليه السلام بعد ذلك وعرّفته ما جرى مع المؤدّب و ما قاله. فقال ‏عليه السـلام: صـدق، أنّه لمّا بلـغ منّي الجهد رجعت إلى كنـوز نتوارثها من آبائنا، هـي أعزّ من
الحصون والسلاح والجنن، وهو دعاء المظلوم على الظالم، فدعوت به عليه فأهلكه اللّه. فقلت له: يا سيّدي! إن رأيت أن تعلّمنيه، فعلّمنيه وهو:
«اللّهمّ! إنّي وفلان بن فلان عبدان من عبيدك، نواصينا بيدك، تعلم مستقرّنا ومستودعنا». {مهج الدعوات: ٣١٨، س ٤. يأتي الحديث بتمامه في ج ٢، رقم ٧٢٧}.

 الخامس - على بعض المخالفين:
(١)- المسعوديّ رحمه الله روي أنّه [أي أبا الحسن الثالث‏ عليه السلام] دخل دار المتوكّل‏، فقام يصلّي، فأتاه بعض المخالفين فوقف حياله فقال له: إلى كم هذا الرياء؟
فأسرع الصلاة وسلّم، ثمّ التفت إليه فقال: إن كنت كاذبا نسخك اللّه. {في الأنوار البهيّة: سحتك اللّه} فوقع الرجل ميّتا، فصار حديثا في الدار.
{إثبات الوصيّة: ٢٣٩، س ١٠ عنه إثبات الهداة: ٣/٣٨٧، ح ٩٢، والأنوار البهيّة: ٢٩٠، س ١٣.
قطعة منه في: (صلاته ‏عليه السلام) و(أحواله ‏عليه السلام مع المتوكّل) و(دعاؤه‏ عليه السلام على بعض المخالفين)}.

 السادس - على رجل يقال له معروف:
(١)- الراونديّ رحمه الله؛: روي أنّه أتاه رجل من أهل بيته، يقال له: معروف، وقال: أتيتك فلم تأذن لي.  فقال‏ عليه السلام: ما علمت بمكانك وأُخبرت بعد انصرافك، وذكرتني بما لاينبغي، فحلف: ما فعلت. فقال أبوالحسن ‏عليه السلام: فعلمت أنّه حلف كاذبا، فدعوت اللّه عليـه وقلت: اللّهمّ! إنّه حلف كاذبا فانتقم منه. فمات الرجل من الغد.
{الخرائج والجرائح: ١/٤٠١، ح ٧ عنه البحار: ٥٠/١٤٧، ح ٣١. كشف الغمّة: ٢/٣٩٤، س ٥ عنه إثبات الهداة: ٣/٣٨٢، ح ٦٢. إثبات الوصيّة: ٢٣٢، س ٢٢.
قطعة منه في (إخباره ‏عليه السلام بالوقائع الماضية) و(ذمّ رجل يقال له معروف) و(دعاؤه‏ عليه السـلام على رجل يقال له معروف)}.

 (ز) - شفاء الأمراض
  وفيه أربعة موارد
 الأوّل - شفاء العين:
(١)- المسعوديّ رحمه الله قـال يحيى [بن هرثمة]: وصارت إليه [أي ‏أبي‏ الحسن الهادي‏ عليه السلام] في بعض المنازل‏، امرأة معها ابن  لها أرمد العين، ولم تزل تستذلّ وتقول: معكم رجل علويّ دلّوني عليه حتّى يرقى عين ابني ‏هذا.فدلّلناها عليـه، ففتح عين الصبيّ حتّى رأيتها ولـم أشكّ أنّها ذاهبة، فوضع يده عليها لحظة يحرّك شفتيه، ثمّ نحّاها، فإذا عين الغلام  مفتوحة صحيحة ما بها علّة. {إثبات الوصيّة: ٢٣٤، س ٢٣ عنه إثبات الهداة: ٣/٣٨٧، ح ٩١. قطعة منه في: (شفاء العين بمسح يد الإمام ‏عليه السلام)}.

 الثاني - شفاء الأكمه:
(١)- الحسين بن عبد الوهّاب رحمه الله عن أبي جعفر ابن جرير الطبريّ: عن عبد اللّه بن محمّد البلويّ، عن هاشم بن زيد قال: رأيت عليّ بن محمّد صاحب العسكر، وقد أُتى بأكمه فأبرأه.
{عيون المعجزات: ١٣٤، س ١٠ عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٥٨، ضمن ح ٢٤٦٢.  قطعة منه في: (إبراؤه ‏عليه السلام الأكمه)}.

 الثالث - شفاء البرص:
(١)- أبو جعفر الطبريّ رحمه الله وقـال أحمد بن عليّ: دعانا عيسى بن الحسن القمّيّ أنا وأبا عليّ، وكان أعرج، فقال لنا: أدخلني ابن عمّي أحمد ابن إسحاق على أبي الحسن‏ عليه السـلام، فرأيته، وكلّمه بكلام لم أفهمه، ثمّ قال له: جعلني اللّه فداك! هذا ابن عمّي عيسى بن الحسن، وبه بياض في ذراعه، وشي‏ء قد تكتّل كأمثال الجوز. قال: فقال لي: تقدّم يا عيسى! فتقدّمت.
فقال: أخرج ذراعك! فأخرجت ذراعي، فمسح عليها، وتكلّم بكـلام خفيّ طوّل فيه، ثمّ قال في آخـره ثلاث مرّات: بسم اللّه الرحمن الرحيم.  ثمّ التفت إلى أحمد بن إسحاق، فقال له:
يا أحمد بن إسحاق! كان عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام يقول: بسم اللّه الرحمن الرحيم أقرب إلى الإسم الأعظم من بياض العين إلى سوادها.
ثمّ قال: يا عيسى! قلت: لبّيك! قال: أدخل يدك في كمّك ثمّ أخرجها! فأدخلتها ثمّ أخرجتها، وليس في ذراعي قليل ولا كثير.
{دلائل الإمامة: ٤١٩، ح ٣٨٣ عنـه مدينة المعاجـز: ٧/٤٥٠، ح ٢٤٥٢، وإثبات الهداة: ٣/٣٨٥، ح ٨٢، أشار إلى مضمونه. نوادر المعجزات: ١٨٨، ح ٧، بتفاوت.
قطعة منه في: (شفاء البرص بمسح يد الإمام ‏عليه السلام) و(ما رواه عن الرضا عليه السلام)}.

 الرابع - شفاء المرض الشديد:
(١)- الحضينيّ رحمـه الله عن أبي الحسين بن عليّ البكـا، عن زيد بن عليّ ابن الحسين بن زيد قـال: مرضت مرضا شديدا، فدخل عليّ الطبيب وقد{في المصدر: زيد بن عليّ بن زيد، وفي الكافي: زيد بن عليّ بن الحسن بن زيد ، والصحيح ما أثبتناه من الخرائج}. اشتدّت بي العلّة، فأصلح لي دواءً بالليل، لـم يعلم به أحد، وقال: خذ تداو فيه مدّة عشرة أيّام، فإنّك تتعافي إن شاء اللّه تعالى.
وخرج من عندي نصف الليل، وترك الدواء، فما بعـد عنّي إلّا أتاني نصر، غلام أبي الحسـن عليّ (عليـه السلام) فاستأذن عليّ ودخل معه هاون فيه مثل‏{الهاون: إناء}. ذلك الدواء الذي أصلحه الطبيب بتلك الساعة، وقال لي: مولاي يقول لك: الطبيب استعمل لك دواءً مدّة عشرة أيّام، نحن إنّما بعثنا لك هذا الدواء، فخذ منه مرّة واحـدةً تبرأ بإذن اللّه تعالى من ساعتك.
قال زيد: واللّه! علمت أنّ قوله حقّ، فأخذت ذلك الدواء من الهاون مرةً واحدةً فتعافيت من ساعتى، ورددت دواء الطبيب عليه، وكان نصرانيّا، فرآني في صبيحة يومي وسألني مذ رأني معافي من علّتي ما كان السبب في عافيتي ولِمَ رددت عليه الدواء؟.
فحدّثته عن دواء أبي الحسن‏ عليه السلام ولم أكتم عنه شيئا، فمضى إلى أبي‏ الحسن وأسلم علـى يده وقال: يا سيّدي! هذا علم المسيح وليس يعلمه أحد إلّا من يكون مثله.
الهداية الكبرى: ٣١٤، س ١٢، عنه مدينة المعاجز: ٧/٥٢٨، ح ٢٥١٣، بتفاوت. إرشاد المفيد: ٣٣٢،س ١٣، بتفاوت. الخرائج والجرائح: ١/٤٠٦، ح ١٢، بتفاوت. عنه وعن الإرشاد، البحار: ٥٠/١٥٠،ح ٣٦. المناقب لابن شهرآشوب: ٤/٤٠٨، س ١١، مختصرا. الكافي: ١/٥٠٢، ح ٩، بتفاوت، وفيـه: بعض أصحابنـا، عن محمّد بن عليّ قال: أخبرني زيد بن عليّ بن الحسن بن زيد. عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٣٠، ح ٢٤٣٢، وإثبات الهداة: ٣/٣٢، ح ١٤. الثاقب في المناقب: ٥٤٩، ح ٤٩٢. كشف الغمّة: ٢/٣٨١، س ٢١. روضة الواعظين: ٢٦٨، س ٢٠. مدينة المعاجز: ٦/٣٤٠، ح ٢٠٣٧، أورده في ضمن معاجز الإمام الكاظم. قطعة منه في(إخباره ‏عليه السلام بالوقائع الماضية) و(ما ورد عن العلماء أو غيرهم في عظمته‏ عليه السلام) و(غلامه ‏عليه السلام) (معالجته‏ عليه السلام المرضى)، و(شفاء الأمراض بالأدوية)}.

 (ح) - طيّ الأرض له ‏عليه السلام
 إلى بغداد لإذهاب إسحاق الجلّاب:
(١)- محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، عن عليّ بن محمّد، عـن إسحاق الجلّاب قال: اشتريت لأبي الحسن ‏عليـه السـلام غنما كثيرةً، فدعاني فأدخلني من إصطبل داره إلى موضع واسـع لا أعرفـه،فجعلت أُفرّق تلك الغنم فيمن أمرني بـه، فبعث إلى أبي جعفر وإلى والدته وغيرهما ممّن أمرني ثمّ‏{في الثاقب في المناقب، ومدينة المعاجز: فبعثت}. استأذنته في الانصراف إلى بغداد إلى والدي، وكان ذلك يوم التروية. فكتب ‏عليه السلام إليّ: تقيم غدا عندنا ثمّ تنصرف.
قال: فأقمت، فلمّا كان يوم عرفة أقمت عنده وبتّ ليلة الأضحى في رواق له، فلمّا كان في السحر أتاني فقال: ياإسحاق! قم. قال: فقمت ففتحت عيني فإذا أنا على بابي ببغداد.
قال: فدخلت على والدي وأنا في أصحابي فقلت لهم: عرفت بالعسكر وخرجت ببغداد إلى العيد.
{الكافي: ١/٤٩٨، ح ٣. بصائر الدرجات، الجـزء الثامن: ٤٢٦، ح ٦، بتفاوت. عنـه وعـن الكـافي، البحـار: ٥٠/١٣٢، ح ١٤، وإثبات الهداة: ٣/٣٦٠، ح ٦. المناقب لابن شهرآشوب: ٤/٤١١، س ١٣، باختصار. عنه أعيان الشيعة: ٢/٣٧، س ١٦، أشار إلى مضمونه. الاختصاص: ٣٢٥، س ١١ عنه وعن الكافي، مدينة المعاجز: ٧/٤٢٣، ح ٢٤٢٥.الثاقب في المناقب: ٥٤٩، ح ٤٩١، وفيه: فبعثت إلى أبي محمّد. قطعة منه في: (هديّته ‏عليه السلام إلى أهل بيته وغيرهم) و(كتابه ‏عليه السلام إلى إسحاق الجلّاب)}.

  (ط) - معجزته‏ عليه السلام في الحيوانات
  وفيه تسعة موارد
 الأوّل - تكلّمه ‏عليه السلام مع الفرس:
(١)- الراونديّ رحمه الله إنّ أحمد بن هارون قال: كنت جالسا أُعلّم غلاما من غلمانه في فازة داره،  فيها بستان - إذ دخل علينا أبوالحسن ‏عليه السلام راكبا على فرس له، فقمنا إليه فسبقنا فنزل قبل أن ندنو منه، فأخذ بعنان فرسه بيده فعلّقه فـي طنب من أطناب الفـازة، ثمّ دخـل وجلس معنا، فأقبل عليّ فقال ‏عليه السلام: متى رأيك تنصرف إلى المدينة؟ فقلت: الليلة.
قال: فأكتب إذا كتابا معك توصله إلى فلان التاجر؟ قلت: نعم! قال: يا غلام! هات الدواة والقرطاس. فخرج الغلام ليأتي بهما من دار أخرى، فلمّا غـاب الغلام صهل الفرس، وضرب بذنبه.
فقال له بالفارسيّة: ما هذا القلق؟ فصهل الثانية فضرب بذنبه.  فقال [له‏] - بالفارسيّة -: لي حاجة أُريد أن أكتب كتابا إلى المدينـة، فاصبر حتّى أفرغ. فصهل الثالثة وضرب بيديه، فقال له - بالفارسيّة -: إقلع فامض إلى ناحية البستان، وبُل هناك، ورثّ، وارجع فقف هناك مكانك. فرفع الفرس رأسه ، وأخرج العنان من موضعـه، ثمّ مضى إلى ناحيـة البستان، حتّى لا نراه في ظهر الفازة،
فبال، وراث، وعاد إلى مكانه. فدخلني من ذلك ما اللّه به عليم، ووسوس الشيطان في قلبي، فأقبل إليّ فقال: يا أحمد! لا يعظم عليك مـا رأيت إنّ ما أعطى اللّه محمّدا وآل محمّد أكثر ممّا أعطى داود وآل داود. قلت: صدق ابن رسول اللّه‏ صلى الله عليه و آله وسلم فما قال لك وما قلت له فما فهمته؟ فقال: قال لي الفرس: قم فاركب إلى البيت حتّى تفرغ عنّي. قلت: ما هذا القلق؟ قال: قد تعبت. فقلت: لي حاجة أُريد أن أكتب كتابا إلى المدينة، فإذا فرغت ركبتك. قال: إنّي أُريد أن أروث، وأبول، وأكره أن أفعل ذلك بين يديك. فقلت له: اذهب إلى ناحية البستان فافعل ما أردت، ثمّ عد إلى مكانك؛ ففعل الذي رأيت. ثمّ أقبل الغلام بالدواة ، والقرطاس وقد غابت الشمس - فوضعها بين يديه، فأخذ الكتابة حتّى أظلم [الليل‏] فيما  بيني وبينه، فلم أر الكتاب ، وظننت أنّه قد أصابه الذي أصابني، فقلت للغلام: قم فهات بشمعـة من الـدار حتّى يبصر مولاك كيف يكتب؛ فمضى، فقال للغلام: ليس لي إلى ذلك حاجة.
 ثمّ كتب كتابا طويلاً إلى أن غاب الشفق ثمّ قطعه؛ فقال للغلام: أصلحه، فأخذ الغـلام الكتاب وخرج من الفـازة ليصلحه، ثمّ عاد إليه وناوله ليختمه ، فختمه من غير أن ينظر الخاتم مقلوبا، أو غير مقلـوب، فناولني [الكتاب‏] فأخذت فقمت لأذهب فعرض في قلبى - قبل أن أخرج من الفازة - أُصلّي قبل أن آتي المدينة.
قال: يا أحمد! صلّ المغرب ، والعشاء الآخرة في مسجد الرسـول‏ صلى الله عليه و آله وسلم، ثمّ اطلب الرجل فـي الروضة، فإنّك توافيه إن شاء اللّه.
قال: فخرجت مبادرا فأتيت المسجد، وقد نودي للعشاء الآخرة، فصلّيت المغرب، ثمّ صلّيت معهم العتمة، وطلبت الرجل حيث أمرني فوجدته فأعطيته الكتاب، فأخذه ففضّه ليقرأه فلم يتبيّن قراءة في ذلك الوقت. فدعا بسراج فأخذته فقرأته عليه فى السراج في المسجد فإذا خطّ مستوٍ، ليس حرف ملتصقا بحرف، وإذا الخاتم مستوٍ ليس بمقلوب.
فقال لي الرجل: عد إليّ غدا حتّى أكتب جواب الكتاب. فغدوت فكتب الجواب، فمضيت به إليه. فقال: أليس قد وجدت الرجل حيث قلت لك؟ فقلت: نعم! قال: أحسنت.
{الخرائج والجرائح: ١/٤٠٨، ح ١٤عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٨٠، ح ٢٤٧٨، وإثبات الهداة: ٣/٣٧٦، ح ٤٤، والبحار: ٥٠/١٥٣، ح ٤٠. الصراط المستقيم: ٢/٢٠٤، ح ١٢، قطعة منه.
قطعة منه في (كتابته ‏عليه السلام في ظلمة الليل) و(إخباره‏ عليه السلام بما في الضمائر) و(إخباره عليه السلام بالوقائع الآتية) و(داره‏ عليه السلام) و(مركبه ‏عليه السلام)
و(غلمانه ‏عليه السلام) و(معلّم غلمانه ‏عليـه السلام) و(جلوسه ‏عليه السلام مع غلمانه) و(ما أعطى اللّه محمّدا صلى الله عليه و آله وسلم أكثر ممّا أعطي داود عليه السلام)
و(فضل آل محمّد: على آل داود عليه السلام) و(كتابه ‏عليه السلام إلى تاجر بالمدينة)}.


 الثاني - قصّة زينب الكذّابة وإعجازه‏عليه السلام في بركة السباع:
١- الراونديّ رحمه الله إنّ أبا هاشم الجعفريّ قال: ظهرت في أيّام المتوكّل امرأة تدّعي أنّها زينب بنت فاطمة بنت رسول اللّه‏ صلى الله عليه و آله وسلم.
فقال لهم المتوكّل: هل عندكم حجّة على هذه المرأة غير هذه الرواية؟ قالوا: لا! قال: أنا بري‏ء من العبّاس إن [لا]أُنزلها عمّا ادّعت إلّا بحجة [تلزمها].
قالوا: فأحضر[عليّ بن محمّد] ابن الرضا: فلعلّ عنده شيئا من الحجّة غير مـا عندنا؛ فبعث إليه فحضر فأخبره بخبر المرأة. فقال ‏عليه السلام.لحوم ولد فاطمـة محرّمـة على السباع، فأنزلها إلى السباع، فإن كانت من ولد فاطمة فلا تضرّها [السباع‏]. فقال لها: ما تقولين؟ قالت: إنّه يريد قتلي.قال: فهيهنا جماعة من ولد الحسن والحسين‏ عليهما السلام فأنزل من شئت منهم.
فمال المتوكّل إلى ذلك رجاء أن يذهب من غير أن يكون له في أمره ‏صنع. فقال: يا أبا الحسن! لِمَ لا يكون أنت ذلك؟ قال: ذاك إليك. قال: فافعل! قال: أفعل [إن‏شاء اللّه‏].
فأتى بسلّم وفتح عـن السباع وكانت ستّة من الأسـد، فنزل[الإمـام‏] أبوالحسن ‏عليه السـلام إليها، فلمّا دخل وجلس صارت الأُسود إليه ورمت بأنفسها بين يديه، ومدّت بأيديها، ووضعت رؤوسها بين يديه، فجعل يمسـح علـى رأس كلّ واحـد منها بيده، ثمّ يشير لـه بيده إلى الاعتزال، فيعتزل ناحيـة حتّى اعتزلت كلّها، وقامت بإزائه.
{الخرائج والجرائح: ١/٤٠٤، س ١١. يأتي الحديث بتمامه في رقم ٥٢٠}.

الثالث - مسحه السباع وتذلّلها له ‏عليه السلام:
(١)- القندوزيّ الحنفيّ رحمـه الله: ونقل المسعوديّ: أنّ المتوكّل‏، أمر بثلاثة من السباع فجي‏ء بها في صحن قصره، ثمّ دعا الإمام عليّ النقيّ‏ عليه السلام.
فلمّا دخل أغلـق باب القصر، فدارت السباع حوله وخضعت له، وهـو يمسحهـا بكمّه، ثمّ صعد إلى المتوكّل ويحدّث معه ساعةً ثمّ نزل، ففعلت السباع معه كفعلها الأوّل حتّى خرج، فأتبعه المتوكّل بجائزة عظيمة. فقيل للمتوكّل: إنّ ابن عمّك يفعل بالسباع ما رأيت، فافعل بها ما فعل ابن عمّك. قال: أنتم تريدون قتلي، ثمّ أمرهم أن لا يفشوا ذلك.
{ينابيع المودّة: ٣/١٢٩، س ٣ عنه إثبات الهداة: ٣/٣٩٠، س ١٥، وإحقاق الحقّ: ١٢/٤٥١، س ٢٠. الصواعق المحرقة: ٢٠٥، س ١٨. يأتي الحديث أيضا في: (أحواله‏ عليه السلام مع المتوكّل)}.

الرابع - إخراجه ‏عليه السلام الثعبان من الأرض:
١- الحضينيّ رحمه الله عبيد اللّه الحسنيّ قال: دخلنا على سيّدنا أبي ‏الحسن(عليه السلام) بسامرّا فقال [زُرافة]: فقال: إنّه أخـرج إليّ سيفا مسموم الشفرتين، وأمرني [أي المتوكّل‏] ليرسلني إلى مولاي أبي الحسن‏ عليه السـلام فأقتله. فلمّا صرت في صحن الدار، ورآني مولاي،فركل برجله وسط المجلس، فانفجرت الأرض وظهر منها ثعبان عظيم، فاتح فاه، لو ابتلع سامرّا ومن فيها لكان في فيه سعة لا ترى مثله، فسقط المتوكّل لوجهـه،وسقط السيف من يده، وأنا أسمعه يقول: يا مولاي ويا ابن عمّي! أقلني أقالك ‏اللّه،{الهداية الكبرى: ٣٢٢،س ٢. يأتي الحديث بتمامه في رقم ٥٠٩}.

  الخامس - إحياؤه ‏عليه السلام صورة السبع التي كانت على المسورة:
(١)- ابن حمزة الطوسيّ رحمـه الله عن زُرافة حاجب المتوكّل قال: وقع رجـل مشعبذ من ناحية الهند إلى المتوكّل يلعب لعب الحقّة، ولم ير مثله، وكان المتوكّل لعّابا، فأراد أن يخجل عليّ بن محمّد الرضا. فقال لذلك الرجل: إن أخجلته أعطيتك ألف دينار. قال: تقدّم بأن يخبز رقاقا خفافا واجعلها علـى المائدة، وأقعدني إلـى‏{الرقـاق: الرقيق، الخبز المنبسط الرقيق.
المعجم الوسيط: ٣٦٦} جنبه، فقعـدوا وأحضر عليّ بن محمّد عليهما السلام للطعام، وجعل له مسورة عن ‏{في كشف الغمّة: فتقدّم أن يخبز رقاق خفـاف تجعل على المائدة ، وأنا إلى جنبه، ففعل وحضر عليّ‏ عليه السـلام للطعام}. يساره، وكان عليها صورة أسد ، وجلس اللّاعب إلى جنب المسورة، فمدّ عليّ بن محمّد عليهما السلام
 يده إلـى رقاقة فطيّرها ذلك الرجل في الهواء ، ومدّ يده إلى أُخرى فطيّرها ذلك الرجـل، ومدّ يده إلى أُخرى  فطيّرها فتضاحك الجميع،فضرب عليّ بن محمّد عليهما السلام يده المباركة الشريفة على تلك الصورة التي في  المسورة، وقال: خذيه! فابتلعت الرجل وعادت كما كانت إلى المسـورة، فتحيّر الجميع ونهض أبوالحسن عليّ بن محمّد عليهما السلام.
فقال له المتوكّل: سألتك ألّا جلست ورددته. فقال‏ عليه السلام: واللّه! لا تراه بعدها، أتسلّط أعداء اللّه على أولياء اللّه؟ وخـرج من عنده فلم ير الرجل بعد ذلك.
{الثاقب في المناقب: ٥٥٥، ح ٤٩٧ عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٧٢، ح ٢٤٧٤، بتفاوت. كشف الغمّة: ٢/٣٩٣، س ١٧، بتفاوت. عنه تعليقة مفتاح الفلاح للخواجوئي: ٤٩٢، س ٩.
الهداية الكبرى: ٣١٩، س ١٤، بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: ٧/٥٣٢، ح ٢٥١٦، وحلية الأبرار: ٥/٦٦، ح ٢. الخرائج والجرائح: ١/٤٠٠، ح ٦، وفيه: أبو القاسم بن أبي القاسم البغداديّ، عـن زُرافة، عنـه إثبات الهداة: ٣/٣٧٤، ح ٤١، وحلية الأبرار: ٦٥/٥، ح ١، والأنوار البهيّة: ٢٨١ س‏١٠، والبحار: ١٤٦/٥٠، ح ٣٠. مشارق أنوار اليقين: ٩٩، س ١٧، بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٦٢، ح ٢٤٦٨، والبحار: ٥٠/٢١١، ح ٢٤. مفتاح الفلاح: ٤٩٠، س ٤، أشار إلى مضمونه. الصراط المستقيم: ٢/٢٠٣، ح ٧.
 قطعة منه في: (كيفيّة جلوسه ‏عليه السلام في مجلس العام) و(يمينه ‏عليه السـلام) و(أحواله‏ عليه السـلام مع المتوكّل)}.

 السادس - إحياؤه ‏عليه السلام الحمار الخراسانيّ:
(١)- الحسين بن عبد الوهّاب رحمه الله حدّثني أبو التحف المصريّ، يرفع الحديث برجاله إلى محمّد بن سنان الزاهريّ  قال: كان أبو الحسن عليّ بن محمّد عليهما السلام حاجّا، ولمّا كان في انصرافه إلى المدينة وجد رجلاً خراسانيّا واقفا على حمار له ميّت يبكي ويقول: على ماذا أحمل رحلي؟ فاجتازعليه السلام فقيل له: هذا الخراسانيّ من يتولّاكم أهل البيت:، فدنا عليه السلام من الحمار الميّت فقـال: لم تكن بقرة بني إسرائيل بأكرم على اللّه تعالى منّي وقد ضربوا ببعضها الميّت فعاش، ثمّ وكزه برجله اليمنى وقال: قم بإذن اللّه فتحرّك الحمار، ثمّ قام فوضع الخراسانيّ رحله إليه وأتى به إلى المدينة. وكلّما مرّ عليه السلام أشاروا إليه بإصبعهم وقالوا: هذا الذي أحيى حمار الخراسانيّ.
{عيـون المعجزات: ١٣٤، س ١٥ عنـه مدينـة المعاجز: ٧/٤٥٩، ح ٢٤٦٣، وإثبات الهداة: ٣/٣٨٣، ح ٦٥، والبحار: ٥٠/١٨٥، ضمن ح ٦٣. قطعة منه في: (حجّه‏ عليه السلام)}.

  السابع - سكوت الطيور وعدم تحرّكهم عند مجيئه‏ عليه السلام:
(١)- الراونديّ رحمه الله قال أبوهاشم الجعفريّ: إنّه كـان للمتوكّل مجلس بشبابيك (كيما تدور الشمس) في حيطانه، قد جعل فيها الطيور التي تصوّت، فإذا كان يوم السـلام جلس في ذلك المجلس فلا يسمع ما يقال له، ولا يسمع ما يقول من اختلاف أصوات تلك الطيور. فإذا وافاه عليّ بن محمّد بن الرضا: سكتت الطيور فلا يسمع منها صوت واحد إلى أن يخـرج من عنده، فإذا
خرج من باب المجلس عادت الطيور في أصواتها. قال وكان عنده عدّة من القوابج في الحيطان، وكـان‏{القَبْج: الحَجَل، والقبج: الكـروان، معرّب، وهو بالفارسيّة كبج. لسان العـرب: ٢/٣٥١ (قبج)} يجلس في مجلس له عال، ويرسل تلك القوابج تقتتل، وهو ينظر إليها ويضحك منها، فإذا وافى عليّ بن محمّد عليهما السـلام إليه في ذلك المجلس، لصقت تلك القوابج بالحيطـان فلا تتحرّك من مواضعها حتّى ينصرف، فإذا انصرف عادت في القتال.
{الخـرائج والجرائـح: ١/٤٠٤، ح ١٠ عنـه مدينـة المعاجـز: ٧/٤٧٤، ح ٢٤٧٥، والبحـار: ٥٠/١٤٨،ح ٣٤، وإثبات الهداة: ٣/٣٧٥، ح ٤٢. الصراط المستقيم: ٢/٢٠٤، ح ٩، باختصار.
كشف الغمّة: ٢/٣٩٤، س ٩، باختصار. قطعة منه في: (أحواله عليه السلام مع المتوكّل)}.

 الثامن - حمار يدلّ نصرانيّا على داره‏ عليه السلام
١- الراونديّ رحمه الله يوسف بن يعقوب قال: صرت إلى سرّ من رأى وما دخلتها قطّ، فنزلت في دار وقلت: أُحبّ أن أُوصل المائة إلى ابن الرضا عليه السـلام... ففكّرت ساعةً في ذلك، فوقع في قلبي أن أركب حماري وأخرج في البلد فلا أمنعه من حيث يذهب، لعلّي أقف علـى معرفـة داره من غير أن ‏أسأل أحدا.
قال: فجعلت الدنانير فى كاغدة، وجعلتها في كمّي وركبت، فكان الحمـار يخترق الشـوارع والأسواق يمرّ حيث يشاء، إلى أن صرت إلى باب دار، فوقف الحمار فجهدت أن يزول فلم يزل.
فقلت للغلام: سل لمن هذه الدار؟ فقيل: هذه دار [عليّ بن محمّد] بن الرضا. فقلت: اللّه أكبر! دلالة واللّه مقنعة.
{الخرائج والجرائح: ١/٣٩٦، ح ٣. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٤٩}.
٢- الحافظ رجب البرسيّ رحمه الله محمّد بن داود القمّيّ، ومحمّد الطلحيّ قال: حملنا مالاً من خمس، و. نريد بها سيّدنا أبا الحسن الهادي‏ عليه السلام،.
فجاءنا أمره بعد أيّام، أن قد أنفذنا إليكم إبلاً غبراء، فاحملوا عليها ماعندكم، وخلّوا سبيلها فحملناها، وأودعناها للّه، فلمّا كان من قابل قدمنا عليه قال ‏عليه السلام: انظروا إلى ما حملتم إلينا، فنظرنا فإذا المنايح كما هي. {مشارق أنوار اليقين: ١٠٠، س ١. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٤٢}.

 التاسع - إعظام الحيوانات لقبورهم:
(١)- الراونديّ رحمه الله إنّ قبور الخلفاء من بني العبّاس‏، بسامرة، عليها مـن ذرق الخفافيش والطيور ما لا يحصى، [وينقى منها كلّ يومٍ، ومن الغد تعود مملؤةً ذرقا].
ولا يرى على رأس قبّة العسكريّين (ولا على قباب مشاهـد) آبائهما: ذرق طير فضلاً علـى قبورهم إلهاما للحيوانات، وإجلالاً لهم صلوات اللّه عليهم أجمعين.
{الخرائج والجرائح: ١/٤٥٣، ح  ٤٠ عنه البحار: ٥٠/٢٧٥، ح ٤٧، ومدينة المعاجز: ٦٢٨/٧، ح ٢٦١٢، وإثبات الهداة: ٣/٤٢٢، ح ٧٧}.

 (ط) - معجزته ‏عليه السلام في الفواكه والمياه
  وفيه ثلاثة موارد
 الأوّل - إخراجه ‏عليه السلام الفواكه من الأُسطوانة:
(١)- أبو جعفر الطبريّ رحمه الله حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد البلويّ قال:حدّثنا عمارة بن زيد قال:  قلت لعليّ بن محمّد الوفيّ‏ عليهما السلام:{في مدينة المعاجز: عليّ بن محمّد الرضا عليهما السـلام)}. هـل تستطيع أن ‏تخرج مـن هـذه الأُسطوانة رمّانا؟  قال: نعم! وتمرا وعنبا وموزا.  ففعل ذلك وأكلنا وحملنا.
{دلائل الإمامة: ٤١٢، ح ٣٧١ عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٤٢، ح ٢٤٤٢، وإثبات الهداة: ٣/٣٨٥، ح ٧٥. نوادر المعجزات: ١٨٥، ح ٢. قطعة منه في: (لقبه ‏عليه السلام)}.

 الثاني - إنطاقه ‏عليه السلام التفّاحة:
(١)- الحضينيّ رحمـه الله عن أحمد بن سعـد الكوفيّ، وأحمـد بن محمّد الحجليّ قال: دخلنا على سيّدنا أبي الحسن‏ عليه السلام في جماعة من أوليائه، وقد أظهرنا مسألة عن الحقّ من بعده، فإنّ بعضهم ذكروا ابنه جعفر مع سيّدنا أبي ‏محمّد الحسن‏ عليه السلام. قال: فأذن لنا فدخلنا وجلسنا فأمهلنا قليلاً، ثمّ رمى إلينا تفّاحة وقال: خذوها بأيديكم فأخذناها.
فقال ‏عليه السلام: قولي لهم: يا تفّاحة! بما دخلوا يسألونني عنه، فنطقت التفّاحة وقالت:أشهد أن لا إله إلّا اللّه، وأشهد أنّ محمّدا رسول اللّه، وأنّ عليّا أميرالمؤمنين وصيّه، وأنّ الأئمّة منه إلى سيّدنا أبي الحسن عليّ تسعة، وأنّ الإمام بعده سيّدنا أبو محمّد الحسن، وأنّ المهديّ سمّي جدّه رسول ‏اللّه‏ صلى الله عليه و آله وسلم وكنّاه. وصاح بنا: فأكثروا من ذكر اللّه وحمده على ما هداكم إليه، وإيّاكم وجعفر، فإنّه عدّو لي ولو كان ابني، وهـو عدّو لأخيه الحسن وهـو إمامه، وإنّ جعفر يدلّ من بعده على أُمّهات الأولاد فيسلّمهم إلى الطاغيةويدّعى أنّه الحقّ وهـو المعتدي جهلاً،ويله من جرأته على اللّه فلاينفعه نسبه منّي. قال: فخرجنا جميعا وما عندنا شكّ بعد الذي سمعناه،وسألتهم عن التفّاحة ما فعلت بعد ذلك القـول وقد أخذها سيّدنا منّا وخرجنا وهي في يده. {الهداية الكبرى: ٣٢٠، س ٢.  قطعة منـه في: (شهادة التفّاحة بإمامته‏ عليه السلام) و(أحوال ابنه‏ عليه السـلام جعفر) و(ذمّ جعفر ابنه ‏عليه  السلام) و(النصّ على إمامة ابنه الحسن‏ عليه السلام) و(موعظته‏ عليه السلام في إكثار ذكر اللّه)}.

 الثالث -  سخونة الماء له ‏عليه السلام في ليلة باردة:
 (٢)- الشيخ الطوسيّ رحمـه الله أبو محمّد الفحّام قال: حدّثني عمّي عمر بن يحيى قال: حدّثنا كافور الخادم قال: قال لي الإمـام عليّ بن محمّد عليهما السـلام: اترك السطل الفلاني في الموضع الفلاني، لا تتطهّر منه للصلاة؛ وأنفذني في حاجـة، وقال: إذا عدت فافعل ذلك ليكون معدّا إذا تأهّبت للصلاة؛ واستلقى ‏عليه السلام
لينام، وأنسيت ما قال لي،وكانت ليلة باردة، فحسست به وقد قام إلى الصلاة ، وذكرت أنّني لم أترك السطل، فبعدت عن الموضع خوفا من لومه، وتألّمت له حيث يشقي بطلب الإناء، فناداني نداء مغضب. فقلت: إنّا للّه، أيش عذري؛ أن أقول نسيت مثل هذا؟ ولم أجد بدّا من إجابته، فجئت مرعوبا.
فقال لي: يا ويلك! أما عرفت رسمي، أنّني لا أتطهّر إلّا بماء بارد، فسخنت لي ماء وتركته في السطل؟ قلت: واللّه يا سيّدي! ما تركت السطل ولا الماء.
قال ‏عليه السلام: «الحمد للّه»، واللّه لا تركنا رخصةً ولارددنا منحةً،«الحمد للّه الذي جعلنا من أهل طاعته، ووفّقنا للعون على عبادته»، إنّ النبيّ‏ صلى الله عليه وآله وسلم يقول:إنّ اللّه يغضب على من لا يقبل رخصة.
{الأمالي: ٢٩٨، ح ٥٨٧ عنـه مدينـة المعاجز: ٧/٤٣٨، ح  ٢٤٣٨، ومستدرك الوسائل: ١/٢١٣، ح ٣٩٢، و ٣٠٩ ح  ٦٩٤، قطعـة منـه، والبحــار: ٥٠/١٢٦، ح ٤، و ٧٧/٣٣٥، ح ٦، والأنـوار البهيّة: ٢٧٥،
س ٢، وحليـة الأبرار: ٥/٣٥، ح ١، وإثبات الهداة:  ٣/٣٦٨، ح ٢٥. المناقب لابن شهرآشوب: ٤/٤١٤، س ٩، باختصار. قطعة منه في: (وضوؤه‏ عليه السلام بالماء البارد) و(صلاته ‏عليه السلام بالليل) و(نومه ‏عليه السلام استلقاءً) (خادمه ‏عليه السلام) و(إنّ الأئمّة: أهل طاعة اللّه وعبادته) و(حكم الوضوء بالمـاء البارد) و(دعـاؤه‏ عليـه السلام لما منحه اللّه) و(ما رواه‏ عليه السلام عن رسول اللّه‏ صلى الله عليه و آله وسلم)}.

 (ى) - معجزته ‏عليه السلام في الجمادات
  وفيه أحد عشر موردا
  الأوّل - خلقه‏ عليه السلام من الطين كهيئة الطير:
(١)- الحسين بن عبد الوهّاب رحمـه اللهعن أبي جعفر ابن جرير الطبريّ، عن عبد اللّه بن محمّد البلويّ، عن هاشم بن زيد قال: ورأيته[أي ‏أباالحسن الهادي ‏عليه السلام] يهيّي‏ء من الطين كهيئة الطير، وينفخ فيه فيطير. فقلت له: لا فرق بينك وبين عيسى ‏عليه السلام. فقال ‏عليه السلام: أنا منه وهو منّي.
{عيـون المعجزات: ١٣٤، س ١٠ عنه مدينة المعاجـز: ٧/٤٥٨، ضمن ح  ٢٤٦٢، وإثبات‏ الهداة: ٣/٣٨٣، ح ٦٤، والبحار: ٥٠/١٨٥، ح ٦٣}.

 الثاني - إخراج سبيكة الذهب من الأرض:
(١)- ابن شهر آشوب رحمه الله داود بن القاسـم الجعفريّ قال: دخلت عليه[أي أبي الحسن الهـادي ‏عليه السلام] بسرّ من رأى وأنا أُريد الحجّ لأُودّعه، فخرج معي. فلمّا انتهى إلى آخر الحاجز نزل، ونزلت معـه، فخطّ بيده الأرض خطّة شبيهـة بالدائرة، ثمّ قال لي: يا عمّ! خذ ماهذه، يكون في نفقتك، وتستعين‏{في مدينة المعاجز: «يا أبا هاشم» بدل «يا عمّ»}. به على حجّك.
 فضربت بيدي فإذا سبيكة ذهب، فكان منها مائتا مثقال.
{المناقـب: ٤/٤٠٩، س ٥ عنـه مدينـة المعاجـز: ٧/٥٠٤،ح ٢٤٩٦، وإثبات الهـداة: ٣/٣٨٦،ح ٨٧، والبحار:٥٠/١٧٢، ح ٥٢.قطعة منه في: (إنفاقه‏ عليه السلام نفقة الحجّ) و(وداع الإمام ‏عليه السلام للحاج)}.
الثالث - إخراج الفضّة من الأرض:
(١)- ابن حمزة الطوسيّ رحمه الله وعنه[ أي أبي هاشـم الجعفريّ ]قال: حججت سنة حجّ فيها بَغا، فلمّاصرت إلى المدينة إلى باب أبي الحسن‏ عليه السلام وجدته راكبا في استقبال بَغا، فسلّمت عليه.  فقال: امض بنا إذا شئت؛ فمضيت معه حتّى خرجنا من المدينة، فلمّا أصحرنا التفت إلى غلامه وقال: اذهب فانظر في أوائل العسكر؛ ثمّ قال: أنزل بنا يا أبا هاشم!
قال: فنزلت وفي نفسي أن أسأله شيئا وأنا أستحيى منه، وأُقدّم وأُؤخّر. قال: فعمل بسوطه في الأرض خاتم سليمان، فنظرت فإذا في آخر الأحرف مكتوب: خذ،وفي الآخر: أُكتم، وفي الآخر:أعذر، ثمّ اقتلعه بسوطه، وناولنيه فنظرت فإذا بنقرة صافية فيها أربعمائة مثقال. فقلت: بأبي أنت وأُمّي! لقـد كنت شديد الحاجة إليها وأردت كلامك وأُقدّم وأُؤخّر ، واللّه! أعلم حيث يجعل رسالته، ثمّ ركبنا.
{الثاقب في المناقب: ٥٣٢، ح ٤٦٨ عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٩٣، ح ٢٤٨٥. قطعة منه في(الأمر بكتمان معجزاته ‏عليه السلام) و(علمه ‏عليه السـلام بمـا في الضمائر) و(خروجه ‏عليه السلام، لاستقبال البَغا)}.

الرابع - إخراج البرّ والدقيق من الأرض:
(١)- أبو جعفر الطبريّ رحمه الله حدّثنا عبد اللّه بن محمّد قال: أخبرنا محمّد بن زيد قال: كنت عنـد عليّ بن محمّد عليهما السلام، إذ دخل عليه قوم‏{في النوادر: محمّد بن يزيد} يشكون الجوع.
فضرب بيده إلى الأرض وكال لهم بُرّا ودقيقا.
{دلائل الإمامة: ٤١٣، ح ٣٧٣ عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٤٣، ح ٢٤٤٤، وإثبات الهداة: ٣/٣٨٥، ح ٧٧. نوادر المعجزات: ١٨٥، ح ٤. قطعة منه في: (إطعامه ‏عليه السلام الجائع)}.

 الخامس - إخراج الدنانير من الجراب الخالي:
(١)- أبو جعفر الطبريّ رحمه الله حدّثنا سفيان، عن أبيه قال: رأيت عليّ ابن محمّد عليهما السـلام ومعه جِراب ليس فيه شي‏ء. فقلت: أترى ما تصنع بهذا؟
فقال‏ عليه السلام: أدخل يدك فيه؛ فأدخلتها فما وجدت شيئا. فقال: أعد؛ فأعدت يدي فإذا هو مملوء دنانير.
{في مدينة المعاجز: عُدْ}{دلائل الإمامة: ٤١٢، ح ٣٧٠ عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٤١، ح ٢٤٤١، وإثبات الهداة: ٣/٣٨٥، ح ٧٤. نوادر المعجزات: ١٨٤، ح ١}.

السادس - إخراج الروضات بخان الصعاليك:
(١)- محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، عـن محمّد بن يحيى، عن صالح بن سعيد قال: دخلت على أبي الحسن‏ عليه السـلام فقلت له: جعلت فـداك، في كلّ الأُمـور أرادوا إطفاء نورك، والتقصير بك، حتّى أنزلوك هذا الخان الأشنع، خان الصعاليك‏.  {الصعلوك: الفقير أو اللصّ. البحار: ٥٠/١٣٣، س ٨} فقال‏ عليه السلام: هاهنا أنت يا ابن سعيد، ثمّ أومأ بيده وقال: انظـر! فنظرت فإذا أنا بروضات آنقات، وروضات باسـرات، فيهنّ خيرات عطرات، {الأنق بالفتح: الفـرح والسرور، والشي‏ء الأنيق: المعجب. مجمع البحرين: ٥/١٣٦ (انق)} {روضات باسرات: أي ليّنات طـريات. مجمع البحرين: ٣/٢٢١ (بسر)} وولدان كأنّهنّ اللؤلؤ المكنون، وأطيار وظباء، وأنهار تفور، فحار بصري، وحسرت عيني.
فقال: حيث كنّا، فهذا لنا عتيد، لسنا في خان الصعاليك‏.
{الكافي:  ١/٤٩٨، ح ٢ عنه حلية الأبرار: ٥/٥٠، ح ٢، وإثبات الهداة: ٣/٣٦٠، ح ٥، والوافي: ٣/٨٣٤ح ١٤٤٧. بصائر الدرجات: ٤٢٦، ح ٧، و٤٢٧، ح ١١ عنه وعن الإعلام، البحار: ٥٠/١٣٢، ح ١٥.
إرشاد المفيد: ٣٣٤، س ٤ عنه البحار: ٥٠/٢٠٠، ضمن ح ١١.إعلام الورى: ٢/١٢٦، س ١ عنه الأنوار البهيّة: ٢٩٠، س ٧.المناقب لابن شهرآشوب: ٤/٤١١، س ٧.
الإختصاص: ٣٢٤، س ١١، بتفاوت. عنه وعن البصائر والكافي، مدينة المعاجز: ٧/٤٢١، ح ٢٤٢٤.كشف الغمّة:  ٢/٣٨٣، س ١٢ عنه الوافي: ٣/٨٣٥، س ١٠، مثله.
الخرائج والجرائح: ٢/٦٨٠،ح ١٠عنه وعن البصائر، إثبات الهداة: ٣/٣٦٠،س٢٢.الثاقب في المناقب:٥٤٢،ح ٤٨٣.الصراط المستقيم: ٢/٢٠٥،ح ٢٠قطعة منه في: حبسه‏ عليه السلام بخان الصعاليك)}.

 السابع - صيرورة الرمل ذهبا أحمر:
 (١)- أبو عليّ الطبرسـيّ رحمـه الله قال ابن عيّاش وحدّثنـي عليّ بن محمّد المقعد قال: حدّثني يحيى بن زكريّا الخزاعيّ، عن أبي هاشم قال: خرجت مع أبي الحسن إلى ظاهر سرّ مـن رأى، نتلقّى بعض الطالبيّين،  فأبطأ حرسـه فطرح لأبي الحسن غاشية السـرج، فجلس عليها، ونزلت عن دابّتي، وجلست بين يديه، وهـو يحدّثني وشكوت إليه قصور يدي، فأهـوى بيده إلى رمل كان عليه جالسا، فناولني منه أكفّا وقال: اتّسع بهذا يا أبا هاشم! واكتم ما رأيت. فخبأته معي فرجعنا، فأبصرته فإذا هو يتّقد كالنيران ذهبا أحمر،فدعوت صائغا إلى منزلي وقلت له: اسبك لي
هـذا، فسبكه. وقال: ما رأيت ذهبا أجود منه، وهو كهيئة الرمل، فمن أين لك هذا، فمارأيت أعجب منه؟ قلت: هذا شي‏ء عندنا قديما تدّخره لنا عجائزنا على طول الأيّام.
{إعلام الورى: ٢/١١٨، س ٢. عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٥٢، ح ٢٤٥٥، وإثبات الهداة: ٣/٣٦٩، ح ٣١. كشف الغمّة: ٢/٣٩٧، س ٢٣. الثاقب في المناقب: ٥٣٢، ح ٤٦٧.
المناقب لابن شهرآشوب: ٤/٤٠٩، س ٢، بتفاوت. الصراط المستقيم: ٢/٢٠٥، ح ١٩. الخرائج والجرائح: ٢/٦٧٣، ح ٣ عنه وعن الإعلام، البحار: ٥٠/١٣٨، ح ٢٢.
كتاب ألقاب الرسول وعترته: ضمن المجموعة النفيسة: ٢٣٢، س ١٠، قطعة منه. قطعة منه في (الأمر بكتمان معجزاته:) و(فراشه‏ عليه السلام)}.

  الثامن - إراءة الأشجار والأنهار في صحراء قفر:
(١)- الراونـديّ رحمـه الله روى أبو محمّد البصريّ، عن أبي العبّاس خال شبل كاتب إبراهيم بن محمّد، قـال: كنّا أجرينا ذكر أبي الحسن‏ عليـه السلام فقـال لي: يا أبا محمّد! لم أكـن في شى‏ء مـن هـذا الأمر وكنت أعيب على أخي، وعلى أهـل هـذا القـول عيبا شديدا بالذمّ، والشتم إلى أن كنت في الوفد الذين أوفد المتوكّل إلى المدينة في إحضار أبي الحسن‏ عليه السلام، فخرجنا إلى المدينة. فلمّا خرج وصرنا في بعض الطريق طوينا المنزل، وكان يوما صائفا شديد الحرّ، فسألناه أن ينزل. قال: لا! فخرجنا ولم نطعم ولم نشرب.
فلمّا اشتدّ الحرّ والجوع والعطش فينا، ونحن إذ ذاك في[أرض‏] ملسـاء {ملساء: لا نبات فيها. المنجد: ٧٧٣، (ملس)} لا نرى شيئا ولا ظلّ، ولا ماء نستريح إليه، فجعلنا نشخص بأبصارنا نحوه.
فقال‏ عليه السلام: ما لكم أحسبكم جياعا وقد عطشتم؟ فقلنا إي واللّه، وقد عيينا يا سيّدنا! قال: عرّسوا! وكلوا، واشربوا! فتعجّبت من قوله، ونحن في صحراء{عرّس القوم: نزلوا من السفر للإستراحة. المنجد: ٤٩٦، (عرّس)} ملساء، لا نرى فيها شيئا نستريح إليه، ولا نرى ماءا ولا ظلّاً.
قال: ما لكم عرّسوا،فابتدرت إلى القطـار لأنيخ، ثمّ التفتّ، إذا أنا بشجرتين عظيمتين يستظلّ تحتهما عالَم مـن الناس، وإنّي لأعـرف موضعهما، إنّه أرض براح قفـر، وإذا[أنا] بعين تسيح على وجـه الأرض أعذب ماء {البراح، بالفتح: المتّسع من الأرض، لا زرع فيه ولا شجر. لسان العرب: ٢/٤٠٩ (برح)}. وأبرده. فنزلنا، وأكلنا، وشربنا، واسترحنا ، وأنّ فينا مـن سلك ذلك الطريق مـرارا، فوقـع فـي قلبـي ذلك الوقت أعاجيب، وجعلت أحدّ النظر إليه وأتأمّله طويلاً، وإذا نظرت إليه تبسّم وزوي وجهه عنّي. فقلت في نفسي: واللّه لأعرفنّ هذا كيف هو، فأتيت من وراء الشجـرة فدفنت سيفي، ووضعت عليه حجرين، وتغوّطت في ذلك الموضع، وتهيّأت للصلاة. فقال أبوالحسن: استرحتم؟ قلنا: نعم! قال: فارتحلوا على اسم اللّه. فارتحلنا، فلمّا أن سرنا ساعة رجعت على الأثر، فأتيت الموضع، فوجدت الأثر والسيف كما وضعت والعلامة، وكأنّ‏ اللّه لم يخلق[ثَمّ‏] شجرة، ولا ماء [وظلالاً] ولا بللاً، فتعجّبت [من ذلك‏]،
ورفعت يدي إلى السماء ، فسألت اللّه بالثبات على المحبّة والإيمان به، والمعرفة منه، وأخذت الأثر ولحقت القـوم، فالتفت إليّ أبوالحسن‏ عليه السلام، وقال: يا أبا العبّاس! فعلتها؟
قلت: نعم، يا سيّدي! لقد كنت شاكّا ولقد أصبحت، وأنا عند نفسي من أغنى الناس بك في الدنيا والآخرة. فقال: هو كذلك، هم معدودون معلومون لا يزيد رجل ولا ينقص [رجل‏].
{الخرائج والجرائح: ١/٤١٥، ح ٢٠ عنـه مدينـة المعاجز: ٧/٤٨٦، ح ٢٤٨١، وإثبات الهداة:  ٣/٣٧٨، ح ٤٧، والبحار: ٥٠/١٥٦، ح ٤٥. الصراط المستقيم: ٢/٢٠٥، ح ١٦، باختصار.
إثبات الوصيّة: ٢٣٣، س ٢٤، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: ٣٨٧/٣، ح ٨٩.
قطعة منه في: (ضحكه ‏عليه السلام التبسّم) و(أحواله‏ عليه السـلام مع المتوكّل) و(موعظته‏ عليه السلام في الإبتداء ببسم اللّه الرحمن الرحيم)}.
(٢)- ابن حمزة الطوسيّ رحمه الله عن يحيى بن هرثمة قال: أنا صحبت أبا الحسن‏ عليه السلام من المدينة إلى سرّ من رأى في خلافة المتوكّل، فلمّا صرنا ببعض الطريق عطشنا عطشا شديدا فتكلّمنا، وتكلّم الناس في ذلك. فقال أبوالحسن‏ عليـه السلام: ألآن نصير إلى ماء عذب فنشربه؛ فمـا سـرنا إلّا قليلاً حتّى صرنا إلى تحت شجرة ينبع منها ماء عذب بارد، فنزلنا عليه وارتوينا وحملنا معنا وارتحلنا، وكنت علّقت سيفى على الشجرة فنسيته.
فلمّا صـرت غير بعيد في بعض الطريق ذكّرته، فقلت لغلامي: ارجع حتّى تأتيني بالسيف، فمرّ الغلام ركضا فوجد السيف وحمله ورجع متحيّرا، فسألته عن ذلك؟
فقال لي: إنّي رجعت إلى الشجرة، فوجدت السيف معلّقا عليها، ولا عين ولا مـاء ولا شجر، فعرفت الخبر، فصرت إلى أبي الحسن‏ عليه السلام فأخبرته بذلك. فقال: احلف أن لا تذكر ذلك لأحد، فقلت: نعم!.{الثاقب في المناقب: ٥٣١، ح ٤٦٦. مدينة المعاجز: ٧/٤٩٢، ح ٢٤٨٤. الظاهر اتّحاد القضيّة في الروايتين، فأفردناهما بالذكر تبعا لبعض المؤلّفين.قطعة منه في: (الأمر بكتمان معجزاته:)}.

 التاسع - تزلزل الأرض ونجاته ‏عليه السلام عن المتوكّل:
١- الحضينيّ رحمه الله عبيد اللّه الحسنيّ قـال: دخلنا على سيّدنا أبي ‏الحسن (عليه السلام) بسامرّا.  فأشـار إلينا بالجلوس. فقلنا: حدّثنا منه يا سيّدنا ذكرا.
 قال: نعم! هذا الطاغي قال مسمعا لحفدته وأهل مملكته: تقول شيعتك الرافضة: إنّ لك قدرة والقدرة لا تكون إلّا للّه فأمسكت عن جوابه.وخرجت فأشار إلى من حوله: الآن خذوه، فلم‏تصل أيديهم إليّ، وأمسكها اللّه عنّي فصاح: الآن قد أريتنا قدرتك والآن نريك قدرتنا. فلم يستتمّ كلامه حتي زلزلت الأرض، ورجفت فسقط لوجهه.
{الهداية الكبرى: ٣٢٢، س ٢. يأتي الحديث بتمامه في رقم ٥٠٩}.

العاشر - إشالة الستور له ‏عليه السلام:
١- الشيخ الطوسيّ رحمه الله شيلمة الكاتب، وكان قد عمل أخبار سرّ من رأى قال وكان أحد الأشرار فقال يوما للمتوكّل: مـا يعمل أحد بك أكثر ممّا تعمله بنفسك في عليّ بن محمّد دعـه إذا دخل يشيل الستر لنفسه، ويمشي كما يمشي غيره، فتمسّه بعض الجفوة؛ فتقدّم ألّا يخدم ولايشال بين يديه ستر، وكان المتوكّل ما رُئي أحـد ممّن يهتمّ بالخبر مثله.
قال: فكتب صاحب الخبر إليه: أنّ عليّ بن محمّد دخل الدار، فلم يخدم ولم ‏يشل أحد بين يديه ستر، فهبّ هواء رفع الستر له فدخل. فقال: اعرفوا خبر خروجه؛ فذكر صاحب الخبر أنّ هواء خالف ذلك الهواء شال الستر له حتّى خرج. {الأمالي: ٢٨٦، ح ٥٥٦. يأتي الحديث بتمامه في رقم ٥١٧}.

الحادي عشر - كتابته ‏عليه السلام في ظلمة الليل:
١- الراونديّ رحمـه الله إنّ أحمد بن هـارون قال: كنت جالسـا أُعلّم غلاما من غلمانه إذ دخل علينا أبوالحسن‏ عليه السلام. فقال: أُريد أن أكتب كتابا... ثمّ أقبل الغلام بالدواة، والقرطاس، - وقد غابت الشمس - فوضعها بين يديه، فأخذ الكتابة حتّى أظلم [الليل‏] فيما بيني وبينه، فلم أر الكتاب، وظننت أنّه قـد أصابـه الذي أصابنـي، فقلت للغلام: قم! فهات بشمعـة من الدار حتّى يبصر مولاك كيف يكتب؛ فمضى، فقال للغـلام: ليس لي إلى ذلك حاجة. ثمّ كتب كتابا طويلاً إلى أن غاب الشفق ثمّ قطعه؛ فقال للغلام: أصلحه، فأخذ الغلام الكتاب وخرج من الفازة ليصلحه، ثمّ عاد إليه وناوله ليختمـه ، فختمـه مـن غير أن ينظـر الخاتم مقلوبا، أو غير مقلوب، فناولني [الكتاب‏] فأخذت... فخرجت مبادرا ... وطلبت الرجل حيث أمـرني فوجدته فأعطيته الكتاب، فأخـذه ففضّه ليقرأه فلم يتبيّن قراءة في ذلك الوقت. فدعا بسراج فأخذته فقرأته عليه فى السراج في المسجد فإذا خطّ مستوٍ، ليس حـرف ملتصقا بحـرف، وإذا الخاتم مستوٍ ليس بمقلوب.
{الخرائج والجرائح: ١/٤٠٨، ح ١٤.تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٨١}.

 (ك) - معجزته ‏عليه السلام في الموتى
   وفيه موردان‏
  الأوّل - إحياؤه ‏عليه السلام الموتى:
(١)- ابن حمزة الطوسيّ رحمه الله عن محمّد بن حمـدان، عـن إبراهيم بن بلطون،عن أبيه قال: كنت أحجب المتوكّل فأُهدي له خمسون غلاما من الخزر، فأمرني أن أتسلّمهم وأحسن إليهم.
فلمّا تمّت سنةً كاملةً، كنت واقفا بين يديه إذ دخل عليه أبوالحسن عليّ ابن محمّد النقيّ‏ عليهما السلام، فلمّا  أخذ مجلسه أمرني أن أخرج الغلمان من بيوتهم، فأخرجتهم، فلمّا بصروا بأبي الحسن‏ عليه السلام سجدوا لـه بأجمعهم، فلم يتمالك‏{الظاهر أنّ المراد من السجدة هي التعظيم لـه عليه السلام} المتوكّل أن قام يجرّ رجليه حتّى توارى خلف الستر، ثمّ نهض أبوالحسن‏ عليه السلام. فلمّا علم المتوكّل بذلك خرج إليّ وقال: ويلك يا بلطون! ما هذا الذي فعل هؤلاء الغلمان؟ فقلت: لا، واللّه ما أدري! قال: سلهم. فسألتهم عمّا فعلوا؟
فقالوا: هذا رجل يأتينا كلّ سنة، فيعرض علينا الدين، ويقيم عندنا عشرة أيّام، وهـو وصيّ نبيّ المسلمين. فأمرني بذبحهم فذبحتهم عن آخرهم.
فلمّا كان وقت العتمة صرت إلى أبي الحسن عليه السلام فإذا خـادم على الباب، فنظر إليّ فلمّا بصر بي.
قـال: ادخل فدخلت فإذا هو - عليه السلام - جالس فقال: يابلطون‏! ما صنع القوم؟ فقلت: يا ابن رسول اللّه! ذبحوا واللّه عن آخرهم.
فقال لي: كلّهم؟ فقلت: إي واللّه! فقال ‏عليه السلام: أتحبّ أن تراهم؟ قلت: نعم، يا ابن رسول اللّه! فأومأ بيده أن ادخل الستر فدخلت، فإذا أنا بالقوم قعود وبين أيديهم فاكهة يأكلون.
{الثاقب في المناقب: ٥٢٩، ح ٤٦٥ عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٩١، ح ٢٤٨٣، وحلية الأبرار: ٥/٥٧، ح ٧. قطعة منه في: (إجلال الناس له‏ عليه السـلام) (تعليمه ‏عليه السـلام الناس دينهم) و(خادمـه‏ عليه السـلام) و(أحواله ‏عليه السلام مع المتوكّل)}.

الثاني - إحضاره‏ عليه السلام أبا طالب في نوم المتوكّل وإخباره عمّا رأى فيه:
١- البحرانيّ رحمه الله؛ عليّ بن عبيد اللّه الحسينيّ قال: ركبنا مع سيّدنا أبي ‏الحسن ‏عليه السلام إلى دار المتوكّل في يوم السلام فقال له المتوكّل: قـد سمعت هـذا الحديث: أنّ أبا طالب في ضحضاح من ‏نار،  أفتقدر يا أبا الحسن أن تريني أبا طالب بصفته حتّى أقول له ويقول لي؟ قال أبو الحسن ‏عليه السلام: إنّ اللّه سيريك أبا طالب في منامك الليلة وتقول له ويقول لك.
قال له المتوكّل: سيظهر صدق ما تقول، فإن كان حقّا صدّقتك في كلّ ما تقول.  قال له أبو الحسن‏ عليه السلام: ما أقول لك إلّا حقّا ولا تسمع منّي إلّا صدقا.
قال له المتوكّل: أليس في هذه الليلة في منامي؟ قال له: بلى! قال: فلمّا أقبل الليل قال المتوكّل: أُريد أن لا أرى أبا طالب الليلـة في منامـي، فأقتل عليّ بن محمّد بادّعائه الغيب وكذبه، فماذا أصنع؟ فما لي إلّا أن أشرب الخمر،وآتي الذكور من الرجال والحرام من النساء فلعلّ أبا طالب لايأتيني، ففعل ذلك كلّه وبات في جنابات، فرأى أبا طالب في النـوم فقال له: يا عمّ! حدّثني كيف كان إيمانك باللّه وبرسوله بعد موتك. قال: ما حدّثك به ابني عليّ بن محمّد في يوم كذا وكذا، فقال: يا عمّ! تشرحه لي. فقال له أبو طالب: فإن لم أشرحه لك تقتل عليّا؛ واللّه! قاتلك، فحدّثه فأصبح، فأخّر أبو الحسن‏ عليه السـلام ثلاثا لا يطلبه ولا يسأله، فحدّثنا أبوالحسن ‏عليـه السلام بمـا رآه المتوكّل في منامه وما فعله من القبائح لئلّا يرى أباطالب في نومه، فلمّا كان بعد ثلاثة[أيّام‏] أحضره فقال له: يا أبا الحسن! قد حلّ لي دمك قال له: ولم؟ قال: في ادّعائك الغيب وكذبك على اللّه، أليس قلت لي: إنّي أرى أبا طالب في منامي [تلك الليلة فأقول لـه ويقـول لي؟ فتطهّرت وتصدّقت وصلّيت وعقّبت لكـي أرى أبا طالب فـي منامي‏] فأسأله، فلم أره في ليلتي،وعملت هـذه الأعمال الصالحة فـي الليلة الثانية والثالثة فلم أره، فقد حلّ لي قتلك وسفك دمك.
 فقال لـه أبو الحسن‏ عليه السـلام: يا سبحان اللّه! ويحك ما أجـرأك على اللّه؟ ويحك! سوّلت [لك‏] نفسك اللوّامة حتّى أتيت الذكور من الغلمان ، والمحرّمـات من النسـاء، وشربت الخمـر، لئلّا ترى أبا طالب في منامك فتقتلني، فأتاك وقال لك وقلت له،وقصّ عليه ما كان بينه وبين أبي طالب في منامه، حتّى لم يغادر منه حرفا، فأطرق المتوكّل [ثمّ‏] قال:  كلّنا بنوهاشم، وسحركم يا آل [أبي‏] طالب من دوننا عظيم، فنهض(عنه) أبوالحسن عليه السلام. {مدينة المعاجز: ٧/٥٣٥، ح ٢٥١٨. يأتي الحديث بتمامه في رقم ٥٢٧}.

 (ل) - تغيير حالات جسده الشريف‏ عليه السلام
(١)- الراونديّ رحمـه الله روي عن أبي القاسم بن القاسم، عن خادم عليّ ابن محمّد عليهما السـلام قال: كان المتوكّل يمنع الناس من الدخـول إلى عليّ بن محمّد، فخرجت يوما وهو في دار المتوكّل ‏، فإذا جماعةٌ مـن الشيعـة جلوس بقرب ‏الباب. فقلت: ما شأنكم جلستم هاهنا؟قالوا: ننتظر انصراف مولانا لننظر إليه ونسلّم عليه وننصرف. قلت لهم: وإذا رأيتموه تعرفونه؟ قالوا: كلّنا نعرفه.
فلمّا وافـى قامـوا إليه فسلّمـوا عليه ونزل، فدخل داره وأراد أولئك الانصراف، فقلت: يا فتيان! اصبروا حتّى أسألكم، أليس قد رأيتم مولاكم؟ قالوا: بلى!
قلت: فصفوه ، فقال واحد: هو شيخ أبيض الرأس، أبيض مشـرب بحمرة، وقال آخر: لا يكذب، ما هو إلّا أسمر، أسود اللحية.
{في البحار: لا تكذب} وقال الآخر: لا! لعمري ما هو كذلك، هو كهل ما بين البياض والسمرة. فقلت: أليس زعمتم أنّكم تعرفونه؟ انصرفوا في حفظ اللّه.
{الخرائج والجرائح: ١/٤٠٣، ح ٩ عنه البحار: ٥٠/١٤٨، ح ٣٣. قطعة منه في (خادمه ‏عليه السـلام)(انتظار الناس شوقا إلى زيارته‏ عليه السلام) و(أحواله‏ عليه السلام مع المتوكّل)}.

 (م) - معجزته‏ عليه السلام في عرض عسكره ‏عليه السلام على المتوكّل
(١)- الراونديّ رحمه الله حديث تلّ المخاليّ، وذلك أنّ الخليفة أمر العسكـر وهم تسعون ألف فارس من الأتراك، الساكنين بسرّ من رأى، أن يملأ كلّ واحد مخلاة فرسـه، من الطين الأحمر، ويجعلوا بعضه على بعض في وسط {المخلاة: ما يجعل فيـه الخَلْي، ومنـه المخلاة لما يوضع فيه العلف ويعلّق في عنق الدابّة لتعتلفه. أقرب الموارد: ٢/١٠٢ (خلي)} بريّة واسعة هناك، ففعلوا.
فلمّا صار مثل جبل عظيم، صعد فوقه واستدعى أبا الحسن‏ عليه السلام واستصعده وقال: استحضرتك لنظارة خيولي، وقد كان أمرهم أن يلبسوا التجافيف، ويحملـوا الأسلحـة، وقد عرضوا بأحسـن زينـة، وأتمّ عدّة،  {التجفاف: آلـة للحرب يلبسه الفـرس والإنسان ليقيه في الحرب.القاموس المحيط: ١٨٣/٣ (جفّ)} وأعظم هيبـة، (وكان غرضـه أن يكسر قلب كلّ من يخرج عليه وكان خوفه من أبي الحسن‏ عليه السـلام أن ‏يأمر  أحدا من أهل بيته أن يخرج على الخليفة).
فقال له أبو الحسن ‏عليه السـلام: وهل[تريد أن‏] أعرض عليك عسكري؟ قال: نعم! فدعا اللّه سبحانه فإذا بين السماء والأرض من المشرق إلى المغرب ملائكة مدجّجون فغشي على الخليفة.
فلمّا أفاق قال أبو الحسن‏ عليه السلام: نحن لا ننافسكم في الدنيا، نحن مشتغلون بأمر الآخرة، فلا عليك شي‏ء ممّا تظنّ.
{الخرائج والجرائح: ١/٤١٤، ح ١٩ عنه البحار: ٥٠/١٥٥، ح ٤٤، وحلية الأبرار: ٥/٦٩، ح ١، وإثبـات الهداة: ٣/٣٧٧ ح ‏٤٦، بتفاوت. الثاقب في المناقب: ٥٥٧، ح ٤٩٩، بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٨٤، ح ٢٤٨٠. كشف الغمّة: ٢/٣٩٥، س ٢، بتفاوت. الصراط المستقيم: ٢/٢٠٥، ح ١٥، بتفاوت. ألأنوار البهيّة: ٢٨٢، س ٩. كتاب ألقاب الرسول وعترته: ضمن المجموعة النفيسة: ٢٣٦، س ٤، بتفاوت.المنتخب للطريحي: ٢٤٧، س ٥، بتفاوت. قطعة منه في: (أحواله‏ عليه السلام مع المتوكّل) و(إنّ الأئمّة: مشتغلون بأمر الآخرة)}.

  (ن) - معجزته ‏عليه السلام في إلقاء الرعب في قلوب الذين‏
    أرادوا قتله
١- الراونديّ رحمـه الله روى أبو سعيد سهل بن زياد، [قال‏]: حدّثنا أبوالعبّاس فضل بن أحمد بن إسرائيل الكاتب، ونحـن في داره بسامرة،  فجرى ذكر أبي الحسن ‏عليه السلام.
فقال: يا أبا سعيد! إنّي أُحدّثك بشي‏ء حدّثني به أبي قال: كنّا مع المعتزّ وكان ‏أبي كاتبه.قال: فدخلنا الدار وإذا  المتوكّل على سريره قاعد،
ثمّ قال: جئني بأربعة من الخزر جلّاف لا يفهمون. فجي‏ء بهم ودفع إليهم أربعـة أسياف وأمـرهم[أن‏] يرطّنوا بألسنتهم إذا دخـل أبو الحسـن وأن يقبلوا عليه بأسيافهم فما علمت إلّا بأبي ‏الحسن ‏عليه السلام قد دخل وقد بادر الناس قدّامـه وقالوا: [قد] جاء، والتفت ورأى فإذا أنابه وشفتاه تتحرّكان، وهـو غير مكترث ، ولا جـازع، فلمّا بصر به المتوكّل رمى بنفسه عن السرير إليه، وهو يسبقه، فانكبّ عليه يقبّل بين عينيه ويديه، وسيفه بيده فلمّا بصر بـه الخزر خرّوا سجّدا مذعنين، فلمّا خـرج دعاهم المتوكّل(ثمّ أمـر الترجمان أن يخبره) بما يقولون.  ثمّ قال لهم: لِمَ لم تفعلوا ما أمرتم؟
قالوا: شدّة هيبته؛ ورأينا حوله أكثر من مائة سيف لم نقدر أن نتأمّلهم، فمنعنا ذلك عمّا أمـرت به، وامتلأت قلوبنا من ذلك [رعبا].
{الخرائج والجرائح: ١/٤١٧، ح ٢١. يأتي الحديث بتمامه في رقم ٥٢١}.

 (س) - معجزته ‏عليه السلام في التوصّل إلى الهدايا التي
  حملت إليه‏ عليه السلام
١- الحضينيّ رحمه الله قال عليّ بن يونس:حملت ألطافا وبزّا من قـوم من الشيعة، وجعلوني رسولهم إلى أبي الحسن(عليه السلام)فأودعتها ودخلت البيت، فلم أُصادف البزّ ولا الألطاف.
فقلت: وا أسفاه! أيّ شي‏ء أقـول له وقـد سرقت منّي؟ فلم أشعر إلّا وغلامه نصر يدعوني وهو يقـول: يا عليّ بن يونس! علم سيّدي أنّ البزّ والألطاف له، فحملها ورفهك من حملها،
{الهداية الكبرى: ٣١٦، س ٣. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣٥٤}.

 (ع) - معجزته ‏عليه السلام في تكلّم الغير بالهنديّة
١- أبو عليّ الطبرسيّ رحمه الله أبو هاشم الجعفريّ قال: دخلت على أبي ‏الحسن ‏عليه السلام فكلّمني بالهنديّة فلم أحسن أن أردّ عليه. وكان بين يديه ركوة ملأ حصى ، فتناول حصـاة واحدة ووضعها في فيه، فمصّها [ثلاثا] ثمّ رمى بها إليّ، فوضعتها في فمي. فواللّه! ما برحت من عنده حتّى تكلّمت بثلاثة وسبعين لسانا أوّلها الهنديّة.
{إعلام الورى: ٢/١١٧، س ١٥. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ٣١٣}.

 (ف) - معجزته ‏عليه السلام في انتباه شارب الخمر
(١)- الحضينيّ رحمه الله عن محمّد بن إبراهيم الكوفيّ قال: حدّثني أحمد بن الخصيب بسامرّا وقد سألته عن لعن أبي الحسـن‏ عليه السلام لفارس بن حاتم بن ماهويه؟
وكان السبب فيه أنّ المتوكّل‏، بعث في يوم دجن والسحـاب يلقي ‏{الدجنـة من الغيم: المطّبق تطبيقا، الريّان المظلم الذي لا مطر فيه. مجمع البحرين: ٦/٢٤٥ (دجن)} رذاذا وكان في وقت الربيع من الزمان، وقد أمر المتوكّل فزخرفت داره،{الرذاذ: المطر الضعيف. مجمع البحرين: ١٨١/٣، (رذذ)} وأظهر فيها من الجوهر وألوان الطيب، وأفضل ممّا كان يظهر، وأظهر القينات والمغنّين في ألوان التزيين، ووقفوا صفوفا والملاهي على صدورهم، وجلس على السرير ولبس البردة، وجعل التاج على رأسه،وأنفذ رسلاً إلى أبي الحسن ‏عليه السلام ودخل معه فارس بن ماهويه، وفي يد المتوكّل كأس مملوء خمرا. فلمّا انتهى أبو الحسن‏ عليه السلام إلى داره في المدينة، فعلى له رتبة وتطاول إليه، ودعا بسفرة فجعلت مع جانبه وأقبل عليه، وقال: يا ابن العمّ ما ترى إلى هذه الدنيا وحسن هذا اليوم، واستشعارنا فيه والسرور بك؟ فقال: للّه وهو غير باش به، وقال: إنّ سـروري أتاني بما أطعتني فيه، رفعت منزلتك وأطعتك فيمـا تحبّ، وأفضلت على أهل بيتك ومواليك، وكنت لك كنفسك، وإن خالفتني فيه حملتني على قطع الرحم بيني وبينك،  ومعصيةاللّه فيك، وقصد أهل ومواليك بما لا تحبّه، فاختر أيّ الحالتين شئت، وأرجوا أن لاتخالفني؛ ثمّ حلف له بغليظ الأيمان المؤكّدة لينفي له ما سمعه منه. فقال أبو الحسن‏ عليه السلام: هذه تباشير خير، سنة شرّ لا خير فيه، فقال: اللّه ‏الكافي. فقال المتوكّل للمغنّين: غنّوا واضربوا بالملاهي، وغنّوا وشربوا، وشرب المتوكّل، فقال للخادم: هاته في كأس خمر وادفعه إليه، وأقبل المتوكّل على أبي الحسن ‏عليه السلام وقال: قد سمعت مأمون الأيمان وأنا بها أسألك أن تشرب هذا الكأس.
فقال له أبو الحسن:أستغفر اللّه من الشيطان الرجيم، فأخاف اللّه وأخشاه، فإنّي لا أبدّل طاعتك في معصية اللّه.  فضحك المتوكّل وقال للخادم: هلّمه واسق فارس بن ماهويه، فأخذ فارس الكأس فشربه وخرج مع أبي الحسن. فقال المتوكّل: لا يسير ابن عمّي في هذا المطر إلّا راكبا؛ فقدّموا إليه الطيّارة ليفعلوا ذلك ، فجلس‏ عليه السلام ومعه فارس، فلمّا سار الطيّار كشف أبوالحسن أستاره وأمر فارس فعل مثل ذلك. فقال له: يا فارس ورأسه مدلى على الماء، فانظر إلى الكأس الذي شربته أنا، ثمّ مجّه من فيه في المـاء، فإذا هـو يجري مع الطيّار لا يختلط بالماء ولاينقطع.
 فقال له: خذه يا فارس بيدك واشتمّه وذقه، فمدّ فارس يده وأخذه من الماء واشتمّه وذاقه، فوجده عسلاً ومسكا! فقال لـه: خلّه من يدك، فخلّاه فقال له: مجّ مع الماء ما شربت أنت، فمجّ فارس في الماء فسار مع الطيّار ولم ينقطع ولم يختلط بالماء. فقال: خذ بيدك واشتمّه، فأخذه بيده واشتمّه. فقال له: ما هو؟ قال: يا مولاي! خمرا.
قال‏ عليه السـلام له: ويحك يا فارس! حين لم تستأذننا بلسانك، ولا بطرفك ماتناجينا بقلبك، فيعصمـه منه كما عصمت أنا، فكان هذا أوّل ما أنكره على فارس.
{الهداية الكبرى: ٣١٧، س ٩. قطعة منه في: (إستغفاره‏ عليه السلام) و(أحواله عليه السلام مع المتوكّل) و(ذمّ فارس بن ماهويه)}.

 (ص) - معجزته ‏عليه السلام في جواب المسائل التي ما رآها
 (١)- الراونديّ رحمه الله روي عن محمّد بن الفرج قال: [قال‏] لي عليّ بن محمّد عليهما السلام: إذا أردت  أن تسأل مسألةً فاكتبها، وضَعْ الكتاب تحت مصلّاك، ودَعْه ساعةً، ثمّ أخرجه وانظر فيه.
 قال: ففعلت فوجدت جواب ما سألت عنه موقّعا فيه.
{الخرائج والجرائح: ١/٤١٩، ح ٢٢ عنه البحار: ٥٠/١٥٥، ح ٤١، وكشف المحجّة: ٢١١، س ١٦. الثاقب في المناقب: ٥٤٨، ح ٤٨٩. كشف الغمّة: ٢/٣٩٥، س ١١.
البحار: ٥٣/٣٠٦، س ٤، عن جنّة المأوى. قطعة منه في: (كتابه ‏عليه السلام إلى محمّد بن الفرج)}.  

(ق) - معجزته ‏عليه السلام في من لا يرى له إجلالاً
(١)- أبو عليّ الطبرسيّ رحمه الله قال ابن عيّاش: وحدّثني أبو طاهر الحسن بن عبد القاهر الطاهـريّ قال:  حدّثنا محمّد بن الحسن بن الأشتر العلـويّ قال: كنت مـع أبي على باب المتوكّل‏ - وأنا صبيّ - في جمع من الناس ما بين عبّاسيّ إلى طالبيّ إلى جنديّ، وكان إذا جاء أبوالحسن ‏عليه السلام ترجّل الناس كلّهم حتّى يدخل. فقال بعضهم لبعض: لم نترجّل لهذا الغلام، وما هو بأشرفنا ولا بأكبرنا سنّا! واللّه! لا ترجّلنا له. فقال أبو هاشم الجعفريّ: واللّه! لترجّلنّ له صغرة إذا رأيتموه. فما هو إلّا أن أقبل وبصروا به حتّى ترجّل له الناس كلّهم.
فقال لهم أبو هاشم: أليس زعمتم أنّكم لا تترجّلون له؟ فقالوا له: واللّه! ما ملكنا أنفسنا حتّى ترجّلنا.
{إعـلام الورى:  ٢/١١٨، س ١٢ عنه مدينة المعاجز:  ٧/٤٥٣، ح  ٢٤٥٦، وإثبات الهداة: ٣/٣٦٩، ح ٣٢،
وأعيان الشيعة: ٢/٣٧، س ١٨، بتفاوت. الخرائج والجرائح: ٢/٦٧٥، ح ٧ عنه البحار: ٥٠/١٣٧، ح ٢٠. كشف الغمّة: ٢/٣٩٨، س ٧.الثاقب في المناقب: ٥٤٢، ح ٤٨٤، بتفاوت.
المناقب لابن شهرآشوب: ٤/٤٠٧، س ١٨. قطعة منه في: (إجلال الناس له ‏عليه السلام)}.

(ر)- معجزته ‏عليه السلام في قتل فارس بن حاتم القزوينيّ
١- أبو عمرو الكشّيّ رحمه الله جنيد[قال‏]: أرسل إليّ أبو الحسن العسكريّ‏ عليه السـلام يأمرني بقتل  فارس بن حاتم القزوينيّ لعنه اللّه فصرت إليه، فقال ‏عليـه السـلام: آمرك بقتل فارس بن حاتم. فجئت إلى فارس ، وقد خـرج من المسجد بين الصلاتين المغرب والعشاء، فضربته على رأسه فصرعته، وثنيت عليه، فسقـط ميّتا، ووقعت الضجّة، فرميت الساطـور بين يدي، واجتمع الناس وأُخذت، إذ لم يوجد هناك أحـد غيرى، فلم ‏يروا معي سلاحـا ولا سكّينا، وطلبوا الزقاق والدور، فلم يجـدوا شيئا، ولم ير أثر الساطور بعد ذلك.
{رجال الكشّيّ: ٥٢٣، ضمن رقم ١٠٠٦. يأتي الحديث بتمامه في رقم ٤٩٧}.

(ش) - إرتفاعه ‏عليه السلام في الهواء واتيانه بطير
  من طيور الجنّة
(١)- أبو جعفـر الطبريّ رحمـه الله حدّثنا عبد اللّه بن محمّد قال: حدّثنا عُمـارة بن زيد قال: قلت لأبي الحسن عليّ(عليه السلام): أتقدر أن تصعد إلى السماء حتّى تأتي بشي‏ء ليس في الأرض لنعلم ذلك؟ فارتفع في الهواء وأنا أنظر إليه حتّى غاب، ثمّ رجع ومعـه طير من ذهب، في أُذنيه أشنفة من ذهب، وفي منقاره درّة، وهـو يقـول: لا إله إلّا اللّه،{في النوادر: أشرفة، وفي المدينة: أشنقة}{الأشنفة جمع شنف: ما علّق في الأذان أو أعلاها من الحليّ. المنجد: ٤٠٤، (شنف)} محمّد رسول اللّه‏، عليّ وليّ اللّه.
{في النوادر: أشرفة، وفي المدينة: أشنقة} فقال: هذا طير من طيور الجنّة. ثمّ سيّبه فرجع. {دلائل الإمامة: ٤١٣، ح ٣٧٢ عنه مدينة المعاجز: ٧/٤٤٢، ح ٢٤٤٣، وإثبات الهداة: ٣/٣٨٥، ح ٧٦.
وادر المعجزات: ١٨٥، ح ٣}. 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page