بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة اية الله السيد مرتضى الموسوي الاصفهاني دامت الطافه
سلام من الله تعالى عليكم ورحمة منه وبركات
اطلب المساعدة في الوقوف على حقيقة المسألة التالية
اشكال يرد على عبارات في الحديث الوارد في عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق - ج ٢ - الصفحة ٨٨ ح 13
فصاح السجان يا موسى ان الخليفة يدعوك فقام موسى عليه السلام مذعورا فزعا وهو يقول لا يدعوني في جوف هذا الليل إلا لشر يريده بي فقام باكيا حزينا مغموما آيسا من حياته فجاء هارون وهو يرتعد فرائصه فقال سلام على هارون فرد عليه السلام
الامام وارث الانبياء ومزود بالقوة والمدد الاالهي المظفر ويخظع له كل شي من عطاء الله كما بين الله عز وجل في القرآن ( هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب )
وفي الزيارة الجامعة ( طأطأ كل شريف لشرفكم وبخع كل متكبر لطاعتكم وخضع كل جبار لفضلكم وذل كل شئ لكم وأشرقت الأرض بنوركم )
فكيف يمر الإمام عليه السلام بهذه الحالة من الضعف والاستكانة أمام هارون العباسي
----------------------------------------------
بسمه تبارك و تعالى
عليكم السلام و رحمة الله
إذا علمنا يقينا بلا ريب و اعتقدنا و آمنا بلا شك أن الأنبياء و الأئمة معززون منصورون من الله سبحانه و أن لهم عنده تعالى مقاما من كمال القرب لا يدانيهم فيه أحد من البشر و غير البشر و أنهم صاحب المقامات العالية و ليس في العالم كمال إلا و هم واجدوه من قبل الله تعالى و بإذنه ، فكل خبر و رواية و نقل يدل على خلاف ذلك فهو مردود مختل مخدوش مغشوش مجعول موضوع.
مضافا إلى أن كل إمام لابد أن يكون قبل إمامته أفضل الناس في كل سجية و فضيلة و هذا من شرائط الإمامة فيشترط أن يكون أشجع الناس حتى يكون لائقا بمقام الإمامة، فهذا النحو من الخوف و الفزع لا يليق بالإمام؛ فالخبر مردود و مطروح قطعا بلا شك و لا ريب. و الله العالم.
و يمكن أن يقال في الجواب أيضا إن لأولياء الله تعالى حيثيتين: حيثية الإنسانية و حيثية قربهم الخاص من الله سبحانه.
فكل عارض يعرضهم من الامور المذكورة كالخوف و الفزع و الخشية من الموت مثلا فهو مرتبطة بحيثية الإنسانية فكل إنسان من حيث إنه إنسان يخاف الموت و القتل كما قال موسى ع (رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون). و هم من هذه الحيثية لا فرق بينهم و بين سائر الناس كما قال تعالى (قل إنما أنا بشر مثلكم). فالواجب هو التفكيك بين حيثية الإنسانية و بين حيثية الإمامة و النبوة. فلا تناقض و لا منافاة. فتأمل.