• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الإمام الرضا

  • 1

    قال الرضا (عليه السلام) : كان أبي (عليه السلام) إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكا ، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام ، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ، ويقول : هو اليوم الذي قتل فيه الحسين (عليه السلام) (1).

    قيل للصادق (عليه السلام) سيدي جعلت فداك ان الميت يجلسون بالنیاحة بعد موته او قتله و أراكم تجلسون أنتم و شيعتكم من أول شهر بالماتم و العزاء للحسین (علیه السلام) .فقال (عليه السلام): ما هذا ، اذا هل هلال محرم نشرت الملائكة ثوب الحسين و هو مخرق من ضرب السيوف و ملطخ بالدماء و فنراه نحن و شيعتنا بالبصيرة و لا بالبصر فاذا تنفجر دموعنا. (2)
    *************************
    1-الأمالي لشيخ الصدوق،ص191
    2-ثمرات الاعواد: ۳۶.۳۷

  • 1

    1- صاحبُ النعمة يجب أن يوسِّع على عيالِه(1).
    2 - مِن أخلاق الأنبياء التَّنظُّف(2).
    3 - ليست العبادةُ كثرةَ الصيام و الصلاة، و إنّما العبادةُ كثرةُ التفكّر في أمر اللَّه(3).
    4 - الأخُ الأكبرُ بمنزلة الأب(4).
    5 - صَديقُ كلِّ امرئٍ عَقلُه، و عدوُّه جَهلُه(5).
    6 - التَّودُّدُ إلى الناسِ نِصفُ العَقل(6).
    7 - إنَّ اللَّه يُبغِضُ القيلَ و القال، و إضاعةَ المال، و كَثرةَ السؤال(7).
    8 -سُئل عن خيار العِباد، فقال عليه السلام: الذينَ إذا أحسَنوا استَبشَروا، و إذا أساؤوا استَغفَروا، و إذا أُعطُوا شكروا، و إذا ابتُلوا صَبروا، وإذا غَضِبوا عَفَوا(8).
    9 - السَّخيُّ يأكُلُ مِن طَعامِ الناسِ ليأكلوا مِن طَعامِه، و البخيلُ لا يأكلُ مِن طعامِ الناس لئلّا يأكلوا مِن طَعامِه(9).
    10 - عَونُكَ للضعيف مِن أفضَلِ الصدقة(10).
    11 - لا يستكملُ عبدٌ حقيقةَ الإيمان حتّى تكونَ فيه خصالٌ ثلاث: التفقُّهُ في الدِّين، وحُسنُ التَّقديرِ في المعيشة، والصَّبرُ على الرَّزايا(11).
    12 - قال الإمام الرضاعليه السلام: الإيمان: إقرارٌ باللسان، و معرفةٌ بالقلب، وعملٌ بالأركان.(12)
    13 - رأسُ طاعةِ اللَّهِ الصبرُ والرضى‏.(13)
    14 - مَن أطاع الخالَق لم يُبالِ بسخطِ المخلوقين، و مَن أسخَطَ الخالَق فليُوقِنْ أن يَحِلَّ به سخطُ المخلوقين.(14)
    15 - أحسِنِ الظنَّ باللَّه؛ فإنّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يقول: أنا عند ظنِّ عبدي المؤمِن بي، إنْ خيراً فخيراً، وإن شرّاً فشرّاً.(15)
    16 - الصغائرُ من الذنوبِ طُرُقٌ إلى الكبائر، و مَن لم يَخَفِ اللَّهَ في القليل لم يَخَفْهُ في الكثيرِ. ولو لم يَخَفِ اللَّهَ الناسُ بجنّةٍ ونارٍ لَكانَ الواجبُ أن يُطيعوهُ ولا يَعصُوه؛ لتفضّلِهِ عليهم، وإحسانِهِ إليهم، وما بَدَأهُم به من إنعامِهِ الذي ما استَحَقّوه.(16)
    17 - المُستَتِرُ بالحَسَنةِ تَعدِلُ سبعينَ حسنة، والمُذيعُ بالسيّئةِ مخذول، والمُستَتِرُ بالسيّئةِ مغفورٌ له.(17)
    18 - المَرَضُ لِلمُؤمِنِ تَطهِيرٌ ورَحمَة، وللِكافِرِ تَعذِيبٌ ولَعنَة، وإنَّ المَرَضَ لا يَزالُ بالمُؤمِنِ حتَّى‏ لا يَكُونَ عَلَيه ذَنبٌ.(18)
    19 - عليكم بسِلاحِ الأنبياءِ، فقيل: و ما سلاحُ الأنبياء؟ قالَ: الدعاء.(19)
    20 - شَهرُ رَمَضانَ شَهرُ الْبَرَكة، وشَهرُ الرَّحمة، وشَهر المَغفِرَة، وشَهرُ التَّوبة، وشَهرُ الإنابة، مَن لَم يُغفَرْ لَهُ في شَهرِ رَمَضان، فَفي أيِّ شَهرٍ يُغفَرُ لَهُ؟!(20)
    21 - الحَسَناتُ في شَهْرِ رَمَضانَ مَقْبُولَةٌ، والسَّيِّئاتُ فِيهِ مَغْفُورَةٌ، مَن قَرَأَ فَي شَهْرِ رَمَضانَ آيَةً مِن كِتابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كانَ كَمَن خَتَم القُرآنَ في غَيْرهِ مِن الشُّهُورِ، ومَن ضَحِكَ فِيهِ في وَجْهِ أخيهِ المُؤْمِنِ لَم يَلْقَهُ يَومَ القِيامَةِ إلّا ضَحِكَ في وَجْهِهِ وبَشَّرَهُ بِالجَنَّةِ.(21)
    22 - إنّ رَجُلاً سألَ أبا عبدِ اللَّهِ‏عليه السلام: ما بالُ القرآنِ لا يَزدادُ عَلَى النَّشرِ والدَّرسِ إلّا غَضاضَةً؟ فقالَ: إنَّ اللَّهَ تَباركَ و تعالى‏ لَم يَجعَلْهُ لِزَمانٍ دُونَ زَمانٍ و لِناسٍ دونَ ناسٍ، فهُو في كلِّ زَمانٍ جَديدٌ و عِندَ كلِّ قَومٍ غَضٌّ إلى‏ يَومِ القِيامَةِ.(22)
    23 - عِلَّةُ الحَجِّ الوِفادَةُ إلَى اللَّهِ تَعالى و طَلَبُ الزيادَةِ والخُروجُ مِن كُلِّ مَا اقْتَرَفَ، وليَكونَ تائباً ممّا مَضى‏ مُستَأنِفاً لِما يَستَقبِلُ وما فِيهِ مِنِ استِخراجِ الأموالِ وتَعَبِ الأبدانِ وحَظْرِها عَنِ الشهواتِ واللَّذات.(23)
    24 - ألا إِنَّ الفَقيهَ مَن أفاضَ عَلَى النّاسِ خَيرَهُ وأنقَذَهُم مِن أعدائهِم و وَفَّرَ عَليهِم نِعَمَ جِنانِ اللَّهِ وحَصَّلَ لَهُم رِضوانَ اللَّهِ تعالى‏.(24)
    25 -ثُمَّ قالَ المأمُونُ لِلرِّضاعليه السلام: اُخْطُبِ النّاسَ وَتَكَلَّمْ فِيهم، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى‏ عليه وقالَ: «لَنا عَلَيكُم حَقٌّ بِرَسُولِ اللَّهِ‏صلى الله عليه وآله ولَكُم علَينا حَقٌّ بِهِ، فَإذا أنْتُم أدَّيتُم إلَينا ذلِكَ وَجَبَ عَلينا الحقُّ لَكُم».(25)
    26 - يا ابنَ ابي محمود، إذا أخَذَ الناسُ يَميناً و شِمالاً فالزَمْ طريقتَنا؛ فإنّهُ مَن لَزِمَنا لَزِمناهُ، ومَن فارَقَنا فارَقْناهُ.(26)
    27 - مَن سَرَّهُ أن يَنظُرَ إلى اللَّهِ بغيرِ حِجابٍ ويَنظُرَ اللَّهُ إلَيهِ بغيرِ حجابٍ فليَتَولَّ آلَ محمّدٍعليهم السلام وليَتَبرّأ مِن عَدوِّهِم، وليَأتَمَّ بإمامِ المؤمنينَ منهم، فإنَّهُ إذا كانَ يومُ القيامِة نَظَرَ اللَّهُ إليهِ بغيرِ حجاب، ونَظَرَ إلى اللَّهِ بغيرِ حجاب.(27)
    28 - مَن واصَلَ لنا قاطعاً، أو قطَعَ لنا واصلاً، أو مدَحَ لنا عايباً وأكرَمَ لنا مُخالفاً، فليس منّا و لسنا منه.(28)
    29 - عن الحسن بن جهم.. قلت: جُعِلتُ فداك، أشتَهي أن أعلمَ كيف أنا عندك. قال: انظُرْ كيف أنا عندك.(29)
    30 - مَن جَلَس مَجلِساً يُحيى‏ فيه أمرُنا لَم يَمُت قَلبُهُ يَومَ تَموتُ القلوب.(30)
    31 - مَن طَلَبَ الرِّئاسَةَ لِنَفسِه هَلَكَ، فإنَّ الرِّئاسَةَ لا تَصلُحُ إلّا لأهلِها.(31)
    32 - يا ابنَ شَبِيبٍ، إنْ سَرَّكَ أنْ تَكُونَ مَعَنا فِي الدِّرَجاتِ العُلى‏ مِن الجِنانِ فَاحزَنْ لِحُزنِنا وَافرَحْ لِفَرَحِنا، وَعَلَيكَ بِولايَتِنا.(32)
    33 - و ما مِنّا إلّا مقتُول، وإنّي وَاللَّهِ لَمقُتولٌ بالسَّمِّ باغتيالِ مَن يَغتالُني.(33)
    34 - إنّي سَأُقتَلُ بِالسّمِّ مَظلوماً، فَمَنْ زارَني عارِفاً بِحَقّي... غَفَرَ اللَّهُ ما تَقدّمَ مِن ذَنبِهِ و ما تَأخَّرَ.(34)
    35 - إنّ لكلِّ إمامٍ عهداً في عُنُقِ أوليائِه وشيعتِه، وإنّ من تمامِ الوفاءِ بالعهدِ و حُسن الأداءِ زيارةَ قبورِهم، فمَن زارَهُم رغبةً في زيارتهم وتصديقاً بما رَغِبوا فيه، كانَ أئمّتُهم شفعاءهم يومَ القيامة.(35)
    36 - مَن لم يَقْدرْ على‏ صِلَتِنا فليَصِلْ صالحي مَوالينا يُكتَبْ له ثوابُ صِلتِنا. و مَن لم يَقْدرْ على‏ زيارِتنا فليزُرْ صالحي مَوالينا يُكتبْ له ثوابُ زيارتِنا.(36)
    37 - قالَ: يا سَعْدُ، عِندَكُم لَنا قَبرٌ. قُلْتُ: جُعِلتُ فِداكَ، قَبرُ فاطِمةَ بِنتِ مُوسى‏عليهما السلام؟ قالَ: نَعَم، مَن زارَها عارِفاً بِحَقِّها فَلَهُ الجَنَّة.(37)
    38 - مَنْ عامَلَ النّاسَ فَلَم يَظلِمْهُم وحَدَّثَهُم فَلَم يَكذِبْهُم، ووَعَدَهُمْ فلَم يَخلِفْهُم، فَهُو مِمَّن كَمُلَتْ مُرُوّتُهُ وظَهَرَت عَدالَتُهُ.(38)
    39 -يا عَبْدَ العَظيمِ، أبْلِغُ عَنّي أوْليائي السَّلامَ، وَقُلْ لَهُمْ أنْ لا يَجعَلوا لِلشَّيطانِ عَلى‏ أنْفُسِهِم سبيلاً، وَمُرْهُمْ بِالصِّدْقِ في الحَديثِ وَأداءِ الأمانَةِ، وَمُرْهُم بِالسُّكوتِ، وَتَرْكِ الجِدالِ فيما لا يُعْنيهِم، وَإقبالِ بَعْضِهِم عَلى‏ بَعْضٍ وَالمُزاوَرةِ، فَإنَّ ذلِكَ قُرْبَةً اِلَيَّ، وَلا يُشغِلوا أنْفُسَهُم بِتَمْزيقِ بَعْضِهِم بَعْضاً...(39)
    40 - قال الإمام الرضاعليه السلام: عَجِبتُ لِمَن يَشتَري العبيدَ بمالِه فيُعتِقُهم، كيف لا يشتري الأحرارَ بحُسْنِ خُلُقِه!(40)
    41 - قال عليّ بن شُعَيبٍ: دَخَلتُ على أبي الحَسَنِ الرِّضاعليه السلام فقالَ لِي: يا عليُّ، مَن أحْسَنُ الناسِ مَعاشاً؟ قلتُ: أنتَ يا سيِّدِي أعْلَمُ بِهِ مِنّي. فقالَ: يا عليّ، مَنْ حَسُنَ مَعاشُ غَيرِه في مَعاشِه.(41)
    42 - مَن فَرَّجَ عن مُؤمنٍ فَرَّجَ اللَّهُ عن قَلبِهِ يَومَ القِيامة.(42)
    43 - عن صفوان بن يحيى‏، عن أبي الحسن الرضاعليه السلام، قال: دخلَ عليه مَولىً له فقال له: هل أنفَقتَ اليومَ شيئاً؟ قال: لا واللَّه. فقال أبوالحسن‏عليه السلام: فمِن أين يُخلِفُ اللَّهُ علينا؟! أنفِقْ ولو دِرهَماً واحداً.(43)
    44 - قال الإمام الرضاعليه السلام: سادةُ الناسِ في الدنيا الأسخياء، وسادةُ الناسِ فى الآخرةِ الأتقياء.(44)
    45 - يكون الرجلُ يَصِل رَحِمَه، فيكونُ قد بَقَي مِن عُمرِهِ ثلاثُ سنينَ فيُصيُّرها اللَّهُ ثلاثينَ سنة، ويفعلُ اللَّهُ مايشاء.(45)
    46 - مَن لَم يَشكُرِ المُنعِمَ مِنَ المَخلُوقِينَ لَم يَشْكُرِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ.(46)
    47 -صِلْ رَحِمَكَ ولَو بِشُرْبَةٍ مِن ماءٍ، وأفضَلُ ما يُوصَلُ بِهِ الرَّحِمُ كَفُّ الأذى‏ عنها.(47)
    48 - ما التقَتْ فِئتانِ قطُّ إلّا نُصِرَ أعظُمهما عَفْواً.(48)
    49 - لا عَيشَ أهنَأُ مِنْ حُسْنِ الْخُلْقِ، وَلا مالَ أنفَعُ مِنَ القُنُوعِ، وَلا جَهلَ أضَرُّ مِنَ العُجبِ.(49)
    50 - قال الإمام الرضاعليه السلام: مَن حاسَبَ نفسَه رَبِح، و مَن غَفَلَ عنها خَسِر.(50)
    ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
    المصادر :
    1) تحف العقول 442 .
    2) نفسه .
    3) نفسه .
    4) تحف العقول 442 .
    5) نفسه 443.
    6) نفسه 443 .
    7) نفسه. كثرة السؤال: كثرة الطلب.
    8) تحف العقول 445 .
    9) نفسه 446 .
    10) نفسه .
    11) نفسه .
    12) الخصال: 177.
    13) فقه الرضاعليه السلام : 359.
    14) إثبات الوصيّة: 238.
    15) الكافي 2: 72.
    16) عيون أخبار الرضاعليه السلام 2: 180.
    17) ثواب الأعمال: 213.
    18) بحار الأنوار 78: 183 .
    19) الكافى 2: 468.
    20) بحار الأنوار 96: 341.
    21) بحار الأنوار 96: 341.
    22) نفسه 2: 280.
    23) عيون أخبار الرضاعليه السلام 2: 90 .
    24) بحار الأنوار 2: 5.
    25) نفسه 49: 146.
    26) عيون أخبار الرضاعليه السلام 1: 304.
    27) المحاسن 60.
    28) صفات الشيعة 49.
    29) عيون أخبار الرضاعليه السلام 2: 49.
    30) بحار الأنوار 1: 199.
    31) نفسه 73: 154.
    32) الوسائل 14: 503.
    33) بحار الأنوار 49: 285.
    34) الوسائل 10: 438.
    35) الكافي 4: 567، ح 2.
    36) كامل الزيارات 319.
    37) بحار الأنوار 102: 265.
    38) عيون أخبار الرضا 2: 30.
    39) بحار الأنوار 74: 230.
    40) فقه الرضاعليه السلام 354.
    41) تحف العقول 448.
    42) الكافي 2: 200.
    43) نفسه 3: 44.
    44) صحيفة الرضاعليه السلام 86 .
    45) الكافي 2: 150.
    46) عيون أخبار الرضاعليه السلام 2: 24.
    47) بحار الأنوار 78: 338.
    48) تحف العقول 524 .
    49) بحار الأنوار 78: 348.
    50) نفسه 78: 355.

  • 1

    الشيخ المفيد: «ومضى الرضا ولم يترك ولداً نعلمه الاّ ابنه الإمام بعده أبا جعفر محمّد بن علي عليهما السّلام. وكانت سنّه يوم وفاة أبيه سبع سنين وأشهراً»(1).
    وقال الطبرسي: «وكان للرضا عليه السّلام من الولد ابنه أبو جعفر محمّد بن علي الجواد لا غير»(2).
    روى المجلسي عن كتاب العدد: «كان له عليه السّلام ولدان: أحدهما محمّد، والآخر موسى، لم يترك غيرهما»(3).
    وقال الأربلي: «وأما أولاده فكانوا ستة، خمسة ذكور، وبنت واحدة»(4).

    (1) الارشاد ص296.
    (2) اعلام الورى ص344.
    (3) بحار الأنوار ج49 الطبعة الحديثة ص222 رقم 13.
    (4) كشف الغمة ج2 ص267.

  • 1

    عن جابر بن يزيد الجعفي، عن الباقر (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ستدفن بضعة مني بأرض خراسان، ما زارها مكروب إلا نفس الله كربته، ولا مذنب إلا غفر الله ذنوبه (1).
    وعن ابن عمارة، عن أبيه، عن الصادق (عليه السلام)، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ستدفن بضعة مني بأرض خراسان، لا يزورها مؤمن إلا أوجب الله تعالى له الجنة، وحرم جسده على النار (2).
    وروى الحسن بن علي بن فضال، عن الرضا (عليه السلام)، أنه قال: قال له رجل من أهل خراسان: يا ابن رسول الله، رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المنام، كأنه يقول لي: كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي، واستحفظتم وديعتي، وغيب في ثراكم نجمي؟ فقال له الرضا (عليه السلام): أنا المدفون في أرضكم، وأنا بضعة من نبيكم، وأنا الوديعة والنجم، ألا فمن زارني وهو يعرف ما أوجب الله تعالى من حقي، فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة، ومن كنا شفعاؤه نجا، ولو كان عليه مثل وزر الثقلين الجن والإنس.
    ولقد حدثني أبي، عن جدي، عن أبيه (عليه السلام)، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من رآني في منامه، فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي، ولا في صورة أحد من أوصيائي، ولا في صورة أحد من شيعتهم، وإن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءا من النبوة (3).
    وعن النعمان بن سعد، قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): سيقتل رجل من ولدي بأرض خراسان بالسم ظلما، اسمه اسمي، واسم أبيه اسم موسى بن عمران، ألا فمن زاره في غربته، غفر الله له ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر، ولو كانت مثل عدد النجوم وقطر الأمطار وورق الأشجار (4).
    وعن الحسين بن زيد، قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) يقول: يخرج رجل من ولد ابني موسى، اسمه اسم أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى أرض طوس - وهي بخراسان - يقتل فيها بالسم، فيدفن فيها غريبا، من زاره عارفا بحقه، أعطاه الله تعالى أجر من أنفق من قبل الفتح وقاتل (5).
    وعن أبي الصلت الهروي، قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: والله ما منا إلا مقتول شهيد. فقيل له: فمن يقتلك، يا ابن رسول الله؟ قال: شر خلق الله في زمانه، يقتلني بالسم، ويدفنني في دار مضيعة، وبلاد غربة، ألا فمن زارني في غربتي، كتب الله عز وجل له أجر مائة ألف شهيد، ومائة ألف صديق، ومائة حاج ومعتمر، ومائة ألف مجاهد، وحشر في زمرتنا، وجعل في الدرجات العلى من الجنة رفيقنا (6).
    وعن أبي الصلت أيضا، عن الإمام الرضا (عليه السلام)، أنه قال: إني سأقتل بالسم مسموما ومظلوما، وأقبر إلى جنب هارون، ويجعل الله عز وجل تربتي مختلف شيعتي وأهل بيتي، فمن زارني في غربتي، وجبت له زيارتي يوم القيامة. والذي أكرم محمدا (صلى الله عليه وآله) بالنبوة، واصطفاه على جميع الخليقة، لا يصلي أحد منكم عند قبري ركعتين إلا استحق المغفرة من الله عز وجل يوم يلقاه، والذي أكرمنا بعد محمد (صلى الله عليه وآله) بالإمامة، وخصنا بالوصية، إن زوار قبري لأكرم الوفود على الله يوم القيامة، وما من مؤمن يزورني فتصيب وجهه قطرة من السماء إلا حرم الله عز وجل جسده على النار (7).
    وعن حمزة بن حمران، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يقتل أحد حفدتي بأرض خراسان في مدينة يقال لها طوس، من زاره عارفا بحقه، أخذته بيدي يوم القيامة، فأدخلته الجنة، وإن كان من أهل الكبائر. قال: قلت: جعلت فداك، وما عرفان حقه؟ قال: يعلم أنه إمام مفترض الطاعة شهيد، من زاره عارفا بحقه، أعطاه الله تعالى أجر سبعين ألف شهيد ممن استشهد بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) على حقيقة (8).
    وعن عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن الصادق (عليه السلام) - في حديث - أنه (عليه السلام) قال لرجل من أهل طوس: سيخرج من صلبه - يعني موسى بن جعفر (عليه السلام) - رجل يكون رضى لله في سمائه، ولعباده في أرضه، يقتل في أرضكم بالسم ظلما وعدوانا، ويدفن بها غريبا، ألا فمن زاره في غربته، وهو يعلم أنه إمام بعد أبيه، مفترض الطاعة من الله عز وجل، كان كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله) (9).
    وعن أبي الصلت الهروي - في حديث خروجه (عليه السلام) من نيسابور - قال: ثم دخل القبة التي فيها قبر هارون الرشيد، ثم خط بيده إلى جانبه، ثم قال: هذه تربتي، وفيها أدفن، وسيجعل الله هذا المكان مختلف شيعتي وأهل محبتي، والله ما يزورني منهم زائر، ولا يسلم علي منهم مسلم، إلا وجب له غفران الله ورحمته بشفاعتنا أهل البيت (10).
    وعن ياسر الخادم، قال: قال علي بن موسى الرضا (عليه السلام): لا تشد الرحال إلى شيء من القبور إلا إلى قبورنا، ألا وإني مقتول بالسم ظلما، ومدفون في موضع غربة، فمن شد رحله إلى زيارتي استجيب دعاؤه، وغفر له ذنوبه (11).
    وعن الحسن بن علي الوشاء، قال: قال أبو الحسن الرضا (عليه السلام): إني سأقتل بالسم مظلوما، فمن زارني عارفا بحقي، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وعن الحسن بن علي بن فضال، عن الرضا (عليه السلام)، أنه قال: إن بخراسان لبقعة يأتي عليها زمان تصير مختلف الملائكة، ولا يزال فوج ينزل من السماء، وفوج يصعد إلى أن ينفخ في الصور. فقيل له (عليه السلام): يا بن رسول الله، وأي بقعة هذه؟ قال: هي بأرض طوس، وهي والله روضة من رياض الجنة، من زارني في تلك البقعة، كان كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكتب الله تعالى له ثواب ألف حجة مبرورة، وألف عمرة مقبولة، وكنت أنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة (12).
    وعن البزنطي، قال: قرأت كتاب أبي الحسن الرضا (عليه السلام): أبلغ شيعتي أن زيارتي تعدل عند الله عز وجل ألف حجة. قال: فقلت لأبي جعفر (عليه السلام): ألف حجة؟ قال (عليه السلام): إي والله ألف ألف حجة، لمن زاره عارفا بحقه (13).
    وعن البزنطي، قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: ما زارني أحد من أوليائي عارفا بحقي إلا تشفعت فيه يوم القيامة (14).
    وعن أيوب بن نوح، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، قال: من زار أبي (عليه السلام) بطوس، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فإذا كان يوم القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى يفرغ الله من حساب عباده (15).
    وعن حمدان الديواني، قال: قال الرضا (عليه السلام): من زارني على بعد داري، أتيته يوم القيامة في ثلاث مواطن حتى أخلصه من أهوالها: إذا تطايرت الكتب يمينا وشمالا، وعند الصراط، وعند الميزان (16).
    وعن علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه، قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: إني مقتول ومسموم، ومدفون بأرض غربة، أعلم ذلك بعهد عهده إلي أبي، عن أبيه، عن آبائه، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ألا فمن زارني في غربتي كنت أنا وآبائي شفعاءه يوم القيامة، ومن كنا شفعاءه نجا، ولو كان عليه مثل وزر الثقلين (17).
    وعن سليمان بن حفص، قال: سمعت موسى بن جعفر (عليه السلام) يقول: من زار قبر ولدي علي، كان له عند الله عز وجل سبعون حجة مبرورة. قلت: سبعون حجة مبرورة؟ قال: نعم، سبعون ألف حجة. قلت: سبعون ألف حجة؟ قال: فقال: رب حجة لا تقبل، من زاره أو بات عنده ليله كان كمن زار الله في عرشه. قلت: كمن زار الله في عرشه؟ قال: نعم، إذا كان يوم القيامة كان على عرش الله عز وجل أربعة من الأولين وأربعة من الآخرين، فأما الأولون: فنوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى. وأما الأربعة الآخرون: فمحمد، وعلي، والحسن، والحسين (عليهم السلام)، ثم يمد المطمر (المطمر: خيط البناء، ولعله كناية عن السراط.) فيقعد معنا زوار قبور الأئمة، ألا إن أعلاها درجة، وأقربهم حبوة، زوار قبر ولدي علي (عليه السلام) (18).
    وعن عبد العظيم الحسني، قال: سمعت أبا جعفر الثاني (عليه السلام) يقول: ما زار أبي (عليه السلام) أحد، فأصابه أذى من مطر أو برد أو حر، إلا حرم الله جسده على النار (19).
    وعن عبد العظيم الحسني، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: ضمنت لمن زارأبي (عليه السلام) بطوس عارفا بحقه الجنة على الله تعالى (20).
    وعن ابن أبي نجران، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام): ما تقول لمن زار أباك؟ قال: الجنة والله (21).
    وعن ابن أسباط، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام): ما لمن زار والدك بخراسان؟ قال: الجنة والله، الجنة والله (22).
    وعن سليمان بن حفص، قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) يقول: إن ابني عليا مقتول بالسم ظلما، ومدفون إلى جانب هارون بطوس، من زاره كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله) (23). وعن أبي الصلت الهروي - في خبر دعبل - قال (عليه السلام): لا تنقضي الأيام والليالي حتى تصير طوس مختلف شيعتي وزواري، ألا فمن زارني في غربتي بطوس، كان معي في درجتي يوم القيامة مغفورا له (24)
    وعن علي بن مهزيار، قال: قلت لأبي جعفر الثاني (عليه السلام): ما لمن أتى قبر الرضا (عليه السلام)؟ قال: الجنة والله (25).
    وعن داود الصرمي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: من زار قبر أبي فله الجنة (26).
    وعن حمدان الدستوائي، قال: دخلت على أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، فقلت له: ما لمن زار أباك بطوس؟ فقال (عليه السلام): من زار قبر أبي بطوس، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال حمدان: فلقيت بعد ذلك أيوب بن نوح بن دراج، فقلت له: يا أبا الحسين، إني سمعت مولاي أبا جعفر (عليه السلام) يقول: من زار قبر أبي بطوس، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فقال أيوب: وأزيدك فيه؟ قلت: نعم. فقال: سمعته يقول - يعني أبا جعفر (عليه السلام) -: من زار قبر أبي بطوس، غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فإذا كان يوم القيامة، نصب له منبر بحذاء منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى يفرغ الله من حساب الخلائق (27).
    وعن علي بن عبد الله بن قطرب، عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام)، قال: مر به ابنه وهو شاب حدث، وبنوه مجتمعون عنده، فقال: إن ابني هذا يموت في أرض غربة، فمن زاره مسلما لأمره، عارفا بحقه، كان عند الله جل وعز كشهداء بدر (28).
    وعن زيد النرسي، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام)، قال: من زار ابني هذا - وأومأ بيده إلى أبي الحسن الرضا (عليه السلام) - فله الجنة (29).
    قال العلامة المجلسي (رحمه الله): ورأيت في بعض مؤلفات أصحابنا، قال: ذكر في كتاب (فصل الخطاب) عن الرضا (عليه السلام) أنه قال: من شد رحله إلى زيارتي، استجيب دعاؤه، وغفرت له ذنوبه، فمن زارني في تلك البقعة كان كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكتب الله له ثواب ألف حجة مبرورة وألف عمرة مقبولة، وكنت أنا وآبائي شفعاءه يوم القيامة (30).
    هذا غيض من فيض مناقبه، وشرف بقعته، وفضل زيارته، رزقنا الله زيارته في الدنيا، وشفاعته وشفاعة آبائه وأبنائه في الآخرة، فإنه أرحم الراحمين.
    المصادر :
    --------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
    1- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 257 / 14، أمالي الصدوق: 104 / 2، روضة الواعظين: 279، بحار الأنوار 102: 33 / 10.
    2- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 255 / 4، أمالي الصدوق: 60 / 6، بحار الأنوار 49: 284 / 3.
    3- إعلام الورى: 332 - 333، أمالي الصدوق: 61 / 10، بحار الأنوار 49: 283 / 1.
    4- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 258 / 17، بحار الأنوار 49: 286 / 1.
    5- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 255 / 3، بحار الأنوار 49: 286 / 1.
    6- أمالي الصدوق: 61 / 8، بحار الأنوار 49: 283 / 2.
    7- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 256، بحار الأنوار 102: 36 / 23.
    8- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 259 / 18، بحار الأنوار 102: 35 / 17 و18
    9- التهذيب 6: 108 / 7، أمالي الصدوق: 470 / 11. 72:
    10- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 136 / 1، بحار الأنوار 49: 125 / 1.
    11- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 254 / 1، الخصال 1: 143 / 167، بحار الأنوار 102: 36 / 21.
    12- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 255 / 5، الفقيه 2: 585 / 3193، أمالي الصدوق: 61 / 7، التهذيب 6: 108 / 6، بحار الأنوار 102: 31 / 2.
    13- بحار الأنوار 102: 33 / 4 و5 و6.
    14- بحار الأنوار 102: 33 / 7 و8.
    15- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 259، بحار الأنوار 102: 34 / 12.
    16- بحار الأنوار 102: 34 / 13، و40 / 42.
    17- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 263، بحار الأنوار 102: 34 / 15.
    18- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 295، بحار الأنوار 102: 35 / 16.
    19- بحار الأنوار 102: 36 / 20.
    20- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 256، بحار الأنوار 102: 37 / 25.
    21- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 257، بحار الأنوار 102: 37 / 27.
    22- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 257، بحار الأنوار 102: 37 / 28.
    23- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 260، بحار الأنوار 102: 38 / 32.
    24- عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 264، بحار الأنوار 102: 39 / 36.
    25- بحار الأنوار 102: 39 / 37.
    26- بحار الأنوار 102: 40 / 39 و40.
    27- بحار الأنوار 102: 40 / 41.
    28- بحار الأنوار 102: 41 / 43.
    29- بحار الأنوار 102: 41 / 45.
    30- بحار الأنوار 102: 44 / 51.

  • 1

    يوافق آخر شهر صفر ذكرى استشهاد الإمام علي بن موسى الرضا (ع)، فبهذه المناسبة الأليمة نقدم لكم الأسباب والدلائل التي من أجلها أقدم المأمون العباسي على قتل الإمام الرضا عليه السلام.
    من الأسباب التي دعت المأمون إلى سمّ الإمام انّه لم يحصل على ما أراد من توليته للعهد، فقد حدثت له فتنة جديدة وهي تمرّد العباسيين عليه، ومحاولتهم القضاء عليه.
    ومن الأسباب التي وردت عن أحمد بن علي الأنصاري عن أبي الصلت الهروي في قوله: (... وجعل له ولاية العهد من بعده ليرى الناس أنه راغب في الدنيا; فيسقط محلّه من نفوسهم، فلمّا لم يظهر منه في ذلك للناس إلا ما ازداد به فضلاً عندهم، ومحلاًّ في نفوسهم، وجلب عليه المتكلمين من البلدان طمعاً من أن يقطعه واحد منهم فيسقط محله عند العلماء، وبسببهم يشتهر نقصه عند العامة، فكان لا يكلمه خصم من اليهود والنصارى والمجوس والصابئية والبراهمة والملحدين والدهرية، ولا خصم من فرق المسلمين المخالفين إلا قطعه وألزمه الحجة.
    وكان الناس يقولون: والله إنّه أولى بالخلافة من المأمون، فكان أصحاب الأخبار يرفعون ذلك إليه، فيغتاظ من ذلك ويشتد حسده).
    وكان الرضا لا يُحابي المأمون في حق، وكان يجيبه بما يكره في أكثر أحواله; فيغيظه ذلك، ويحقد عليه، ولا يظهره له، فلمّا أعيته الحيلة في أمره اغتاله فقتله بالسم.
    وقد نصحه الإمام (عليه السلام) بأن يبعده عن ولاية العهد لبغض البعض لذلك، وقد علّق إبراهيم الصولي على ذلك بالقول: كان هذا والله السبب فيما آل الأمر إليه.
    إضافة إلى ذلك أن بعض وزراء المأمون وقوّاده كانوا يبغضون الإمام (عليه السلام) ويحسدونه، فكثرت وشاياتهم على الإمام (عليه السلام)، فأقدم المأمون على سمّه.
    وبدأت علامات الموت تظهر على الإمام (عليه السلام) بعد أن أكل الرمان أو العنب الذي أطعمه المأمون، وبعد خروج المأمون ازدادت حالته الصحية تدهوراً، وكان آخر ما تكلم به: (قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ)   (وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً).
    ودخل عليه المأمون باكياً، ثم مشى خلف جنازته حافياً حاسراً يقول: (يا أخي لقد ثلم الإسلام بموتك وغلب القدر تقديري فيك) وشق لحد هارون ودفنه بجنبه.
    وقد رثاه دعبل الخزاعي قائلاً:

    أرى أمية معذورين إن قتلوا                   ولا أرى لبني العباس من عذر
    أربع بطوس على قبر الزكي به              إن كنت تربع من دين على خطر
    قبران في طوس خير الناس كلّهم          وقبر شرهم هذا من العبر
    ما ينفع الرجس من قرب الزكي وما        على الزكي بقرب الرجس من ضرر

    وكانت شهادة الإمام الرضا (عليه السلام) في آخر صفر سنة (203 هـ) كما ذكر على ذلك أغلب الرواة والمؤرخين.
    ويروى انه اشتشهد في الثالث و العشرون من شهر ذي القعدة.

    لقد كان الإمام الرضا (عليه السلام) يعلم بأنه سوف يُقتل، وذلك لروايات وردت عن آبائه عن رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، إضافة إلى الإلهام الإلهي له، لوصوله إلى قمة السموّ والارتقاء الروحي. ولا غرابة في ذلك، فقد شاهدنا في حياتنا المعاصرة أن بعض الأتقياء يحدّدون أيام وفاتهم أو سنة وفاتهم، لرؤيا رأوها أو لإلهام إلهي غير منظور. فما المانع أن يعلم الإمام الرضا (عليه السلام) بمقتله وهو الشخصية العظيمة التي ارتبطت بالله تعالى ارتباطاً حقيقياً في سكناتها وحركاتها، وأخلصت له إخلاصاً تاماً.
    وقد أخبر الإمام (عليه السلام) جماعة من الناس بأنّه سيدفن قرب هارون، بقوله (عليه السلام): (أنا وهارون كهاتين)، وضم إصبعيه السبابة والوسطى.
    وكان هارون يخطب في مسجد المدينة والإمام حاضر، فقال (عليه السلام):
    (تروني وإياه ندفن في بيت واحد).
    وفي ذات مرّة، خرج هارون من المسجد الحرام من باب، وخرج الإمام من باب آخر فقال (عليه السلام): (يا بعد الدار وقرب الملتقى إن طوس ستجمعني وإياه).
    وقال ابن حجر: أخبر بأنه يموت قبل المأمون، وأنّه يدفن قرب الرشيد فكان كما أخبر.
    وحينما أراد المأمون أشخاصه إلى خراسان، جمع عياله وكان (عليه السلام) يقول: (إني حيث أرادوا الخروج بي من المدينة جمعت عيالي، فأمرتهم أن يبكوا عليّ حتى اسمع، ثم فرقت فيهم اثنى عشر إلف دينار، ثم قلت: أما أني لا أرجع إلى عيالي أبداً).
    وحينما أنشده دعبل الخزاعي قصيدته ـ بعد ولاية العهد ـ وانتهى إلى قوله:
    وقبر ببغداد لنفس زكية        تضمّنها الرحمن في الغرفات

    قال له الإمام (عليه السلام): أفلا اُلحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك؟
    فقال: بلى يا ابن رسول الله، فقال (عليه السلام):
    وقبر بطوس يا لها من مصيبة        توقد في الأحشاء بالحرقات
    فقال دعبل: يا ابن رسول الله هذا القبر الذي بطوس قبر من هو؟
    فقال الإمام (عليه السلام): قبري، ولا تنقضي الأيام والليالي حتى تصير طوس مختلف شيعتي وزواري...).
    وقد تقدم أنه أخبر عن عدم إتمام ولاية العهد.

    الأدلة على شهادته مسموماً:
    اختلفت الروايات في سبب موت الإمام (عليه السلام) بين الموت الطبيعي وبين السمّ، وقال الأكثر إنّه مات مسموماً، وفيما يلي نستعرض بعض الروايات ـ الدالة على ذلك ـ باختصار.
    قال صلاح الدين الصفدي: وآل أمره مع المأمون إلى أن سمّه في رمّانة... مداراة لبني العباس.
    وقال اليعقوبي: فقيل إن علي بن هشام أطعمه رمّاناً فيه سمّ.
    وقال ابن حبّان: ومات علي بن موسى الرضا بطوس من شربة سقاه إياها المأمون فمات من ساعته.
    وقال شهاب الدين النويري:... وقيل إن المأمون سمّه في عنب، واستبعد ذلك جماعة وأنكروه.
    وقال القلقشندي: يقال إنه سمّ في رمّان أكله.
    وكان أهل طوس يرون أن المأمون سمّه، وقد اعترف المأمون بتهمة الناس له فقد دخل على الإمام (عليه السلام) قبيل موته فقال: (يا سيدي والله ما أدري أي المصيبتين أعظم علي؟ فقدي لك، وفراقي إياك؟ أو تهمة الناس لي أني اغتلتك وقتلتك...).
    ولما كان اليوم الثاني اجتمع الناس وقالوا: إن هذا قتله واغتاله، يعنون المأمون.
    ومن الشواهد على أن المأمون قتله مسموماً، أنه كان يخطط للتخلص منه.
    قال المأمون لبني العباس:... فليس يجوز التهاون في أمره، ولكنّا نحتاج أن نضع منه قليلاً قليلاً، حتى نصوّره عند الرعايا بصورة من لا يستحق هذا الأمر، ثم ندبّر فيه بما يحسم عنّا مواد بلائه.
    ويأتي موت الإمام (عليه السلام) بعد قرار المأمون بالتوجه إلى العراق ونقل عاصمة حكمه إليه، فقد وجد أنّ العباسيين في العراق سيبقون معارضين له ما دام الإمام (عليه السلام) ولياً لعهده، لذا نجده قد كتب لهم ليستميلهم: إنكم نقمتم عليّ بسبب توليتي العهد من بعدي لعلي بن موسى الرضا، وها هو قد مات، فارجعوا إلى السمع والطاعة.
    ولا يستبعد من المأمون أن يقدم على قتله، وقد قتل من أجل الملك والسلطة أخاه وآلاف المسلمين من جنوده وجنود أخيه، فالملك عقيم كما أخبره أبوه من قبل.
    منقول مع تصرف/ اعلام الهداية ج 10.
    المصدر : العتبة الحسينية المقدسة

  • 1

    الإمام الرضا (ع) ، هو ثامن الأئمة الاثني عشر ، الذین نص علیهم النبی (ص) : علي بن موسى ، بن جعفر ، بن محمد ، بن علي ، ابن الحسین ، بن علي ، بن أبي طالب ، صلوات الله علیهم أجمعین ..

    وقد ولد هذا الإمام العظیم ـ الذی بشّر به رسول الله (صلّى الله علیه وآله) ـ فی عصر المنصور العباسی وبعد استشهاد جدّه الصادق (علیه السّلام) ونشأ فی أكرم بیت من بیوتات قریش أَلا وهو البیت الهاشمی العلوی ،بیت الامامه والشهاده. وترعرع فی أحضان أبیه الكاظم(علیه السّلام) وعاش معه أکثر من ثلاثه عقود ، وعاصر فیها کلاًّ من المنصور والمهدی والهادی والرشید من خلفاء بنی العبّاس الذین لم یألوا جُهداً فی إطفاء نور هذا البیت الرفیع .

    وبرز الإمام الرضا (علیه السّلام) على مسرح الحیاه السیاسیه الإسلامیّه کألمع سیاسی عرفه التأریخ الإسلامی فی عصره.
    لقد کان الرضا(علیه السّلام) صلباً فی مواقفه السیاسیّه وصریحاً کلّ الصراحه . ولم تخدعه الأسالیب الخبیثه والمزیَّفه التی سلکها أذکى الخلفاء العباسیین وهو المأمون الذی رشّحه للخلافه أوّلاً ثم فرض علیه قبول ولایه العهد ثانیاً فی عصر کانت الانتفاضات العلویّه تزلزل عرش الأکاسره العباسیین .

    إنّ دوافع المأمون غیر النزیهه لم تخف على الإمام الرضا (علیه السّلام)،کما لم تخف علیه متطلبات الظرف الذی كان یعیشه صلوات الله علیه ،وقد اُكره على قبول ولایه العهد، ولكنّه فوّت الفرص الذهبیّه التی كان یطمع المأمون بتحقیقها من خلال اكراهه على قبول ولایه العهد . فاغتنم الإمام الرضا(علیه السّلام) هذا الظرف الذهبی الذی جاءت به ولایه العهد على الوجه الأکمل بهدف نشر معالم الإسلام الحق وتثبیت دعائم اطروحه مذهب أهل البیت (علیهم السّلام) ،متحدِّیاً کل الخطوط الفكریة والمذهبیه المنحرفه آنذاك.

    وقد أدرك المأمون عمق الخطر الذی كان یحیق به وبحكومته من خلال تواجد الإمام الرضا(علیه السّلام) فی مركز حكمه، کما لاحظ نموّ وشموخ خطّ الولاء لأهل البیت (علیهم السّلام). فلم یجد بدّاً بحسب مقاییسه الباطله من القضاء على شخص الإمام واغتیاله بطریقه خبیثه.

    وقد استشهد هذا الإمام العظیم بعد أن أرسى قواعد الرساله والمذهب الحق لفهم الإسلام وتبلیغه، کما ربّى عدّه أجیال من العلماء النابهین الذین حملوا مشعل الهدایه فی تلك الظروف العصیبه التی عانت منها الامّه الإسلامیّه فی ظلّ الحكم العباسي .

    وأسفرت مدرسه الإمام الرضا (علیه السّلام) العلمیّه عن تخریج کوکبه من العلماء الذین کان عددهم یناهز الثلاثمائه .
    والذی یراجع مسند الإمام الرضا (علیه السّلام) ویلاحظ النصوص التی وصلتنا عنه یعرف حجم نشاطه العلمی ویلمس عمق المستوى الذی بلغته مدرسه الإمام الفكریة وما أبدعه هذا الإمام العظیم من قواعد وأسالیب لتحقیق أهداف مدرسه أهل البیت للوصول إلى القمه التی کانت تستهدفها حرکة أهل البیت الرسالیّه فی مجالی العلم والسیاسه معاً .
    فسلام علیه یوم ولد ویوم استشهد ویوم یبعث حیّاً.

    مظاهر من شخصیّه الإمام الرضا (علیه السّلام)
    لقد کانت شخصیّه الإمام الرضا (علیه السّلام) ملتقى للفضائل بجمیع أبعادها وصورها، فلم تبق صفه شریفه یسمو بها الإنسان إلاّ وهی من نزعاته، فقد وهبه الله كما وهب آباءه العظام وزیّنه بکل مکرمه، وحباه بکل شرف وجعله علماً لاُمّه جده، یهتدی به الحائر، ویسترشد به الضال، وتستنیر به العقول .

    إنّ مكارم أخلاق الإمام الرضا(علیه السّلام) نفحه من مكارم أخلاق جده الرسول الأعظم (صلّى الله علیه وآله) الذی امتاز على سائر النبیین بهذه الكمالات، فقد استطاع(صلّى الله علیه وآله) بسمو اخلاقه أن یطور حیاه الإنسان، وینقذه من أحلام الجاهلیه الرعناء، وقد حمل الإمام الرضا (علیه السّلام) أخلاق جده، وهذا ابراهیم بن العباس یقول عن مكارم أخلاقه:
    «ما رأیت، ولا سمعت بأحد أفضل من أبی الحسن الرضا (علیه السّلام)، ما جفا أحداً قط، ولا قطع على أحد كلامه، ولا ردَّ أحداً عن حاجه، وما مدَّ رجلیه بین جلیسه، ولا اتكأ قبله، ولا شتم موالیه وممالیكه، ولا قهقه فی ضحكه، وکان یجلس على مائدته ممالیكه وموالیه، قلیل النوم باللیل، یحیی أکثر لیالیه من أوَّلها الى آخرها، كثیر المعروف والصدقه، وأکثر ذلك فی اللیالی المظلمه»[1].

    ومن معالی أخلاقه انه کما تقلد ولایه العهد التی هی أرقى منصب فی الدوله الإسلامیّه لم یأمر أحداً من موالیه وخدمه فی الکثیر من شؤونه وإنّما کان یقوم بذاته فی خدمه نفسه، حتى قیل : إنه احتاج الى الحمّام فكره أن یأمر أحداً بتهیئته له، ومضى إلى حمّام فی البلد لم یكن صاحبه یظن أن ولی العهد یأتی الى الحمّام فی السوق فیغسل فیه، وإنما حمامات الملوك فی قصورهم .

    ولما دخل الإمام الحمّام کان فیه جندی، فأزال الإمام عن موضعه، وأمره أن یصب الماء على رأسه، ففعل الإمام ذلك، ودخل الحمّام رجل کان یعرف الإمام فصاح بالجندی هلکت، أتستخدم ابن بنت رسول الله(صلّى الله علیه وآله)؟! فذعر الجندی، ووقع على الإمام یقبل أقدامه، ویقول له متضرّعاً :
    «یاابن رسول الله ! هلاّ عصیتنی إذ أمرتك؟».
    فتبسّم الإمام فی وجهه وقال له ، برفق ولطف : «إنّها لمثوبه، وما أردت أن أعصیك فیما أثاب علیه» [2].

    ومن سموّ أخلاقه أنه اذا جلس على مائده أجلس علیها ممالیكه حتى السائس والبوّاب وقد اعطى بذلك درساً لهم، لقاء التمایز بین الناس، وانهم جمیعا على صعید واحد، ویقول ابراهیم بن العباس : سمعت علی بن موسى الرضا(علیه السّلام) یقول : «حلفت بالعتق، ولا احلف بالعتق الاّ أعتقت رقبه، وأعتقت بعدها جمیع ما املك، ان کان یرى أنه خیر من هذا، وأومأ الى عبد أسود من غلمانه، اذا کان ذلكبقرابه من رسول الله (صلّى الله علیه وآله)، إلاّ أن یکون له عمل صالح فأکون أفضل به منه»[3].

    وقال له رجل : والله ما على وجه الأرض أشرف منك أباً .
    فقال (علیه السّلام) : «التقوى شرّفتهم، وطاعه الله احفظتهم» .
    وقال له شخص آخر : أنت والله خیر الناس …
    فردّ علیه قائلاً: «لا تحلف یا هذا! خیر منی من کان أتقى لله عزوجل، وأطوع له، والله ما نسخت هذه الآیه (وجعلناکم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اکرمکم عند الله اتقاکم)»[4].

    زهده :
    ومن صفات الإمام الرضا (علیه السّلام) الزهد فی الدنیا، والاعراض عن مباهجها وزینتها، وقد تحدث عن زهده محمد بن عباد حیث قال : کان جلوس الرضا على حصیره فی الصیف، وعلى مسح[۵] فی الشتاء، ولباسه الغلیظ من الثیاب حتى إذا برز للناس تزیا [۶].

    والتقى به سفیان الثوری ـ وکان الإمام قد لبس ثوبا من خز ـ فأنکر علیه ذلك وقال له : لو لبست ثوبا ادنى من هذا. فأخذ الإمام (علیه السّلام) یده برفق، وأدخلها فی کُمّه فإذا تحت ذلك الثوب مسح، ثم قال له : «یا سفیان! الخزّ للخلق، والمسح للحق …»[7].

    وحینما تقلّد ولایه العهد لم یحفل بأی مظهر من مظاهر السلطه، ولم یقم لها أی وزن، ولم یرغب فی أی موکب رسمی، حتى لقد کره مظاهر العظمه التی کان یقیمها الناس لملوکهم .

    سخاؤه :
    ولم یکن شیء فی الدنیا أحبّ الى الإمام الرضا(علیه السّلام) من الإحسان الى الناس والبر بالفقراء. وقد ذکرت بوادر کثیره من جوده وإحسانه، وکان منها ما یلی :

    ۱ ـ أنفق جمیع ما عنده على الفقراء، حینما كان فی خراسان، وذلك فی یوم عرفه فأنكر علیه الفضل بن سهل، وقال له : إنّ هذا لمغرم …
    فأجابه الإمام(علیه السّلام): «بل هو المغنم لا تعدّنّ مغرماً ما ابتغیت به أجراً وكرماً» [8].

    انه لیس من المغرم فی شیء صله الفقراء والإحسان الى الضعفاء ابتغاء مرضاه الله تعالى، وإنّما المغرم هو الإنفاق بغیر وجه مشروع كإنفاق الملوك والوزراء الأموال الطائله على المغنّین والعابثین .

    ۲ ـ وفد علیه رجل فسلّم علیه، وقال له : «أنا رجل من محبیك ومحبی آبائك وأجدادك(علیهم السّلام)، ومصدری من الحج، وقد نفدت نفقتی، وما معی ما أبلغ مرحله، فإن رأیت أن ترجعنی الى بلدی، فإذا بلغت تصدقت بالذی تعطینی عنك، فقال له : اجلس رحمك الله. وأقبل على الناس یحدّثهم حتى تفرّقوا، وبقی هو وسلیمان الجعفری، وخیثمه، فاستأذن الإمام منهم ودخل الدار ثم خرج وردّ الباب وأخرج من أعلى الباب صرّه، وقال : أین الخراسانی؟ فقام إلیه فقال(علیه السّلام) له: خذ هذه المائتی دینار واستعن بها فی مؤنتك ونفقتك، ولا تتصدّق بها عنی. وانصرف الرجل مسروراً قد غمرته نعمه الإمام. والتفت إلیه سلیمان فقال له : جعلت فداك لقد أجزلت ورحمت، فلماذا سترت وجهك عنه؟

    فأجابه الإمام (علیه السّلام) : إنما صنعت ذلك مخافه أن أرى ذل السؤال فی وجهه لقضائی حاجته، أما سمعت حدیث رسول الله(صلّى الله علیه وآله) : المستتر بالحسنه تعدل سبعین حجه، والمذیع بالسیئه مخذول … أما سمعت قول الشاعر :
    متى آته یوما لأطلب حاجتي*** رجعت الى أهلی ووجهي بمائه»[9]

    ۳ ـ وکان إذا أتی بصحفه طعام عمد الى أطیب ما فیها من طعام، ووضعه فی تلك الصحفه ثم یأمر بها الى المساکین، ویتلو قوله تعالى: (فلا اقتحم العقبه)ثم یقول : «علم الله عزّ وجلّ أن لیس کل إنسان یقدر على عتق رقبه فجعل له السبیل الى الجنه»[10].

    ۴ ـ وروی: «أن فقیراً قال له : أعطنی على قدر مروّتك.
    فأجابه الإمام(علیه السّلام) : «لا یسعنی ذلك» .
    والتفت الفقیر الى خطأ کلامه فقال ثانیاً : اعطنی على قدر مروّتی.
    وهنا قابله الإمام(علیه السّلام) ببسمات فیّاضه بالبشر قائلاً له: اذن نعم .
    ثم قال: یا غلام! أعطه مائتی دینار»[11].

    ۵ ـ ومن معالی کرمه ما رواه أحمد بن عبیدالله عن الغفاری، قائلاً : کان لرجل من آل أبی رافع ـ مولى رسول الله (صلّى الله علیه وآله) ـ علیَّ حق فتقاضانی، وألحَّ علیَّ، فلما رأیت ذلك صلیت الصبح فی مسجد رسول الله (صلّى الله علیه وآله) ثم توجهت نحو الإمام الرضا (علیه السّلام) وکان فی العُریض، فلما قربت من بابه خرج وعلیه قمیص ورداء فلما نظرت إلیه، استحییت منه، ووقف لما رآنی فسلمت علیه وکان ذلك فی شهر رمضان، فقلت له : جعلت فداك لمولاك ـ فلان ـ علیَّ حق، شهرنی. فأمرنی بالجلوس حتى یرجع فلم أزل فی ذلك المکان حتى صلیت المغرب، وأنا صائم وقد مضى بعض الوقت فهممت بالانصراف، فاذا الإمام قد طلع وقد أحاط به الناس، وهو یتصدّق على الفقراء والمحوجین، ومضیت معه حتى دخل بیته، ثم خرج فدعانی فقمت إلیه، وأمرنی بالدخول الى منزله فدخلت، وأخذت أحدثه عن أمیر المدینه فلما فرغت من حدیثی قال لی : ما أظنّك أفطرت بعد، قلت : لا ، فدعا لی بطعام، وأمر غلامه أن یتناول معی الطعام ولمّا فرغت من الإفطار أمرنی أن أرفع الوساده، وآخذ ما تحتها، فرفعتها، فاذا دنانیر فوضعتها فی کُمّی، وأمر بعض غلمانه أن یبلغونی الى منزلی، فمضوا معی، ولمّا صرت الى منزلی دعوت السراج ونظرت الى الدنانیر، فإذا هی ثمانیه وأربعون دیناراً، وکان حق الرجل علی ثمانیه وعشرین دیناراً، وقد کتب على دینار منها: إنّ حقّ الرجل علیك ثمانیه وعشرون دیناراً وما بقی فهو لك[۱۲].

    تکریمه للضیوف : کان (علیه السّلام) یکرم الضیوف، ویغدق علیهم بنعمه واحسانه وکان یبادر بنفسه لخدمتهم، وقد استضافه شخص، وکان الإمام یحدثه فی بعض اللیل فتغیّر السراج فبادر الضیف لاصلاحه فوثب الإمام، وأصلحه بنفسه، وقال لضیفه : «إنّا قوم لا نستخدم أضیافنا»[13].

    عتقه للعبید :
    ومن أحب الأمور الى الإمام الرضا (علیه السّلام) عتقه للعبید، وتحریرهم من العبودیه، ویقول الرواه : انه اعتق ألف مملوك[۱۴].

    احسانه الى العبید :
    وکان الإمام (علیه السّلام) کثیر البر والاحسان الى العبید، وقد روى عبدالله بن الصلت عن رجل من أهل (بلخ)، قال : کنت مع الإمام الرضا(علیه السّلام) فی سفره الى خراسان فدعا یوماً بمائده فجمع علیها موالیه، من السودان وغیرهم، فقلت : جعلت فداك لو عزلت لهؤلاء مائده، فانکر علیه ذلك وقال له :
    «مه ان الربّ تبارك وتعالى واحد، والاُم واحده، والأب واحد والجزاء بالأعمال…» [15].

    ان سیره أئمه أهل البیت(علیهم السّلام) کانت تهدف الى الغاء التمایز العرقی بین الناس، وانهم جمیعاً فی معبد واحد لا یفضل بعضهم على بعض إلاّ بالتقوى والعمل الصالح .
    علمه :
    والشیء البارز فی شخصیه الإمام الرضا (علیه السّلام) هو احاطته التامه بجمیع أنواع العلوم والمعارف، فقد کان باجماع المؤرخین والرواه اعلم أهل زمانه، وافضلهم وادراهم باحکام الدین، وعلوم الفلسفه والطب وغیرها من سائر العلوم، وقد تحدّث عبد السلام الهروی عن سعه علومه، وکان مرافقاً له،

    یقول :
    «ما رأیت اعلم من علی بن موسى الرضا، ما رآه عالم إلاّ شهد له بمثل شهادتی، ولقد جمع المأمون فی مجالس له عدداً من علماء الادیان، وفقهاء الشریعه والمتکلمین، فغلبهم عن آخرهم حتى ما بقی منهم أحد إلاّ أقرّ له بالفضل، واقرّ له على نفسه بالقصور، ولقد سمعته یقول : کنت أجلس فی (الروضه) والعلماء بالمدینه متوافرون فاذا عیّ الواحد منهم عن مسأله أشاروا الیّ بأجمعهم، وبعثوا الیّ المسأله فاُجیب عنها ..»[16].

    لقد کان الإمام أعلم أهل زمانه، کما کان المرجع الاعلى فی العالم الاسلامی الذی یرجع الیه العلماء والفقهاء فیما خفی علیهم من احکام الشریعه، والفروع الفقهیّه .

    قال ابراهیم بن العباس : «ما رأیت الرضا یسأل عن شیء قط إلاّ علم، ولا رأیت اعلم منه بما کان فی الزمان الأول، الى وقته وعصره، وکان المأمون یمتحنه بالسؤال عن کل شیء فیجیبه الجواب الشافی»[17].
    قال المأمون : «ما أعلم احداً افضل من هذا الرجل ـ یعنی الإمام الرضا ـ على وجه الأرض…»[18]

    المصادر:
    [۱] عیون أخبار الرضا: ۱/۱۸۴ وعنه فی بحار الأنوار: ۴۹/۹۰، ۹۱، وعنه فی حیاه الإمام محمد الجواد(علیه السّلام) للقرشی: ۳۵٫
    [۲] نور الأبصار: ۱۳۸، عیون التواریخ: ۳ / ۲۲۷ مصور .
    [۳] عیون أخبار الرضا: ۲/۹۵، ۹۶ وعنه فی بحار الأنوار : ۴۹ / ۹۵ ـ ۹۶ .
    [۴] عیون أخبار الرضا : ۲/۲۳۶ وعنه فی بحار الأنوار: ۴۹ / ۹۵ .
    [۵] المسح : الکساء من الشعر .
    [۶] عیون أخبار الرضا: ۲ / ۱۷۸، المناقب: ۴ / ۳۸۹ .
    [۷] المناقب : ۴/۳۸۹ ـ ۳۹۰٫
    [۸] المناقب: ۴ / ۳۹۰ .
    [۹] الکافی: ۴/۲۳ و ۲۴ و مناقب آل أبی طالب: ۴/۳۹۰، وعن الکافی فی بحار الأنوار : ۴۹/۱۰۱ ، ح ۱۹٫
    [۱۰] المحاسن للبرقی : ۲/۱۴۶ ، ح ۲۰ وعنه فی بحار الأنوار : ۴۹/۹۷ ، ح ۱۱ .
    [۱۱] مناقب آل أبی طالب: ۴/۳۹۰٫
    [۱۲] اُصول الکافی: ۱/۴۸۶، ح ۴، وعنه فی الإرشاد: ۲/۲۵۵ وعنه فی بحار الأنوار: ۴۹/۹۷، ح ۱۲٫
    [۱۳] الکافی : ۶/۲۸۳ وعنه فی بحار الأنوار: ۴۹/۱۰۲، ح ۲۰٫
    [۱۴] الاتحاف بحب الاشراف : ۵۸ .
    [۱۵] الکافی: ۴/۲۳ وعنه فی بحار الأنوار: ۴۹/۱۰۱ ، ح ۱۸ .
    [۱۶] اعلام الورى: ۲/۶۴ وعنه فی کشف الغمه: ۳/۱۰۶ ـ ۱۰۷ وعنهما فی بحار الأنوار: ۴۹/۱۰۰ .
    [۱۷] عیون أخبار الرضا: ۲ / ۱۸۰، الفصول المهمّه: ۲۵۱٫
    [۱۸] الإرشاد: ۲/۲۶۱٫

  • 1

    قال الشيخ المفيد: «كان الإمام القائم بعد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ابنه أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام لفضله على جماعة اخوته وأهل بيته وظهور علمه وحلمه وورعه واجتماع الخاصة والعامة على ذلك فيه، ومعرفتهم به منه، ولنص أبيه عليه السّلام على إمامته من بعده واشارته اليه بذلك دون جماعة أخوته وأهل بيته.. فممن روى النص على الرضا علي بن موسى عليهما السلام بالإمامة من أبيه والإشارة اليه منه بذلك من خاصة وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته عليه السّلام:
    داود بن كثير الرقي، ومحمّد بن اسحاق بن عمّار، وعلي بن يقطين، ونعيم القابوسي، والحسين بن المختار، وزياد بن مروان، والمخزومي، وداود بن سليمان، ونصر بن قابوس، وداود بن زربي، ويزيد بن سليط ومحمّد بن سنان»(1).
    ولنذكر بعض النصوص كنموذج مما ورد في إمامة علي بن موسى الرضا عليهما السلام:
    روى الكليني باسناده عن الحسين بن نعيم الصحاف قال: «كنت أنا وهشامُ ابن الحكم وعلي بن يقطين ببغداد، فقال علي بن يقطين: كنت عند العبد الصالح جالساً فدخل عليه ابنه علي فقال لي: يا علي بن يقطين هذا علي سيد ولدي، أما اني قد نحلته كنيتي، فضرب هشام بن الحكم براحته جبهته ثم قال: ويحك كيف قلت؟ فقال علي بن يقطين: سمعت والله منه كما قلت، فقال هشام: أخبرك أن الأمر فيه من بعده»(2).
    وروى باسناده عن داود الرقي قال:«قلت لأبي إبراهيم عليه السّلام: جعلت فداك اني قد كبر سني، فخذ بيدي من النار، قال: فأشار الى ابنه أبي الحسن عليه السّلام فقال: هذا صاحبكم من بعدي»(3).
    وروى باسناده عن محمّد بن فضيل قال: «حدثني المخزومي وكانت أمه من ولد جعفر بن أبي طالب عليه السّلام قال: بعث الينا أبو الحسن موسى عليه السّلام فجمعنا ثم قال لنا: أتدرون لم دعوتكم؟ فقلنا: لا، فقال: اشهدوا أن ابني هذا وصيي والقيم بأمري وخليفتي من بعدي ، من كان له عندي دين فليأخذه من ابني هذا، ومن كانت له عندي عدة فلينجزها منه ومن لم يكن له بد من لقائي فلا يلقني الا بكتابه»(4).
    وروى باسناده عن داود بن سليمان قال: «قلت لأبي إبراهيم عليه السّلام اني أخاف أن يحدث حدث ولا ألقاك، فأخبرني من الإمام بعدك؟ فقال: ابني فلانٌ، يعني أبا الحسن»(5).
    وروى باسناده عن ابن سنان قال: «دخلت على أبي الحسن موسى عليه السّلام من قبل أن يقدم العراق بسنة وعلي ابنه جالس بين يديه، فنظر الي فقال: يا محمّد! أما انه سيكون في هذه السنة حركةٌ، فلا تجزع لذلك، قال: قلت: وما يكون جعلت فداك؟ فقد أقلقني ما ذكرت فقال: أصير الى الطاغية، أما انه لا يبدأني منه سوءٌ ومن الذي يكون بعده، قال: قلت: وما يكون جعلت فداك؟ قال: يضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء، قال: قلت: وما ذاك جعلت فداك؟ قال: من ظلم ابني هذا حقه وجحد إمامته من بعدي كان كمن ظلم علي بن أبي طالب حقه وجحده امامته بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، قال قلت: والله لئن مدّ الله لي في العمر لأسلمن له حقه ولأقرن له بإمامته قال: صدقت يا محمّد يمدُّ الله في عمرك وتسلم له حقه وتقر له بإمامته وإمامة من يكون من بعده قال: قلت: ومن ذاك؟ قال: محمّد ابنه قال: قلت له الرضا والتسليم»(6).
    -------------------------------------------------------------------------------
    (1) الارشاد ص284.
    (2) الكافي ج1 ص248 رقم 1 (الطبعة المشكولة).
    (3) المصدر رقم 3 و7 و11.
    (4 و 5) الكافي ج1 رقم 3 و7 و11.
    (6) المصدر ص256 رقم 16.

    المصدر : قادتنا كيف نعرفهم 

  • 1

    قال الرضا (ع) : إن بخراسان لبقعة يأتي عليها زمان تصير مختلف الملائكة ، فلا يزال فوجٌ ينزل من السماء وفوجٌ يصعد ، إلى أن ينفخ في الصور ، فقيل له : يا بن رسول الله (ص) وأية بقعة هذه ؟.. قال :
    هي بأرض طوس وهي والله روضة من رياض الجنة ، من زارني في تلك البقعة كان كمن زار رسول الله (ص) وكتب الله تبارك وتعالى له بذلك ثواب ألف حجّة مبرورة وألف عمرة مقبولة ، وكنت أنا وآبائي شفعاءه يوم القيامة.ص31
    المصدر: أمالي الصدوق

    قال الرضا (ع) : والله ما منا إلا مقتول شهيد ، فقيل له : فمن يقتلك يا بن رسول الله؟.. قال (ع) :
    شر خلق االله في زماني يقتلني بالسم ، ثم يدفنني في دار مضيعة وبلاد غربة ، ألا فمن زارني في غربتي كتب الله عز وجل له أجر مائة ألف شهيد ، ومائة ألف صدّيق ، ومائة ألف حاجّ ومعتمر ، ومائة ألف مجاهد ، وحُشر في زمرتنا ، وجُعل في الدرجات العلى في الجنة رفيقنا.ص32
    المصدر: العيون 2/356 ، أمالي الصدوق ص63

    قال رجل من أهل خراسان للرضا (ع) : يا بن رسول الله !.. رأيت رسول الله (ص) في المنام كأنه يقول لي : كيف أنتم إذا دُفن في أرضكم بعضي ، فاستحفظتم وديعتي ، وغُيّب في ثراكم نجمي ؟.. فقال له الرضا (ع) :
    أنا المدفون في أرضكم ، وأنا بضعة من نبيكم ، وأنا الوديعة والنجم ، ألا فمن زارني وهو يعرف ما أوجب الله تبارك وتعالى من حقي وطاعتي ، فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة ، ومن كنا شفعاءه يوم القيامة نجا ولو كان عليه مثل وزر الثقلين الجن والإنس.
    ولقد حدثني أبي ، عن جدي ، عن أبيه ، عن آبائه (ع) : أن رسول الله (ص) قال : من رآني في منامه فقد رآني لأن الشيطان لا يتمثل في صورتي ، ولا في صورة أحد من أوصيائي ، ولا في صورة أحد من شيعتهم ، وإن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءاً من النبوة.ص32
    المصدر: العيون 2/257 ، أمالي الصدوق ص64

    قال الرضا (ع) : ما زارني أحدٌ من أوليائي عارفاً بحقي ، إلا تشفّعت فيه يوم القيامة.ص33
    المصدر: أمالي الصدوق ص119

    قال رسول االله (ص) : ستُدفن بضعةٌ مني بخراسان ، ما زارها مكروبٌ إلا نفّس الله كربته ، ولا مذنبٌ إلا غفر الله ذنوبه.ص34
    المصدر: العيون 2/257 ، أمالي الصدوق ص119

    قال أمير المؤمنين (ع) : سيُقتل رجلٌ من ولدي بأرض خراسان بالسمّ ظلما اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم ابن عمران موسى (ع) .
    ألا فمن زاره في غربته غفر االله ذنوبه ما تقدّم منها وما تأخّر ، ولو كانت مثل عدد النجوم وقطر الأمطار وورق الأشجار.ص34
    المصدر: العيون 2/258 ، أمالي الصدوق ص119

    قال الجواد (ع): من زار قبر أبي (ع) بطوس ، غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ، فإذا كان يوم القيامة نصب له منبر بحذاء مبر رسول الله (ص) حتى يفرغ الله من حساب عباده .ص34
    المصدر: العيون 2/259 ، أمالي الصدوق ص120

    قال الرضا (ع) : إني مقتول ومسموم ومدفون بأرض غربة ، أعلم ذلك بعهدٍ عهده إليّ أبي ، عن أبيه عن آبائه ، عن رسول الله (ص) ألا فمن زارني في غربتي كنت أنا وآبائي شفعاءه يوم القيامة ، ومن كان كنا شفعاءه نجا ولو كان عليه وزر الثقلين.ص35
    المصدر: العيون 2/263 ، أمالي الصدوق ص611

    قال الكاظم (ع) :من زار قبر ولدي علي كان له عند الله عز وجل سبعون حجّة مبرورة ، قلت : سبعين حجة مبرورة ؟.. قال : نعم ، سبعين ألف حجة ، قلت : سبعين ألف حجة ، فقال : رب حجة لا تقبل من زاره أو بات عنده ليلة ، كان كمن زار الله في عرشه ، قلت : كمن زار الله في عرشه ؟.. قال : نعم ، إذا كان يوم القيامة كان على عرش الله عز وجل أربعة من الأولين وأربعة من الآخرين :
    فأما الأولون : فنوح وإبراهيم وموسى وعيسى .. وأما الأربعة الآخرون : فمحمد وعلي والحسن والحسين ، ثم يمدّ المطمر فيقعد معنا زوّار قبور الأئمة ، ألا إن أعلاها درجة وأقربهم حبوة زوّّار قبر ولدي علي (ع).ص35
    المصدر: العيون 2/295 ، أمالي الصدوق ص120

    قال الصادق (ع) : يُقتل حفدتي بأرض خراسان في مدينة يقال لها طوس ، من زاره إليها عارفا بحقه ، أخذته بيدي يوم القيامة وأدخلته الجنة ، وإن كان من أهل الكباير ، قلت : جعلت فداك !.. وما عرفان حقه ؟.. قال :
    يعلم أنه مفترض الطاعة غريب شهيد ، من زاره عارفا بحقه أعطاه الله عز وجل أجر سبعين شهيداً ممن استشهد بين يدي رسول الله (ص) على حقيقة.ص35
    المصدر: أمالي الصدوق ص121

    قال الجواد (ع) : ما زار أبي (ع) أحدٌ فأصابه أذى من مطر أو برد أو حرّ ، إلا حرّم الله جسده على النار.ص36
    المصدر: أمالي الصدوق ص654

    قال الرضا (ع) : لا تُشدّ الرحال إلى شيء من القبور إلا إلى قبورنا ، ألا وإني مقتولٌ بالسم ظلما ً، ومدفونٌ في موضع غربة ، فمن شدّ رحله إلى زيارتي ، استُجيب دعاؤه وغُفر له ذنبه.ص36
    المصدر: العيون 2/254 ، الخصال 1/94

    قال الرضا (ع) :إني سأقتل بالسم مسموماً ومظلوماً ، وأُقبر إلى جانب هارون ، ويجعل االله عز وجل تربتي مختلف شيعتي وأهل بيتي ، فمن زارني في غربتي وجبت له زيارتي يوم القيامة .
    والذي أكرم محمد (ص) بالنبوة ، واصطفاه على جميع الخليقة !.. لا يصلي أحدٌ منكم عند قبري ركعتين ، إلا أستحق المغفرة من الله عز وجل يوم يلقاه .
    والذي أكرمنا بعد محمد (ص) بالإمامة ، وخصّنا بالوصية !.. إن زوّار قبري لأكرم الوفود على الله يوم القيامة ، وما من مؤمن يزورني فتصيب وجهه قطرة من السماء ، إلا حرّم الله عز وجل جسده على النار.ص37
    المصدر: العيون 2/256

    قلت للجواد (ع) : قد تحيّرت بين زيارة قبر أبي عبد الله (ع) وبين قبر أبيك (ع) بطوس فما ترى ؟.. فقال لي : مكانك ، ثم دخل وخرج ودموعه تسيل على خديه فقال : زوّار قبر أبي عبدالله (ع) كثيرون ، وزوّار قبر أبي (ع) بطوس قليل.ص37
    المصدر: العيون 2/256

    سألت الجواد (ع) عن رجل حجّ حجّة الإسلام ، فدخل متمتعا بالعمرة إلى الحجّ ، فأعانه الله تعالى على حجة وعمرة ، ثم أتى المدينة فسلّم على النبي (ص) ثم أتى أباك أمير المؤمنين (ع ) عارفا بحقه ، يعلم أنه حجة الله على خلقه وبابه الذي يُؤتى منه فسلّم عليه ، ثم أتى أبا عبد الله (ع) فسلّم عليه ، ثم أتى بغداد فسلّم على أبي الحسن موسى (ع) ، ثم انصرف إلى بلاده .
    فلما كان في هذا الوقت رزقه الله تعالى ما يحجّ به ، فأيهما أفضل هذا الذي حجّ حجّة الإسلام يرجع أيضا فيحجّ ، أو يخرج إلى خراسان إلى أبيك علي بن موسى الرضا (ع) فيسلّم عليه ؟.. قال : بل يأتي خراسان فيسلّم على أبي (ع) أفضل ، وليكن ذلك في رجب ، و لا ينبغي أن تفعلوا هذا اليوم ، فإن علينا و عليكم من السلطان شنعة . ص 38
    المصدر: العيون 2/258

    قلت للجواد (ع) :جعلت فداك !.. زيارة الرضا (ع) أفضل أم زيارة أبي عبد الله (ع) ؟ .. فقال : زيارة أبي (ع ) أفضل ، و ذلك أن أبا عبد الله (ع) يزوره كل الناس ، وأبي (ع) لا يزوره إلا الخواص من الشيعة .ص 39
    المصدر: العيون 2/261
    بيــان: لعل هذا مختص بهذا الزمان ، فإن الشيعة كانوا لا يرغبون في زيارته ، إلا الخواص منهم الذين يعرفون فضل زيارته ، فعلى هذا التعليل يكون في كل زمان يكون إمام من الأئمة أقل زائرا يكون ثواب زيارته أكثر ، أو المعنى أن المخالفين أيضا يزرون الحسين (ع) ، و لا يزور الرضا إلا الخواص وهم الشيعة فيكون من بيانيّة ، أو المعنى أن من فرق الشيعة لا يزوره إلا من كان قائلا بإمامة جميع الأئمة ، فإن من قال بالرضا (ع) لا يتوقف فيمن بعده ، والمذاهب النادرة التي حدثت بعده زالت بأسرع زمان ولم يبق لها أثر . ص39

    قال الرضا (ع) في خبر دعبل : لا تنقضي الأيام و الليالي حتى تصير طوس مختلف شيعتي وزواّري ، ألا فمن زارني في غربتي بطوس ، كان معي في درجتي يوم القيامة مغفورا له . ص 39
    المصدر: العيون 2/264

    قال الرضا ( ع) :من زارني على بعد داري وشطون مزاري ، أتيته يوم القيامة في ثلاث مواطن حتى أخلّصه من أهوالها : إذا تطايرت الكتب يمينا ًوشمالاً ، وعند الصراط ، وعند الميزان . ص40
    المصدر: كامل الزيارات ص304

    عن الكاظم (ع) مر ّبه ابنه وهو شاب حدث ، وبنوه مجتمعون عنده فقال :
    إن ابني هذا يموت في أرض غربة ، فمن زاره مسلّما ًلأمره عارفا بحقه ، كان عند الله جلّ وعزّ كشهداء بدر. ص41
    المصدر: كامل الزيارات ص304

    قال الجواد (ع) : من زار قبر أبي بطوس ، غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ، وبنى له منبرا ًحذاء منبر رسول الله وعلي (ع) حتى يفرغ الله من حساب الخلائق .ص41
    المصدر: كامل الزيارات ص305
    بيــان: أقول : قد مضى بعض أخبار فضل زيارته (ع) في أبواب فضل زيارة الحسين (ع) وسيأتي بعضها في الباب الآتي ، ثم اعلم أن زيارته (ع) في الأيام الفاضلة والأوقات الشريفة أفضل ، لاسيما الأيام التي لها اختصاص به (ع) ، كيوم ولادته وهو حادي عشر ذي القعدة ، ويوم وفاته وهو آخر شهر صفر ، أو السابع عشر منه ، أو الرابع والعشرون من شهر رمضان ، ويوم بويع بالخلافة وهو أول شهر رمضان أو السادس منه.ص43
    روي أنه يصلى يوم السادس من شهر رمضان ركعتان : كل ركعة بالحمد مرة وبسورة الإخلاص خمس وعشرين مرة ، لأجل ما ظهر من حقوق مولانا الرضا (ع) فيه .ص43
    المصدر: الإقبال ص373

    قال الرضا (ع) :من شدّ رحله إلى زيارتي أستُجيب له دعاؤه وغُفرت له ذنوبه ، فمن زارني في تلك البقعة ، كان كمن زار رسول الله (ص) ، وكتب الله له ثواب ألف حجّة مبرورة ، وألف عمرة مقبولة ، وكنت أنا وآبائي شفعاءه يوم القيامة ، وهذه البقعة روضة من رياض الجنة ، ومختلف الملائكة ، لا يزال فوج ينزل من السماء وفوج يصعد ، إلى أن يُنفخ في الصور.ص44
    المصدر: فصل الخطاب

  • 1

    وَ رَوَى مُقَاتِلُ بْنُ مُقَاتِلٍ قَالَ قَالَ أَبُو اَلْحَسَنِ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ : أَيَّ شَيْءٍ تَقُولُ فِي قُنُوتِ صَلاَةِ اَلْجُمُعَةِ
    قَالَ :  قُلْتُ : مَا يَقُولُ اَلنَّاسُ
    قَالَ : لاَ تَقُلْ كَمَا يَقُولُونَ وَ لَكِنْ قُلِ :
    اَللَّهُمَّ أَصْلِحْ عَبْدَكَ وَ خَلِيفَتَكَ بِمَا أَصْلَحْتَ بِهِ أَنْبِيَاءَكَ وَ رُسُلَكَ وَ حُفَّهُ بِمَلاَئِكَتِكَ وَ أَيِّدْهُ بِرُوحِ اَلْقُدُسِ مِنْ عِنْدِكَ وَ اُسْلُكْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ رَصَداً يَحْفَظُونَهُ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَ أَبْدِلْهُ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِ أَمْناً يَعْبُدُكَ لاَ يُشْرِكُ بِكَ شَيْئاً وَ لاَ تَجْعَلْ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ عَلَى وَلِيِّكَ سُلْطَاناً وَ أْذَنْ لَهُ فِي جِهَادِ عَدُوِّكَ وَ عَدُوِّهِ وَ اِجْعَلْنِي مِنْ أَنْصَارِهِ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
    مصباح المتهجد  ج۱ ص۳۶۶
    بحار الأنوار  ج۸۶ ص۲۵۱

  • 1

    لا شكّ أنّ التعرّف على الوجه الملكوتيّ لثامن كواكب سماء الإمامة والولاية، و على آداب زيارته و ثوابها، و كيفيّة التشرّف بدخول الحرم الرضويّ المحروس بالملائكة، و تقديم مختارات من نصوص الزيارة المعتبرة... أمرٌ حميد و مفيد

    خاصّة للزائرين الذين قطعوا مسافات بعيدة من أجل أن يضعوا رؤوسهم على عتبة حضرته، و من أجل أن يُجدِّدوا عهد الولاء و المودّة لذرّيّة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله الطاهرة، فيغسلوا بدموع الشوق ما عَلِق بمرآة القلوب من غبار، و ليَتَخفَّفوا من أثقال الذنوب و الآثام في التوبة إلى اللَّه قابِلِ التَّوب و غافِر الذنب، الربِّ الرحيم، و ليُقبِلوا على الضراعة و الدعاء بقلبٍ مُفعَم بالمعرفة و اليقين، و بالطمأنينة والصفاء و الأمل و الرجاء.
    و بعد ئذٍ... يعودون إلى مَواطِنهم، كحمائم الحرم الطليقة الأجنحة، ممتلئين بالفيوضات الإلهيّة والألطاف الرضويّة، حاملين معهم رسالة رأفة ورحمة الإمام المضيّف الكريم هديةً لكلّ عشّاق الولاية والإمامة.

    ومن المؤكَّد أنّ الفيوضات الرُّوحانية و المَثوبات الأُخروية تُنال وافيةً متى عرفنا معنى زيارة الإمام و التوسّل به على النحو المقبول، و متى كانت لنا معرفة - ولو يسيرة - بالإمام، كما جاء في الأحاديث الشريفة، لنكون عارفين بالإمام الذي نزوره.
    و ما يضمّه هذا الفصل هو توضيح موجز لهذه المعاني . و من المناسب أن نتعرّف في البدء على حكم الإسلام في السفر وآدابه، لتكون أقوالنا وأفعالنا - قبل الحضور عند الإمام عليه السلام - مطابقة لتعاليم الدين، و لنكون مهيّئين روحيّاً للتشرّف بدخول حرمه الملكوتيّ الأخّاذ .

    السفر و آدابه الإسلاميّة

    السفر في الإسلام أمر ممدوح. والإسلام يعتبر السفر فرصة للسلامة ومبعثاً للحصول على الغنيمة(77)، و هذا لا يتنافى و المتاعب و المشقّات التي تَحدُث في السفر ( وقد أشار إليها عدد من الأحاديث)؛ ذلك أنّ السفر - بما يرافقه عادةً من معاناة و عقبات - تظلّ منافعه و آثاره المفيدة أكبر ممّا فيه من مشكلات، و بشكل خاصّ إذا كان السفر لزيارة أولياء اللَّه.
    و من أجل الحصول على مزايا السفر و السلامة من عوارضه المحتملة - و خاصةً سفر الزيارة - دَلّنا الإسلام على آداب و تعاليم فى هذا المجال، نشير هنا إلى عدد منها :
    1 - قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: «الرفيقُ ثُمّ الطريق»(78)، يعني: اصحَبْ في سفرك رفيقاً صالحاً، ثمّ سافِر .
    2 - ليكن سفرك مع مَن لا يُقابِل احترامَك و تقديرك له بغير اكتراث، بل مع مَن يقدّر موقفك(79).
    3 - افتَتِحْ سَفرَك بالصدقة(80).
    4 - أوصى لقمانُ الحكيم ولدَه أن يحمل معه في سفره الأدوات التي يحتاج اليها، مثل وعاء للماء، و الأدوية التي ينتفع بها هو ومَن معه، والثياب، و الإبرة و الخيوط، و أن لا ينسى وسائل الدفاع المناسبة(81).
    5 - و كذلك أمرَ لقمان ابنه بقوله: إذا سافرتَ مع قومٍ فأكثِر استشارتَهم في أمرك و أمرهم، و أكثِر التبسُّمَ في وجوههم، وكُن كريماً على زادك بينهم، و إذا دَعَوكَ فأجِبْهُم، و إذا استعانوك فأعِنْهُم(82).
    6 - قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: إذا كان ثلاثة نفر في سفر فليؤمّهم أقرؤُهم.. و ليؤمِّروا أحدَهم(83).
    7 - قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: سيّدُ القوم خادِمُهم في السفر(84).

    و روي عن النبيّ صلى الله عليه وآله أنّه أمرَ أصحابَه بذبحِ شاةٍ في سفر، فقال رجل منهم: علَيّ ذَبْحُها، و قال آخر: علَيّ سَلْخُها، و قال آخر: علَيَّ قَطعُها، و قال آخر: علَيّ طَبخُها، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: علَيَّ أن ألقُطَ لكم الحَطَب .
    فقالوا: يا رسولَ اللَّه لا تَتْعَبَنَّ، بآبائنا و أُمّهاتنا أنت... نحن نكفيك .
    فقال: «عرفتُ أنكم تَكْفُوني، ولكنّ اللَّه عزّ و جلّ يَكرَهُ مِن عَبدِهِ إذا كانَ مع أصحابِه أن يَنفرِدَ مِن بَينِهم». ثمّ قام صلى الله عليه وآله يلقط الحطبَ لهم(85).
    8 - إذا سافرتَ فرَتِّبْ وضعَ سفرك بحيث لا يصيب تكاليفك الشرعيّة وفرائضك الدينيّة بالضرر(86)، و لا ينبغي للمرأة أن تسافر بدون مَن يرافقها مِن محارمها ما أمكنها ذلك .
    9 - ابذلْ لرفاق السفر ممّا عندك، وعليك أن تكتم ما ربّما تراه منهم من سوء المعاملة، و أن تمزح معهم في غير معصية اللَّه(87).
    10 - لا تتشاءم من شي‏ء في سفرك، واحمل معك إذا عُدتَ من السفر هديّة لأهلك ولو قليلة. و في الطريق حاول ألّا تفصل بينك وبين رفاقك مسافةٌ بعيدة، ولتكونوا بحيث لا يغيب بعضكم عن نظر بعض، في السيارة أو القافلة. وحاول ما أمكنك ألّا يكون رجوعك إلى أهلك ليلاً، لئلّا توقظ النائمين . و إذا كان رفيق سفرك لا يستطيع أن ينفق بقدر ما تنفق فحاول أن تقلِّل من نَفَقتك .
    و هذه النقاط هي ملامح من آداب السفر التي نجد مضامينها في العديد من الأحاديث .

    أهداف السفر

    يسافر الإنسان لأهداف مختلفة. إنّه يسافر أحياناً لأداء فريضة الحجّ، وللجهاد، و لزيارة أولياء اللَّه، و لصلة الأرحام، و للهجرة و الفرار من الفتن. و يسافر أحياناً للتجارة، و لتحصيل العلم، و اكتساب التجارب، و إعانة الآخرين، و للنُّزهة السليمة. و في هذه الحالات تكون أهداف السفر مقدّسة و مَرْضيّة. و في أحيان أخرى يكون السفر لأهداف غير مشروعة، كالسفر للهروب من الواجب، و للقيام بعمل غير لائق، و لاقتراف المعاصي . و يكون أحياناً لتمضية الوقت و للتسلية التي ربّما تجرّ الإنسان إلى الفساد والخراب .

    الزيارة

    يقول اللَّه تعالى في القرآن الكريم:
    « وَ لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللَّه اَمْواتاً بَلْ اَحياءٌ عِندَ رَبِّهِم يُرْزَقُونَ » .(88)
    من هنا يتجلّى أنّ الأرواح الطيّبة للأئمّة المعصومين عليهم السلام - و هم جميعاً شهداء في سبيل الحقّ و الحقيقة - أرواحٌ حيّة مطّلعة على زيارتنا ودعائنا وتوسّلنا، ولذلك قال الإمام الصادق عليه السلام : «مَن زارَنا بعد مماتنا كان كمن زارَنا في حياتنا ».
    الزيارة - إذاً - هي الحضور بشوق في الحرم المقدّس للأئمّة المعصومين و اللقاء المعنويّ بهم .
    الزيارة... عقد الارتباط القلبيّ بحجّة اللَّه، الذي هو واسطة وصول فيض اللَّه و رحمته إلى عباده .
    و زيارة الإمام.. تعني مبايعة الإمام، و إحياءً لذكرى إيثار الإمام وتضحيته و استشهاده.
    زيارة الإمام.. تعني إظهار محبّة الإمام وإبراز مَوَدّته؛ فإنّ اللَّه تعالى قال لرسوله صلى الله عليه وآله: « قُلْ لا اَساَلُكُم عَلَيهِ اَجْراً اِلّا المَوَدَّةَ فى القُربى‏ »(89).
    زيارة الإمام.. تعني الإعلان أنّ أسماء أولياء اللَّه و أهدافهم لا تُنسى باستشهادهم.
    و المزار.. مُلتقى عشّاق طريق الولاية.
    و نَصُّ الزيارة إعلان المُتابَعة و المُشايَعة لخطّ قيادة المعصوم، و النُّفرة من الطاغوت و سُبُله و أتباعه.
    و لقد كانت الصِّدّيقة فاطمة الزهراء عليها السلام تَخرُج كلّ أسبوع إلى مزار الشهداء في أُحُد . و لمّا علّمها رسول اللَّه صلى الله عليه وآله التسبيح الذي عُرف بعدئذٍ باسمها المقدّس ( اللَّه أكبر 34 مرّة، الحمد للَّه 33 مرّة، سبحان اللَّه 33 مرّة) أخذت فاطمة من تراب قبر حمزة و صيّرته طيناً، وعملت منه مئةَ حبّة نَظَمَتها فى خيط، و أخذت تَعُدّ بها هذا الذِّكر (أي تسبيح الزهراء عليها السلام )، وبهذا قَرَنت إلى ذِكر اللَّه تعالى ذِكرى الشهداء .
    و بعد استشهاد الإمام سيّد الشهداء ذلكم الاستشهاد الفجيع.. اتُّخِذت مَسابح من تراب قبره الطاهر. و جاءت وصايا الأئمّة الهداة أن نضع جباهنا في سجود الصلاة على تراب كربلاء، و أن نزور الإمام الحسين المظلوم عليه السلام كلّ ليلة قدر، وكلّ ليلة جمعة، وكلّ الليالي و الأيام المقدّسة، و أن نذكر سيّد الشهداء عليه السلام كلّما شربنا الماء؛ فإنّ الظالمين قد قتلوه عطشاناً.
    إنّ هذا كلّه من أجل ألّا ننسى الأئمّة المعصومين ولا نغفل عن طريقهم؛ ذلك أنّ ما يصيب المسلمين من بلايا ومحن إنّما هو بسبب الغفلة عن هؤلاء القادة الإلهيّين الهداة المعصومين، والركون إلى الطواغيت المتجبّرين المضلّين .

    زيارة الإمام الرضا عليه السلام‏

    ذَكَرت الأحاديث فضلاً عظيماً و ثواباً كبيراً لزيارة الإمام الثامن من أئمّة أهل البيت أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام، ومن هذه الأحاديث:
    قال الإمام محمّد بن عليّ الجواد عليه السلام : «مَن زارَ قبرَ أبي بطوس غَفَر اللَّهُ له ما تَقدّمَ مِن ذنبه و ما تأخّر»، و «مَن زارَ أبي فله الجنّة»(90).
    و قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام: «من زارَه في غُربته... كان كمن زارَ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله»(91).
    و قال الإمام الجواد عليه السلام: «ضَمِنتُ لمن زارَ قبرَ أبي عليه السلام بطوس - عارفاً بحقّه - الجنّةَ على اللَّه عزّ وجلّ»(92).
    و قال الإمام الرضا عليه السلام: «مَن زارني على بُعد داري و مزاري أتَيتُه يومَ القيامة في ثلاثة مَواطِن حتّى أُخَلِّصَه مِن أهوالها: إذا تَطايَرَت الكتب يميناً و شمالاً، و عند الصراط، و عند الميزان»(93).
    و روى عبدالسلام بن صالح الهَرَويّ عن الإمام الرضا عليه السلام أنّه قال: «لا تنقضي الأيّام و الليالي حتّى تصير طوس مُختلَف شيعتي و زُوّاري ، ألَا فمَن زارني في غربتي بطوس كان معي في درجتي يوم القيامة مغفوراً له»(94).
    و روي عن الإمام عليّ بن محمّد الهادي عليه السلام أ نّه قال: «من كانت له إلى اللَّه حاجة فَليَزُر قبر جدّي الرضاعليه السلام بطوس و هو على غُسل، ولْيُصَلِّ عند رأسه ركعتين، و ليسأل اللَّه تعالى حاجتَه في قنوته؛ فإنّه يستجيب له ما لَم يسأل مَأثَماً أو قطيعة رَحِم . إنّ موضع قبره لَبُقعَة مِن بِقاع الجنّة، لايزورها مؤمن إلّا أعتَقَه اللَّهُ مِن النار، و أدخَلَه دارَ القرار»(95).

    التوسّل‏

    أوجد اللَّه عزّ وجلّ نظام الخليقة و جعله قائماً على الوسائل والأسباب: المطر يَهطِل، لكن بوسيلة البخار و السحاب و الرياح. و اللَّه سبحانه يكلّم رسوله، لكن بوساطة جبرئيل(96).
    اللَّه تبارك و تعالى نفسه و صف الملائكة في القرآن بأنها واسطة تدبير الأمور(97). و حتّى في عَرض حاجاتنا في محضر اللَّه تعالى وفي تقديم الطلبات يكون ابتغاء الوسيلة أمراً قيّماً، كما قال سبحانه: « وَ ابْتَغُوا إلَيهِ الوَسِيلَةَ »(98).
    إنّ التوسّل هو أن نَتّخذ أولياء اللَّه وسيلةً لطلب الحاجة من اللَّه المتعال .
    يقول الإمام عليّ عليه السلام في قوله تعالى: « وَ ابْتَغُوا إلَيهِ الوَسِيلَةَ » : «أنا وسيلتُه»(99) . و تقول الصدّيقة فاطمة الزهراء عليها السلام : «و نحن وسيلتُه في خلقه»(100).
    و في هذا المضمون وردت أحاديث كثيرة(101).
    و من المفيد أيضاً - إلى جوار التوسّل إلى اللَّه بالأطهار المنزَّهين وبخاصّة أولياء اللَّه - ذِكرُ و تعظيم الأيّام المباركة و الأوقات المقدّسة؛ فالإمام السجّاد عليه السلام دعا اللَّه بحقّ شهر رمضان(102). و أقسم الإمام الحسين عليه السلام على اللَّه بحقّ ليلة عَرَفة. وقد نزل القرآن في ليلة القدر، و هي ليلة مباركة، بل هي خيرٌ مِن ألف شهر(103).
    يقول الإمام محمّد الباقر عليه السلام : «مَن أحيا ليلَة القدر غُفِرت له ذنوبُه»(104).
    و نقرأ في القرآن الكريم، عن الملائكة :
    « وَ يَسْتغفِرونَ لِمَن فِى الاَرْضِ »(105)، أي أنّ الملائكة - وهم وُجَهاء الحضرة الإلهيّة - يطلبون العفو و المغفرة لأهل الأرض .
    إنّ هذا التوسّل هو عمل مهمّ، و من مظاهر الحياة التوحيديّة النقيّة التي دعانا إليها اللَّه سبحانه و الأنبياء و الأوصياء عليهم السلام، غير أنّ ما هو باطل وذميم أن يكون التوسّل بالحجر و الخشب و النار و النجوم و سواها من مظاهر الوثنيّة التي ترى لهذه الجمادات تأثيراً في ذاتها و من نفسها. و من الطبيعيّ أنّ شأن أولياء اللَّه يتفاوت تفاوتاً كبيراً عن شأن الأشياء الجامدة الخالية من الروح. نقرأ في القرآن الكريم أنّ النبيّ يعقوب وضع قميص يوسف على عينيه فارتدّ بصيراً و شَفيت عيناه(106).
    إنّ القميص ما هو إلّا قطعة من القماش، لكنّه لمّا لامَسَ جسم يوسف الطاهر العابد مدّة من الزمان غدا له هذا الأثر الشافي .
    كمالُ جليسي لقلبي سرى‏
    وإلّا.. فما أنا إلّا ترابُ !(107)
    لمّا حَلَق رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله شعر رأسه المبارك في مِنى‏ (بمكّة المكرّمة) بقصد التقصير بعد أداء الحجّ... أخذ الصحابة شعر رأسه يتبرّكون به(108).
    ونحن لا نعتقد أنّ أحداً - مهما كان - له قدرة مستقلّة عن قدرة اللَّه عزّ وجلّ، بل نرى أنّ منشأ قدرة أولياء اللَّه من ذات الحقّ تعالى، يقول القرآن: « أغناهُمُ اللَّهُ و رَسُولُه مِنْ فَضلِهِ »(109) .
    في هذه الآية قُرِن اسم رسول اللَّه باسم اللَّه تعالى . ومن الواضح الجليّ أنّ قدرة النبيّ إنّما هي شعاع من قدرة اللَّه، و هبه اللَّه للنبيّ .
    أجَل، إنّ قضيّة التوسّل و مشروعيّته هي من الوضوح بحيث لا تَدَع ذريعة مُغرِضة للوهّابيّين الذين و صفهم قائد الثورة الكبير قدس سرّه بالحمقى الملحدين .
    عندما مَرِض الإمام الهادي عليه السلام بعث مَن يدعو له عند قبر الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء . و مع أنّ الإمام الهادي عليه السلام أحد الأئمّة المعصومين، غير أنّ في هذا دلالة على رفعة منزلة الإمام الحسين عليه السلام عند اللَّه، و على أنّ حرمه الطاهر موضع استجابة الدعوات ونيل الحاجات.
    وقد بيّن الإمام الهادي عليه السلام لمن تعجّب من إرسال الإمام مَن يدعو له في كربلاء أنّ «رسول اللَّه صلى الله عليه وآله كان يطوف بالبيت ويقبّل الحجر [ الأسود ] ، وحرمةُ النبيّ صلى الله عليه وآله والمؤمن أعظم من حرمة البيت، و أمرَه اللَّه أن يقف بعرفة. إنّما هي مَواطِنُ يحبّ اللَّه أن يُذكر فيها، فأنا أحبّ أن يُدعى لي حيث يحبّ اللَّه أن يُدعى فيها، و الحَير [ أي ما حول قبر الحسين عليه السلام ] من تلك المواضع»(110).
    و عندما أصاب الناسَ قحطٌ في أيّام حكم عمر بن الخطّاب، فإنّه قَصدَ العبّاسَ عمّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، واستسقى للناس بالعبّاس بن عبد المطّلب(111).
    و روي عن رجل أنّه قال: بعث إليّ أبو الحسن الرضا عليه السلام من خراسان رُزمةَ ثياب، وكان بينها طين، فقلت للرسول [ الذي أوصلها إليّ ] : ما هذا؟ قال: هذا طينُ قبرِ الحسين عليه السلام، ما كاد [ الإمام الرضا عليه السلام ] يوجِّه شيئاً من الثياب و لا غيره إلّا و يجعل فيه الطين، فكان يقول: «هو أمان بإذن اللَّه»(112).
    و في الخبر أنّ ابن أبي يعفور قال للإمام الصادق عليه السلام : يأخذ الإنسان من طين قبر الحسين عليه السلام فينتفع به، و يأخذ غيره فلا ينتفع به !
    فقال عليه السلام : «لا و اللَّه الذي لا إله إلّا هو، ما يأخذه أحد و هو يرى أنّ اللَّه ينفعه به إلّا نفعه اللَّه به»(113).
    وغير هذا و ذاك .. فإنّ الملايين من الناس يقصدون العتبات المقدّسة في كلّ عام، فيَدْعُون فيها و ينالون ما يطلبون. وحصول الناس على طلباتهم في العتبات المقدّسة هو في ذاته دليل يؤيّد هذا المعنى. تُرى.. مَن الذي يدعو اللَّه في البقاع الطاهرة بفؤاد طافح بالإيمان و قلب منكسر مؤمِّل ثمّ لا يستجاب دعاؤه؟!
    نقرأ في القرآن الكريم :
    « وَ لَوْ اَ نَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا اَنْفُسَهُمْ جاؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً »(114).

    بناء القبّة و الحرم‏

    في القرآن الكريم دلالة على جواز بناء المسجد على مزار الرجال الإلهيّين(115) . وفي اتّخاذ القبّة و الحضرة علامة على أنّ هذه البقعة المقدّسة هي مرقد لرجل من دعاة التوحيد .
    وفي هذا المجال، جاء في سنن أبي داوود :
    لمّا مات عثمان بن مظعون أُخرج بجنازته فدُفن، وأمر النبيُّ رجلاً أن يأتيه بحجر، فلم يستطع حمله، فقام إليه رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وحَسَر عن ذراعَيه.. ثمّ حمله فوضعه عند رأسه، و قال: «أتَعلَّم بها قبرَ أخي، و أدفن إليه مَن مات مِن أهلي»(116).
    و من الواضح الجليّ أن تشييد الحرم و إقامة القِباب على المراقد الطاهرة للمعصومين عليهم السلام هو لون من التجليل و التعظيم لهؤلاء الحجج الإلهيّين الذين استُشهِدوا في سبيل اللَّه بعد حياة توحيديّة عظيمة حافلة بالعمل على الهداية و التبصير، و في هذا نوع من الإحياء الدائم لذكرى هؤلاء الأئمّة القادة في حياة الناس، ولِتَغدوُ ومزاراتهم المقدّسة مَثاباتٍ للناس يتلقّون فيها من الفيض الإلهيّ ما يسعدهم ويُغنِيهم .

    تقبيل أبواب الحرم‏

    عندما نقبّل أبواب الحرم و ضريح الإمام و نعدّها مباركات، فإنّما نفعل ذلك احتراماً و تعظيما لحجّة اللَّه الإمام المعصوم الذي تستمدّ الأبواب والجدران و الضريح مِن بركته ويسري إليها من قداسته.. تماماً كما نقبّل غلاف القرآن الكريم لاعتقادنا أنّ القرآن قد كُتب على ورقه و أنّ الجلد قد غدا غلافاً للمصحف الشريف، فاكتسب بركةً و قداسة خاصّة، ولكنّ هذا الجلد نفسه لو صُنع منه لباس أو جُعل حقيبة للإنسان لَما كان له قطّ شي‏ء من هذه البركة و هذه القداسة .

    السلام على اولياء اللَّه‏

    أوّل ما ورد إهداء التحيّة إلى أولياء اللَّه و السلام عليهم إنّما ورد في القرآن الكريم، في قوله:
    « سَلامٌ عَلى‏ نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ »(117)
    « سَلامٌ عَلى‏ اِبْراهِيمَ »(118)
    « وَ لَقَدْ مَنَنَّا عَلى‏ مُوسى‏ وَ هارُونَ »(119)
    « وَ سَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَ يَوْمَ يَمُوتُ وَ يَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا »(120)
    « وَ سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ».(121)
    و نحن أيضاً نتّبع ما جاء في القرآن، فنُسَلِّم على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله والأئمّة المعصومين من أهل بيته عليهم السلام . و بسلامنا هذا وتحيّاتنا هذه نعرض، بين أيديهم، محبّتنا و احترامنا. و هذا في نفسه نوع من تقديم الشكر والامتنان لهم على جهودهم في إبلاغ الحقائق الإسلاميّة وبثّها حتّى مَنّ اللَّه علينا فجعلنا مسلمين من شيعة أهل البيت عليهم السلام .

    ذكر المناقب و المصائب‏

    يذكر اللَّه سبحانه في القرآن محنَ و شدائد الأنبياء و أصحابهم، فيقول تعالى :
    « وَ كَاَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما اَصابَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَ ما ضَعُفُوا وَ مَا اسْتَكانُوا وَ اللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ».(122)
    و قد تضمّنت أكثر نصوص «زيارة» أئمّة أهل البيت عليهم السلام عبارات تتحدّث عمّا تحمّله هؤلاء الأئمّة الصابرون - في اللَّه تعالى - من محن و بلايا و مشقّات عظيمة، و ما واجههم به الخصوم و الأعداء - بسبب ثباتهم و رسوخهم في الحقّ - من مواقف سيّئة مُعادية. إنّ التوجّه إلى مضامين هذه العبارات و التدقيق فيها يزيد المرء تعرّفاً و اطّلاعاً على ما عاناه الأئمّة الطاهرون من هضم و ظلم، و يزيده بصيرة بحقهم و مقامهم الإلهيّ الرفيع .. كما نلاحظ نماذج من ذلك في أغلب فقرات «الزيارة الجامعة الكبيرة»(123).

    آداب الزيارة

    من أجل تعرّف القرّاء الأعزّاء على ما تقتضيه زيارة حجّة اللَّه على خلقه الإمام المعصوم عليهم السلام من آداب، نشير هنا إلى عدد منها :
    1 - نذهب إلى الزيارة مُنفِقين من المال الحلال، فإنّ اللُّقمة الحرام لاتُقبَل بها الصلاة و لا الزيارة، و لا يستجاب بها الدعاء(124).
    2 - نجتنب المعاصي و الآثام، ذلك أنّ اللَّه تعالى إنّما يتقبّل عمل الخير من المتّقين(125).
    3 - عند مغادرة الوطن و توديع الزوجة و الأولاد و الأهل، نوصيهم بالتقوى و العمل الصالح، فإنّ للتذكير في لحظات الوداع أثره البالغ .
    4- علينا - في تهيئة بطاقة السفر و واسطة النقل - أن لا نرتكب إيذاءً لأحد، و لا نسي‏ء التعامل، و لا نكذب، و لا نُضيع حقّاً، و لا نستغلّ أموال الآخرين، ذلك أنّ ارتكاب كلّ واحدة من هذه الأمور من شأنه أن ينأى بسفر الزيارة المقدّس عن قيمته الحقيقة.
    5 - لنعلم أنّنا إذا استصغرنا أحداً قبل ذلك و لم نتقبّله، فإنّ الإمام عليه السلام لن يقبلنا أيضاً .
    كان عليّ بن يقطين في أيّام الإمام الكاظم عليه السلام وزيراً لهارون الرشيد . وفي أحد الأيّام أراد إبراهيم الجَمّال - و كان جَمّالاً من الشيعة - أن يدخل مجلس الوزير، فلم يأذن له عليّ بن يقطين. و حَدَث في تلك السنة أن حَجّ ابنُ يقطين، و ذهب إلى المدينة فاستأذن ليدخل على الإمام الكاظم عليه السلام فحَجَبَه ولم يأذن له . فرآه في اليوم التالي، فسأله: يا سيّدي، ما ذنبي [ حتّى حَجَبتَني عنك ] ؟
    فقال له الإمام عليه السلام : «حَجَبتُك لأنّك حَجَبتَ أخاك إبراهيم الجمّال، و قد أبى اللَّه أن يَشكُر سعيك أو يغفر لك إبراهيمُ الجمّال»(126).
    6 - أن نُعين رفقاء سفرنا ما أمكننا ذلك، و أن نحسن إليهم. يقول مُرازم ابن حكيم: زامَلتُ [ في طريق المدينة المنوّرة ]محمّد بن مصادف، فلمّا دخلنا المدينة اعتَلَلت [ أي : مَرِضت ]. فكان يمضي إلى المسجد و يَدَعني وحدي، فشكوتُ ذلك إلى مصادف فأخبرَ به أبا عبد اللَّه عليه السلام، فأرسَلَ إليه : «قُعودُك عنده أفضلُ من صلاتك في المسجد»(127).
    7 - لا نستصغر خدمة الناس و لا نستهين بها، ولنعلم أن إعانة الرفقاء لها ثوابها .
    يقول إسماعيل الخثعميّ : إنّا إذا قَدِمنا مكّةَ ذَهَب أصحابُنا يطوفون ويتركوني أحفظ متاعهم، فقال الإمام عليه السلام : «أنت أعظَمُهم أجراً»(128).
    8 - للتشرّف بالزيارة يَحُسنُ أن نلبس ثياباً طاهرة لائقة و أن نتطيّب بالطِّيب، لئلّا تؤذي الزائرين رائحة عرقنا أو رائحة الجوارب .
    9 - أن ندخل الحرم على وضوء (وعلى غُسل إن أمكن)، و أن نخطو بسَكِينة و وقار . وبعد إذن الدخول نتشرّف بمحضر الإمام بخضوع و رجاء و حضور قلب و عين دامعة . ثمّ نقف في قبالة الضريح الطاهر إذا لم يكن في ذلك مضايقة للآخرين، و إلّا وقفنا على مسافة من الضريح و نزور الإمام و نقول نخاطبه عليه السلام :
    يا إمامي ، طالما عُرِضَت عليك أعمالي السيّئة، و طالما آذيتُك بأعمالي و أقوالي الذميمة.. وها أنذا جئتُ أعتذر أمام ألطافك .
    يا إمامي، أنتم أهل بيت رسول اللَّه موضع هبوط و ملائكة الحقّ وعروجهم، و معدن علم اللَّه و رحمته .
    يا إمامي ، أنتم حجّة اللَّه و أولياء نعمتنا، و أنتم بيت الإمامة ساسة العباد و ملجأ الخلق. اصطفاكم اللَّه بالعقل الكامل، و جعلكم كنز العلم و المعرفة وجعلكم تراجمة لوحيه و الشهداء على خلقه، عصمكم اللَّه من الزلل وطهّركم من الدَّنس، و قد بذلتم أنفسكم فى مرضاته، و كنتم الدعاة إليه .
    يا إمامي ، أنتم نور في الظلمات، إذا ذكر الحقّ كنتم مُبتدأه و مُنتهاه، أنتم محور التقوى و الصدق و العزّة و الرحمة. أنتم خلفاء اللَّه في الأرض، وحُجَجه على الخلق، و عندكم الغيب و كمال المعرفة و العشق و المودّة الخالصة و اليقين الراسخ، أنتم مقيمو الصلاة و مؤدّو الزكاة و باذلو النفوس في سبيل اللَّه(129).
    ونُتَمْتِم بمثل هذه الكلمات، و نروح نُقبّل الأبواب و الأعتاب حبّاً للإمام عليه السلام، و ندعو للصالحين و العلماء الذين عرّفونا على هذا الطريق، ونستمدّ العون من اللَّه الكبير المتعال لتربية أبنائنا عارفين بحقّ الأئمّة الطاهرين.
    10 - بعدها نقرأ بصوتٍ خافت إحدى الزيارات المعتبرة (مثل زيارة أمين اللَّه و الزيارة الجامعة الكبيرة) بتوجّه إلى معانيها، ثمّ نصلي ركعتين بنيّة (صلاة الزيارة) .
    11 - نشارك في صلاة الجماعة إذا حان وقتها، لئلّا نُحرَم فضيلة الصلاة في أوّل الوقت.
    12 - نأخذ توجيهات خدّام الحرم مأخذ الجِدّ، و نتجنّب مضايقة الآخرين .
    13 - عند تشرّفنا بدخول الحرم الطاهر لا نُضيّع الوقت بالإغفاء أو بالكلام غير المُجدي، أو بالجدال الذي يجرّ إلى الخصومة، بل نستثمر هذه اللحظات النفيسة لقراءة القرآن، أو لقراءة الزيارة الجامعة و الأدعية المعتبرة، أو نصلّي قضاءً عنّا و عن والدَينا، وصلاةً مستحبّة نهدي ثوابها إلى الروح القدسيّة للإمام الرضا عليه السلام، أو سائر الأئمّة المعصومين، أو لوالدَينا و أرحامنا ، لتكون ذخيرةً لنا و زاداً في الآخرة .
    14- لا نغفل عن الدعاء بتعجيل فَرَج الإمام صاحب الزمان عجّل اللَّه فرجه الشريف، و في ظهور منقذ البشريّة و مصلح العالم .

    إضمامة من رؤية و نهج الرضا عليه السلام‏

    موقف من الطاغوت: وصل مسافران إلى خراسان، و دخلا على الإمام الرضا عليه السلام يسألانه عن حكم صلاتهما قصراً أو إتماماً .
    قال الإمام لأحد الرجلين إنّ صلاته ركعتان، و قال للآخر إنّ صلاته أربع ركعات. و عَجِب الرجلان لهذا التمييز بينهما في الصلاة و هما كلاهما مسافران. فقال الإمام للأوّل: «وجب عليك التقصير لأنّك قَصَدتَني». وقال للآخر : «وجب عليك التمام لأنك قَصَدت السلطان» أي: الطاغوت، و من سافر للقاء الطاغوت كان سفره سفرَ معصية، و لا قصر في صلاة سفر المعصية(130).
    مع الضيف: نزل بالإمام أبي الحسن الرضا عليه السلام ضيف، و كان جالساً عنده في بعض الليل، فتغيّر السراج، فمدّ الرجل يده ليصلحه، فَزَبره الإمام أبو الحسن عليه السلام، ثمّ بادره بنفسه فأصلحه، ثمّ قال له: «إنّا قوم لا نستخدم أضيافنا»(131).
    مع الخادم: يقول نادر خادم الإمام الرضا عليه السلام : كان الإمام عليه السلام إذا أكل أحدُنا لا يستخدمه حتّى يفرغ من طعامه. و يقول: قال لنا أبو الحسن الرضا عليه السلام: «إن قُمتُ على رؤوسكم و أنتم تأكلون فلا تقوموا حتّى تفرغوا»(132).
    و كان الإمام الرضا عليه السلام يعامل خدمه صغاراً و كباراً بمحبّة، و يكلمهم برفق(133) .
    و اقتَرَح عليه رجل يوماً أن يعزل مائدة لمَواليه من السُّودان وغيرهم، ولا يجلس معهم على مائدة واحدة، فقال له عليه السلام: «مَه! إنّ الربّ تبارك وتعالى واحد، والأمّ واحدة، و الأب واحد، و الجزاء بالأعمال»(134).
    الإمام و العطاء: فرّق الإمام الرضا عليه السلام يوم عرفة في خراسان مالَه كلّه بين المحرومين، فقال له قائل: إنّ هذا لَمغرَم ! فقال: «بل هو المَغنَم، لا تَعُدَّنَّ مَغرَماً ما ابتَغَيتَ به أجراً وكرماً»(135) .
    الإمام و الأدب: يقول إبراهيم بن العبّاس: ما رأيتُ أبا الحسن الرضا عليه السلام جفا أحداً بكلمةٍ قطّ، و لا رأيته قَطَع على أحدٍ كلامَه حتّى يفرغ منه، و ما ردَّ أحداً عن حاجة يقدر عليها، و لا مَدَّ رِجلَه بين يَدي جليس له قطّ، و لا اتّكأ بين يَدي جليس له قطّ، ولا رأيتُه شَتَم أحداً من مَواليه و مماليكه قطّ... كان ضحكه التبسّم، و إذا خلا و نُصب له مائدة أجلَسَ معه على مائدته ممالكيه و مواليه حتّى البوّاب و السائس(136).
    الإمام و الاقتصاد: أكل الغِلمانُ يوماً فاكهةً و لم يَستَقصُوا أكلها و رمَوا بها، فقال لهم الإمام‏عليه السلام: «سبحان اللَّه! إن كنتم استَغنَيتُم فإنّ أُناساً لم يَستَغنُوا، أطعِموه مَن يحتاج إليه»(137).
    عفو الإمام: أغار الجَلُوديّ من قوّاد هارون الرشيد على دُور آل أبي طالب في المدينة، فلمّا صار الجلوديّ إلى باب الإمام الرضا عليه السلام أراد الهجوم على الدار ليسلب ما على النساء من الحُليّ، قال الإمام لهذا الذي أصرّ على تنفيذ الامر الجائر: أنا أسلبهُنّ لك، و أحلف أنّي لا أدَعُ عليهنّ شيئاً إلّا أخذته !
    و يمرّ الزمان، و يتبدّل الوضع السياسيّ، فيُجعَل الإمام الرضا عليه السلام وليّاً للعهد، و يُلقى الجَلوديّ في السجن. ولمّا أُدخل الجلوديّ على المأمون لمحاكمته، قال الإمام الرضا عليه السلام للمأمون: هَبْ لي هذا الرجل (أي: أعفُ عنه من أجلي ) .
    و نظر الجلوديّ إلى الإمام الرضا عليه السلام و هو يكلّم المأمون، فظنّ أنّ الإمام يطلب قتله، فقال للمأمون: أسألك باللَّه أن لا تَقبَل قولَ هذا فيّ !
    قال له المأمون: أمّا و قد أقسمتَ عليَّ فإنّ مصيراً أسود بانتظارك ، فقُدِّم و ضُربت عنقه(138).
    الإمام و بساطة العيش: تقول جارية: اشتُرِيتُ من الكوفة وحُمِلتُ إلى المأمون، فكنت في داره في جنّة من الأكل و الشرب والطِّيب و كثرة الدنانير، فلمّا صِرتُ بعدئذ في دار الإمام الرضا عليه السلام فقدتُ جميع ما كنت فيه من الترف، و كان الإمام يحثّنا على الصلاة و العبادة. و كانت حياته البسيطة و عبادة الليل من أشدّ الأشياء علَيّ، فكنت أتمنّى الخروج من داره !(139)
    الإمام و القرآن: كان كلام الإمام كلّه انتزاعات من القرآن، و كان يختمه في كلّ ثلاثة أيّام، و يقول: «لو أردتُ أن أختمه في أقرب من ثلاثة لختمت»(140).
    الإمام و مناجاة الليل: كان يُكثر بالليل من تلاوة القرآن، فإذا مرّ بآية فيها ذِكر جنّة أو نار بكى و سأل اللَّه الجنّة و تعوّذ من النار . فإذا كان الثلث الأخير من الليل قام بالتسبيح و التحميد و الاستغفار، فاستاك ثمّ توضّأ، ثمّ قام إلى صلاة الليل. و يصلّي صلاة جعفر الطيّار أربع ركعات، و يحتسبها من صلاة الليل(141).
    و كان قليل النوم بالليل كثير السهر، يحيي أكثر لياليه من أوّلها إلى الصبح. و كان كثير الصيام، فلا يفوته صيام ثلاثة أيّام في الشهر، و يقول: «ذلك صوم الدهر». و كان كثير المعروف و الصدقة في السرّ، و أكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة(142).
    شرط الأُخوّة: قال الإمام الرضا عليه السلام لأخيه: «أنت أخي ما أطعتَ اللَّه، فإذا عصيتَ اللَّه فلا إخاء بيني و بينك»(143).
    تعامل الإمام مع الشيعة: يقول موسى بن سيّار: كنتُ مع الرضا عليه السلام و قد أشرف على حِيطان طوس، و سمعتُ واعيةً فاتّبعتُها.. فإذا نحن بجنازة، فلمّا بَصُرتُ بها رأيتُ سيّدي وقد ثنى رِجله عن فرسه ثمّ أقبل نحو الجنازة فرفعها، ثمّ أقبل يلوذ بها.. ثمّ أقبل عليّ وقال: «يا موسى بن سيّار، مَن شيّع جنازة وليٍّ من أوليائنا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه لا ذنب عليه». حتّى إذا وُضع الرجلُ على‏ شفير قبره رأيت سيّدي قد أقبل، فأفرَج الناس عن الجنازة حتّى بدا له الميّت، فوضع يده على صدره ثمّ قال: «يا فلان بن فلان، أبشِر بالجنّة فلا خوف عليك بعد هذه الساعة».
    فقلت: جُعِلت فداك، هل تعرف الرجل؟
    فقال لي: «أما علمتَ أنّا - معاشرَ الأئمّة - تُعرَضُ علينا أعمال شيعتنا صباحاً و مساءً، فما كان من التقصير في أعمالهم سألنا اللَّه تعالى الصفحَ لصاحبه، و ما كان من العلوّ سألنا اللَّه الشكر لصاحبه؟!»(144).
    و جاء رجل إلى الإمام الرضا عليه السلام وقد نَفِدَت نفقتُه بعد الحجّ، فقال له: فإن رأيتَ أن تُهيّئني إلى بلدي، فإذا بلغتُ بلدي تصدّقتُ عنك بمقدار ما أعطيَتني . فدخل عليه السلام الحجرة، وبقي هناك بعضَ الوقت، ثمّ أخرج يده من أعلى الباب و أعطاه مئتي دينار، و قال: «استَعِنْ بها في أمورك ونفقتك وتَبَرَّكْ بها، و لا تتصدّق بها عنّي».
    فلمّا خرج الرجل سأل الإمامَ بعضُ أصحابه عن سبب إعطائه المال من وراء الباب، فقال عليه السلام: «مخافةَ أن أرى ذلّ السؤال في وجهه بقضاء حاجته»(145).
    تواضع الإمام: دخل الإمام‏عليه السلام الحمّام، فقال له أحد الناس: دَلِّكْني يارجل، فجعل يدلكه. فعرّفوه أ نّه الإمام، فأخذ الرجلُ يعتذر منه، و الإمامُ يطيّب خاطره ويدلكه(146).
    و كان جلوس الإمام الرضا عليه السلام في الصيف على حصير، و في الشتاء على مِسْح (بساط من شعر خشن). و كان لبسه الغليظ من الثياب، حتّى إذا بَرَز للناس تزيّن لهم(147).
    الإمام و تحديد أجرة العامل: يقول سليمان بن جعفر الجعفريّ : كنت مع الإمام الرضا عليه السلام في بعض الحاجة، فأردتُ أن أنصرف الى منزلي ، فقال لي: انصرف معي فَبِتْ عندي الليلة . فانطلقتُ معه، فدخل إلى داره.. فنظر إلى غِلمانه يعملون بالطين أواري (إصطبل) الدوابّ و غير ذلك، و إذا معهم أسودُ ليس منهم، فقال: ما هذا الرجل معكم؟ فقالوا: يعاوننا و نعطيه شيئاً . قال عليه السلام : قاطعتموه على أجرته؟ فقالو: لا، هو يرضى منّا بما نعطيه. فأقبل عليهم يضربهم بالسوط، و غضب لذلك غضباً شديداً، فقلت: جُعِلت فداك، لِمَ تُدخِل على نفسك؟! فقال: «إنّي قد نَهيتُهم عن مثل هذا غير مرّة أن يعمل معهم أحد حتّى يُقاطعوه أجرته»(148).
    الإمام و التعامل مع الظالم: يقول الحسن بن الحسين الأنباريّ: كتبتُ إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام أربع عشرة سنة أستأذنه في عمل السلطان، فلمّا كان في آخر كتاب كتبته إليه أذكر أنّي أخاف على خبط عنقي و أنّ السلطان يقول: إنّك رافضيّ و لسنا نشكّ في أنّك تركتَ العمل للسلطان للرفض .
    فكتب إليّ أبو الحسن عليه السلام: «و قد فهمتُ كتابك وما ذكرتَ من الخوف على نفسك؛ فإن كنت تعلم أنّك إذا وُلِّيتَ عَمِلتَ بما أمر به رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، ثمّ يصير أعوانك و كتّابك أهل ملّتك، فإذا صار إليك شي‏ء من المال واسيتَ به فقراء المؤمنين حتّى تكون واحداً منهم كان ذا بذا، و إلّا فلا»(149).
    أزهار من الحدائق الرضويّة
    1 - صاحبُ النعمة يجب أن يوسِّع على عيالِه(150).
    2 - مِن أخلاق الأنبياء التَّنظُّف(151).
    3 - ليست العبادةُ كثرةَ الصيام و الصلاة، و إنّما العبادةُ كثرةُ التفكّر في أمر اللَّه(152).
    4 - الأخُ الأكبرُ بمنزلة الأب(153).
    5 - صَديقُ كلِّ امرئٍ عَقلُه، و عدوُّه جَهلُه(154).
    6 - التَّودُّدُ إلى الناسِ نِصفُ العَقل(155).
    7 - إنَّ اللَّه يُبغِضُ القيلَ و القال، و إضاعةَ المال، و كَثرةَ السؤال(156).
    8 - سُئل عن خيار العِباد، فقال عليه السلام: الذينَ إذا أحسَنوا استَبشَروا، و إذا أساؤوا استَغفَروا، و إذا أُعطُوا شكروا، و إذا ابتُلوا صَبروا، وإذا غَضِبوا عَفَوا(157).
    9 - السَّخيُّ يأكُلُ مِن طَعامِ الناسِ ليأكلوا مِن طَعامِه، و البخيلُ لا يأكلُ مِن طعامِ الناس لئلّا يأكلوا مِن طَعامِه(158).
    10 - عَونُكَ للضعيف مِن أفضَلِ الصدقة(159).
    11 - لا يستكملُ عبدٌ حقيقةَ الإيمان حتّى تكونَ فيه خصالٌ ثلاث: التفقُّهُ في الدِّين، وحُسنُ التَّقديرِ في المعيشة، والصَّبرُ على الرَّزايا(160).
    12 - قال الإمام الرضاعليه السلام: الإيمان: إقرارٌ باللسان، و معرفةٌ بالقلب، وعملٌ بالأركان.(161)
    13 - رأسُ طاعةِ اللَّهِ الصبرُ والرضى‏.(162)
    14 - مَن أطاع الخالَق لم يُبالِ بسخطِ المخلوقين، و مَن أسخَطَ الخالَق فليُوقِنْ أن يَحِلَّ به سخطُ المخلوقين.(163)
    15 - أحسِنِ الظنَّ باللَّه؛ فإنّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يقول: أنا عند ظنِّ عبدي المؤمِن بي، إنْ خيراً فخيراً، وإن شرّاً فشرّاً.(164)
    16 - الصغائرُ من الذنوبِ طُرُقٌ إلى الكبائر، و مَن لم يَخَفِ اللَّهَ في القليل لم يَخَفْهُ في الكثيرِ. ولو لم يَخَفِ اللَّهَ الناسُ بجنّةٍ ونارٍ لَكانَ الواجبُ أن يُطيعوهُ ولا يَعصُوه؛ لتفضّلِهِ عليهم، وإحسانِهِ إليهم، وما بَدَأهُم به من إنعامِهِ الذي ما استَحَقّوه.(165)
    17 - المُستَتِرُ بالحَسَنةِ تَعدِلُ سبعينَ حسنة، والمُذيعُ بالسيّئةِ مخذول، والمُستَتِرُ بالسيّئةِ مغفورٌ له.(166)
    18 - المَرَضُ لِلمُؤمِنِ تَطهِيرٌ ورَحمَة، وللِكافِرِ تَعذِيبٌ ولَعنَة، وإنَّ المَرَضَ لا يَزالُ بالمُؤمِنِ حتَّى‏ لا يَكُونَ عَلَيه ذَنبٌ.(167)
    19 - عليكم بسِلاحِ الأنبياءِ، فقيل: و ما سلاحُ الأنبياء؟ قالَ: الدعاء.(168)
    20 - شَهرُ رَمَضانَ شَهرُ الْبَرَكة، وشَهرُ الرَّحمة، وشَهر المَغفِرَة، وشَهرُ التَّوبة، وشَهرُ الإنابة، مَن لَم يُغفَرْ لَهُ في شَهرِ رَمَضان، فَفي أيِّ شَهرٍ يُغفَرُ لَهُ؟!(169)
    21 - الحَسَناتُ في شَهْرِ رَمَضانَ مَقْبُولَةٌ، والسَّيِّئاتُ فِيهِ مَغْفُورَةٌ، مَن قَرَأَ فَي شَهْرِ رَمَضانَ آيَةً مِن كِتابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كانَ كَمَن خَتَم القُرآنَ في غَيْرهِ مِن الشُّهُورِ، ومَن ضَحِكَ فِيهِ في وَجْهِ أخيهِ المُؤْمِنِ لَم يَلْقَهُ يَومَ القِيامَةِ إلّا ضَحِكَ في وَجْهِهِ وبَشَّرَهُ بِالجَنَّةِ.(170)
    22 - إنّ رَجُلاً سألَ أبا عبدِ اللَّهِ‏عليه السلام: ما بالُ القرآنِ لا يَزدادُ عَلَى النَّشرِ والدَّرسِ إلّا غَضاضَةً؟ فقالَ: إنَّ اللَّهَ تَباركَ و تعالى‏ لَم يَجعَلْهُ لِزَمانٍ دُونَ زَمانٍ و لِناسٍ دونَ ناسٍ، فهُو في كلِّ زَمانٍ جَديدٌ و عِندَ كلِّ قَومٍ غَضٌّ إلى‏ يَومِ القِيامَةِ.(171)
    23 - عِلَّةُ الحَجِّ الوِفادَةُ إلَى اللَّهِ تَعالى و طَلَبُ الزيادَةِ والخُروجُ مِن كُلِّ مَا اقْتَرَفَ، وليَكونَ تائباً ممّا مَضى‏ مُستَأنِفاً لِما يَستَقبِلُ وما فِيهِ مِنِ استِخراجِ الأموالِ وتَعَبِ الأبدانِ وحَظْرِها عَنِ الشهواتِ واللَّذات.(172)
    24 - ألا إِنَّ الفَقيهَ مَن أفاضَ عَلَى النّاسِ خَيرَهُ وأنقَذَهُم مِن أعدائهِم و وَفَّرَ عَليهِم نِعَمَ جِنانِ اللَّهِ وحَصَّلَ لَهُم رِضوانَ اللَّهِ تعالى‏.(173)
    25 - ثُمَّ قالَ المأمُونُ لِلرِّضاعليه السلام: اُخْطُبِ النّاسَ وَتَكَلَّمْ فِيهم، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى‏ عليه وقالَ: «لَنا عَلَيكُم حَقٌّ بِرَسُولِ اللَّهِ‏صلى الله عليه وآله ولَكُم علَينا حَقٌّ بِهِ، فَإذا أنْتُم أدَّيتُم إلَينا ذلِكَ وَجَبَ عَلينا الحقُّ لَكُم».(174)
    26 - يا ابنَ ابي محمود، إذا أخَذَ الناسُ يَميناً و شِمالاً فالزَمْ طريقتَنا؛ فإنّهُ مَن لَزِمَنا لَزِمناهُ، ومَن فارَقَنا فارَقْناهُ.(175)
    27 - مَن سَرَّهُ أن يَنظُرَ إلى اللَّهِ بغيرِ حِجابٍ ويَنظُرَ اللَّهُ إلَيهِ بغيرِ حجابٍ فليَتَولَّ آلَ محمّدٍعليهم السلام وليَتَبرّأ مِن عَدوِّهِم، وليَأتَمَّ بإمامِ المؤمنينَ منهم، فإنَّهُ إذا كانَ يومُ القيامِة نَظَرَ اللَّهُ إليهِ بغيرِ حجاب، ونَظَرَ إلى اللَّهِ بغيرِ حجاب.(176)
    28 - مَن واصَلَ لنا قاطعاً، أو قطَعَ لنا واصلاً، أو مدَحَ لنا عايباً وأكرَمَ لنا مُخالفاً، فليس منّا و لسنا منه.(177)
    29 - عن الحسن بن جهم.. قلت: جُعِلتُ فداك، أشتَهي أن أعلمَ كيف أنا عندك. قال: انظُرْ كيف أنا عندك.(178)
    30 - مَن جَلَس مَجلِساً يُحيى‏ فيه أمرُنا لَم يَمُت قَلبُهُ يَومَ تَموتُ القلوب.(179)
    31 - مَن طَلَبَ الرِّئاسَةَ لِنَفسِه هَلَكَ، فإنَّ الرِّئاسَةَ لا تَصلُحُ إلّا لأهلِها.(180)
    32 - يا ابنَ شَبِيبٍ، إنْ سَرَّكَ أنْ تَكُونَ مَعَنا فِي الدِّرَجاتِ العُلى‏ مِن الجِنانِ فَاحزَنْ لِحُزنِنا وَافرَحْ لِفَرَحِنا، وَعَلَيكَ بِولايَتِنا.(181)
    33 - و ما مِنّا إلّا مقتُول، وإنّي وَاللَّهِ لَمقُتولٌ بالسَّمِّ باغتيالِ مَن يَغتالُني.(182)
    34 - إنّي سَأُقتَلُ بِالسّمِّ مَظلوماً، فَمَنْ زارَني عارِفاً بِحَقّي... غَفَرَ اللَّهُ ما تَقدّمَ مِن ذَنبِهِ و ما تَأخَّرَ.(183)
    35 - إنّ لكلِّ إمامٍ عهداً في عُنُقِ أوليائِه وشيعتِه، وإنّ من تمامِ الوفاءِ بالعهدِ و حُسن الأداءِ زيارةَ قبورِهم، فمَن زارَهُم رغبةً في زيارتهم وتصديقاً بما رَغِبوا فيه، كانَ أئمّتُهم شفعاءهم يومَ القيامة.(184)
    36 - مَن لم يَقْدرْ على‏ صِلَتِنا فليَصِلْ صالحي مَوالينا يُكتَبْ له ثوابُ صِلتِنا. و مَن لم يَقْدرْ على‏ زيارِتنا فليزُرْ صالحي مَوالينا يُكتبْ له ثوابُ زيارتِنا.(185)
    37 - قالَ: يا سَعْدُ، عِندَكُم لَنا قَبرٌ. قُلْتُ: جُعِلتُ فِداكَ، قَبرُ فاطِمةَ بِنتِ مُوسى‏عليهما السلام؟ قالَ: نَعَم، مَن زارَها عارِفاً بِحَقِّها فَلَهُ الجَنَّة.(186)
    38 - مَنْ عامَلَ النّاسَ فَلَم يَظلِمْهُم وحَدَّثَهُم فَلَم يَكذِبْهُم، ووَعَدَهُمْ فلَم يَخلِفْهُم، فَهُو مِمَّن كَمُلَتْ مُرُوّتُهُ وظَهَرَت عَدالَتُهُ.(187)
    39 - يا عَبْدَ العَظيمِ، أبْلِغُ عَنّي أوْليائي السَّلامَ، وَقُلْ لَهُمْ أنْ لا يَجعَلوا لِلشَّيطانِ عَلى‏ أنْفُسِهِم سبيلاً، وَمُرْهُمْ بِالصِّدْقِ في الحَديثِ وَأداءِ الأمانَةِ، وَمُرْهُم بِالسُّكوتِ، وَتَرْكِ الجِدالِ فيما لا يُعْنيهِم، وَإقبالِ بَعْضِهِم عَلى‏ بَعْضٍ وَالمُزاوَرةِ، فَإنَّ ذلِكَ قُرْبَةً اِلَيَّ، وَلا يُشغِلوا أنْفُسَهُم بِتَمْزيقِ بَعْضِهِم بَعْضاً...(188)
    40 - قال الإمام الرضاعليه السلام: عَجِبتُ لِمَن يَشتَري العبيدَ بمالِه فيُعتِقُهم، كيف لا يشتري الأحرارَ بحُسْنِ خُلُقِه!(189)
    41 - قال عليّ بن شُعَيبٍ: دَخَلتُ على أبي الحَسَنِ الرِّضاعليه السلام فقالَ لِي: يا عليُّ، مَن أحْسَنُ الناسِ مَعاشاً؟ قلتُ: أنتَ يا سيِّدِي أعْلَمُ بِهِ مِنّي. فقالَ: يا عليّ، مَنْ حَسُنَ مَعاشُ غَيرِه في مَعاشِه.(190)
    42 - مَن فَرَّجَ عن مُؤمنٍ فَرَّجَ اللَّهُ عن قَلبِهِ يَومَ القِيامة.(191)
    43 - عن صفوان بن يحيى‏، عن أبي الحسن الرضاعليه السلام، قال: دخلَ عليه مَولىً له فقال له: هل أنفَقتَ اليومَ شيئاً؟ قال: لا واللَّه. فقال أبوالحسن‏عليه السلام: فمِن أين يُخلِفُ اللَّهُ علينا؟! أنفِقْ ولو دِرهَماً واحداً.(192)
    44 - قال الإمام الرضاعليه السلام: سادةُ الناسِ في الدنيا الأسخياء، وسادةُ الناسِ فى الآخرةِ الأتقياء.(193)
    45 - يكون الرجلُ يَصِل رَحِمَه، فيكونُ قد بَقَي مِن عُمرِهِ ثلاثُ سنينَ فيُصيُّرها اللَّهُ ثلاثينَ سنة، ويفعلُ اللَّهُ مايشاء.(194)
    46 - مَن لَم يَشكُرِ المُنعِمَ مِنَ المَخلُوقِينَ لَم يَشْكُرِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ.(195)
    47 - صِلْ رَحِمَكَ ولَو بِشُرْبَةٍ مِن ماءٍ، وأفضَلُ ما يُوصَلُ بِهِ الرَّحِمُ كَفُّ الأذى‏ عنها.(196)
    48 - ما التقَتْ فِئتانِ قطُّ إلّا نُصِرَ أعظُمهما عَفْواً.(197)
    49 - لا عَيشَ أهنَأُ مِنْ حُسْنِ الْخُلْقِ، وَلا مالَ أنفَعُ مِنَ القُنُوعِ، وَلا جَهلَ أضَرُّ مِنَ العُجبِ.(198)
    50 - قال الإمام الرضاعليه السلام: مَن حاسَبَ نفسَه رَبِح، و مَن غَفَلَ عنها خَسِر.(199)

    المصادر:

    77) قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله : «سافروا تَصِحُّوا ، سافروا تَغنَموا» ، بحار الأنوار 76: 221 .
    78) بحار الأنوار 76: 267 .
    79) قال أمير المؤمنين عليه السلام : «لا تَصْحَبَنَّ في سَفَرِكَ مَن لا يرى لك الفضلَ عليه كما ترى له الفضلَ عليك» . بحار الأنوار 76: 267 .
    80) بحار الأنوار 100: 103 .
    81) نفسه 76: 270 .
    82) نفسه 76: 271 .
    83) كنز العمّال ، ج 6 ، حديث 17548 و 17550 .
    84) بحار الأنوار 76: 273 .
    85) بحار الأنوار 76: 273 .
    86) نفسه 10: 108.
    87) نفسه 76: 266.
    88) سورة آل عمران ، الآية 169 .
    89) سورة الشورى ، الآية 33 .
    90) وسائل الشيعة 10: 432 - 433 .
    91) نفسه 10: 434 .
    92) نفسه 10: 435 .
    93) وسائل الشيعة 10: 433 .
    94) نفسه 10: 438 .
    95) نفسه 10: 447 .
    96) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الاَمِين » ، سورة الشعراء ، الآية 193 .
    97) وَالْمُدَبِّراتِ اَمْراً » ، سورة النازعات ، الآية 5 .
    98) سورة المائدة ، الآية 35 .
    99) تفسير الميزان 5: 362 .
    100) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 16: 211 .
    101) يراجع: بحار الأنوار 23: 101 ، 24 ، 84 ؛ تفسير نور الثقلين‏1: 626 .
    102) الصحيفة السّجّاديّة ، الدعاء 44 .
    103) إِنَّا اَنْزَلْناهُ في لَيْلَة مُبارَكَةٍ » ، سورة الدخان: الآية 5 .
    104) بحار الأنوار 98: 168 .
    105) سورة الشورى: الآية 5 .
    106) سورة يوسف ، الآية 69 .
    107) ترجمة شعريّة للأصل :
    كمال همنشين در من اثر كرد
    وگرنه من همان خاكم كه هستم‏
    108) صحيح مسلم 4: 1812 . يراجع كتاب: التبرّك لعلي الأحمديّ.
    109) سورة التوبة ، الآية 74 .
    110) كامل الزيارات 273 .
    111) تاريخ الخلفاء للسيوطيّ 147 .
    112) كامل الزيارات 278 .
    113) نفسه 274 .
    114) سورة النساء ، الآية 63 .
    115) لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً » ، سورة الكهف ، الآية 21 . إنّهم عدد من الفتية المؤمنين الذين أوَوا إلى الكهف فراراً بدينهم من شرّ الطاغوت ، ثمّ توفّوا بعد وقائع مدهشة ذكرتها سورة الكهف ، فقال المؤمنون المعاصرون لهم آنذاك : لنتخذنّ عليهم مسجداً .
    116) سنن أبي داوود 3 : 212 . أتعلَّم بها: أي أجعلها علامةً للقبر.
    117) سورة الصافّات ، الآية 79 .
    118) سورة الصافّات ، الآية 109 .
    119) سورة الصافّات ، الآية 120 .
    120) سورة مريم ، الآية 15 .
    121) سورة الصافّات ، الآية 181 .
    122) سورة آل عمران: الآية 146 .
    123) تجد نصّ الزيارة الجامعة الكبيرة في مفاتيح الجنان، و قد رواها الشيخ الصدوق في كتابه: عيون أخبار الرضاعليه السلام 2: 272 - 277.
    124) المحاسن للبرقيّ 88 .
    125) انظر: سورة المائدة ، الآية 27 .
    126) بحار الأنوار 48: 85 .
    127) الكافي 4: 545 .
    128) الكافي 4: 545 .
    129) عبارات مُستقاة معانيها من بعض مقاطع الزيارة الجامعة الكبيرة.
    130) وسائل الشيعة 5: 510 .
    131) الكافي 6: 283 . و زَبَرَه: مَنَعَه.
    132) الكافي 6 : 298 .
    133) إعلام الورى 314 .
    134) الروضة من الكافي 230/ ح 296.
    135) مناقب آل أبي طالب 2: 412 .
    136) عيون أخبار الرضاعليه السلام 2: 184 .
    137) الكافي 6: 297 .
    138) بحار الأنوار 49: 93 - 94 .
    139) عيون أخبار الرضاعليه السلام 2: 184 .
    140) نفسه 2: 180 .
    141) بحار الأنوار 49: 93 - 94 .
    142) عيون أخبار الرضا عليه السلام ج 2 ، ص 184 .
    143) مناقب آل أبي طالب 4: 361 ؛ عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 232 .
    144) مناقب آل أبي طالب 4: 341 .
    145) الكافي 4: 24 .
    146) عيون أخبار الرضاعليه السلام 2: 178 .
    147) نفسه .
    148) الكافي 5: 288 .
    149) الكافي 5: 111 ؛ بحار الأنوار 49: 277 - 278 .
    150) تحف العقول 442 .
    151) نفسه .
    152) نفسه .
    153) تحف العقول 442 .
    154) نفسه 443.
    155) نفسه 443 .
    156) نفسه. كثرة السؤال: كثرة الطلب.
    157) تحف العقول 445 .
    158) نفسه 446 .
    159) نفسه .
    160) نفسه .
    161) الخصال: 177.
    162) فقه الرضاعليه السلام : 359.
    163) إثبات الوصيّة: 238.
    164) الكافي 2: 72.
    165) عيون أخبار الرضاعليه السلام 2: 180.
    166) ثواب الأعمال: 213.
    167) بحار الأنوار 78: 183 .
    168) الكافى 2: 468.
    169) بحار الأنوار 96: 341.
    170) بحار الأنوار 96: 341.
    171) نفسه 2: 280.
    172) عيون أخبار الرضاعليه السلام 2: 90 .
    173) بحار الأنوار 2: 5.
    174) نفسه 49: 146.
    175) عيون أخبار الرضاعليه السلام 1: 304.
    176) المحاسن 60.
    177) صفات الشيعة 49.
    178) عيون أخبار الرضاعليه السلام 2: 49.
    179) بحار الأنوار 1: 199.
    180) نفسه 73: 154.
    181) الوسائل 14: 503.
    182) بحار الأنوار 49: 285.
    183) الوسائل 10: 438.
    184) الكافي 4: 567، ح 2.
    185) كامل الزيارات 319.
    186) بحار الأنوار 102: 265.
    187) عيون أخبار الرضا 2: 30.
    188) بحار الأنوار 74: 230.
    189) فقه الرضاعليه السلام 354.
    190) تحف العقول 448.
    191) الكافي 2: 200.
    192) نفسه 3: 44.
    193) صحيفة الرضاعليه السلام 86 .
    194) الكافي 2: 150.
    195) عيون أخبار الرضاعليه السلام 2: 24.
    196) بحار الأنوار 78: 338.
    197) تحف العقول 524 .
    198) بحار الأنوار 78: 348.
    199) نفسه 78: 355.

  • 1

    اضغط على الصورة لمشاهدة الصورة بحجمها الاصلي

    يقول ابن حجر العسقلاني من كبار علماء العامة في كتابه تهذيب التهذيب :
    سمعت أبا بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى يقول خرجنا مع إمام أهل الحديث أبي بكر بن خزيمة وعديله أبي علي الثقفي مع جماعة من مشائخنا وهم إذ ذاك متوافرون إلى زيارة قبر علي بن موسى الرضي بطوس قال فرأيت من تعظيمه يعني بن خزيمة لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرعه عندها ما تحيرنا
    تهذیب التهذیب : ج 7 ص 388

    اضغط على الصورة لمشاهدة الصورة بحجمها الاصلي

  • 1

    روى الحمويني بإسناده عن جعفر بن محمّد الصادق، عن أبيه محمّد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه علي عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ستدفن بضعة مني بخراسان، لا يزورها مؤمن الاّ أوجب الله له الجنة وحرم جسده على النار»(1).
    وروى باسناده عن جابر بن يزيد الجعفي قال: «سمعت وارث علم الأنبياء أبا جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب يقول: حدثني سيد العابدين علي بن الحسين، عن سيد الشهداء الحسين بن علي، عن سيد الأوصياء علي بن أبي طالب عليه السّلام. قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ستدفن بضعة مني بأرض خراسان، ما زارها مكروب الاّ نفس الله كربته، ولا مذنب الاّ غفر الله ذنوبه»(2).
    وروى باسناده عن علي بن الحسين بن علي بن فضال قال: حدثنا أبي، قال:«سمعت علي بن موسى الرضا وجاءه رجل فقال له: يا ابن رسول الله رأيت رسول الله في المنام كأنه يقول لي: كيف انتم إذا دفن في ارضكم بعضي واستحفظتم وديعتي وغيّب في ثراكم نجمي؟ فقال الرضا عليه السلام: أنا المدفون في أرضكم وأنا بضعة من نبيكم، وأنا الوديعة والنجم، ومن زارني وهو يعرف ما أوجب الله من حقى وطاعتي فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة، ومن كنا شفعاءه نجا ولو كان عليه مثل وزر الثقلين الجن والإنس، ولقد حدثني أبي عن أبيه، عن آبائه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: من رآني في منامه فقد رآني، فان الشيطان لا يتمثل في صورتي ولا في صورة واحد من أوصيائي، وان الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءاً من النبوة»(3).

    (1) فرائد السمطين ج2 ص188 رقم 465.
    (2) المصدر ص190 رقم 476، ورواه القندوزي في ينابيع المودة ص365 مع فرق.
    (3) فرائد السمطين ج2 ص226 رقم 510.

  • 1

     

    الشيخ أبي علي البصري
    فضل زيارة الامام الرضا عليه السلام

    لا تأمن الدهر إنّ الدهر ذو غير
    وذو لسانين في الدنيا ووجهين

    أخنى على عترة الهادي فشتتهم
    فما ترى جامعاً منهم بشخصين

    بعض بطيبة مدفون وبعضهم
    بكربلاء وبعض بالغريين

    وأرض طوس وسامرا وقد ضمنت
    بغداد بدرين حلّا وسط قبرين

    يا سادتي ألمن أنعى أسىً ولمن
    أبكي بجفني من عين قريحين

    أبكي على الحسن المسموم مضطهداً
    أم للحسين لقىً بين الخميسين

    قد شتتوهم بين مقهور ومأ
    سور ومنحور بسيف عناد

    هذا بسامرا وذاك بكربلا
    وبطوس ذاك وذاك في بغداد
    * * *
    ابكل بلده او كل وادي من أولادي بدر غاب
    ذاب گلبي من مصايبهم أو منّي الراس شاب

    كل صباح او كل مسيّه ينفقد منّي ولد
    شردوهم بالفيافي او لا يأوون ابّلد

    خاليه منهم منازلهم ولا منهم أحد
    بس حرم وايتام مدهوشين من عظم المصاب

    بعض راحوا بالمباني وبعض راحوا بالسجون
    والذي بالبر هاموا للوطن ما يرجعون

    والگضوا بالسم غيله يا خلگ ما ينحصون
    والذي انذبحوا اتظل اجسادهم فوگ التراب

    بعض عندي بالمدينه وبعض هاموا بالبرور
    بعض حصلوا الهم امواري او بعض ما حصلوا اگبور

    كم جسد بالطف عاري وراسه ابخطي ايدور
    وكم طفل مرمي ابكتر حسين دامي وكم شاب

    ومن فعل بغداد ذابت مهجتي وگلبي انكسر
    مهجتي باب الحوائج ظل رميه على الجسر

    والمصيبه اللّي دهتني بطوس مخسوف البدر
    عنه ابعيده العشيره أو ميت اببلدة اجناب

    واصبحت طوس ابزلازل والخلگ كلها ابعويل
    لجل ابو محمد تزلزل يا خلگ عرش الجليل

    ولعلام السود منشوره او مدامعهم تسيل
    اهتزت السبع العُليه وبالأرض صار انقلاب

    گام شبله ايغسله والدمع من عينه هما
    مدده اعلی المغتسل والماي جاه امن السما

    وبالطفوف حسين جده تغسل ابفيض الدما
    والكفن سافي الثرى عريان مسلوب الثياب
    * * *
    عريان يكسوه الصعيد ملابساً
    أفديه مسلوب الثياب مسربلا
    * * *
    فضل زيارة الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام :

    روى الصقر بن دلف : قال سمعت سيّدي علي بن محمّد بن علي الرضا عليه السلام يقول : من كانت له إلى الله حاجة فليزر قبر جدّي الرضا عليه السلام بطوس ، وهو على غسل وليصل عند رأسه ركعتين ، وليسأل الله حاجته في قنوته ، فانّه يستجيب له ما لم يسأل في أثم أو قطيعة رحم ، وإن موضع قبره لبقعة من بقاع الجنّة لا يزورها مؤمن إلّا اعتقه الله من النار وأحلّه دار القرار (۱).

    المقدّمة :
    لقد أصبح مرقد الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام في « خراسان » من أعزّ المراقد في الإسلام فقد حظي بهالة من الاكبار والتقديس بما لم يحظ به مرقد من مراقد أولياء الله تعالى ، فقد تهافتت على زيارته ملايين المسلمين متقرّبين بذلك إلى الله تعالى ، يقول محمّد بن المؤمل خرجنا مع إمام أهل الحديث أبي بكر بن خزيمة وعديله أبي علي الثقفي مع جماعة من مشايخنا وهم إذ ذاك متوافدون إلى زيارة قبر علي بن موسى الرضا بطوس فرأيت من تعظيم ابن خزيمة لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرعه عندها ما حيرنا (۲). إنّ الله تعالى خصّ قبر وليّه الامام الرضا عليه السلام بفضيلة فقد جعله ملاذاً للمنكوبين ، وملجأ لذوي الحاجات ، وقد شاعت هذه المكرمة عند جميع الاوساط وقد كتب على بعض جوانب القبر الشريف بيتين من الشعر :

    من سرّه أن يرى قبراً برؤيته
    يفرّج الله عمن زاره كربه

    فليأت ذا القبر إن الله أسكنه
    سلالة من رسول الله منتجبه (۳)
    * * *
    وفي هذا الحديث الشريف الذي رواه الشيخ الصدوق قدّس سرّه في عيون أخبار الرضا عليه السلام عن إمامنا الهادي عليه السلام بعض الفوائد نشير لها على التوالي انشاء الله تعالى.

    الفائدة الأُولى : مشروعيّة الزيارة ، باعتبار أنّ الامام الهادي عليه السلام معصوماً من الخطأ وهو أحد العترة الطاهرة ، عترة النبي صلّى الله عليه وآله التي خلّفها وتركها النبي صلّى الله عليه وآله مع القرآن الكريم في هذه الأُمّة بقوله المعروف : « إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسّكتم بهما بعدي لن تضلّوا أبداً ، وقد نبّأني العليم الخبير بأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ». فقول النبي صلّى الله عليه وآله لن يفترقا شاهد على عصمة العترة الطاهرة إذ لو كانت غير معصومة لافترقت عن القرآن الكريم حيث أنّ القرآن ( لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ) وقال تعالى حاكياً عن كتابه المجيد ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ). وقول المعصوم حجّة ، إذن أمر الامام الهادي عليه السلام بزيارة جدّه الرضا عليه السلام قول صريح وإذن مشروع في مشروعيّة زيارة الإمام الرضا عليه السلام وهذا الحديث يدعم بأحاديث أُخرى عن الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وأهل بيته الطاهرين في مشروعيّة زيارة الامام الرضا عليه السلام وفضل زيارته ، ومن هذه الأحاديث ، ما روي عن الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله إنّه قال : « ستدفن بضعة منّي بأرض خراسان ما زارها مكروب إلّا نفسّ الله كربته ، ولا مذنب إلّا غفر الله ذنوبه » (٤).

    وهذا الحديث عن الرسول صلّى الله عليه وآله فيه إشارة وإذن لزيارة الامام الرضا عليه السلام لأنّ الرسول صلّى الله عليه وآله يقول عنه القرآن الكريم : ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ). وكذلك قوله سبحانه وتعالى : ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ). وبهذا نخاطب لمن يخطّأنا في زيارة العترة الطاهرة ونقول لهم إنّما نأتي لزيارتها تلبية لنداء الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وأهل بيته الطاهرين وهم أعلم بالشرع من غيرهم لأنّ الذكر نزل في بيوتهم ، وأهل البيت أدرىٰ بالذي فيه.

    الفائدة الثانية : أفاد الامام الهادي عليه السلام انّ موضع قبره لبقعة من بقاع الجنّة ، وفي هذا المضمون روايات كثيرة عن الأئمّة عليهم السلام نتبرّك بقسم منها ، ما روي عن الامام محمّد الجواد عليه السلام قال : « إنَّ بين جبلي طوس قبضة قبضت من الجنة » (٥) وكذلك يدلّ على ذلك ما روي عن الامام الرضا عليه السلام : « إنّ في خراسان بقعة سيأتي عليها زمان تكون مختلف الملائكة لا تزال تهبط فيها فوج من الملائكة وتصعد فوج حتّى ينفخ في الصّور ، فقالوا يابن رسول الله وما هي هذه البقعة ؟ قال : هي بأرض طوس ، وإنّها والله روضة من رياض الجنّة من زارني فيها كان كما لو زار رسول الله صلّى الله عليه وآله... » (٦). إضافة هلی روايات كثيرة في هذا المعنى.

    الفائدة الثالثة : أفاد الامام الهادي عليه السلام إنّ زائر الرضا عليه السلام يعتق من النار إذا زاره مؤمناً ، يسكن الجنّة وفي هذا المعنى روايات كثيرة منها ما روي عن النبي الأكرم صلّى الله عليه وآله قال : « ستدفن بضعة منّي بخراسان ما زارها مؤمن إلّا أوجب الله له الجنة وحرّم جسده على النار » (۷) وكذلك ما روي عن الامام الجواد عليه السلام قال : « ضمنت لمن زار أبي بطوس عارفاً بحقّه الجنّة على الله تعالى » وهذه الرواية قيّد الامام الجواد قيداً وهو أن يكون الزائر على معرفة بحقّ أبيه الرضا عليه السلام ومن هذه الحقوق أوّلاً ان يعرف انّه امام مفترض الطاعة ثاني انّه غريب شهيد ثالثاً له حقّ برسول الله لأنّ ولده وقد أوصانا في القرآن الكريم : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) إلى آخر حقوقه عليه السلام.

    الفائدة الرابعة : قضاء الحوائج عند قبر الامام الرضا عليه السلام : إنّ الله عزّ وجلّ هو قاضي الحاجات لكن جعل أبواباً وأسباباً لقضاء هذه الحوائج ومن جملة الأسباب الناجحة لقضاء الحوائج هي زيارة الامام الرضا عليه السلام سواء كان مشياً على الأقدام أو مطلق الزيارة وجعل الإمام الهادي عليه السلام بعض الشروط منها أن يكون الزائر على غسل والغسل من مستحبّات الزيارة لكن في هذه النقطة من أسباب ودواعي قضاء الحاجة ، ثانياً الصلاة عند الرأس الشريف للإمام الرضا عليه السلام وهنا أطلق الامام الهادي عليه السلام الصلاة وماذا يقرأ فيها لكن يستفاد من بعض الكتب يقرأ في الركعة الأُولى بعد الحمد سورة يس ، وفي الركعة الثانية بعد الحمد سورة الرحمن ، ويمكنه أن يقتصر على مطلق الركعتين حيث أنّ الامام الهادي عليه السلام أطلق الركعتين ولم يقيّد بسور مخصوصة والشرط الثالث أن يقنت في أثناء الصلاة ويسمّي حاجته الشرط الرابع أن لا تكون في هذه الحاجة قطيعة رحم أو إثم ، أيّ الحاجات المشروعة.

    لماذا تقضىٰ الحوائج عند قبر الامام الرضا عليه السلام ؟
    وللجواب على هذا السؤال نذكر مجموعة أُمور :
    أولاً : الامام المعصوم عليه السلام يجسّد رحمة الله في أرضه وهو من أبرز مظاهر رحمة الله في أرضه ، ورحمة الله سبقت غضبه ، وقبر الامام المعصوم عليه السلام تفاض عليه الرحمات الإلهيّة ثمّ منه تفاض على الزائر والمتوسّل وإليه أُشير في زيارة الامام الرضا عليه السلام التي رواها المحدّث القمي قدّس سرّه في المفاتيح : ٥۷٥ : « اَللّٰهُمَّ اِلَيْكَ صَمَدْتُ مِنْ اَرْضي ، وَقَطَعْتُ الْبِلٰادَ رَجٰاءَ رَحْمَتِكَ فَلٰا تُخَيِّبْني ، وَلٰا تَرُدَّني بِغَيْرِ قَضٰآءِ حٰاجَتي » وفي الزيارة الجامعة الكبيرة « اَلسَّلٰامُ عَلَيْكُمْ يٰا اَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ ، وَمَوْضِعَ الرِّسٰالَةِ ، وَمُخْتَلَفَ الْمَلٰۤائِكَةِ ، وَمَهْبِطَ الْوَحْيِ وَمَعْدِنَ الرَّحْمَةِ » إذن هم معدن الرحمة.

    ثانياً : لجاههم الوجيه عند الله عزّ وجلّ ولكرامتهم على الله عزّ وجلّ تقضى الحوائج عند قبورهم فيكونوا شفعاء للزائر عند الله سبحانه في قضاء حاجته وإليه أشير في الزيارة الجامعة الكبيرة « مُسْتَجيرٌ بِكُمْ ، زٰآئِرٌ لَكُمْ لٰۤائِذٌ عٰآئِذٌ بِقُبُورِكُمْ ، مُسْتَشْفِعٌ اِلَى اللهِ عَزَّوَجَلَّ بِكُمْ ، وَمُتَقَرِّبٌ بِكُمْ اِلَيْهِ ، وَمُقَدِّمُكُمْ اَمٰامَ طَلِبَتي ، وَحَوٰآئِجي وَاِرٰادَتي في كُلِّ اَحْوٰالي وَاُمُوري... ».

    شفاء بصر العلامة الحجة السيد حسين الطباطبائي آل بحر العلوم :
    حيث قصد العلامة السيّد حسين آل بحر العلوم قبر الامام الرضا عليه السلام من الغريّ ونظم قصيدة قرأها عند الرضا عليه السلام فمنّ الله عليه بالعافية ببركة الامام الرضا عليه السلام حيث قال في خطابه:

    قصدت قبرك من أرض الغري ولا
    يخيبُ الله راجي قبرك العطرِ

    رجوت منك شفاعيني وصحتها
    فامنن عليّ بها واكشف قذى بصري

    أقول هذا العلّامة قصده ووصل إلى حضرته الشريفة وانشد القصيدة وحدثت الكرامة ، لكن أخته فاطمة المعصومة كريمة أهل البيت شقيقة الإمام الرضا عليه‌السلام أُخته لأُمّه وأبيه هذه لم يحالفها الحظّ لرؤية أخيها هذه أقبلت أولاً لشوقها لرؤية أخيها الرضا عليه السلام وثانياً أرادت أن تقف إلى جنب أخيها الرضا عليه السلام كما وقفت الحوراء زينب بإزاء أخيها الحسين عليه السلام وكيف نصرته بكلّ ما تستطيع. وثالثاً : لما ينقل في بعض الكتب أنّ الرضا عليه السلام كتب إليها كتاباً ، وكتب الإمام الرضا عليه السلام وهو في خراسان إلى السيّدة الزكيّة فاطمة المعروفة بالسيّدة معصومة « كريمة أهل البيت » أن تلحق به ، فقد كانت أثيرة عنده ، وعزيزة عليه ، ولما انتهى الكتاب إليها تجهّزت وسافرت إليه (۸). ولما وصلت إلى « ساوه » مرضت فسألت عن المسافة بينها وبين « قم » فقيل لها عشرة فراسخ فأمرت بحملها إلى قم فحملت إليها ونزلت في بيت موسى الخزرج الذي خرج لاستقبالها في موكب مهيب وأخذ بزمام ناقتها وأقدمها إلى داره فبقيت عنده سبعة عشر يوماً ثمّ انتقلت إلى حضيرة القدس.
    هذا ما هو مذكور في الكتاب التأريخيّة وما نقله المحدّث القمي في سفينة البحار وغيرها. ولكن تناقل على ألسن بعض الخطباء ولا أدري لعلّهم أطلعوا سابقاً على مصدر لم نعثر عليه وهي أنّها عليها السلام لما وصلت إلى قم رأت أعلام سود منشورة فسألت ما الخبر فقيل لها انّ الرضا عليه السلام مات مسموماً فشهقت من حينها ومات حزناً على أخيها.

    گصدت للنزل تعدي
    او گامت تنشد النسوان

    عليمن هالاعلام السود
    تخفج والنزل حزنان

    صاحن مات ابو محمد
    غريب الدار بخريسان

    صاحت والدمع سچاب
    اخته موچبه اعلى الباب
    تعنه النزل شيب او شاب

    كلها تلطم الفرگاه
    او منها العين همّاله
    * * *
    لمّن شافت الوادم
    تتصارخ لفت ليها

    كلها تجذب الونه
    او تنعه ابفگد واليها

    طاحت على الوجه عالگاع
    لاچن انغمه اعليها

    لفوا ليها يشوفوها
    وبفگده يعزوها
    من گاموا یحرچوها

    لنها امفارجه الدنيا
    اعلى اخيها المامش امثاله
    * * *
    ماتت حين ما سمعت
    ابموت الرضا المعصومه

    ما شافت ترضه الخيل
    والدم غير ارسومه

    الله ايساعدچ عالضيم
    يا زينب المظلومه
    شافت وليها اعلى الثره

    والشمر يگطع منحره
    او جثته ابدمها امعفره
    * * *
    المعصومه اخوها انشال
    فوگ الروس واتشيّع

    او جسمه الطاهر اتغسل
    ابدال الماي بالمدمع

    وزينب شافت المظلوم
    جسمه اعله الثره امگطع

    اوراحت يسيره اويه العده
    اوياها اليتامه امگيده
    اوراسه اعلى عسال انهده

    او عگب احسين محملها
    خوله او زجر يبراله
    * * *
    ايسوقها زجر يضرب متونها
    والشمر يحدوها بسبّ أبيها
    --------------------------------------------------------
    الهوامش
    ۱. عيون أخبار الرضا ۲ / ۲٦۲.
    ۲. تهذيب التهذيب ۷ / ۳۸۸.
    ۳. حياة الامام علي بن موسى الرضا « للقرشي » : ۳۸٥.
    ٤. عيون أخبار الرضا ۲ / ۲٥۸.
    ٥. من لا يحضره الفقيه « للشيخ الصدوق » : ٥۷۱ نقلاً عن مفاتيح الجنان « للقمي ».
    ٦. نفس المصدر السابق.
    ۷. نفس المصدر السابق راجع للمفاتيح.
    ۸. نقلاً عن حياة الامام الرضا « للقرشي » : ۳٥۱ نقلاً عن جوهرة الكلام : ۱٤٦.
    مقتبس من كتاب : [ المحاضرات المنبريّة في المجالس الصفريّة ] / الصفحة : ۲۱۷ ـ ۲۲٥

  • 1

    المأمون العباسي يطلب مدحه:
    قال علي بن محمّد بن سليمان النوفلي: «ان المأمون لما جعل علي بن موسى الرضا عليه السّلام ولي عهده، وان الشعراء قصدوا المأمون ووصلهم بأموال جمة حين مدحوا الرضا عليه السّلام وصوبوا رأي المأمون في الأشعار، دون أبي نواس، فانه لم يقصده ولم يمدحه ودخل على المأمون، فقال له: يا أبا نواس، قد علمت مكان علي بن موسى الرضا مني وما أكرمته به، فلماذا أخّرت مدحه وأنت شاعر زمانك وقريع دهرك؟ فأنشد يقول:

    قيل لي: أنت أوحد الناس طراً         في فنون من الكلام النبيه
    لك من جوهر الكلام بديع                 يثمر الدر في يدي مجتنيه
    فعلى ما تركت مدح ابن موسى       والخصال التي تجمّعن فيه
    قلت: لا أهتدي لمدح إمام                كان جبريل خادماً لأبيه

    فقال المأمون: أحسنت، ووصله عن المال بمثل الذي وصل به كافة الشعراء وفضله عليهم»(1).

    أبو نواس شاعر البلاط العباسي:
    قال أبو العباس محمّد بن يزيد المبرّد: «خرج أبو نواس ذات يوم من داره فبصر براكب قد حاذاه فسأل عنه ولم ير وجهه، فقيل: انه علي بن موسى الرضا، فأنشأ يقول:
    إذا أبصرتك العين من بعد غاية       وعارض فيك الشك أثبتك القلب
    ولو أن قوماً أمّموك لقادهم            نسيمك حتى يستدل به الركب»(2)
    قال محمّد بن يحيى الفارسي: «نظر أبو نواس الى أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السّلام ذات يوم، وقد خرج من عند الخليفة على بغلة له، فدنا منه أبو نواس وسلم عليه وقال: يا ابن رسول الله قد قلت فيك أبياتاً فأحبّ أن تسمعها مني، قال: هات فأنشأ يقول:

    مطهرون نقيّاتٌ ثيابهم                تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا
    من لم يكن علوياً حين تنسبه      فما له في قديم الدهر مفتخر
    والله لما بدا خلقاً فأتقنه             صفّاكم واصطفاكم أيها البشر
    وأنتم الملأ الأعلى وعندكم          علم الكتاب وما جاءت به السور

    فقال الرضا عليه السّلام: قد جئت بأبيات ما سبقك اليها أحد، ثم قال: يا غلام، هل معك من نفقتنا شيء؟ فقال: ثلاث مائة دينار، فقال: أعطها إياه، ثم قال عليه السّلام: لعله استقلّها؟ يا غلام سق اليه البغلة»(3).

    قال الحمويني: «الإمام الثامن مظهر خفيات الأسرار، ومبرز خبيّات الأمور الكوامن، منبع المكارم والميامن، ومتبع الأعالي الحضارم والأيامن، منيع الجناب، رفيع القباب، وسيع الرحاب، هموم السحاب عزيز الالطاف، غزير الأكناف أمير الأشراف، قرة عين آل ياسين وآل عبد مناف، السيد الطاهر المعصوم، والعارف بحقائق العلوم، والواقف على غوامض السر المكتوم، والمخبر بما هو آت، وعما غبر ومضى، المرضي عند الله الله سبحانه برضاه عنه في جميع الأحوال ولذا لقب بالرضا، علي بن موسى صلوات الله على محمّد وآله خصوصاً عليه ما سحّ سحاب وهما، وطلع نبات ونما»(4).

    وقال ابن حجر الهيتمي: «وكان أولاد موسى بن جعفر حين وفاته سبعة وثلاثين ذكراً وأنثى، منهم (علي الرضا) وهو أنبههم ذكراً وأجلّهم قدراً، ومن ثم أحلّه المأمون محل مهجته وأنكحه ابنته وأشركه في مملكته، وفوّض اليه أمر خلافته، فانه كتب بيده كتاباً سنة احدى ومائتين بأن علياً الرضا ولي عهده واشهد عليه جمعاً كثيرين، لكنه توفي قبله فأسف عليه كثيراً، وأخبر قبل موته بأنه يأكل عنباً ورمّاناً مبثوثاً ويموت وأن المأمون يريد دفنه خلف الرشيد فلم يستطع، فكان ذلك كله كما أخبر به»(5).

    وقال النسابة الشهير ابن عنبة: «علي بن موسى الكاظم ويكنى أبا الحسن ولم يكن في الطالبيين في عصره مثله، بايع له المأمون بولاية العهد، وضرب اسمه على الدنانير والدراهم، وخطب له على المنابر، ثم توفي بطوس ودفن بها»(6).

    وقال المؤرخ ابن خلكان: «أبو الحسن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين، وهو أحد الأئمة الاثني عشر على اعتقاد الإمامية، وكان المأمون قد زوّجه ابنته أم حبيب ]في سنة اثنتين ومأتين [وجعله ولي عهده، وضرب اسمه على الدينار والدراهم، وكان السبب في ذلك أنه استحضر اولاد العباس الرجال منهم والنساء وهو بمدينة مرو، وكان عددهم ثلاثة وثلاثين ألفاًما بين الكبار والصغار واستدعى عليّاً المذكور، فأنزله أحسن منزلة، وجمع خواص الأولياء، وأخبرهم انه نظر في أولاد العبّاس، وأولاد علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، فلم يجد في وقته احداً أفضل ولا أحق بالأمر من علي الرضا فبايعه، وأمر بإزالة السواد من اللباس والاعلام، ونمى الخبر الى من بالعراق من أولاد العباس، فعلموا أن في ذلك خروج الأمر عنهم فخلعوا المأمون، وبايعوا إبراهيم بن المهدي، وهو عم المأمون، وذلك يوم الخميس لخمس خلون من المحرم سنة اثنتين وقيل: سنة ثلاث ومأتين»(7).

    وقال الحافظ السمهودي: «علي الرضا بن موسى الكاظم كان أوحد زمانه جليل القدر، أسلم على يده أبو محفوظ معروف الكرخي... وقال له المأمون: بأي وجه جدك علي بن أبي طالب قسيم الجنة والنار؟ فقال: يا أميرالمؤمنين ألم ترو عن أبيك عن آبائه عن عبد الله بن عباس، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: حب علي ايمان وبغضه كفر؟ قال: بلى، قال الرضا عليه السّلام: فقسم الجنة والنار إذاً كان على حبه وبغضه، فقال المأمون: لا أبقاني الله بعدك يا أبا الحسن. أشهد أنك وارث علم رسول الله صلّى الله عليه»(8).

    وقال ابن الشهر زوري في مناقب الأبرار: «ان معروف الكرخي كان من موالي علي بن موسى الرضا، وكان أبواه نصرانيين فسلّما معروفاً الى المعلم وهو صبي، فكان المعلم يقول له: قل ثالث ثلاثة، وهو يقول: بل هو الواحد فضربه المعلم ضرباً مبرحاً فهرب ومضى الى الرضا عليه السّلام وأسلم على يده، ثم انه أتى داره فدق الباب فقال أبوه: من بالباب؟ فقال: معروف، فقال: على أي دين قال: علي ديني الحنيفي، فأسلم أبوه ببركات الرضا عليه السّلام. قال معروف فعشت زماناً ثم تركت كل ما كنت فيه الاّ خدمة مولاي علي بن موسى الرضا عليه السلام»(9).

    وقال أحمد باكثير الحضرمي الشافعي: «قال أبو حبيب: رأيت النبي صلّى الله عليه وسلّم في المنام، وكأنه في المسجد الذي ينزله الحجاج من بلدنا في كل سنة وكأني مضيت اليه وسلمت عليه، ووقفت بين يديه، فوجدته جالساً على حصير وعنده طبق من خوص المدينة فيه تمر صيحاني، وكأنه قبض قبضة من ذلك التمر فناولنيها فعددتها فوجدتها ثماني عشرة تمرة فقلت: اني أعيش بعدد كلّ تمرة سنة فلما كان بعد عشرين يوماً وأنا في أرض تعمر للزراعة، إذ جاءني من أخبرني بقدوم أبي الحسن علي الرضا بن موسى الكاظم من المدينة ونزوله ذلك المسجد، ورأيت الناس يسعون اليه للسلام من كل جانب، فمضيت نحوه فإذا هو جالس في الموضع الذي رأيت النبي صلّى الله عليه وسلّم جالساً فيه وتحته حصير مثل الحصير التي رأيتها تحته صلّى الله عليه وآله وسلّم وبين يديه طبق من خوص وفيه تمر صيحاني فسلمت عليه فرد علي السلام واستدناني وناولني قبضةً من ذلك التمر فعددتها فإذا هي بعددما ناولنيها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في النوم ثماني عشرة حبة، فقلت: زدني يا ابن رسول الله فقال: لو زادك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لزدناك»(10).

    وقال كمال الدين محمّد بن طلحة الشافعي:«أبو الحسن علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق عليهم السلام، قد تقدم القول في أمير المؤمنين علي وفي زين العابدين علي وجاء هذا علي الرضا ثالثهما، ومن أمعن نظره وفكره وجده في الحقيقة وارثهما فيحكم كونه ثلاث العليين، نمى ايمانه وعلا شأنه، وارتفع مكانه واتسع امكانه وكثر أعوانه، وظهر برهانه حتى أحلّه الخليفة المأمون محلّ مهجته، وأشركه في مملكته، وفوّض اليه أمر خلافته وعقد له على رؤوس الاشهاد عقد نكاح ابنته، وكانت مناقبه علية وصفاته الشريفة سنية ومكارمه حاتميّة وشنشنة اخزميّة وأخلاقه عربية، ونفسه الشريفة هاشمية، وارومته الكريمة نبوية، فمهما عدّ من مزاياه كان أعظم منه، ومهما فصّل من مناقبه كان أعلى رتبة عنه»(11).

    وقال العلامة سبط ابن الجوزي الحنفي: «أبو الحسن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ويلقب بالولي والوفي، وأمه أم ولد تسمى الخيزران.
    قال الواقدي سمع علي الحديث من أبيه وعمومته وغيرهم وكان ثقةً، يفتي بمسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله وهو ابن نيف وعشرين سنة، وهو من الطبقة الثامنة من التابعين من أهل المدينة»(12).

    وقال الشبلنجي الشافعي: «قال إبراهيم بن العبّاس: ما رأيت الرضا سئل عن شيء الاّ علمه ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان الى وقت عصره، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال من كل شيء فيجيبه الجواب الشافي، وكان قليل النوم كثير الصوم لا يفوته صوم ثلاثة أيام من كل شهر ويقول: ذلك صيام الدهر، وكان كثير المعروف والصدقة، وأكثر ما يكون ذلك منه في الليالي المظلمة، وكان جلوسه في الصيف على حصير وفي الشتاء على مسح(13).

    وقال أبو عباد: كان جلوس الرضا في الصيف على حصير وفي الشتاء على مسح، ولبسه الغليظ من الثياب حتى إذا برز للناس تزين لهم»(14).
    وقال الحافظ ابن كثير: «علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي العلوي الملقّب بالرضا، كان المأمون قد همّ أن ينزل له عن الخلافة فأبى عليه ذلك، فجعله ولي العهد من بعده كما قدمنا ذلك.

    توفي في صفر من هذه السنة ـ 203 ـ بطوس، وقد روى الحديث عن أبيه وغيره. وعنه جماعة منهم المأمون وأبو الصلت الهروي وأبو عثمان المازني النحوي، وقال سمعته يقول: الله أعدل من أن يكلف العباد ما لا يطيقون، وهم أعجز من أن يفعلوا ما يريدون. ومن شعره:

    كلنا يأمل مداً في الأجل        والمنايا هن آفات الأمل
    لا تغرنك أباطيل المنى          والزم القصد ودع عنك العلل
    انما الدنيا كظل زائل             حل فيه راكب ثم ارتحل(15)

    وقال الحاكم أبو عبد الله محمّد بن عبد الله البيّع: «علي بن موسى أبو الحسن ورد نيسابور سنة مأتين، وكان يفتي في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو ابن نيّف وعشرين سنة. روى عنه من أئمة الحديث: المعلى بن منصور الرازي وآدم بن أبي اياس العسقلاني ومحمّد بن أبي رافع القصري القشيري، ونصر بن علي الجهضمي وغيرهم، واستشهد «بسناباد» من طوس في ]شهر[ رمضان سنة ثلاث ومأتين، وهو ابن تسع وأربعين سنة وستة اشهر»(16).

    وقال محمّد فريد وجدي: «الرضا هو أبو الحسن علي الرضا ابن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن زين العابدين، هو في اعتقاد الإمامية أحد الأئمة الاثنا عشر، زوجه المأمون ابنته وجعله ولي عهده وضرب اسمه على الدينار والدرهم، يقال: ان السبب في ذلك انه استحضر أولاد العباس رجالا ونساءً وهو بمدينة مرو فأحصاهم فبلغوا ثلاثة وثلاثين ألفاً واستدعى علياً المذكور فأكرمه، ثم جمع خواص الدولة وأخبرهم بأنه نظر في أولاد العباس وأولاد علي بن أبي طالب فلم يجد في وقته أحداً أفضل ولا أحق بالأمر من علي الرضا، فبايعه وأمر بإزالة السواد من اللباس والاعلام»(17).
    ---------------------------------------------------------------------------------------------------
    (1) عيون أخبار الرضا ج2 ص142 رقم 9.
    (2) فرائد السمطين ج2 ص202 رقم 481 ورواه الصدوق في العيون ص144 رقم 11.
    (3) فرائد السمطين ج2 ص201 رقم 480، ورواه الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السّلام ج2 ص143 الباب 40 الرقم 10، والشبلنجي في نور الأبصار ص178.
    (4) فرائد السمطين ج2 ص187.
    (5) الصواعق المحرقة ص122.
    (6) عمدة الطالب ص198.
    (7) وفيات الأعيان ج2 ص432.
    (8) جواهر العقدين ص353 مخطوط.
    (9) المناقب لابن شهر آشوب ج4 ص361.
    (10) وسيلة المآل ص425 مخطوط.
    (11) مطالب السؤول ص230 مخطوط.
    (12) تذكرة الخواص ص351.
    (13) نور الأبصار ص180 والمسح بالكسر والسكون، ويعبر عنه بالبلاس: الكساء من الشعر (لسان العرب) ج2 ص596، مجمع البحرين ج2 ص414.
    (14) عيون أخبار الرضا ج2 ص178.
    (15) البداية والنهاية ج10 ص250.
    (16) فرائد السمطين ج2 ص199 رقم 487.
    (17) دائرة المعارف لمحمّد فريد وجدي ج4 ص250.

    المصدر : قادتنا كيف نعرفهم

  • 1

    الإمامُ الرّضَا علَيه السّلامُ :
    من صلى على النبي بهذه الصلاة هُدمت ذنوبه ، وغُفرت خطاياه ، ودام سروره ، واستُجيب دعاؤه ، وأُعطي أمله ، وبُسط له في رزقه ، وأُعين على عدوه، وهُيء له سبب أنواع الخير ، وُيجعل من رفقاء نبيّه في الجنان الأعلى ومن سرّ محمد وآل محمد فليصلِّ بهذه الصلاة :اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمّدٍ وَآلِ مُحَمّدٍ في الأولينَ وَصَلِّ عَلى مُحَمّدٍ وَآلِ مُحَمّدٍ في الاخِرينَ وَصَلِّ عَلى مُحَمّدٍ وَآلِ مُحَمّدٍ في المَلا الاعْلى وَصَلِّ عَلى مُحَمّدٍ وَآلِ مُحَمّدٍ في المُرْسَلينَ، اللّهُمَّ أعْطِ مُحَمّداً الوَسيلَةَ وَالشّرَفَ وَالفَضيلَةَ وَالدَّرَجَةَ الكَبيرَةَ، اللّهُمَّ إِنّي آمَنْتُ بمُحَمّد صَلّى الله عَلَيهِ وَآلِهِ وَلَمْ أرَهُ فَلاتَحْرِمْني يَوْمَ القيامَةِ رؤيَتَهُ وَارْزُقْني صُحْبَتَهُ وَتَوَفّني عَلى مِلّتَهُ واسْقِني مِنْ حَوْضِهِ مَشْرَبا رَوِيّا سائِغا هَنيّا لا أظْمأُ بَعْدَهُ أبَداً، إنّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ، اللّهُمَّ كَما آمَنْتُ بِمُحَمّدٍ صَلّى الله عَلَيهِ وَآلِهِ وَلَمْ أرَهُ فَأرِني في الجِنانِ وَجْهَهُ، اللّهُمَّ بَلّغْ روحَ مُحَمّدٍ عَنّي تَحيّةً كَثيرةً وَسَلاما.

    المصدر :
    بحار الانوار ج 91 ص 59

  • 1

    السؤال: ماذا قال علماء أهل السنة حول شخصية الإمام الرضا (عليه السلام) ؟ الجواب الاجمالي: الجواب التفصيلي: أثنى علماء أهل السنة بمختلف الأقوال على الشخصية الرفيعة للإمام الرضا(عليه السلام)، ونشير هنا إلى بعض كلماتهم:
    1 ـ ابن حجر الهیتمي
    «وکان اولاد موسى بن جعفر حین وفاته سبعة وثلاثین ذکراً وانثى، منهم عليّ الرضا وهو أنبههم ذکراً واجلّهم قدراً»(1).
    2 ـ السمهودي
    «علي الرضا بن موسى الکاظم، کان اوحد زمانه، جلیل القدر، اسلم على یده ابو محفوظ معروف الکرخي»(2).
    3 ـ ابن حجر العسقلاني
    «کان الرضا من اهل العلم والفضل مع شرف النسب»(3).
    4 ـ الذهبي
    «الامام السید ابو الحسن الرضا... وکان من اهل العلم والدین والسؤدد بمکان»(4). وقال كذلك «وقد کان علي الرضا کبیر الشأن، اهلا للخلافة»(5).
    5 ـ خیر الدین الزركلي
    «علي بن موسى الکاظم بن جعفر الصادق، ابو الحسن الملقب بالرضا، ثامن الأئمة الاثنى عشر عند الامامیة ومن اجلاء السادة اهل البیت وفضلائهم...»(6).
    6 ـ الشیخ عبد الله الشبراوي الشافعي
    «علي الرضا ـ (رضي الله عنه) ـ کانت مناقبه علیّة وصفاته سنیّة... وکراماته اکثر من ان تحصى واشهر من ان تذکر»(7).
    7 ـ عبد الله بن اسعد الیافعي
    «الامام الجلیل المعظم، سلالة السادة الاکارم، ابو الحسن علي بن موسى الکاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر(علیهم السلام)... احد الأئمة الاثنى عشر، أولى المناقب الذین انتسبت الامامیة إلیهم وقصّروا بناء مذهبهم علیهم»(9).
    8 ـ احمد بن یوسف ابو العباس القرماني
    قال في حق الإمام الرضا(علیه السلام): «وکانت مناقبه علیّة وصفاته سنیّة، وکراماته کثیرة ومناقبه شهیرة، وکان قلیل النوم، کثیر الصوم. وکان جلوسه في الصیف على حصیر وفي الشتاء على جلد شاة»(9).
    9 ـ یوسف بن اسماعیل النهباني
    «علي الرضا بن موسى الکاظم بن جعفر الصادق، احد اکابر الأئمة ومصابیح الأمة من اهل بیت النبوة ومعادن العلم والعرفان والکرم والفتوة، کان عظیم القدر، مشهور الذکر، وله کرامات کثیرة منها انّه قال لرجل صحیح سلیم: استعدّ لما لابدّ منه، فمات بعد ثلاثة ایّام»(10).
    10 ـ ابن ابي الحدید المعتزلي
    «ومن رجالنا موسى بن جعفر بن محمّد وهو العبد الصالح، جمع من الفقه والدین والنسک والحلم والصبر. وابنه علي بن موسى المرشّح للخلافة والمخطوب له بالعهد. کان اعلم الناس واسخى الناس واکرم الناس اخلاقاً»(11).
    11 ـ محمّد امین السویدي
    «کانت اخلاقه علیّة وصفاته سنیّة... کراماته کثیرة ومناقبه شهیرة لا یسعها مثل هذا الموضع»(12).
    12 ـ محمّد بن وهیب
    «و کراماته کثیرة ـ (رضي الله عنه) ـ اذ هو فرید زمانه»(13)،(14).
    -----------------------------------------------------------------------------------------
    1. الصواعق المحرقة، ص 122.
    2. جواهر العقدین، ص 353.
    3. تهذیب التهذیب.
    4. سیر اعلام النبلاء، ج 9، ص 387 و388.
    5. سیر اعلام النبلاء، ج 9، ص 392.
    6. الأعلام، ج 5، ص 26.
    7. جامع کرامات الأولیاء، ج 2، ص 312.
    8. مرآة الجنان، ج 2، ص 11.
    9. اخبار الدول، ص 114.
    10. جامع کرامات الاولیاء، ص 311.
    11. شرح نهج البلاغة، ج 15، ص 278.
    12. سبائک الذهب، ص 75.
    13. جوهرة الکلام، ص 143.
    14. اهل البیت من منظار أهل السنة، علي اصغر الرضواني، ص 138.

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

اللطميات

مشاهدة الكل

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page