تأسس عزاء طويريج عام 1855 م من قبل مجموعة من أبناء مدينة طويريج , وكان في مقدمتهم السيد صالح القزويني, حيث كان يقيم مجلساً للتعزية الحسينية في داره التي كانت تغص بأبناء المدينة المحبين للإمام الحسين عليه السلام .في اليوم العاشر من محرم من السنة المذكورة , وبعد إنتهاء مجلس العزاء طلب السيد صالح من حارسه أن يجلب له فرسه , وما أن جيء بها قال للحاضرين أنه قرر التوجه الى كربلاء لمواساة الأمام الحسين عليه السلام , فما كان من الحاضرين إلا أن هتفوا ( يا حسين – يا حسين ) ثم توجهوا نحو مدينة كربلاء وبعد وصولهم الى ( كنطرة السلام ) التي كانت تقع على الطريق قاموا بإداء صلاة الظهر وبعد إنتهائهم منها توجهوا الى كربلاء مهرولين وهم ينادون ( يا حسين – يا حسين ) الى أن وصلوا الى مرقد الإمام الحسين عليه السلام . وبعد إدائهم لمراسيم الزيارة توجهوا الى مرقد أخيه العباس عليه السلام , وبعد زيارتهم للمرقد توجهوا نحو المخيم الحسيني , وعند وصولهم إليه قاموا بحرق الخيم التي سبق وأن أعدها أهالي كربلاء , وبعد حرق هذه الخيم دخلوا الى المخيم الحسيني وأدوا فيه مراسيم الزيارة , وبعدها تفرقوا وعادوا الى بيوتهم .
هكذا بقي العزاء متواصلاً طيلة العشرات من السنين بعد وفاة السيد صالح القزويني عام 1887 م , وتولى قيادة العزاء بعده نجله الأكبر السيد هادي القزويني وبقي حتى وفاته عام 1928 م , وبعده تولى السيد جواد القزويني الى عام 1939 م , وبعده السيد محمد القزويني حتى عام 1947 , وبعده السيد محمد ضياء بن السيد حسين القزويني الى عام 1956 م , وبعده السيد رضا السيد حسن الى عام 1958 م , وبعده السيد محمد حسين بن السيد هادي الى عام 1973 , وبعده السيد عبد العزيز القزويني الى عام 1974 , وبعده السيد موسى بن السيد حمادي القزويني الذي أعدم من قبل نظام البعث عام 1982 , بعدها تولى العزاء السيد ناصر السيد موسى القزويني .
بعد الإنتفاضة الشعبانية عام 1991 م , منع العزاء من قبل نظام البعث وظل ممنوعاً الى عام 2003 م فعادت الجماهير المليونية في هذه السنة الى إحياء هذه المناسبة المؤلمة حيث شارك الملايين من المحبين للعترة الطاهرة في هذا العزاء الخالد وقد تولى قيادة العزاء السيد ثامرالقزويني .
وهنا لا بد من الإشارة الى أن هذا العزاء قد منع ثلاث مرات . كانت المرة الأولى في عهد الوالي العثماني حمزة بيك عام 1917 م . والمرة الثانية في العهد الملكي بأمر رئيس الوزراء آنذاك ياسين الهاشمي عام 1935 م . والمرة الثالثة في عهد البعث بين عامي 1991 و2003 م .
هذا وقد كان يشارك في هذه المسيرة المليونية عدد من كبار رجال الدين منهم آية الله العظمى الشيخ محمد تقي الحائري عام 1920 م , وآية الله العظمى السيد مهدي بحر العلوم , وآية الله الشيخ زين العابدين المازندراني , وآية الله العظمى السيد محمد مهدي الشيرازي وغيرهم .
وحيا الله الشاعر أبو فاطمة العبودي حيث قال : ركضة طويريج منو يمحيها والإمام المهدي حاضر بيها