رسالة الإمام الرضا إلى الجواد
وحينما كان الرضا (عليه السلام) في خراسان بعث إليه برسالة جاء فيها:
(يا أبا جعفر بلغني أنّ الموالي إذا ركبت أخرجوك من الباب الصغير، فإنّما ذلك من بخل بهم لئلا ينال منك أحد خيراً، فأسألك بحقّي عليك لا يكن مدخلك ومخرجك إلاّ من الباب الكبير، وإذا ركبت فاصحب معك ذهباً وفضّة ثمّ لا يسألك أحد إلاّ أعطيته ومن سألك من عمومتك أن تبرّه فلا تعطه أقلّ من خمسين ديناراً ومن سألك من عمّاتك فلا تعطها أقلّ من خمسة وعشرين ديناراً، والكثير إليك، إنّي أريد أن يرفعك الله فانفق ولا تخشى من ذي العرش اقتاراً..)[1].
إنّ سجية الأئمة الطاهرين الكرم والإحسان إلى الناس، والبرّ بالضعفاء والفقراء، لقد لفت الإمام الرضا (عليه السلام) انتباه ولده إلى ما يصنعه الموالي معه من إخراجه من الباب الصغيرة في الدار لئلاّ يراه الفقراء حتى ينعم عليهم، وقد أمره (عليه السلام) بالخروج من الباب الكبيرة حيث يزدحم عليها الضعفاء والمحرومون. وعهد إليه أن يقوم بإكرامهم والانعام عليهم وقد كانت هذه الظاهرة إحدى العناصر الذاتية في أخلاق أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
--------------------------------------------------------------------------------
[1] عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 2 ص 8.