• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

ثمرات البحث

ثمرات البحث

 لقد وقفت ـ أخي العزيز ـ على معنى «العبادة» و مفهومها و حقيقتها في ضوء الكتاب والسنّة، و لم يبق لك أيّ إبهام في معناها و لا أيّغموض في حقيقتها، و الآن يجب عليك ـ بعد التعرّف على الضابطة الصحيحة في العبادة ـ أن تقيس الكثير من الاَعمال الرائجة بين المسلمين من عصر رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى زماننا هذا لترى هل تزاحم التوحيد، وتضاهي الشرك، أو أنّها عكس ذلك توافق التوحيد، و ليست من الشرك في شيء أبداً؟
 ولهذا نجري معك في هذا السبيل (أي عرض هذه الاَعمال على الضابطة التي حققناها في مسألة العبادة) جنباً إلى جنب فنقول:
 إنّالاَعمال التي ينكرها الوهابيون على المسلمين هي عبارة عن:


 1ـ التوسل بالاَنبياء والاَولياء في قضاء الحوائج
 فهل هذا شرك أو لا؟
 يجب عليك أخي القارىَ أن تجيب على هذا السوَال بعد عرضه على الضابطة التي مرّت في تحديد معنى العبادة و مفهومها، فهل المسلِم المتوسِّل بالاَنبياء والاَولياء يعتقد فيهم «أُلوهية» أو «ربوبية» و لو بأدنى مراتبهما و قد
 

عرفت معنى الاَُلوهية والربوبية بجميع مراتبهما و درجاتهما، أو إنّه يعتقد بأنّهم عباد مكرمون عند اللّه تعالى تستجاب دعوتُهم، و يجاب طلبهم بنص القرآن الكريم.
 فإذا توسّل المتوسّل بالاَنبياء والاَولياء بالصورة الاَُولى كان عمله شركاً، يخرجه عن ربقة الاِسلام.
 و إذا توسّل بالعنوان الثاني لميفعل مايزاحم التوحيد ويضاهي الشرك أبداً.
 و أمّا أنّ توسّله بهم مفيد أو لا، محلّل أو محرّم من جهة أُخرى غير الشرك؟ فالبحث فيهما خارج عن نطاق البحث الحاضر الذي يتركز الكلام فيه على تمييز التوحيد عن الشرك، و بيان ما هو شرك و ما هو ليس بشرك.


 2ـ طلب الشفاعة من الصالحين
 هناك من ثبت قبول شفاعتهم بنصّالقرآن الكريم و السنّة الصحيحة.
 ثمّ إنّ طلب الشفاعة منهم إن كان بما أنّهم مالكون للشفاعة و أنّها حقّ مختصّ بهم، و أنّ أمر الشفاعة بيدهم، أو إنّه قد فُوِّض إليهم ذلك المقام، فلا شكّ أنّ ذلك شرك و انحراف عن جادة التوحيد، و اعتراف بأُلوهية الشفيع(المستَشْفع به) و ربوبيته، ودعوة الصالحين للشفاعة بهذا المعنى والقيد شرك لا محالة.
 وأمّا إذا طلب الشفاعة من الصالحين بما أنّهم عباد مأمورون من جانب اللّه سبحانه للشفاعة في من يأذن لهم اللّه بالشفاعة له، ولا يشفعون لمن لم يأذن اللّه بالشفاعة له، و إنّ الشفاعة بالتالي حقّ مختص باللّه بيد أنّه تعالى، يجري فيضه على عباده عن طريق أوليائه الصالحين المكرمين.
 فالطلب بهذا المعنى و بهذه الصورة لا يزاحم التوحيد، ولا يضاهي الشرك،

فهو طلب شيء من شخص مع الاعتراف بعبوديته المحضة و مأموريته الخاصة.
 وأمّا أنّه طلب مفيد أو لا، أو أنّه محلّل أو محرّم من جهة أُخرى غير جهة الشرك و التوحيد؟ فهو أمر خارج عن إطار هذا البحث الذي يتركز ـ كما أسلفنا ـ على بيان التوحيد والشرك في العبادة.


 3ـ التعظيم لاَولياء اللّه و قبورهم و تخليد ذكرياتهم.
 فهل هذا العمل يوافق ملاك التوحيد أو يوافق ملاك الشرك؟
 الجواب هو أنّهذا العمل قد يكون توحيداًمن وجه، و قد يكون شركاً من وجه آخر.
 فإن كان التعظيم و التكريم ـ بأيّصورة كان ـ قد صدر عن الاَشخاص تجاه أُولئك الاَولياء بما أنّهوَلاء الاَولياء عِباد أبرار، وقفوا حياتهم على الدعوة إلى اللّه، و ضحّوا بأنفسهم و أهليهم و أموالهم في سبيل اللّه، و بذلوا في هداية البشرية كلّ غالٍ و رخيص، فانّ مثل هذا التعظيم يوافق مواصفات التوحيد، لاَنّه تكريم عبدٍ من عباد اللّه لما أسداه من خدمة في سبيل اللّه، مع الاعتراف بأنّه عبد لا يملك شيئاً إلاّ ما ملّكه اللّه، و لا يقدر على عمل إلاّبما أقدره اللّه عليه.
 انّ مثل هذا التعظيم يوافق أصل التوحيد بمراتبه المختلفة دون أيّشكّ.
 وأمّا أنّه مفيد أو لا، أو أنّه حلال أو حرام من جهة أُخرى غير جهة الشرك و التوحيد فخارج عن نطاق هذا البحث المهتم ببيان ما هو شرك و ما هو ليس بشرك.
 وأمّا إذا وقع التعظيم والتكريم للولي معتقداً بأنّه ـ حيّاً كان أو ميّتاً ـ مالك لواقعية الاَُلوهية أو درجة منها، أو أنّه واجد لمعنى الربوبيّة أو مرتبة منها، فانّه ـ و لا شكّ ـ شرك و خروج عن جادة التوحيد.

4ـ الاستعانة بالاَولياء:
 فهل الاِستعانة بالاَولياء توافق التوحيد أم توافق الشرك؟ إنّ الاِجابة على ذلك تتضح بعد عرض الاستعانة هذه على الميزان الذي أعطاه القرآن لنا، فلو استعان أحد بولي ـ حياً كان أو ميتاً ـ على شيء موافق لما جرت عليه العادة أو مخالف للعادة كقلب العصا ثعباناً، و الميت حياً، باعتقاد أنّ المستعان إله، أو ربّ، أو مفوّض إليه بعض مراتب التدبير والربوبية فذلك شرك دون جدال.
 وأمّا إذا طلب منه كلّ ذلك أوبعضه بما أنّه عبد لا يقدر على شيء إلاّ بما أقدره اللّه عليه، وأعطاه و أنّه لا يفعل ما يفعل إلاّبإذن اللّه تعالى، و إرادته، فالاستعانة به و طلب العون منه حينئذٍ من صلب التوحيد، من غير فرق بين أن يكون الولي المستعان به حيّاً أو ميّتاً، و أن يكون العمل المطلوب منه عملاً عادياً أو خارقاً للعادة.
 وأمّا أنّالمستعان قادر على الاِعانة أو لا، أو أنّ هذه الاِستعانة مجدية أو لا، و أنّ هذه الاستغاثة محلّلة أو محرمة، من جهات أُخرى أو لا؟ فكلّذلك خارج عن إطار هذا البحث.
 وقس عليه سائر ما يرد عليك من الموضوعات التي يتشدد فيها الوهابيون من غير سند سوى التقليد لابن تيمية أو ابن عبد الوهاب، و هم يعتمدون على أقوال الرجال مكان الاعتماد على النصوص في الكتاب و السنّة فترى انّ استدلالاتهم تدور حول أقوالهم
 
***

 لقد حصحص الحقّ و بانت الحقيقة بأجلى مظاهرها ولعلّه لم تبق لمجادل شبهة، ولمرتاب، شك، غير أنّ هنا أُموراًربما تطرح بصورة السوَال أو تدور في خلد القارىَ الكريم فلنأت بها، مع أجوبتها على وجه الايجاز.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

اللطميات

مشاهدة الكل

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page