وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله
في اليوم الاخير من شهر رمضان سنة (622 هـ) توفّي أحمد بن المستضيء بأمر الله الحسن بن المستنجد، ابوالعباس، الناصر لدين الله[1].
كانت ولادته سنة (553هـ) بويع بالخلافة بعد موت ابيه سنة (575هـ).
و كان الناصر راجح العقل فطناً شهماً ، ولما استقر في منصبه أمر بكل شراب أن يراق ، وبالآت اللهو واللعب أن تكسّر ، فلا جرم أن عمّرت البلاد جرّاء عدله، وزادت أرزاق الناس.
كان الناس يفدون إلى بغداد للتبرك، و حكم الناصر مدّة فاقت خلفاء بني العباس كافة ، وقد عين الجواسيس و العيون بحيث تواجدوا عند كل سلطان ، و كانوا يطلعونه على كل ما يستجد من أمور، حتى اعتقد الناس أن الناصر كان من أهل الكشف و ذوي الاطلاع على المغيبات ، و قال بعضهم إن الجان يقومون بخدمته ، و كان ملوك أكابر مصر والشام إذا ذكروا اسمه تكلموا ببطء و هدوء من هيبته ، وعاش في عزٍ و جلالٍ حتى فارق الحياة.
وقيل إن الناصر[2] كان شيعي المذهب ميّالاً إلى الطريقة الإمامية على خلاف آبائه[3].
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - اعلام الزركلي: 1/110.
[2] - كان للناصر كتاب، فال العلامة (ره) في «كشف اليقين»: من رواية الخليفة الناصر من بني العباس ، وروينا كتابه عن السيد فخار بن المعد الموسوي .. الخ(منه ره).
[3] - تتمّة المنتهى: 485.